ღღ ..|[حَـرِّكْ ما في الوِجْدان ، لِيَنْبِضَ القَلْبُ بِحُبِّ الإلهْ ]|..ღღ

[بنت الغروب]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

رمضان قد مضى ، و آخرٌ قـادم في الطريق
تناسلت أيام رجب مسرعة ، و من ثم ، هـا نحن بشعبان

لا نكاد ندرك بدايته حتى انقضت وبقي القليل منه
ورمضان ، بين ليلة وضحاها سيزورنا إن حيينا

وبين صباحٍ و غدوّه سيمضي ،، نعم أجرم أنه سيمضي هكذا
مثل دقات الساعة ، و اجزاء الثانية

سيمضي ،، مثلما أقبل سابقه .. سريعًا
لم نكد نحس به ، إلا وقت انقضائه

لماذا ، ألم نصمه .. ؟
بل صمناه يومًا بيوم

ألم نحس بجوع النهار و مرارة العطش ؟
بل أحسسنا بكل هذا حتى جف ما في العروق ..

ألم نصلي فروضه ، و نقم ليله ..؟
بل حرصنا على صلاته وقيامه ..

إذا ً ، لماذا يمضي رمضان ٌ هكذا ..؟
لم يترك بقلوبنا أي أثـر ، أي عادة حسنة

أي شيء يدل على بقاءه في قلوبنا وأفعالنا
ما إن أدبر ، أدبر معه الذكر و وقيام الليل

أدبر معه الصيام ، و عمل الطاعات
لمـاذا ،، أليس في كل ذلك سعادة حلوة .. .؟

لماذا .. لأخبركم السبب .؟
كل ما بالأمر هوأن

القلوب غافلة

فما فطنت سر وجودها ، وما عرفت سبيل حياتها
بل إن العقل لا يكاد يدرك ربه ،، إلا في سويعة على عجل

تخيل ، بعد أن كنا نقرأ القرآن يوميًا في رمضان

وبعد أن كنا نقيم الليل ذكـرًا وصلاة ً وتعبدًا

بعد أن بذلنا الكثير من الخيرات
الآن في هذه اللحظة ، أو في لحظة سابقة ذهب كل هذا

فما صرنا من قراء كتاب ربي
و ما بقي الذكر بالقلب

بل استبدل كل ذلك
بتلفاز و حاسوب و جلسات سمر وسهرات

استبدل القرآن ، بسيجارة باليد
والذكر الحسن ، بالشتم والدعاء على الناس

استبدل الذكر الحسن بالغيبه ..
و كثير من سوء الكلام

ما بقي فينا شيء من رمضان الماضي
ليأتي رمضان المقبل و يعيد الكرة مرة ً أخـرى

فهل لا زلت تريده أن ينقضي بلا أثر مثل ذاك
هل لا زلت مصـر على نفحات الدخان .. ؟!


هل لا زلت مصر على نغمات الأغاني الماجنة ...؟!
هل لا زلت مصر على تقصيرك في نفسك ودينك ..

مصـر ..؟!
ضع منظر جهنم في عيناك ..؟

كيف هو حرها ...؟
كيف هو ماءها وطعامها ..

أسيعجبك طعم القيح والصديد .. ؟!
أستعجبك تلك الظلمة ..؟

أخـي .. دعك َ من النـّار قليلاً
هي أشد من أن نتخيلها ..

لتضع منظر القبر في عيناك و ذهنك و عقلك ..؟!
سنزوره لا محال

فراش من تراب .. وسقف ٌ من تراب ..
لن نلف إلا بقطعة بيضاء ..

بالله ،، هل استعددت لذاك المكان ..؟!
ام ما زالت أذنك تصغي إلى الحرام ..!

أم ما زالت يدك تحمل السيجار ..
و فمك يلثم نفحات دخانها

أسألك َ بالله
هل استعددت لإلتفاف الساقين ..؟!

أم ..
ما زالت رجلاك تجرك إلى مواطن السوء و المجون ..

هل استعدتت لـِ لقاء ربك ..؟
أم لقاءاتك الغرامية مع هذه وتلك ْ، لم تنتهي بعد ..؟!

لماذا كل هـذا ،، ألا تستطيع منع هوا نفسك مما يغضب الله ..
جرب ، فقط جرب ..

امنعها .. قلها لنفسك ..
لن أققرب الحرام ، لن أقترفه

ما أصعبها من كلمة إن كان الحرام
يقدم إليك على كأس ٍ من ذهب

ولكن ،،
ما أجملها إن كانت ستعوض برؤية وجه الله جل علاه
و بجنــات .. وعيون ..و كل ما تشتهيه الأنفس

جميلة هذه الكلمة بذاك الجزاء أليس كذلك ..؟!
إن كان كذلك ، فلمنضي جميعًا

لا يفارقنا صديق إلا يده قد قبضت في يدنا
نتسابق على فعل الخيرات ونسارع إلى رضى الرحمن

لنضع يدًا بيد .. ونعاهد أنفسنا
أن رمضان المقبل ، لن يذهب سدى ً

بل سيقدم كل واحد فينا توبة ً خالصة ً لوجه الله
وسيبقى الأثر في قلبونا قبل أفعالنا

وكما كنا نفعل في رمضان ، سيستمر إلى باقي حياتنا
فـ أيام اللهو انتهت .. والآن ما بقي لنا من عمر

الموت يداهمنا ، إن حيينا اليوم فلم نحيًا غد الغد
لتكن لنا غرف من تلك التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث :

إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم ، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق
من المشرق أو المغرب ، لتفاضل ما بينهم . قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها
غيرهم ، قال : بلى ، والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين


نهاية :

حينما تذكرت الأهوال القادمة ، و الجزاء الشديد
حينما تذكرت أني عائدة إلى التراب ، لا اخ ولا صديق

حتى امي و أبي لن يغنوني بشيء
بعد أن كنت درة يحَفـَظونها
تخيل ، بعد الترف الذي نعيشه هنا
سنذوق مر الهوان هناك ..!

لذلك ..
عزمت أن لا يكون رمضان هذا مثل غيره وسابقه

وتمنيت لو تشاركوني عزيمتي
ليشد كل واحد فينا أزر الآخر ..

أسأل الله ان يبلغنا رمضان
و أن يتقبله منها إن حيينا ..

ويغفر لنا ذنوبنا ، ويعتقنا من النار ..
لكم ودي وخالص تقديري ..

اتمنى لو أني حركت بعض ما في الوجدان
لينبض القلب بحب الإله ..

.

[مــــريـــــــم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك بنت الغروب


أسأل الله ان يبلغنا رمضان
و أن يتقبله منها إن حيينا ..

ويغفر لنا ذنوبنا ، ويعتقنا من النار ..

التوقيع :

قال الله تعالى (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
وقال الله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ)