كثيرا ما نسمع الآيات في القرءان الكريم تتحدث عن الإنابة ولكن ما هي الإنابة إلي الله عز وجل
الإنابة إلي الله عز وجل موضوع هام جدا ويجب أن يتحلى به كل مسلم ملتزم لأن الله سبحانه وتعالي قال" وما يتذكر إلا من ينيب"
وقال عز وجل " تبصرة وذكري لكل عبد منيب"
وقال سبحانه"إن في ذلك لأية لكل عبد منيب"
وقال عز من قائل " ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب "
وقال " الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب"
وقال" وأنيبوا إلي ربكم وأسلموا له"
وقال " منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين"
ولكن ما معني الإنابة؟
الإنابة يعني الرجوع إلي الله. و معني الكلام أن هذه الإنابة أنت مأمور بها ومعني هذا أنك أمرت أن تنيب إلي الله وفطرت علي الإنابة إلي الله وأن تقيم وجهك للدين منيبا إليه سبحانه وتعالي.
وقد أخبر سبحانه أن ثوابه وجنته لأهل الخشية والإنابة فقال عز وجل :
"وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب"
وأخبر سبحانه أن البشري لا تكون إلا للمنيبين فقال سبحانه:
"والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلي الله لهم البشري فبشر عباد"
لذلك ينبغي علينا لكي نصل إلي فهم الدين جملة لابد أن ننيب إلي الله أي نرجع إليه.
والإنابة نوعان : إنابة لربوبيته وإنابة لألوهيته
أما الأولي فهي لجميع المخلوقات يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر قال تعالي:
"وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه" فهذه عامة تشمل الجميع.
أما الإنابة لألوهيته وهوما يعنينا فهي إنابة أوليائه إنابة عبودية ومحبة وهي تتضمن أربعة أمور.
أولا: محبته
ثانيا: الخضوع له والذل والانكسار
ثالثا: الإقبال عليه
رابعا: الإعراض عما سواه
والفرق بين الإنابة والتوبة
أن لفظة الإنابة تفيد الإسراع والتقدم فالمنيب هو المسرع إلي مرضات الله الراجع إليه في كل وقت هو المتقدم إلي محابه الراجع إلي الحق.
فمثلا إذا كنت تسير في الشارع ووقع بصرك علي امرأة تشعر أن قلبك يتألم ويرتجف جسدك خوفا من الله ويظل لسانك يستغفر حتى تدمع عينك وتسجد بعدها لله وتدعوه أن يغفر لك ومثل ذلك يحدث لك أيضا إذا فاتتك صلاة الجماعة أو زل لسانك في غيبة أو نميمة.
فهذا هو حال المنيب مع المعاصي أنه سريع الرجوع إلي الله كما يخبر عنه ابن القيم أنه ساعة ما يغويه الشيطان بمعصية ما فإنه يستدركها بعشرات الحسنات فيندم الشيطان علي أنه أوقعه في هذه المعصية.
هذه هي أول نقطة في الإنابة الإسراع والتقدم. فحاله هو" وعجلت إليك ربي لترضي " فعندما تخطئ أخي في الله يجب أن تسرع إلي الله.
ثانيا: الإعتذار. أي أنك تعتذر إلي الله سبحانه وتعالي عندما تقع في ذنب ما واعتذر أخي في الله بطريقتك أنت ولكن مع التعظيم و الإجلال والتوقير لله عز وجل.
ثالثا: الإصلاح وهو أن تكون عبد صالح.
اللهم أصلح قلوبنا وثبتنا علي الإيمان وعافنا من البلاء اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمييين.
باختصار من شريط (سبب المعصية الجهل بالدين) للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله.
لا تنسونا من الدعاء بظهر الغيب أن يرزقنا الله الإخلاص في القول والعمل وأن يرزقني الشهادة في سبيله.