آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 18032 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12534 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 18558 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19982 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 54100 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 49312 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 41288 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 23851 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24166 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 30066 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-26-2008, 10:32 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


في حائل حبُُ ُ آخر / قصة طويلة ... الحلقة الأولى

[Cant See Images

[تأليف العبد الفقير / أبو عائشة ..عبد الرحمن بن سعود الشويعر

..بدتْ جموعُ المصليِّنَ تغادرُ المسجد ؛ وقد ازدحم بهم السُّوق..
لم تكنْ تلكَ عادتَهم في مثلِ هذه الأوقات ولكنَّ ترقُّبَهم لأوَّلِ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ ،جعلتْهم يترَّيثون في
مغادرةِ المسجد الواقع في سوقِ الدِّيرة…
كان كلُّ شيءٍ يسيرُ رتيباً في الشارع العامِّ للسوقِ الواقع في إحدى زواياه مسجدُ الدِّيرةِ الكبير
، حركةٌ تتكرَّرُ كلَّ يومٍ ،لم يتغيَّرْ إيقاعُها في شيءٍ..
أوشكَ كلُّ شيءٍ على السكون بعدما أغلقتْ الحوانيتُ أبوابَها ،وكادتِ الطريقُ تخلو من المارَّةِ، ولم يبقَ
شيءٌ في السوق سوى مرورِ بعضِ الإبلِ والخيلِ والحمير.
طرح عمامة رأسه فوق البساط الأحمر القديم ،ومسح عرق جبينه بظاهر يده، عندما جلس جوار دُكَّانِه

الواقعِ أمامَ الحيرِ الصغيرِ العائدِ له،
لم يكن يزيل سخونة تلك الليلة الحارة في تلك الأيام القائظة إلا بغمس أصابعه النحيلة داخل وعاء ماء صغير امامه ثمَّ يقوم بتمريرها على وجهه النحيل ووجنتيه البارزتين.
إنها ليست سحنة رجل في عنفوان الشباب ولا شيخوخة متأخرة إنما هي سحنة ألقت الأيام والليال
ظلالها على كهولة تجعلنا أمام الشيخ سالم نعرف انه قد تجاوز الخمسين من عمره بسنوات قلالئل
والتي قضى معظمها في الدِّيرة،وبالتحديد في الحير وبيته وملاحقه الطين،وقد اكتفى من حياته بهذا
الدكان الصغير الذي يبيع فيه ما يحتاجه أهل الديرة من القهوة والهيل، وبعض من أنواع الحبوب الأخرى،
والقليل من الملابس والقماش…
تحرك الهواء الحارُّ قليلاً ،ولم يزل في جلسته تلك . تمدَّد قليلاً واضعاً يده تحت رأسه ،وجال بخياله في
سنين عمره التي مضت،وذكر زوجته التي قضي معها خمس سنوات،وخلال تلك الفترة لم يُرزق منها
بأبناء،وعَرفَ أخيراً أنه لا يُنجِب، لكنه يذكر جيِّداً أنَّ المشاكل معها بسبب(الأحدب) ،وذلك بعد زواجه منها
بعد مجيئه بثلاث سنوات أنه (بريد) ،كما يعرفه هو بهذا الاسم. أمَّا أهلُ الدِّيرة جميعُهم فلا يعرفون له
اسماً سوى (الأحدب)، وعندما يريدون تدليله ينادونه (حُدَيِّب) .
كانت تُصِرُّ على أن يُلقيَه في الشارع، وذلك بسبب نفورها منه ومن دمامته التي لم يُشاهَد مثلها،
خمسُ سنوات عاشها معهما، وبالرَّغم من أنه لم يكن له أدنى صلة بها، وكان كلَّ وقته لا يشاهد إلا داخل
الحير بين النخل، وبين غرفته الطين التي في طرف الحير،،ولم تكن تأتي للحير إلا نادراً، وبالرغم من ذلك كله لم تترك شيئاً من السباب إلا وقد أسمعته لهذا المخلوق البائس:
لاأدري ماذا تريد بهذا المسخ..إنه قرد ليس إنسان..ألا تستحي من أهل الديرة وهم يرونك تربِّي قرداً ،
أماته الله وأراحنا منه ، لا أستطيع أن أتصور تلك الحدَبة التي على ظهره، إنني متأكِّدةٌ أنه هو سبب
انقطاع خلفتي.يجب أن ترميه في الشارع .هل تسمع ؟ اختر بيني وبينه. هل فهمتَ ؟ لن أصبرَ أكثرَ من
ذلك. هو سببُ عدم إنجابي، الكثيرون قالوا لي ذلك، هل تسمع ؟. لماذا تصمت.؟ ألا تتكلم..لا بارك الله
في يوم عرفتك وعرفته فيه ..
اتقى الله ياامرأة. ألستِ مسلمة، ومادخل بريدٍ في انقطاع خلفتك ؟! أنتي تعرفين جيداً أنه لا يأكل إلا
معي، ولا يغمض له جفن حتى أتي، وقفَ معي في شئون الحير، لا يجدُّ النخل إلا هو، ولا يسقي ولا
يصلح شئون المزرعة إلا هو..هيا اسمعي جيداَ :.بريد سيبقى، وهو في الحير وأنت بعيدة عنه، لا شأن لك
فيه . تعرفين جيدا ،لو تخلَّصتُ منه سيموت..سيموت..بريدُ أصبح لي كأنه ابن ..هل فهمتِ ؟….
ـ لا باركَ الله فيك أيها الرجل ،تُفضِّلُ عليَّ هذا المسخ القبيح، لن أجلس معك ،سأترك لك الدار أنت
وقردك الممسوخ .. وغادرت الدار، وبعد أيامٍ تمَّ الطلاق بينهما.
اعتدل في جلسته تلك عندما رأى رجلاً مُقبلاً على فرسٍ، ويسير بجواره شخصٌ آخر قد حملَ في يده
سراجاً مشتعلاً شديدَ الضوء..
نزل الرجل من فوق فرسه عندما أصبح بمنتصف السوق، ونادى بأعلى صوته: يُحييكم الأمير، ويقول لكم:
مبروك الشهر، وقد ثبت أنَّ اللَّيلةَ أوَّلُ ليلةٍ للشَّهرِ الكريمِ .
توافد الكثير من أهل الديرة لمصدر الضوء ،وقد عرفوا ذلك،

ازدحمت الأزِقَّة والسوق بأهل الديرة واتَّجه أكثرُهم للمسجد لصلاة التراويح..
مرعليه الصبية والأطفالُ يلعبون ويمرحون بين الأزقة الضَّيِّقة فرحاً بقدومِ الشهر.. عند رؤيته لهم شعر في
نفسه أن السعادةالتي نالها من خلال عمره الذي بقي فيه دون أولاد هي فوق ذلك كله ، لأنها مشيئة
الله ، تجمع عنده الصبية والأطفال فجمعهم حوله وأخذ يمسح على رؤوسهم واحداً بعد واحد ثم أخرج كل
مامعه من نقود وفرقها بينهم ، وتمنى حينها لو أن له كنزاً من الذهب فأسبغ على الناس جميعاً من ذلك
كله مايكون سبباً في مسح بلائهم وشقائهم وجوعهم ...
مر عليه بعض رجال الديرة : هيا ياشيخ سالم، صلاة القيام، مبروك الشهر. ـ
هيَّا، سوف أُغلق الدُّكان.. ناداه بصوت عال ٍ كي يتمكن من سماعه قائلا:
بريد هيا أغلق الدكان.. سأذهب لأصلِّيَ القيام، غداً رمضانُ. ،وسار بخطواتٍ سريعة للمسجد….
سمع بريدٌ، أو كما يناديه أهل الديرة (حُديب) أمرَ ربِّ نعمتِه الشيخِ سالم، وانطلق يجري داخل الحير،وقد
أخفت الظلمة سحنته المشوهة التي تجعل مَن لايعرف الأحدب يصاب بالخوف عند رؤيته له ، أمَّا مشيته
بتلك الحدبة التي على ظهره وإحدى يديه التي تكاد تلامس الأرض لطولها، والأخرى القصيرة،فهو شيء
آخر جعلت منه مخلوقاً أقرب إلى المسخ منه إلى الإنسان.. أخذ يتنقل بين النخيل بسرعة مذهلة بالرغم
من ظلمة الحير الشديدة، بشكلٍ يوحي ذلك بأنه يعرف المكان جيدا،ويعرف كلَّ شيء فيه.. هذا المكان،
وتلك النخلات، وشجرات البرتقال التي يعرفهن أكثر من أي شيء آخر…
أسرع باتجاه الباب الخارجي للحير، وقام بإغلاق باب الدكان ،
ولفت نظرَه ازدحامُ السوق والسُّرُجُ المشعولة داخل المسجد.. وما إن رأه الصبية الذين كانوا في الزقاق الضيق حتى ركضوا باتجاهه ،

اقتربوا منه ناظراً إليهم بريبةٍ، ثمَّ التصق بالجدار لمعرفته مُسبقاًً بالذي ينتظره منهم….
اقترب أحدهم منه، وصاح بأعلى صوته ـ لمعرفته أنه لا يسمع جيدا : غداً رمضان..حديبُ، هل سمعت ؟...
أخذ ينظر إليهم بخوفٍ وتوجُّسٍ .
اقترب آخر منه واضعاً يداه جوار فمه على هيئة بوق، وصاح: بكرةً رمضان ياحديب..تصوم ولا تفطر ؟
تراجع للخلف ملتصقاً أكثر بالجدار..محملقاً بهم بريبة وتوجس من وراء عين واحدة ضخمة تقطر ،وكأنه
سَمِع ما أرادوا قوله له، وانفرج فمه عن أسنان متباعدةٍ مشوَّهة أضافت لدمامته تلك شيئاً آخر ، متمتماً
بصوت خافتٍ متقطِّعٍ : ر..م..رم. ضان.. .
نعم غداً رمضان، لم تقل لنا ستصوم أم لا؟
انفرج وجهه عن ضحكة عالية ،واقترب من طفلٍ صغيرٍ واقفٍ بين المجموعة كان ينظر إليه برهبة وخوف،
أراد أن يمسح على رأسه بتلك اليد الطويلة ذات الكف الغليظ…لكن الطفل فرراكضاً وهو يصيح وقد
انخلع قلبه من شدة الخوف .
انفجروا الأولاد ضاحكين قائلاً أحدهم له ـ ويدعى (جزاعاً) ـ :
ياويلك ياحديب من أمِّ صائل سوف تأتي الآن، الويل لك منها.
أخذ ينظر إليهم بخوفٍ مقترباً من باب الحير .
قام عندها الغلام (جزاع) بأخذ حجر، وقام بضربه على صدره به ..وانطلق الأولادُ جميعُهم هاربين من
أمامه…
انحنى إلى الأرض أخذاً حفنة من التراب ورماهم بها..ثم دخل الحير مغلقاً الباب ورائه ….
أخذ يعدو بين النخيل وأشجار البرتقال بسرعة توحي لمن يراه أنه يعرف كلَّ شبر في ذاك المكان..
كان يردِّد: ر..م.. رم ..ضان .. اتَّجه إلى غرفةٍ في طرف المزرعة، وبحركةٍ سريعةٍ أخرج سراجين كبيرين
وقام بتركيب فتيلتين لهما ،وسكب قليلاً من الكاز،وأشعلهما..
تحوَّلت ظلمةُ الحير إلى إضاءة شديدة، وأخذ يهزج ويلغط بكلماتٍ غير واضحة، وهو يضغط مكبس الهواء
بسرعةٍ ليزيد من ضوئهما ،علَّقهما على عمودين من الخشب، ثَّم انطلق مُسرعاً إلى نخلةٍ فائقة الطول قد
انحنت بطريقة واضحة ،كانت من تلك النخلات التي لاتُثمر، باقٍ بها القليلُ من الجريد الأخضر . تسلَّق
عليها بسرعةٍ ومهارةٍ تدلُّ على أنَّ له خِبرةً طويلةً معها في ذلك..حتى إذا أصبح على قِمَّتها المنحنية أخذ
يهزُّها بقوَّة جاعلاً منها أُرجوحة،ثمَّ قام بالقفز منها على نخلة أخرى بجوارها شاهقةِ الطول، قد بقي على
قُنيانها بعضُ التمرات التقطهن ووضعهن في جيبه..
شاهد خروجُ المصلين من صلاة القيام ،فانفرج فمه عن ابتسامة مهمهماً: رم..رم..ضان.. لكنَّ ابتسامته
وسعادته تلك سرعان مااختفتا، وحلَّ مكانهما خوفٌ وقلقٌ باديان، وذلك عندما رأى من مكانه ذاك
مجموعةً من الأولاد، تتقدَّمهم امراةٌ نحيلةٌ في الأربعينات من عمرها ،تسير بِخُطاً سريعةٍ، وهي تسحب
عباءتها ، وقد تناهى إليه صوت الأولاد ، بصعوبةٍ يكاد يسمعه ، ولكنه استطاع أن يعرف أنهم يقولون ب
صوتٍ جماعيٍّ ـ وكأنهم مجموعة من المنشدين يرددون ـ :ياويلك .ياويلك ياحديب..ياويلك ..ياويلك من أمِّ
صايلٍ، ياويلك ... [/font]
[/font][/SIZE]


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir