دعوة إلى تناول الحليب في السحور واللبن في الفطور

[صديقة الاطفال]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دعوة إلى تناول الحليب في السحور واللبن في الفطور

د. محمد شاكراستشاري امراض وجراحة العظام بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض

يأتي رمضان هذا العام ونحن نستقبل بداية عقد خصصته الهيئات الطبية العالمية ليكون عقد العظام والمفاصل، فيه تتضافر الجهود، وتنظم الدراسات للعناية بالعظام ولنشر الوعي الصحي حول قوتها وسلامتها ووقايتها مما قد يعتريها، ولما كانت العلاقة وطيدة بين التغذية وصحة العظام وسلامتها.. ولما كانت نظم التغذية في رمضان تتغير وتتبدل،كان من الضروري ان ندلي بدلونا في هذا الموضوع مبينين كيف يؤثر الصيام على العظام، وما هي الوصايا التي يجب ان نتبعها في هذا الشهر العظيم؟ لبناء عظام أقوى وأصلب، ولكي تستمر العناية بالهيكل العظمي على مدار السنة من دون انقطاع؟ التغذية.. والعظام.. ورمضان.نعرف اليوم أكثر من أي وقت مضى أهمية الكالسيوم وفيتامين( د)كركنين أساسيين في تكوين العظام وبناء صلابتها.والاستثمار الحقيقي في صلابة العظام يكون أفضل ما يكون في المراحل الأولى من العمر.. مراحل الطفولة والمراهقة فنحن نعلم ان هيكلاً عظمياً قوياً وصلباً عند الأطفال واليافعين والشباب ورفع رصيدهم من "الثروة العظمية" يفيد كثيراً في الحماية من ان ينضب هذا الرصيد بسرعة وذلك في سنوات الشيخوخة عندما يتغلب الهدم على البناء ويبدأ العظم بفقدان ما أدخره من صلابة وقوة.ولا يعني التركيز على سن الطفولة ان نهمل الكهول والشيوخ.. فإن الدلائل قائمة على ان الاستمرار في التغذية السليمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د. تستمر على درجة كبرى من الأهمية في مختلف مراحل العمر إلاّ أننا نركز على مرحلة الطفولة لأهميتها من ناحية ولكونها فترة البناء وتكوين الرصيد "العظمي" الذي كلما كبر كان ذخراً للمستقبل، ولأننا نعاني من مقاومة الأطفال لشرب الحليب وكرههم له وفي نفس الوقت تعلقهم بشرب المياه الغازية التي تضر بقوة العظام وتضعف من صلابتها.والجدول "1" يوضح احتياج كافة فئات الأعمار للكالسيوم وما يقابله من الحليبويوضح الجدول "2" مصادر الكالسيوم الأخرى والتي من الممكن اللجوء إليها لاكمال ما قد ينقص نتيجة التقصير في تناول الحليبالأهمإلاّ ان الحليب يبقى هو المصدر الأهم وذلك لتوافر مواد أخرى مفيدة في الحليب مما يجعله غذاءً كاملاً، وصدق رسول الله ~ من قال: "من أطعمه الله طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأرزقنا خير منه، ومن سقاه الله لبناً، فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعرف ما يجزي، من الطعام والشراب إلاّ اللبن".أما فيتامين "د".. تلكم المادة الحيوية التي تنقل الكالسيوم وتساعد على امتصاصه وترسيبه في العظام فإن نقصها يؤدي إلى ضعف في العظام شديد يتجلى في مرض الكساح عند الأطفال ولين العظام عند الكبار.. وفيتامين "د" موجود بشكل خامل تحت الجلد وينطلق من مرقده هذا إذا ما لامست أشعة الشمس الجلد كما أنه موجود في زيوت الأسماك الزيتية مثل السردين والسلمون والتونة والماكريل والقد، كما أنه يوجد في الحليب المقوى بفيتامين د.ولا يفوتنا في هذه العجالة ان نذكر أهمية الفوسفور وفيتاميني "ج" و"ك" وكذلك التناؤل المتزن للبروتين "من دون اقلال أو افراط" في أهمية بناء العظام.(موائدنا)إذا كانت هذه هي اهمية الغذاء المتوازن في بناء العظام فكيف نستطيع تطبيق ذلك على موائدنا الرمضانية. لنحرص اشد الحرص على تناول الحليب في السحور واللبن في الافطار ولنشجع اولادنا وفتياتنا على ذلك.. لابل والاكثار من ذلك. ولتكن عبوة اللبن القاسم المشترك في جميع الموائد ولايفوتنا اهمية اللبن الزبادي والذي من المملكن ان يصاحب اي وجبة، ولنكثر من الاطعمة التي تطبخ باللبن ويكون هو العنصر الرئيسي فيها. لنكثر من تناول الخضروات والسلطات الغنية بالكالسيوم،والجرجير والبقدونس والنعناع والملوخية غنية بالكالسيوم ومفيدة. لنشجع اولادنا وربما انفسنا على تناول الجبنة ولاسيما في السحور فقطعة من الجبن تزن 100غ تحتوي على 670ملغ من الكالسيوم.(العادات السيئة.. والعظام.. ورمضان)وأولها التدخين.. نعم التدخين.. من كان يتصور ان للتدخين اثراً على العظام.. لقد ثبت بما لايدع مجالاً للشك ان التدخين يضعف العظام بشكل مباشر فهو يقلل من امتصاص الكالسيوم من الامعاء الى العظام، وهو يثبط الخلايا التي تبني العظام ويطعنها فلاتقوى على بناء العظام، ويكمل غدره بالعظام فيقوي الخلايا الهادمة للعظام فيزيد من شراهتها لتلتقم ما تبقى من العظام وتأتي عليه.كما انه يضعف العظام بشكل غير مباشر اذ ان نمط حياة المدخنين عادة ما يكون النمط الكسول المتراخي، والكسل والتراخي يضعفان العظام كما نعلم.فما احرانا ونحن نروض انفسنا بعبارات رمضان من صيام وقيام ان نروضها بالاقلاع عن كل ما هو ضار.. انها فرصة قيمة وثمينة.. ثلاثون يوماً يمتنع فيها المدخن عن التدخين 12ساعة في كل يوم فليذهب الى ابعد من ذلك وليروض نفسه وليقلع عن التدخين ما تبقى له من يومه ثم وبعد انقضاء الشهر ليستمر في الامتناع عن التدخين وفي ذلك انفاذاً لنفسه ولعظامه ولمن حوله وفيها الاجر الكبير ان شاء الله.(الوجبات السريعة "الرمم")والتي زخرت بها المطاعم. وازدانت باعلانتها الصحف والمجلات والشوارع تغري الاطفال واليافعين وربما الكبار ايضاً.. اصبحت تشكل جل غذاء اطفالنا وشبابنا وتغيرت اذواق هؤلاء الشبيبة وتشكلت هذا التشكل الدخيل والذي عانى ويعاني منه اهله الذين ابتكروه وروجوه.هذه الوجبات السريعة الغنية بالدهون والفقيرة بالمواد الغذائية المفيدة تحرم متناوليها من فوائد التغذية السليمة وتؤثر على اجسامهم ناهيك عن عظامهم.ومما يزيد الطين بلة.. ان هذه الوجبات لايحلو تناولها ولايستلذ متناولها الى اذا تصاحبت بالمشروبات الغازية والتي تبث ضررها على العظام واضعافها لها.وفي رمضان.. تُهزم هذه الوجبات الدخيلة أمام الموائد الرمضانية الحافلة والتي إن أحسنا تنويع اصنافها من خضار وألبان وفواكه اصبحت الفائدة مضاعفة.. فمن ناحية امتنعنا عن الوجبات الضارة.. ومن ناحية اخرى تناولنا ما يفيد..ولنضف فائدة اخرى.. دعونا نستغل رمضان هذا لتصحيح عادتنا الغذائية.. فإذا كنا قادرين على الابتعاد عن تلكم الاغذية ..... والمشروبات الغازية في رمضان فنحن قادرين على الاستمرار في ذلك في سبيل اجسام اصح وعظام اقوى.(التراويح والقيام والعظام)التراويح.. تلكم السنة المحببة الى النفس والتي طالما شاقت اليها النفس في رمضان، مصدر الراحة والطمأنينة للقلب والعقل تسمو في الروح وينشط البدن فيها وقوف طويل وركوع وسجود.ان في التراويح والقيام.. من ضمن ما فيها.. تقوية للجسم والعظام فمن المسلّم به ان الرياضات والحركات التي تكون فيها الارجل حاملة لوزن الجسم كالمشي وصعود السلالم.. وغيرها لها اثر كبير في تقوية العظام، ولكي تكمل الفائدة ويتضاعف الاجر انصح بالذهاب الى المسجد والرجوع منه مشياً فإن في ذلك اجر كبير وفائدة للعظام عظيمة.ادوية العظام والصيام.ان اغلب ادوية العظام وبالذات الادوية المضادة للالتهاب المضادة للروماتزم من الستيرورات يجب تناولها بعد الطعام.لذلك ننصح بأخذها بعد وجبة الفطور او السحور.وتتوفر لدى الصيدليات بعضاً من هذه العقاقير التي تؤخذ مرة واحدة باليوم وتغطي احتياج المريض لليوم بطوله فيمكن اللجوء اليها.اما المرضى الذين يأخذون حبوب الكالسيوم فننصحهم ان يأخذوها اثناء الوجبات.اما مرضى هشاشة او تخلخل العظام والذين يأخذون عقار الفوساماك والذي يجب ان يؤخذ بطريقة معينة وعلى معدة خاوية فنصح لهم بأن يأخذوه قبل السحور بساعة ويكونوا قبل ذلك قد امتنعوا عن الطعام لمدة 4ساعات.. اي يتوقف المريض عن الطعام تماماً عند الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً.. ثم يأخذ الدواء لفترة نصف ساعة فإذا ما انقضت النصف ساعة تناول المريض طعام السحور ثم قام الى صلاته.وختاماًان رمضان عبادة.. والهدف الأسمى منه هو اداء هذه الشعيرة العظيمة.. الا ان هناك لرمضان فوائد أجلّ من تُعد وأكثر من أن تحصى ولعل من اهمها هي تطويع النفس وردها الى ما ينفعها ويفيدها.فتعالوا في رمضان هذا نطوع فيما نطوع انفسنا لتقلع عما يضرها وتلتزم بما يفيدها.. من عادات غذائية وتدخين ورياضة.. لتتناغم هذه جميعا وتنصهر للعمل معنا وليس ضدنا

الصور المرفقة

 

التوقيع :

دعاء
"يا ودود يا ودود ، ياذا العرش المجيد ، يا مبدئ يا معيد، يا فعالا لما يريد،
أسألك بنور وجهك الذي ملئ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت
بها على جميع خلقك و أسألك برحمتك التي و سعت كل شيء، لا إله إلا أنت،
يا مغيث أغثني ، ثلاث مرات "