آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 18037 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12536 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 18561 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19985 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 54102 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 49314 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 41292 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 23852 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24167 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 30067 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-2006, 02:35 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

abo _mohammed

المشــرف العــــام

abo _mohammed غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









abo _mohammed غير متواجد حالياً


ابطال من الصحراء شالح بن هدلان وابنه ذيب قصة رائعة

ابطال من الصحراء شالح بن هدلان وابنه ذيب قصة رائعة


هو الفارس شالح بن حطاب بن هدلان نشأ بين أفراد قبيلة الخنافرة والتي هي فخذ من قبيلة آل محمد القحطانية

عاش إلى سنة 1340هـ وكان مثالاً بشجاعته وامانته وصدقه وحسن خلقه وكرمه ووفائه ’ وكان يحكم لحل المشاكل سواء كانت على مستوى فري أو قبلي وكان محبوباً عند قبائل قحطان والقبائل الأخرى المجاورة

وكان له أخ شقيق أصغر منه يسمى ( الفديع ) كان مثالياً بشجاعته وجرأته وإقدامة في ساحات الوغى لدرجة المغامرة بنفسة


وكان وفياً مع أخيه شالح خادما مطيعاً له اميناً محباً له تحمل كل المشاق عن أخيه شالح 0 وأصبح هو حامي ظغينتهم وكانت إبلهم لاتذهب للمرعى إلا وهو معها مدججاً بالسلاح ممتطياً صهوة جواده وكانت القبائل الأخرى لا تجرؤ على الأقتراب منها مادام الفديع معها

وذات يوم ومع بزوغ الشمس وأخاه شالح جالس حول ناره يتناول القهوة التفت إلى الإبل وهي في مباركها قرب لبيت رآها تعتب في عقلها ولم ير الفديع

فنادى شالح : الإبل تعتب في عقلها والفديع غايب عنها اين هو

فقيل له: إن زوجتك تغسل رأسه وترجله داخل البيت

فقام غاضباً وقال : الإبلحائرة في مباركها ولم تذهب إلى المرعى وأنت عند النساء يغسلن رأسك ثم أخذ من التراب ووضعه على راس أخيه

فقام الأخ البار خجلاً من أخيه وأخذ يمسح التراب عن رأسه وهو يردد ــ العفو يا أخي العفو يا أخي ــ ثم طلب من زوجة اخيه أن تسرج جواده وتحضر سلاحه وذهب للإبل مسرعاً

أما شالح فقد رجع إلى قهوته وجلس حولها وعندما أطلق الفديع عقل الإبل ذهب إلى أخيه يمشي بحذر وبخفة متناهيه من حيث لايشعر به فقبل رأسه وقبل مابين عينيه وقال في أمان الله يا أخي وركب جواده وتبع إبله

وعند غروب الشمس عاد الفديع مع إبله ثم أقبل إلى مكان أخيه في مجلسه عند القهوة وأخذ يصب لإخيه القهوة ويقص عليه أخبار يومه الفائت ويداعبه بالنكات المضحكة ويحاول أن يثبت لإخيه انه لايحمل في نفسه عليه شيء وانه لم يغنظ من حثو أخيه التراب على رأسه وكل همه رضا أخوه عليه

وفي أحد الأيام وعندما عاد الفديع بعد غروب الشمس وجلس عند أخيه كعادته 0لاحظ الفديع أن أخاه كثير التفكير وشارد البال ’ فسأله مابه وما لذي يشغل تفكيره

فقال له شالح : ياأخي ليس بي شيء ألا أنني أفكر في حالتك لأنني أتعبتك في هذه الدنيا وأنت وحدك تتحمل المشاق عني 0 وكم اتمنى أن أبنائي كبار ليساعدوك

فقال الفديع : يا أخي أنا سعيد في خدمتك وكل ما أوده أن اكون وفياً معك وأن أنال على رضاك دائما ثم أنشد :

يابو ذعار اكفيك لوني لحالي **** واصبر على الدنيا وباقي تعبها

وان غَمْ اخوه معثرين العيالي **** انا لخُويه سعد عينه عجبها

وان جن مثل مخزمات الجمالي **** كم سابق تقزي ونا من سببها

كم خفرة قد حرَّمت للدلالي **** لبست سوادٍ عقب لذة طربها

وان جيت لي قفرٍ من النشر خالي **** يفرح بي الحواز يوم أقبل بها

افديك يا شالح بحالي ومالي **** يا فارس الفرسان مقدم عربها

يا مْتِيِّه ابله بروس المفالي **** ياللي حميت حدودها يا جنبها

قال هذه الأبيات لأخيه فتأر شالح بها وأجابه بهذه القصيدة :




عندما سمع شالح بن هدلان قصيدة أخيه تأثر بها وأجاب بهذه القصيدة

لاواخوٍلي عقب فرقاه باضيع **** كني بما يجري على العمر داري

اخوي ياستر البنيّ المفارايع **** ومطلق لسان اليّ باهلها تماري

ليته عصاني مرة قال ما طيع **** كود اني أصبر يوم تجري الجواري

انا اشهد إنه لي سريع المنافيع **** عبد مليك لي ولاني يشاري

تشهد عليه مناتلات المصاريع **** واعداه من كفه تشوف العزاري

يمناه تنثر من دماهم قراطيع **** وعوق العديم اللي بِدَمَّه يثاري

جداع سفرين الوجيه المداريع **** مخَلِّي سروج الخيل منهم عواري

القلب ماينسى بعيد المناويع **** ليث على صيد المشاهير ضاري

وكأن شالح بهذه القصيدة يتوقع مستقبل أخيه لمعرفته بمغامراته وشجاعته
وذات يوم كان شالح راحل بضعينته وكان أخوه الفديع أرمد العينين وجواده تقاد مع الضعينة وهو في هودج معصوب العينين 0فأغار عليهم كوكبة من الخيل وتبين لهم أن هذه الخيل المغيرة هي خيل ــ الحمدة ــ زعماء قبيلة عتيبة الشجعان المشهورين بالفروسيه والذي يضرب المثل بشجاعتهم

فأخذ شالح يدافع عن الضعينة بكل شجاعة وكانت الحرب بينه وبين المغيرين سجالاً فمرة يكثرون عليه ويهزمونه ومرة يهزمهم ويبعدهم عن الضعينة فطال القتال بينهم وهم على هذا المنوال وقد لاحظت والدة شالح والفديع أن شالحا أعياه الطراد فنزلت من هودجها واسرجت جواد الفديع وأحضرت سلاحه وقالت أنزل وهب لمساعدة أخيك لأن القوم سيغلبونه 0 فقال يا أماه انا أذوب كمداً وحسرة ولكن كيف أرى حتى أساعد أخي

فقالت : أنا سأجعلك تبصر وكان متلهفاً لأن يرى بعينيه 00 فأنزلته أمه من الهودج وأتت بماء وغسلت به عينيه وأخذت تفتحهما بشدة حتى أنفصل كل جفن عن الأخر ونزل الدم والصديد معاً من عينه فوثب على فرسه كالنمر وهو لايبصر إلا قليلاً فاستقبلهم الفديع وجندل أول فارس ثم الثاني فالثالث فلما رأى القوم ما حل بهم ورأو شجاعته أحاطوا به ورشقوه بعدد كثير من الرماح فأصبه رمح منها أخترق رأسه فخر قتيلاً ولكن الأعداء لاذوا بالفرار 00ونزل شالح عن جواده وقلب أخاه فألفاه ميتا 00فكان نكبة موجعة له ولم يتمالك عينه من الدموع التي أنسابت على وجنتيه 00ثم أمر من حوله أن يكفنوه ويدفونه وكانوا بواد بنجد يسمى ( خفا ) وكان على جانب الوادي هضبة تسمى هضبة خفا فدفن الفديع على مقربة من هذه الهضبة ولقد رثى شالح أخاه بقصيدة تقطر من دم قلبه في هذه المقطوعة :

أمس الضحى عَدّيت روس الطويلات **** وهيضت في راس الجحا ما طرا لي

وتسابقن دموع عيني غزيرات **** وصفقت بالكف اليمين الشمالي

وجَرِّيت من خافي المعاليق ونات **** والقلب من بين الصناديق جالي

واخوي ياللي يم قارة ــ خفا ــ فات ****من عاد من عقبه بيستر خمالي

ليته كفاني سوّ بقعا ولا مات **** وانا كفيته سوّ قبر هيالي

وليته مع الحيين راعي الجمالات **** ونا فدا له من غبون الليالي

واخوي ياللي يوم الاخوان فلات **** من خلقته ماقال ذا لك وذا لي

تبكيه هجنٍ تالي الليل عجلات **** ترقب وعدها يوم غاب الهلالي

وتبكي على شوفه بنيّ عفيفات **** من عقب فقده حرمن الدلال

عوق العديم إن جا نهار المثارات **** والخيل من حسه يجيهن جفالي

وكان لشالح ثلاثة من الأبناء اكبرهم ذعار وأوسطهم ــ ذيب ــ واصغرهم عبد الله فأخذ شالح يربيهم ويدربهم على ركوب الخيل والفروسية ومن خلال تدربه لهم ونظره إليه ومن واقع الفراسة العربية لمح أن من بينهم صبياً سعيضة عن فقد أخيه الفديع لما لمح فيه من الحدة والفروسية إنه ابنه ( ذيب بن شالح ) والذي أصبح مضرب المثل في الفروسية والشجاعة والكرم واشتهر بين قبائل نجد ولم يكن اخويه ذعار وعبد الله بأقل منه شأناً بين قبائل نجد وقحطان وكان لهما فروسيتهما وأفعالهما المجيدة الأخرى ولكن شهرة ذيب طغت عليهما وعلى غيرهما وقبل أن يأتي دور ذيب بقي شالح يترقب الفرصة لأخذ ثاره من الحمده رؤساء عتيبة في قتل أخيه الفديع وقد اعد العدة لذلك وبعد مرور الأيام سنحت الفرصة لشالح لأخذ ثأر أخيه من الحمدة بعد أن تقابلوا بالميدان

وكان أحد أقارب شالح المسمى مبارك بن غنيم بن هدلان قد تعهد بأخذ ثار الفديع فعمد إلى ــ عبيد ــ بن الأمير تركي بن حميد الفارس المشهور عمد إليه في ساحة الوغى فجندله بثأر الفديع فكبر المصاب على الحمدة بفقدان فارسهم عبيد بن تركي بن حميد وكان خسارة مؤلمه لهم وأخذ أخوه ــ ضيف الله ــ بن تركي يتمثل هذه البيات متوعداً قبيلة قحطان التي قتلت أخاه ومحرضاً الأمير محمد بن هندي بن حميد إلى ذلك فقال :





نعود لقصيدة ضيف الله بن تركي والتي يقول فيها

ياونتي ونة كسير الجبارة **** إلى وقف ماحتال وليا قعد ون

عليك ياشباب ضو المنارة **** عليك ترفات الصبايا ينوحن

من مات عقب عبيد قِلنا ِودَاره **** لاباكيٍ عقبه وَلاَقَايل من

تبكيك صِفرٍ البسوها غياره **** تبكيك يوم ان السبايا ينعن

وتبكيك وُضحٍ ربَّعت بالزبارة **** اليا قِزن من خايع مايردن

الخيل غقب عبيد ما به نماره **** وش عاد لو راحن وش عاد لو جن

يا شيخ ماتامر عليهم بغارة **** كود الجروح اللي على القلب يبرن

يقطع صبي ما ينادي بثاره **** إلى اقبلن ذولى وذوليك قفن

يااهل الرمك كل يعَسِّف مهاره **** والمنع مانطريه لاهم ولاحن

فأجابه شالح بن هدلان بقصيدة قال فيها :
ضيف الله اشرب ماشربنا مرارة **** إصبر وكنك شالحٍ يوم حزن

وراح الفديع اللي علينا خسارة **** واخذ قضاه عبيد حامي ثِقلْهن

يمنى رمت به ماتجيها الجبارة **** اللي رمت بعبيد في معتلجهن

من نسل ابوي وضاريٍ للشطاره **** يصيب رمحه يوم الارماح يخطن

وعبيد خللِّي طايح بالمغارة **** عليه عكفان المخالب يحومن

وعادتنا بالصيد ناخذ خياره **** ثلاثة الجذعان غصبن بلا من

ماني بِقَصَّادٍ بليا نماره **** أجدع نطيحي بالسهل وإن تلاقن

من حل دار الناس حلو دياره **** لابد ماتسكن دياره ويغبن

ومن شق ستر الناس شقوا ستاره **** ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سن

وان كان ضيف الله يعسف مهاره **** فمهارنا من عصر الاول يطيعن

وهنا نوه شالح بن هدلان عن مقتل عبيد بن تركي وانه أخذ ثأر الفديع منه وكذلك أشار إلى مقتل الثلاثة الجذعان أي ( الشبان )

وهم

سلطان بن محمد بن هندي 00 ونايف بن محمد بن هندي 00 وابن عم لهم
ونرجع إلى الفتى ذيب بن شالح بن هدلان والذي ما إن بلغ الرابعة عشرة من عمره إلا وقد تدرب على ركوب الخيل وقد رباه ابوه أحسن تربية وذات يوم أجتمع مشائخ الحي من أقارب شالح بن هدلان وهم أبناء عمه السفارين أجتمعوا للرأي والمشورة ولم يدعوا شالح لحضور الإجتماع وفي أخر إجتماعهم أرسلوا إليه رسولاً يدعوه إليهم وكان عنده علم بإجتماعهم فقال لرسولهم أخبرهم أني لن أحضر إجتماعهم لأنهم أجتمعوا قبل أن يخبروني وأنا سأرحل عنهم حالاً إلى قبيلة الدواسر ثم شد رحله وحاولوا أن يثنوه إلا أنه كان مصمماً على الرحيل وأرسل لهم هذه القصيدة

أنا ليا كثرة لشاوير ماشير **** وحلفت ماني بارزٍ من دعاني

وانا صديقه في ليالي المعاسير **** والاَّ الرخاكلٍّ يسد بمكاني

وشوري ليا هجت توالي المظاهير **** شلفا عليها رايب الدم قاني

شلفا معودها لجدع المشاهير **** يوم السبايا كنها الديدحاني

ماني بخبلٍ مايعرف المعابير **** قدني على قطع الفِرَج مرجعاني

إن سندوا حدرت يم الجوافير **** وإن حدروا سندت لمريِّغاني

ناخذ بخيران المريبخ مسايير **** ومادبر المولى على العبد كاني

فرحل إلى قبيلة الدواسر وعندما وصل إليهم أكرموه واعزوه فصادف ذات يوم وهو عندهم ان أغار عليهم فرسان من قبيلة عتيبة اخر النهار وكان ذيب بن شالح قد بلغ من العمر الرابعة عشر ة إلا أنه قد دربه أبوه على الفروسية والقتال 000 لبقية في الغد إنشاء الله



ذهب شالح بن هدلان إلى قبيلة الدواسر وعندما وصل إليهم أكرموه واعزوه , وصادف أثناء وجوده بينهم أن أغار عليهم فرسان من قبيلة عتيبة آخر النهار وكان ذيب بن شالح قد بلغ من العمر اربعة عشر عاما , ولكن والده كان قد أعده لمثل هذا اليوم وعلمه فنون الفروسية والكر والفر وفنون القتال , واعد له جواداً من الخيل الأصيلة لأنه يعلق عليه آمال جسام

وعندما علم الدواسر بغارة الفرسان على إبلهم ركبوا خيولهم وكروا على القوم المغيرين وكان جارهم ــ ذيب ــ الصغير سناً الكبير همة معهم

وعندما تجاولوا على الخيل عند الإبل منع الدواسر إبلهم وراحوا يطاردون المغيرين من قبيلة عتيبة وكانت الشمس قد غربت , فدفع ذيب جواده بسرعة البرق على فارس من قبيلة عتيبة كان في مؤخرة الفرسان يدافع عن جماعته فلكزه برمحه فرماه عن جواده واخذ الجواد غنيمة

وكانت صفراء اللون تميل إلى البياض وكانت غريبة الشكل لايعادلها من الخيل شيء فرجع فرسان الدواسر منتصرين بعد أن هزمو ا القوم وأخذوا منهم عدد من الخيل

ورجع ذيب مع جيرانه منتصراً وغانماً أجمل جواد في نجد وكانت هذه أول وقعة يشها ــ ذيب ــ فأسرع أحد فرسان الدواسر ليبشر جارهم شالح أن ابنه بخير وقد عاد مع الفرسان منتصرا وأنه غنم جواداً لايعادله جواد في نجد ولما وصل الفارس إلى شالح وجده واقفاً أمام بيته تيرقب أخبار ابنه الغالي فزف إليه الدوسري البشارة فتهلل وجه شالح يشراً وفرحاً ولما وصل ــ ذيب ــ ترجل عن الجواد الذي غنمه من القوم وجاء يمشي نحو أبيه بخطوات ثابته كأنه النمر فسلم على أبيه وقبل جيبنه وسلم له عنان الجواد الذي غنمه فشكره أبوه وقال هذا ظني فيك يا ذيب , وعندما رأى شالح الجواد عرف أن له شأن عظيم وفي الصباح أعاد النظر في الجواد فإذا هي التي يضرب بها المثل عند قبيلة عتيبة وقبائل نجد وكانت تسمى ( العزبة )

وعندما علم بها الأمير محمد بن سعود بن فيصل وعلم بها أمير حائل محمد بن رشيد أرسل كل واحد منهم رسله يطلبون الجواد من شالح ولكن شالح أعتذر من الرسل وقال لهم بصريح العبارة أن هذا الجواد أخذه ــ ذيب ــ من الأعداء وهي لاتصلح إلا له

ثم أنشد
يا سَابِقي كثرة علوم العرب فيك **** علم الملوك من اولٍ ثم تالي

لانيب لابايع ولاني بمهديك **** وانا اللي أستاهل هدو كل غالي

وانتي من الثلث المحرم ولا اعطيك **** ونتي بها الدنيا شريدة حلالي

ياما حلىخطوى القلاعة تباريك **** افرِح بها قلب الصديق الموالي

وياما حلى زين الندا في مواطيك ****في عَثعَثٍ توه من الوسم سالي

وياحلو شمشولٍ من البدو يتليك **** بقفرٍ به الجازي تربِّي الغزالي

الخير كله نابتٍ في نواصيك **** وادْله ليا راعيت زولك قبالي

جابك صبي الجواد من كف راعيك **** جابك عقاب الخيل ذيب العيالي

ياسابقي نبِي نِبَعِّد مشاحيك **** والبعد سلم مكرمين السبالي

يم الجنوب وديرته ننتخي فيك **** لِرَبعٍ من الأوناس قفر وخالي

وبعد أن قال هذه القصيدة رحل إلى الربع الخالي كما ذكر في قصيدته وابعد عن الأمير ابن سعود , وعن محمد بن رشيد لئلا يأخذا جواد أبنه قسراً و بهذه الفترة بعد يلمع نجم ــ ذيب ــ الخيل وبدأت الأنظار تتجه إلى الفارس الشاب الشجاع وزادت أخبار شجاعته وفروسيته انتشارا وأخذ الناس يتحدثون عنه 00 وكان ذيب يسأل أباه ورجال الحي من قبيلة الخنافرة 0عن مصدر الخطر الذي يتوقعونه ؟ ومن ايب جهة يمكن العدو أن يفاجأنا منها ؟
فيقولون له 000000

وإلى بطل قصتنا

وبعد أن قال هذه القصيدة رحل إلى الربع الخالي كما ذكر في قصيدته وابعد عن الأمير ابن سعود , وعن محمد بن رشيد لئلا يأخذا جواد أبنه قسراً و بهذه الفترة بعد يلمع نجم ــ ذيب ــ الخيل وبدأت الأنظار تتجه إلى الفارس الشاب الشجاع وزادت أخبار شجاعته وفروسيته انتشارا وأخذ الناس يتحدثون عنه 00 وكان ذيب يسأل أباه ورجال الحي من قبيلة الخنافرة 0عن مصدر الخطر الذي يتوقعونه ؟ ومن ايب جهة يمكن العدو أن يفاجأنا منها ؟

فيقولون له هو من جهة قبيلة عتيبة من ناحية الشمال فيقول ذيب لراعي إبله اذهب بإبلي إلى الشمال أي إلى ناحية الخطر الذي يمكن أن يكون من ناحية عتيبة ويتفوه بفخر وأعتزاز قائلاً سأحمي ابلي وابل قبيلة الخنافرة من اي غازي كان سواء من قبيلة عتيبة أو غيرها فتذهب ابله وترجع سالمة ولايمكن لأحد أن يتجرأ عليها مادام ذيب الفارس المغوار موجود معها

ومما قيل عن شالح بن هدلان انه إذا جلس في مجلسه وحوله رجال القبيلة ينادي أبنه ذيب فيأتيه مسرعا فيأخذه الأب ويقبله كأنه طفل صغير ثم ينفجر باكياً وقد لامه قومه كثيراً على هذا التصرف قائلين كيف تقبِّل ذيب وكأنه طفل صغير

فيقول : دعوني أقبله وابكي عليه واودعه كل يوم , لأنني أتخيل اني سأحرم منه في يوم من الأيام

لأن من كان يخوض غمار المعارك بمثل بطولة وشجاعة ذيب ومغامراته واندفاعه في المعارك لايمكن أن يكون من أصحاب الأعمار الطويلة ثم قال قصيدته المشهورة

ما ذِكر حيٍ بكى حي ياذيب **** واليوم أنا بابكيك لو كنت حيا

ويا ذيب يبكونك هل الفطَّر الشِّيب **** إن لايَعَتهُم مثل خيل المحيا

وتبكيك قطعان عليها الكواليب **** وشيَّال حِمل اللي يبون الكفيا

وتبكيك وضح علقوها دباديب **** إن رددت من يمة الخوف عيا

ويبكيك من صكت عليه المغاليب **** إن صاح بأعلى الصوت ياهل الحميا

ننزل بك الحزم المطرِّف ليا هيب **** إن رددوهن ناقلين العصيا

أنا أشهد إنك بيننا منقع الطيب **** والطيب عسرٍ مطلبه ما تهيا

ولقد زادته هذه القصيدة شهره واسعه في نجد وسارت بها وأشعارها الركبان

أخذ الغزاة يتحاشون الغارة على قبيلة الخنافرة خوفاً من ذيب حتى أن الأمير محمد بن هندي بن حميد قال لفرسان قبيلة عتيبة :

أنا أوصيكم بأنكم إذا اغرتم على إبل العدو وسمعتم عندها من يعتزي بقوله : خيال البلها وانا بن دارج فلا تطمعوا بالأبل انجو بأنفسكم
لأن هذه نخوة قبيلة الخنافرة من قحطان

ويقال أن الملك عبد لعزيز طيب الله ثراه اغارت فرسانه على شالح بن هدلان ولم يعرف أن هذه ابل شالح وابنه ذيب

هنا قصيده

أمس الضحى عَدّيت روس الطويلات **** وهيضت في راس الجحا ما طرا لي

وتسابقن دموع عيني غزيرات **** وصفقت بالكف اليمين الشمالي

Cant See Links


ويقال ان الملك عبد العزيز رحمه الله اغارات فرسانه على شالح بن هدلان ولم يعرف أن هذه ابل شالح وكان فرسان الملك عبد العزيز يعدون بالمئات . اغارت هذه الفرسان على ظعينة شالح وابنه ولم يكن حاضراً من القبيلة سوى شالح وابنه ذيب وأخوته , فأخذ ذيب يصد الخيل المغيرة ببسالة متناهية وشجاعة فذة وقد أغرت عليه الخيل مع بزوغ الشمس وأخذ ذيب يدافع عن ظعن أبيه وابله . إلى ما بعد صلاة العصر وهزم الخيل المغيرة بعد أن قتل الأمير فهد بن جلوي , ابن عم الملك عبد العزيز صاحب ( الشلفا ) التي حربتها لازالت في باب قصر عجلان المسمى ـ المصمك ـ بمدينة الرياض وأيضاً رمى ذيب بالأمير تركي بن عبد الله ال سعود بن عم الملك عبد العزيز رمى به على الأرض وجرحه بجنبه وجندل معه تسعة من الفرسان وكان ذيب في أوج المعركة يأمر رعيان ابله بأن لايصلفوا بهجيجهم لئلا يتاثر أبوه حيث كان أبوه طاعنا في السن

تخلص ذيب من فرسان الملك عبد العزيز بفروسية نادرة لايضاهيها اية فروسية

فمن الذي يستطيع أن يحمي نفسه من فرسان الملك عبد العزيز منفرداً لا شك أن هذه المعجزة تجلت بصحراء نجد سجلها فتى همته العلياء نشأ وترعرع بصحراء نجد القاسية وسجل هذه المفخرة وعمره لايتجاوز الثانية والعشرين
وعندما رجعت خيول الملك عبد العزيز والتي اغارت بدون علمه وأخبره رجالها بما حدث تأسف الملك عبد العزيز

وقال :

لو عرفت أن الظعينة هي ظعينة شالح بن هدلان لأمرتكم بالرجوع لأنه شخص طيب ولا أحب أن أفاجئه هو وأبنائه عند محارمهم وعند ابله
ثم أرسل إلى شالح رسولاً بكتاب يؤمنه فيه ويقول :

أنني قد عفوت عنه وله الأمان وعليه أن يرجع بالسمع والطاعة
فرجع شالح بعد أن أمنه الملك عبد العزيز وحماه وحذر أقاربه من آل سعود بأن لايفكروا بأخذ الثار من ذيب بن شالح وسمح لذيب أن ياتي ويسلم عليه وفعلا حماه وأكرمه

وقال الملك عبد العزيز : إنني كنت اودأن أرى هذا الشاب العجيب ولا شك أنه دافع عن محارمه وابل ابيه لقد عفا الملك عبد العزيز عن ذيب قاتل أبناء عمه وقال : إنه مظلوم مظلوم لنه لم يبدر منه أي ذنب يستحق التأديب لأن الملك عبد العزيز كان منصفاً يقول الحق ويعترف بالفضيلة ويسعى إليها

أما ذيب فقد أقبل إلى ابيه بعد المعركة وقبل بين عينيه وهنأه بالنصر وقد جادت قريحة شالح بأبيات قائلاً فيها انك ياعبد العزيز افرحت علينا أعدائنا من قبيلة عتيبة لأن الحروب كانت بينهم مستمرة انذاك



يقول شالح بن هدلان في قصيدته000وعمر السامعين يطول

ياشيخ فرحتو علينا العداة **** اللي بذمة حكمكم ما يدارون

غرتو علينا الفجر قبل الصلاة **** وحنا عددنا خمسة أو بعد دون

من صلب أبوي وباللوازم شفاة **** ماهم فريق هديهديوم ياتون

يا نافدا اللي مايضيع وصاتي **** مايسند إلا عقب طاعن ومطعون

سوٍّ على رَكَّابةِ المكرمات **** وبظهورهن شِبا كِل مسنون

وياشيخ لاتسمع كلام العداة **** اسفه كلام المبغضة لو يقولون

اطلب لحكمك بالسعد والثبات **** بجاه معبودٍ لبيته يحجون

لعل مايبكنك النايحاتي **** ياللي على عورات أهل نجد مامون

ولم ينس ذيب الإبن البار اباه فعندما حط رحالهم بعد المعركة عمد إلى ابله ونحر حائلاً منها وأخذ يشوي من طيب لحمها لإبيه ولجاره الدوسري ويقدم لهما القهوة , وكان الدوسري صديقاً لشالح من عهد بعيد وكان شالح لايحب مفارقته وفي أثناء المعركة عندما يكر فرسان الملك عبد العزيز على ذيب يصيح شالح بأعلى صوته وينادي باسم أخيه الفديع والذي مضى على وفاته أكثر من عشرين عاما وينخاه ولم يتكلم عن ذيب وفروسيته الفذة وعندما انتهت المعركة جعل الدوسري يلوم شالح ويقول له كيف تنخى اخاك وهو ميت منذو عشرين سنة ولاتنخى ابنك الذي أبلا بلاء حسنا يعجز عنه صناديد الشجعان

فيجيبه شالح

ان ذيب حتى الآن لم يلحق مالحقه عمه من الشجاعة لذلك فأنا سأبقى ذاكراً اخي الفديع في كل مكلمة إلى أن اقنع بشجاعة ابني ذيب ويثبت انه أكفأ من عمه
وكان ذيب بارا بأبيه ويقال أنه عندما يرحل الظعن يركب مطيته ويذهب أمام ظعينة ابيه وعندما يصل الجهة المقابلة للمنزل يصطاد من الغزلان أو من الأرانب أو من الحباري ثم يعده لإبيه قبل أن يصل وكذلك يعد له القهوة وذات يوم لم يجد من الصيد شيئاً وقد اقبل أبوه يتقدم الظعينه وبقي ذيب حائراً متحسراً بماذا يقابل أباه واخيراً استقر رأيه على أن ينحر مطيته وفعلاً اخفاها بين الأشجار لئلا يراها والده ثم نحرها وأخذ من طيب لحمها وطهاه في أناء الذي عادة يقدم فيه لحم الصيد لوالده وعندما وصل شالح استقبله الأبن كعادته وقدم له القهوة والأكل وعندما تصاعد رائحة لحم البعير عرف شالح انه ليس لحم صيد فقال لابنه ماهذا ياذيب ؟

فقال ذيب : شبب يابه
وعندما عرف شالح النتيجة لامه على فعله 00فقال ذيب هي تفديك يا اعز والد وعوضها سيكون من ابل القوم

وذات ليله كان هو ووالده ساهرين وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الأشعار فانشده هذه البيات :

يا ذيب انا يابوك حالي تردى ****وانا عليك من المواجيب ياذيب

نعود للقصيدة التي كانت سبباً في فقد فارس من صناديد البادية

ياذيب أنا يابــوك حالي تردَّى **** وانا عليك من المواجيب ياذيب

تكسب لي اللي لاقح عقب عدَّا **** طويلة النسنوس حرشا عراقيب

تجــر ذيل مثل حـبــل المـعـدَّا **** وتبرى لحيران صغار حباحيب

واشري لك اللي ركضها ماتقدَّا **** ماحدٍ لقى فيها عيوب وعذاريب

قبا على خيل المعادي تحدَّى **** مثل الفهد توثب عليها تواثيب

أنا اشهد انك باللوازم تسدَّا **** وعز الله انك خيرة الربع بالطيب

ياللي على ذيب السرايا تعدَّا **** لو حال من دونه عيال معاطيب

ليث على درب المراجل مقدَّى **** ما فيك ياذيب السبايا عذاريب

وبعد أن قال والده هذه الأبيات من باب المزاح أسرى ذيب في نفسه وعندما نام والده وأطمأن أنه قد أخذه النوم ذهب خفية وركب قلوصه وذهب إلى بعض أصحابه من الشبان وطلب منهم أن يرافقوه فشدوا مطاياهم وذهبوا مع ذيب وعددهم لايتجاوز خمسة عشر شاباً وكلهم يأتمرون بأمر ـ ذيب ـ

سألوا ذيب إلى أين نحن ذاهبون ؟

فقال لهم : إلى ديار القوم وأشار إلى قبيلة عتيبة , لنكسب منها ابلاً لأهلنا 00ولابد أن آتي لوالدي من خيار ابل عتيبة , استمر بهم المسير وبعد ثلاثة أيام قصدوا بئراً في ديار عتيبة ليستقوا منها ماء ويسقوا رواحلهم وهذه البئر تسمى ( ملية ) وهي تقع غرب جبل ذهلان بأواسط نجد وعندما أنحدروا إليها من جبل يطل عليها رأوا عليها ورداً لعتيبة يسقون
فأراد ذيب ورفاقه أن يرجعوا لئلا يروهم فينذرون القبيلة وكان من السقاة صياداً اخذ بندقيته وتوجه إلى الوادي الذي انحدر منه ذيب ورفاقه باحثاً عن الصيد وعندما رأى ذيباً وجماعته أختفى تحت شجرة وأطلق عليه عياراً نارياً

فأراد الله ان يصيب هذا العيار البطل وأمير القوم - ذيب ـ

فأرداه قتيلاً 00لتحل الكارثة والبلاء العظيم على الشيخ الطاعن في السن شالح بن هدلان الذي بموت فلذة قلبه ينطفيء نوراً طالما أسعده وبره وتلمس كل مافيه راحته وأنبساطه فقد شالح بن هدلان الشجاعة الفذة والكرم الحاتمي والبر والوفاء 00لقد خر ذيب صريعاً وودع الخيل وصهيلها والأبل وحنينها وودع اباه الذي سارللموت من أجل جلب وده ورضاه
وترك ذيب والده 0الكبير والطاعن في السن حزيناً ودع ذيب قبيلته ورفاقه ودع نجد جبالها وصحاريها ودع نقع الخيل وهزج الأبطال

وبعدما سقط ذيب على الأرض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه يضمونه إلى صدورهم فوجدوه جسداً بلا روح فانهالوا عليه بالقبل المودعه الحاره ودعوه بدموعهم الساخنه ثم وضعوه في كهف بجانب الوادي وقفلوا راجعين إلى أهلهم

أما الصياد الذي أطلق النار فقد ظل مختبئاً تحت الشجرة إلى أن ولى الركب فأتى إلى مكانهم ووجد الدم يلطخه ثم عمد إلى ذيب وهو في كهفه وعندما رآه 00000

أما الصياد الذي أطلق النار فقد ظل مختبئاً تحت الشجرة إلى أن ولى الركب فأتى إلى مكانهم ووجد الدم يلطخه ثم عمد إلى ذيب

وهو بكهفه وعندما رآه وجده شاباً وسيم الطلعة في خنصره الأيمن خاتم فضي وكانت رائحة الطيب تعج منه وكان لباسه يدل على انه شخصية بارزة فرجع إلى جماعته الذين يستقون من البئر فسألوه عن الرميه التي سمعوها عنده

فقال :
ان راكباً من العدو انحدر من الوادي وبعد أن رأوكم نكصوا راجعين فأطلقت عليهم عياراً نارياً قتل منهم شخصاً تبين لي أنه زعيمهم وقد وضعوه في كهف بجانب الوادي

فقالوا : وما دلك على أنه زعيمهم
فبين لهم أوصافه ولباسه الذي عليه وان في خنصره خاتماً فضياً

فقالوا: هيا بنا لنراه وكانوا منقبيلة برقا احد جذمى عتيبة وكان معهم فتاة قد جلا أهلها منذو سنة إلى قبائل قحطان لأسباب حادثة وقعت بينهم وبين بعض قبائلهم من عتيبة
وعندما رأوا ذيباً بالكهف ورأته الفتاة صاحت بأعلى صوتها

وقالت : ويحك هذا ذيب بن شالح بن هدلان الذي كنا بجواره العام الماضي
فشتموها وقالو ربما أن بينك وبينه صداقة ولهذ السبب صحتي بأعلى صوتك

فقالت : لا والله لم يكن بيني وبينه أي شيء من هذا ولكنه أكرمنا وأعزنا وأجارنا وكان لايأتي من الفلاة إلا ومعه صيد ويأتي بقسمنا نحن جيرانه يحمله في يده وعندما يقترب من بيوتنا يغض نظره إلى الأرض ثم يضع ماجاء به من الصيد ويدبر جون أن يرفع بصره بأمرأة من جيرانه
أما شالح بن هدلان فكانت فجيعته عظيمة وكارثته كبرى ليست على شالح وحده بل على عائلة آل هدلان وعلى قبيلة الخنافرة وعلى قبيلة قحطان وقد جادة قريحة شالح بقصائد تقطر دما وألماً بعد وفاة أبنه وأول ماقال هذه القصيدة

ياذيب انا بوصيك لاتاكل الذيب **** كم ليلة عشاك عقب المجاعة
ياربعنا ياللي على الفطر الشــــــيب **** عز الله أنه ضاع منكم وداعه

رحتوا على الطوعات مثل العياسيب **** وجيتوا وخليتوا لقلبي بضاعة

خـلــيـــتوا النــادر بــدار الاجـــانيب **** وضاقت بي الآفاق عقب أتساعه

تـكـدرن لي صــــافــــيات المشاريب **** وبالعون شفت الذل عقب الشجاعة


يا ذيـــــب انا بوصيك لاتاكل الذيب **** كم ليلة عشاك عقب المجاعة

كم ليلة عشـــاك حرش العـــراقيب **** وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه

كفه بعدوانه شـــنيـع المـضــاريب **** ويسقي عدوه بالوغى سم ساعه

ويضحك ليا صكت عليه المغاليب **** ويلكد على جمع العدو باندفاعه

وبيته لجيرانه يشيد على الطيب **** وللضيف يبنى في طويل الرفاعه

جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضيب **** وافختّ حبل الوصل عقب انقطاعه

كني بعد فقده بحــــامي اللواهيب **** وكني غريب الدار ما له جماعه

من عقب ذيب الخيل عرج مهاليب **** يا هل الرمك ماعاد فيهن طماعه

قالوا تطيب قلت : وش لون ابا الطيب **** وطلبت من عند الكريم الشفاعة

ما ذِكر حيٍ بكى حي ياذيب **** واليوم أنا بابكيك لو كنت حيا

ويا ذيب يبكونك هل الفطَّر الشِّيب **** إن لايَعَتهُم مثل خيل المحيا

وتبكيك قطعان عليها الكواليب **** وشيَّال حِمل اللي يبون الكفيا

وتبكيك وضح علقوها دباديب **** إن رددت من يمة الخوف عيا

ويبكيك من صكت عليه المغاليب **** إن صاح بأعلى الصوت ياهل الحميا

ننزل بك الحزم المطرِّف ليا هيب **** إن رددوهن ناقلين العصيا

أنا أشهد إنك بيننا منقع الطيب **** والطيب عسرٍ مطلبه ما تهيا

من اجمل القصائد الى الان

وانا كل ما سمعتها او قريتها احس بغصه واسترسل فى البكاء

رحم الله شالح بن هدلان وولده ذيب

بعد القصيدة السابقة الذي جادت بها قريحة شالح بن هدلان أردفها بقصيدة أخرى على نفس البحر والقافية 0000 لم يخف فيها الآمه ولواعجه فقد جاوب الذئاب بعويلها ثم رجع إلى خالقه وطلب منه الفرج ولام نفسه وأعترف أنه هو السبب بتحريض ابنه ــ ذيب ــ

على غزوته المشئومة وبعد ذلك عزى نفسه بركوبه الهجن وانه يتقدم بها على أعدائه حتى ينيخها على مقربة من البيوت الكبار ويتخطى الأطناب ويكسب الناقة الحائل التي تهاوي الجمل وتجعل منه خليلاً لها

ثم أخذ يوصي جماعته بأن يختاروا النسب الجيد المناسب ليأتيهم الأولاد الشجعان النجباء وقال لهم ان بنت الرديء تأتي بولد همه أن يشبع بطنه ويجد ملذاته 00 رديء الهمة ميت الأنفة تافة الفكر والرأي

وهذه القصيدة

ذيب عوى وانا على صوته اجيب **** ومن ونتي جضَّـت ضُواري سِـباعه

عز الله اني جــاهلٍ ما اعلم الغيب **** والغيب يعلم به حفيظ الوداعة

يالله يارزاق عـكـف المــخــالـــيب **** يامحصي خلقه ببحره وقاعه

تفرج لمن صــابه جروح معاطيب **** وقلبه من اللوعات غادٍ وِلاعه

إن ضاق صدري لذت فوق المصاليب **** مانيــب من يشمت فعايل ذراعه

صار السبب مني على منقع الطيب **** ونجمي طمن بالقاع عقب أرتفاعه

ياطول ماهيجتـهن مع لواهــــيب **** ولاني بداري كسرها من ضلاعه

وياطول ما نوَّختها تصرخ النيب **** وزن البيوت اللي كبار رباعه

واضوي عليهم كنهم لي معازيب **** إليا رمى زين الوسايد قناعه

أضوي عليهم واتخطى الاطانيب **** وآخذ مهاوية الجمل باندفاعه

أبا انذر اللي من ربوعي يبا الطيب **** لا ياخذ إلا من بيوت الشجاعه

يجي ولدها مــذرب ٍ كنّه الذ يـب **** عزٍّ لبوه وكل ماقال طاعه

وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب **** غبنٍ لبُوه وفاشله بالجماعه

يا كبر زُوله عند بـيــــت المعازيب **** متحرّ يٍ متى يقدم متاعه


انا إاليا كثرت الأشاوير ماشير ******** وحلفت ماتي صاحبٍ مادعاني

وأنا رفيقه في الليالي المعاسير ******** وإلا الرخا كلٍ يسد بمكاني



الصفحة الأخيرة من حياة ذيب بن شالح

بقي شالح بن هدلان حزيناً كظيماً يسهر أيامه ولياليه , ولايفارق نار قهوته 0حيث يسلي نفسه ويداي جراحاته بانينه وآهاته

وذات ليله وهو ساهر مع أحزانه 0 كان هناك شخص من قبيلة قحطان يسمى الهويـــدي قد ضـــاع صقره وأخذ يبحث عــنه ويسال رافعاً صـــــوته كـلــما مــر بــنـــار قــطـــــين منادياً ( من عيّن الطير )

فعرفه شالح وسكت عنه أول مرة ثم عاد إليه مرة ثانية ماراً ببيته 0 بعد أن مر بنيران الحي وسأل عن طيره ثم استمر بسؤاله ماراً بكل نار يراها 0وعاد إلى شالح للمرة الثالثة فناداه شالح والهويدي لا يعرف أن النار هي نار شالح بن هدلان 0 وعندما عاد لكز هجينه بعقب رجله وجاء مسرعاً ظناً منه أن المنادي يبشره بصقره

وعندما اناخ هجينه واقترب من المنادي تبين له أنه الأمير شالح بن هدلان والد ذيب 0 الذي لازال يصارع أحزانه فأعتذر الهويدي لشالح وأقسم له بالله أنه لم يكن يعرف أن هذه النار هي نار شالح 0 ثم قبل جبينه معتذراً وطالباً السماح فأذن له بالجلوس حوله وأخذ شالح يصب القهوة ثم قال هذه الأبيات

إن كان تنشد يالهويدي عن الطير **** الطير والله يالهويدي غدا لي

طيري عذاب معسكرات المسامير ****إن حل عند قطيّـهن الجفالي

إن جـا نهار فيه شر بلا خير **** وغدا لهن عند الطريح اجتـوالي

أن دبـّـرن خيل وخيل مناحـير **** وغدن مثل مخزمات الجمالي

على الرمك صيده عيــال مناعير **** وشرّه على نشر الحريب الموالي

يضحك ليا صكت عليه الطوابير **** طير السعد قلبه من الخوف خالي

خيّالنا وإن عرجدنّ المظاهير **** وزيزوم عيرات طواها الحيالي

غيث لنا وإن جت ليالي المعاسير **** وبالشح ريف ٍ للضعوف الهزالي

يسقي ثراه من الروايح مزابير **** تمطر على قبرٍ سكن فيه غالي

0000000000

وهذه القصة كما رواها الأمير أحمد السديري ............. أتمنى أن تكون حازة على قبولكم ورضاكم 000 ولكم تحياتي


المصدر:
Cant See Links


التوقيع :



قال تعالى :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
[فصلت:33]






آخر تعديل abo _mohammed يوم 10-02-2006 في 03:47 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir