آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12590 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7360 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13242 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14615 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48750 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43812 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36027 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20840 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21097 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27053 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-17-2011, 02:03 AM   رقم المشاركة : 46
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة السابعة والثلاثون

فـي ذم الـحـســد و الأمـر بـتـركـه



قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : مالي أراك يا مؤمن حاسداً لجارك في مطعمه ومشربه وملبسه ومنكحه ومسكنه وتقلبه في غناه ونعم مولاه عزَّ وجلَّ وقسمه الذي قسم له؟؟ أما تعلم أن هذا مما يضعف إيمانك ويسقطك من عين مولاك عزَّ وجلَّ ويبغضك إليه؟؟ أما سمعت الحديث المروى على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (قال الله تعالى في بعض ما تكلم به: الحسود عدو نعمتي) وما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) ثم على أي شئ تحسده يا مسكين؟؟ أعلى قسمه أم على قسمك؟؟ فإن حسدته على قسمه الذي قسمه الله له في قوله تعالى : }نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا{.الزخرف32. فقد ظلمته، رجل يتقلب في نعمة مولاه التي تفضل بها عليه وقدرها له ولم يجعل لأحد فيها حظاً ولا نصيباً، فمن يكون أظلم وأبخل وأرعن وأنقص عقلاً منك؟؟ وإن حسدته على قسمك فقد جهلت غاية الجهل، فإن قسمك لا يعطى غيرك ولا ينتقل منك إليه، حاش لله. قال الله عزَّ وجلَّ : }مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ{.ق29. إن الله عزَّ وجلَّ لا يظلمك فيأخذ ما قسم وقدر لك فيعطى غيرك، فهذا جهل منك وظلم لأخيك، ثم حسدك للأرض التي هي معدن الكنوز والذخائر من أنواع الذهب والفضة والجواهر مما جمعته الملوك المتقدمة من عاد وثمود وكسرى وقيصر أولى من حسدك لجارك المؤمن أو الفاجر، فإن ما في بيته لا يكون جزءاً من أجزاء ألف ألف جزء مما هناك، فما حسدك لجارك إلا كمثل رجل رأى ملكاً مع سلطانه وجنوده وحشمه وملكه وعلى أراضى واجباته خراجها وارتفاعها لديه وتنعمه بأنواع النعم واللذات والشهوات فلم يحسده على ذلك ثم رأى كلباً برياً يخدم كلباً من كلاب ذلك الملك يقوم ويقعد ويصيح فيعطى من مطبخ الملك بقايا الطعام ورداءته فيتقوت به فأخذ يحسده ويعاديه ويتمنى موته وهلاكه وكونه مكانه وأن يخلفه في ذلك خسة ودناءة لا زهداً وديناً وقناعة، فهل يكون في الزمان رجل أحمق منه وأرعن وأجهل؟


ثم لو علمت يا مسكين ما سيلقى جارك غداً من طول الحساب يوم القيامة إن لم يكن أطاع الله فيما حوله وأدى حقه فيها، وامتثال أمره وانتهاء نهيه فيها، واستعان بها على عبادته وطاعته ما يتمنى انه لم يعط من ذلك ذرة ولا رأى نعيماً يوماً قط،أما سمعت ما قد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ليتمنين أقوام يوم القيامة أن تقرض لحومهم بالمقاريض مما يرون لأصحاب البلاء من الثواب) فيتمنى جارك غداً مكانك في الدنيا لما يرى من طول حسابه ومناقشته وقيامه خمسين ألف سنة في حر الشمس في القيامة، لأجل ما يمتنع به من النعيم في الدنيا وأنت في معزل عن ذلك في ظل العرش آكلاً شارباً متنعما فرحاً مسروراً مستريحاً، لصبرك على شدائد الدنيا وضيقها وآفاتها وبؤسها وفقرها، ورضاك وموافقتك لربك عزَّ وجلَّ فيما دبر وقضى من فقرك وغناء غيرك، وسقمك وعافية غيرك، وشدتك ورخاء غيرك، وذلك وعز غيرك، جعلنا الله وإياك ممن صبر عند البلاء، وشكر على النعماء، وفوض الأمور إلى رب السماء.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 02:04 AM   رقم المشاركة : 47
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثامنة والثلاثون

فـي الـصـــدق و الـنـصـيـحـة


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : من عامل مولاه بالصدق والنصاح، استوحش مما سواه في المساء والصباح.

يا قوم لا تدعوا ما ليس لكم، ووحدوا، ولا تشركوا، والله إن سهام القدر تصيبكم خدشاً لا قتالاً، من كان في الله تلفه فعلى الله خلفه.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 02:05 AM   رقم المشاركة : 48
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة التاسعة والثلاثون

فـي تـفـســيـر الـشــقـاق و الـوفـاق و الـنـفـاق



قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : الأخذ مع وجود الهوى من غير الأمر عناد وشقاق، الأخذ مع عدم الهوى وفاق واتفاق وتركه رياء ونفاق.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 02:05 AM   رقم المشاركة : 49
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الأربعون

فـي مـتـى يـصـح لـلـسـالـك أن يـكـون في زمـرة الـروحـانـيـيـن


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا تطمع أن تدخل في زمرة الروحانيين حتى تعادى جملتك، وتباين جميع الجوارح والأعضاء، وتنفرد عن وجودك وحركاتك وسكناتك وسمعك وبصرك وكلامك وبطشك وسعيك وعملك وعـقلك، وجميع ما كان منك قبل وجود الروح فيك وما أوجد فيك بعد نفخ الروح، لأن جميع ذلك حجابك عن ربك عزَّ وجلَّ، فإذا صرت روحاً منفردة، سر السر،غيب الغيب، مبايناً للأشياء في سرك، متخذاً للكل عدواً وحجاباً وظلمة كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام }فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ{.الشعراء77. قال ذلك للأصنام، فجعل أنت جملتك وأجزاءك أصناماً مع سائر الخلق، فلا تطع شيئاً من ذلك ولا تتبعه جملة، فحينئذ تؤمن على الأسرار والعلوم أللدنية وغرائبها، ويرد إليك التكوين وخرق العادات التي هي من قبيل القدرة التي تكون للمؤمنين في الجنة، فتكون في هذه الحالة كأنك أحييت بعد الموت في الآخرة، فتكون كليتك قدرة، تسمع بالله، وتنطق بالله، وتبصر بالله، وتبطش بالله وتسعى بالله، وتقل بالله، وتطمئن وتسكن بالله، فتعمى عن سواه وتصم عنه فلا ترى لغيره وجوداً مع حفظ الحدود والأوامر والنواهي، فإن أنخرم فيك شيء من الحدود فاعلم أنك مفتون متلاعبة بك الشياطين، وأرجع إلى حكم الشرع ودع عنك رأى الهوى، لأن كل حقيقة لم تشهد لها الشريعة فهي زندقة، والله أعلم.


آخر تعديل عمر نجاتي يوم 04-18-2022 في 09:57 AM.
رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 02:06 AM   رقم المشاركة : 50
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

صلواة سلطان الاولياء عبد القادر كيلاني قدس الله سره

اَلصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حبيبَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خليل اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ خَلْقِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ عَرْشِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اَمينَ وَحْىِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ زَيَّنَهُ اللّٰهُ،

اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ شَرَّفَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ كَرَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَزَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ سَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنِ اِخْتَارَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ اْلاَوَّلينَ وَاْلاٰخِرينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَفيعَ الْمُذْنِبِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ النَّبِيينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَحْمَةً لِلْعَالَمينَ،

اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اِمَامَ الْمُتَّقِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَينَ،

صَلَاوَاتُ اللّٰهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَاَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَحَمَلَةِ
عَرْشِهِ وَجَميعِ خَلْقِهِ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلٰى اٰلِهِ وَصَحْبِهِ اَجْمَعينَ.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:48 AM   رقم المشاركة : 51
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

فتوح الغيب
مقالات 41-50

الشيخ الرباني عبدالقادر الجيلاني قدس سره


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:48 AM   رقم المشاركة : 52
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الحادية والأربعون

مـثـل فـي الـفـنـاء و كـيـفـيـتـه


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : نضرب لك مثلاً في الفناء فنقول: ألا ترى أن الملك يولى رجلاً من العوام ولاية على بلدة من البلاد، ويخلع عليه ويعقد له ألوية ورايات، ويعطيه الكؤوس والطبل والجند فيكون على برهة من الزمان، حتى إذا اطمأن واعتقد بقاءه وثباته، وعجب به ونسي حالته الأولى ونقصانه وذله وفقره وخموله، وداخلته النخوة والكبرياء جـاءه العزل من الملك في أشر ما كان من أمره، ثم طالبه الملك بجرائم صنعها وتعدى أمره ونهيه فيها، فحبسه في أضيق الحبوس وأشدها، وطال حبسه ودام ضره له وذله وفقره، وذابت نخوته وكبرياؤه، وانكسرت نفسه وخمدت نار هواه، وكل ذلك في عين الملك ثم تعطف الملك عليه فنظره بعين الرأفة والرحمة، فأمر بإخراجه من الحبس والإحسان إليه، والخلعة عليه وردَّ الولاية إليه ومثلها معها وجعلها له موهبة، فدامت له وبقيت مصفاة مكفاة مهنأة وكذلك المؤمن إذا قربه الله إليه واجتباه فتح قبالة عين قلبه باب الرحمة والمنة والإنعام، فيرى بقلبه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، من مطالعة الغيوب من ملكوت السموات والأرض وتقريب وكلام لذيذ لطيف ووعد جميل، ووفاء به، وإجابة دعاء وكلمات حكمة وتصديق وعد، فإنها ترمى إليه قلبه قذفاً من مكان بعيد فتظهر على لسانه، ومع ذلك يسبغ عليه نعمة ظاهرة على جسده وجوارحه، في المأكول والمشروب والملبوس والمنكوح الحلال والمباح وحفظ الحدود والعبادات الظاهرة، فيديم الله عزّ وجلّ ذلك لعبده المؤمن المجذوب برهة من الزمان، حتى اطمأن العبد إلى ذلك واغتر به واعتقد دوامه فتح عليه أبواب البلايا وأنواع المحن في النفس والمال والأهل والولد والقلب فينقطع عنه جميع ما كان أنعم الله عليه من قبل، فيبقى متحيراً حسيراً منكسراً مقطوعاً به.


إن نظر إلى ظاهره رأى ما يسوؤه، وإن نظر إلى قلبه وباطنه رأى ما يحزنه، وإن سأل الله تعالى كشف ما به من الضر لم ير إجابته، وإن طلب وعداً جميلاً لم يجده سريعاً وإن وعد بشئ لم يعثر على الوفاء به، وإن رأى رؤيا لم يظفر بتعبيرها وتصديقها، وإن رام الرجوع إلى الخلق لم يجد إلى ذلك سبيلاً، وإن ظهرت له في ذلك رخصة فعمل بها تسارعت العقوبات نحوه وتسلطت أيدي الخلق على جسمه وأسنتهم على عرضه، وإن طلب الإقالة مما قد أدخل فيه من الحالة الأولى قبل الاجتباء لم يقل، وإن طلب الرضا أو الطيبة والتنعم بما به من البلاء لم يعط فحينئذ يأخذ النفس في الذوبان والهوى في الزوال والإرادة والأماني في الرحيل والأكوان في التلاشي، فيدام له ذلك بل يزداد تشديداً وعصراً وتأكيداً، حتى إذا فني العبد من الأخلاق الإنسانية والصفات البشرية وبقى روحاً فقط يسمع نداء في باطنه }ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ{.ص42. كما قيل لسيدنا أيوب عليه السلام، فيمطر الله عزّ وجلّ في قلبه بحار رحمته ورأفته ولطفه ومنته، ويحييه بروحه ويطيبه بمعرفته ودقائق علومه، ويفتح عليه أبواب رحمته ونعمته ودلاله، وأطلق إليه الأيدي بالبذل والعطاء والخدمة في سائر الأحوال والألسن بالحمد والثناء، والذكر الطيب في جميع المحال، والأرجل بالترحال، وذلك له وسخر له الملوك والأرباب، وأسبغ عليه نعمة ظاهرة وباطنة، تربيته ظاهرة بخلقه ونعمه، ويستأثره تربيته باطنة بلطفه وكرمه، وأدام له ذلك إلى اللقاء، ثم يدخله فيما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما قال جلّ وعلا : }فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{.السجدة17.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:49 AM   رقم المشاركة : 53
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الثانية والأربعون

فـي بـيـان حـالـتـي الـنـفـس

قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : النفس لها حالتان لا ثالث لهما: حالة عافية، وحالة بلاء، فإذا كانت في بلاء فالجزع والشكوى والسخط والاعتراض والتهمة للحق جل وعلا لا صبر ولا رضى ولا موافقة، بل سوء الأدب والشرك بالحق والأسباب والكفر، وإذا كانت في عافية فالشره والبطر وإتباع الشهوات واللذات، كلما نالت شهوة طلبت أخرى، واستحقرت ما عندها من النعم من مأكول ومشروب وملبوس ومنكوح ومسكون ومركوب، فتخرج لكل واحدة من هذه النعم عيوباً ونقصاً، وتطلب أعلى منها وأسنى مما لم يقسم لها، وتعرض عما قسم لها، فتوقع الإنسان في تعب طويل، ولا ترضى بما في يديها وما قسم لها، فيرتكب الغمرات ويخوض المهالك في تعب طويل لا غاية له ولا منتهى في الدنيا، ثم في العقبى، كما قيل: إن من أشد العقوبات طلب ما لا يقسم. وإذا كانت في بلاء لا تتمنى سوى انكشافها وتنسى كل نعيم وشهوة ولذة ولا تطلب شيئاً منها، فإذا عوفيت منها رجعت إلى رعونتها وشرها وبطرها وإعراضها عن طاعة ربها وانهماكها في معاصيه، وتنسى ما كانت فيه من أنواع البلاء والضر وما حل بها من الويل، فترد إلى أشد ما كانت عليه من أنواع البلاء والضر، لما اجترحت وركبت من العظائم فطماً لها وكفاً عن المعاصى في المستقبل، إذ لا تصلح لها العافية والنعمة بل حفظها في البلاء والبؤس، فلو أحسنت الأدب عند انكشاف البلية ولازمت الطاعة والشكر والرضى بالمقسوم لكان خيراً لها دنيا وأخرى، وكانت تجد زيادة في النعيم والعافية والرضى من الله عز وجل والطيبة والتوفيق، فمن أراد السلامة في الدنيا والأخرى فعليه بالصبر والرضا، وترك الشكوى إلى الخلق وإنزال حوائجه بربه عز وجل ولزوم طاعته وانتظار الفرج منه و الانقطاع إليه عز وجل، إذ هو خير من غيره ومن جميع خلقه، حرمانه عطاء، عقوبته نعماء، بلاؤه دواء، وعده نفذ، قوله فعل مشيئة حاله }إِنَّمَا{ وقوله وأمره أَمْرُهُ }إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ{.يس82. كل أفعاله حسنة وحكمة ومصلحة، غير أنه طوى على المصالح من عباده وتفرد به، فالأولى واللائق بحاله والرضى والتسليم، واشتغاله بالعبودية من أداء الأوامر وانتهاء النواهي والتسليم في القدر، وترك الاشتغال في الربوبية التي هي علة الأقدار ومحاربتها، والسكوت عن لم وكيف ومتى؟ والتهمة للحق عز وجل في جميع حركاته وسكناته، وتستند هذه الجملة إلى حديث بن عباس رضي الله عنهما، وهو ما روى عن عطاء بن عباس رضي الله عنهما قال: بينما أنا رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال لي : يا غلام "أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده أمامك، فإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن" فلو جهد العباد أن يضروك بشئ لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه فإن استطعت أن تعامل الناس بالصدق واليقين فاعمل، وإن لم تستطع فإن الصبر على ما تكره خيراً كثيراً. وأعلم أن النصرة بالصبر والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً، فينبغي لكل مؤمن أن يجعل هذا الحديث مرآة لقلبه وشعاره ودثاره وحديثه، فيعمل به في جميع حركاته وسكناته حتى يسلم في الدنيا والآخرة ويجد العزة فيهما، برحمة الله عزَّ وجلَّ.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:49 AM   رقم المشاركة : 54
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الثالثة والأربعون

فـي ذم الـســؤال مـن غـيـر الله تـعـالـى


قـال قـدَّس الله ســرّه : ما سأل الناس من سأل إلا لجهله بالله عزَّ وجلَّ وضعف إيمانه ومعرفته ويقينه وقلة صبره، وما تعفف من تعفف عن ذلك إلا لوفور علمه بالله عزَّ وجلَّ وقوة إيمانه ويقينه وتزايد معرفته بربه عزَّ وجلَّ في كل يوم ولحظة وحياته منه عزَّ وجلَّ.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:50 AM   رقم المشاركة : 55
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الرابعة والأربعون

فـي ســبـب عـدم اســتـجـابـة دعـاء الـعـارف بـالله تـعـالـى


قـال قـدَّس الله ســرّه : إنما لم يستجب للعارف كلما يسأل ربه عز وجل ويوفى له بكل وعد لئلا يغلب عليه الرجاء فيهلك، لأن ما من حالة ومقام إلا ولذاك خوف ورجاء هما جناحي طائر لا يتم الإيمان إلا بهما وكذلك الحال والمقام، غير أن خوف كل حالة ورجاءها بما يليق بها، فالعارف مقرب وحالته ومقامه أن لا يريد شيئاً سوى مولاه عز وجل ولا يركن ولا يطمئن إلى غيره عز وجل، ولا يستأنس بغيره، فطلبه لإجابة سؤاله والوفاء بعهده غير ما هو بصدده ولائق بحاله ففي ذلك أمران اثنان : أحدهما لئلا يغلب عليه الرجاء والغرة بمكر ربه عز وجل فيغفل عن القيام بالأدب فيهلك، والآخر شركه بربه عز وجل يشئ سواه، إذ لا معصوم في العالم في الظاهر بعد الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فلا يجيبه ولا يوفى له كيلا، يسأل عادة ويريده طبعاً لا امتثال للأمر، لما في ذلك من الشرك والشرك كبيرة في الأحوال كلها والأقدام جميعها والمقامات بأسرها.



وأما إذا كان السؤال بأمر فذلك مما يزيده قرباً كالصلاة والصيام وغيرهما من الفرائض والنوافل، لأنه يكون في ذلك ممتثلاً للأمر.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:51 AM   رقم المشاركة : 56
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الخامسة والأربعون

فـي الـنـعـمـة و الابـتـلاء


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : إن الناس رجلان: منعم عليه، ومبتلى بما قضى ربه عز وجل ، فالمنعم لا يخلو من المعصية والتكدر فيما أنعم عليه، فهو في أنعم ما يكون من ذلك إذ جاء القدر بما يكدره عليه من أنواع البلايا من الأمراض والأوجاع والمصائب في النفس والمال والأهل والأولاد فيتعظ بذلك، فكأنه لم ينعم عليه قط وينسى ذلك النعيم وحلاوته وإن كان الغنى قائماً بالمال والجاه والعبيد والإماء والأمن من الأعداء فهو في حال النعماء كأن لا بلاء في الوجود، كل ذلك لجهله بمولاه عزَّ وجلَّ }فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ{.هود107.البروج16. يبدل، ويحلى ويمر، ويغنى ويفقر، ويرفع ويخفض، ويعز ويذل ويحيى ويميت، ويقدم ويؤخر. لما اطمأن إلى ما به من النعيم، ولما اغتر به، ولما أيس من الفرج في حالة البلاء، وبجهله أيضاً بالدنيا اطمأن إليها وطلب بها صفاء لا يشوبه كدر، ونسى إنها دار بلاء وتنغيص، وتكاليف وتكدير وأن أصلها بلاء وطارفها نعماء فهي كشجرة الصبر أول ثمرتها مر وآخرها شهد حلو، لا يصل المرء إلى حلاوتها حتى يتجرع مرارتها، فلن يبلغ إلى الشهد إلا بالصبر على المر، فمن صبر على بلائها حلى له نعيمها، إنما يعطى الأجير أجره بعد عروق جبينه وتعب جسده وكرب روحه وضيق صدره وذهاب قوته وإذلال نفسه وكسر هواه في خدمة مخلوق مثله، فلما تجرع هذه المرائر كلها أعقبت له طيب طعام وإدام وفاكهة ولباس وراحة وسرور ولو أقل قليل، فالدنيا أولها مرة كالصحفة العليا من عسل في ظرف مشوبة بمرارة، فلا يصل الآكل إلى قرار الظرف ويتناول الخالص منه إلا بعد تناول الصحفة العليا، فإذا صبر العبد على أداء أوامر الرب عز وجل وانتهاء نواهيه والتسليم والتفويض فيما يجرى به القدر، وتجرع مرائر ذلك كله وتحمل أثقاله، وخالف هواه وترك مراده. أعقبه الله عز وجل بذلك طيب العيش في آخر عمره والدلال والراحة والعزة، ويتولاه ويغذيه كما يغذى الطفل الرضيع من غير تكلف منه وتحمل مؤنة وتبعة في الدنيا والأخرى كما يتلذذ آكل المر من الصحفة العليا من العسل يأكله من قرار الظرف، فينبغي للعبد المنعم عليه أن لا يأمن مكر الله عز وجل فيغتر بالنعمة ويقطع بدوامها، ويغفل عن شكرها ويرخى قيدها بتركه لشكرها. قال النبي صلى الله عليه وسلم : (النعمة وحشية فقيدوها بالشكر) فشكر نعمة المال الاعتراف بها للمنعم المتفضل وهو الله عز وجل والتحدث بها لنفسه في سائر الأحوال ورؤية فضله ومنته عز وجل وأن لا يتملك عليه ولا يتجاوز حده فيه، ولا يترك أمره فيه، ثم بأداء حقوقه من الزكاة والكفارة والنذر والصدقة، وإغاثة الملهوف، وافتقاد أرباب الحاجات وأهلها في الشدائد عند تقلب الأحوال وتبدل الحسنات بالسيئات، أعنى ساعات النعيم والرخاء بالبأساء والضراء. وشكر نعمة العافية في الجوارح والأعضاء في الاستعانة بها على الطاعات والكف عن المحارم والسيئات والمعاصي والآثام فذلك قيد النعم عن الرحلة والذهاب، وسقى شجرتها وتنمية أغصانها وأوراقها، وتحسين ثمرتها، وحلاوة طعمها وسلامة عاقبتها، ولذة مضغها، وسهولة بلها، وتعقب عافيتها وريعها في الجسد، ثم ظهور بركتها على الجوارح من أنواع الطاعات والقربات والأذكار، ثم دخول العبد بعد ذلك في الآخرة في رحمة الله عز وجل. والخلود في الجنان مع – النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً – فإن لم يفعل ذلك واغتر بما ظهر من زينة الدنيا وبما ذاق من لذتها، واطمأن إلى بريق سرابها وما لاح من بريقها وما هب من نسيم أول نهار قيظها، ونعمومة جلود حياتها وعقاربها، وغفل وعمى عن سمومها القاتلة المودعة في أعماقها، ومكامنها ومصايدها المنصوبة لأخذه وحبسه وهلاكه، فليهنأ للردى وليستبش بالعطف والفقر العاجل،مع الذل والهوان في الدنيا والعذاب الآجل في النار ولظى.


وأما المبتلى. فتارة يبتلى عقوبة ومقابلة لجريمة ارتكبها ومعصية اقترفها وأخرى يبتلى تكفيراً وتحميصاً، وأخرى يبتلى لارتفاع الدرجات وتبليغ المنازل العاليات ليلحق بأولى العالم من أهل الحالات والمقامات، مما سبقت لهم عناية من رب الخليقة والبريات، وسيرهم مولاهم ميادين البليات على مطايا الرفق والألطاف، وروحهم بنسيم النظرات واللحظات في الحركات والسكنات، إذ لم يكن ابتلاهم للإهلاك والإهواء في الدركات، ولكن اخبرهم بها للاصطفاء والاجتباء واستخراج بها منهم حقيقة الإيمان وصفاها وميزها من الشرك والدعاوى والنفاق،ونحلهم بها أنواع العلوم والأسرار والأنوار، فجعلهم من اخلص الخواص، ائتمنهم على أسراره، وارتضاهم لمجالسته. قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الفقراء الصبر جلساء الرحمن يوم القيامة) دنيا وأخرى، في الدنيا بقلوبهم وفى الآخرة بأجسادهم، فكانت البلايا مطهرة لقلوبهم من دون الشرك، والتعلق بالخلق والأسباب والأماني والإرادات، وذوابة لها وسباكة من الدعاوى والهوسات، وطلب الأعواض بالطاعات من الدرجات والمنازل العاليات في الآخرة في الفردوس والجنات.

فعلامة الابتلاء على وجه المقابلة والعقوبات، عدم الصبر عن وجودها والجزع والشكوى إلى الخليقة والبريات.


وعلامة الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطيات وجود الصبر الجميل من غير شكوى وإظهار الجزع إلى الأصدقاء والجيران والتضجر بأداء الأوامر والطاعات.

وعلامة الابتلاء ارتفاع وجود الرضا والموافق، وطمأنينة النفس والسكون بفعل إله الأرض والسموات، والفناء فيها إلى حين الانكشاف بمرور الأيام والساعات.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:52 AM   رقم المشاركة : 57
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة السادسة والأربعون

فـي قـولـه عـز و جـل فـي الـحـديـث الـقـدســي
( مـن شــغـلـه ذكـرى…) إلـى آخــره


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : في قوله النبي صلى الله عليه وسلم عن ربى عز وجل : (من شغله ذكرى عن مسئلتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين) وذلك أن المؤمن إذا أراد الله عز وجل اصطفاءه واجتباءه، سلك به الأحوال وامتحنه بأنواع المحن والبلايا فيفقره بعد الغنى ويضطره إلى مسألة الخلق في الرزق عند سد جهاته عليه، ثم يصونه عن مسألتهم ويضطره إلى الكسب ويسهله وييسره له فيأكل بالكسب الذي هو السنة، ثم يعسره عليه ويلهمه السؤال للخلق، ويأمره به بأمر باطن يعلمه ويعرفه ويجعل عبادته فيه ومعصيته في تركه، ليزول بذلك هواه وتنكسي نفسه وهى حالة الرياضة فيكون سؤاله على وجه الإجبار لا على وجه الشرك بالجبار، ثم يصونه عن ذلك ويأمره بالفرض منهم أمراً جزماً لا يمكنه تركه كالسؤال من قبل ثم ينقله من ذلك ويقطعه عن الخلق ومعاملتهم، فيجعل رزقه في السؤال له عز وجل فيسأله جميع ما يحتاج إليه فيعطيه عز وجل ولا يقطعه إن سكت وأعرض عن السؤال، ثم ينقله من السؤال باللسان إلى السؤال القلب فيسأله بقلبه جميع ما يحتاج فيعطيه حتى أنه لو سأله جملة ظاهراً وباطناً، فيناديه بجميع ما يصلحه ويقوم به أوده من المأكول والمشروب والملبوس وجميع مصالح البشر من غير أن يكون هو فيها أو تخطر بباله. فيتولاه عز وجل وهو قوله عز وجل }إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ{.الأعراف196. فيتحقق حينئذ قوله عز وجل (من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين) وهى حالة الفناء التي هي غاية أحوال الأولياء والأبدال ثم قد يرد إلى التكوين فيكون جميع ما يحتاج إليه بإذن الله وهو قوله جل وعلا في بعض كتب "يا ابن آدم أنا الله الذي لا غليه إلا أنا أقول للشئ كن فيكون، أطعني أجعلك تقول للشئ كن فيكون".


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:53 AM   رقم المشاركة : 58
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة السابعة والأربعون


فـي الـتـقـرب إلـى الله تـعـالـى


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : سألني رجل شيخ في المنام فقال : أي شئ يقرب العبد إلى الله عزَّ وجلَّ ؟؟ فقلت : لذلك ابتداء وانتهاء فابتداؤه الورع وانتهاؤه الرضى والتسليم والتوكل.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:53 AM   رقم المشاركة : 59
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثامنة والأربعون

فـي مـا يـنـبـغـي لـلـمـؤمـن أن يـشــتـغـل بـه


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : ينبغي للمؤمن أن يشتغل أولاً بالفرائض، فإذا فرغ منها اشتغل بالسنن، ثم يشتغل بالنوافل والفضائل، فما لم يفرغ من الفرائض فالاشتغال بالسنن حمق ورعونة، فإن اشتغل بالسنن والنوافل قبل الفرائض لم يقبل منه وأهين، فمثله مثل رجل يدعوه الملك إلى خدمته فلا يأتي إليه ويقف في خدمة الأمير الذي هو غلام الملك وخادمه وتحت يده وولايته.



عن أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن مثل مصلى النوافل قبل الفرائض مثل حبلى حملت فلما دنا نفاسها أسقطت فلا هي ذات حمل ولا هي ذات ولادة) كذلك المصلى لا يقبل الله له نافلة حتى يؤدى الفريضة. ومثل المصلى كمثل التاجر لا يخلص له ربحه حتى يأخذ رأس ماله، وكذلك المصلى بالنوافل لا تقبل له نافلة حتى يؤدى الفريضة، وكذلك من ترك السنة واشتغل بنافلة لم ترتب مع الفرائض ولم ينص عليها ويؤكد أمرها فمن الفرائض ترك الحرام والشرك بالله عز وجل في خلقه، والاعتراض عليه في قدره وقضائه وإجابة الخلق وطاعتهم، والإعراض عن أمر الله عز وجل وطاعته، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا طاعة لملخوق في معصية خالق).


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:54 AM   رقم المشاركة : 60
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة التاسعة والأربعون

فـي ذم الــنـــوم

قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : من اختار النوم على الذي هو سبب اليقظة فقد اختار الأنقص والأدنى واللحوق بالموت والغفلة عن جميع المصالح، لأن النوم أخو الموت ولهذا لا يجوز النوم على الله لما انتفى عز وجل عن النقائض أجمع، وكذلك الملائكة لما قربوا منه عز وجل نفى النوم عنهم، وكذلك أهل الجنة لما كانوا في أرفع المواضع وأطهرها وأنفسها وأكرمها نفى النوم عنهم لكونه نقصاً في حالتهم، فالخير كل الخير في اليقظة، والشر كل الشر في النوم والغفلة، فمن أكل بهواه أكل كثيراً فشرب كثيراً فنام كثيرا فندم كثيراً طويلاً وفاته خير كثير، ومن أكل قليلاً من الحرام كان كمن أكل كثيراً من المباح بهواه، لأن الحرام يغطى الإيمان فلا صلاة ولا عبادة ولا إخلاص، ومن أكل من الحلال كثيراً بالأمر كان كمن أكل منه قليلاً في النشاط في العبادة والقوة، فالحلال نور في نور، والحرام ظلمة في ظلمة، لا خير فيه . أكل الحلال بهواه بغير الأمر، وأكل الحرام مستجلبان للنوم، فلا خير فيه.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
سبق لك تقييم هذا الموضوع: