تعد فترة نهايات الحكم العثماني وبدايات التحرر منه والدخول تحت نير الاستعمار الفرنسي في سوريا، فترة غنية جداً، ليس على الصعيد السياسي وحسب، بل على الصعيد الاجتماعي ايضاً... فلحظات التحول التاريخية قد لا تظهر بوضوح خلال سنين لكنها تظهر جلية على الشخوص واثر الاحداث فيها...
ورواية شذى استبد لمؤلفها فرحان ريدان تتناول تلك الحقبة من تاريخ بلاد الشام، وانعكاساتها على شخوص تلك الرواية التي تتصارع مع الحب والحياة ولقمة العيش والمشاعر الوطنية والانسانية والتناقض في المواقف والتحولات التي تتراكم مرجعياتها لتبدأ وكأنها حدثت فجأة: «كان لرائحة لبنان ووجه نورا اثران بالغان في نفس غالب، كأنما اطل على الدنيا فجأة من شرفة عالية، فصارت روحه اكثر عذوبة وذهنه اشد توقداً.. وخافت امه، فقد صار يسمع كلامها، وكف عن اشعال القطط والعواء في كوارة القمح، صار يساعدها في صمت كأنما كبر فجأة».
الرواية تعيدنا الى اجواء الريف الشامي في بدايات القرن الماضي، نظام البيوت وطرائق العيش الصعبة، وامتزاج الحياة البدوية بحياة الفلاحين، صراع العائلات فيما بينها من خلال تماسها مع الاتراك ومن بعدهم الفرنسيين.. طقوس بدائية متميزة من بلادنا وحياتنا، كتلك الطقوس والاجواء الغريبة كحكايا الجدات وذكريات الاجداد.