هو الشيخ خليفه بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان ابن فلاح من فخيذة الزغابا من قبيلة بني هلال،،،،
ويقول في ذلك الشاعر محين الشامسي،،،، والذي يعّد أقدم شاعر بعد الشاعر المشهور الكبير المايدي بن ظاهر في ال نهيان حادثه جرت في قصيدة له منوها الى نسب الشيخ خليفه:
عـاضنا عـن رفاقـتـنا بـقوم
........من مشاهيب الحروب بني هلال
ماوجدت المشيّخه لك مستعار
........(مـن نـهـيان ٍ وورثـة بني هلال)
ويقول كذلك في قصيده اخرى :
جاه الذي خذ له قضاه وزايد
........قـوم (الـزغـابا مـن سلالـة زايد)
ولد الشيخ خليفه بن شخبوط في إمارة ابوظبي،،،وعاش متنقلا بين بواديها وحواضرها،،،مما أدى إلى تفتح قريحته الشعريه منذ صغر سنه،،،وقبل ان تثقل كاهله شؤون الحكم والسياسه وأعبائها حيث تولى في سنة(1833_1845م) بعد حكم أخيه الشيخ طحنون بن شخبوط.
ويقال انه لم يتزوج إلاّ بعد ان كبر في السن،،،حيث إنه تزوج من أعيان قبيلة السودان وهي ابنه: عبدالله بن سيف بالهول السويدي ،،، الذي يقيم في منطقة الخان من امارة الشارقه ،،،التي أنجبت له زايد بن خليفه بن شخبوط.
ويقال انه أصيب في اواخر حياته بمرض الجدري ،،، وتوفاه الله سنة 1845،،، حيث تسلم حكم امارة ابوظبي من بعده ابن اخيه الشيخ سعيد بن طحنون بن شخبوط.
وهذه بعض القصائد للشيخ خليفه :
وللشيخ خليفه مجموعه من القصائد ماوصلنا منها تقريبا 30 قصيده وهذه بعض منها :
ولهذه القصيده قصه انه مر في طريقه على احدى الحسان ووجدها على عكس ماعهدها في صباها وقد كبرت وذبل ذلك الجمال الذي يضرب به المثل:
1
ياعـود ريتـك هـايف
.......ومنك سمْطت الاوراق
بـونـك مظـل ونايف
.......وكـل قلب لك مشفاق
تزهو بفرع وصنايف
........ ومـقـيـل لـلـعـشـاق
دايـم مـزار الطايـف
........ والمنتـهى الاشواق
خـذ مـنّي بالحلايف
........ وفوق العهد ميثـاق
ما أرمّس بك خلايف
........ لو يستـوي لـفـراق
يلين تحـط الصقايف
........عشـر ٍ عليّ أطباق
يـوم ركابـي زلايـف
........وغويت في التّحقاق
ماعيني في الخفايف
........ولا الصاحب الصفاق
2
الـمـرعـد الـنّهامي
....... يارّث عـشب ٍ ربيع
نبته ينوص زمامي
....... خوصه ترف ورفيع
فيه رتعت الاريامي
....... عـقـيدهـن مـا ريع
يصبح يربى القتامي
....... كاد ان حـد يـشيـع
يسبق سهام الرّامي
....... ياللي لظـيه سريع
فـي جـدّه ٍ ومـهـامي
....... فيـها عـوى لمجيـع
لـو هـو زقـر لـوّامي
.......في صاحبي مااطيع
مابغي جل الحزامي
.......مجرى القـود الظّليع
3
مترى العجل من بونه
...........كل مـعـنى يخـطيه
نـفسي كـوني رزينه
........... درب الـخـطـا داريه
واقـري سر البطـينـه
.......... وبـما بـغـى خـفّـيـه
الـغـالي تـشـتـريـنـه
.......... ما من خساره فـيـه
الـعـوف لا تـخـاويـنـه
.......... بأدنى ثـمـن بـيعيـه
خـلـيـه لا تـتـلـيـنــه
.......... وسط البحر توحيـه
وهذه بعض المقتطفات من اشعار الشيخ خليفه بن شخبوط رحمه الله
انتظرونا مع شاعر جديد من شعراء الامارات
الشاعر الكبير
سالم بن محمد الجمري
هو سالم بن محمد بن سالم الجمري ولد في بداية القرن الماضي بعد عام 1905في دبي تتلمذ على يد الفقيه السيد محمد الشنقيطي حيث تعلم الكتابة و القراءة و القرآن الكريم و الحديث و النحو وأصول الفقه و أساسيات الحساب كما حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ احمد بن سوقات والد الشاعرين حمد و محمد بن سوقات عمل شاعرنا في الغوص لمدة تقارب سبع عشرة سنة كانت لها اثر كبير في شخصيته. وانتقل بعد ذلك للعمل في الكويت وذلك لسوء الأحوال الاقتصادية في دبي بعد كساد تجارة اللؤلؤ مكث فيها ما يقارب السنتين ذكر بعض المناطق في قصائده و صور بعض مظاهر العمل و مشقته ومعاناة الوحدة و البعد عن الأهل هناك وكانت قصيدته الشهيرة:
لولي بخت ما سرت لكويت _ ولا بعد غادرت الأوطان
أسميك يـا حظي ترديت _ أبعدتني عن ساحل عمان
بعد ذلك ذهب الى السعودية للبحث عن عمل و بسبب إلمامه بالقراءة والكتابة حصل على عمل في كتابة العرائض و الشكاوي وهناك تعلم التصوير والتحميض اطلع في هذه الفترة على انتاج شعراء شبه الجزيرة وبقى هناك ما يقارب الثلاث سنين توفيت زوجته في تلك الفترة وهو بعيد فقال قصيدة الرثاء الشهيرة التي تغنى بها حارب حسن ويقول مطلعها:
لعى الجمري على فرقا ضنينه _ كما تلعي زليخة ع الغلامِ
عاد بعدها الى دبي وانتقل الي مهنة جديدة وهي التجارة و سافر الى الهند وايران و زنجبار . كل هذه الاحداث ساعدت على بروز موهبته الشعرية التي تمثل مدرسة شعرية خاصة في الشعر النبطي يتفاخر الشعراء بالانتماء إليها. عرف الجمري بتواضعه و احتكاكه بالناس و حبهم له لطيب معاملته و سعة صدره و قد تأثر الجمري بشعراء المنطقة الذين سبقوه من امثال بن ظاهر والهاملي او الذين عاصرهم من امثال بو سنيدة والمطروشي و من اصدقاءه الشعراء راشد الخضر و محمد الكوس واحمد الهاملي و غيرهم.و قد مارس الجمري الشعر و تلحينه وإلقاءه في فن الشله و الونه
وتناول في قصائده مختلف فنون الشعر من غزل الذي اعتمد عنده على الاحترام و العفة و العذرية كما تناول الشعر الاجتماعي ونظمه على أسس دينية أو على التجارب التي مر بها و العادات و التقاليد. كما تناول الفخر و الرثاء و الوطنيات و وصف الهجن والخيل و المدائح لكنه ابتعد كل البعد عن الهجاء ولم يتناوله في أي من قصائده
أثرى الجمري الأغنية الشعبية في الإمارات في بدايتها حيث غنى له علي بالروغه بما يقارب المائة قصيدة وكذلك المطرب حارب حسن عشر قصائد و محمد سهيل وسعيد سالم و ميحد حمد والاهم ان كل تلك الأغنيات ساعدت على حفظ قصائد الجمري من الضياع ان كان حفظها في الصدور او حفظها في اشرطة التسجيل.
ومن خلال ديوانه لآلئ الخليج والذي حفظ لنا بين دفتيه لآلئ وكنوز شاعرنا الكبير نبحر في قصائد كثيرة تختلف وزنا وفكرة وأسلوبا ومعنى ومن خلال هذه القصائد تتضح شخصية سالم الجمري الذي كرس للغزل جل وقته فخرجت قصائده رقيقة مثل صاحبها تنهال على الأسماع وكأنها شلال عذب متدفق تملأه العذوبة والشفافية لذا أخذت المرأة في شعره مكانا مرموقاً وحيزا كبيرا حتى أتت معظم قصائده تتحدث عن المرأة.
وتكاد تكون جميع قصائده غزلية حتى أصبح رائدا لمدرسة شعرية تجعل المرأة هي كل مقوماتها فحمل لواءها لما تميز به من فنون كثيرة كان له في بعضها قصب السبق والريادة ومنها هذه المقارنة:
ولو سلمى تغني لي شوية
ترى مريم تغني لي أصوات
ولو سلمى قرت لي بالتحية
ترى مريم قرت لي بالمرسلات
ولو سلمى سقتني من ثغرها
ترى مريم مطالعها شفاتي
وأصبح الشعراء فيما بعد يقتفون أثره في هذا المجال, ثم انه أكثر من ذكر الأسماء في قصائده وكان يصرح بها دون كناية فحوت قصائده أسماء كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
علي يا خوي قلبي لا تلومه
وليع بحب مريم في حياتي
آه قلبي قد تولع وانجبر
من هوى سلمى أنا ماني بخير
ثمة فن الوصف والذي أتقنه شاعرنا اتقانا تاما, فقد مثلت المرأة في شعره دوراً بارزاً ما جعله يبوئ المرأة مكانا له شأنه في حنايا شاعريته ولا تخلو قصيدة واحدة من وصف حسي للمرأة بحيث جعلها ذلك الصنم المقدس الذي يقف عليه دائما, وقد أفرد لهذا الفن أكثر شعره ومعظم أبياته فأصبح إماما له وسيدا يتبعه الكثير ممن هم في جيله وأطلق العنان لنفسه متغزلا قائلا:
الحب خلاني أمهبل
خذني هوى بو زلف منشول
بو حاجبين و طرف اكحل
وامهندٍ كالسيف مسلول
والخد فوقه ورد امطل
ادعج نهاب لعقول
عذب اللما سلساله اعسل
ويأتي في قصيدة أخرى بالأوصاف ذاتها ولكن ببحر وقافية وروي آخر ويقول:
بو يديل اشقر لاس
ونشل عن مضمره زاد
والحواجب سمر أقواس
والخشم كالسيف منقاد
تبقى المرأة عاملاً مؤثراً في شعر سالم الجمري, وبخاصة في مطالع قصائده, فغالبا ما يبتدئ الشاعر قصيدته بكلمات رقيقة جدا يخاطب فيها الطير والهواء وكل معالم الطبيعة عن محبوبته وأصبح رمزاً يعرف به الجمري وان لم يذكر اسمه على القصيدة لكثرة ما أورده في شعره وقلما فعلها من الشعراء غيره, ومن أجمل وأعذب ما قاله مطلعه الشهير:
يا طير سلم ع الحبيب
قله تراني مستصيب
وجروح قلبي ما برت
وانت الدوى وانت الطبيب
ويقول في مكان آخر مخاطبا النسيم العليل:
حي ابنسيم هب من صوب اعربي
نسنس وهيظ مزملي والحاني
وتذكرت نفسي مزار احبيبي
في ليلة يهنى به الولهانِ
و في الثامن و العشرون من فبراير 1991 رحل الجمري تركا لنا مدرسة شعرية يتفاخر بها كل من بحرف من حروفها
إن عشت لي سطرٍ في الألواح _ وان مت قولوا ذاك مسموح
ولد عام /1940م وتوفي في 26/12/1985م , وقد اشتهر باسم الكندي وهو اسمه العائلي وينتمي شاعرنا إلى قبيلة المرر , وهي من قبائل بني ياس , لقد كان الكندي من الشعراء الذين ساهموا في تطوير القصيدة الشعبية والمحافظة على وجودها وجمالها بين الفنون والآداب الشعبية الأخري , كما ساهم في الكثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وشارك خارج الدولة في المهرجانات الشعبية لفنون دولة الإمارات , كانت قصائده المغناة في طليعة ابداعاته الشعرية وذلك للأغنية من شهرة واسعة الانتشار , كانت الربابة رفيقة شاعرنا عبر الشاشة والإذاعة والأشرطة الصوتية التي انتشرت بين محبي الفنون والآداب الشعبية فقد نجح شاعرنا في التوفيق بين القصيدة والربابة وشدى بأعذب القصائد والألحان البدوية الرقيقة على آلة الربابة ولاشك ان أصحاب الاختصاص من الموسيقيين لو قاموا بدراسة عن الحان الربابة في دولة الإمارات سوف يتبين لهم أن شاعرنا كان موسيقيا ً شعبيا ً استطاع أن يبين دورها في الإبداع الشعبي فإن شاعرنا اعتبرها عضوا ً حيا ً في عالم الفن والأدب وضمها إلى صدره تقاسمه الشعر والعشق والشوق وتبادله الصوت والحنين طوال حياته , يتميز بعض الشعراء عادة بطابع خاص في قصائدهم وقد تميز شاعرنا بالقصائد الغرامية ذات الذوق الراقي والأسلوب الجيد البعيد عن المعاني الساقطة والسوقية ورغم تعدد الأبواب التي طرقها في شعره إلا أن القصائد الغرامية ظلت الطابع المميز لشعره ..
الكندي وهو يخاطب الدياره والمنازل ويلعي بذهاب معشوقته وفقدان احبائه وزوال تلك الايام التي لاتنسى مع الاصحاب والاحباب والندماء
من قصائد الكندي :
(هل البر)
يقول اللي سهير ن مـا ينامـيغدى نومي على عيني حرامـي
سهير الليل و اراعـي النجـومو سرى م الليل زام ن بعد زامي
يلج اليـوف مـن زود الهمـومكما لجت على العـد الحيامـي
هموم اليوف شـي مـن جديـدوشي ن لـه مداهيـل اقدامـي
افكر فـي الليالـي الماضيـاتتقضت مثلما طيـف الحلامـي
اذا راحت ليالـي جـت ليالـيكذا الايـام تمضـي بالهمامـي
بها الأفراح تمضي مـا تـدومو بها الاكدار تسقيـك الهيامـي
سقاك الله يـا وقـت الخريـفمن السحاب هطـال ن دوامـي
يا حيث انه مضت لي به ليالـيمع الأكـرام زوار ن حشامـي
و قضينا الوقوت اللـي تفـوتبافراح..قلـوب ابـلا ندامـي
و ياما صار في يـوم اجتمـاعملاقات الكـرام مـع الكرامـي
و مع الأجواد توجد كل طيـبو ترحيب ن لقصـاد الخيامـي
(قطر ديرة الاشراف) رد الشاعر الكندي على قصيدة "أبوظبي دار المعزة" للشاعر عبد الله بن عامر الفلاسي:
مرحبا باللـي لفانـا مـن قطـرمرحبا بك يا محمـد كـل حيـن
مرحبا بك عد مـا هـل المطـرو عد ما راحـوا لمكـة زايريـن
وعد ما هز الهوا عود ن خضـرو عد ما تجيب الخلوي من الحنين
بالسـلام وبالكـلام اللـي يسـروالنظام اللي كمـا العقـد الثميـن
اعتنيتـه بالمزيـد مـن الفـخـرو كل مضمونه عرفتـه باليقيـن
هات لي يا عبيد(جمسيك)الحمـروارد(امريكا)وصنعـة شاطريـن
مـا يعلـم بالحـراره لـو دبـرمنـوة اللـي باللـزم مستعجليـن
فيه(جيك)و اربعه ضـد الحجـركامل الاوصـاف و(سبيره)اثنيـن
و (الدبل)و (القير) صاحي و النمرو ان غمزت (السلف)سواله رطين
نشره يا عبيد واغبش مـن سفـرو اتكل يعلك بحـرز الحافظيـن
فوق لي يقطع سهلهـا و الوعـرمـرة ينـزل ومــرات يلـيـن
و بالسلامه في قطر قبل الظهـرديـرة الاشـراف عـز الملتقيـن
و بلغ المكتوب لي منـه حضـرلا بن عامر بين ذيك الحاضريـن
و بلغـه منـي كـلام المختصـرواشرح القصه وهـو م العارفيـن
و كل ما يبغيه مني فـي الأمـرالعمـر واللـي تطالـه اليـديـن
لو يطرشنـي بليـل بـلا قمـرفي سنع خل ن يوده مـن سنيـن
مستعـد يلـو يعرضنـي خطـرلو نظرت المـوت بالله استعيـن
لين يرجع صاحبـه مالـي عـذرويهتنـي ويـاه هـاذاك الخديـن
ولا يـلام اللـي تولـع و انجبـركـم تتحمـل قلـوب العاشقيـن
كم مولع في المـوده مـا صبـرفي شبابه راح عن دنيـا وديـن
و يعل نقـال النميمـه م البشـرينقطـع ذكـره ومنـه سالميـن
والف صلى الله على خير البشـرالنبي الهـادي وسيـد المرسليـن
(عيونك)
رمتنـي مـن عيونـك بندقيـهولا اخطى ضربها والضرب فيه
و هانا طايح مـن بيـن لابـهوخوف منك مـا ثابـوا عليـه
لأنك فارس ن في النس قاتـلو من بـارزك وافتـه المنيـه
وانا اصبحت في حبك جريحكجريح القلب واما الروح حيـه
و عند المقدره فالعفـو واجـبتحت أمرك وأنـا رافـع يديـه
وخل الناس من قومـك وداريلارواح بـلا ذنـب وخطـيـه
كذا لقلوب تفزع مـن عيونـكتوارى عن خناجرهـا الجريـه
ورضف غشوتك واغمد سيوفكترى مالك عدو ن فـي البريـه
و هذا الحسن فتاك ن سلاحـهو يا ما قد قتـل روح ن بريـه
و بحر الحب كم فيـه غـارقبـه السبـاح تطويـه الطويـه
و كم من قبلنا ناس ابتلـوا بـهو في درب الهوى راحوا ضحيه
(البديعه)
تذكرنـي علامات(البديعـه)و نيشان المويه اللـي قفاهـا
زمان ن قد رعينا في ربيعهو دارت به رحى الدنيا وراها
عسى الأيام لي مرت سريعهعسى ان تعود بالغالي معاها
هنا نلاحظ عشقه ((للدوج و الجيب و الجمسي))
بقصيده يقول فيها
فلا بد ما زوره على سيت((جيب))اخيارعليه التواير((فايـر ستون))واجـدادي
تسمع له(( الصنقل)) كما دقة المكسـارلي قام يمتـح فـوق مفروقـه العـادي
*
*
يا شوح قلبي شوح((دوج))طلع من السيدغفل سايقـه و تبطـل ((الرود))موليـه
*
*
يا حن قلبي على المحبوبحنين ((دوج)) مع مصعاد
*
*
هات لي يا عبيد((جمسيـك)) الحمـروارد امريكـا و صنعـة شاطـريـن
مـا يعلـم بالحـراره لــو دبــرمنـوة اللـي بالـلـزم مستعجلـيـن
((فيه جيك))و اربعـه ضـد الحجـركامل الاوصـاف و ((سبيره))اثنيـن
و ((الدبل))و ((القير)) صاحي و النمرو ان غمزت ((السلف)) سواله رطين
نشره يا عبيد و اغبـش مـن سفـرو اتكـل يعلـك بحـرز الحافظـيـن
فوق لـي يقطـع سهلهـا و الوعـرمـرة ن ينـزو و مـرات ن يلـيـن
و القصيدة السابقة كانت ردا على مشاكاة الشاعر :
عبد الله بن عامر الفلاسي التي يقول فيها:
يا نديبي دن لي ((موتر شفـر))من حسين الطرز صنعة ماهرين
من على سيته زها زلـة حمـرلي اشتغل بالروف ما تسمع حنين
المكيـنـة توه((آيلها))خـضـرو ((الوتير))من عطبها سالميـن
شيك البترول من شيشـة قطـرو رح رعاك الله رب العالميـن
*
*
قم يا نديبي و ارتحـل قاسـي الغضـا((جيب)) ن من التمرين كمل امعدودهـا
مـا وردوه الا علـى شفـت طـالـبمـن المصنـع اللـي آلـه بـزودهـا
((مكينـه ))لـي شغلـت كـن صوتهـاجراد ن وضع في اللي تشكـك برودهـا
الي ((ديس بتروله)) زرق زرقة الحنشيهيـض غرامـط لـي تعـلا نفودهـا
عليه ((أربع و اسبير)) من صنع الاطلسجداد ن نوى ما رقعـوا فـي جلودهـا
*
*
قم يا نديبي فوق ملمـوع لطـراف((جيب)) من الطرز الجديد الخياره
طراز الجديد اللي على السير هزافمتمكن التمريـن مـا بـه غيـاره
((توايره)) من ((لطلسيات))لخفـافتوطي الرمال الراخيه و الحجـاره
و مفصل له فوق ((لصياخ)) رفرافو مورد الرفراف فوق((الغمـاره))
عجل ايلا اقفا مثل عاصوف لصيافما تخص منه كود حاثـي غبـاره
يكسر على العطفه كما الطير خطافو يرزق كمـا الحنـش م الخـواره
منوتك لي بدت ملازيـم و اشفـافيقربـك م اللـي مبعـدات ديـاره
عليـه قـرم م المناعيـر لشـراففهيم ما يـزداد عـرف و شطـاره
يسري و لو باقي من الليل لنصـافو يدل في ليلـه كمـا فـي نهـاره
خلا على يمنـاه بالسيـر لسيـافو اخشوم بر الباديـه عـن يسـاره
*
*
أتعب ((الموتر )) على مسكن و ديمهو اتمنى شوفهـا لـو ربـع ساعـه
*
*
روحت في ((جيب)) اموردجديد ما بان للغيـر فيـه
روحـت ولهـان مـلـددما حف دمع العين جاريـه
على الـذي عنـي تبعـدو انزاح وايدي ما تطاليـه
*
*
صوبهـم فـي خاطـري سيـرهفوق ((جيـب ن ))يقطـع الفيـه
في ((الورش)) ما وضبوا ((قيره))و لا تــولــوه العلـيـمـيـه
يطـرب السـواق فـي سـيـرهلـي ضــرب دارن خـلاويـه
*
*
اشهد ان ((الدوج))سيـره بالتمانـيما يكلف راكبه مـن روف سيـره
وارده ما فيه مـن عالـي ودانـيكون لي ما حط((ليور))عند ((قيره))
ان مشى بالعجـب و الا بالهوانـييقطع الابعاد لي مـن شـام ديـره
يقرب اللي دونهـم حايـل طمانـيو الزميـم اللـي علابيهـا كبيـره
*
*
تمنيـت عنـدي مـن امريكـا رفيـع الـصـوت
سـريـع ادورانــه و ان بــدا بالمشاريـفـي
طعامـه يجرونـه مـن الارض حسـب الـقـوت
يركـب علـى بيـبـه و لــوف ن مراضيـفـي
و لا هو بمن طرز ((الجماسي)) و طراز ((فروت))
شنـبـات لــه قــدام لـيـتـه معاطـيـفـي
يـروح ظهيـره عجـل قبـل الصـلاة اتـفـوت
تسكـر له((الجامـات)) و ان هـب لـك هيـفـي
الشاعر الماجدي بن ظاهر
الماجدي بن ظاهر حياته وشعره..(جمع وتحقيق حمد بو شهاب و ابراهيم بو ملحه).
*(مولده)*
اختلف الرواة في مولد ابن ظاهر و نشأته..فمن قائل انه ولد في قرية الذيد من أعمال الشارقة مستندا في ذلك ما جاء في أشعاره عنها و عن وصف نخيلها..
و لكن ذلك ليس دليلا قاطعا لمولده فيها..فقد تعرض ابن ظاهر في أشعاره للذيد كما تعرض لغيرها من مناطق الامارات و قراها.. و من قائل أنه ولد في رأس الخيمة بمنطقة الساعدي و دليله على ذلك ان الشاعر كان ملما بأحداث هذه المنطقة و كثيرا ما كان يتردد ذكرها في اشعاره و خاصة حادثة المعيريض المفجعة..و قد تكون هذه الرواية أرجح لدينا لسببين:
السبب الأول: أن الانسان اذا تقدمت به السن أصبح كثير التحنان و الشوق الى وطنه وهذا ما يفسر لنا كثرة تردد اسم تلك المنطقة في شعر ابن ظاهر وتعرضه لكثير من أحداثها.
السبب الثاني: من المعروف ان ابن ظاهر في آخر حياته قد استقر بالخران و دفن بأرضها بناء على وصيته.. و ما يزال قبره معروفا فيها الى الآن و في ذلك قال : قبل وفاته بقليل
ما بين سيح أو ساحل منقادي""هناك وين العين طاب منامها
كان ابن ظاهر كما يروى عنه و كما تدل أشعاره أيضا انه رجل بدوي
اعتاد التنقل في أجاء المنطقة شأنه في ذلك شأن البدو الرحل الذين ينتجعون مواقع القطر و منابت الكلأ.. و له في ذلك عدة قصائد يذكر فيها كثيرا من تلك المواطن التي كان ينتجعها ..واليكم الأبيات التي يذكر فيها تلك المناطق بالاسم:1*
و رويت لرض من شرق او غرب""و أسقت كلمـا حـازت اعمانـي
من افيوي الينـوب الـى الشمـال""من الظفرة الـى سيفـة ادهانـي
و روي الرمل مع سيح الغريـف""و وادي المكـن دانـاه المـدانـي
على نزوة و مـا حـاز الهبـاب""و وادي الجرن و اسقانـا زمانـي
على الصجعه و ما حاز العشوش""على البطحاء و تمت روهجانـي
على رمـل الحويمـي والغديـر""وسيـح اليلـح مخضـر المثانـي
على تاهـل و عثمـر و الغويـل""علـى وادي سـلام او سيهجانـي
2*
من غرى جد روح الغالي""فوق حول اسمان لاقيتـه
بو مضيمر والردف عالي""من ورا لثياب خصيتـه
3*
حافظ على تاهل واهاليه""واللي سكن لحليو يفداه
غزلان رينا في مفاليـه""بالحل يا ريـم لقفنـاه
4*
الى كفا ومـا حـاز الخريـر""مشرجـة تباحيـل الدبـانـي
على المزرع وخطا والهـزوع""مهايفـة الـى مريـال ثانـي
على كلبا ومـا حـاز الجبـال"" من البلدان من قاصي او داني
وجاد الجود منها في الشمـال""على البلدان ساحبـة الجنانـي
وجاه السيل من روس الجبـال""وجل اغفاه وامتلـت المغانـي
وجابوا حي شوقي مـن ابعيـد""وبنـو فـي مغانيهـا المبانـي
وطاب النوم من عقب الهمـوم"" وجابوا صاحبي ملبعد دانـي
حسين الصور مجلود الخصور""لكنه من ظبي سيـح اليمانـي
سوى عين ن لكنها عين ريـم"" وعنق مثلما عنـق الدمانـي
وراس اسمـر جانـي سبيـب""كما الغربيب واجبنا منه جانـي
وصلوا يا حضور على الرسول""عـدد مـلاح بـراق اليمانـي
و يمضي بنا الشاعر مع السحاب فيشير الى أنه عم جميع بدوان المنطقة التي يسكنون بها و هي من الظفرة الى آخر حدود ابوظبي
الى دهان براس الخيمة.
*(مهنته)*
امتهن الشاعر حرفة صيد السمك و اللؤلؤ الذي يستخرج من المياه القريبة من السواحل والتي تسمى بالقحه( مناطق غوص قريبة يذهب اليها الناس في سفن صغيرة) حيث الغواصون يذهبون لصيد اللؤلؤ والسمك معا صباحا ويعودون ظهرا ..وكانت لابن ظاهر شاشة(مركب
صغير مصنوع من الجريد بوداخلها كرب النخل )
في منطقة دهان من أعمال رأس الخيمة يستعملها في الكسب على عياله من تلك المهنة المذكورة.
وكان في ذتلك الفترة تفرض ضرائب على كل سفينة عاملة في البحر بنسب متراوحة حسب حجم السفينة فلما طولب الشاعر بآداء هذه الضريبة استاء من الأمر وامتنع عن أدائها وأنشد هذين البيتين:
مالي في دهان طوال دوم و لا في الحيل مخضر الخوافي
وراس المال شاشه من يريد بطبعها و بخلي الكرب غافي
ويقصد الشاعر بأنه رجل فقير لا يملك سفينة كبيرة في دهان ولا يملك نخيلا خضراء في منطقة الحيل يدران عليه كسبا ..وانما كل رأس ماله شاشة صغيرة يسهل عليه أن يغرقها في البحر ويرحل عنها ان رأى ما يغضبه
وتستطرد الرواية بأن الشاعر قد ترك دهان بعد ذلك وذهب الى جميرا الواقعة غرب بر دبي وأقام فيها مدة قصيرة يمارس فيها نفس المهنة السابقة لكن لم يطل به المقام فرجع الى بلاده وفي الجميرا يقول:
ماها ومرعاها قريب لاهلها""وعنها أهلها يشومون الدار
*(التعريف بقبيلته)*
لم نقف لابن ظاهر على اسم واضح سوى ما جاء في أشعاره من ترداد التعبير عن نفسه بالماجدي ابن ظاهر.. و ظاهر اما يكون أبا الشاعر او لقبا اشتهر به أو أن عادة الناس في تلك الأيام أن ينادوا الانسان بابن فلان نسبة الى أبيه أو بأبي فلان نسبة الى ابنه البكر كما هو مشاهد بكثرة عند القبائل البدوية حتى يصبح ذلك علما عليه لا يعرف بغيره.
_
أما المواجد الذين ينتسب اليهم الشاعر في أكثر قصائده ففيهم
ثلاث روايات:
1* الأولى: للشيخ سلطان بن سالم القاسمي حاكم رأس الخيمة سابقا و يذهب الى أن المواجد فرع من المزاريع .. و يقول: مما يثبت ان المواجد فرع من المزاريع أن أمير اذن الشيخ محمد بن سلطان الماجدي مزروعي.
2* الثانية: لحمد بن عبد الله العويس فيذهب الى ان المواجد قبيلة من قبائل بني ياس و مسكنهم منطقة مزيد القريبة من العين و ما يزالون بها الى الآن.
3* الثالثة: لأحمد بن مصبح بن حموده و يقول بأن المواجد فرع من المطاريش و ان كل ماجدي مطروشي و يؤيده في ذلك راشد بن علي بن غليطة القمزي قائلا نعم كل ماجدي مطروشي.
من هنا يتضح لنا ان الماجدي ليس اسما لابن ظاهر وانما هو نسب لقبيلته التي ينتمي اليها و يعتز بها كعادة الناس في تلك الازمان و خاصة البدو منهم في افتخارهم بقبائلهم.. و ليس بغريب أن يدأب الشاعر على الافتخار بقبيلته و يقدمها على اسمه في اشعاره مادام ذلك شأن أهل عصره في الفخر بالنسب و القبيلة.
_(ليس له عقب سوى بنت واحدة):
لم يذكر لنا التاريخ عقبا لابن ظاهر عدا بنتا واحدة لم نعرف لها اسما سوى انها ابنة ابن ظاهر كما اعربت هي عن نفسها في قصيدتها الوحيدة التي لم نقف لها على غيرها: و تعتبر هذه القصيدة من غرر ما قرأناه من القصائد في اشتمالها على حكم و أمثال و مخاطبة و أسلوب لا يقل عن مستوى ما تحتويه أشعار أبيها من هذه الخصائص.. فهذه القصيدة تضعنا أمام شاعرة متمكنة من نظم الشعر بجدارة و لا غرو أن تكون كذلك فهي ابنة ابن ظاهر ونفحة من نفحاته : *تقول فتاة الحي بنت بن ظاهر*
تقول فتاة الحي بنـت بـن ظاهـر""والأمثال ما كـل الفهامـا هذوبهـا
الي سفت الشعراء خوص مضاعـف""تنقيت من خوص الخوافـي قلوبهـا
ناس ن تجادا والجـدا مـن عيونهـا""وناس ن تجادا والجدا مـن قلوبهـا
ولي مايـداري فـي الخطاماشياتـه""شكى العوق من الأجدام والاكعوبهـا
ولي ما يداري وآغف العين صابهـا""غدا بايداويها سعـى فـي طبوبهـا
وناس تغاضى لو غـدا كـل مالهـا""وناس تقاصا في عنـا مـا يروبهـا
والي قبض عود الشكل قمصان عاقل""خذهـا برفـق لا تسـاري هدوبهـا
والي قبض عود الشكل قمصان جاهل""خذها بـزور وارث الشنـع ثوبهـا
أراني وارى سفن التصابـي خفنـي""بالولم خلـوا شرعهـا فـي قبوبهـا
وانا نزلت عن بندر السفـن سافـل""في محمل ن قشرا تـداوي عيوبهـا
لي قلت جروا دار من الصدر فالـع""هدامـا غاصتهـا غمـارا سيوبهـا
حلفت أنا في البر ما أضـم غيرهـم""تخالفت الاشيا ما حسبنـا حسوبهـا
يعدلون الاشيا لاجل مقضـاة حاجـه""ساروا و خلوا كلمة ن ما وفـو بهـا
والاجواد تلقى دون الاشبـاه مسلـك""و الانذال تاطاها وتقضـي طروبهـا
وان كان ما تدري لسنك متى مضـى""فما جدم منهـا بيـن فـي شيوبهـا
ولي ما يخلي سامن الضـان هيبـه""عدا الذيب يبغي فرسها في رقوبهـا
مرت فروضي واشتداهـي بغيرهـا""تهاونـت ماصليتهـا فـي وجوبهـا
تبعت شغـل النفـس منـي جهالـه""مطاميـع دنيـا و اكتسابـي ذنوبهـا
وان جات عقال الرجـال وفاحلـت""بالالفاظ سووا حجة ن و اجتزو بهـا
انقـاد للتقـوى بعـقـل ن يـدلـك""على الخير والا لا تجـازي عيوبهـا
من أجرب والا عليـل ن امجـارف""طنانيـف شـذان الخطايـا لفوبهـا
أبكي على عصر الصبا يـوم فاتنـي""بعيـن ن هميلـه مايونـي سكوبهـا
قضيت الصبا لا من تثني ولا رضى""بثـار ولا وافـا مثانـي صبوبـهـا
خذوا ما بغوا مني وخلـوا مزاهـدي""معيفيـن منـي و الغوالـي غدوبهـا
ساروا او خلونـي مجيمـه بدارهـم""الأخيار منهم عوضونـي أصلوبهـا
خذوا مني عين ن وضرس وسامـع""وسمر المباني جشعوا لـي طنوبهـا
الين احضروا حضار كلبـا وهايفـوا""هل الجو عنـي قاصديـن جنوبهـا
مدح الماجدي ل "سيف بن سلطان اليعربي" الملقب ب "قيد الأرض"، يشير الدكتور فالح حنظل ببنان من الشك و الحيرة إلى البعد الزمني الواقع في حوالي 100 عام بين ظهور بني هلال و وفاة الإمام اليعربي الذي توفي حوالي 1711 م ، و يبين لنا أيضا في دراسته التحليلية كيف أن كثافة الأحداث في تلك الحقبة مثل تحرير عمان من أيدي البرتغاليين تجعل من الصعب تصديق أن الماجدي كان يعاصر هذه الأحداث بقلبه و قالبه في دولته الصديقة – عمان – ثم لا نرى من آثاره ما يضيء لنا ظلام تلك الحروب و لا ما يبعد عن أعيننا ضباب الحيرة، فالماجدي لم يكن ليجهل أو يتجاهل أحداثا عظيما كتلك.
3. ذِكر الماجدي ل " طوفان المعيريض " الذي قتل 90000 من أهل رأس الخيمة المسلمين و من الوافدين غير المسلين (القور):
مشروكةٍ ما بين مسلم و قورها
تسعين ألفٍ من المعيرض برهدوا
عواوينها قد غرق الماء جذورها
و إلى نخيل الحيل جتها مسايل
و قد حدث هذا عام 1871 م.
و الراجح و الله أعلم من هذا كله أنه عاش في نهاية القرن السابع عشر إلى أواسط القرن الثامن العشر الميلادي كما أرخ لذلك الشاعر حمد خليفة بوشهاب في كتابه تراثنا من الشعر الشعبي الذي يضم بين دفتيه روائع الشعر الشعبي القديم ، و قد ذيل لاسم ابن ظاهر بجملته التالية : " المتوفى عام 1123 هجرية " . و نحسبه أيضا من قاطني منطقة رأس الخيمة دون الحاجة إلى الخوض في التفاصيل المتعلقة بتحديد عين المنطقة أكانت "دهان" أم " الخرّان" أم غيرهما.
و مالنا إلا نذهب مذهب الدكتور فالح حين قال :" لا يضير الماجدي أن أحداً لا يعرف أيامه" ، نعم فحسبه شعره الذي تركه لنا بحراً خضماً يزخر بأنواع الحكمة و العاطفة الصادقة .
وهذه القصيده يشكي فيها الشاعر رحيل الشباب عنه ويعيش على الذكريات
طرى لي ما مضى لي من زماني
...........................................رعاك الله يا عصر التصابي
ويوم إصباي غرٍ في هواي
.........................................ولي شرك يصيد الا البياني
نحيله حال للشاجي غزال
.......................................يفرق بينهن لبس الثيابي
نحيل الحال يوم الارتحال
........................................كحيل العين للعاشق سابي
إلى من إنتووا عقب المقام
........................................وعقوا عنه مستور الحجابي
يدناله إلى حق الظعين
..........................................ابو فطرين مصبوغ العلابي
وسيع الصدر ما هو بالعيون
..........................................إيلين الفرش واباها الموابي
تواما مثل كتفان الجراد
........................................عيالٍ ذا يطف أو ذاك دابي
راشد بن سالم بن عبد الرحمن بن جبران السويدي ، و الخضر لقب لأبيه…لقب به لسمرة خفيفة في لونه، اشتهر به شاعرنا حتى بات لا يعرف إلا به. توفي والده و هو في الثامنة من عمره.. و ما هي إلا سنوات قليلة حتى ودعته والدته ليبقى في كنف ابن عمه ناصر بن سلطان بن جبران، مع شقيقه الذي يكبره بسنتين عبد الرحمن الذي لم تمتد به الحياة إذ فارقها و هو لم يتخطى الثامنة عشرة من عمره. هذا و قد تأثر الخضر بالجو الأدبي المحيط به، فوالده هو الشاعر سالم بن عبد الرحمن بن جبران، و أبناء عمومته الشاعر ناصر بن سلطان بن جبران، و الشاعر راشد بن محمد بن جبران. كما أن إمارة عجمان بطبيعتها تربة خصبة…تفتحت بها الكثير من المواهب الشعرية ، نذكر منهم:ماجد بن على النعيمي ، ناصر بن محمد الشامسي، راشد بن ثاني…..و آخرون غيرهم.. و لم يكن الأمر يقتصر على شعراء عجمان فحسب.. بل توافد شعراء الإمارات الأخرى جعل من عجمان منتدىً ثقافياً شعرياً يرسل عبر الأثير…القصيدة على أنها اللغة الشعبية المتعارف عليها. لازم " الخضر" ابن عمه ناصر بن جبران الذي كان يمتهن تطريز البشوت ، فتعلم منه تلك الصنعة ، و أخذ يساعده فيها .. إلا أن القدر لم يمهله كثيراً، حيث ودعه ابن عمه هذه المرة..رجلاً..أخذت منه الحياة الكثير…فلم يحزن و لم ييأس ، مارس الصنعة التي تعلمها من ابن عمه ليتكسب من ريعها، لم يطل المقام بالشاعر في وطنه إذ أن للأقدار في حكمها شؤون حيث كان لموقفه تجاه بعض أهل العلم في عجمان تأثيراً سلبياً على مجريات حياته، فقد أغلظ بعضهم على المتكاسلين عن أداء الصلاة في أوقاتها، الأمر الذي حمل الخضر على كتابة أبيات من الشعر التي يعرض فيها بهؤلاء العلماء، و حين بلغ الأمر الشيخ راشد بن حميد رحمه الله، -و قد كان معروفاً بشدته في التمسك بأمور الدين، و عدم تساهله في ذلك- فما كان من سموه إلا أن استدعى شاعرنا الخضر إلى قصره و هدده بإنزال أقصى العقوبة به إن صح ما نقل إليه عنه، إلا أن الخضر أنكر ذلك.. سافر بعدها الخضر إلى البحرين…و هناك اتصل بحاكمها الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ، وكان مشهوراً بالكرم و حسن الضيافة و دماثة الخلق….فامتدحه شاعرنا…قائلاً:
حب الأحبة شاغـلي@من كل شغل يعمــل
سقني المدام و غـن لي@و بذكرهم لا أبخــل
بيني و بين معاضـلي@ حمد ابن عيسى الفاضـل
ظل..شاعرنا.. زماناً في البحرين… وصادف زيارة صاحب السمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي للبحرين..وهناك التقيا وهنالك أنشده قصيدته التي نذكر منها:
إذا هبـيت يا شرتا المطالع@عسفت النبت لي ف القلب طالع
أراجب عن يميني و الشمايل@و أعيد النظر صوب الشرق اطالع
مسامع للحضر جلت و ملت@من البذى السنتهم ما استملـت
تـدوق شرعهم بالجذب ملت@و حجي الصدق عنهم دوم ضايع
فقال له الشيخ: إن الجماعة في بلدك عجمان ينتظرون قدومك.
وسوف اترككم مع احدى روائع الشاعر .. قصيده بعنوان الشعر حكمه
الـشـــعر حــــكمه وفـــنه يـــحــــــــكما @ بالاحــــكام الــــواعية وبـلا نعس
فــي الأرض راسي وفروعه في السما @ غــير بثلــوج النــســايم مـا يمـس
بالـــقـريحـــة ينـــسقى مـــن غــير مـــا@ تايه و رويــان لو مــا بــه خـرس
يـــعــجب الـــزراع حـــسنه لـــي نـــما @ ظــل كاســات دهـاق وريـف نس
ومن زرع لعلام مــع حــامـــي الحـــما @ نجـــني اثماره ونشكر من غـرس
قمت اتـــله قـــمت اهـــزه لاجـــــل مــا @ اجنــي اثمـــاره من الغدر ابهوس
خـــذ مـــثايل مـــن مـــجرب بـــعد مــا @ صــيد فــخ و ليــخ في بحر ويبس
ومــــن تخــــرج مـــن دروس العــلــما @ ولا درس ديـــــنه كأنـــه ما درس
مـــا نـــقول احــــزن وعــــيش امغندما @ لا ولا نرضـى المهانه ولا النعس
أدر كــاســات الـــطرب حـــالي ومــــا @ واقهوه ولي خـــسه الله اخـــتسس
اتـــرى قـــول النـــاس يـــشري ويـولما @ بــين نعــم وبيــس شــتان النــفس
الـــوطـــن والـــوالـــديــن الاكـــرمــــا @ شيـلهم لو حافي لو رمضا ودهس
واحـــــمـد الله واشـــكره يوم انـــعــمــا @ بحـكم زايـــد على الـــكرسي يلس
ســيد الشجـــعان واكـــرم لــــكـــرمــــا @ عاهــلٍ واســم الله لعظم له حرس
ان تبـــسم كــــل شــــي اتـــبـــســــمـــا@ والمبـــاسم تستـــقـــيل اذا عبـــس
ضـــاقـــت الدنـــيــا بجـــيشــه مثــلـــما @ ضــاق صدر الضد عن رد النفس
ان عطـــا.. طــوفـــان نــوح إذا طــــما @ جوده طامي دوم والنوحى يبـــس
لا مـــعـــن لا جــــعــفــرٍ لا حـــاتـــما @ لا البحر لا الذاريـــات أم الكنــس
والخـــتم صـــلوا علـــى أحـــمد عـــدما@ نبصر السامع ونســـمع من رمس
أو عــــــدد ما قــــــال اّه مــــــــيتـــما @ عــــد دق العـــود أو رن النـــقس
حياته
عاش راشد الخضر حياته عازباً ولم يرغب في الارتباط بزوج له ما أثار عندي سؤال محير هو:
“هل كان الخضر سيتزوج من فتاته علياء لو ساعدته الظروف وهيأت له ذلك ؟”، في حين أن أغلب قصائده تدور موضوعاتها حول قصص العشق والغرام، إلا أنه آثر حياة العزوبية وربما كان ذلك بدافع الخوف من تكرار المآسي التي خبرها منذ طفولته.
وكانت تكفيه التجارب السابقة مع الناس الذين ودعوه ورحلوا عندما كان في أمس الحاجة إليهم.
فيما يذهب آخرون إلى أن الخضر لم يرد الارتباط لسبب أنه كان يعشق الجمال ويفتتن به وفضل أن يكون حراً طليقاً كالطير ينتقل من شجرة إلى أخرى يترنم ويتغزل بجمال الزهور والنسمات.
ويدلل أصحاب هذا الرأي على قولهم هذا بالأبيات التالية للشاعر:
دنّقْ أو دنّقْ قلبي اوياه
فز او قعد قلبي محلّه
وحكاية هذا البيت أنه في أحد الأيام كان الخضر ماراً بمنطقة من المناطق ودعاه أحد معارفه ليحل ضيفاً عنده وبينما هو جالس في المجلس وإذا بفتاة تدخل عليه تحمل من صفات الجمال الشيء الكثير، جاءته بالضيافة فأعجب بها الشاعر وأنشد قصيدة يتغزل بجمالها كانت بدايتها البيت السابق.
وفي قصيدة أخرى يقول:
أنا بين شبكين أبقى
أشبك العمل أم أنت ناصبة شبكا
حميتك يا شبك الشوارع قادر
فمن يحمني من شبك جفنٍ له هتكا
البيتان السابقان من قصيدة للشاعر راشد الخضر نظمها بينما كان يعمل حارساً لمستودع مسيّج وبه معدات تابعة لاحدى الشركات فمرت من خلف ( الشبك ) السياج فتاة جميلة أعجب بها الخضر وتعلق قلبه بها فنظم هذه القصيدة.
“ونّات” الخضر:
ونّيت وكنّي في بساتين لشعار
ونيت يوم الليل عسعس
نار الهوى تسطي بلا حرق
متشوفني م القلب ونّان
ونيت وانيوم السما ابزاغ
ونتي تلجم يرح قلبي
ونيت من قلبٍ امعطل
يا مرحبا ونّه على البال
أهلاً وسهلاً قلت ونيت
ونيت من قلبٍ عليلٍ ولا له
كانت تلك بعض “ونّات” الخضر وكأنه تنبأ بما سيحدث في المستقبل وتوالت بعدها “الونات” في القصائد الباقية و”الونة” في اللغة من الأنين ولكنها تلفظ بالعامية “بالونّه”، يقال يوّن من شدة المرض أي يئن من شدة المرض.
احدي قصائد راشد الخضر
وهي كانت في مدح المرحوم الشيخ راشد بن سعيد ال مكتوم
إذا هبيـت يــا سـيـد الشـراتـي
تبهنـس بالبسـيـس أو بالشـراتـي
إلـى دار الوصـل تجـري سفـنـا
دبـي اللـي بهـا اتـرف انشراتـي
شرات دبي مـول ابـلاد مـا شـي
ولو سارت فلك فـي البحـر ماشـي
لصارت مصر قلص امـن المواشـي
أو باجـي البلـد للبـرد ادفعـاتـي
أرى الدنيـا بيـد هــل بوفـلاسـا
مليـه أو غيرهـم أيــده فـلاسـا
إلا هـي لـي بهـم أحسـن فلاسـا
ولا كــدر كــووس صافيـاتـي
خليـج اعمـان هـم ظلـه وسـوره
ابصلح أو حرب درسو كـل سـوره
ضعاف الطير في الجـو أو نسـوره
شبـاع منهـم أو وحـش الفـلاتـي
هم القصد أو فضلهـم ليـس ينسـى
وثـوب المـدح فيهـم دوم ينـسـى
إذا ســارت سرايـاهـم وينـسـى
عـيـون الله عليـهـم لا يحيـاتـي
صــلاة الله وتسـلـيـم سـعـفـا
عـدد فـرد أو صـوان أو سعـفـا
وعدد ما الحاج بالمروى سعـى فـا
لبـا عالهـادي نبـي المعجـزاتـي
تنقل الخضر بين إمارات الخليج..عمان ..البحرين السعودية .. قطر .. الكويت .. و ذهب إلى اليمن.. و سوقطرة .. إلا أنه عاد أخيراً إلى عجمان. عاش أعزباً .. وقد يكون ذلك لرؤية خاصة به.. و كان ضمن مجموعة من أهالي عجمان الذين انتقلوا إلى منطقة بور سعيد في دبي عام 1963..و لم يلبث هناك إلا قليلا ثم انتقل إلى الشارقة..حيث أقام بها ردحاً من الزمن ثم لم يلبث أن عاد إلى عجمان..و هناك توفي الخضر –رحمه الله- حيث أحب..
في يوم الأربعاء .. الموافق 22 من أكتوبر 1980م
هذه لمحة بسيطة من حياة هذه الشخصية المميزة التي تركت اضافة واضحة الى شعرنا الشعبي في دولة الامارات، هذه الشخصية التي انطفأت شعلتها في يوم الأربعاء الموافق 22 / 10 / 1980م وإلى الأبد بعدما كانت تسجل واقع الحال كشاهد عيان على أحداث ذلك الزمان.
لد الشاعر في ضاحية الحيرة بالشارقة في عام 1887 م ، في عهد الشيخ صقر بن خالد القاسمي حاكم الشارقة آنذاك ، وقد اعتبره فالح حنظل صاحب " حوليات المفصل في تاريخ الإمارات " من أعلام الإمارات في الشعر الذين ظهروا في العقد الأول من القرن العشرين ، بجانب مبارك بن سيف الناخي في الشارقة ، وسعيد الهاملي وأحمد بن خصيفة ، وعلي بن قمبر في أبوظبي .
وقد ولد في عائلة ميسورة كانت تعمل نواخذة للسفن ، أو طواشين أي في تجارة اللؤلؤ . وقد تميزت هذه العائلة باهتمامات عالية بالشعر والأدب ، وقد كان والد الشاعر وجده لامه وجدته لامه شعراء .
تميزت عقلية الشاعر بالموهبة الجلية ، مع شغفة بالعلم والمعرفة والاطلاع ، كل ذلك ساعده لان يعمل خطيبا ومعلما متطوعا .
كون مجلسا أدبيا في بيته ، يؤمه الأصدقاء من أعيان ووجهاء المجتمع في الإمارات ، وكانت تأتيه الصحف والمجلات من مصر ومكة المكرمة وبغداد وبلاد الهند ، ومن هذه الصحف الفتح وأم القرى والإصلاح والروائع والإخوان المسلمون والاخوة الإسلامية والمنتدى والمصور وآخر ساعة ، وقد قام الشاعر بتجليد أعداد من مجلة المنار لرشيد رضا . وقد ضمت مكتبته مجموعة نفيسة من الكتب . ومن نباهته وتفوقه مشاركته لمعلميه وشيوخه في قراءة المجلات والصحف مثل مجلة الفتح التي كانت تصدر في القاهرة ومجلة أم القرى التي كانت تصدر في مكة المكرمة ، ومن المكونات الثقافية لدى الشاعر المذياع الذي كان يمده بالأخبار .
جمع شعره في ديوان نداء الخليج ، وقد جمعت فيه 185 قصيدة ، تتحدث في الموضوع الوطني والقومي والإسلامي والعالمي ، علما بأن له ديوان شعر مخطوط مكتوب بخط سالم بن كنيد ، الكاتب الخاص للشاعر ، حيث قال الشاعر في مقدمة ديوانه المخطوط " هذا ديوان فيه ما نثرت وما نظمت ، وما أخذت من النظم والنثر ـ والسلام .
ومن شعره في الرثاء ، رثاؤه سعد زغلول الزعيم المصري المشهور :
فابعث بكل بلاد منك زغلولا
ما فقد زغلول خطب يستهان به
فضمها قوة واستأصل القيلا
لاحت له مصر أحزابـا مقطعة
فتى يعد قرين الظلم مسؤولا
لا يوقظ الشعـب إلا ماجد ثقـة
ومن شعره الشعبي النبطي في الردح أي الغزل :
قلبي شرى ذهـن القطـامي
من العام يا زينات الأوصـاف
مـرة وكـم حلـق وحـام
يا ما قعـدت في راس مشراف
يختـال جنحــات الحمـام
لو طاف به من الخلق ما طاف
لأروي قصيـرات الحـزام
الفايجـات العيـن لــولاف
به زامطـن ريش النعــام
وإن يـرف والريـش زفاف
+++++++++++++
تَحيةً إلى الأدباءِ العَرب
لمناسبة توزيع جائزة سلطان العويس عام 1994م
أميرتي مَوطِنَ الأحرارِ يا بلدي فيكِ استَقيتُ من التاريخِ ما عذُبا
إنَّ الإماراتِ في إيحائِها نَغَمٌ فاشدوا كما شِئتُمو يا أيّها الأدبَا
ليست لدينا سجونٌ دونما جُرُمٍ ليست لدينا عيونٌ تفتري الكذِبا
إنَّ الإماراتِ تلقاكم مُحيّية فَأنتمُو نُخبةٌ قد طالت الشُّهبا
ناضلتمُو بِحروفِ الضادِ في زمنٍ قد كان جَمعكُمو مِنْ مُرِّهِ شَرِبا
يا قادةَ الفكرِ فينا دون توريةٍ هاتوا لنقرأ ما قد قيلَ أو كُتبا
كُلٌّ يباهي بما قد نَالَ من غَزَلٍ ومَدحُهُ مِنْ لسانِ الناسِ قَد غُصِبا
ألم تَكُن أغنياتُ القَهرِ واضحةً تُهدّد الفكرَ والقرآنَ والكُتُبا
فِرعونُ حاورَ موسى في تأَلُّههِ ولم يقلْ رَبُّكم اخضع لِما وَجَبا
قد قال والسيفُ لم تُبرزهُ سطوتُهُ وإنَّما كلماتٌ تَحملُ العتَبا
ألَمْ نُرَبِّكَ فيما بينَنا وَلداً ألم تَرَ أنني يوماً دُعيتُ أبا
فإن بَغَيتَ فإنّي ناظرٌ وغداً سَيُحشر الناسُ والعَليا لمن غَلبا
بكُلِّ عطفٍ يناديهِ لِيَرْدعَهُ وحكمةُ اللهِ أمرٌ يقطعُ السَبَبا
واليوم يلقى حوارُ الفكرِ مذبحةً واليتمَ والقهرَ والتَّشريدَ والسَّغبا
لم يدر من قال حقّاً كيف مضجعُهُ إن دُقَّ بابٌ تراهُ ممعِناً هَرَبا
مِنّي إليكم سَلامٌ كلَّما خَطَرت مِنَ المفكّرِ آيٌ تُوقظُ العَربَا
سلطان بن علي العويس
21/3/1994
غزليّة
أهديكِ شِعري والحياةُ قصيــدةٌ لوَّنتُها بـمَحبّتـي وَوَفائــي
لولا جنونُ الـحُبِّ ما عُرِفَ الهوى يوماً ولا سُلْطانُ في الشعــراءِ
4/11/1998
صبابة في الهوى
قالت ألِفْتُكَ قُلتُ الـحُبُّ ألَّفَنا قالت فَديتكَ قلتُ الروحُ للفادي
قالتْ أتذكرُ؟ قلت: الوعد أذكرهُ لـمّا رأيتُكِ كان الوعد ميلادي
كُنتِ الأمانيَّ في روحي لأكتُبهَا بمدمعِ العينِ يا تتويجَ إنشادي
ماذا سأكتُب هل حَرْفي تُفسرهُ تَرنيمةُ الـحبِّ في أفراح أعيادي
صبابةٌ في الهوى ظلّت تُسائِلُني أين الشفاه التي يُروى بِها الصادي
وقد انتقل الشاعر إلى رحمة الله تعالى عام 1959 ، إثر إصابته بحمى شديدة .
الشاعر راشد بن طناف بن فايز بن سعيد،
ولد في منطقة الذيد في الشارقه، حوالي سنة 1910م ، تربى في كنف جده ( والد امه)
_ (سعيد الصوايه) حتى بلغ السابعه من عمره .. انتقل بعدها الى مدينة الشارقه
مع اسرته ليبدأ في عالم الثقافه الاسلاميه لدى كل من المطوع عبدالله بن صالح
و المطوع عبدالله بن جربوع ختم بعدها القرآن الكريم ، فأصر والده أن يعلمه
الكتابه.. فأخذه الى الشاعر أحمد بن عبدالرحمن بوسنيده .. وبعد سنتين ،بدا في
الذهاب الى الغوص وعمره لم يتجاوز الـ (17) عاما ، ثم تزوج للمره الاولى فلم
يوفق معها فطلقها بعد سنه واحد من زاجه بها ثم تزوج الثانيه، الا ان سؤ طالعه
لاحقه ايضا ، فطلقها بعد عام ايضا من زواجه بها .. والثالثه توفاها الله وهي
تضع جنينا لم يكتب له البقاء .. حيث رحل معها .. أما الرابعه .. فبقت حوالي (25)
عاما ، حيث انتقلت الى رحمته_ سبحانه وتعالى _ عندما كانت تطوف حول الكعبه
الشريفه ، في موسم الحج عام 1975م .
سافر الى البحرين .. والسعوديه .. وأخيرا الى الهند للعــلاج ..
وكانت بدايته في الشعر وعمره لم يتجاوز الـ (25) عاما حينما حرك مشاعره
قوله لأحدهم ، وجهه الى صديق طفولته واستاذه ، ونواخــذاه الشاعر (عبد العزيز
بن دخين ) .. فشدا قائلا : ........
احتـــــــــــرك لولب من فـوادي ......... والشــعـــــر ينقاد لي فنـه
قمـــــــت ادير الفن بـــــالجادي ......... طـــاش لونا صرت مخفنه
عم واملا الجاش واجبـــــــادي ......... وانـــــــدفق بل ويري منه
سال و اسقى السيح والـــوادي ......... الصبـــــخ والرمل فاضنه
انبـــت اشيـــار بــــلا جـــــــادي ......... من فضل مــولاي منشنه
والعـــــــــــــــدو لي ياك متبادي ......... ينكسر لي شـــــــافنا جنه
المعلــــــــم بــــــــــــاول البادي ......... ايقايس الحـــملين والغنه
ينتظر في سير لعبـــــــــــــــادي ......... والجمـــــال ايصور قارنه
بــــــــــو سعود انته لي اسنادي ......... اليلــــــق لا تصير مرذنه
جـــــــــاوب اللي قابض الجادي ......... ما اييـــــا وش منه ومنه
في فــــريــــج السوق لا يمادي ......... ما يشوف الشمل لي منه
شكل راشد بن طناف ركنا في برنامجالشعر الشعبي ، الذي كان يقدمه الشاعر(حمد بن خليفه بوشهاب) من تلفزيون دبي الأبيض والأسود وكان يشدوا بقصائده
الساحره .. بين الحين والىخر .. كي تبقى رمزا لخلود ذكراه في عالم الشعر الشعبي
الاماراتي .. والى الأبد..
واليكم قصيدتين من احلى القصائد التي كتبها (تعتبر قصائد طناف من القصائد الهزليه)..
فشدا قائلا.. الاولى( والله والله )..
في الــمدرسه عني يدرس ......... يقــــــــــرى كتاب الألف والبي
خــــــــلانيه يالس واكرس ......... بمضـــغ لـــــحمهم ناضي وني
يــا مارس المهجه تمرس ......... تسحـــب وصدت القلب ب اللي
دمعي على الوجنه يخرس ......... حبـــــــــك بلاني يوم انا اصبي
لــــو شفتني شيبه وأفرس ......... وامــــــــــشي بعكازين وأرتي
والله والله مــــا تــــعــرس ......... ما دام راسي بــــــــاجي وحي
انـــا الذي ساجي واغرس ......... بيــــداركم خـــرفوا لـــي شوي
عيـــزت كم أطبخ وأهرس ......... ويـــــــــوم غرفوا ما بدني شي
كله كلـــــه ذاك المضرس ......... لــي يـــــــاي بخطوطه من دبي
واجف على بابي واحرس ......... مــــره افـــــــــــــج ومره ازلي
مـا دوق شراعي امترس ......... ولا نزل الفــــر من عن الـصي
تصبغني ابــــجذبك وورس ......... عييت عنـــــــــــــك وبتبع الفي
والثانيه ..( يا وليفي )....
ما قلتلك يا الغالي اطمــــــــــــن ......... خـــــــــــــل الدلع لا تصير بطران
أخـيـــــر اطــــــــاوعني وتستـن ......... لا تستـــــــــــــــوي خبله وشيطان
مـــــــا ريت لي فيكم حسن ظـن ......... غـيـــــــــر الرفاس وعض اللسان
قـــــلبي عـــــــــــليكم دايم يحـن ......... وانتــــــــــــــــــه قليبك هوب حنان
اتشوف عمرك في الوزن طــن ......... شـــــــــــــايب ووزني سبعة أطنان
يتــــــــــــــك النفيعه سقط وجن ......... والبنـــــــــــــــــك لك مملاي نيطان
حبـــــــك كمنجه فـ الحشا ايرن ......... ويــــــــحرك اوتــــــاري والاشجان
يــــــــــــا وليفي يا صغير السن ......... لا تـــــــستوي لــي دوم منــــــــــان
ان ييــــــــــت صوبك ريتك تون ......... وان سرت ترقص جنك حـــصــــان
خـــــــــذت التذاكر .. قوم بنسن ......... ويــــــــاك بتــــــــــــزبن فـ لبنـــان
غــــــــــــربي يبل بيروت بسكن ......... هنـــــــــــاك لا حاسد وونـــــــــــان
ويـــــــــــن المدافع دومها تحن ......... لا تخــــــــــــــــــــاف متدرب وفنان
علـــــــــــــى نبي الانس والجن ......... صلــــــــــــوا عليه من نسل عدنان
كما صور بداية العشق حيث تبدو الكلمات ولهى مليئة بالأحاسيس الصادقة والشكوى فقال:
وبعد ان هجرته محبوبته, ولازمه الهم من جديد, ذهب يخاطب أم محبوبته راجيا منها ان تأتي زائرة لتطمئن قلبه المغرم بأحوال العزيز الهاجر:
يا أم الروح وش وياج
جودي أبوصلج ريحته فيج
ولي من وصلتي جنة أوياج
ممنون, ببشارة وبعطيج
وفي محاولة للحفاظ على كرامته التي أهدرتها معشوقته تفجرت ثورته في قصائد من العتاب يقول فيها:
يا نور عيني صابك اغرور
والشي متوضح بيانه
دومك جذوب اتلف واتدور
للمكر عندك درفانه
لم يترك الشاعر بن طناف بابا يستطيع تصويره الا وطرقه, ونقل لنا من خلاله صورة من حياته, فكما صور لحظات العشق والجفاء وعبر عنها بأحاسيسه المشبعة بتأثير البيئة التي تربى وعاش فيها والتي رسمت سمات شعره, نجده يصور حالة اخرى حيث دون مشاعره أثناء تأدية فريضة الحج ودعوته لصديقه الحميم ورفيق درب الكلمة محمد بن علي الكوس إلى مرافقته:
يا بو علي ليتك أويانا
بتشم وتحصل أجر غير
باتسكن الجنة احذانا
وياقوت خله م المخاسير
ولم تفت الشاعر ــ الى جانب ما سبق من اسهاماته الشعرية في العديد من المحاولات ــ فرحته المشاركة في الاحتفالات الوطنية والمناسبات القومية فقد حيا الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 قائلا:
ألف الفت الكمال
أسد الهيجا جمال
وقعوا خبث العمال
تحت ضغط ولهب
كما مدح أصحاب السمو شيوخ دولة الامارات وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة:
كم منزل أسس لسكان ها الدار
وكم أسس اجيوش ودرب سرية
ويا بو خليفة يا حمى الشعب واليار
حشت المعاني والخصال الزكية
من أشعاره هذه القصيدة التي ألقاها في الشاعر عبدالعزيز بن ادخين:
احترك لولب من افوادي
والشعر ينقاد لي فنه
قمت أدير الفن بالجادي
طاش لونا صرت مخفنه
عم واملا الجاش واجبادي
اندفق نل ويرى منه
سال واسقى السيح والوادي
الصبخ والرمل فاضنه
انبت اشيار بلا جادي
من فضل مولاي منشنه
والعدو لي ياك متبادي
ينكسر لي شافنا جنه
المعلم بأول البادي
ايقايس الحملين والغنه
ينتظر في سير لبعادي
والكمال ايصور قارنه
بو سعود انته لي اسنادي
اليلق لا اتصير مرذنه
جاوب اللي قابض الجادي
ما ايياوش منه ومنه
في فريج السوق لا ايمادي
ما يشوف الشمل منه
بعض اشعار بن طناف الصوتيه
العقل غافي
الحب فشعني تفشيع
البارحة
الليل عس عس
الخرابة
الملا اذهالي
كم يريت الهوا
رساله
يوم أنا في المهد
أهواك
هاض مابي
رحم الله الشاعر راشد بن طناف فقد عاش ساخرا ومات وفيا للشعر فقد نظمه في سنوات مبكرة وظل أنيس عمره ورفيق وحدته حتى وافته المنية أواخر أيام عيد الفطر عن 88 عاما
الشاعرة : موزة بنت جمعة بن هندي المهيري
ولدت الشاعرة في سنة 1900م على وجه التقريب ، ولا تزودنا الروايات الشفوية المتاحة بأية معلومات تفصيلية عن ولادتها ونشأتها الأولى .
وتذكر الروايات الشفوية أن للشاعرة خمسة أخوة هم حمد وعلي وغدير وعتيق وخميس ( والد الشاعر الشعبي المعروف محمد بن خميس بن هندي ) ، كما تذكر أن لها أختين .
وكانت الشاعرة قد حظيت برعاية والديها ، ونشأت كما كانت بنات جيلها ينشأن ، نشأة عربية إسلامية أصيلة ، ترفدها الثقافة الشعبية الشفوية التي تقوم على الإلمام بمفردات التاريخ المحلي للمنطقة ، ومعرفة سير أعلام المجتمع ، وحفظ شيء من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر الشعبي مما يتصل بالأخلاق الحميدة والخصال الكريمة التي كان ينشأ عليها القوم .
ولما بلغت الشاعرة سن الزواج تزوجت من حارب بن سيف العميمي ، وأنجبت له ابنين وأربع بنات ، وقد عاشت مع زوجها وأبنائها وبناتها متنقلين بين مناطق مختلفة ، بين الخصوب وبراق ، وبدع المغني وغيرها .
وكانت أسرتها تقيم وقت القيظ في نخيل والدها جمعة المهيري في منطقة المعترض بالعين .
وكان زوجها يعمل في مهنة الغوص التي كانت مزدهرة في الإمارات ، في النصف الأول من القرن العشرين ، وقد توفاه الله في إحدى رحلاته ، مما ترك أثر كبيرا في نفسية الشاعرة ، وجعلها تمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة ، تحملت في ظلها مسؤولية كبيرة ، بعد أن كانت قد عاشت هي وأسرتها في رغد من العيش بفضل ما كانت توفره مهنة الغوص من دخل طيب .
وقد استطاعت الشاعرة موزة بن جمعة المهيري بحكمتها ، وتدبرها وقدرتها على التصرف أن تتجاوز الصعاب ، وأن تحافظ على مستوى معيشة أسرتها ، وأن تربي ابنيها وبناتها تربية عربية إسلامية أصيلة ، حتى غدوا رجالا وغدون نساء فاضلات .
ولقد استقرت الشاعرة منذ فترة زمنية بعيدة في مدينة العين ، في رعاية ابنيها وبناتها وأحفادهم .
تجربتها الشعرية
تشير الروايات الشفوية إلى أن الشاعرة موزة بنت جمعة المهيري كانت قد بدأت نظم الشعر في مرحلة مبكرة من حياتها ، وأن نتاجها الشعري لم يكن قليلا ، غير أن أكثره ضاع ولم يصل إلينا لغياب تدوين الشعر الشعبي وتوثيقه في الوقت الذي نضجت فيه موهبتها الشعرية وانتشر شعرها بين الناس على ألسنة الرواة وحفظة الشعر ، كما أن كثيرا من هؤلاء كان قد انتقل إلى رحمة الله تعالى ، فضاع ما كان ينفرد لحفظه من الشعر الشعبي ، ومنه شعر الشاعرة .
وتكشف الأخبار ومناسبات بعض القصائد عن أن شعرها قد انتشر بين الناس ، لما تميز به من سهولة وصدق ، وحظي باهتمامهم وتقديرهم ، حتى غدا الرواة يتناقلونه ويتدارسونه في مجالس السمر ، ضمن ما كانوا يتسامرون به من الشعر الشعبي الذي يشكل عنصرا مهما من عناصر الثقافة الشعبية .
لقد توافر على نقل شعر الشاعرة موزة بنت جمعة المهيري وإشاعته بين الناس عدد من رواة الشعر الشعبي الإماراتي وحفظته ، كان في مقدمتهم السيد راشد بن سيف بالحايمة .
إن من يقرأ شعر موزة بنت جمعة المهيري يجد أنها تميل إلى الطبع في نظم الشعر ، وهو طبع بعيد عن التكلف والصنعة ، وقد يصدر أحيانا عن البديهة والارتجال ، ويبعد عن التحكيك المبالغ والصنعة المعقدة وتكلف القول .
وتكشف الشاعرة في بعض قصائدها عن مفهومها للشعر ووظيفته ، فهي ترى أن الشعر تعبير فني عن المعاناة الذاتية والتجربة الشعورية ، وأن العملية الإبداعية صعبة ولا تأتي في كل الأوقات تقول في إحدى قصائدها :
درب الشعر مرقاته تعيب ولا له على قلبي طرايات
ولقد تعددت دوافع نظم الشعر عند الشاعرة موزة بنت جمعة المهيري وتنوعت البواعث التي تدعوها إلى نظم القريض ، وقد ذكرت الشاعرة نفسها أن الشعر لا يواتيها في كل حالاتها على سنن واحدة ، ولا في كل الأوقات ، فللوقت فعاليته في نظمها الشعر ، حيث تقول في إحدى قصائدها :
تو الشعر في خاطري زان توه لفا وافتج بابه
وما لم يكن الوقت مواتيا أو باعثا على نشاط القريحة وتدفقها غدت معرضة لأن يرتج عليها قول الشعر .
ويظهر لنا أن مما كان يفتق موهبة الشاعرة المناظر الحسنة والمطر المتدفق ، وهديل الحمائم ، والاحتفاء بالمناسبات الاجتماعية المختلفة ، وتكشف بعض قصائدها أن هناك دواعي أخرى تتصل بعاطفة الشاعرة اتصالا مباشرا ، كالفرح والسرور والأسى والحزن وغيرها ، وإلى ذلك تشير بقولها :
درب الشعر تركته وسار وأعفيتله دربه بيايور
والبارحة في خاطري دار رحبتبه وأعطيته الشور
من كثر ما ياني من البار ودموع عيني هلت عبور
وكان بعض المعجبين بشعرها من أبناء المجتمع المحلي ، وأصدقاء أسرتها ومعارفها يحركون قريحة الشاعرة بأن يختلقوا خبر قصيدة يزعمون أنها قيلت فيها ، أو قضية ما يدركون أنها ذات أثر كبير في نفسها ، ومن ذلك أن السيد راشد بن سيف بالحايمة الذي كان يروي شعرها وينشره بين الناس ، كان قد أراد أن يثير قريحة الشاعرة ويدفعها إلى نظم الشعر ، مستغلا حبها لشجر الغاف وتعلقها به ، فنقل إليها خبرا مختلفا فحواه أن الرياح الشديدة والسيول الجارفة قد اقتلعت عود ( غاف ) بوهرمه فهاجت عاطفة الشاعرة وتوقدت قريحتها ، ونظمت قصيدة في بكاء شجر الغاف والتحسر عليه .
محاور شعرها
لقد تعددت المضامين التي دارت حولها قصائد الشاعرة التي انتهت إلينا ، ويمكن أن نجملها في ثلاث محاور رئيسية :
1- الوجدانيات
2- المجتمع الإماراتي وأحواله
3- البيئة الطبيعية الإماراتية
الوجدانيات:
لقد كانت الشاعرة ذاتية في أكثر شعرها ، فنظمت فيما يخطر لها ، وفيما يعبر عن أحوالها ، كما اتخذت شعرها وسيلة لترجمة مشاعرها الذاتية وعواطفها النفسية ، وعرض معاناتها الشخصية ، ومن ذلك الحنين إلى الماضي ، وأيام الصبا ، والتحسر على ذهابها تقول :
ولو غدت قصمة عراجيب ما جنها مرت لها أوقات
جاد الزمان بعود وبطيب ترجع سنينه الأوليات
ومن ذلك أيضا شكواها المرض الذي ألم بها ، وما كان من سوء أحوالها الصحية وذهاب أيام عمرها ، وضعف بنيتها ، واشتعال رأسها شيباً ، إنها تصور حالها ولواعج نفسها المتصدعة بوقع المرض تصويراً دقيقا ، تقول :
ما ينحسب شب ويا شيب وأنا زماني خطف وفات
ومن ذلك شكواها تقدم السن والمرض الذي ألم بها ، مما حال دون تواصلها مع صديقاتها ومعارفها ، ومن ذلك قولها مخاطبة ابنها سعيد شاكية ما حل بها ، فهي لم تذق طعم النوم ثلاثة شهور ، ولم يعد شرب الدواء يفيدها :
ان سلتني الحال يا سعيد حالي عبر وأربد سمحان
ما خذ ثلة أشهر مياريد النوم ما غضت به إعيان
شرب المحو ما فادني فيد ولا نوا عوقي ابريان
وتعبر الشاعرة في كثير من قصائدها عن معاناتها الكبيرة نتيجة بعدها عن أصدقائها ومعارفها ، وتكشف عن أحاسيسها ومشاعرها الصادقة تجاههم ، وتتمنى أن يمد الله عز وجل في عمرها لتنعم برؤيتهم ، تقول :
إن جان طول عمري أريد باشوف حياتي والأوطان
اللي بهم يستامن سعيد واللي لهم القلب سكان
وتعبر الشاعرة في بعض قصائدها عن لوعتها ، وما تجده من حرقة وشدة حزن لفقدان بعض الأهل والأحبة ، ومن ذلك ما نظمته عند سماعها خبر وفاة زوجها ، حيث تقول مخاطبة إحدى بناتها :
نهار ما يتنا الخباير جمت الصبر وآجنت بالله
الريل باتت في ملايل والقلب على نار موراه
الراس سويته يدايل والعين حطت فوقها غطاه
والعين لي سوت مخايل ومن العبر ما وقف ابجاه
يا زم رجوعه م المحايل وعليه ياما طول فرقاه
وتكشف بعض قصائدها عن حبها للناس ، وهو حب صادق أصيل فطرت نفسها عليه ، ومن ذلك تعبيرها عن فرحها الكبير بعودة الماء في بئر بوهرمه بعد انقطاع ، مما أعاد الحياة إلى المنطقة المحيطة به ، وكثر ترداد الناس إليها بعد طول توقف ، طلبا للماء :
جيت متنومس وفرحاني يوم بيري كثرت وروده
ويروي منه كل عطشاني وكل مضمومة ومرغوده
واتسمت الشاعرة بإكبار قيم الجوار والدعوة إلى التعلق بها والمحافظة عليها ، وقد بدا ذلك واضحا في كثير من مقطوعاتها الشعرية التي تتحدث فيها عن بعض العوائل التي كانت تربطها علاقات حميمة ، تقول :
جاري ولا أبيعه بالاثمان إن عاد متلني وأنا أتليه
كما اتسمت بالمحافظة على قيم الصداقة الأصيلة التي تربطها بعدد كبير من الناس ، ويبدو ذلك واضحا في قولها تخاطب ابنتها فاطمة عقب رجوعها من زيارة إحدى العوائل الصديقة لأسرتها :
يا فطيم يوم روحت عنهم تم دمع العين ذرافي
وتشكل الإخوانيات جزءا مهما في قصائد الشاعرة ، فقد مدحت كثيرا من الشواعر الصديقات لها ، وعبرت عن عناصر المودة التي تجمع بينها وبينهن ، وكشفت عن احترامها الكبير وتقديرها العظيم لهن ، ومن ذلك قولها عقب زيارة الشاعرة عائشة كليبوه إياها ، وما كان من عدم تمكنها من تلبية رغبة الشاعرة المهيرية في أن تمكث عندها حينا من الزمن :
ناس يثنون الترحاب لي عنديه غالين وأحشام
عسى عليهم يسجي صاب برق ورعد ومزون الغمام
وأدارت الشاعرة موزة بنت جمعة المهيري حديثها في الإخوانيات على الصفات التي تعد أمهات الفضائل ، وهي الكرم والجود والصدق والحمية ، وغيرها ، ويبدو هذا واضحا في ثنايا كثير من قصائدها .
أما المحور الثاني فكان حول المجتمع وأحواله المختلفة ، والتعبير عن عاداته وتقاليده ، والأعراف والأخلاق الحميدة التي تحكمه .
لقد حرصت على إظهار المضمون السامي المؤثر في حياة أبناء المجتمع ، لذلك نجدها قائمة على الترحال والتنقل طلبا للكلأ والماء بين الواحات والأفلاج المنتشرة حول مدينة العين ، أو الانتقال وقت القيظ واشتداد الحر إلى الإقامة في مزارع النخيل .
ومن العادات والتقاليد الاجتماعية التي تحدثت عنها وأشارت إليها نزوع الناس إلى الخير ، من خلال بنائهم الأمكنة ومراكز الخدمات العامة التي يستفيد منها المسافرون وأبناء السبيل والمتنزهون الذين كانوا يخرجون إلى بعض الطويان .
ومن ذلك ما أشارت إليه في إحدى قصائدها من أن أهل الخير كانوا يحفرون الطويان ( الآبار ) ليرد عليها الناس ، والبوش وسائر الحيوانات ، ومن ذلك أيضا ما نظمته بمناسبة حفر أحد أحفادها طويا في قرية غمض ، وقد رفعت الأعلام في الطرق والدروب التي تقود إليها ليستدل الناس عليه ، ودعت له بالمطر والسقيا على عادة الشعراء القدماء ، تقول :
جمعة مسوي عد ما ثور حق الذي بيسير كشات
يينا وسويناله انشور وعليه عدلنا بنيات
يالله عسى تسقيه لمطور ويعل امطره في كل ساعات
كما دعت إلى الالتزام بكثير من القيم السامية والأخلاق الرفيعة والمثل العليا التي عرفتها الأجداد والآباء ، وانحدرت إلى الأبناء والأحفاد عبر الزمن .
ودعت إلى الالتزام بآداب الدين الحنيف ، وتأدية الشعائر الدينية المختلفة لما في ذلك من بناء للشخصية وتهذيب للنفس ، ومن ذلك ما جاء في إحدى قصائدها من دعوة إلى صوم رمضان والحفاظ على تأدية فروضه وشكر الله تعالى على نعمائه ، تقول :
صلوا وصوموا في توهيب وتحمدوا يا ناس لله
صلوا فروضه في المواجيب وغبين يللي داس معصاه
وقدمت لوحات مختلفة لبعض مظاهر احتفال الشيوخ وأعيان المجتمع بالمناسبات الاجتماعية المختلفة ، مثل إقامتهم سباقات الهجن في مناسبات اجتماعية مختلفة كالزواج والأعياد وغيرها .
وقد ذكرت في كثير من قصائدها التي تتحدث فيها عن سباقات الهجن سلالات كثير من النوق العربية الأصيلة التي عرفها مجتمع الإمارات العربية المتحدة ، ومنها بنات الهدرة ، وبنات عرجان وغيرها .
كما تحدثت عن كثير من القيم العربية الأصيلة الراسخة التي توارثها أبناء الإمارات كإكرام الضيف ، والشجاعة والفروسية وغيرها .
أما المحور الثالث الذي دارت حوله قصائد الشاعرة المهيرية ، فكان حب الطبيعة والتعلق بها ، فقد كان لطبيعة منطقة العين الجميلة التي تكثر فيها الخضرة والأفلاج ، والطويان ، وتحيط بها العيون من جهاتها المختلفة أثر كبير في تكوين الشاعرة النفسي ، وفي تجربتها الشعرية ، إذ صارت الطبيعة جزءا من نفسها ، وتطبعت بمحاسنها ، فغدت لها طبعا متأصلا ، وملجأ ترتاح فيه ، لذلك كان الحديث عن الطبيعة جزءا أصيلا من تجربتها الشعرية .
لقد احتل الحديث عن الطبيعة في الربيع آو ان تفتحها وتجددها ، وتدفق الحياة من نباتها وأشجارها وطيورها وإبلها وحمائمها وغير ذلك من مكوناتها مكانة رفيعة في شعر المهيرية .
ويعد مشهد المطر من أكثر المشاهد الطبيعية بروزا في شعر الشاعرة المهيرية ، فقد تحدثت عن صفة الأرض حالة الجدب والقحط ، ووصف الأرض حال اخضرارها عقب نزول الغيث ، وقد اهتزت الأزهار والطيور والشجر .
ومن لوحاتها الجميلة التي رسمتها لعدد من عناصر الطبيعة ومظاهر الجمال قيها قولها في الحديث عن نباتات الإمارات البرية التي كست الربى بألوانها الزاهية ، تقول :
شب ادخنا حرشا ومخضار واشجار ربي كلها نور
وتعلقت الشاعرة بشجرة ( الغاف ) عود تعلقا كبيرا ، وأخذت تعدد في بعض قصائدها محاسن هذه الشجرة وفضائلها وفوائدها ، فهي تزين جبال الوطن وأمكنته ، ويقيم الناس في ظلها :
كم لي حلوه مياديله لي حسين وزين لجباله
كم غر جابع بشيله قد ليا وانزاح ف ظلاله
وحظيت الإبل والحمام دون سائر حيوانات بيئة الشاعرة بمكانة رفيعة في عدد كبير من قصائدها ، فقد تفاعلت مع هذه الحيوانات ذات القرب من الإنسان تفاعلا صادقا ، وشاركتها أحزانها ومعاناتها التي غدت أحزان الشاعرة نفسها .
ومن الأمثلة على ذلك أن الشاعرة كانت قد خرجت صباح ذات يوم للتنزه ، فسمعت نوح الورق أو الحمام فزعة من طلقات الصائد السيد غريب بن محمد ، فأحزنها ما رأت من معاناة الحمام ، وما سمعت من هديلها ، وأخذت الدموع تترقرق في أجفانها ، وكان أن أخذت عهدا على السيد غريب بن محمد بأن لا يتعرض للحمام مرة أخرى ، حيث تقول :
يا غريب الراعبي صاحي من صياحه هلت العينا
قال أنا صوبت بسلاحي وافترق شمل المحبينا
مرفجنه جانك تواحي ضرب ولد الراعبي شينا
وقد امتنع السيد غريب بن محمد عن الصيد وفاء لعهده ، غير أن صديقه السيد راشد الحفير لم يمتنع عن ذلك ، فأخذ يمارس هواية الصيد في منطقة العين الفايضة ، مما أغضب الشاعرة ، وأثار مشاعرها ، فقالت مخاطبة من نقل إليها الخبر المحزن ، ومحملة إياه رسالة للسيد راشد بأن يرأف بحال الحمام ، ويمتنع عن فعله ، ويحفظ بندقية صيده في صندوقها :
يا ساير بالخبر مصدوق بلغ سلامي لا تخفيه
الراعبي اتراه مرفوق قولوا لراشد لا يعانيه
جنه غتير وشله الدوق ينصا غريب وبايصافيه
حطوا سكوته وسط صندوق لا يتم لي من حل يرميه
إن حب الشاعرة جمال طبيعة العين ، وتعلقها بها ، قد جعلها لا تطيق حياة المدن ، عندما كانت ترحل إليها في سبيل زيارة الأهل وبعض الأسر الصديقة ، ومن ذلك قولها معبرة عن أنها ملت حياة الإقامة في مدينة دبي ، وأن روحها كانت تسافر وترحل إلى دار الأهل ومرابعهم في مدينة العين وضواحيها :
يا سيف مليت الحدادير ولا أشوف لي في الدار مصروف
مليت م النخرة والخوير ومن عزر نفسي لحجني حوف
في الليل روحي تندري طير كم شرفت في عدبن وطوف
ويكشف كثير من نتاج الشاعرة عن ارتباطها الوثيق بالمكان الإماراتي ، وتعلقها بمظاهر الجمال فيه ، وإذ هي لا تمر على الأمكنة والمواقع مر الكرام ، بل تتفاعل معها وما فيها من عناصر الجمال ، مثل كواكب ، وبوهرمة ، والساد وغيرها ، ولهذا تدعو بالسقيا ونزول المطر والغيث لهذه الأمكنة ، ومن ذلك قولها في شرف كواكب :
يعل ذاك الشرف سحاب ومن السماء يا رب هله
لي ساكنينه عرب أنياب متحذر عن كل خله
ومن قصائدها
قصيـــدة : هب السهيلي
هب السهيلـي يـاب ريعـانيــذكــر الـقـلــب الـعـلـيـلـي
ونيت مـا بـي زود نقصـانيـا غيـر بـي هـيـر طويـلـي
بــدو تعـلـت روس نجـيـانيسقـون م الـوبـل الهميـلـي
من مرعـد فـي الليـل دنـانمن عطية اللي هب بخيلـي
بشهـد بـلـن الـوقـت مـنـانلـي يـاب منسـوع اليديـلـي
غر ربـا فـي غرسـة عمـانيسقى من البجس الظليلـي
صـبـاه لا عــرق ولا شــانمحروز عن جمع الضويلي
لــه الثـنـايـا حـــب رمـــانواللـي خلـج مثـلـه جليـلـي
هاي السنة لا تقـول حـرانوغير السنة شـورك دليلـي
وغير السنة بنريـع سمـانشـقـر مــن الـظـلـة يفـيـلـي
وأن هب شرتا بريـح ذنـانعـلـيـك بـالـثـوب الهلـيـلـي
محلا مسيـر عنـد الأخـوانإن جـان روف ولا عييـلـي
يوم القمر وسط السما زانأول شهـر زبـن المسـيـري
والشـور مـن تـولاه خــلانكــــل عـلـيــه الله وكـيـلــي
قصيـــدة: بستان قلبي صابه الهيف
ذهبت الشاعرة إلى جميرا لزيارة ابنتها المقيمة في دبي وبقيت هناك مدة غير قصيرة ، لم يأت إليها أحد من أولادها لإعادتها إلى مدينة العين التي اشتاقت إليها كثيرا ، فقالت :
راشد بن عبيد العليوي بن حمر عين الظاهري .
ولد الشاعر في البادية الواقعة شمال غرب مدينة العين في سنة 1940م تقريبا .
تعلم وهو صغر على طريقة الكتاتيب في ذلك الزمن على يد المطوع جمعة ابن بخيت ، وكان يقيم في فترة الشتاء في المنطقة الواقعة شمال غرب مدينة العين " الفهاد ، ركنة ، بو سمرة ، أو هرمة ، البطانة " وأما في القيظ فكان يقضيه في منطقة القطارة .
وحين قام الاتحاد وبدأت النهضة العمرانية استقر به الحال في منطقة المسعودي ، وللشاعر زوجتان أنجب من الأولى ابنه أحمد وحين انفصل منها تزوج بأخرى وأنجب منها ولدين عبيد ومحمد وثلاث بنات .
عمل الشاعر في بداية حياته في جزيرة داس في حكم شخبوط بن سلطان آل نهيان ومن بعدها عمل في القوات المسلحة وظل بها حتى توفاه الله .
وعرف عن الشاعر الكثير من السجايا والأخلاق الحميدة كالكرم والتواضع والبشاشة والصدق مما جعله محبوبا لدى جميع من عرفوه ، وكان يمتاز شاعرنا بعذوبة صوته الجميل فلا يقول القصيدة قبل أن يتغنى بها وكثيرا ما يطلب منه أن يشدو ويغني في المجالس التي يحضرها .
ويذكر أن الشاعر قبل وفاته جمع ما لديه من شعره وقام بإحراقه .
توفي الشاعر في 16/9/1989م عن عمر يناهز 49 عاما في منطقة المسعودي .
هو : راشد بن عبيد العليوي بن حمر عين الظاهري .ولد الشاعر في البادية الواقعة شمال غرب مدينة العين في سنة 1940م تقريبا .
تعلم وهو صغر على طريقة الكتاتيب في ذلك الزمن على يد المطوع جمعة ابن بخيت ، وكان يقيم في فترة الشتاء في المنطقة الواقعة شمال غرب مدينة العين " الفهاد ، ركنة ، بو سمرة ، أو هرمة ، البطانة " وأما في القيظ فكان يقضيه في منطقة القطارة .
وحين قام الاتحاد وبدأت النهضة العمرانية استقر به الحال في منطقة المسعودي ، وللشاعر زوجتان أنجب من الأولى ابنه أحمد وحين انفصل منها تزوج بأخرى وأنجب منها ولدين عبيد ومحمد وثلاث بنات .
عمل الشاعر في بداية حياته في جزيرة داس في حكم شخبوط بن سلطان آل نهيان ومن بعدها عمل في القوات المسلحة وظل بها حتى توفاه الله .
وعرف عن الشاعر الكثير من السجايا والأخلاق الحميدة كالكرم والتواضع والبشاشة والصدق مما جعله محبوبا لدى جميع من عرفوه ، وكان يمتاز شاعرنا بعذوبة صوته الجميل فلا يقول القصيدة قبل أن يتغنى بها وكثيرا ما يطلب منه أن يشدو ويغني في المجالس التي يحضرها .
ويذكر أن الشاعر قبل وفاته جمع ما لديه من شعره وقام بإحراقه .
توفي الشاعر في 16/9/1989م عن عمر يناهز 49 عاما في منطقة المسعودي .
من قبيلة بني كعب الكريمة التي تقع ديارها في حوالي مدينة العين ، وتنتشر أفخاذها في أماكن متعددة من دولة الإمارات العربية المتحدة وعمان وغيرها من ديار العروبة .
ولد شاعرنا قرية ( شرم ) التابعة لبلدة ( محضه ) عام 1948 / ، وكان والده شاعرا ينظم القريض بالعامية وله مجلس يرتاده الشعراء وكان معضد يجلس معهم ويستمع إليهم ، فهوي الشعر وتعلمه ونظم أول قصيدة وهو في الثامنة عشرة من عمره .
دخل المدرسة القاسمية الابتدائية في الشارقة وعندما أنهى دراسته الإعدادية ذهب إلى بريطانيا لإكمال تحصيله العلمي ، غير أنه فضل العودة إلى وطنه لينصرف إلى أعماله الخاصة حيث تنقل وأقام في عدد من مدن الإمارات ، التقى فيها بأناس كثيرين واكتسب من مخالطتهم خبرة في الحياة ، ففاض وجدانه بأنغام وترانيم وقصائد كثيرة حلق من خلالها في آفاق الخيال .
اجتمع لديه مخزون جيد من الكلمات والتعابير والألفاظ صاغها شعرا وقافية تناول من خلالها عددا من الأغراض ، غير أن أكثر نظمه كان في الغزل والنسيب حيث عمرت قلبه وشائج العشق وأحواله ، وجاءت مناجاته عذبة تتغنى بجمال الروح والجسد ، وتحكي قصصا واقعية عن المرأة التي عشقها وربط صورتها بالمكان ، وأسقطها على الأماني والآمال فجاءت كلماته تحمل بعض المعاني الخفيفة الكامنة في نفسه وترك لمخيلة القارىء أن يستبطنها ويدركها .
لقد شاعت أشعار شاعرنا وأعجب بها المغنون والمطربون الذين وجدوا في عذوبة كلماتها وانسجام ألفاظها وإيقاعاتها ما جعلهم يترنمون بها ويتغنون .
هكذا عاش شاعرنا مع همساته وقصائده ، تؤنسه في وحدته إذ لم يرزقه الله تعالى بخلف رغم أنه تزوج مرتين ، إلى أن وافاه الأجل المحتوم الذي لم يمهله طويلا فقد انتقل إلى رحمته تعالى في عام 1994 م ، وهو في السادسة والأربعين من العمر .
والا خـيـالـه فــــي سـبـاتــي ++ يدنـي دلـع يشـدي بتطـريـب
يــا ويــل قلـبـي وحـسـراتـي ++ ويا شيب راسى قبل لمشيب
قصيـــدة : تاج راسي ( وهى اخر قصيدة كتبها الشاعر )
فـوق راسـي تــاج خليـتـك++ مـا بغيـتـك تلـمـس تـرابـك
وفي سويدا القلب ضميتـك ++ يشـهـد الله مــا تعـايـا بــك
وان زقـرت بصـوت لبيتـك ++ مرحبـا بـك قلـت حـيـا بــك
فـي اليهالـه اتحيـد ربيـتـك ++ كـم انـا اتريـا عـلـى بـابـك
مع مطلوع الشمس حييتك ++ اشرح اللي ما بي وما بـك
سعيد بن راشد بن سعيد بن عتيج الهاملي .
والهوامل من حلف بني ياس ، ولد في بطانة ليوا على 20 لكم من ليوا في محضر ( حوايا ) الذي ذكره في واحدة من قصائده ، وكانت ولادته عام 1875 م على التقريب ، وكانت وفاته عام 1919 م ، فعاش 44 سنة ، وتوفي دون أن يتزوج .
عرف عن هذا الشاعر كما برزت أشعاره صفاته وطباعه فقد كان محبا لوطنه ، وأكثر من ذكر مرابعها ومحاضرها ومواردها ومعالمها في أشعاره .
وعرف بن عتيج كذلك بالشجاعة والجرأة والإقدام ، وخاض غزوات كثيرة في حياته ، بل أنه قتل في واحدة من هذه الغزوات .
ويروى أن ابن عتيج كان يعد نفسه وجماعة من أترابه وأصحابه للثأر من غزاة كانوا هاجموهم من قبل ، ولم يكن لديه سوى قعود اسمه ( ابو سولع ) ولم يكن هذا القعود يصلح لأن يغزي عليه .
وفي ليلة رأى ابن عتيج في منامه انه قد ضرب بالرصاص فأصيب في صدره ، ورأى في منامه انه يضع يده على جرحه الغائر حتى أصبح يتنفس منه وفي الصباح أخبر صديقه أحمد بن بليد المتزوج من الهوامل بما رأى ، وأنه متشائم من ذلك ويشعر بأن منيته قريبة .
وكان لابن عتيج أخت أرملة ولها ابنتان هما موزة بنت مبارك وفرير بنت مبارك وكان المسوؤل عنهن ، فأوصى صديقه أحمد بن بليد بالبنتين وأمهما ، وفي الصفري توجه بن عتيج إلى ليوا وهناك صادف غزاة من المناصير ومن بني ياس وكان معهم قماش بن جديد المنصوري يكرب ناقة معروفة باسم ( الصفيره ) ، التي يملكها بن كنيش من الهوامل ، وكان قماش قد استعارها منه ليغزوا عليها وقد جهزها بكل ما يلزم الغازي من زاد وعتاد .
وكان ابن عتيج قد غزا من قبل على هذه الناقة التي كانت نذير شؤم لأن آخرين قد غزوا عليها وكان مصيرهم الهلاك ، ولكن لم يكن لدى قماش سوى تلك الناقة فطلبها بن عتيج منه ليغزوا عليها لأن قعوده لا يتحمل السفر والغزو والمشقة ، فقدمها قماش لابن عتيج بما عليها جاهزة للغزو ، بينما قعد قماش ولم يذهب مع الغزاة .
وقد حدث ما توقعه بن عتيج فقد قتل في هذه الغزوة التي وقعت على الأغلب في الأراضي العمانية .
عمل بن عتيج في أعمال عديدة في حياته فهو قد عمل في البحر والغوص فترة من الزمن أمدته بكثير من الصور البحرية ومشاعر الغاصة ومعاناتهم ، كما عمل برعي الإبل في المراعي المحيطة بمنطقته فعشق طبيعتها وارتبطت نفسه بها وانطبعت تضاريسها وتقلباتها السنوية في عقله وقلبه وظهرت في أشعاره ، كأرضية رائعة لقصص العشق والغرام والهجر واللقاء ورحلات البدو التي تجمع المحبين وتفرقهم .
كذلك عمل ابن عتيج جمالا ( يمال ) ينقل الناس المسافرين الذين لا يملكون المطايا من المحاضر إلى المرفىء في طريقهم إلى الجزر ، ومن المرافىء إلى المحاضر ، بما يتناسب مع رحلة الغوص والقيظ وفصول السنة بحرارتها أو برودتها .
وقد أعطته هذه المهنة فرصة الاحتكاك بالمسافرين وأسرهم فتعلق قلبه بكثيرات من صاحبات الجمال الفطري الصارخ ، الذي لا يلبث أن يختفي من أمامه برحيل صاحبته عند انتهاء مهمة النقل والوصول إلى الغاية .
إن آثار هذه المهنة وما أنتجته من علاقات عاطفية ظهرت واضحة في قصائد بن عتيج وأنتجت جميل القصائد ومنها رائعته ( صاح ابزقر لمنادي ) التي بدا الشاعر فيها يقف على الشاطىء يراقب فتاته وهي بين جمع المحتشدين على صدر السفينة التي ستقلع بها إلى الجزر بعد أن كانت منذ قليل تركب معه ليوصلها وأهلها إلى هنا ، لقد كاد قلب الشاعر أن يفر من صدره وراء تلك الفتاة ، وكادت نفسه تتفرق حسرة عندما سمع نداء ربان السفينة وهو يأمر بالإقلاع وإجراءاته ، غير عابىء بذلك الذي يقف شبه مقتول على الشاطىء دون أن يحس أحد بما في صدره من عواطف .
اشتهر ابن عتيج بأنه من شعراء الإمارات المرموقين ووجدت أشعاره صدى طيبا في نفوس أبناء مجتمعه قديما وحديثا ، واعترف له الشعراء بعلو مرتبته الشعرية وكفاءته العالية .
ويروى أن والده لم يكن محبا للشعر ولا يرغب في أن يكون ابنه شاعرا ، ولكن موهبة الولد كانت تزاحمه ، وكانت تتدفق بالشعر أمام الناس فوصل خبر ذلك إلى والده ، وتواترت الأخبار عن شاعرية ولده .
وكان الوالد يعمل في صناعة ( البدود ) والبد هو حشية من ليف النخل تصنع لتوضع على ظهر المطية تلامسه مباشرة تحت ما يليها من العدة والشداد والساحة ، ذلك لأن الليف بارد فتحتمله الناقة في شهور الحر ، ولا يسبب لها المضايقة كما يفعل النسيج ( السدو ) الذي تقوم على أعماله النساء لأزواجهن ورجالهن .
وأمام خبر شاعرية الولد لم يخف الوالد ابتهاجه بنبوغ ولده الشعري غير أنه لا يريد أن يسلم بذلك ويقره إلا بعد أن يختبر ابنه ويلمس بنفسه مقدرته .
وفي يوم كان الوالد مشغولا بمهنته يصنع البدود وكان ولده سعيد من حوله فقال له الوالد ، سمعت أنك تقول الشعر ، فابتسم الولد غير منكر للخبر وهو يعلم أن ذلك لن يسر والده فقال الوالد : يا سعيد إذا كنت شاعرا فهات لي شعرا تذكر فيه البد وإن فعلت فلك أن تكون شاعرا وسأكون سعيدا بذلك .
ففكر ابن عتيج قليلا ثم قال :
كوس مهبه بـــــــدي غبا وطى ورمـــــــال
من كل عدب أو ندي شل أربـــــــــــع يفال
وأصبح هواه أمردي عنده شراحـــــــة بال
وأنـــا أجسدي ملتدي حــــاني شرى لهلال
عــن وصلهم لا بدي في أسعود إمن الليال
على ابكرات ضــدي وأمن الربخ ذبــــــال ...... إلخ
وفورا انتهاء سعيد من قصيدته قال له والده ، إنك شاعر يا بني ولن أقف في سبيل شاعريتك ولكن عليك باحترام كلمتك ولا يخرج منك إلا الكلام الطيب فان الكلمة إذا خرجت من الفم لا يمكن ردها .
لقد أدرك الوالد منذ البيت الأول مدى ما يتمتع به ولده من موهبة شعرية عالية حين لعب على كلمة البد فقد ترك معناها الحسي الذي أراده والده ، لأنه أمر جامد لا يستجلب الشعر ، وذهب إلى معناها الشعري الذي يشير إلى الريح التي تمحو الآثار بهبوبها على الأرض الرملية وانقاد من هذا المعنى إلى الحديث عن محبوبة له ، وعن مطيته الأصيلة التي توصله إليها مرورا بتلك البئر العتيقة التي يمر بها في الطريق وصولا إلى المحبوبة ذات الجمال الطبيعي الفريد .
يوم اونـى لـي صوايـب نــش او حـسـر يـلـبـاب
واتبـسـم عــن شـنـايـب ذبــل مـهـوب او شـــاب
الشاعر علي بن رحمه الشامسي
واحدا من المجددين في القصيدة الشعبية الإماراتية,ساهم في تأسيس مجلس الشعر الشعبي , وقدم برنامجاً إذاعياً من إذاعة الشارقة بعنوان "في احضان البادية" . غنى له مطربون بارزون بعضاً من قصائده العاطفية والوجدانية , التى كانت لها صداها الطيب لدى الناس , من ابرزها " احب البر" يقول فيها ..
زرعت الحب في ارض محايل... وقمت اسقيه من لولب فوادي
وشفت الارض مافيها صمايل ... هشيم وزرعها مثل الرمادي
سيرة الشاعر :
من مواليد الحمرية في الشارقة 1930م ..
عمل في بداية حياته في الطواشه ( تجارة اللؤلؤ )بعد اندثار هذه التجاره عمل في الخدمة الحكومية لمدة ثلاثين عاما .
عاصر العديد من الشعراء المشهورين أمثال راشد سالم الخضر , حميد بن سليمان, راشد بن ثاني , راشد المخميري وسالم الجمري وغيرهم ...
صدر ديوانه الأول في السبعينات
شارك في العديد من البرامج الشعريه في الاذاعة والتلفزيون
شارك في العديد من الفعاليات والامسيات الشعريه والادبيه
حياة الشاعر :
الشاعر علي بن رحمه الشامسي أحد الشعراء المخضرمين في الإمارات , أطلق عليه أبو الشعراء الإماراتين لأنه عاصر عدد من كبارالشعراء القدامى أمثال سالم الجمري وماجد بن علي النعيمي راشد الخضر وحمد خليفة بوشهاب وراشد بن طناف , وترك ديوان شعرياً مطبوعا واحداً بعنوان (( غناتي )) جمع فيه بعضاً من شعره
اذا مريت صوب الدار لول ... اشوف الدار تذريها الذواري
اخف السير في دربي واحول ... واطالع من يميني ومن يساري
واعيد الشوف واذكر عام لول ... واشم الدار واتقفر لثاري
تقول الدار ماضيكم تحول ... ولايبقى لكم في الدار طاري
من قصائده
أحب البر
أحب البر واشـد الرحايـل
وادور قلب ضايع في البوادي
واشيد خيمتي والدمع سايـل
وانوح بصوت وازقر بلحودي
وحمس البـن مابيـن المقايـل
غريم الشوق والورقا تنـادي
وسلي خاطري بحلا المثايـل
من الليعات واصفج بليـادي
ونا فديـار ذربيـن الفعايـل
سناد الضيف والليبم سدادي
لكن الحب خذني بالدغايـل
وخلاني معـذب فـي ودادي
زرعت الحب في أرضٍ محايـل
وقمت أسقيه من لولب فوادي
وشفت الأرض ما فيها صمايل
هشيم وزرعها مثل الرمـادي
صبرت ايام وسنيـنٍ طوايـل
وريت الدرب والمسراح زادي
وكم هويرت في شمس القوايل
وكم اسهرت يوم الليل هادي
ومن عقب التعب رديت فايل
وغيري نال قصده والمـرادي
وتم الجيل في ختم الرسايـل
عدد ما خط في حبر المـدادي
غناتي
احبك يانظر عينـي غناتـي
واحب الارض لي تمشي عليها
واحبك انته أكثر من حياتـي
واسوم الروح لجلك وأشتريها
ويوم اذكرك وانا في صلاتـي
يداخلني الفكر واشك فيهـا
ويوم أذكرك في حزت مقاتي
اترك وجبتي لـو اشتهيهـا
معي ذكراك له ذوق وحلاتي
دوا الفراق والروح ايحيهـا
اداويبـه جـروحٍ مخفياتـي
فلا غيرك طبيـبٍ يعتنيهـا
ولو سا زين تعرف واجباتـي
دروب الحق تاخذ وتعطيهـا
فلا تنحل بعض المشكلاتـي
ونا دعواي حاكمها وليهـا
عليه الحق بشهـود وثباتـي
لكن اشهودها منهـا وفيهـا
ولولا الخوف ودرا العاجباتي
واخاف الناس يكثر بي حكيها
لطبّعها بعاصـوف الشراتـي
وخلي مويها يطمي عليهـا
وخل يكون لي في الكائنـاتِ
تقول الناس هـذا مدعيهـا
اذا مريت
اذا مريت صوب الدار لـول
اشوف الدار تذريها الذواري
اخف السير في دربي واحـول
واطالع من يميني ومن يساري
واعيد الشوف واذكر عام لول
واشم الدار واتقفـر لثـاري
تقول الدار ماضيكـم تحـول
ولا يبقى لكم في الدار طاري
على اللوحات ممنوع التجول
وجيش الحب معلن بالطواري
مثل ما قال راعي الوصف لول
كلام الليل يمحيـه النهـاري
الا ياليت ذاك الوقت طـول
وخلا الماي في مجراه جـاري
صروف الوقت والدنيا تهـول
تشف لحد والباجين خـاري
وتاخذ من حقوق الناس لول
وتعطي حد ولو هو ما يداري
وتبع الحب ما يبغـي تسـول
ولا تيبه فلوس ولا اجـاري
نظر عينك
ما يكفيني نظـر عينـك
والسلام وخزت عيونـك
يوم أشوفك قلتلي وينـك
مرحبا بو سالـم اشلونـك
قلت له من فضلك وزينك
سيدي لا خابت اظنونـك
يوم تبغي ربـك يعينـك
والكريم يصير في عونـك
ليش ما توفـي مدايينـك
يالحبيب وتـدي ديونـك
قبل لا تمحـل بساتينـك
والورق يذبل على غصونك
اعترفبي مـن مضانينـك
يافريد الحسن فـي لونـك
يوم صار الحكم في يدينك
روف وتحكم على هونـك
واثبت بعهدك وايامينـك
في البشر ما يعيظني دونك
لا تشمتبـي معاديـنـك
والعدا لي مـا يدانونـك
لك بوقع فـي دواوينـك
دام عمري حي ما اخونك
اشتغل قلبي
يا نسيـم البـر لمذنـي
لا تذكرنـي بطرواهـم
خلني مرتاح فـي فنـي
وابدع ابياتي لعيناهـم
مر اصيح ومره اغنـي
واشتغل قلبي بذكراهم
من عقب ما كنت متهني
في سرور ودايم وياهـم
هكذا الايـام خلنـي
محترم لـذات دنياهـم
ودعوني وسافروا عنـي
ما هقيت القلب ينساهم
بات دمع العين لاهنـي
حيث لني ماصبر بلاهم
والصخر من ونتي ونـي
من كثر شوقي بروياهم
يا رسولي بندبك عنـي
صوب لي بيحل دعواهم
خص بن ذيبان متعنـي
ذاك لي بيرد شكواهـم
الدهر بو سالـم امحنـي
والهجر بيح اقصاهـم
فيك يعله ما خسر ظني
يالخوي ما طيج فرقاهم
تذكار
يوم امر واطالـع اديـاره
واذكر ايامـه ولياليهـا
واذكره في وقت مظهاره
يوم يمشي فـي اراضيهـا
كالبدر لي شعت انـواره
نـوّر الدنيـا واهاليهـا
يوم هو رايح جدا يـاره
واجبـات اليـار يديهـا
عقب ذاك الوقت واسراره
والسعاده لي نحـن فيهـا
بو حمد الايـام غـداره
فرقتنـا عقـب ماظيهـا
والدموع تهـل بغـزاره
ما حصلي مـن يطفيهـا
والحبيب انقطعت اخباره
ما حصل له من يوديهـا
ما حصلي غير تذكـاره
والهموم اللـي اجاسيهـا
آه لـو بيعـود لديـاره
عاد سعدي والهنا فيهـا
للمبشر عنـدي بشـاره
لو اسوم الروح وافديهـا
وقد كان الشاعر الراحل من أبرز الأسماء الشعرية على الساحة المحلية والخليجية، فقد عاصر عدة أجيال شعرية، وساهم في تطوير القصيدة النبطية مقدماً لها وحاضناً تجاربها الشابة، دافعاً بها إلى الأمام لتكون صدى طيباً لوجدان أبناء المنطقة وخير معبر عن أحوالهم عامة.
وقد كان لرحيله أثر مؤسف في وجدان عدد من شعراء الإمارات الذين اقتربوا منه شعرياً وإنسانياً ولامسوا بعضاً من مواقفه الإيجابية في أكثر من موضوع.
يقول الشاعر محمد بن مسعود ان الراحل كان يتمتع بسمعة جيدة، أخلاق كريمة ونفس عالية، فقد كان محباً مخلصاً في الوفاء خاصة للشعراء من أجيال مختلفة،
فقد ساهم في سبعينات القرن الماضي عبر إذاعة صوت الساحل التي كانت تبث من الشارقة في تسليط الضوء على الشعر الشعبي، ومن خلال برنامجه «في أحضان البادية» قدم نماذج مضيئة من الشعراء الذين يستحقون التقدير والاحترام.
كما كان من مؤسسي مجلس الشعر الشعبي إلى جانب سالم الجمري وحمد بوشهاب وطناف.ويذكر الشاعر سيف السعدي ان علي بن رحمة الشامسي كان مميزاً بشعره فهو يتمتع بعفوية وسلاسة وشعره ليس فيه أي تكلف، ناهيك عن الشفافية والصدق وهاتان خصلتان تعكسان طبيعة حياته اللطيفة، فهو لم يغتب أحداً طيلة حياته، وكان كريماً مضيافاً، محباً للخير ويتمناه للجميع.
ويضيف سيف السعدي، ان الراحل انتهج تقليداً سنوياً يدعو من خلاله الشعراء إلى مأدبة في منزله بالشارقة حيث يلتقي هناك عدداً كبيراً من الشعراء الشعبيين الذين يتمتعون بالحضور الجيد شعرياً واجتماعياً، يتداولون شؤون الشعر وقضاياه،
كما كان بورحمه سباقاً إلى تذويب ما ينشأ من سوء فهم بين الشعراء ويعمل على إصلاح ذات البين بطريقة أخوية عفوية يتقبلها الجميع، وأيضاً كانت تمثل لنا تلك الجلسات مرجعاً وجدانياً حيث نجد فيها الروح الأخوية التي تنم عن حب أصيل وسمو نفس وعفة قلب تناسب من كان مبدعاً بقامة علي بورحمة الشامسي.
ويضيف السعدي ان لشعره قيمة فنية جيدة فقد كان شاعراً عاطفياً قدمت قصائده بأصوات مجموعة مطربين أبرزهم ميحد حمد ومحمد البلوشي. ولن أنسى ما حييت ان الراحلين علي بن رحمة الشامسي وحمد بوشهاب قد قدما لي الكثير واعتبرهما معلمين اضاءا لي الدرب.
ويختتم سيف حديثه قائلاً: ان الراحل علي بن رحمة الشامسي قد كرم قبل عشر سنوات من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وقد لمسنا خلال التكريم ان للشاعر منزلة جيدة لدى سموه.
الشاعر سعود الدوسري قال ان علاقتي مع علي بن رحمة الشامسي تشبه علاقة الأب بإبنه فهو مهتم بجيل الشباب، ولم نجد فارقاً في العمر فهو يتمتع بروح شابة، وكانت له مواقف ايجابية كبيرة فهو موجه لنا، وكان دائم السؤال عنا في مجلسه الصيفي في الشارقة، وقد تأثرت برحيله لقد افتقدت شخصاً عزيزاً وكبيراً في مكانته.
ويضيف الدوسري ان بورحمة شاعر مخضرم عاصر عدة أجيال ولكن من يطلع على ديوان «غناتي» يجد فيه مواكبة لحركة الحداثة لروح الشباب في القصيدة النبطية المعاصرة.
كما كانت له مواقف إنسانية أبرزها عندما يلتقي بشاعر لا يعرفه يبادر الى الحديث معه حتى يكسر حاجز الرهبة بين شاعر معروف وآخر غير مشهور، وهذه واحدة من خصال كنا نعرفها عنه جميعاً وهي تدل على طيبة روحه وتواضع سلوكه مع الجميع.
رحل علي بن رحمة الشامسي تاركاً فراغاً كبيراً في الساحة الشعرية، فقد كان واحداً من أبرز الشعراء إلى جانب الراحلين راشد الخضر وطناف، وحمد بوشهاب، وغيرهم من الشعراء المؤسسين الكبار.
رحل الشاعر الإماراتي المخضرم علي بن رحمه الشامسي عن عمر ناهز الـ 97 عاماً.وقد ووري جثمانه الثرى في الشارقة، بموكب مهيب يليق بمكانته الشعرية والاجتماعية .