عندما سقطت بغداد في يد الأمريكيين وانهار نظام البعث وانتشرت الفوضى وأعمال النهب في العراق ارتفعت نفس الأصوات العربية التي كانت تساند النظام العراقي في السابق تُحمّل الاحتلال مسؤولية الأمن في العراق باسم القانون الدولي وهدفها لم يكن حفظ الأمن بقدر لوم الاحتلال كما لو أنها كانت فرحة بحالة الفوضى تلك!! وعندما شرع الأمريكيون في تسيير دوريات حفظ الأمن والتصدي لعصابات النهب ارتفعت الأصوات نفسها تطالب بأن تتولى المهمة قوات شرطة عراقية وعندما بدأت سلطة الاحتلال في إعادة تشكيل قوات الشرطة العراقية وتدريبها كان أصحاب هذه الأصوات اكثر المبتهجين بالعمليات المسلحة والانتحارية التي استهدفت هذه القوات!!
وعندما دعا هؤلاء إلى تشكيل إدارة مدنية عراقية كانوا أول المعادين لمجلس الحكم العراقي رغم أنه ضم قيادات وشخصيات عراقية بارزة تمثل غالبية الأحزاب والتيارات السياسية الرئيسة في البلد وربما كان اجتماع هذه الأحزاب والقيادات على معاداة نظام صدام مصدر التشكيك في الولاء والوطنية في نظر هؤلاء الذين كانوا دائماً ينظرون لصدام حسين على أنه قائد عظيم رغم كل المآسي التي يصنعها لمجرد أنه حمل لواء معاداتهم للأمريكيين!!
اليوم العراق بحاجة للارتقاء بجراحه فوق شهوات هؤلاء الذين لم نرَ منهم طيلة سنوات الألم العربي غير الرقص على الجراح العربية ولم نسمع منهم غير الغناء بالشعارات الجوفاء التي غرزت سهامها في الجراح بعد أن ساهمت في فتحها!!
العرض العادي
