مفكرة الإسلام: حثّ إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور
عبدالرحمن السديس المسلمين على تقوى الله عز وجل والعمل على طاعته
واجتناب نواهيه، ودعا إلى مراقبة النفس بالمحافظة على الأمانة ومطالباً
بإقامة هيئة عليا لإدارة الأزمات والكوارث وأخرى لمكافحة الفساد
والخيانة ترتبط بولي الأمر مباشرة.
وفي خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام قال الشيخ السديس:
"في عصر تكاثرت فيه الأزمات فإن من الواجب علينا التصدي لها بخطط
مدروسة ومنهجية وجهود مشتركة منظمة لدراسة الواقع واستشراف
المستقبل لها بإذن الله بين الأفراد والمؤسسات والإدارات والجمعيات
مع التمرس في إصدار القرارات الطارئة والحازمة التي تدك التلكؤ
والتقصير والعشوائية والنمطية والارتجالية".
وأضاف: "عسى أن تكون بذلك أن تقر الأعين وتبتهج النفوس بإقامة
هيئة عليا لإدارة الأزمات والكوارث وأخرى لمكافحة الفساد والخيانة
ترتبط بولي الأمر مباشرة الساهر على مصالح أمته وبلاده وشعبة".
إعلان العاهل السعودي الحرب على الفساد
وركز إمام وخطيب المسجد الحرام على أن من درر القرارات
التي أبهجت الأرواح من ولي الأمر ورائد الإصلاح في غرة العام
الهجري إعلانه الحرب على المفسدين والفساد في كافة المجالات
المالية والإدارية والاجتماعية ومحاسبة المقصرين في كارثة
السيول أيًا كان شأن المسؤول مع التأكيد على أن المحاسبة
ليست من ضروب التشفي والانتقاص وإنما هي عين
باصرة ناقبة من ذوي الشأن والاختصاص.
وتابع إمام وخطيب المسجد الحرام: "هذا المسلك لا يشكل
ظاهرة بحمد الله وهذا المنهج المرموق لتقسي آثار الفساد
والمحسوبية التي استزرعت بهتان العراقيل لهو مفتاح التغيير
الذي يجلي آفاق الإبداع والطموحات ويحفظ على الأمة قيامها
وتلاحمها وتراحمها ويعزز جانب الرقابة الذاتية وحس
المسئولية في القطاعات الحكومية والأهلية مع تربية الأجيال
على هذا الخلق الزكي والسلوك الشفاف السني لما يبعث
للأرواح الإرادات نحو المجد والريادة".
وقال الشيخ السديس: "خادم الحرمين الشريفين وفقه الله شمل
المعوزين ببالغ عنايته فحن لهم وشملهم بعطفه وخفف عنهم
مصابهم وواسى يتيمهم مشيراً إلى أن الجهات التطوعية
الخيرية السباقة المتنافسة بالأنموذج الفريد قدمت أروع
الصور في التكافل والتراحم وغوث المتضررين ومواساة
المكروبين ولا يستغرب ذلك من نفوس سمت
بالنبل وزكت بالفضل".