هي تراكم غير طبيعي للدهون في مخزون الأنسجة الدهنية في كل أجزاء الجسم , وهذا المخزون يزيد بزيادة العمر في البالغين ويميل للنقصان مرة ثانية بعد العقد السادس من العمر .
وتعتبر السمنة مشكلة صحية تفوق كل المشاكل الغذائية الآخرى حيث أنها تزيد في نسبة الوفيات كما أنها ترتبط بمشاكل عاطفية ونفسية . فهذا يعني أنها تؤثر على سلامة الفرد والعائلة والمجتمع .
-أسباب السمنة تكمن في :
1- عدم وجود ثقافة غذائية لدى الفرد العادي كما أنها تحدث نتيجة تناول الأغذية والمشروبات بشكل عشوائي وغير منظم وعدم ممارسة الرياضة باستمرار .
حيث أن معظم الناس يعتقدون أن المواد السكرية والنشويات هي المسؤولة عن زيادة الوزن , ولكن في حقيقة الأمر هناك عامل مهم جداً هو المسؤول بالدرجة الأولى عن السمنة وعن معظم أمراض الجسم ألا وهو زيادة نسبة الدهون في الأطعمة والتي ينتج عنها زيادتها في الدم والتي تؤثر على صحة الفرد العامة .
فأصبح تناول الطعام نوع من أنواع المتعة وليس لإسكات الجوع كما كان في السابق فقد قال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام (ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه حسب ابن آدم بعض لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) رواه مسلم
2- كما للعادات والتقاليد في مجتمعاتنا دور كبير في السمنة حيث يقضي الموظفون معظم أوقات عملهم وهم جلوس في مكاتبهم وعندما يعودون إلى منازلهم يتناولون الغداء ثم ينام الكثير منهم مباشرة ثم يستيقضون ليقضوا ساعات طويلة أمام التلفزيون مع تناول الوجبات الخفيفة للتسلية كالمكسرات والحلويات وغيرها . وأما تنقلاتهم فتكون بواسطة السيارات بحكم بعد المسافات وحرارة الجو .
3- كذلك بالنسبة للنساء فالمرأة أكثر قابلية للسمنة من الرجل بسبب الحمل والولادة .
كذلك تقل حركتهن في المنزل لتوفر الخدم الذين يقومون بأعمال البيت فيستسلمن للسمنة ويؤجلنا موضوع الرشاقة حتى يقترب موعد مناسبة كحفل زفاف أو غيرها فتسعى جاهدة لتخفيف وزنها حتى تستطيع ارتداء الملابس المناسبة لتبدو رشيقة أمام الناس فتسارع لتطبيق أنظمة رجيم قاسية ومضرة بالجسم في سبيل الوصول للهدف بسرعة . وما ان تنتهي المناسبة حتى تسارع للعودة إلى نظامها القديم فيبدأ وزنها يرتفع من جديد .
4- وللوراثة دور هام في حدوث السمنة ,فقد يولد الطفل وعنده قابلية للسمنة وخاصة إذا كان والديه بدينين . فقد بينت الدراسات أن الوراثة تلعب دوراً بنسبة 70% والبيئة 30% كعامل يؤدي إلى السمنة .
5- والغدد الصماء تلعب دوراً هاماً في أنشطة الجسم المختلفة وقد تؤدي إلى السمنة بسب الإفراط في إفرازاتها .
6- زيادة الهرمونات تزيد من كمية الدهون في الجسم خاصة في الرأس , العنق , الصدر , البطن , كذلك أثناء الحمل .
كذلك نقص هرمون الثيروكسين وهرمون الأنسولين تحدث زيادة في الوزن .
7- العوامل النفسية تلعب دور مهم في حدوث السمنة فالمرضى بالقلق أو الكآبة والإحباط يلجؤون للأكل لأنهم يجدون فيه بعض التنفيس عن انفسهم .
8- الشهية : في منطقة المهاد في الدماغ مركز للشهية واختلال عمل هذا المركز ينتج عنه زيادة في الوزن .
كتاب السمنة أسبابها ، طرق الوقاية منها ، علاجها
Cant See Links
سمنة أو مرض المجتمعات المتحضّرة كما يحلو للبعض أن يسميها، هذا المرض الذي تسلّل إلى البشرية و سرى فيها كما تسري النّار في الهشيم وأصبح يهدّد كيان مجتمعات بأكملها.
في العصور القديمة قليلا ما تطرق الأطباء للحديث عن هذا المرض لأنّه نادر الحدوث، وحتى أجدادنا لم يكن هذا المشكل مطروحا لديهم بالحدّة التي نشاهدها اليوم لأن أجسام أغلبهم كانت نحيلة ولا يعانون من السمنة أو أيا من مضاعفاتها: مرض السكري، ارتفاع في ضغط الدّم أو ارتفاع في نسبة الكولسترول.
إن تغير العادات الغذائية من جيل إلى آخر بالإضافة إلى دخول الكثير من المكوّنات غير الطبيعية في جميع أنواع الأغذية و الانتشار المذهل للمصبّرات و محلات الأكلات الخفيفة كلها عوامل ساهمت مساهمة مباشرة في انتشار السمنة واستفحالها.
اليوم هناك دولا كثيرة مثل أمريكا التي يعاني 50% من سكانها البالغين من السمنة، اليابان 30%، الدّول الغربية عموما 33%، السعودية أكثر من 33%, ودول الخليج العربي عموما أكبر من 50%. في مثل هذه الدّول جميعا تتعالى صيحات من أطباء و مختصين تدعو إلى التخلي عن العادات الغذائية السيئة و العودة إلى النّظم الغذائية الطبيعية الغنية بالخضراوات، الألياف النباتية, البروتينيات والامتناع عن تناول المنبهات كالمشروبات الكحولية و التدخين.
إنّه كلما تقدّمت البشرية وتطوّرت إلاّ وظهرت أمراض لم تكن في السابق كنتيجة لسلبيات هذه التكنولوجيا الحديثة، فسهولة إنجاز الأعمال و عدم التنقل كثيرا و المكوث لفترات طويلة أمام التلفاز أو الكمبيوتر و الاستغناء عن المشي تولد الكسل و الخمول و الرّكون إلى الرّاحة وفي ذلك كله فقدان لحيوية ونشاط الجسم.
لقد حاولت في هذا البحث أن أطرق موضوع السمنة بطريقة علمية أظنّها فريدة وغير مألوفة عند القارئ الفاضل، و أن أستكشف جوانب هذا المرض محاولا الإحاطة بكل زواياه من التعريف مرورا بالأسباب, الأعراض و الأخطار ثم العلاج بنوعيه الطبي و الجراحي.
يحتوي الكتاب على أربعة أبواب كل باب يعالج زاوية من زوايا السمنة المتشعبة وبشيء من التفصيل.
* في الباب الأوّل ستستفيد أخي القارئ أختي القارئة من بعض المعلومات العامّة عن الجسم ومكوناته, عن الوزن و الطرق المستعملة لتحديده (الوزن) و التعرف على الطريقة التي يمكن لك بواسطتها أن تصنّف نفسك فإذا كنت من الصنف السمين فأحذر أن يتحول ذلك إلى مرض، وإن كنت عاديا فحافظ على وزنك و رشاقتك.
ستتعرف كذلك في هذا الباب على أنواع السمنة، أعراضها, أخطارها و أسبابها.
* في الباب الثاني من الكتاب تطرّقت إلى كيفية تشخيص السمنة وتحديد درجة خطورتها و ما هي التحاليل اللازمة التي من خلالها يمكن لنا الوقوف على الأسباب الحقيقية للمرض.
كما أرفقت هذا الباب جدولين هامين لمعرفة نسب بعض مركبات ومكونات الدّم.
* في الباب الثالث تناولت موضوع الوقاية و العلاج.
فبالنسبة للوقاية حاولت أن أقف على بعض الجوانب في حياتنا اليومية من: عادات غذائية, نوعية الغذاء المتناول وكميته, الجهد العضلي الذي يبذله الفرد دون أن أتجاهل العامل الاجتماعي (من عادات وتقاليد, إرث ثقافي) وتوجيه ذلك كله الوجهة الصحيحة التي تعود بالفائدة على أبداننا. والحقيقة أن موضوع الوقاية من السمنة كتب فيه الكثير من المهتمين (أطباء متخصصون وعلماء التغذية) ولا يزال يحتاج إلى جهد أكبر من البحث و التنقيب ليحل محل العلاج ف (الوقاية خير من العلاج).
أمّا بالنسبة للعلاج بشقيه الطبي والجراحي فركزت على علاج بعض الأسباب المباشرة نظرا لأهميتها وخطورة التغاضي عنها وعدم أخذها بعين الاعتبار لما قد تسببه من مضاعفات قد تعيق العلاج نفسه ، وذكرت أهم الأدوية والطرق المتبعة في علاج السمنة: من عمليات جراحية متعارف عليها عالميا مذكّرا بدّواعي اللّجوء إليها، توقيتها، محاسنها وما بعد العملية الجراحية عموما مدعما ذلك ببعض الصوّر لتقريب الفهم.
* في الباب الرّابع ستتعرف على مستويات السمنة في بعض البلدان كما ستطلع كذلك على مسابقة لاختبار معلوماتك ومدى استيعابك لما جاء في هذا الكتاب وأن تكون من الذين يعملون جاهدين لتوعية المجتمع بأخطار ومساوئ هذا المرض.
لكن يبقى هذا الجهد جهد بشري يعتريه الكثير من النقص والتقصير ما لم يتفضّل القارئ الكريم بتسجيل ملاحظاته و تصويباته وحتى نقده البناء للكتاب و توجيهها إلي وسأتلقاها بصدر رحب آخذا بالمفيد منها وضمها للكتاب لاحقا بحول اللّه وتوفيقه. فهذا الكتاب موجه لك أخي القارئ أختي القارئة مهما كان مستواك فالأكيد أنّك ستجد فيه ما تبحث عنه ، هذا ما أتمناه.
أسأل اللّه أن ينفع به، و أن يكون كتابي هذا إضافة إيجابية في مكتبة الكتب الصحية في عالمنا العربي و الإسلامي وأن أكون عند حسن ظن القارئ الكريم الذي عودنا بالإطلاع على كل جديد وتمييزه الغث من السمين . فما أكثر ما كتب في هذا الميدان وما نشر من مواضيع عديدة لغرض الاستهلاك بعيدة كل البعد عن المعالجة العليمة المتجردة.
العرض العادي
