آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12588 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7360 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13241 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14615 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48747 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43812 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36027 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20839 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21097 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27053 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-27-2007, 01:58 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


أنواع الجمل ومواقعها الإعرابية

أنواع الجمل ومواقعها الإعرابية


تقديم :
تعريف الكلام ، وتعريف الجملة ، والفرق بينهما :

عرف ابن هشام الكلام : بالقول المفيد بالقصد (1) .

ثم عرفه في موضع آخر بقوله : اعلم أن اللفظ المفيد يسمى كلاما ، وجملة . ونعني بالمفيد ما يحسن السكوت عليه ، وأن الجملة أعم من الكلام ، فكل كلام جملة ، ولا ينعكس (2) .

نستخلص من التعريفين السابقين أن الكلام هو مجموعة الكلمات التي تكون مع بعضها البعض بناء لغويا مفيدا يحسن السكوت عليه . وهذا في حد ذاته ما يعرف بالجملة التامة المعنى ، سواء أكانت جملة اسمية ، أو فعلية .

نحو : محمد مجتهد . أو جاء محمد . أو ما هو في منزلتهما .

نحو : جلدا السارق . أو : إن الطالب مؤدب .

أما عمومية الجملة فالمقصود به كون مجيئها تامة المعنى ، كما مثلنا ، أو ناقصة لا تعطي معنى يحسن السكوت عليه . نحو : إن جاء محمد ، أو : إذا حضر الماء .

وما إلى ذلك . ومن هنا فالجملة أعم من الكلام ، لأن حد الكلام أن يكون قولا مفيدا ، في حين أن الجملة قد تكون مفيدة ، أو لا تكون ، كما أوضحنا .


أقسام الجملة :

تنقسم الجملة إلى قسمين : ـ

أولا ـ جملة اسمية :

وهي كل جملة تبدأ باسم مرفوع يعرب مبتدأ ، ويتممه ، أو يكمل معناه صفة مشتقة مرفوعة تعرف بالخبر . نحو : محمد مسافر . وعليٌّ قادم .

ـــــــــــــ

1 ـ مغني اللبيب ج2 ص274 .

2 ـ الإعراب عن قواعد الإعراب ص60 .



192 ـ ومنه قوله تعالى : {الأعرابُ أشدُ كفرا ونفاقا }1 .

وهذه الصورة هي أبسط صور الجملة الاسمية ، وتعرف بالجملة الاسمية الصغرى ، وهناك صور أخرى للجملة الاسمية ، منها : أن يكون خبر المبتدأ جملة سواء أكانت اسمية ، نحو : الحديقة أزهارها متفتحة .

193 ـ ومنه قوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد }2 .

أم جملة فعلية . نحو : الطالب يكتب الدرس .

194 ـ وقوله تعالى : { أنا آتيك به }3 .

وهذا النوع من الجمل يعرف بالجملة الكبرى . لأن جملة أزهارها متفتحة ، جملة صغرى ، فهي مكونة من مبتدأ وخبر ، وفي نفس الوقت في محل رفع خبر المبتدأ "الحديقة " ، الذي يكوِّن مع الخبر الجملة الاسمية ، جملة كبرى .

وكذلك الحال في قولنا : الطالب يكتب الدرس ، فالطالب مبتدأ ، ويكتب فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، والدرس مفعول به ، وهذه الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، وهي تشكل جملة صغرى ، والمبتدأ " الطالب " مع خبره الجملة الفعلية يكوِّن جملة كبرى ، وقس على ذلك الشواهد القرآنية التي أوردنا .

ومن صور الجمل الاسمية أن يكون المبتدأ مصدرا صريحا .

نحو : احترام الناس واجب .

أو مصدرا مؤولا من أن والفعل المضارع .

نحو قوله تعالى : { وأن تصوموا خير لكم }4 . والتقدير : صيامكم خير لكم .

أو معرفا بأل نحو : المجتهدون مؤدبون . أو معرفا بالإضافة ، نحو : كتابي جديد .

وقد يكون المبتدأ ضميرا ، نحو : أنت مهذب .

195 ـ ومنه قوله تعالى : { هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه }5 .

ــــــــــــ

1 ـ 97 التوبة . 2 ـ 18 إبراهيم .

3 ـ 39 النمل .

4 ـ 18 إبراهيم . 5 ـ 67 يونس .

أو اسم إشارة ، أو موصول ، أو استفهام ، أو شرط ... إلخ .

وقد يكون الخبر جملة اسمية ، أو فعلية ، كما أوضحنا في بداية الكلام عن الجملة الاسمية ، أو شبه جملة جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة .

أو ظرف بنوعيه . نحو : الكتاب عندك . والعطلة يوم الجمعة .


ثانيا ـ الجملة الفعلية :

هي كل جملة تبدأ بفعل ، وتؤدي معنى مفيدا يحسن السكوت عليه سواء أكان الفعل ماضيا ، نحو : ذهب أخوك إلى المدرسة .

196 ـ ومنه قوله تعالى : { فأصابهم سيئات ما عملوا }1 .

وقوله تعالى : وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون }2 .

أم مضارعا ، نحو : يلعب محمد بالكرة .

197 ـ ومنه قوله تعالى : { ينبت لكم به الزرع }3 .

وقوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت }4 .

أم أمرا ، نحو : قم مبكرا ، وصلِ حاضرا .

198 ـ ومنه قوله تعالى : { وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق }5 .

ولا بد للفعل من فاعل ، يأتي على صور مختلفة ، فقد يكون اسما ظاهرا ، كما مثلنا سابقا ، وقد يكون ضميرا متصلا ، نحو : كتبت الواجب .

199 ـ ومنه قوله تعالى : { وربطنا على قلوبهم }6 .

أو ضميرا منفصلا ، نحو : علمته الحساب ، واحترم الكبير . ولا تهمل عملك .

ومنه قوله تعالى : { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم }7 .

ـــــــــــــ

1 ، 2 ـ 34 النحل . 3 ـ 11 النحل .

4 ـ 27 إبراهيم . 5 ـ 80 الإسراء .

6 ـ 14 الكهف . 7 ـ 49 المائدة .

وقد يلي الفعل فاعل يكون دائما مرفوعا ، أو ما يكمل الجملة من مفعول به .

نحو : كسر المهمل الزجاج .

ومنه قوله تعالى : { ونقلب أفئدتهم }1 .

200 ـ وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم }2 .

أو حال . نحو : جاء الرجل راكبا .

201 ـ ومنه قوله تعالى : { فادعوه مخلصين }3 .

أو جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة .

ومنه قوله تعالى : { قل آمنا بالله }4 .

أو مفعول معه . نحو : سار التلاميذ وصور المدرسة .

أو مفعول فيه ( الظرف ) . نحو : لعب الأولاد تحت المطر .

وسافرنا ليلة الخميس . وغير ذلك من مكملات الجملة الفعلية .


أنواع الجمل ومواقعها من الإعراب :

تنقسم الجملة من حيث المواقع الإعرابية إلى نوعين .

نوع له موقع إعرابي
، كأن يكون في محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وهذا النوع من الجمل هو الذي يحل محل الاسم المفرد فيأخذ إعرابه .
لأن المفرد هو الذي يوصف بالمواقع الإعرابية كالرفع ، وغيرها .
وهذا النوع من الجمل يعرف بالجمل التي لها محل من الإعراب .

أما النوع الآخر فهي الجملة التي لا محل لها من الإعراب

، والتي لا تحل محل الاسم المفرد .

ـــــــــــــــ

1 ـ 110 الأنعام . 2 ـ 7 المائدة .
3 ـ 65 غافر . 4 ـ 84 آل عمران .

أولا ــ الجمل التي لها محل من الإعراب :

أولا ـ الجملة الواقعة خبرا :

ويشترط فيها أن تشتمل على ضمير يربطها بالمبتدأ ، ومحلها الرفع كما في الصور التالية :

1 ـ أن تكون جملة اسمية . نحو : المدرسة فصولها كثيرة .

المدرسة : مبتدأ ، وفصول : مبتدأ ثان ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، كثيرة : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول " المدرسة " ، والرابط بين الجملة والمبتدأ هو الضمير المتصل في المبتدأ الثاني " فصولها " .

2 ـ أو جملة فعلية .

202 ـ نحو قوله تعالى : { الله يعلم الجهر وما يخفى }1 .

الله : لفظ الجلالة مبتدأ . يعلم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، والجهر مفعول به ... إلخ ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " الله " ، والرابط الضمير " هو " .

3 ـ أو جملة اسمية أو فعلية في محل رفع خبر " إنَّ " ، أو إحدى أخواتها .

نحو : إن السماء غيومها كثيرة .

203 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله يغفر الذنوب }2 .

ونحو : لعل السماء تمطر .

إن : حرف توكيد ونصب ، السماء : اسم إن منصوب .

غيومها : مبتدأ مرفوع ، والضمير في محل جر بالإضافة ، وكثيرة خبر ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر " إن " .

لعل : حرف ترجي ونصب ، والسماء : اسم لعل منصوب .

تمطر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا .

والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر " لعل " .

ـــــــــــــــ

1 ـ 7 الأعلى . 2 ـ 53 الزمر.

4 ـ أو خبر لا النافية للجنس . نحو : لا مهمل ثيابه نظيفة .

ونحو : لا مسيء يحترمه الناس .

ثيابه نظيفة : مبتدأ وخبر ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر لا النافية للجنس .

ويحترمه الناس : فعل ومفعول به مقدم ، وفاعل مؤخر ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لا النافية للجنس .

كما تأتي جملة الخبر في محل نصب ، وذلك في المواضع التالية :

إذا كانت خبرا لفعل ناسخ ، " كان وأخواتها ، أو كاد وأخواتها " .

نحو : كانت الأشجار أوراقها خضراء .

ونحو : أمست السماء تتلبد بالغيوم .

ومنه قوله تعالى : { وكانوا يصرون على الحنث العظيم }1 .

فأوراقها خضراء : مبتدأ وخبر ، والجملة الاسمية في محل نصب خبر كان .

وتتلبد بالغيوم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، وبالغيوم جار ومجرور ، والجملة الفعلية وما في حيزها في محل نصب خبر أمسى .

ونحو : كاد محمد يفوز بالجائزة .

ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 .

يفوز بالجائزة : جملة فعلية مكونة من فعل ، وفاعل مستتر ، وجار ومجرور ، وهي في محل نصب خبر كاد .

ثانيا ـ الجملة الواقعة حالا :

يشترط فيها أن تشتمل على عائد يربطها بصاحب الحال ، والعائد إما أن يكون الضمير ، أو الواو ، أو الاثنين معا ، أو الواو وقد . وأن يكون صاحب الحال معرفة ، مع عدم وجود المانع من مجيء الجملة حالا .

نحو : حضر الطالب كتابه في يده .

ــــــــــــ

1 ـ 46 الواقعة . 2 ـ 20 البقرة .

جاء الطالب : فعل وفاعل . كتابه : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . في يده : جار ومجرور ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر .

وجملة كتابه في يده : في محل نصب حال من الطالب ، والرابط : الضمير المتصل في " كتابه " ، حيث عاد على " الطالب " .

92 ـ ومنه قول الشاعر :

إذا الملك الجبار صعر خده مشينا إليه بالسيوف نعاتبه

الشاهد : : " نعاتبه " ، فهي حال جملة فعلية من الضمير المتصل " نا " في " مشينا " ، والرابط الضمير المتصل " ها " الغيبة في " نعاتبه " .

والتقدير : مشينا إليه بالسيوف معاتبين إياه .

204 ـ ومنه قوله تعالى : { وجاءوا أباهم عشاء يبكون }1 .

وقوله تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله }2 .

ومثال مجيء الرابط : الواو . وصل التلميذ والكتاب في يده .

وصل التلميذ : فعل وفاعل . والكتاب : الواو واو الحال ، الكتاب : مبتدأ . في يده : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر . وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال ، والرابط بين جملة الحال ، وصاحبها : الواو في " والكتاب " .


93 ـ ومنه قول الشاعر :

كأن سواد الليل والفجر ضاحك يلوح ويخفى أسود يتبسم

الشاهد : " والفجر ضاحك " . حل جمل اسمية ، والرابط فيها الواو .

ومثال مجيء الرابط الواو والضمير معا : صافحت محمدا وهو يبتسم .

صافحت محمدا : فعل وفاعل مستتر ، ومفعول به .

وهو : الواو واو الحال ، هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

يبتسم : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .

ــــــــــــــ

1 ـ 16 يوسف . 2 ـ 75 النساء .

وجملة : وهو يبتسم في محل نصب حال من المفعول به " محمدا " .

والرابط : الواو والضمير معا . ولا يكون هذا النوع من الروابط إلا مع الجملة الاسمية . 205 ـ ومنه قوله تعالى : { وماتوا وهم فاسقون }1 .

ومنه قول الشاعر :

ما كنت أحسبني أبقى إلى زمن يسيء بي كلب وهو محمود

الشاهد : " وهو محمود " حال جملة اسمية ، والرابط الواو والضمير .

ومثال الرابط : الواو وقد . قدم الحجاج وقد انهمر المطر .

قدم الحجاج : فعل وفاعل . وقد انهمر : الواو للحال ، قد حرف تحقيق ، انهمر فعل ماض مبني على الفتح . المطر : فاعل مرفوع بالضمة .

والجملة الفعلية : وقد انهمر المطر في محل نصب حال من " الحجاج " ، والرابط : الواو وقد معا . ولا يكون الرابط : " الواو وقد " إلا مع الجملة الفعلية .

ويلاحظ في جميع الجمل التي ذكرناها آنفا ، كأمثلة على الجملة الحالية ، أن صاحب الحال كان معرفة محضة ، مع عدم وجود المانع الذي يمنع مجيء الحال جملة .

فإذا كان صاحب الحال معرفة غير محضة ، كأن يكون اسما معرفا تعريفا جنسيا .

نحو : محمد الأسد بطولاته مشرفة .

فإن الجملة الواقعة بعد الاسم المعرف تعريفا جنسيا يجوز فيها أن تعرب حالا ، أو صفة ، لأن التعريف الجنسي يقرب من التنكير ، ولكن الأفضل إعرابها حالا .

أما المانع لمجيء الجملة الواقعة بعد المعرفة المحضة أن تكون حملة حالية ، هو أن تكون الجملة إنشائية طلبية أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما ، أو عرضا ، أو تحضيضا ، وفي هذه الحالة تكون الجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

نحو : هذا متاعي فدعه عندك . ونحو : جاء صديقك فلا تحرجه .

ونحو : سافر محمد فهل ودعته ؟ ونحو : سنقيم الحفل ألا شرفتنا .

ـــــــــ

1 ـ 84 التوبة .

ونحو : بدأ الاختبار فهلاَّ درست .

فالجمل الواقعة ـ في الأمثلة السابقة ـ بعد الأمر ، والنهي ، والاستفهام ، والعرض ، والتحضيض ، ليست جملا حالية ، وإنما هي جمل إنشائية ، لذلك لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

ومن موانع وقوع الحال جملة ، أن تأتي بعد معرفة محضة ولكنها مصدرة بحرف من حروف الاستقبال ، كالسين ، وسوف ، أو لن .

نحو : حضر محمد سأسلم عليه . ونحو : سافر عليّ لن أودعه .

فجملة : سأسلم عليه ، في المثال الأول ، وجملة : لن أودعه ، في المثال الثاني ، كل منهما لا تصلح لأن تكون جملة حالية ، لأن الأولى مسبوقة بالسين الدالة على الاستقبال ، والثانية مسبوقة بلن .

ثالثا ـ الجملة الواقعة مفعولا به :

يكون محلها النصب ، وتأتي الجملة مفعولا به في المواضع التالية :

1 ـ أن تكون محكية بالقول . نحو : قال محمد إن أخاك ناجح .

فجملة : إن أخاك ناجح ، جملة اسمية ، مكونة من " إن " واسمها وخبرها ، وهي في محل نصب مقول القول .

206 ـ ومنه قوله تعالى : { قال إني أعلم ما لا تعلمون }1 .

وقوله تعالى : { قالت اليهود عزير ابن الله }2 .

ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

قالت الصغرى : أتعرفن الفتى ؟ قالت الوسطى : نعم هذا عمر

الشاهد : أتعرفن الفتى ، و نعم هذا عمر . وكل من الجملتين وقع في محل نصب مفعول به لفعل القول .

ــــــــــــــــ

1 ـ 30 البقرة . 2 ـ 30 التوبة .

94 ـ ومنه قول الشاعر :

يقولون ليلى في العراق مريضة فياليتني كنت الطبيب المداويا

الشاهد : ليلى في العراق مريضة . فقد وقعت الجملة في محل نصب مفعول به لفعل القول .

2 ـ الجملة الواقعة مفعولا به ثانيا ، أو سدت مسد مفعولين لظن ، أو إحدى أخواتها . نحو : ظننت أخاك سيحضر اليوم .

سيحضر اليوم : السين حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يحضر فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، واليوم ظرف زمان منصوب بالفتحة .

وجملة : سيحضر اليوم : في محل نصب مفعول به ثان لظن .

ونحو : حسبت أنك مسافر .

أنك مسافر : أنك : أن واسمها ، وسافر : خبرها مرفوع .

والجملة : أنك مسافر : سدت مسد مفعولي حسب .

3 ـ الجملة الواقعة بعد المفعول الثاني في باب : رأى ، وأعلم .

وقد تسد مسد المفعولين .

مثال الجملة الواقعة بعد المفعول الثاني : أعلمت أباك محمدا أخوه ناجح .

أخوه ناجح : جملة اسمية مكونة من المبتدأ والخبر ، وهي في محل نصب مفعول به ثالث للفعل أعلم .

ومثال النوع الثاني :

207 ـ قوله تعالى : { ولتعلمُنَّ أينا أشد عذابا }1 .

فجملة : أينا اشد عذابا . جملة اسمية مكونة من مبتدأ ، والضمير المتصل في " أي " في محل جر مضاف إليه ، اشد : خبر المبتدأ ، وعذابا : تمييز منصوب .

وجملة : أينا وما في حيزها في محل نصب سدت مسد مفعولي يعلم .

ــــــــــــ

1 ـ 71 طه .


4 ـ الجملة الواقعة مفعولا به لأي فعل .

نحو : عرفت من أنت ؟

عرفت : فعل وفاعل . من أنت : مبتدأ وخبر .

وجملة : من أنت ؟ في محل نصب مفعول به للفعل عرف .

95 ـ ومنه قول الشاعر :

ولا توهمت أن الناس قد فقدوا وأن مثل أبي البيضاء موجود

الشاهد : أن الناس قد فقدوا . جملة اسمية في محل نصب مفعول به للفعل توهم .

وهذا النوع الأخير ما يعرف بتعليق العامل ، وهو ترك العمل لفظا دون معنى ، لمانع من الموانع . كأن تكون الجملة مبدوءة باسم استفهام ، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.

نحو : عرفت متى السفر ؟

فجملة : متى السفر ؟ في محل نصب مفعول به معنى لا لفظا ، لأن الفعل لم يعمل فيها ظاهرا ، لكونها جملة استفهامية .

أو تكون الجملة متصلة بلام التوكيد . نحو : توهمت لأبوك موجود .

فجملة : لأبوك موجود . جملة اسمية في محل نصب مفعول به لـ " توهمت " في المعنى ، وقد امتنع عمل الفعل لفظا لاتصال الجملة بلام التوكيد .

ومن فوائد الحكم على محل الجملة في التعليق بالنصب ، ظهور أثر هذا في التابع .

نحو : عرفت من أنت ؟ وغيرَ ذلك من أمورك .

فـ " غير " معطوفة على محل الجملة المعلقة وهو النصب ، فجاءت " غير " منصوبة .

رابعا ـ الجملة الواقعة نعتا :

وهي الجملة الموصوف بها ، وحكمها أن تكون زائدة ، ولا يختل المعنى بدونها ، ويشترط في موصوفها : أن يكون نكرة ، وتعرب بحسب موقع موصوفها من الإعراب . فإذا كان موصوفها مرفوعا جاءت في محل رفع .

نحو : خطب فينا رجل لسانه فصيح .

خطب : فعل ماض . فينا : جار ومجرور متعلقان بالفعل . رجل : فاعل مرفوع .

لسانه : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وفصيح : خبر مرفوع .

والجملة الاسمية في محل رفع صفة لرجل لأنه نكرة . والرابط الضمير في " لسانه ".

208 ـ ومنه قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة }1 .

وقوله تعالى : { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم }2 .

وقوله تعالى : { وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى }3 .

فالجمل : لا بيع فيه ولا شراء ، وتنبئهم بما في قلوبهم ، ويسعى . كل منها جاء في محل رفع صفة لموصوف نكرة مرفوع ، وهو : يوم ، وسورة ، ورجل .

وإذا كان الموصوف منصوبا ، جاءت جملة الصفة في محا نصب .

نحو : شاهدت لوحة رسومها معبرة .

شاهدت لوحة : فعل وفاعل ومفعول به .

رسومها معبرة : رسوم مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إلية ، ومعبرة خبر .

وجملة : رسومها معبرة في محل نصب صفة للوحة النكرة المنصوبة .

ومنه قوله تعالى : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }4 .

209 ـ وقوله تعالى : { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم }5 .

فالجملتان : ترجعون فيه إلى الله ، ونكثوا أيمانهم . كل منهما جاء في محل نصب صفة لموصوف نكرة منصوب ، وهو : يوما ، وقوما .

وإذا كان الموصوف مجرورا ، جاءت جملة الصفة في محل جر .

نحو : نعيش في قرية تكثر فيها البساتين .

نعيش : نعيش فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن .

في قرية : جار ومجرور متعلقان بنعيش .

تكثر فيها البساتين : تكثر فعل مضارع مرفوع ، فيها جار ومجرور متعلقان بتكثر ،

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ 254 . 2 ـ 64 التوبة .
3 ـ 20 القصص . 4 ـ 281 .
5 ـ 13 التوبة .

والبساتين فاعل مرفوع بالضمة .

وجملة : تكثر وما في حيزها في محل جر صفة لقرية .

ومنه قوله تعالى : { ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه }1 .

وقوله تعالى : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }2 .

96 ـ ومنه قول الشاعر :

لا أذود الطير عن شجر قد بلوت المر من ثمره

فالجمل : لا ريب فيه ، ومات أبدا ، وقد بلوت المر . كل منها جاء في محل جر صفة لأوصاف مجرورة هي : ليوم ، وعلى أحد ، وعن شجر .

* أما المانع من مجيء الجملة صفة ، أن تكون جملة إنشائية .

نحو : جاء مسكين فلا تحرجه .

فجملة : فلا تحرجه ، إنشائية لأنها طلبية نهي ، فلا يصح إعرابها صفة ، ولكن نعربها جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

ونحو : هذا متاع احفظه لي .

فجملة : احفظه لي . جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها جملة إنشائية طلبية أمر .

ونحو : محمد مريض فهل تزره ؟

فجملة : فهل تزره . مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها إنشائية طلبية استفهامية .

وقس على ذلك بقية أنواع الجمل الإنشائية الطلبية .

ومن موانع وقوع الجملة صفة ولو سبقها نكرة محضة ، أن تكون الجملة محصورة بإلا . نحو : ما زارني رجل إلا قال خيرا .

وفي هذه الحالة تعرب الجملة الواقعة بعد " إلا " حالا ، ولا تعرب صفة ، لأن " إلا " لا تفصل بين الصفة وموصوفها .

ـــــــــــــــــ

6 ـ 9 آل عمران .

1 ـ 84 التوبة .

خامسا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم :

يشترط في الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم أن تكون مقرونة بالفاء ، أو إذا الفجائية . نحو : إن تدرس فلن ترسب .

210 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل الله فلا هادي له }1 .

وقوله تعالى : { فإن انتهوا فإن الله بما تعلمون بصير }2 .

ومثال مجيء جملة الشرط بعد إذا الفجائية : إن نحمل على الأعداء إذا هم هاربون .

ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }3 .

211 ـ وقوله تعالى : { وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون }4 .

فالجمل الواقعة بعد " الفاء " ، أو " إذا " الفجائية جاءت في محل جزم بحرف الشرط " إن " . وهذه الجمل بالترتيب هي : فلن يرسب ، فلا هادي له ، فإن الله ... ، إذا هم هاربون ، إذا هم يقنطون ، إذا هم يسخطون .

ونستدل على مجيئها في محل جزم ، أننا إذا عليها فعلا مضارعا جاء مجزوما ، لأنه عطف على المحل ، والمعطوف على محل المجزوم يكون مجزوما .

نحو : متى يجتهد الكسول فإنه ينجح ويحظ بحب الناس .

فالفعل " يحظ " فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، لأنه معطوف على محل الجملة المجزومة الواقعة جوابا للشرط " فإنه ينجح " .

سادسا ـ الجملة الواقعة مستثنى :

يشترط في الجملة الواقعة مستثنى أن يكون الاستثناء منقطعا ، أي أن يكون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه .

نحو : لن أعاقب مجتهدا إلا المهمل فعقابه شديد .

فجملة : المهمل فعقابه شديد ، مكونة من مبتدأ أول ، والفاء واقعة في الخبر ، وعقابه

ــــــــــــــــ

1 ـ 186 الأعراف . 2 ـ 36 الروم .
3 ـ 36 الروم . 4 ـ 58 التوبة .

مبتدأ ثان ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشديد خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .

والجملة من المبتدأ الأول وخبره في محل نصب مستثنى .

سابعا ـ الجملة الواقعة مضافا إليه :

يشترط في الجملة الواقعة مضافا إليه أن تكون بعد كلمة مضافة إلى جملة جوازا أو وجوبا . والكلمات التي تقع مضافة إلى جملة هي : ـ

1 ـ الكلمات الدالة على زمان ، سواء أكان ظرفا ، أم غير ظرف ، ككلمة " يوم " ، فهي تكون ظرفا .

212 ـ نحو قوله تعالى : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه }1 .

ولا تكون ظرفا ، بل تعرب حسب موقعها من الجملة .

213 ـ نحو قوله تعالى : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم }2 .

فهذا : مبتدأ ، ويوم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة ، وهو مضاف ، وجملة : ينفع وما في حيزها ، في محل جر مضاف إليه .

2 ـ الكلمات الدالة على مكان ، سواء أكانت ظرفا ، أم غير ظرف ، ككلمة " حيث " فهي تكون ظرفا مكانيا ، نحو : وقفت حيثُ وقف عليّ ، وجلست حيث محمد جالس .

214 ـ ومنه قوله تعالى : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم }3 .

وقوله تعالى : { الله أعلم حيث يجعل رسالته }4 .

ولا تكون ظرفا إذا جاءت مجرورة بحرف الجر ، فهي اسم مجرور بمن مبني على الضم في محل جر . نحو : آتيك بالأمر من حيثُ لا تدري .

215 ـ ومنه قوله تعالى : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }5 .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 106 آل عمران . 2 ـ 119 المائدة .
3 ـ 191 البقرة . 4 ـ 124 الأنعام .
5 ـ 27 الأعراف .

وقوله تعالى : { وأخرجوهم من حيث أخرجوكم }1 .

ومنه قول الشاعر :

عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

3 ـ ومن الظروف الملازمة الإضافة إلى الجملة : إذ ، وإذا ، ولمّا الوجودية المفتقرة إلى جواب . نحو : هل تذكر إذ نحن أطفال .

216 ـ ومنه قوله تعالى : { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت }2 .

وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم }3 .

97 ـ ومنه قول عنترة :

إذ يتقون بي الأسنة لم أحم عنها ولكني تضايق مُقدمي

ومثال إذا : إذا حضر الماء بطل التيمم .

217 ـ ومنه قوله تعالى : { إذا ذكر الله وجلت قلوبهم }4 .

وقوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح }5 .

ومنه قول طرفة :

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

ومثال لما الظرفية الوجودية : فرح والدي لمّا نجحت .

وهي بمعنى الحين مبنية على السكون في محل نصب ، إلا أنها متضمنة للشرط ، ولكنها غير جازمة ، لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية .

218 ـ ومنه قوله تعالى : { فلما أخذتهم الرجفة قال ربِّ لو شئت أهلكتهم }6 .

ومنه قول زهير :

فلما وردن الماء زرقا جمانه وضعن عِصِّي الحاضر المتخيِّم

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 191 البقرة . 2 ـ 133 البقرة .
3 ـ 103 آل عمران . 4 ـ 2 الأنفال .
5 ـ 1 الفتح . 6 ـ 155 الأعراف .

4 ـ ومن الظروف والمصادر التي تضاف جوازا إلى الجملة " لدن " ، وهي ظرف زمان ، أو مكان ، حسب المعنى ، وقد لا تكون ظرفا . و " ريث " ، وهي مصدر من " راث " بمعنى " أبطأ " ، ويعرب المصدر ظرف زمان .

ويشترط في الجملة المضافة إلى " لدن ، وريث " أن تكون فعلية فعلها متصرف متبث . مثال لدن الظرفية : أنت مهذب لدن عرفتك صغيرا .

98 ـ ومنه قول الشاعر :

لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم فلا يك منكم للخلاف جنوح

ومثال مجيئها اسما مجرورا : أنت مجتهد من لدن كنت صغيرا .

ومثال ريث : انتظرت ريث حضر أخوك .

99 ـ ومنه قول الشاعر :

خليليَّ رفقا ريث أقضي لبانة من العرجات المذكرات عهودا

فالجمل الواقعة بعد " لدن ، وريث " في محل جر مضاف إليه ، وكذلك جميع الجمل الواقعة بعد الظروف الآنفة الذكر .



ثامنا ـ الجملة التابعة لمفرد :

تنقسم الجملة التابعة لمفرد إلى ثلاثة أنواع : ـ


1 ـ الجملة الواقعة صفة لمفرد مرفوع ، أو منصوب ، أو مجرور .

مثال المرفوع : جاء رجل يركب دابة .

219 ـ نحو قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع في ولا خلال }1 .

ومثال المنصوب : عاقبت طالبا يهمل واجباته .

ومثال المجرور : سلمت على رجل يركب دابة .

ــــــــــــ

1 ـ 31 إبراهيم .

2 ـ الجملة المعطوفة على مفرد مرفوع ، أو منصوب ، أو مجرور .

نحو : محمد قادم وأبوه ذاهب .

وفي ذلك خلاف ، فإذا كان العطف على المفرد تكون جملة " أبوه ذاهب " ، في محل رفع معطوفة على الخبر " قادم " . أما إذا كان العطف على جملة " محمد قادم " ، سيكون الشاهد قد خرج عن موضعه . وهنالك خلاف آخر منشأه أن الواو قد تكون واو الحل ، وبذلك لا تكون جملة " أبوه ذاهب " تابعة لما قبلها .

ومثال المعطوفة على مفرد منصوب : كافأت طالبا شاعرا ويكتب قصة .

ومثال المعطوفة على المجرور ، أو موقعه الجر: نحو : استمعت إلى عجوز منشد ويعزف على الربابة . ونحو : استمعت إلى عجوز ينشد ويعزف على الربابة .

3 ـ الجملة الواقعة بدلا من الاسم المفرد الذي يسبقها :

220 ـ نحو قوله تعالى :

{ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }1 .

فـ " إن " وما عملت فيه بدل من " ما " وصلتها ، ويجوز أن تكون استئنافية ، كما جاز في قوله تعالى : { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها }2 .

فجملة " والساعة لا ريب فيها " يجوز أن تكون استئنافية ، وليست بدلا ومنه أيضا قوله تعالى : { وأسرُّوا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم }3 .

فجملة " هل هذا ... إلخ " يجوز فيها أن تكون بلا من اسم الموصول وصلته ، ويجوز فيها أن تكون مفسرة ، والله أعلم . ولكن الأحسن أن نعدل عن إعراب الجمل بدلا ، أو عطف بيان ، لما قد يكون فيها من التكلف في المعنى ، والأفضل أن تكون استئنافية ، كما في الآيتين الأولى والثانية ، وتفسيرية كما في الآية الأخيرة فتدبر ، والله يحفظك.

ــــــــــــــــ

1 ـ 43 فصلت . 2 ـ 32 الجاثية .
3 ـ 3 الأنبياء .

تاسعا ـ الجملة التابعة لجملة لها محل من الإعراب ، وذلك في موضعين :

1 ـ في العطف :

نحو : المتفوق يفوز بالجائزة ، ويحترمه زملاؤه .

ويشترط في الجملة الواقعة بعد الواو ، أن تكون معطوفة على الجملة الصغرى وهي " يفوز بالجائزة " ، لا على الجملة الكبرى وهي " المتفوق يفوز بالجائزة " . هذا إذا اعتبرنا الواو للعطف ، فإذا قدرنا الواو للحال لم تكن الجملة بعدها تابعة لما قبلها .

2 ـ في البدل :

ويشترط في الجملة الثانية الواقعة بدلا أن تكون أوفى من الجملة الأولى ، وأوضح في تأدية المعنى المطلوب . نحو : قلت له ارحل لا تمكث عندنا .

ومنه قوله تعالى : { واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين }1 .

فجملة " أمدكم ... إلخ " بدل من جملة " أمدكم بما تعلمون " ، لأنها أوضح منها ، وأوفى في تأدية المعنى .
Cant See Links


ثانيا ـ الجملة التي لا محل لها من الإعراب

هي الجملة التي لا تحل محل المفرد ، ولا تأخذ إعرابه ، ولا يقال فيها إنها في موضع رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وأنواعها على النحو التالي : ـ

أولا ـ الجملة الابتدائية :

ويقصد بها الجملة التي نبتدئ بها الكلام لفظا ، أو تقديرا ، وسواء أكانت اسمية ، أم فعلية .

فالاسمية نحو : محمد مجتهد .

221 ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أعطيناك الكوثر }1 .

والفعلية نحو : يطوف المسلمون حول الكعبة .

222 ـ ومنه قوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب وتب }2 .

فكل من الجملتين السابقتين ، وكذلك الآيتان المستشهد بهما ، لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة ابتدائية تؤدي معنى مستقلا ، ولا يصح أن يحل محلها كلمة مفردة ، وإلا ضاع المعنى .

ومثال الجملة الابتدائية التي يبتدأ بها الكلام تقديرا قول الأفوه الأودي :

بينما الناس على عليائها إذ هَوَوا في هُوّة فيها فغاروا

فلكون " بين " ظرف للفعل " هوى " ، والتقدير : هوى الناس في هوة بينما هم على عليائها . فهي جملة ابتدائية ، وإن كان قبلها جملة " الناس على عليائها " ، لأنها أُخرت لفظا ، وحقها التقديم في أول الكلام تقديرا .

ومنه قوله تعالى : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد رزقا }3 .

فلأن " كل " ظرف للفعل " وجد " ، والتقدير : وجد زكريا عندها رزقا كلما دخل

ــــــــــ

1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 1 المسد .
3 ـ 37 آل عمران .

عليها المحراب . فجملة " وجد " ابتدائية ، وإن كان قبلها في الطاهر جملة أخرى .


ثانيا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات الابتداء ، وتشمل التالي :

1 ـ الحروف المكفوفة وهي : إنما ، وأنما ، وليتما ، وكأنما ، ولعلما ، لكنما ، وربّما ، وكما .

نحو قوله تعلى : { إنما المؤمنون إخوة } 1 .

وقوله تعالى : { إنما أنت نذير } 2 .

وقوله تعالى : { وإنما أنا نذير مبين } 3 .

ومنه قول كثير :

أراني ولا كفران لله إنما أواخي من الأقوام كل بخيل

ونحو قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد } 4 .

ونحو قول النابغة الذبياني :

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد

ومنه قوله تعالى : { فكأنما خر من السماء } 5 .

ومنه قول الشاعر :

كأنما ضربت قدام أعينها قطنا بمستحصد الأوتار محلوج

ومنه قول الفردزق :

أعد نظرا يا عبد قيس لعلما أضاءت لك النار الحمار المقيدا

ومنه قول امريء القيس :

ولكنما أسعى لمجد مؤثل وقد يدرك المجد المؤثل امثالي

وقول ساعدة بن جؤية :

ولكنما أهلي بواد أنيسه سباع تبغى الناس مثنى وموحدا

ـــــــــــــ

1 ـ 10 الحجرات . 2 ـ 12 هود .
3 ـ 50 العنكبوت . 4 ـ 5 فصلت .
5 ـ 31 الحج .

" ربما " نحو : ربما الغائب يعود .

ومنه قوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } 1 .

" كما " اتصلت ما الزائدة بـ " الكاف " فمنعتها من العمل ، والجملة بعدها ابتدائية لا محل لها من الإعراب . نحو : الشهادة خير الكلام كما الصلاة عمود الدين .

2 ـ " إذا " الفجائية : نحو : خرجت فإذا السماء تمطر .

ومنه قوله تعالى : { فإذا هي حية تسعى } 2 .

وقوله تعالى : { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين } 3 .

3 ـ أمّأ ، وبل ، ولكن ، وهل ، وما النافية غير الحجازية " التي لا عمل لها " ، وبينا ، وبينما ، وإلاّ الاستثنائية .

وإليك أمثلتها على التوالي :

" أمّأ " قال تعالى : { فأمّا الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم }4 .

ومنه قول سبيع بن الخطيم :

أمّا إذا ضاقت فإن مصيرها هضب القليب فعردت فأقوف

و" أمّا " هنا حرف شرط غير جازم وتفصيل وتوكيد ، وتلزم الفاء جوابها كثيرا .

" بل " نحو قوله تعالى : { بل تؤثرون الحياة الدنيا } 5 .

وقوله تعالى : { أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق }6 .

و" بل " حرف ابتداء يفيد الإضراب .

" لكن " المخففة من الثقيلة لا عمل لها ، وهي حرف استدراك إذا سبقها نفي وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية ، مثال الفعلية :

قوله تعالى : { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } 7 .

ــــــــــــــ

1 ـ 2 الحجر . 2 ـ 20 طه .
3 ـ 108 الأعراف . 4 ـ 26 البقرة .
5 ـ 14 الأعلى . 6 ـ 70 المنافقون .
7 ـ 118 النحل .

ومنه قول العجير السلوسي :

ولكن ستبكي خطوب كثيرة وشعت أهينوا في المجالس جوع

ومثال دخولها على الجمل الاسمية وهي عنئذ ابتدائية لمجرد إفادة الاستدراك .

قوله تعالى : { لكن الراسخون في العلم منهم } 1 .

ومنه قول زهير :

إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره لكن وقائعه في الحرب تنتظر

" هل " وهي حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا يعمل فيما بعده ، ويختص بالتصديق والإيجاب ، ويفيد معرفة مضمون الجملة ن ويدخل على الأفعال ، والأسماء .

نحو قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } 2 .

ومنه قول عنترة :

هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم

ومثال دخولها على الأسماء قول الحارث بن حلزة :

أيها الناطق المُرَقِّش عنا عند عمرو وهل لذاك فداء

وقوله :

كتكاليف قومنا إذ غزا المنذ ر هل نحن لابن هند رِعاء

ومنه قول امرئ القيس :

وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من مُعَوَّل

" ما " النافية غير العاملة ، وتختص بالدخول على الأفعال ، وتعرف بالتميمية ، أو غير الحجازية ( لأن ما الحجازية تعمل عمل ليس ) .

نحو قوله تعالى : { قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي }3 .

ـــــــــــ

1 ـ 162 النساء . 2 ـ 1 الإنسان .
3 ـ 15 يونس .


ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

وما راعني إلا مناد ترحلوا وقد لاح مفتوق من الصبح أشقرا

مثال " بينا " قال الأفوه الأودي :

فبينا نحن نرقبه أتانا معلق فضة وزنا ذراعي

مثال " بينما " قوله أيضا :

بينما الناس على عليائها إذ هو وافي هوة فيها فغاروا


ثالثا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات التحضيض :

وهي : هلاّ ، ولوما ، ولولا غير الشرطية إذا تلاهما فعل مضارع .

نحو : هلاّ تساعدنَّ المحتاج .

وهي تفيد التوبيخ إلى جانب التحضيض أذا دخلت على الفعل الماضي كقول عنترة :

هلاّ سألتِ الخيل يا بنة مالك أن كنت جاهلة بما لا تعلمِ

ونحو قوله تعالى : { لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين } 1 .

ونحو قوله تعالى : { لولا تستغفرون الله } 2 .



رابعا ـ الجملة المستأنفة :

هي الجملة المنقطعة عما قبلها صناعيا (3) ، وتأتي في وسط الكلام ، أو الجملة التي نفتتح بها كلاما جديدا .

نحو : مات فلان رحمه الله .

ـــــــــــــ
1 ـ 7 ، 8 الحجر . 2 ـ 46 النحل .
3 ـ إعراب الجمل ، د / فخر الدين قباوة ص 36 .

المقصود بالاتباع الصناعي عدم التعلق باتّباع ، أو إخبار ، أو وصفية ، ولا يضر الارتباط

المعنوي ، لأن الارتباط المعنوي لا يستلزم محلا إعرابيا .

فجملة " رحمه الله " جاءت بعد اسم معرفة ، ولكنها لم تكن حالا منه ، بل هي جملة جديدة ، ومنقطعة عن الجملة السابقة ، لأنها دعاء له بالرحمة ، لذلك تسمى الجملة الأولى " مات فلان " جملة ابتدائية ، ونسمي الجملة الثانية " رحمه الله " جملة استئنافية .

223 ـ ومنه قوله تعالى : { قالت ربي إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت }4 .

ومن الجمل الاستئنافية الجملة المؤخر عنها العامل في باب " ظن " .

نحو : محمد مقصر أظن .

فجملة " أظن " وفاعلها المقدر ، لا محل لها من الإعراب استئنافية .

والجملة المستأنفة هي الجملة الكائنة جوابا لسؤال مقدر . أو جوابا لنداء .

فمثال جواب السؤال المقدر .

224 ـ قوله تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا : سلاما ، قال سلام }1 .

فجملتا القول استئنافيتان ، لأنهما جواب لسؤال مقدر هو : ماذا قالوا ؟

ومنه قوله تعالى :

{ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم مكرمون }2 .

فجملة القول الثانية جواب لسؤال مقدر هو : فماذا قال لهم ؟

وهذا النوع يعرف بالاستئناف البياني ، لأن جملة الجواب المستأنفة تكون جوابا لسؤال مقدر كما مر معنا .

أما الأنواع الأخرى من الجمل الاستئنافية فتعرف بالاستئناف النحوي ، والاستئناف البياني نوع من الاستئناف النحوي ، وليس كل استئناف نحوي يكون بيانيا .

ومثال جواب النداء قول جميل بثينة :

أبُثينَ إنّك قد ملكتِ فأسجحي وخذي بحظك من كريم واصل

ــــــــــــ

1 ـ 36 آل عمران . 2 ـ 69 هود .
3 ـ 24 ، 25 الذاريات .

ومنه قول الأخطل :

أعاذلَ ما عليكِ بأن تَرَيني أُباكر قهوة فيها احمرار

وكثيرا ما تدخل على الجمل المستانفة أحرف تعرف بأحرف الاسئناف وهي :

الفاء ، والواو ، وثم ، وحتى ، وبل التي للإضراب الانتقالي ، وأو التي بمعنى بل ، وأم المنقطعة ، ولكن مجردة من الواو العاطفة

فمثال المقرونة بالفاء قوله تعالى : { بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون } 1 .

وقوله تعالى : { قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه } 2 .

وقوله تعالى : { ونصحت لكم فكيف آسي على قوم كافرين } 3 .

ومثال المقرونة بالواو قوله تعالى : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار } 4 .

وقوله تعالى : { كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل } 5 . وقوله تعالى : { ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين } 6 .

ومنه قول امريء القيس وقد اجتمع فيه جملتان استئنافيتان الأولى مقرونة بالواو والثانية بالفاء :

وقوفا بها صحبي عليَّ مطيهم يقولون لا تهلك أسىً وتجمل

وإنَّ شفائي عبـرة مهـراقة فهل عند رسم دارس من معوَّل

الشاهد في البيت الثاني قوله : وإن شفائي ، وقوله : فهل عند رسم .

والمقرونة بـ " ثم " .

قوله تعالى : { فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } 7 .

ـــــــــــ

1 ـ 88 البقرة . 2 ـ 104 الأنعام .
3 ـ 93 الأعراف . 4 ـ 10 آل عمران .
5 ـ 108 البقرة . 6 ـ 34 الأنعام .
7 ـ 20 العنكبوت .

ومثال المقرونة بـ " حتى " قول الفرزدق :

فيا عجبا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع

والمقرونة بـ " بل " قوله تعالى :

{ وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا } 1 .

ومثال المقرونة بـ " أو " .

قوله تعالى : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } 2 .

والجملة المستأنفة بعد " أو " : هم يزيدون على تقدير هم المحذوف .

والمقرونة بـ " أم .

" قوله تعالى : { هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور } 3 .

ومثال المقرونة بلكن قول زهير :

إنَّ ابن ورقاء لا تخشى غوائله لكن وقائعه في الحرب تُنتَظر


خامسا ـ جملة صلة الموصول الاسمي ، أو الحرفي :

هي الجملة التي تكون صلة لاسم موصول ، أو حرف مصدري .

وأسماء الموصول هي : الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، الذين ، الأُلَى ، اللواتي ، اللاتي ، اللائي ،

أل ، مَن ، ما ، ذا ، ماذا ، ذو ، أئٌّ ، أيّة .

نحو : جاء الذي فاز بالجائزة .

225 ـ ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم الأرض مهادا }4 .

وقوله تعالى : { الذي علم بالقلم }5 .

ومنه قول الفرزدق :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم

ــــــــــــــــ

1 ـ 15 ، 16 الأعلى . 2 ـ 147 الصافات .
3 ـ 16 الرعد .4 ـ 10 الزخرف .
5 ـ 4 العلق .


ومنه قول مجنون ليلى :

وأنتِ التي ما من صديق ولا عِدا يرى نِضوَ ما أبقيت إلا بكى ليا

ومنه قوله تعالى : { ربنا أرنا اللذين أضلانا } 1 .

ومنه قول الأخطل :

هما اللتان لو ولدت تميم لقيل : فخر لهم صميم

وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } 2 .

ومنه قول الحطيئة :

وأرى الذين حووا تراث محمد أفلت نجومهم ونجمك يسطع

ومنه قوله تعالى : { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم } 3 .

وقوله تعالى : { واللائي يئسن من المحيض } 4 .

ومنه قول يزيد بن الحكم :

يقول الخنا وأبغضُ العجم ناطقا إلى ربنا صوت الحمار اليُجدَّع

الشاهد قوله : " اليجدع " فـ " أل " موصول اسمي بمعنى الذي .

ومنه قول الفرزدق :

ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

الشاهد قوله : " الترضى " فـ " أل " موصول أسمي لذلك اتصل بالفعل ، أي : الذي ترضى .

ومنه قول عمرو بن كلثوم :

فصالوا صولة فيمن يليهم وصلنا صولة فيمن يلينا

الشاهد قوله : " فيمن " من اسم وصول للعاقل .

ومنه قول زهير:

سعى ساعيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بعدما تبزَّلَ ما بين العشيرة بالدم

ــــــــــــ

6 ـ 29 فصلت . 4 ـ 35 المائدة .
5 ـ 23 النساء . 6 ـ 4 الطلاق .

الشاهد قوله : " ما " اسم موصول لغير العاقل .

ومنه قول لبيد :

لا تسالان المرء ما ذا يحاول أنحبٌ قضى أم ضلالٌ وباطلُ

الشاهد فيه : " ذا " اسم موصول .

ومنه قول القوال الطائي :

قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا هلُمَ فإن المَشرفيَّ الفرائضُ

الشاهد قوله : " ذو " وهو اسم موصول ، والأكثر فيه ألا يؤنث ، ولا يثنى ، ولا يجمع ، ويكون مبنيا على السكون ، وقد يعرب إعراب الأسماء الخمسة كما في قول منظور بن سحيم :

فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

الشاهد قوله " من ذي " فذي اسم موصول أعرب إعراب الأسماء الخمسة فجر بمن وعلامة جره الياء ، وقد حذفت منه صلة الموصول لدلالة الظرف " عند " عليها .

ومنه قول الأعشى :

يضرب الأدنى إليهم وجهه لا يبالي أيَّ عينيه كَفَحْ

الشاهد قوله : " أيّ " وهي اسم موصول معرب ، وقد تؤنث ، ويجب أن تضاف إلى معرفة كما في الشاهد المذكور خلافا للكوفيين ، فإن اضيفت إلى ضمير وكانت صلتها جملة اسمية محذوفة الصدر جاز فيها الإعراب والبناء على الضم .

نحو قوله تعالى : { ثم لننزعنَّ من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عِتيّا }1 .

وللاستزادة راجع اسم الموصول في الموسوعة .

أما الموصول الحرفي : فهو عبارة عن الأحرف المصدرية التي تشكل مع ما بعدها مصدرا مؤولا له محل من الإعراب ، وما يليها يكون صلة لها لا محل له من الإعراب وهي : أنْ ، وما ، وكي ، وأنّما . نحو : سرني أن نجحت .

ــــــــــــ

1 ـ 69 مريم .

ومنه قول معن بن أوس :

يحاول رَغمي لا يحاول غيره وكالموت عندي أن يَحُلَ به الرَّغمُ

الشاهد قوله : " أن يحل " فأن حرف مصدري ونصب يحتاج إلى صلة ، والفعل " يحل " صلته ، وأن والفعل في تأويل مصدر تقديره " حلول " في محل رفع مبتدأ مؤخر ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

ونحو قوله تعالى : { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت }1 .

ومنه قول الشاعر :

يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا

الشاهد في الآية قوله تعالى : " بما رحبت " فما مصدرية ، والفعل " رحب " وما في حيزه صلتها ، ويشكلان معا مصدرا مؤولا في محل جر بالباء .

والشاهد في البيت قوله : " ما ذهب " فما مصدرية ، وجملة ذهب صلتها ، والمصدر المؤول من " ما " والفعل في محل نصب مفعول به للفعل يسر .

ومنه قوله تعالى : { لكي لا يكون على المؤمنين حرج } 2 .

وقوله تعالى : { لكي لا تأسوا على ما فاتكم } 3 .

ومنه قول أبو ذؤيب الهذلي :

تريدين كي ما تجمعيني وخالدا وهل يجمع السيفان ويحك في غمد

ومنه قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد }4 .

فالجمل الواقعة بعد أسماء الموصول ، أو بعد الحرف المصدري ، الذي يحتاج إلى صلة ، كلها جمل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

ـــــــــــــ

1 ـ 25 التوبة . 2 ـ 37 الأحزاب .
‍3 ـ 23 الحديد . 4 ـ 6 فصلت .

سادسا ـ الجملة المعترضة :

هي الجملة الواقعة بين شيئين متلازمين ، يحتاج كل منهما للآخر ، وفائدتها تقوية الكلام وتوضيحه ، أو توكيده ، أو تحسينه .

مثال تقوية الكلام وتوضيحه قول قطري بن الفجاءة :

فإن أمت حتف أنفي لا أمت كمدا على الطعان وقصرُ العاجز الكمدُ

ولم أقل لم أساقِ الموتَ شاربَه في كأسه والمنايا شرّعٌ وُرُدُ

الشاهد قوله : قصر العاجز الكمد ، حيث جاءت الجملة معترضة بين المعطوف عليه ، والمعطوف لإفادة التقوية والتوضيح .

ومثال المعترضة للتوكيد قول : عمرو بن شاس

أرَدْتِ عرارا بالهوان ومن يرد عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم

الشاهد قوله : لعمري ، فقد جاءت جملة القسم معترضة بين الفعل ، والجار والمجرور المتعلق به لغرض التوكيد .

ومثال التحسين قول زهير :

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

الشاهد قوله : لا أبا لك جملة معترضة بين فعل الشرط وما في حيزه ، وبين جوابه ، وليس الفرض منه التوكيد ، أو التوضيح ، وإنما جاء به الشاعر على عادة العرب في إجرائهم إياه مجرى المثل لغرض التحسين .

وتقع الجملة المعترضة في المواضع الآتية : ـ

1 ـ بين الفعل وفاعله . نحو : وصل ـ أظن ـ أبوك .
2 ـ بين الفعل ونائب الفاعل . نحو : توفي ـ أعتقد ـ المريض .
3 ـ بين الفعل ومفعوله . نحو صافحت ـ رعاك الله ـ رجلا شجاعا .
4 ـ بين المبتدأ وخبره . نحو : أنت ـ حماك الله ـ صديق مخلص .
5 ـ بين اسم كان وخبرها . نحو : كان عليّ ـ رحمه الله ـ أمينا في صداقته .
6 ـ بين اسم إن وخبرها . نحو : إن أخاك ـ والله ـ شهم .
7 ـ بين الشرط وجوابه . نحو : إن زرتني ـ إن شاء الله ـ تجدني في انتظارك .

226 ـ ومنه قوله تعالى :

{ وإذا بدلنا آية مكان آية ـ والله أعلم بما ينزل ـ قالوا إنما أنت مفتر }1 .

8 ـ بين المضاف والمضاف إليه . نحو : استعرت كتاب ـ والله ـ محمد .

9 ـ بين القسم وجوابه .

والله ـ والحق يقال ـ لأكافئنَّ الفائزين .

227 ـ وقوله تعالى : { فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك }2 .

10 ـ بين الموصول والصلة ، نحو : جاء الذي ـ أشهد ـ قد فاز بالسباق .

11 ـ بين الموصوف والصفة . نحو : أعطف على رجل ـ والله ـ فقير .

12 ـ بين أجزاء الصلة . نحو : حضر الذي خيره ـ لا شك ـ يعم الجميع .

13 ـ بين الجار والمجرور . نحو : ذهبت إلى ـ والله ـ عملي مبكرا .

14 ـ بين قد والفعل . نحو : قد ـ والله ـ نجح محمد .

100 ـ ومنه قول الشاعر :

أخالد قد ـ والله ـ أوطأت عشوة وما قائل المعروف فينا يعنفا

15 ـ بين سوف والفعل . نحو : سوف ـ والله ـ ينجح المجد .

101 ـ ومنه قول الشاعر :

ما أدري وسوف ـ أخال ـ أدري أقوم آل حصن أم نساء

16 ـ بين حرف النفي ومنفيه : نحو : لا ــ والله ــ أقصر في عملي .

102 ـ ومنه قول الشاعر :

ولا ـ أراها ـ تزال طاغية تحدث لي نكبة وتنكؤها

ونحو : ما ـ أظنه ـ يفلح الكسول .

وقد يأتي أكثر من جملة معترضة في الموضع الواحد .

نحو : محمد ـ والله ، والحق أقول ـ لن يقصر في خدمة الوطن .

في جميع الأمثلة السابقة ، نجد صورا مختلفة لجمل معترضة في مواطن شتى بين جزأين

ـــــــــــــ

1 ـ 10 النحل . 2 ـ 85 ص .

متلازمين من الكلام ، وفي بعض المواطن بين الفعل وما قد يسبقه من بعض الحروف ، وهذه الجمل لا محل لها من الإعراب .

وقد يسبق الجملة المعترض بعض الأحرف التي تسمى بأحرف الاعتراض وهي في الأصل أحرف استئناف ، أو عطف ، وهذه الأحرف هي :

1 ـ " الفاء " كما في قول علقمة الفحل :

وأنت امرؤٌ أفضتْ إليك أمانتي وقبلك ربَّتني فضِعت رُبُوبُ

ومنه قوله تعالى : { ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان }1 .

2 ـ " الواو " .

كقوله تعالى : { فلما وضعتها قالت : ربِّ إني وضعتها أنتى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى } 2 .

ومنه قول متمم بن نويرة :

لعمري وما دهري بتأبين هالك ولا جزعٍ مما أصاب فأوجعا

لقد كفّن المِنهال تحت ردائه فتى غير مبطان العشيات أروعا

الشاهد قوله : وما دهري … إلخ جملة معترضة مقرونة بواو الاعتراض .

3 ـ " إذ " التعليلية .

كقوله تعالى : { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون }3 .

ومنه قول مجنون ليلي :

فيا ربِّ إذ صيرت ليلى هي المنى فزِنِّي بعينيها كما زنتها ليا

الشاهد قوله : إذ صيرت . جملة اعتراضية مقرونة بـ " إذ " .

4 ـ " حتى " الابتدائية .

كقوله تعالى { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار }4 .

ـــــــــــ

1 ـ 62 ـ 64 الرحمن . 2 ـ 36 آل عمران .
3 ـ 39 الزخرف . 4 ـ 18 النساء .

ومنه قول الشاعر :

عممتم بالندى حتى غُواتُهُمُ فكنت مالك ذي غَيٍّ وذي رشدِ

5 ـ اللام الموطئة لجواب القسم : وهي اللام الداخلة على أداة الشرط ، للإذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ظاهر ، أو مقدر لا على الشرط ، وقد عد النحاة اللام الموطئة للقسم من الأحرف الاعتراضية لأنها تتصدر الجملة الشرطية فتجعلها اعتراضية .

مثال القسم الظاهر قول الشاعر :

لعمري لئن كنتم على النأي والغنى بكم مثل ما بي إنكم لصديق

فالقسم الظاهر قوله : لعمري ، والجملة الشرطية معترضة بين القسم وجوابه : إنكم لصديق .

ومثال القسم المقدر قمل الشاعر :

لمتى صلحت ليُقضينْ لك صالح ولتُجزَيَنَّ إذا جُزيتَ جميلا

فالقسم في هذا الشاهد مقدر قبل اللام الموطئة ، والجملة معترضة بين القسم المقدر وجوابه .

الفرق بين الجملة المعترضة ، وبين جملة الحال :

نتيجة للالتباس الذي كثيرا ما يقع بين الجملة الاعتراضية ، والجملة الحالية ، حاول النحاة وضع بعض الفوارق التي تميز بين الجملين حتى لا يختلط الأمر على الدارس ، وهذه الفوارق هي :

1 ـ الإنابة عن المفرد :

الجملة الحالية كما مر معنا جملة لها محل من الإعراب ، لذلك فهي تحل محل الاسم المفرد ، وتنوب عنه في إعرابه .

أما الجملة الاعتراضية فهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب ، ولا تحل محل المفرد .

2 ـ الإنشاء :

قد تأتي الجملة الاعتراضية إنشائية ، في حين لا تكون الجملة الحالية كذلك .

والشاهد على ذلك قول جميل :

يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهاد غيرَهنَّ اريد

الشاهد قوله : يا جميل ، وهي جملة نداء إنشائية قد اعترضت بين الفعل " جاهد " وبين الجار والمجرور المتعلق بالفعل وهو " بغزوة "

وكذلك قول ابن هرمة :

إن سليمى والله يكلؤها ظنت بشيء ما كان يرزؤها

فالشاهد قوله : والله يكلؤها ، وهي جملة دعاء إنشائية ، وقعت معترضة بين اسم إن وخبرها .

3 ـ الاستقبال :

قد تبدأ الجملة المعترضة بحرف من أحرف الاستقبال كلن وسوف ، والسين .

نحو قوله تعالى : { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة }1 .

ونحو قول زهير :

وما أدري وسوف إخالُ أدري أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ ؟

ويمتنع ذلك في الجملة الحالية ، لأنه يراد بها الحاضر لا الاستقبال .

سابعا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم :

أدوات الشرط غير الجازمة : إذا ، لو ، لولا ، لوما ، لمّا الظرفية المتضمنة معنى الشرط ، كيف .

كقول المتنبي :

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

ـــــــــــــــــ

1 ـ 241 البقرة .
103 ـ ومنه قول امرئ القيس :

إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل

ومنه قول جرير :

لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار

ومنه قوله تعالى : { ولو نزلنا هذا القرآن ، على جبل لرأيته خاشعا }1 .

228 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة }2 .

ونحو قوله تعالى : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم }3 .

ونحو : لوما تأخرت لخرجنا في رحلة .

ونحو قوله تعالى : { فلما أتاهم من فضله بخلوا به }4 .

ونحو : كيف تقفُ أقفُ .

في الأمثلة السابقة نجد أن أجوبة الشرط وهي على الترتيب : ملكته ، وتمايلت ، لهاجني استعبار ، ولرأيته ، ولجعل ، ولمسكم ، ولخرجنا ، وبخلوا ، وأقف . كلها أجوبة شرط لأدوات غير جازمة ، وهي : إذا ، ولو ، ولولا ، ولوما ، ولمَّا ، وكيف ، وهذه الأجوبة لا محل لها من الإعراب .

ومن أمثلة أجوبة الشرط الجازمة غير المقترنة بالفاء ، أو إذا : أن تدرس تنجح .

ثامنا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية .

وأدوات الشرط الجازمة هي : إن ، إذما ، من ، ما ، مهما ، كيفما ، حيثما ، أينما ، متى ، أيّان ، أنّى ، أىّ .

نحو قوله تعالى : { وإن تعودوا نعد }5 .

وقوله تعالى : { إن تنصروا الله ينصركم }6 .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 31 الحشر . 2 ـ 118 يوسف .
3 ـ 68 الأنفال . 4 ـ 76 التوبة .
5 ـ 17 الأنفال . 6 ـ 7 محمد .

ومنه قول المتنبي :

" وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "

الشاهد : " تمردا " جواب شرط لئن الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية لذلك لا محل له من الإعراب .

وقول الشاعر :

وإنّك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ مَن إيّاه تأمر آتيا

104 ـ ومنه قول زهير :

ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم

الشاهد : يكن حمده ... إلخ ، جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لذلك لا محل له من الإعراب .

ومنه قول الحطيئة :

ومن يفعل المعروف لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس

فجملة : لا يعدم جوازيه . جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لا محل له من الإعراب .

وقول جميل :

وما أنس ما الأشياء لا أنس قولها وقد قرَّبتْ نِضوِي أمصرَ تُريدُ

ومنه قول زهير :

ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس نعلم

وقول الأخر :

يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسَكما وحيثما كنتما لاقيتما رشدا

وقوله تعالى : { أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا }1 .

ومنه قول عمر بن كلثوم :

متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا

ـــــــــــــ

1 ـ 148 البقرة .

ونحو : أيّان تحضر نكن في استقبالك .

وقول لبيد :

فأصبحت أنّى تأتها تشتجر بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر

ونحو : أيّ ادّخار في صغرك ينفعك في كبرك .

وعدم اقتران جواب الشرط مع الأدوات غير الجازمة ، يكون لظهور الجزم في لفظ الفعل .

وعدم اقترانه مع الأدوات الجازمة ، فلأن المحكوم لموضعه بالجزم هو " الفعل " لا الجملة بأسرها . (1)

ومما يقال في جملة جواب الشرط الجازم غير المقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، يقال في جملة جواب الطلب ، فهي في الحقيقة جواب شرط جازم ، حذف مع فعله ، لدلالة الكلام عليه .

كما في قول جميل :

وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به مع الناس قالت : ذاك منك بعيد

فقد جزم الفعل " أعش " على تقدير : إن ترديه أعش به ، وجملته جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء ، أو إذا ، لذلك لا محل لها من الإعراب .

ومنه قول عنترة :

هلاّ سألت الخيل يا بنة مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلم

يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعِفُّ عند المغنم

فالتقدير فيه : إن تسأليها يخبرك من شهد .

أنواع أدوات الشرط من حيث الزمن :

يتفق النحاة على أن أدوات الشرط تنقسم إلى نوعين :

1 ـ أدوات شرط ظرفية :

وهي : إذا ، ولمّا ، ومتى ، وأيّان ، وأنّى ، وحيثما ،

وأينما ، وتعرب الأداة في محل نصب على الظرفية ، والعامل فيها جوابها ، وتكون

ــــــــــــــ

1 ـ الأشباه والنظائر للسيوطي ج2 ص 23 .

جملة فعل الشرط في محل جر بالإضافة ،

2 ـ أدوات شرط غير ظرفية :

وهي بقية أدوات الرط الجازمة وغير الجازمة مثل : إن ، وإذما ، ومن ، وما ، ومهما ، وكيفما ، ولو ، ولولا ، ولوما .

فالجمل الشرطية المصدرة بأداة مما سبق يكون موقعها الإعرابي مع الأداة حسب موقعها من الكلام ، وموقع جملة فعل الشرط لا محل له من الإعراب كما سنرى من خلال الشواهد التالية :

قال كثير :

كأني أنادي صخرة حين أعرضتْ من الصم لو تمشي بها العصم زلَّتِ

فقوله : لو تمشي بها العصم في محل نصب صفة لـ " صخرة " ، أما جملة الشرط فقط وهي : تمشي بها العصم لا محل لها من الإعراب .

وقال قيس بن الخطيم :

طعنتُ ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لولا الشعاع أضاءها

فجملة لولا الشاع في محل رفع صفة لـ " نفذ " ، وجملة الشعاع كائن لا محل لها من الإعراب .

ومثله قول الشاعر :

وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ من إيّاه تأمرُ آتيا

فجملة ما تأت في محل رفع خبر إنّ ، وجملة تأت لا محل لها من الإعراب .

ومنه قول أبي زبيد :

فالدار إن تنئهم عني فإنّ لهم ودّي ونصري إذا أعداؤهم نصعوا

فجملة : إن تنئهم عني في محل رفع خبر المبتدأ " الدار " ، وجملة تنئهم عني لا محل لها من الإعراب .

ومنه قول امريء القيس :

أغرّك مني أن حُبّكِ قاتلي وأنّك مهما تأمري القلب يفعلِ ؟

فجملة مهما تأمر القلب في محل رفع خبر " أنّ " ، وجملة تأمري القلب لا محل لها من الإعراب .

ولا يصح أن نعرب الجمل السابقة بأنها جمل ابتدائية ، لأنه لم يبتدأ بها الكلام لا لفظا ولا نية .

وإذا اعتبرنا الجملة التي نتحدث عنها جزءا من التركيب الشرطي ، والإعراب إنما يقدر للتركيب

كله ، أما الجزء المتمم وهو جواب الشرط فلا محل له من الإعراب لأن الشرط نزَّل جملتيه منزلة الجملة الواحدة ، فالمحل الإعرابي لذلك المجموع ، وكل منهما جزء لا محل له كما يذكر صاحب المغني (1) .

فالجواب على ذلك أن هذا يقتضي منك أن تجعل جواب الشرط الجازم لا محل له من الإعراب دائما ، وإن كان مقترنا بالفاء ، وذلك مخالف للقاعدة التي تقول تكون جملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب إذا لم تقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، فإذا اقترنت بهما كان لها محل إعرابي .

وإذا قلنا أنها جملة ابتداء الشرط ، والجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب ، لزمن أن نجعل جملة جواب الشرط الظرفي كذلك ، لأنه في الابتداء حكما ، وإن تأخر في اللفظ كما في قول طرفة بن العبد :

متى تأتني أصبحك كأسا روية وإن كنت عنها ذا غنى فاغن وازدد

فالتقدير : أصبحك كاسا روية حين تأتيني ، لأنك ستعلق متى بالجواب ، وهذا اللزوم منقوض بالجواب المقترن بالفاء نحو قولنا : متى يسافر محمد فكن في وداعه .

وإذا اعبرنا الجملة المعنية بالحديث استئنافية ، كان الاعتراض لمخالفتها لشرطي الجملة المستأنفة ، الأول : لأنه لم يستأنف بها كلام جديد . والثاني : أن الكلام الذي لفظ به قبلها لمّا يتم ، حتى يجوز الاستئناف بعده .

أما في قوله تعالى : { وأيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } 2 .

ـــــــــــــ

1 ـ المغني ص 475 نقلا عن إعراب الجمل وأشباه الجمل للدكتور فخر الدين قباوة ص 45 ، لأنني لم أجد الكلام الذي ذكره قباوة نقلا عن المغني في الصفحة المذكور ، أو في غيرها ، ولعلني لم استدل عليه .

1 ـ 110 الإسراء .

فأيّأ ما تدعوا جملة شرطية استئنافية ، وجملة تدعوا لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة الشرط غير الظرفي .

فـ " أيّ " الشرطية : أداة شرط غير ظرفية ، وإن أضيفت إلى ظرف سواء زماني أو مكاني ، وأعربت إعرابه نحو : أي ساعة تحضر أكن في انتظارك .

والعلة في ذلك أنّ " أيّ " في الأصل مغرقة في الإبهام تدل على العموم ، دون أن تحمل معنى مما تضاف إليه من الظرف ، وإنما تكتسب بالإضافة ، أو الوصف شيئا من التحديد ، وهي أيضا لا تضاف إلى الجمل ، ولو كانت ظرفية كغيرها من أدوات الشرط الظرفي لأظيفت إلى الجمل ، ولكن ذلك ممتنع .

تاسعا ـ الجملة المفسرة :

هي جملة فضلة زائدة تفسر ما يسبقها ، وتكشف عن حقيقته .

نحو : هو مؤدب أي أخلاقه نبيلة .

ومنه قول الشاعر :

ترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكنَّ إياك لا أقلي

فجملة : أخلاقه نبيلة ، المكونة من المبتدأ والخبر ، لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها ، بعد حرف التفسير " أي " ، وهو حرف مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .

كما تأتي الجملة التفسيرية بعد حرف التفسير " أنْ " .

229 ـ نحو قوله تعالى : { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك }1 .

وتأتي الجملة التفسيرية أحيانا مجردة من حرف التفسير ، ولكنها تفسر المقصود من السؤال .

نحو قوله تعالى : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله }2 .

فجملة : تؤمنون بالله ورسوله . جملة مفسرة للسؤال قبلها ، لا محل لها من الإعراب .

ـــــــــــ

1 ـ 27 المؤمنون . 2 ـ 10 الصف .

وقد تأتي جملة الاستفهام نفسها مفسرة لما قبلها .

230 ـ نحو قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين : هل هذا إلا بشر }1 .

فجملة : هل هذا إلا بشر . جملة مفسره " للنجوى " . لا محل لها من الإعراب .

عاشرا ـ الجملة الواقعة جوابا للقسم :

نحو : والله لأقولنَّ الحق .

231 ـ ومنه قوله تعالى : { وتالله لأكيدن أصنامكم }2 .

وقوله تعالى : { يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين }3 .

فكل جملة من الجمل التالية وهي " لأقولن الحق " ، و" لأكيدن أصنامكم " ، و" إنك لمن المرسلين " لا محل لها من الإعراب لمجيئها جوابا للقسم .

حادي عشر : الجملة المؤكدة لجملة لا محل لها من الإعراب .

نحو : سافر محمد سافر محمد .

ومنه قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } 4 .

ثاني عشر : جملة الشرط إذا حذف جوابها ، وتقدمها ما يدل عليه .

نحو : أنت بطل إن صرعت فلان .

والتقدير : إن صرعت فلان فأنت بطل .

أو تقدمها ما يطلب ما يدل على جوابها وهو " القسم " .

نحو : والله إن حضرت حفلنا ليحضرن كل المدعوين .

فالقسم يطلب ليحضرن ، والفعل " يحضرن " دليل على جواب الشرط .

والتقدير : إن حضرت حفلنا يحضر كل المدعوين .

ــــــــــــــ

1 ـ 3 الأنبياء . 2 ـ 57 الأنبياء .
3 ـ 1 ، 2 ، 3 ، يس . 4 ـ 6 الشرح .

حادي عشر ـ الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب :

نحو : جاء التلاميذ ولم يجئ المعلم .

فجملة : لم يجئ المعلم . معطوفة على جملة : جاء التلاميذ . وهي جملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وعيه فجملة " لم يجئ المعلم " لا محل لها من الإعراب .

105 ـ ومنه قول لبيد :

وهم السعاة إذا العشيرة أفظِعت وهُمُ فوارسها وهم حكامها

الشاهد : " وهم فوارسها " جملة مكونة من المبتدأ والخبر ، ولا محل لها من الإعراب ، لأنها معطوفة على جملة : " هم السعاة " الابتدائية .

Cant See Links


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir