بيت شعر شاع بين الناس، تناقلوه وحفظوه عن ظهر قلب، بعضهم ينسبه الى من استخدمه في خطاب أو مناسبة، وكثيرون ينسبونه إلى شاعر غير قائله، البعض يعرف اسم قائله وقلة قليلة تحفظ أبياتا من القصيدة التي ورد فيها، وأبيات اخرى جرت على ألسنة الناس أمثالا وحكما من دون ان نتذكر القصيدة التي وردت فيها، وفي الشعر العربي هناك ما يسمى عيون الأبيات ودررها التي تناولها أكثر من شاعر في قصائدهم وشاعت بين الناس باسم أشهرهم، وسيكون لنا في كل مرة وقفة مع بيت شعر شائع ومجد شاعر ضائع ومنها البيت التالي:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
بيت الشعر اعلاه شاع بين الناس ان قائله الشاعر أبوتمام حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، الذي عاش في الفترة بين 803 ـ 845م، أحد أمراء البيان ولد في قرية في مدينة حوران وتوفي في بغداد يقول شاعرنا في قصيدته:
البين جرعني نقيع الحنظل
والبين اثكلني وان لم أثكل
ما حسرتي ان كدت اقضي انما
حسرات نفسي انني لم أفعل
حتى يصل شاعرنا الى القول:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب الا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منزل
اما الشاعر ديك الجن الحمصي عبدالسلام بن رغبان الكلبي، الذي عاش بين 777 ـ 849م فقد اقتبس جزءا من الشطر الأول لبيت الشعر، وقد ورد في قوله هكذا:
شربا يذكر كل حب آخر
غض وينسي كل حب أول
نقل فؤادك حيث شئت فلن ترى
كهوى جديد أو كوصل مقبل
أما ابن القيم الجوزية محمد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي، عاش بين 1292 ـ 1349 م، فقد اقتبس الشطر الأول من بيت الشعر وقد ورد في قوله هكذا:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
واختر لنفسك أحسن الانسان
فالقلب مضطر إلى محبوبه
الأعلى فلا يغنيه حب ثان
اما الشاعر بهاء الدين الرواس محمد مهدي بن علي الرفاعي، عاش بين 1805 ـ 1870م فقد اقتبس الشطر الثاني من بيت الشعر وقد ورد في قوله:
حبي له في سمط سري أول
لا تجهلي حبي له وتأولي
عرضت علي شؤون حب بعده
ما الحب الا للحبيب الأول
اما الشاعر السوري ميخائيل بن خليل خير الله ويردي، الذي عاش بين 1886 ـ 1945م اذ ورد له بيت شعر فيه من موضوعنا وذلك
في قوله:
يذوي هوى الدنيا فلا تسأل متى
والأرض تطوي من أطاع ومن عتا
ان الذي يأتي يزول كما أتى
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منزل
العرض العادي
