عن ابن عباس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من أطعمه الله طعامًا، فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه، ومن
سقاه الله لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه،
فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن"
(رواه أحمد وأبو داود)
و عن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من أكل طعاما فقال : الحمد لله الذي اطعمنى هذا و رزقنيه
من غير حول منى و لا قوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه)…
من اللوازم التي لا تقوم الحياة إلا بها الأكل و الشرب ، يشترك
فيها الإنسان و الحيوان و المسلم و الكافر ، و لكن المسلم تميز
عن المخلوقات الأخرى بأنه مستخلف في هذه الأرض يقيم فيها دين
الله فهو يأكل و يشرب و ينام لكنه يدرك أن هذه اللوازم ما وجدت
إلا لتقويه على رسالته في هذه الأرض ، فإن نسى ذلك أصبح كالأنعام
لاهم له إلا شهواته و في ذلك يقول الله عز و جل :
( و الذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام و النار مثوى لهم )
، و لذلك فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
آداب و سنن الطعام تميزنا عن هذه الأنعام .
فإذا أراد المؤمن أن يتناول طعامه، فليغسل يديه أولا
و ذلك للحديث الذي ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ ، و إذا أراد أن
يأكل أو يشرب قالت : غسل يديه ثم يأكل أو يشرب ) .
فإذا حضر الطعام يبدأ بالسملة فإن نسى قال :
( بسم الله في أوله و آخرة )،
لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا أكل أحدكم طعاما فليقل بسم الله ، فإن نسى في أوله فليقل :
بسم الله في أوله و في آخرة ) ،
ثم يدعوا بهذا الدعاء
( اللهم بارك لنا فيه و أطعمنا خيرا منه ) ،
و إذا كان يشرب لبناً يقول : ( وزذنا منه ) .
و من الآداب و السنة أيضاً أن يأكل المسلم بيمينه و مما يليه .
فعن عمر بن أبى سلمة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يا غلام ، سم الله و كل بيمينك و كل مما يليك ) ؟
(رواه البخاري و مسلم).
و من آداب الطعام أن لا يعيب المسلم طعاماً قدم إليه
حتى و لو كرهه ، فقد قال أبا هريرة رضي الله عنه :
( ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط ، إن اشتهاه أكله و إلا تركه )
(رواه البخاري).
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمسح اللقمة
إذا سقطت و يأكلها فعن أنس رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى و ليأكلها
ولا يدعها للشيطان ، و أمرنا إن نسلت القصعة
قال فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة ).
( رواه مسلم ).
و كان صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ،
و عند انتهاء المسلم من الطعام فإنه يلعق الإناء الذي كان يأكل منه
ثم يلعق أصابعه الثلاثة فقد قال أنس رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
( إذا أكل لعق أصابعه الثلاث ) .
و المراد ( بلعق الإناء )
هو مسح الاناء باللقمة و ليس باللسان .
أما إذا فرغ المسلم من طعامه ،
فيستح أن يخلل أسنانه لحديث أبى هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من أكل فليتخلل ، فما تخلل فليلفظه ، و ما لا بلسانه فليبتلع ) .
( رواه الدارمى ) .
ثم يحمد الله بهذا الدعاء الجميل :
( الحمد لله الذي أطعمني هذا و رزقنيه من غير حول منى و لا قوة )
(رواه الترمذي ).
و عن إحدى ثمرات تطبيق هذه السنن يقول أنس بن مالك رضي الله عنه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ،
أو يشرب الشربة فيحمده عليها )
( رواه مسلم )
آخى المسلم !! أليست هذه الآداب و السنن التي يسميها الناس (( الإتيكيت )) ؟
فلماذا لا تقول أنها السنة ؟!!
سبحان الله
والحمدالله
ولااله الا الله
والله اكبر
ولا حول ولا قوة الا بالله