اختراع البرقع جاء نتيجة لحيلة فتاة (مطيرية) ...كاد والدها يزوجها لخاطب غريب..ناظرها بالمنزل لتوه...والفتاة لا ترغبه..ولا تقدر على عصيان والدها...فجاءت والدة ذلك الغريب لترى الفتاة...فتعمدت الفتاة المكر وشوهت نفسها...بان وضعت على وجهها قطعة قماش سوداء...وثقبت لعيونها فتحات غير منظمة تفزع الناظرين..ولفت حول ساقيها قطعة قماش بيضاء مهملة من الاسفل..وتظاهرت بالبلاهة لدى مقابلة والدة الخطيب..
وعند اكتشاف والدها لحيلتها اقسم بان هذا البرقع والسروال هما لبسها ما دامت حيه....
وبهذا درج البرقع اولا مع قبيلة مطير...ثم اقتبست منه القبائل الاخرى...وكان هذا حوالي عام 1870 للميلاد
يقول الشاعر:
يا لبيض سون سوات مطير
حطن بريقع وسروالي
ولو اهني بالهني الطير
ما راح بالقيض حوالي
البراقع قطعة مهمة في الزي الشعبي الخليجي ايام زمان، وهو غطاء اسود اللون، تلبسه المرأة على وجهها على شكل قناع بهدف الستر والاحتشام، واحيانا كثيرة بقصد الزينة والتجمل، والبرقع موجود في بعض البلدان العربية باشكال متنوعة، ومسميات مختلفة·
وفي دولة الامارات يسمى البرقع، بضم الباء وفتح القاف التي تلفظ كالجيم باللهجة المصرية، وفي بعض الدول الخليجية مثل قطر والبحرين يسمونه البَّطُولة بشد الباء، وجمعها البطاطيل، وفي جمهورية مصر العربية يسمى البُرقُع بضم الباء والقاف·
وذكر المؤرخ لوريمر في دليل الخليج ان نساء البريمي يلبسن نوعا غريبا من الحجاب يسمى البطولة التي كانت تلبسها كذلك نساء بعض القبائل البحرينية، كما انها موجودة عند سيدات الساحل الايراني، وهي غطاء ساتر للوجه، ويعتبر سمة من سمات الزي النسائي الخليجي، الا انه اخذ في الانحسار بعد جيل الخمسينات·
وتشير الوقائع، ان الاهل في السابق كانوا يلبسون ابنتهم البرقع مع بدء سن البلوغ، ولا يسمح لها ان تظهر خارج المنزل مكشوفة الوجه، وكانت براقع الفتيات تختلف في شكلها عن براقع السيدات، ولا يتم تغيير شكل برقع الفتاة الا عند الزواج او كما يقال باللهجة الدارجة بعد ماتستوي حرمة حيث ترتدي في حفل زفافها نوعا من البراقع يزيدها تألقا وجمالا·
ام حسن، جدة تبلغ من العمر ستين عاما من امارة الشارقة، تقول: البرقع جزء مهم في لباسنا، وهو رمز للعادات والتقاليد، ونحن نعتز كثيرا بتراثنا وتراث آبائنا واجدادنا، وذكرت بانها لبست البرقع لاول مرة حينما كان عمرها احد عشر عاما، وقد ألبست بناتها الثلاث براقع حينما كن في نفس السن تقريبا، ومازلن يلبسنها حتى اليوم·
وتضيف: اذكر اول برقع اشترته لي امي ثمنه اربع آنات اي مايعادل ربع درهم في وقتنا الحالي، اشترته من سيدة معروفة في الفريج ببيعها للبراقع اسمها ام عبيد وهناك سيدات آخريات عملن في هذا المجال مثل حرمة زينل ومرت عبدالحميد·
وقالت ان اسعار البراقع زادت عاما بعد عام مع انحسار عدد الصانعات، ووصل سعرها قبل عشرين عاما الى خمسة دراهم للبرقع الواحد اما الآن فيتفاوت السعر بين خمسين الى مائة درهم واكثر على حسب الجودة وتقنية الشغل والخياطة·
وقالت ان معظم الفتيات والسيدات في وقتنا الحالي يلبسن النقاب وتركن البراقع على اساس ان النقاب يستر الوجه اكثر ويعتبر من الزي الاسلامي، ولكن المشكلة ان البعض منهن يتفنن ايضا في تصميم ولبس النقاب مما يبعده عن هدفه الاساسي من استخدامه وهو الاحتشام والالتزام، الى قصد التزين وجذب الانظار وخاصة بعد وضع المكياج ورسم العيون بطريقة مغرية تلفت النظر·
نجيب عبدالله الشامسي، احد الباحثين والمهتمين بالتراث في الامارات يشير: البرقع هو عبارة عن قطعة من قماش خفيف يسمى ندوة مغمورةبالنيل، وهي صبغة زرقاء بعضها محلي بالمشاخص والحروف، ويؤتى بهذا القماش من الهند، والمشاخص ثلاثون حبة من النجوم، والحروف 12 حبة (6 حبات في كل وجه) ومن الجانبين كلاليب حتى يثبت البرقع على الوجه· ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد كما يشير الباحث نجيب الشامسي، ان المرأة تضع البرقع على وجهها حال بلوغها سن النضج، ولا ترفعه عن وجهها حتى في بيتها، لكي لا يراها اي رجل غريب وتخلع البرقع اذا آوت الى فراشها او اذا وقفت للصلاة·
وعند بعض القبائل، يجوز للفتاة الشابة او المرأة المتزوجة ان ترفع عن وجهها البرقع، اذا نذرت نذرا كأن يتزوج اخوها او ولدها وتحيي هذه المناسبة بالمشاركة بالرقص مع الفتيات الصغيرات (النعاشات) حيث ترفع البرقع وتلف شعرها بفوطتها وهي تسير في حلبة الرقص، ثم لا ترفع الفوطة حتى لا ينتشر شعرها، وهي (تنعش) اي تميل برأسها وتطوح بشعرها يمينا وشمالا، علما بانها لا تفعل هذا امام عدد غفير من الغرباء او من افراد القبائل الاخرى، بل يقتصر ذلك على الاهل والاحباب وابناء الفريج (الحي)·
ومن الاشكال المعروفة للبراقع آنذاك شكلان هما: برقع بونجوم، وتكون هناك نجوم صغيرة من الذهب تثبت في اعلى البرقع اي على جبهة البرقع، وبرقع مشاخص، وتكون له مشاخص على الجانبين والمشاخص شكل من الحلى الذهبية·
البَّطُولة
الباحثة ظبية عبدالله محمد السليطي في دراسة لها عن الازياء القطرية، ذكرت بأن البرقع يسميه القطريون البطولة عند الحضر، اما البدو فيسمونه البرقع او البقر، وهو لباس الوجه ترتديه معظم السيدات القطريات المسنات على وجوههن، وكذلك بعض الشابات، ويعتبرنه سمة من سمات الزي النسائي القطري، الا انه اخذ في الانحسار بعد جيل الخمسينات، وعادة لا تخلع المرأة البطولة في سائر يومها الا عند النوم، والهدف كما تشير اليه الباحثة من لبس هذه القطعة على الوجه هو طلب الستر، حتى انه في الماضي كانت اسنان المرأة لا تظهر خلف البرقع حين تضحك او تأكل، وكانت المرأة اذا ما سافر زوجها داومت على لبس البطولة حتى اذا ما جاء، وخلعت البطولة له ظهر وجهها ابيض زاهيا، لانه لم يتعرض لعوامل الطقس المحيطة·
فالمرأة في بيتها كانت لا تخلع البطولة حتى امام ابنائها خجلا منهم، ولقلة الموارد المادية، كانت المرأة تلبس البرقع حتى يبيض لونه ويهترئ، مع احتفاظها بآخر جديد للمناسبات لليمالاي للتزين امام الناس، لذا فانها كانت تحتفظ ضمن حاجياتها، بمقص صغير وخيط أسود وابرة صغيرة حتى تسوي حافة البطولة السفلية اذا كانت طويلة جدا مع ميل النساء قديما الى لبس البطاطيل الطويلة الساترة لجميع اجزاء الوجه، قد يصل طول بعضها الى النحر ماعدا العينين، واذا ما لبست الفتاة البطولة قيل عنهابسطلة او يقال: فلانه اهلها بطلوها·
أنواع البطولة
هناك نوع يسمى بطولة شارحي وتلبسها حاليا النساء الحضريات من معظم سيدات جيل الاربعينات فما فوق وقد كانت تلبسها البدويات قبل لبسهن للبرقع القماش، وكانت تسمى عندهن برقع مصقول، وقد لبسته البدويات قبل ان يعرفن النقاب او ما يسمى بالمقرون او البقر، ولفظ البطولة من الالفاظ غير العربية، فاللفظ بالفارسية ربما كان من الالفاظ المركبة من لفظين ومعنيين، واصل اللفظ هوبتو وهو غطاء يصنع من الصوف او الوبر، والبطولة غطاء مواضع في الجسد لا يجب ان تظهر لاحد وهذا اجتهاد يحتاج الى مزيد من البحث لاثباته·
أما الفرصة، وهي اللزم المطلوبة او الثنيات في الجبهة العليا من الجبهة المسماة سج ويتطلب عملها مهارة معينة وكلما عرضت الجبهة كلما صعب زمها، وربما بيعت البطولة في السابق بدون فرصة وكانت من تشتريها تأخذها لمن تجيد ذلك، وقد تخاط وتزم باليد اما الآن فقط استعانت خياطات البراقع بماكينة الخياطة لتوفير السرعة والدقة في الانتاج والانجاز، وتميل المرأة كبيرة السن حاليا وفيما قبل اي طلب الجبهة العريضة تستر جبهتها، اما الصغيرات نسبيا فيملن الى طلب الجبهة قليلة العرض، وتوضع على الجبهة من الخلف قطعة قماش خاصة تشبه اللصق، الغرض منها حفظ جبهة المرأة من الاتساخ بصبغ البطولة·
أما القرضة، فهي من أجزاء البطولة وهي فتحة العين وكانت ذات شكل لوزي غير واضحة الاتساع الا فيما يتعلق بالبرقع الرئيسي، فقد كانت القرضة فيه واسعة جدا وهو يشبه برقع نساء الامارات في الوقت الحاضر، وكانت قرضة البرقع تخاط باليد، اما الآن فتخاط بآلات الخياطة، وفي وقتنا درجت بعض السيدات الصغيرات في السن نسبيا واللواتي يلبسن البراقع، ويخجلن من خلعها كلية الى توسيع قرضها وتقصير طولها الكلي الى درجة اصبحت فيها البراقع اشبه باقنعة التنكر الصغيرة·
خدود البطولة
خدود البطولة: وهي الجزء الرئيسي فيها والملامس لخد المرأة والأنف والشفة والتي تمثل الاجزاء المطلوب تغطيتها، والسيف، وهو عود عريض يتوسط البطولة ويعلو الانف ويخاط قماش البطولة بحيث يسمح لهذا العود بالدخول من اسفلها بعد اتمامها، وهو عادة ما يؤخذ من البامبو او اعواد الباسجيل، اما حاليا فتستخدم اعواد الايس كريم او اعواد الكشف الطبي على الحلق، وتميل السيدات الكبيرات في الوقت الحاضر، كما في الماضي الى طلب السيف العريض اما من هن اصغر سنا فيقبلن على السيف الرفيع الصغير·
ومسامير البطولة، وهما عودان صغيران بطول الاصبع دقيقان مهذبان من خشب البامبو، وتستخدم المسامير على جانبي البطولة، ووظيفتها شد البطولة حفاظا على مظهرها من التهدل، وهناك حلاق البطولة او حلاقا البطولة وهما قطعتان من الذهب او الفضة او الخوص تخاطان بين البطولة والخيط، وقد يصل طولها الى طول الاصبع، والحلاق بالنسبة للبطولة غير معمم على جميع النساء، ولا على كل البطاطيل، بل يمكن الاستغناء عنه خاصة فيما يتعلق بالبطولة داخل البيت·
والخيط البطولة المسمى سير، وجمعها سيور، ويجلب من كراتشي وبومباي، وعادة مايكون طويلا من الجهة اليمنى وقصيرا من الجهة اليسرى لتسهيل ربطه وفتحه، وينسدل منه خلف الظهر او على الصدر ويسمى كذلك سير عقال تشبيها له بالعقال الرجالي، وكانت النساء المقتدرات يتبارين في لبس البرقع الريس لاحتوائه على اضافات وملحقات من النجوم والربوع الذهبية وعادة ما يلبس في المناسبات طلبا للتزين·
وقماش البراقع، لا يصنع محليا بل يستورد من الخارج، وفي الغالب من بومباي بالهند، وربما ايضا من اصفهان بايران، إذ ورد في دليل الخليج ذكر قماش داكن، لم يسم، ويستعمل لعمل البراقع للسيدات موجود في اصفهان، ويستورد قماش البطولة على هيئة مطوية مستطيلة ومغلفة بورق رقيق، باللون النيلي اللامع تسمى المرود وتكفى المطوية لصنع من 40 الى 50 بطولة خاصة اذا كان المرود من النوع الجيد، اما المرود غير الجيد كما هو موجود حاليا في الاسواق فيكفي لصنع من 10 الى 20 بطولة، ويفتح المرود للقص والخياطة فقط، ثم يطوى حتى لا يتكسر او يفقد لمعانه، والمراود أنواع مقسمة حسب الجودة وافضلها الثابت اللون نسبيا والذي لا يترك أثرا واضحا على الأيدي والوجوه، وأشهر أنواعه في السابق مرود اسود درجة ثبوت اللون فيه جيدة وتفضله نساء الحضر، ومرود أحمر غير ثابت اللون يترك اثرا لونيا على ايادي ووجوه من يستعملنه وتفضله نساء البدو·
براقع البدويات
تطلق على البراقع البدوية عدة مسميات هي: البرقع والنقبة والمقرون والبقرة، تلبس بعض فتيات البادية من سن العاشرة أو الثانية عشرة البراقع المصقولة الشبيهة ببطولة فتيات ونساء الحاضرة ويكون لبس البراقع عادة في الاعياد، وغالبا ماتلبس الفتاة البرقع وتنام حتى الصباح فاذا ما اصبحت وجدت وجهها ابيض اللون ولاكتمال زينتها يحك أو يدق الكركم ويوضع على وجهها، وقد يزين برقع الفتاة البدوية المصقول بالتلاوي ويربط بخيط من الصوف مبروم ومفرد، وموقعها فوق عين البرق، وتكون متراصة كخياط الآلة، ومن النساء من يرتدينه اليوم للزينة فقط أو لجذب انظار الآخرين، فالبرقع ايضا بشكله وتصميمه يمكن ان يشد الانتباه، اما النساء كبيرات السن فيلبسنه للحشمة أولا وايضا لكونه رمزا للعادات والتقاليد، فمن لا تلبس البرقع وهي كبيرة السن تشعر بكثير من الخجل لذلك فهو ينتشر في اوساط النساء المسنات
.................................................
والغشوه غير البرقع
هي الشيله التي تغطي بها المرأه وجهها وهي مستطيله من القماش الرقيق المصنوع
من القطن او الحرير توضع فوق الوجه مباشرة بعد ارتداء الشيله بلفها على راسها
فاما ان تكون الغشوه من الشيله التي تلفها على وجهها او من شيله منفصله .
والغرض من الغشوه هو الاحتشام لكي لا يرى الغريب وجه المرأه فحتى النسوه
اللاتي يرتدين البرقع يضعن الغشوه ايضا فوقه لاخفاء الوجه تماما .
وعندما تذهب لبيت الجيران تضع الغشوه وعند وصولها لبيت المرأه والسلام عليها
ترفع الغشوه وتثنيها على الرأس فوق العباءة ، وعندما تهم بالخروج تضعها على
وجهها مرة ثانيه ...
البرقع في المعجم:
- البـُرقـُع\ البـُرقـَع ُ: للدواب و لنساء الأعراب
- والمبرقعة: الشاة البيضاء الرأس ...
- والمبرقـِعة: غرة الفرس إذا أخفت جميع وجهه غير أنه ينظر في سواد ... يقال غرة مبرقعة
- وكما هي العادة في الأزياء أنها تختلف أشكالها من بلد إلى بلد, وكذلك تختلف أشكالها مع مرور الوقت.
وهي في الغالب ثلاثة أنواع لماعة تستخدم للزينة و الإحتشام .
أنواع البراقع :
1- الأحمر: أغلى و أجود الأنواع ...
2- الأصفر: أقل جوده من الأحمر ...
3- الأخضر: قليل الجوده .
ويصنع البرقع من:
1- الشيل: القماش الأساسي للبرقع (( يجلب من الهند ))
2- السيف: عصا خفيفة تثبت في منتصف البرقع لتكون على الأنف .
3- الشبق: نوع من القماش الصوفي أو القطني , أحمر اللون يستخدم كرباط للبرقع .
4- النجوم و الحلق: أو المشاخص ,, لتزيين البراقع .
العرض العادي
