الشعرية المعاصرة في المملكة العربية السعودية ملامح وسمات .
الشعرية المعاصرة في المملكة العربية السعودية ملامح وسمات .
المؤلف : محمد بن إبراهيم الدبيسي .
حظيت التجربة الشعرية المعاصرة في المملكة العربية السعودية مؤخراً بالعديد من الدراسات التي هي بحاجة إلى المزيد منها ، والملاحظ أن هذه الدراسات تنحى منحى تطبيقياً يتناول نماذج من الإبداعات الشعرية التي تعكس ملامح هذه التجربة ، والكتاب الذي بين أيدينا هو نموذج لهذه الدراسات . يتضمن الكتاب الذي يقع في (185) صفحة من الحجم الصغير مدخلاً عن الملامح العامة للنص الشعري المعاصر في المملكة لكنه لا يتحدث عنها منبتةً بل من خلال حديث موجز عن المراحل التاريخية المتعاقبة التي وصل إلينا الشعر العربي من خلالها منذ نشأ عمود الشعر صياغة بنائية للقصيدة مروراً ببعض التغير في معطياته الشكلية العامة كما برزت فيما يسميها الحداثة المبكرة في تجربة أبي تمام مروراً بتجربة أبي نواس حيث تغير عمود الشعر وبادت الأطلال مع أن البناء الشكلي للقصيدة ظل على نمط القصيدة الجاهلية ونظامها ، ويتوالى استعراض المؤلف لهذه الحقب التاريخية ليصل إلى ما شهده الشعر العربي نهاية الأربعينيات من القرن الميلادي العشرين من تجديد في مساره مسترفداً جوهر العملية الإبداعية في الشعر العربي القديم .
وبعد أن يؤكد أن ماقدمه شعراء القصيدة المعاصرة في المملكة العربية السعودية من دليل على أصالة هذه التجربة وإسقاطها لمرجعيتها العربية أيدلوجيا يوضح أن السنوات التي تلت عام 1397هـ ، شهدت تميزاً لمستوى القصيدة الحديثة في المملكة ويحدد الملامح الفنية لهذه القصيدة مدللاً على ذلك بالعديد من النماذج الشعرية التي تؤكد هذه السمات والملامح.
بعد ذلك ينتقل المؤلف إلى نماذج تطبيقية يتناول فيها مجموعة علي الحازمي الشعرية (خسران) ومجموعة لطيفة قاري "لؤلؤة المساء الصعب" و"أسئلة الرحيل" لمحمد عيد الخضراوي .
ثم يتناول بالدراسة قصيدة ثريا العريض "دون اسم" ، التي يتناول بالدراسة أيضاً قصيدتها "في استباحات السكون" ثم قصيدة أحمد الصالح "أضغاث أحلام" أما حمد العسعوس فيتناول مجموعته الشعرية "خطاب لوجه البحر" ثم يتناول قصيدته "الواقفة" بدراسة انتقائية عنوانها "المرأة الرفض وتأسيس العقل" ويجمع ذلك كله بملحق بالقصائد التي تناولها بالدراسة .
هذه الدراسة كما يقول صاحبها جاءت مقاربة قرائية لبعض منجزات الشعرية المعاصرة في المملكة العربية السعودية ممثلة في نماذج شعرية تعكس جانباً من ملامح التجربة تبقى كما هي المرحلة معينة من مراحل تكونها ومسارات تميزها وخصوصية سياقتها ، وتتمثل في نصوص مستقلة مسبوقة بلمحة إجمالية لأهم ملامح النص المعاصر في المملكة ومشتركها الدلالي وعموميات بناءاته الرؤيوية والتشكيلية ويلمس قارئها أن الكاتب قد وفق إلى حد كبير في بيان هذه الملامح لاسيما من خلال القراءات التطبيقية للنصوص .