آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 21785 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 15294 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21450 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 22883 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 56872 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51890 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43805 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26187 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26551 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 32432 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-2007, 01:19 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


عجمان دار الأمن والأمان


لآلئ من تاريخ وتراث الإمارات والخليج والجزيرة العربية

عجمان دار الأمن والأمان


Cant See Images

إعداد الباحث حسين إبراهيم علي البادي

صفحة متخصصة في تاريخ وآداب وثقافة وتراث دولة الإمارات والخليج والجزيرة العربية، ننشر فيها ثمار جهود بذلت في مجال البحث والتوثيق منذ سنين ليست بالقليلة، آملين ممن يقرأها تصحيح ما يجده من زلات وعثرات غير مقصودة.

شهادة من عبداللطيف بن أحمد لوتاه
عجمان دار الأمن والأمان

جمعنا هذا اللقاء مع الوالد عبداللطيف بن أحمد لوتاه الذي يعتبر من أعمدة أسرة آل لوتاه وصاحب تاريخ طويل في عالم التجارة وتجارة اللؤلؤ التي امتهنها آباؤه وأجداده وعلى معرفة واسعة بتاريخ إمارة عجمان التي ولد وترعرع فيها وإمارة دبي التي عاش فيها آباؤه وأجداده وعاش فيها النصف الثاني من حياته ويعتبر من أصحاب الأدب والشعر ويحفظ العديد من قصائد شعراء الإمارات القدامى وقد استقبلنا في منزله بدبي وكان لنا معه هذا الحديث:
يقول في البداية: اسمي عبداللطيف بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن راشد آل لوتاه وجدنا محمد بن علي بن راشد من قبيلة آل بوحمير رحل من ليوا وسكن الوحيدة في أطراف دبي وهي تقع في الطريق الواصل بين الشارقة ودبي، وحصلت أحداث بين الشارقة ودبي وخيروا جدنا بين دبي والشارقة فاختار السكن في دبي وسكن في ديرة في منطقة الراس وكانت خالية من السكان وكانت عبارة عن منطقة تكثر فيها الأعشاب وتأتيها الإبل من منطقة الشندقة وبر دبي حيث تقطع الخور صوب الحد الذي كان عند راس ديرة، ومرت السنون تلو السنين واعتمرت ديرة وسكنتها أسر كثيرة وتناسبت أسرتنا مع هذه الأسر ومنها أسرة عبيد بن لوتاه الذي تزوج فاطمة بنت محمد بن علي وأنجب عائشة وناصر فأصبح ناصر بن عبيد وأولاده محمد وصالح وحسين وأحمد ومحمد وعبيد والبنات فرعاً من الأسرة والفرع الثاني هو فرع جدنا محمد بن علي وأولاده يوسف وسلطان وعبدالله وحسن وصالح وهكذا اختلطنا بهم واختلطوا بنا وعرفنا جميعا بلقب لوتاه وهو لقب ناصر بن عبيد بن لوتاه وأسرته، ويوجد في الأسرة الكثير من المعمرين أصحاب التاريخ ويعتبر يوسف بن سعيد بن يوسف بن محمد بن علي حاليا الأكبر سنا في الأسرة وقد تجاوز التسعين من عمره وكان طيلة أيام شبابه يعيش في البر ويحيا حياة البدو وهو لا يعرف شيئاً عن تاريخ الحضر وحاليا عندما كبر في السن جاء وسكن في المدينة.

سطح ابن لوتاه
لو رأيت نالية مانع وهي الخارطة التي وضعها الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم (18801942) لمغاصات البحر التي تعرف بالهيرات والتي طبعها في الهند عام 1939 وحدد فيها الطرق البحرية والمغاصات وأعماقها والمسافة بينها وبين الأخرى وبينها وبين الجزر وسواحل الخليج لوجدت مغاصا يسمى سطح ابن لوتاه وهذا منسوب لجدنا محمد بن علي الذي اكتشفه وأخذ يغوص فيه كل عام هو وعياله وأهله حتى عرف باسمهم ونسب اليهم.
كنا نقيظ في رأس الخيمة في منطقة شمل وكانت رأس الخيمة قديما تعتبر جنة من الجنان فيها النخيل وأشجار الرمان والهمبا واللومي والتين والسقم وهو التين الأسود، وكنا نقضي أوقات النهار كلها من الصباح إلى المغرب نتنقل من جبل لآخر ومن واد إلى آخر نسبح في المياه ونتجول بين النخيل وأشجار الفاكهة، وكانت عندنا مزارع وكان فيها النخيل والأشجار الكثيرة والتي كانت تسقى باليازرة وكان فيها أربع مرايل، والمريل عبارة عن طوي وبئر ماء الذي يكون عليه اليازرة ويكون عريضاً وأوسع من الطوي ويكون مطوقاً ومطوياً ومبنياً من الحجارة، وكل مريل تكون له أعداد معينة من النخيل والأشجار فيقال هذا المريل يسقي هذا الكثر من النخيل، ولم يكن الماء يتوقف ويخلى من الحوض لأنهم كانوا مرتين ييزرون أي يستخدمون اليازرة وتسمى صباح وغبيط وهو نظام للسقي يكون الأول في الفترة الصباحية والعبيط يكون في فترة العصر ويستخدم ثور للفترة الصباحية وثور آخر لفترة العصر وذلك لراحة الثيران والرفق بها.

عجمان
في الفترة من 1906 حتى 1912 ظهر أهلنا كلهم من دبي وسكنوا في عجمان في فريج السوق وقبل هذا الاسم كانوا يسمونه فريج الحد وكان قديما يشقه خور وكانت السفن تدخل في هذا الخور وتصل إلى مكان السوق وتفرغ بضائعها هناك فسمي الخور خور السوق والمنطقة التي تطل عليه تسمى الظهر والتي فيها بيوتنا وفي الجهة الثانية من الخور يقع السوق ولم يكن توجد قديما موانئ وكانت السفن الكبيرة خاصة البغال تأتي وتنزل وتفرغ بضائعها على السيف، وكانت أكثر السفن لمواطنين وبعضها لتجار باكستانيين يجلبون بضائعهم ويبيعونها إلى التجار هنا، وكان يوجد في هذا الفريج مسجدان أحدهما بناه ناصر بن عبيد بن لوتاه وكان يقع على البحر وقد هدم وبني حديثا والمسجد الثاني بناه جدي عبدالله، وقد ردمت هذه المنطقة ودفنت مع تحديث وتخطيط مدينة عجمان ويوجد حاليا في مكان بيوتنا القديمة مبنى ديوان سمو حاكم عجمان، وكانت سفننا تدخل هذا الخور وتنزل البضائع في بيوتنا وفي السوق وكانت عندنا سفن كبيرة مختلفة الأحجام والأنواع منها البغال والسنبوك والصمعة وكانت لها أسماء مثل مَعَدِّي والوحرة والسِّعد وهذه من أقدم سفننا وهي من أكبر سفننا وساروا بها إلى لنجة وأحضروا الحطب والجذوع والدعون لبناء البيوت التي احترقت في منطقة ديرة في بدايات حكم الشيخ مكتوم بن حشر حاكم دبي (18941906) والتي تسمى سنة الحريجة العودة أي سنة الحريق الكبير والتي احترقت فيها كل بيوت دبي الواقعة في ديرة وبر دبي والشندقة وكان أكثرها من السعف وكانت بيوت الحاكم والشيوخ والتجار مبنية من الحصا والجص والبناء لا يكون إلا في وسط البيوت ولا يسمح البناء في أطراف المدينة لكي لا تستخدم كمقبض أي تحصين يسيطر عليه الأعداء والمهاجمون في أوقات الحروب.

الحياة قد يما
أنا ولدت في فريج الحد في عجمان ونشأت مع أبناء الفريج حيث كانت الحياة قديما بسيطة وأجمل بكثير من الحياة في عصرنا الحاضر الذي توفرت فيها كل وسائل الراحة الظاهرية ولكن اختفت وسائل الراحة الداخلية والنفسية من الشعور بالاطمئنان والدفء العائلي والأسرة وحب الأهل والجيران والأخوة والأصدقاء فقد قربت المسافات بسبب وسائل النقل الحديثة ولكن وبسبب التحديث تباعدت القلوب وحلت الحواجز الكثيرة بينك وبين الأهل والأصحاب فلا تكاد ترى الأخ أو الابن والصديق إلا في المناسبات أو في المساجد من عيد إلى عيد ومن جمعة إلى جمعة أو إن حضرت عرساً أو مجلس عزاء ترى من لم تره من سنين طويلة وكنت من قبل تراه كل يوم وفي كل ساعة، ودرست في طفولتي عند المطوع الملا أحمد الأنصاري وهو من مطاوعة الجزيرة الطويلة والحين يسمونها جزيرة الجسم والشيخ عبدالعزيز الصفار وهو من سكان الشارقة وكان مدرسا كبيرا علمنا القراءة والكتابة والحساب وغيرها من علوم ولم يكن إمام مسجد، وكانت يوجد في عجمان العديد من المدارس منها مدرسة الشيخ عبدالكريم البكري التي درست فيها مدة شهرين تقريبا وكانت بعيدة علي في الفريج الشرقي فلهذا قام الوالد وفتح مدرسة قرب مسجده وبناها من السعف ودرّسنا فيه يوسف الجرمن وسعيد تابع سلطان بن سيف بن خلفان المهيري.

الأهل
كان والدي أكبر الأخوة وكان يسمى الشيبة، وبعده يأتي اخوته يوسف وسلطان وحسن وصالح وكان كبقية أفراد أسرته من التجار وعمل في تجارة اللؤلؤ وكانت تجارته تمتد إلى أبوظبي وكنت أنا دائما أسير إليه في مدينة العين وكان ضليعا في التواريخ وأخبرني عن والدي وعن أهلنا ومن أين أتوا وإلى أين وصلوا وقال لي ان لنا نخلاً في القطارة وأخذني إلى مكانها، وتوفي والدي رحمة الله عليه في سنة كساد اللؤلؤ (1939) وكان عمري إحدى عشرة سنة فعشت عند أهل أمي عوشة بنت عبدالله بن سالم المهيري في بيت والدها، وعندما مات جدي عبدالله هذا كان عمري اثنتي عشرة سنة وكنت جالسا عنده ومرّ عليه الشيخ عبدالكريم البكري ليعوده حيث مرض وقعد في بيته ولم يستطع الذهاب إلى المسجد لصلاة الجماعة، فقال جدي للبكري: يا شيخ أنا من حججت بقيت طيلة عمري أصوم ولا أذكر أنني مرضت يوما وفطرت وهذه أول مرة أمرض فيها وأعجز عن حضور صلاة الجماعة في المسجد وأرى نفسي ميتا قريبا، فقال له البكري: إن شاء الله ستقوم وستصلي في المسجد معنا، وذهب البكري إلى المسجد لصلاة المغرب، وقام جدي وتوضأ ومسح على وجهه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وقام وصلى المغرب ثم نادى على خادمه وقال له: قم وسو لنا قرص وخلنا ناكل ولا يموت الواحد وهو يوعان أي لا يموت الإنسان وهو جائع، وتعشى جدى وجلس ينتظر وقت صلاة العشاء وحينها مات جدي وأغمض عينيه وأنا أشاهده فقمت وناديت على أمي وخالي علي فجاءا وعرفت منهما أن جدي مات وذهبت إلى المسجد لأخبر الشيخ البكري بوفاة جدي ولما سلم رآني واقفا على رأسه قال للجماعة: عبدالله توفي.

الحصباه
من بعد جدنا محمد بن علي صار عمنا يوسف وأخوه عبدالله هم الذين يديرون تجارة الأسرة من جهتنا ومن جهة نصار بن عبيد صار حسين بن ناصر هو الذي يدير حلال أبوه، وكان حسين تاجر شاطر وماهر ويعرف فنون التجارة وكان ذا شخصية مهابة وورث الشعر من صوب أهل أمه من قوم بن قطامي من السودان وهؤلاء كلهم شعراء من رجال ونساء، وكان حسين يطوش البحر ولا يترك سفينة ولا بندر (ميناء) إلا ويسير إليه، وسار في إحدى سفراته في أيام والده إلى جزيرة قيس وهناك اشترى حصباة وهي من اللؤلؤ كبيرة الحجم ومن أغلى وأندر أنواع اللؤلؤ واشتراها بخمسة وثلاثين ألف روبية ولما عاد غضب والده من السعر وقال إنه مبالغ به كثيرا ولا تستحق الحصباة المبلغ المدفوع فيها، فقال حسين إنه المسؤول عن بيعها وبسعر جيد، فخرج حسين من عجمان مع راشد بن ماجد بن لوتاه زوج أخته وتوجها إلى دبي وهنا عرضها على التجار الكبار مثل ابن دلموك وابن بيات وابن حمودة وعندما يدخل حسين على التجار يقول لراشد بن ماجد لا تدخل معي وسأحسب التكة مالك والتكة هي الدلالة، وأخيرا عرضها على الشيخ مصطفى بن عبداللطيف وهذا من أكبر تجار الخليج في زمانه وعنده تجارة متوزعة بين الهند وأوروبا وفارس والبحرين ودبي والشارقة ولما رأى الحصباة قال لحسين كم تريد فيها فقال له حسين أريد فيها لك وخمس، واللك مائة ألف روبية والخمسة آلاف دلالة راشد بن ماجد، ومباشرة دفع الشيخ مصطفى المبلغ ولم يكاسره في السعر وذلك لأنه مطلوب منه من تجار الهند أن يوفر حصباة بهذه المواصفات كونها مطلوبة للتاج الملكي البريطاني وفعلا اشتراها وسار بها شخصيا إلى الهند ومنها إلى لندن وهناك اشتروها لملك بريطانيا ووضعوها في أحد تيجان الملك وأكيد أنه باعها بضعف سعرها وإن لم يكن أضعاف، وما إن استلم حسين المبلغ من الشيخ مصطفى وكانت في يواني (شوالات) صغيرة وكان مائة يونية في كل يونية ألف روبية صب فضة وحملها في محمل (سفينة) وعاد بها إلى عجمان وهناك توجه مباشرة إلى والده وأخبره بخبر البيع وهنا قال له والده سنأخذ خمسة وثلاثين من أصل المال وأما الفائدة والربح فهي ربحك وهي لك وفعلا أعطاه الربح ومن هنا زادت مكانة حسين عند والده وإخوته والأسرة.

صوغان
كان حسين يحب حياة البدو وكان دائم في المقانيص وهي رحلات القنص وكان أينما يسير يحفر له طوي ولهذا ترى هناك أكثر من طوي يحمل اسمه في أطراف عجمان والذيد وله بقعة صوب العوير تسمى شرف ابن لوتاه وعنده غافة ابن لوتاه وتسمى أيضا غافة حسين وكان يعزب فيها بركابه ويسوي سبق للهجن وكانت البدوان والحضر تأتي للمشاركة في هذا السباق، وكان يسوي سبق في عجمان أيام العيد وأيام الأعراس وفي أحد الأعياد شارك ببعيره المسمى صوغان وكان من خيرة البعران والركاب وحضر هذا السباق شيوخ المنطقة كلهم من دبي إلى الفجيرة وحصل أن تحداه البعض وقالوا إن بعيره لن يسبق وصار التحدي وحطوا الشارة وهي الجائزة وفكوا الركاب من سيح الصجعة إلى الخوانيج وفاز البعير صوغان.
وقد أهدى البعير إلى راعي البحرين الشيخ حمد بن سلمان والد الشيخ سلمان الله يرحمهم، وطب (قفز) صوغان في البحر ومات وكان يبغي عجمان، وكانت البحرين مختلفة عن بقية بلاد الخليج فقد كان فيها العمران والشوارع والسيارات وشعبها طيب إلى أكبر حد وكريم ومضياف، وكنت أزور البحرين أولا للسلام على أصحابنا ومعارفنا هناك، وتربطني بأهل البحرين علاقات قديمة، وكان الكثير من أصحاب الإبل يحضرون نوقهم ويمرحوهن للبعير صوغان لتلقح منه النوق، وكان حسين يضع عليه حرس في الليل لكي لا يسرقه أحد أو يضروه.


أ يام عز
كانت الركاب تطعم السمن والسكر والتمر ولم نسمع عن مجاعة أو فقر ساد المنطقة قديما، وقديما كانت البركة في الروبية، وكان الأهالي يجمعون فش النغر وهو الدرع الطبشوري الذي يكون في جسم الحبار وكانوا يبيعونه على يوسف بن جعفر الذي كان يصدره للخارج في مراكب كبيرة، وكان الواحد منا قديما يعيش شهوراً طويلة على ما حصل عليه من موسم الغوص وقد لا تزيد على المائة روبية، وكان الخير وفيراً وكان الأهالي يصيدون الأسماك مثل الصافي ويقومون بشق بطونها ويخرجون الحبول (البيض) وييبسونها ويصدرونها إلى البحرين وغيرها، وكانوا يقطعون الشعاريف (الزعانف) من أسماك اليريور (القرش) ويصدرونها إلى جهة الصين واليابان وكان قوم بن عويس يشترونها من هنا ويصدرونها، وهكذا بقينا سنين طويلة في تجارة اللؤلؤ وبعد ضعفها اتجهنا إلى تجارة السكر وغيره من مواد غذائية وذلك في أيام غلاء المواد الغذائية أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية.

البطاقة
أيام الحرب العالمية الثانية وما بعدها من سنين كانت الحصص الغذائية توزع على كل أهل الإمارات عن طريق البطاقة التي كانت تسمى بطاقة العيش وكانت تصدر من مكتب المعتمد في دبي وكانت دبي المركز الرئيسي للتوزيع وأنا ذهبت إلى الشيخ سعيد بن مكتوم لطلب البطاقة فقال لي: من ولده، فقلت له انا ابن فلان بن فلان فقال ماذا تريد؟ فقلت له أبغي بطاقة العيش فأمر لي وأعطوني وبعد ثمانية أشهر قيل لي انت من عجمان ويجب أن تصدر بطاقتك من عجمان وإن سكنت في دبي فسنعطيك البطاقة وبقيت في عجمان إلى أن تحولنا إلى دبي عام 1956 وسكنا في ديرة في منطقة بورسعيد التي سميت بهذه التسمية نسبة إلى مدينة بورسعيد في مصر والتي شهدت العدوان الثلاثي في نفس السنة التي تحولنا وسكنا في هذه المنطقة، وبعد سنة تزوجت من شيخة بنت خليفة بوشهاب أخت المرحوم حمد بن خليفة بوشهاب الشاعر وأنجبت أولادي أحمد وخليفة وحمد وعيسى والبنات، وفي العام 1964 فتحت لي دكان وتاجرت مع الهند وكنا نطلب بضائع عن طريق توقيع طلبيات واتفاقيات وكانت تورد لنا وكانت بضائع مختلفة هندية ويابانية وانجليزية وغيرها، وتاجرنا مع الكويت وكنا نأخذ معنا شنطة فيها العطورات والمداس وغيرها ونجلب من هناك السجاير وكشمير وهي أقمشة لتفصيل الكوت (الجاكيت) وأجناساً كثيرة من الأقمشة وغيرها من بضائع، وتعاملنا مع البحرين تجاريا وكنا نصدر لهم الصل والعومة والأشياء الخفيفة وكنا نشتري من هناك التمر ونورده إلى هنا.


الطواشة
عندما بلغت من العمر ست عشرة سنة ذهبت مع أعمامي وأهلي في سفن الغوص والطواشة حيث كانوا يذهبون إلى عرض البحر ويمرون على سفن الغوص لشراء حاصلتهم من اللؤلؤ، وأكثر سيري لشراء اللؤلؤ كان مع عبيّد الدوسري وهو من أهل السعودية وكان يسكن ويقيم في عجمان وقد توفي رحمه الله وأخوه باقي وكان رجلا طيبا جدا وكان يتاجر مع عدن وهناك أمسكوه بتهمة الشيوعية وذلك ليبتزوه، وكان عمري حينما عملت مع الدوسري فوق العشرين سنة وكنا نمر على الهيرات ومغاصات اللؤلؤ وكانت أكثر من مائة وخمسين مغاصا وكل مغاص عليه أكثر من سفينة ونقوم بمساومتهم على حاصلتهم من اللؤلؤ ونشتري ما نصل إلى سعر يناسبنا وكنا نأتي ونبيعه على الصابات التي يجتمع فيها تجار اللؤلؤ وكانت الصابات ملاصقة لبيت يوسف بن جعفر جد الدكتور محمد بن حبيب، وكنا نأتي أيضا إلى الصابات التي في بر دبي عند العبرة وكانت مثل رواق وكان عند بيوت قوم البقالي والصايغ ونبيع هناك على التجار وأكثرهم من البحارنة، وهنا كان يجلس صغار التجار، وأما كبار التجار فكانوا يجلسون في مجالسهم ويذهب إليهم التجار الصغار هناك للبيع من أمثال محمد بن دلموك وبيات بن محمد وسالم بن مصبح بن حمودة وهؤلاء تجار لؤلؤ وأصحاب سفن غوص وممولون لسفن الغوص الأخرى وكانوا تجارا كبارا لا يحصي الواحد منا ثروتهم في ذلك الوقت ولا نسمع عن اللك وهي المائة ألف روبية إلا عند مثل هؤلاء وكان أحدهم لا يلبس الكندورة (الثوب) إلا مرة واحدة وإن وضع أحدٌ ما يده عليها قال له هي لك، وكان أحدهم إذا زكّا يزكي بكلتا يديه حيث يضعهما في مزماه وهي الجفير الكبير المملوء بالروبيات ويخرجهما وما يكون في يديه يعطيه للمحتاج وإن دار المحتاج ورجع إلى الصف وعاد إليه ورآه فإنه يعطيه دون أن يقول له إنني أعطيتك من قبل، ولم تكن عندنا بنوك وكان هؤلاء يخزنون أموالهم في أكياس ويكوموها فوق بعضها البعض في البخاخير (المخازن) وكانت الروبيات صب من فضة ولم تكن عندنا الأوراق النقدية.

من المعجم

نتر:
من الألفاظ التي يستخدمها أهل البحر حيث يقولون: النوخذا نتر البر، أي بان له البر فاتجه صوبه بعد بعده أو ضياعه، وجاءت اللفظة في لسان العرب بمعنى الضياع وبمعنى الجذب بجفاء وبالشدة.


قصة مثل
“مْجَابِل جيش ولا مْشَاهِد عيش”

أي أنه أهون عليك أن ترى وتقابل جيشا ولا ترى وتقابل رزا، والمثل يضرب فيمن ينتظر على مائدة الطعام ولا يستطيع الأكل وذلك لانتظار حضور أشخاص متأخرين على الطعام فيقوم الجائع كلما مر بعض الوقت بترديد هذا المثل أملا في أن يسرعوا بالدعوة للبدء بالطعام.

Cant See Images

Cant See Links


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir