آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12035 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6879 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12737 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14062 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48257 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43249 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 35604 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20554 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20767 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 26686 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-17-2011, 01:16 AM   رقم المشاركة : 16
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الحادية عشرة

فـي الــشــــهـوة

قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : إذا ألقيت عليك شهوة النكاح في حالة الفقر وعجزت عن مؤنته فصبرت عنه منتظر الفرج من الباري عزَّ وجلَّ, إما بزوالها وإقلاعها عنك بقدرته التي ألقاها عليك وأوجدها فيك فيعينك أو يصونك وحياتك عن حمل مؤنتها أيضاً أو بإيصالها إليك موهبة مهنئاً مكفياً من غير ثقل في الدنيا ولا تعب في العقبى, وسماك الله عزَّ وجلَّ صابراً شاكراً لصبرك عنها راضياً بقسمته فزادك عصمة وقوة. فإن كان قسماً لك ساقها إليك مكفياً مهنئاً فينقلب الصبر شكراً, وهو عزَّ وجلَّ وعد الشاكرين بالزيادة في العطاء قال الله عزَّ وجلَّ : }لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ{.إبراهيم7.


وإن لم تكن قسماً لك فالغنى عنها بقلعها من القلب إن شاءت النفس أو أبت, فلازم الصبر وخالف الهوى وعانق الأمر وارض بالقضاء, وارج بذلك الفضل والعطاء, وقد قال الله تعالى : }إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ{.الزمر10.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:16 AM   رقم المشاركة : 17
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الثانية عشرة

فـي الـنـهـي عـن حـب الـمـال


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : إذا أعطاك الله عزَّ وجلَّ مالاً فاشتغلت به عن طاعته حجبك به عنه دنيا وأخرى, وربما سلبك إياه وغيرك وأفقرك لاشتغالك بالنعمة عن المنعم, وإن اشتغلت بطاعته عن المال جعله موهبة ولم ينقص منه حبة واحدة وكان المال خادمك وأنت خادم المولى, فتعيش في الدنيا مدللاً وفي العقبى مكرماً مطيباً في جنة المأوى مع الصديقين والشهداء والصالحين.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:17 AM   رقم المشاركة : 18
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثالثة عشرة

فـي الـتـســلـيـم لأمــر الله


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا تختر جلب النعماء ولا دفع البلوى، فالنعماء واصلة إليك إن كانت قسمك استجلبتها أو كرهتها, والبلوى حالَّةٌ بك إن كانت قسمك مقضية عليك سواء كرهتها أو رفعتها بالدعاء أو صبرت وتجلدت لرضى المولى, بل سلم في الكل, فيفعل الفعل فيك، فإن كانت النعماء فاشتغل بالشكر, وإن كانت البلوى فاشتغل بالتصبر والصبر, أو الموافقة والتنعم بها أو العدم أو الفناء فيها على قدر ما تعطى من الحالات وتنتقل فيها, وما تسير في المنازل في طريق المولى الذي أمرت بطاعته والموالاة, لتصل إلى الرفيق الأعلى, فتقام حينئذ مقام من تقدم ومضى من الصديقين والشهداء والصالحين, لتعاين من سبقك إلى المليك ومنه دنا, ووجد عنده كل طريفة وسروراً وأمناً, وكرامة ونعما.

دع البلية تزورك, خل من سبيلها, ولا تقف ولا تجزع من مجيئها وقربها, فليس نارها أعظم من نار جهنم ولظى, فقد ثبت في الخبر المروي عن خير البرية, وخير من حملته الأرض وأظلته السماء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن نار جهنم تقول للمؤمن جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي) فهل كان نور المؤمن الذي أطفأ لهب النار في لظى إلا الذي صحبه في الدنيا الذي لن يمر من أطاعها وعصى, فليطفئ هذا النور لهب البلوى, ولتجد برد صبرك وموافقتك للمولى وهيج ما حل بك من ذلك ومنك دنا، فالبلية لم تأتك لتهلكك, لكنها تأتيك لتجربك وتحقق صحة إيمانك وتوثيق عروة يقينك ويبشرك باطنها من مولاك بمباهاته بك, قال الله تعالى : }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ{.محمد31. فإذا ثبت مع الحق إيمانك ووافقته في فعله بيقينك كل ذلك بتوفيق منه ومنة, فكن حينئذ أبداً صابراً موافقاً مُسَلِّمَاً لا تحدث فيك ولا في غيرك حادثة ما خرج عن الأمر والنهي, فإذا كان أمره عزَّ وجلَّ فتسامع وتسارع وتحرك ولا تسكن ولا تسلم للقدر والفعل, بل ابذل طوقك وجهودك لتؤدي الأمر, فإن عجزت فدونك الالتجاء إلى مولاك عزَّ وجلَّ, فالتجئ إليه وتضرع واعتذر, وفتش عن سبب عجزك عن أداء أمره وصدك عن التشوق لطاعته لعل ذلك لشؤم دعائك وسوء أدبك في طاعته, ورعونتك واتكالك على حولك وقوتك, وإعجابك بعلمك وشركك إياك بنفسك وخلقه, فصدك عن بابه, وعزلك عن طاعته وخدمته, وقطع عنك مدد توفيقه, وولى عنك وجهه الكريم, ومقتك وقلاك, وشغلك ببلائك دنياك وهواك، وإرادتك ومناك.


أما تعلم أن كل ذلك مشغول عن ذلك, وقاطعك عن عين الذي خلقك ورباك، وخوّلك وأعطاك وأحياك.

احذر لا يلهيك عن مولاك غير مولاك, وكل من سوى مولاك غيره, فلا تؤثر عليه غيره فإنه خلقك له, فلا تظلم نفسك فتشغل بغيره عن أمره فيدخلك النار التي وقودها الناس والحجارة فتندم, فلا ينفعك الندم, وتعتذر فلا تعذر, وتستعتب فلا تعتب, وتسترجع إلى الدنيا لتستدرك وتصلح فلا ترجع.

ارحم نفسك وأشفق عليها, واستعمل الآلات والأدوات التي أعطيتها في طاعة مولاك من الفعل والإيمان والمعرفة والعلم.


استضيء بنورهما في ظلمات الأقدار, وتمسك بالأمر والنهي, وسيرهما في طريق مولاك وسلم ما سواهما إلى الذي خلقك وأنشأك, فلا تكفر بالذي خلقك من تراب ورباك, ثم من نطفة ثم رجلاً سواك، ولا ترد غير أمره, ولا تكره غير نهيه.

اقنع من الدنيا والأخرى بهذا المراد واكره فيهما هذا المكروه, فكل ما يراد تبع لهذا المراد, وكل مكروه تبع لهذا المكروه.

إذا كنت مع أمره كانت الأكوان في أمرك, وإذا كرهت نهيه فرت منك المكاره أين كنت وحللت.

قال الله عزَّ وجلَّ في بعض كتبه : (يا ابن آدم أنا الله لا إله إلا أنا أقول للشيء كن فيكون ، أطعني أجعلك تقول للشيء كن فيكون) وقال عزَّ وجلَّ : (يا دنيا من خدمني فاخدميه ومن خدمك فأتعبيه) فإذا جاء نهيه عزَّ وجلَّ فكن كأنك مسترخي المفاصل, مسكن الحواس, مضيق الذرع، متماوت الجسد، زائل الهوى, منطمس الوسوم، منمحي الرسوم، منسي الأثر, مظلم القنا, متهدم البناء، خاوي البيت, ساقط العرش, لا حس ولا أثر, فليكن سمعك كأنه أصم وعلى ذلك مخلوق، وبصرك كأنه معصب أو مرمود أو مطموس, وشفتاك كأن بهما قرحة وبثوراً, ولسانك كأنه به خرساً وكلولاً، وأسنانك كأن بهما ضرياناً وألماً ونشورا, ويداك كأن بهما شللاً وعن البطش قصورا, ورجلاك كأن بهما رعدة وارتعاشاً وجروحاً, وفرجك كأن به عنة وبغير ذلك الشأن مشغولا, وبطنك كأن به امتلاء وارتواء وعن الطعام غنى, وعقلك كأنك مجنون ومخبول, وجسدك كأنك ميت وإلى القبر محمول, فالتسامع والتسارع في الأمر, والتعاقد والتجاعد والتقاصر في النهي, والتماوت والتعادم والتفاني في القدر, فاشرب هذه الشربة, وتداو بهذا الدواء, وتغذ بهذا الغذاء، تنجح وتشفى, وتعافى من أمراض الذنوب وعلل الأهواء, بإذن الله تعالى إن شاء الله.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:18 AM   رقم المشاركة : 19
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الرابعة عشرة

فـي إتـبـاع أحـوال الـقــوم


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا تدع حالة القوم يا صاحب الهوى أنت تعبد الهوى وهم عبيد المولى, أنت رغبتك في الدنيا ورغبة القوم في العقبى, أنت ترى الدنيا وهم يرون ربّ الأرض والسماء, وأنت أنسك بالخلق وأنس القوم بالحق، أنت قلبك متعلق بمن في الأرض وقلوب القوم بربّ العرش, أنت يصطادك من ترى وهم لا يرون من ترى بل يرون خالق الأشياء وما يرى, فاز القوم به وحصلت لهم النجاة, وبقيت أنت مرتهناً بما تشتهي من الدنيا وتهوى، فنوا عن الخلق والهوى والإرادة والمنى فوصلوا إلى الملك الأعلى, فأوقفهم على غاية ما رام منهم من الطاعة والجد والثناء }ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{.المائدة54. فلازموا ذلك وواظبوا بتوفيق منه وتيسير بلا عناء, فصارت الطاعة لهم روحاً وغذاء, وصارت الدنيا إذ ذاك في حقهم نقمة وخزياً، فكأنها لهم جنة المأوى إذ ما يرون شيئاً من الأشياء حتى يروا قبله فعل الذي خلق وأنشأ فيهم ثبات الأرض والسماء, وقرار الموت والإحياء إذ جعلهم مليكهم أوتاداً للأرض الذي دحى, فكل كالجبل الذي رسى, فتنح عن طريقهم ولا تزاحم من لم يفده عن قصده الآباء والأبناء، فهم خير من خلق ربي وبث في الأرض وذرأ, فعليهم سلام الله وتحياته ما دامت الأرض والسماء.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:18 AM   رقم المشاركة : 20
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الخامسة عشرة

فـي الـخــوف و الـرجــاء


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : رأيت في المنام كأني في موضع شبه مسجد وفيه قوم منقطعون, فقلت : لو كان لهؤلاء فلان يؤدبهم ويرشدهم, فأشرت إلى رجل من الصالحين فاجتمع القوم حولي فقال واحد منهم : فأنت لأي شيء لا تتكلم ؟ فقلت : إن رضيتموني ذلك, ثم قلت : إذا انقطعتم من الخلق إلى الحق فلا تسألوا الناس شيئاً بألسنتكم, فإذا تركتم ذلك فلا تسألوهم بقلوبكم, فإن السؤال بالقلب كالسؤال باللسان.


ثم اعلموا أن الله }كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ{.الرحمن29. في تغيير وتبديل ورفع وخفض, فقوم يرفعهم إلى عليين, وقوم يحطهم إلى أسفل سافلين, فخوف الذين رفعهم إلى عليين أن يحطهم إلى أسفل سافلين, ورجاؤهم أن يبقيهم ويحفظهم على ما هم عليه من الرفع, وخوف الذين حطهم إلى أسفل سافلين, أن يبقهم ويخلدهم على ما هم فيه من الحط, ورجاؤهم أن يرفعهم إلى عليين, ثم انتبهت.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:19 AM   رقم المشاركة : 21
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة السادسة عشرة

فـي الـتـوكـل و مـقـامـاتـه


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : ما حجبت عن فضل الله ونعمه إلا لاتكالك على الخلق والأسباب, والصنائع والاكتساب, فالخلق حجابك عن الأكل بالسنة وهو المكسب, فما دمت قائماً مع الخلق راجياً لعطاياهم وفضلهم سائلاً لهم متردداً إلى أبوابهم فأنت مشرك بالله خلقه, فيعاقبك بحرمان الأكل بالسنة الذي هو الكسب من حلال الدنيا, ثم إذا تبت عن القيام مع الخلق وشركك بربّك عزَّ وجلَّ إياهم ورجعت إلى الكسب فتأكل بالكسب وتتوكل على الكسب وتطمئن إليه وتنسى فضل الرب عزَّ وجلَّ, فأنت مشرك أيضاً، إلا أنه شرك خفي أخفى من الأول, فيعاقبك الله عزَّ وجلَّ ويحجبك عن فضله والبداءة به, فإذا تبت عن ذلك وأزلت الشرك عن الوسط, ورفعت اتكالك عن الكسب والحول والقوة, ورأيت الله عزَّ وجلَّ هو الرزاق, وهو المسبب والمسهل والمقوي على الكسب, والموفق لكل خير والرزق بيده, تارة يواصلك به بطريق الخلق على وجه المسألة لهم في حالة الابتلاء أو الرياضة أو عند سؤالك له عزَّ وجلَّ, وأخرى بطريق الكسب معاوضة وأخرى من فضله مبادأة من غير أن ترى الواسطة والسبب, فرجعت إليه واستطرحت بين يديه, ورفع الحجاب بينك وبين فضله, وباداك وغذاك بفضله, عند كل حاجة على قدر ما يوافق حالك, كفعل الطبيب الشفيق الرقيق الحبيب للمريض حماية منه عزَّ وجلَّ, وتنزيهاً لك عن الميل إلى من سواه, يرضيك بفضله, فإذاً ينقطع عن قلبك كل إرادة وكل شهوة ولذة ومطلوب ومحبوب, فلا يبقى في قلبك سوى إرادته عزَّ وجلَّ, فإذا أراد أن يسوق إليك قسمك الذي لابدّ من تناوله وليس هو رزقاً لأحد من خلقه سواك, أوجد عندك شهوة ذلك القسم وساقه إليك, فيواصلك به عند الحاجة, ثم يوفقك ويعرفك أنه منه وهو سائقه إليك ورازقه لك, فتشكره حينئذٍ وتعرف وتعلم, فيزيدك خروجاً من الخلق وبعداً من الأنام, وأخليت الباطن عما سواه عزَّ وجلَّ, ثم إذا قوي علمك ويقينك, وشرح صدرك ونور قلبك, وزاد قربك من مولاك ومكانتك لديه عنده، وأهليتك لحفظ الأسرار علمت متى يأتيك قسمك كرامة لك وإجلالاً لحرمتك فضلاً منه ومنة وهداية, قال الله تعالى : }وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ{.السجدة24. وقال الله تعالى : }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{.العنكبوت69. وقال تعالى : }وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ{.البقرة282. ثم يرد عليك التكوين فتكون بالإذن الصريح الذي هو لا غبار عليه والدلالات اللائحة كالشمس المنيرة, وبكلامه اللذيذ الذي هو ألذ من كل لذيذ, وإلهام صدق من غير تلبس مصفى من هواجس النفس ووساوس الشيطان الرجيم.


قال الله تعال في بعض كتبه : (يا ابن آدم أنا الله الذي لا إله إلا أنا أقول للشيء كن فيكون, أطعني أجعلك تقول للشيء كن فيكون), وقد فعل ذلك بكثير من أنبيائه وأوليائه وخواصه من بني آدم.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:20 AM   رقم المشاركة : 22
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة السابعة عشرة

فـي كـيـفـيـة الـوصـول إلـى الله بـواســطـة الـمـرشــد


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : إذا وصلت إلى الله قربت بتقريبه وتوفيقه، ومعنى الوصول إلى الله عزَّ وجلَّ خروجك عن الخلق والهوى والإرادة والمنى, والثبوت مع فعله ومن غير أن يكون منك حركة فيك ولا في خلقه بك، بل بحكمه وأمره وفعله, فهي حالة الفناء يعبر عنها بالوصول، فالوصول إلى الله عزَّ وجلَّ ليس كالوصول إلى أحد من خلقه المعقول المعهود }لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{.الشورى11. جلَّ الخالق أن يشبه بمخلوقاته أو يقاس على مصنوعاته, فالواصل إليه عزَّ وجلَّ معروف عند أهل الوصول بتعريفه عزَّ وجلَّ لهم كل واحد على حدة لا يشاركه فيه غيره, وله عزَّ وجلَّ مع كل واحد من رسله وأنبيائه وأوليائه سر من حيث هو لا يطلع على ذلك أحد غيره, حتى أنه قد يكون للمريد سر لا يطلع عليه شيخه, وللشيخ سر لا يطلع عليه مريده الذي قد دنا سيره إلى عتبة باب حالة شيخه, فإذا بلغ المريد حالة شيخه أفرد عن الشيخ وقطع عنه، فيتولاه الحق عزَّ وجلَّ فيفطمه عن الخلق جملة, فيكون الشيخ كالضئر والداية, لا رضاع بعد الحولين, ولا خلق بعد زوال الهوى والإرادة. الشيخ يحتاج إليه ما دام ثم هوى وإرادة لكسرهما, وأما بعد زوالهما فلا, لأنه لا كدورة ولا نقصان, فإذا وصلت إلى الحق عزَّ وجلَّ على ما بينا فكن آمناً أبداً من سواه عزَّ وجلَّ فلا ترى لغيره وجوداً البتة, لا في الضر ولا في النفع, ولا في العطاء ولا في المنع, ولا في الخوف ولا في الرجاء, هو عزَّ وجلَّ }أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ{.المدثر56. فكن أبداً ناظراً إلى فعله مترقباً لأمره. مشتغلاً بطاعته, مبايناً عن جميع خلقه دنيا وأخرى.



لا تعلق قلبك بشيء منهم واجعل الخليقة أجمع كرجل كَتَّفَهُ سلطان عظيم ملكه شديد أمره, مهولة صولته وسطوته, ثم جعل الغل في رقبته ورجليه, ثم صلبه على شجرة الأرزة، على شاطىء نهر عظيم موجه, فسيح عرضه, عميق غوره, شديد جريه, ثم جلس السلطان على كرسيه, عظيم قدره, عال سماؤه, بعيد مرامه ووصوله, وترك إلى جنبه أحمالاً من السهام والرماح والنبل وأنواع السلاح والقسى ومما لا يبلغ قدرها غيره, فجعل يرمي إلى المصلوب بما شاء من ذلك السلاح, فهل يحسن لمن يرى ذلك أن يترك النظر إلى السلطان والخوف منه والرجاء له وينظر إلى المصلوب ويخاف منه ويرجوه, أليس من فعل ذلك يسمى في قضية العقل عديم العقل والحس مجنونا. بهيمة غير إنسان؟؟ نعوذ بالله من العمى بعد البصيرة, ومن القطيعة بعد الوصول, ومن الصدود بعد الدنو والقرب, ومن الضلالة بعد الهداية, ومن الكفر بعد الإيمان, فالدنيا كالنهر العظيم الجاري الذي ذكرناه كل يوم في زيادة ماء وهي شهوات بني آدم ولذاتهم فيها, والدواهي التي تصيبهم منها, وأما السهام وأنواع السلاح فالبلايا التي يجري بها القدر إليهم, فالغالب على بني آدم في الدنيا البلايا والآلام والمحن, وما يجدون من النعم واللذات فيها فمشوبة بالآفات إذا اعتبرها كل عاقل لا حياة له ولا عيش ولا راحة إلا في الآخرة إن كان مؤمناً, لأن ذلك خصوصاً في حق المؤمن. قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا عيش إلا عيش الآخرة) وقال عليه الصلاة والسلام : (لا راحة للمؤمن دون لقاء ربه) ذلك في حق المؤمنين . وقال صلى الله عليه وسلم : (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) . وقال عليه الصلاة والسلام : (التقي ملجم) فمع هذه الأخبار والعيان كيف يدعي طيب العيش في الدنيا. فالراحة كل الراحة في الانقطاع إلى الله عزَّ وجلَّ وموافقته, والاستطراح بين يديه, فيكون العبد بذلك خارجاً عن الدنيا، فحينئذ يكون الدلال رأفة ورحمة ولطفاً وفضلاً, والله أعلم.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:20 AM   رقم المشاركة : 23
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثامنة عشرة

فـي الـنـهـي عـن الـشـكـوى


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : الوصية لا تشكون إلى أحد ما نزل بك من خير كائناً من كان صديقاً أو عدواً ولا تتهمن الرب عزَّ وجلَّ فيما فعل فيك وأنزل بك من البلاء, بل أظهر الخير والشكر, فكذبك باظهارك للشكر من غير نعمة عندك خير من صدقك في إخبارك جلية الحال بالشكوى, من الذي خلا من نعمة الله عزَّ وجلَّ؟؟ قال الله تعالى : }وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا{.النحل18. فكم من نعمة عندك وأنت لا تعرفها؟؟ لا تسكن إلى أحد من الخلق, ولا تستأنس به, ولا تطلع أحداً على ما أنت فيه, بل يكون أنسك بالله عزَّ وجلَّ، وسكونك إليه وشكواك منه وإليه لا ترى ثانياً, فإنه ليس لأحد ضر ونفع, ولا جلب ولا دفع, ولا عزَّ ولا ذل, ولا رفع ولا خفض, ولا فقر ولا غنى, ولا تحريك ولا تسكين, الأشياء كلها خلق الله عزَّ وجلَّ وبيد الله عزَّ وجلَّ، بأمره وإذنه جريناها, وكل يجري لأجل مسمى, وكل شيء عنده بمقدار, لا مقدم لما أخر, ولا مؤخر لما قدم, قال الله عزَّ وجلَّ : }وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{.يونس107. فإن شكوت منه عزَّ وجلَّ وأنت معافى وعندك نعمة طالباً الزيادة وتعامياً عن ماله عندك من النعمة والعافية استهزاءً بها, غضب عليك وأزالهما عنك, وحقق شكواك, وضاعف بلواك، وشدد عقوبتك ومقتك وقلاك, وأسقطك من عينه : احذر الشكوى جداً ولو قطعت وقرض لحمك بالمقاريض.


إيَّاك إيَّاك ثم إيَّاك, الله الله ثم الله, النجاة النجاة, الحذر الحذر, فإن أكثر ما ينزل بابن آدم من أنواع البلاء بشكواه من ربِّه عزَّ وجلَّ. كيف يشتكى منه عزَّ وجلَّ وهو أرحم الراحمين, وخير الحاكمين, حكيم خبير, رؤوف رحيم, لطيف بعباده, وليس بظلام للعبيد, كطبيب حكيم حبيب شفيق لطيف قريب هل تتهم الوالدة الرحيمة, قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الله أرحم بعبده من الوالدة بولدها). أحسن الأدب يا مسكين, تصبّر عند البلاء إن ضعفت على الصبر, ثم اصبر إن ضعفت عن الرضا والموافقة, ثم أرض ووافق إن وجدت, ثن أفن إذا فقدت, أيها الكبريت الأحمر أين أنت أين توجد وترى؟؟ أما تسمع إلى قوله عزَّ وجلَّ : }كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{.البقرة216. طوى عنك علم حقيقة الأشياء وحجبك عنه, فلا تسيء الأدب فتكره بك أو تحب بك, بل اتبع الشرع في جميع ما ينزل بك إن كنت في حالة التقوى التي هي القدم الأولى, واتبع الأمر في حالة الولاية وخمود وجود الهوى ولا تجاوزه وهي القدم الثانية, وأرض بالفعل ووافق, وافن في حالة البدلية والغوثية والقطبية والصديقية, وهي المنتهى, تنح عن طريق القدر, خل عن سبيله, رد نفسك وهواك, كف لسانك عن الشكوى, فإذا فعلت ذلك, إن كان خيراً زادك المولى طيبة وسروراً ولذة, وإن كان شراً حفظك في طاعته فيه, وأزال عنك الملامة, وأفقدك فيه حتى يتجاوز عنك, ويرحل عند انقضاء أجله, كما ينقضي الليل فيسفر عن النهار, والبرد في الشتاء فيسفر عن الصيف, ذلك أنموذج عندك, فاعتبر بهم, ثم ذنوب وآثام وإجرام وتلويثات بأنواع المعاصي والخطيئات ولا يصلح لمجالسة الكريم إلا الطاهر عن أنجاس الذنوب والزلات, ولا يقبل على سدته إلا طيباً من درن الدعاوى والوهوسات، كما لا يصلح لمجالسة الملوك إلا الطاهر من الأنجاس وأنواع النتن والأوساخ، فالبلايا مكفرات مطهرات قال النبي صلى الله عليه وسلم : (حمى يوم كفارة سنة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:21 AM   رقم المشاركة : 24
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة التاسعة عشرة

فـي الأمـر بـوفـاء الـعـهـد و الـنـهـي عـن خـلـفـه


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : إذا كنت ضعيف الإيمان واليقين ووعدت بوعد وفِّ بوعدك, ولا تخلف كيلا يزول إيمانك ويذهب يقينك.

وإذا قوي ذلك في قلبك وتمكنت خوطبت بقوله : }إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ{.يوسف54. وتكرر هذا الخطاب لك حالاً بعد حال فكنت من الخواص بل من خواص الخواص ولم يبق لك إرادة ولا مطلب, ولا عمل تعجب به ولا قربة تراها, ولا منزلة تلمحها, فتسمو همتك إليها, فصرت كالإناء المنثلم الذي لا يثبت فيه مائع, فلا يثبت فيك إرادة ولا خلق ولا همة إلى شيء من الأشياء دنيا وأخرى, وطهرت مما سوى الله تعالى, وأعطيت رضاك عن الله عزَّ وجلَّ, ووعدت برضوانه عزَّ وجلَّ عنك, ولذذت ونعمت بأفعال الله عزَّ وجلَّ أجمع, فحينئذ توعد بوعد, فإذا اطمأننت إليه ووجدت فيه إمارة إرادة ما نقلت عن ذلك الوعد إلى ما هو أعلى منه, وصرفت إلى أشرف منه, وعوضت عن الأول بالغنى عنه, وفتحت لك أبواب المعارف والعلوم وأطلعت على غوامض الأمور وحقائق الحكمة والمصالح المدفونة في الانتقال من الأول إلى ما يليه ويزاد حينئذ في مكانتك في حفظ الحال ثم المقال, وفي أمانتك في حفظ الأسرار وشرح الصدور وتنوير القلب وفصاحة اللسان والحكمة البالغة في إلقاء المحبة عليك, فجعلت محبوب الخليقة أجمع الثقلين وما سواهما دنيا وأخرى. إذا صرت محبوب الحق عزَّ وجلَّ, والخلق تابع للحق جلَّ وعلا, ومحبتهم مندرجة في محبته, كما أن بغضهم يندرج في بغضه عزَّ وجلَّ. فإذا بلغت المقام الذي ليس فيه إرادة شيء البتة جعلت لك إرادة شيء من الأشياء, فإذا تحققت إرادتك لذلك الشيء أزيل الشيء وأعدم, وصرفت عنه فلم تعطه في الدنيا, وعوضت عنه الأخرى بما يزيدك قربة وزلفى إلى العلي الأعلى, وما تقر به عيناك في الفردوس الأعلى وجنة المأوى, وإن كنت لم تطلب ذلك وتأمله وترجوه وأنت في دار الدنيا التي هي دار الفناء والتكاليف والعناء, بل رجاؤك وأنت فيها وجه الذي خلق وبرأ ومنع وأعطى, وبسط الأرض ورفع السماء إذ ذاك هو المراد والمطلوب والمنى, وربما عوضت عن ذلك بما هو أدنى منه أو مثله في الدنيا بعد انكسار قلبك وبصرك, حينئذ يصدك عن ذلك المطلوب والمراد, وتحقيق العوض في الأخرى على ما ذكرنا وبينا, والله سبحانه أعلم.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:22 AM   رقم المشاركة : 25
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم



المقالة العشرون

فـي قـولـه صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم :
(( دع مـا يُـريـبـك إلـى مـا لا يـريـبـك ))


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : دع ما يريبك إذا اجتمع مع مالا يريبك, فخذ بالعزيمة الذي لا يشوبها ريب ولا شك, ودع ما يريبك, فأما إذا تجرد المريب المشوب الذي لم يصف عن حز القلب وحكه فتوقف فيه وانظر الأمر فيه, فإن أمرت بتناوله تناوله فدونك وإن أمرت بالكف عنه ومنعت فكف, فليكن ذلك عندك كأنه لم يكن ولم يوجد, ارجع إلى الباب وابتغ عند ربّك الرزق, وإن ضعفت عن الصبر أو الموافقة أو الرضا أو الفنا فهو عزَّ وجلَّ لا يحتاج أن يذكر فليس بغافل عنك وعن غيرك, وهو عزَّ وجلَّ يطعم الكفار والمنافقين والمدبرين عنه فكيف ينساك؟؟ أيها المؤمن الموحد المقبل على طاعته والقائم بأمره في آناء الليل وأطراف النهار.

( وجه آخر ) دع ما في أيدي الخلق فلا تطلبه ولا تعلق قلبك به, ولا ترجو الخلق ولا تخافهم, وخذ من فضل الله عزَّ وجلَّ وهو ما لا يريبك, وليكن لك مسؤول واحد ومرجو واحد ومخوف واحد وموجود واحد وهمة واحدة وهو ربك عزَّ وجلَّ الذي نواصي الملوك بيده وقلوب الخلق بيده التي هي أمراء الأجساد, وأموال الخلق له عزَّ وجلَّ, وهم وكلاؤه وأمناؤه, وحركة أيديهم بالعطاء لك بإذنه عزَّ وجلَّ وأمره وتحريكه, وكفها عن عطائك ذلك, قال الله عز وجل : }وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ{.النساء32. وقال تعالى : }إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{.العنكبوت17. وقال سبحانه : }وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ{.البقرة186. وقال تعالى : }ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ{.غافر60. وقال تعالى : }إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ{.الذاريات58. وقال تعالى : }إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ{.آل عمران37.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:24 AM   رقم المشاركة : 26
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم



المقالة الحادية والعشرون

فـي مـكـالـمـة إبـلـيـس نـعـوذ بالله مـنـه


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : رأيت إبليس اللعين في المنام وأنا في جمع كثير فهمّمت بقتله, فقال لي لعنه الله لم تقتلني وما ذنبي؟؟ إن جرى القدر بالشر فلا أقدر أغيره إلى خير وأنقله إليه, وإن جرى بالخير فلا أقدر أغيره إلى شر وأنقله إليه, فأي شيء بيدي؟؟ وكانت صورته على صورة الخناثي لين الكلام مشوه الوجه طاقات شعر في ذقنه حقير الصورة دميم الخلقة, ثم تبسم في وجهي تبسم خجل ووجل وذلك في ليلة الأحد ثاني عشر من ذي الحجة من سنة ستة عشر وخمسمائة, والله الهادي لكل خير.




آخر تعديل عمر نجاتي يوم 04-18-2022 في 10:35 AM.
رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:26 AM   رقم المشاركة : 27
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


صلواة سلطان الاولياء عبد القادر كيلاني قدس الله سره

اَلصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حبيبَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خليل اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ خَلْقِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ عَرْشِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اَمينَ وَحْىِ اللّٰهِ،

اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ زَيَّنَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ شَرَّفَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ كَرَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَزَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ سَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنِ اِخْتَارَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ اْلاَوَّلينَ وَاْلاٰخِرينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَفيعَ الْمُذْنِبِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ النَّبِيينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَحْمَةً لِلْعَالَمينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اِمَامَ الْمُتَّقِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَينَ،

صَلَاوَاتُ اللّٰهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَاَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَحَمَلَةِ

عَرْشِهِ وَجَميعِ خَلْقِهِ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلٰى اٰلِهِ وَصَحْبِهِ اَجْمَعينَ.




رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:49 AM   رقم المشاركة : 28
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

فتوح الغيب
مقالات 22- 30
الشيخ الرباني عبدالقادر الجيلاني قدس سره


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:49 AM   رقم المشاركة : 29
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثانية والعشرون

فـي ابـتـلاء الـمـؤمـن عـلـى قـدر إيـمـانـه


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا يزال الله يبتلى عبده المؤمن على قدر إيمانه، فمن عظم إيمانه وكثر وتزايد عظم بلاؤه، الرسول بلاؤه أعظم من بلاء النبي، لأن إيمانه أعظم، والنبي بلاؤه أعظم من بلاء البدل وبلاء البدل أعظم من بلاء الولي، كل واحد على قدر إيمانه ويقينه. وأصل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إنا معشر الأنبياء أشد الناس بلاء ثم الأمثل فالأمثل) فيديم الله تعالى البلاء لهؤلاء السادات الكرام حتى يكونوا أبداً في الحضرة ولا يغفلوا عن اليقظة، لأنه يحبهم، فهم أهل المحبة يحبون الحق، والمحب أبداً لا يختار بعد محبوبه، فالبلاء خطاف لقلوبهم وقيد لنفوسهم، يمنعهم عن الميل إلى غير مطلوبهم والسكون والركون إلى غير خالقهم، فإذا دام ذلك في حقهم ذابت أهويتهم وانكسرت نفوسهم وتميز الحق من الباطل فتنزوي الشهوات والإرادات، والميل إلى اللذات والراحات دنيا وأخرى بأجمعها إلى ما يلي النفس ويصير السكون إلى وعد الحق عزَّ وجلَّ، والرضا بقضائه، والقناعة بعطائه، والصبر على بلائه، والأمن من شر خلقه إلى ما يلي القلب، فتقوى شوكة القلب، فتصير الولاية على الجوارح إليه، لأن البلاء يقوى القلب واليقين، ويحقق الإيمان والصبر، ويضعف النفس والهوى، لأنه كلما وصل الألم ووجد من المؤمن الصبر والرضا والتسليم لفعل الرب عزَّ وجلَّ، رضي الرب تعالى عنه وشكره، فجاءه المدد والزيادة والتوفيق. قال الله تعالى : }لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ{.إبراهيم7. وإذا تركت النفس بطلب شهوة من شهواتها ولذة من لذاتها من القلب فأجابها القلب إلى مطلوبها ذلك من غير أمر من الله تعالى وإذن منه حصلت بذلك غفلة عن الحق تعالى وشرك ومعصية، فعمهما الله تعالى بالخذلان والبلايا وتسليط الخلق،والأوجاع والأمراض والإيذاء والتشويش، فينال كل واحد من القلب والنفس حظ وإن لم يجب القلب والنفس إلى مطلوبها حتى يأتيه الإذن من قبل الحق عزَّ وجلَّ بإلهام في حق الأولياء، ووحي صريح في حق المرسلين والأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، فعمل ذلك عطاء ومنعاً، وعمهما الله بالرحمة والبركة، والعافية والرضا، والنور والمعرفة، والقرب والغنى والسلامة من الآفات، والنصر على الأعداء فاعلم ذلك وأحفظه وأحذر البلاء جداً في المسارعة إلى إجابة النفس والهوى، بل توقف وترقب في ذلك إذن المولى جلَّ جلاله، فتسلم في الدنيا والعقبى إن شاء الله تعالى.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 01:50 AM   رقم المشاركة : 30
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثالثة والعشرون

فـي الـرضـا بـما قـســم الله تـعـالـى


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : أرض بالدون وألزمه جداً حتى يبلغ الكتاب أجله فتنقل إلى الأعلى والأنفس، وبها تهنأ وفيه تبقى وتحفظ بلا عناء دنيا وأخرى ولا تبعة ولا عدوى، ثم تترقى من ذلك إلى ما هو أقر عيناً منه وأهنأ.

وأعلم أن القسم لا يفوتك بترك الطلب، وما ليس بقسم لا تناله بحرصك في الطلب والجد والاجتهاد، فاصبر وألزم الحال وأرض به، لا تأخذ بك حتى تؤمر، ولا تعطى بك حتى تؤمر، ولا تتحرك بك ولا تسكن بك، فتبتلى بك وبمن هو شر منك من الخلق لأنك بذلك تظلم والظالم لا يغفل عنه قال الله عزَّ وجلَّ : }وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً{.الأنعام129. لأنك في دار ملك عظيم أمره شديدة شوكته، كثير جنده نافذة مشيئته قاهر حكمه باق ملكه دائم سلطانه دقيق علمه بالغة حكمته عدل قضاؤه }لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ{.سبأ 3. لا يجاوزه ظلم ظالم فأنت أعظمهم ظلماً وأكبرهم جريمة، لأنك أشركت بتصرفك فيك وفى خلقه عزَّ وجلَّ بهواك. قال الله تعالى : }لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ{.لقمان13. وقال تعالى: }إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ{.النساء48_116. أتق الشرك جداً ولا تقربه، واجتنبه في حركاتك وسكناتك وليلك ونهارك، في خلوتك وجلوتك. وأحذر المعصية في الجملة في الجوارح والقلب واترك الإثم ما ظهر منه وما بطن. لا تهرب منه عزَّ وجلَّ فيدركك، ولا تنازعه في قضائه فيقصمك، وتتهمه في حكمه فيخذلك، ولا تغفل عنه فينبهك ويبتليك، ولا تحدث في داره حادثة فيهلكك، ولا تقل في دينه بهواك فيرديك ويظلم قلبك، ويسلب إيمانك ومعرفتك، ويسلط عليك شيطانك ونفسك وهواك وشهواتك وأهلك وجيرانك وأصحابك وأخلاءك وجميع خلقه حتى عقارب دارك وحياتها وجنها وبقية هوامها فينغص عيشك في الدنيا ويطيل عذابك في العقبى.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
سبق لك تقييم هذا الموضوع: