حضْنُ الدَّياجيرِ لا يُنْجي من المِحـــَنِ
أخْفَقْتَ في جولَة.. لا تأسَ من فَشَلٍ ضاع الذي ضاعَ.. هل تبكي مدى الزَمَنِ؟
اقرأْ معي أسْطُرَ الأيّــامِ يا ولدي شيــخٌ أنـا وكتـابُ العمرِ عَلَّمِـني
من عانقتْ قمّــةَ الأمجادِ هامـتُهُ مِنْ قَبْـلُ خَـرَّ، ولم يقنـطْ ولم يهـنِ
عرفتُ من زرعوا الآمـال ثم جَنَـتْ أكفُّهم وخــزاتِ الشَّجـوِ والـحزَنِ
مرَّتْ سنونَ رأيت الغرسَ زهـرَ مُنيً والطيرُ تصــدحُ بالبشـرى على الفنن
هل عندما حصدوا الآلام وانتكسـوا غابوا بكهف الدُّجى واليأس والإحـَنِ؟
قم يا بُنَّي فما زالت قـواكَ علـى دَفْـع الشدائـدِ لم تُقْهــَر ولم تَلـِنِ
إن لم تر الشمس في الآفاق ساطعـة
أطلق ضيا الصحو يخرق غيمه الدُّجـنِ
في الصدر بأسٌ فَقُمْ أشعل مواقده
مهما الدّجى اشتدّ..هل بأس الضياء يني؟
لا ترتضِ العيش في قاع الحياء فمـا
في جعبة القــاعِ غـيرُ الدودِ والعفَنِ!
والماء يصفو بأعلى النبع مشربــُهُ
وفي السفوح فلا تلقى سـوى الأسنِ
ما دمتُ حيًّا فلا تلتـف بالحزَن
إن يجرح المـرء هـل يلتـفُّ بالكَفَنِ؟
ضَمَّد جراحك بالعزم المضيء، ولا
تدفع بروحك نحو اليأس والوهــَنِ