ثمـــــــــن القصـــــــــــاـصة
ما كادت جمرة فحش الغلاء التي طغت وكست فضاء شهر الصيام إلا والتهبت جمرات أخر واشتدت حمرتها ,حيث الدخول المدرسي أو ما يسمى بالدخول الاجتماعي .
ازدانت الأزقة والشوارع والمحلات يمينا وشمالا وعلى الممرات وفي كل المنعطفات لا بالأعلام الوطنية ولا الأولمبية بل بالأدوات المدرسية ........
أكوام هنا وتلال هناك ..مآزر زرقاء وأخرى وردية ..... محافظ أشكال وألوان وأحجام
تماشيا مع الموضة العصرية .أدوات ومستلزمات مدرسية ضرورية .......
رجلاك تشق وتهد .. عيناك تنظر ولا تبصر .علامات استفهام تعلو المحيا .....
وأنين الجيب يتيما شقيا.............
أسعار تتخطفك لا تتعجب ألم تعلم أنك في بلاد الجن يا أخيا.............
ربــــــــاه لبيـــــك .أما عن هذه ما أنا بقادر على التلبيــــــــــــــــــــــة........
ربـــــــــــــاه سعديــــــك. أما تلك ما أظنها إلا القاضيــــــــــــــــــــــــة؟.......
كم يلزمني؟... من أين لي؟.... وأنى لي أن أحقق هذه المطالب والطلبات ..
قصاصات تتهاطل كسيل العرم على اليد ... إنها مرسلة من قبل المعلم السيد ...
أب يصرخ يا ليتني لم ألد ...وأيم تنوح من أين لي بهذا يا ولد؟
يقولون دخول مدرسي موفق هم قالوا ذلك , ورفعوه فوق الهمم بزي منمق , وفصلوا به الجسد عن العنق.... العين ترى وللدمع تغدق , لا أحد يحن ولا قلب رحيم يشفق
..
ويبكي الشيخ دموع الصمت , وتحترق الحرة الأرملة بلهب الحرمان والكبت ........
وينبعث أنين اليتامى من تحت رماد الوحدة النكرة فؤادا لا هو بمتحرك ولا هو بميت ...
صعب...صعب... صعب تحقيق المطالب في ظل جحيم أسعار المكاتب .......
هذا يرمي ثقله على الآخر , والآخر بدوره يقذف برجل عرجاء في مساحات شاسعة ظلماء
ضعف الطالب والمطلوب .......
ويأتي من أقصى المدينة رجل يسعى مخاطبا القابعين في زوايا النسيان:
ما بك يا شيخ؟.... ما بك يا عجوز؟... ما بك يا صبي؟...
ثم يتوقف عن الكلام ... يصمت.. ويصمت ..ويطول صمته فإذا برنة الحر تذبحها وطأة الحاجة والفقر , يقول الشيخ: سألت أيها الغريب لكنك أهملت منا آخر ؟
قال الغريب : ومن هذا الآخر الذي تراني لم اسأل عنه؟
يرد الشيخ وكله عزة وأنفة : الرضيع فينا ومن بيننا , لم تسأل عنه ؟ ألا يعد في عرفكم مخلوقا بشرا ؟ ألم تعلم أيها الغريب أن ثدي مرضعته قد جف من الحليب , لأنها ببساطة قد قايضت به هذه بتلك؟.................
ابراهيم تايحي
العرض العادي
