الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 01:59 AM   رقم المشاركة : 41
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الثانية والثلاثون

فـي عـدم الـمـشــاركـة فـي مـحـبـة الـحـق

قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : ما أكثر ما تقول كل من أحبه لا تدوم محبتي إياه فيحال بيننا إما بالغيبة أو بالموت أو بالعداوة وأنواع المال بالتلف والفوات من اليد، فيقال لك : أما تعلم يا محبوب الحق المعنى المنظور إليه المغار عليه، ألم تعلم أن الله عزَّ وجلَّ غيور خلقك وتروم أن تكون لغيره، أما سمعت قوله عزَّ وجلَّ : }يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ{.المائدة54. وقوله تعالى : }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{.الذاريات56. أما سمعت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (إذا أحب الله عبدا ابتلاه فإن صبر افتناه. قيل يا رسول الله و ما افتناه. قال لم يذر له مالا ولا ولدا). وذلك لأنه إذا كان له مال وولد أحبهما فتنقص وتجزي فتصير مشتركة بين الله عزَّ وجلَّ وبين غيره والله تعالى لا يقبل الشريك وهو غيور قاهر فوق كل شئ غالب لكل شئ فيهلك شريكه ويعدمه ليخلص قلب عبده له من غير شريك فيتحقق حينئذ قوله عزَّ وجلَّ : }يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ{.المائدة54. حتى إذا تنظف القلب من الشركاء والأنداد من الأهل والمال والولد واللذات والشهوات وطلب الولايات والرياسات والكرامات والحالات والمنازل والمقامات والجنات والدرجات والقربات والزلفات فلا يبقى في القلب إرادة ولا أمنية يصير كالإناء المنثلم الذي لا يثبت فيه مائع لأنه أنكسر لفعل الله عزَّ وجلَّ كلما تجمعت فيه إرادة كسرها فعل الله وغيرته فضربت حوله سرادقات العظمة والجبروت والهيبة وأحضرت من دونها خنادق الكبرياء والسطوة فلم يخلص إلى القلب إرادة شئ من الأشياء والكرامات والحكم والعلم والعبادات فإن جميع ذلك يكون خارج القلب فلا يغار الله عزَّ وجلَّ بل يكون جميع ذلك كرامة من الله لعبده ولطفا به ونعمة ورزقا ومنفعة للواردين عليه فيكرمون به ويرحمون ويحفظون لكرامته على الله عزَّ وجلَّ فيكون خفيراً لهم وكنفا وحرزا وشفيعا دنيا وأخرى.


رد مع اقتباس