لا خوف على الإمارات محمد بن هويدن
المصدر: محمد بن هويدن
التاريخ: 02 سبتمبر 2012
نسمع هذه الأيام عن أمر لم نعهده في مجتمعنا وهو الأمر المتعلق بوجود تنظيم يحاول الإضرار بأهم مكسب حضاري تحقق لدولة الإمارات ألا وهو مكسب الأمن والاستقرار. وكم يُحزننا أن نجد من تربى على أرض هذا الوطن يحمل فكراً يُسيء لثوابت ومرتكزات هذه الدولة الحديثة في نشأتها العظيمة في إنجازاتها. مثل هؤلاء الأشخاص الذين يتلقون تعليماتهم من الخارج للإضرار بأمن واستقرار دولتهم التي آوتهم وعلمتهم وجعلتهم مُعززين ومكرمين أخلوا بأهم مبدأ من مبادئ الوطنية وهو الولاء والانتماء.
فلا يعقل أن يصف الإنسان نفسه بالوطني وهو يكن الولاء لغير قيادة بلده، فالعرف الدولي يقول انه من يثبت ضده التخابر مع الخارج ضد أمن واستقرار النظام في بلده يُعتبر خائنا بكل معنى الكلمة، ولا يحق أن يكون من أبناء تلك الدولة.
ولعل ما يزيد الحزن هو التمادي من البعض في محاولة الترويج لفكرهم والإدعاء بأن الدولة وأجهزتها الأمنية تتعامل بشكل غير إنساني مع مثل هؤلاء الأشخاص مفندين العديد من القصص غير الحقيقية ومروجين بوسائل إعلامية عدة لحوادث غير واقعية بهدف الإساءة لسمعة دولة الإمارات.
إن الاعتقاد السائد لديهم هو أن الاستمرار بمثل هذا العمل سيؤدي إلى كسب تعاطف مؤسسات حقوق الإنسان العالمية وبالتالي الضغط على الغرب لاتخاذ مواقف متشددة ضد الإمارات. ولعل في التمادي المستمر في مثل هذا العمل هو إصرار واضح على أن مثل هؤلاء الأشخاص بالفعل لا يحملون ولاء وانتماء للوطن.
الإمارات ليست دولة بوليسية ولم تكن كذلك منذ نشأتها، وعندما تقوم الجهات الأمنية باعتقال بعض الأشخاص لا يعني ذلك أن الدولة أصبحت بوليسية ولا تحترم حقوق الإنسان، وإلا ما هي مهمة الجهات الأمنية إلا تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة كل ما يمكن أن يعرض أمن البلد ومن يقيم عليها للتهديد، وهذا مرتبط بجميع الدول وليس حال الإمارات وحدها.
بكل بساطة هؤلاء الأشخاص مغرر بهم من قبل جهات خارجية لا تود للإمارات الأمن والاستقرار وتعتقد بأنها قادرة على أن تحقق أهدافها على أرض الإمارات، سواء كانت هذه الأهداف إنجاح مخطط عالمي لإقامة خلافة إسلامية من المغرب إلى أندونيسيا، أو محاولة زعزعة أمن واستقرار الإمارات لتحقيق مكاسب اقتصادية لها من خلال ضرب المنجز التنموي الذي تحقق على أرض دولة الإمارات، أو محاولة البعض إقامة نفوذ وتأثير لهم داخل الدولة.
في النهاية فإن هؤلاء هم أدوات في يد جهات خارجية تسعى لتحقيق أهدافها التخريبية على أرض دولتنا الحبيبة.
ولو لم يكن هذا الاتهام واضح لما تجرأت الدولة على الإعلان عنه، فالإمارات دولة عقلانية وتعلم جيداً كيف تتعامل مع الأوضاع من الناحية القانونية، ولا يمكن لها أن تُعلن عن مثل هذا الأمر إلا بعد أن تأكد أن لديها من الأدلة الدامغة ما يكفي لتأكيد إدعائها.
وإذا كان مثل هؤلاء كما يصفون أنفسهم بأنهم إصلاحيون، فالإصلاح لا يأتي من خلال تطبيق أجندة أطراف خارجية، بل ينطلق من احترام بيئة كل مجتمع وخصوصيته، وهو ما لا يحمله مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعلمون أن أبواب الحكام والمسؤولين مفتوحة أمام الجميع للتعبير عن آرائهم بكل صراحة وحرية.
إلا أننا نقول ان الوقت ما زال قائما أمام المتأثرين بمثل هؤلاء الأشخاص بأن يعودوا إلى رشدهم، ويبتعدوا عن الترويج لمثل هذا الفكر المهدد لأعظم منجز حضاري لهذه الأرض الطيبة وهو منجز الأمن والاستقرار، وأن يقولوا لمن يريد استغلالهم لا لتحقيق أهدافه البعيدة كل البعد عن مصلحة أهل الإمارات. فنحن في دولة رحيمة بأهلها، لأننا دولة محافظة تعتمد على العلاقة الأبوية بين الحاكم والمحكوم.
ولا يعتقد من هو منهم بأن الدولة لن تقبل عودته، بل على العكس لقد أثبتت التجربة السابقة كيف تعاملت الدولة بصدر رحب مع أولئك الذين غُرر بهم من قبل تنظيم القاعدة من أبناء الوطن حيث عادوا مواطنين يتمتعون بكل الحقوق والواجبات. فليعد مثل أولئك الأشخاص إلى أحضان الوطن ويبتعدوا عن السير وراء ما لا يفيدهم ولا يفيد أهليهم.
لا خوف على الإمارات من مثل هؤلاء الأشخاص وأتباعهم، فهم لا يمثلون مجتمع الإمارات المتمسك ببيئته المحافظة التي نجحت في خلق الاستقرار لنظامه السياسي، والازدهار لوضعه الاجتماعي والاقتصادي.
هؤلاء حفنة صغيرة نسأل الله لهم الهداية والعودة إلى الطريق الصحيح الذي أسس له آباؤنا المؤسسون الذين وضعوا نصب أعينهم تنمية الإنسان وازدهاره، ونجحوا في ذلك نجاحاً باهراً طال حياة كل شخص على أرض هذا الوطن بمن فيهم أولئك الذين ينتمون إلى مثل هذا الفكر المهدد لأمن واستقرار الدولة، وشهد لذلك القاصي والداني.
ولا خوف على الإمارات لأن مثل هذا الفكر لا يتمتع بأي شكل من أشكال التعاطف الشعبي الداخلي معه، فقوة الإمارات في تلاحمها الوطني والتفاف أبناء الوطن حول قيادتهم ونظامهم السياسي.
فإذا كانت الظروف مُهيئة لمثل هذا الفكر كي ينجح في بعض الدول التي عانت من الفقر والتخلف والبطالة والاستبداد والظلم فإنها وبكل بساطة غير متوفرة لدينا على الإطلاق، فبيئتنا لا يمكن أن تكون حاضنة لمثل هذا الفكر.
Cant See Links
الردود:
عبدالله ربيع خميس عبدالله 2 سبتمبر 2012 11:35
صح الله لسانك يابن هويدن نعم لاخوف على بلادنا الحبيبه الامارات الله يطول بعمر حكامنا ويحمى بلادنا من كل شر
يوسف الغريب 2 سبتمبر 2012 08:21
فعلأ لاخوف على دوله فيها شعب مثقف واعي وحكومه تدرك اهميه ان يكون المواطن هو اولأ ... ودئمأ اقول ان الدوله القويه من الداخل لا خوف عليها من التقلبات السياسيه الدوليه والاقليميه ... و يجب ان ندرك انه هناك دائمأ ضعاف النفوس الذين يمكن شرائهم او التلاعب ب افكارهم ... لذا على اجهزة الدوله المعنيه ان تكون متيقظه .و كذالك عندما يمس الحدث امن وسيادة الدوله يجب ان لايكون التعامل انساني بل عقلاني وهو الضرب بيد من حديد .