لأول مرة في التاريخ تنشب حرب لا تجد من يطالب او يحاول إيقافها إلا بعد ان تستوي لغير صالح المعتدي ،عندها تجد الجمع الذين يقفون خلف المعتدي يحاولون كل جهدهم وخباثة دبلوماسيتهم ودهاء السياسية لديهم ان يوقفوا هذه الحرب بشروط لصالح المعتدي الصهيوني المنهزم ،وتقف الحرب ويبدأ الجمع نفسه التشكيك في مدى انتصار المقاومة والتلويح بسحب سلاحها وإبعادها عن الواجب في ما عجز عنه المعتدي ذاته بما جمع من قوة وسلاح وأسطورة ،بهتت وكسرت وهزمت على يد المقاومة .
نعم انتصار المقاومة مجلجل استراتيجي وتاريخي غير قواعد الصراع العربي الإسرائيلي وقطع دابر المشاريع الامريكصهيونية،الم تخبركم وزيرة الخارجية الأمريكية رايس ان هذه الحرب مخاض لشرق أوسط جديد (شعاره ومضمونه القضاء على المقاومة والبقاء لإسرائيل ) وها هي المقاومة تدفن أحلام رايس وأمريكا وإسرائيل وجمع المعتدين وتضع الكيان المغتصب لأول مرة منذ قيامه على بوابة زواله القادم بأذن الله .
نعم انتصار يفرح له المؤمنين لأنه افشل كل أهداف المعتدي من هجومه الوحشي غير المسبوق في التاريخ فلم يستطع ان يعيد الجنديين المأسورين وبقيت كلمة سيد المقاومة هي العليا بأنهم لن يعودوا ولو جاءت الأرض كلها إلا بالتفاوض غير المباشر والتبادل كذلك لم يستطع هذا العدوان ان يوقف الصواريخ التي دكت مستعمراته بل ازدادت إضعاف ما كانت في بداية العدوان ،ولم يستطع أيضا ان يجتاح الجنوب ويبعد حزب الله عن شعبه وأرضه وقواعده وبادت أحلام هذا العدو أوهاما حين أعلن عن عزمه القضاء على حزب الله وتصفية قادته.
نعم انتصار غير مسبوق حين حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر ودمر عبقرية الأجهزة الاستخبارية الصهيونية التي تخترق ولا تخترق حين قصف معسكرات جيشه ومواقع قياداته أمام عجز العدو في الحصول على معلومة واحدة تخدمه وتحفظ ماء وجهه.
نعم انتصرت المقاومة بسمو فاق التوقعات حين عرت الوحش الصهيوني المعتدي وكشفت للعالم كله مبررات ثباته التي قامت على المجازر والغطرسة والهمجية لم تفرق بين الأطفال والنساء والشيوخ وبين المقاتلين فتعمدت هؤلاء المدنيين والأبرياء بوحشية سجلها التاريخ في الفضائيات عبر العالم كله إمام عجزه وجبنه واندحاره في مواجهة المجاهدين من أبطال المقاومة، فمن سوف يحدثنا عن السلام بعد ذلك أمام شهر من المجازر وصورها وصراخها وأنينها الذي لا يمحى من الذاكرة.
وإذا كانت مجاميع الانتصارات المجلجلة هذه لا تقنع المشككين وجمع المعتدين فأننا نحيلهم الى اعترافات وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول مفاز حين قال (علينا ان نعترف بالهزيمة ) وما قاله أيضا زعيم المعارضة الليكودية بنيامين نتنياهو حين قال أمام الكنيست (الحكومة فشلت في تشخيص وإدارة الحرب )، أما الأهم الذي يجب ان يقال لهؤلاء الجمع هو ان كل هذه الانتصارات التي سطرتها المقاومة في هذه المواجهة الملحمة والتاريخية في عمقها ومضامينها وإبعادها إنما هي البداية التي فتحت البوابة وسنرى العز في قادم الأيام.