قصيدة''إرهابكم ما يهز الدين''

في قصيدته ''إرهابكم ما يهز الدين''



السامر يجسد رسالة الشعر في مواجهة الاختلال الفكري

المصدر : عبدالله عبيان (جدة)


لكل فن رسالة وهدف يرتكزان على السمو والرفعة ولا شك ان الشعر الشعبي احد تلك الفنون المرتبطة بالناس والمعبرة بألسنتهم وهو يشهد هذه الايام طفرة كبيرة من حيث عدد الشعرء وغزارة الانتاج ولكن الشعراء الحقيقيين الذين يدركون ابعاد رسالة هذا الفن الاصيل قلة وعندما نذكر هؤلاء القلة يأتي في مقدمتهم صاحب السمو الامير عبدالعزيز بن سعود بن محمد آل سعود (السامر) الذي نراه حاضرا في كل مناسبة بكل ما يملك من وعي واخلاص لدينه وشعبه وامته الاسلامية ولعل قصيدته الاخيرة (ارهابكم ما يهز الدين) من الشواهد الحية والبارزة في هذا الاطار يقول سموه في مطلع هذه القصيدة:

خوارج العصر دين الله هو الباقي
ارهابكم ما يهز الدين واركانه
الكون كله بجرم افعالكم ضاقي
والدين منكم بري منهج اركانه
وهو في هذه الابيات ينبذ كل من يتخذ من الدين ذريعة في طريق الفساد والقتل الذي لا يليق بشريعتنا السمحة التي علمتنا كيف نسمو باخلاقنا على الامم. بعد ذلك يسترسل السامرفي هذه الرائعة ليصور لنا مشهدا حزينا ولقطات دموية انتهك فيها هؤلاء الارهابيون حرمة الدين وحرمة شهر رمضان شهر الغفران والرحمة حيث يقول:
طفل قتلتوا وطفل عاش منعاقي
وانا بشهر نزل بالوحي قرآنه
شهر فضيل بفضله تعتق اعناقي
كل يدور رضا ربه وغفرانه
تبونها تختلط بالدين الاوراقي
لكن كشفكم ولي العرش سبحانه
ويعود الامير عبدالعزيز ويذكر ان هذه الشرذمة لن تستطيع تشويه وجه الدين مهما حاولت فقدرة الله فوق الجميع حيث يسترسل:
للشرع واهل الشريعة ربي الواقي
وانتم ألد اخصماه وروس عدوانه
الله نشر عز دينه فوق الافاقي
وبقدرته يفضح الخوان لا خانه
حسن التوافيق من حسنات الافاقي
جرم شهوده من الاحداث برهانه
وبعد ذلك يعبر السامر عن حال كل مواطن حقيقي ينعم بالامن والاستقرار في ظل هذا الوطن المعطاء حيث يعكس شعورنا جميعا وتذمرنا من هذه الفئة الضالة عندما يقول:
صبر عليكم تري ما هو بينطاقي
ذباحه الطفل بين ابوه واخوانه
الظلم كفر يسوقه سوء الاخلاقي
والدين اساس العدل والحق عنوانه
ومن المؤكد ان هذا البيت يختصر ما نريد قوله بكل مافيه من بلاغة وايجاز تعكس لسان حالنا وتعكس سوء افعالهم ولعل هذه الصورة الالتقاطية للطفل تعيدنا لاستحضار تلك المشاهد البشعة لاطفال المحيا التي لا تختلف عن حادثة محمد الدرة. بعد ذلك ينوه السامر بدور القيادة الكريمة التي وهبت راحتها في سبيل السهر على راحة المواطن ولعل الملك فهد يحفظه الله خير مثال للقائد الفذ الذي اقام حكمه في ضوء العقيدة السمحة ليقود الركب في طريق التقدم ولقد اختار السامر الفهد ليكون مسك الختام لهذه القصيدة الفريدة التي حولت الآلام الى صور ابداعية تجعلنا نقف بعزم وحماس في وجه كل من تسول له نفسه الاخلال بأمن هذا البلد حيث يقول السامر:
الحكم له شيخ دار بالعدل شاقي
للشعب فتح على الاركان بيبانه
ولسلم الاسلام فهد المجد سباقي
كله بتوفيق رب عالي شانه