الزوار
معروف الرصافي عِلم يُعزّزه مِن دولةٍ عَلمُ في كلّ عصرٍ به قد سادتِ الأمَمُ ودولة القومِ لم تُثبتْ قواعدها إلاّ بأنّ سجاياهم لها دِعَمُ فليس للعِلْم مهما اعتزّ جانبه نفعٌ إذا ما السجايا الغُرّ تنعدمُ إذا استحالت سجايا القومِ فاسدةً فليس ينفعهم عِلمٌ ولا عَلمُ وليس يختلّ حبلُ الملْكِ مضطرباً إلاّ إذا اختلّتِ الأخلاقُ والشيَمُ لولا سجايا على حبّ العُلا جُبِلتْ ما سادتِ الناس لا عُربٌ ولا عَجَمُ لا خيرَ في العيشِ يغدو فيه صاحبه وأنفه باحتمالِ الذُلّ مُزدلَمُ ما بالُ قومي على الإرهاق قد صبروا كأنّ أشهُرَ قومي كلّها حُرُمُ قد أنهضتهم إلى العلياءِ وَحدتُهم واليومَ أقعدهم عنها أنِ انقسموا كان التعاونُ غَرزاً في غرائزهم حازوا به الشرفَ الوَضّاحَ واغتنموا ثم اغتدَوْا بعدَ حينٍ في جوانحهم نار التخاذُل بالشحناءِ تضطرمُ قد زال روح التفادي منهمُ ونما روحُ التعادي إلى أن ماتتِ الهِممُ ألقى التخاذل ضَعفاً في عزائمهم فالأجنبيُ عليهم ظلّ يحتكمُ تعاظمُوا لعظامٍ يفخرون بها وهل يكون بعظمٍ رمّة عِظَمُ؟