أكَّد الملا عبد العزيز غازي، إمام المسجد الأحمر في إسلام آباد، أنَّ "باكستان مليئة بالفساد وفقدت أخلاقياتها، وأنَّ الحكومة لا تفكر بأمر المسلمين. ولذلك يتعين علينا أن نأخذ المسؤوليَّة على عاتقنا قريبًا، كما عملنا في السابق".
جاءت تصريحات الملا غازي خلال لقاء صحفي مع صحيفة "بوليتيكين" الدانمركيَّة، التي حذَّرت خلال نشرها للمقابلة من أن باكستان قد تكون على شفير انتفاضة يقودها من وصفتهم بـ "الإسلاميين".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ الملا عبد العزيز كان العقل المدبر وراء الانتفاضة التي اندلعت في المسجد الأحمر بالعاصمة الباكستانية عام 2007. وقد أسفرت المواجهات آنذاك مع قوات الأمن الباكستانيَّة التي اقتحمت المسجد عن مقتل 154 شخصًا. وكان إمام المسجد يخضع للإقامة الجبرية على خلفية هذه الأحداث في الفترة بين عامي 2007 و2009.
وتابع الملا عبد العزيز قائلاً: "فيما يخص هذه العملية (تولي مسئوليَّة الوضع في البلاد) فقد قطعت دربًا طويلاً على هذا الطريق، وإنّنا سنستخدم كافة الوسائل اللازمة"، وأضاف الملا أنَّ عدد الطلاب الذين يدرسون في المدرستين التابعتين للمسجد الأحمر قد بلغ حوالي 5 آلاف طالب.
واشتهر المسجد الأحمر بشكلٍ لافت قبل سنوات عندما شنَّ الجيش الباكستاني هجومًا عليه، بعد حصاره الذي بدأ في 3 يوليو 2007 حيث تم اقتحامه في 10 و11 من الشهر نفسه.
وقد دافع الرئيس الباكستاني السابق برفيز مشرف عن العملية العسكريَّة، التي قامت بها القوات الباكستانية في المسجد الأحمر ومدرسة حفصة، مشيرًا إلى أنّها جاءت لحفظ الأمن الوطني.
ويقع المسجد الأحمر في إسلام آباد، على شارع رئيسي يعبره الأمريكيون والأوروبيون يوميًا، للوصول إلى مكاتب الدولة الرئيسيَّة، حيث يلفت الانتباه بمنارته الشامخة، ويضم المسجد مدرسة دينية {جامعة السيدة حفصة رضي الله عنها}، وقد تم بناء المسجد أيام الرئيس الأسبق الجنرال ضياء الحق، وطلب الرئيس من مدير جامعة ابن نوري ـ أكبر مدرسة دينية في باكستان على الإطلاق ـ إمامًا لهذا المسجد، فأهداه المدير الشيخ عبد الله والد الأخوين الغازيين.
وبعد وفاة عبد الله تولى الإمامة ولده الشيخ عبد العزيز غازي، وعُيّن شقيقه عبد الرشيد غازي نائبًا له.
وكانت أحداث المسجد الأحمر من الأمور التي أثرت على قدرة مُشرف على حكم البلاد، إذ أنّ تلك الأحداث جعلت النقمة الشعبية تزداد عليه، ليقوم بقمع غير مسبوق لرجال القبائل، مما أفقده الأهليَّة لقيادة البلاد، وجعل الأمريكيين يسارعون للتخلي عنه وتركه لمصيره الذي ظن أنَّه يقربه منهم ومن البقاء في حكم باكستان.