شركــــــــاء بالنصــــــــــــف
ما كان لي حين كنت تاجرا- تصديرا واستيرادا- أن أقايض إستبرقا إلا بحرير لا بحشف تمر وسوء كيلة , وما فعلت أبدا........... وقد أتاني الله سبحانه وتعالى بدل القافلة قوافل , وبدل الدينار دنانير ....فتوسعت أطراف تجارتي , وشق اسم صاحبها الأفاق ...حمدا لله رب العالمين
وقد ألفت الرحلتين –شتاء وصيفا.... كما ألفتها قريش من ذي قبل ...........
بعت وابتعت...قايضت الصالح بالمصلح ... والحسن بالأحسن ...والمهم بالأهم ..وسايرت الركب... لم أخمد نار خيمتي – وما كان لنار خيمة البدوي أن تخمد مطلقا- وأكثرت من حراسها ..لا دفاعا ولا خوفا من غاصب مغتصب أو من جور جائر ...بل تلبية لنداء كل مستغيث ...كل تائه.. كل محتاج.. كل عابر سبيل.. ورحت بهذا أعلو سعادة وهناء رضا لله
وذات مساء نجم ثاقب مسوم هوى على خيمتي – وما أختار من بين الخيم إلا هي- مع أن باديتنا بها من الخيم الأجمل والأعظم .. وقع على خيمتي وما ترك أخضرا ولا يابسا إلا أتى عليه ..
حتى فرسي البرئ أصيب هو الآخر , وما أظنه بناج من إصابته, ................
ولا أدري أمن لطف القدر أن كنت على كثب أنتظر... حين لمحت برقا شق كبد السحاب بعد غياب للقمر, فكاد لمعانه أن يخطف مني البصر.....
وفي الحين عزمت شد رحالي وحزم أمتعتي على جواد محسن قدمه لي فأضحى شريكا لي ورفيقا وصديقا ... ولوفائه سلمته مقاليد الأمر .
ومر من الزمن أبيضه وأسوده ..تسارعت ضربات قلبه ..خشيت عليه.... فرحت أفتش عن دواء يشفيه .لكنه............................... لكنه أغمض عينيه وصدني صدا..................
فقلت في نفسي ما قيل[ لكن لا ضير أن أصف النجم في سراه, وإن لم استقر في مجراه]
فلعل مطر سوء أصابه, وأنا به لم أشعر ....... وحين أحضرت الدواء وقفت مليا أتأمله
لم يعرن اهتماما.. ولم يعبأ حتى بوجودي , أو أنه لم يشعر بي مطلقا , ظنا منه أني هجرته
دنوت منه وقلت له قولا علمته [ لا تدع قطار حياتك متوقفا كثيرا على محط اليأس , واحتفظ
بتذكرة الأمل..........]
يا شريكي....؟ أشرب الدواء هنيئا مريئا ..فما أنا بمغادرك وما كنت بك غدارا ...واعلم أن أمثالك لا يفتخر بهم إلا من كانوا أحرارا ...
أحمل علي ودعن أحمل عنك كل ما ينقض ظهرك , وإن كان للناس عليك ديون أقضيها أنا عليك ......لك مني ما أتاني الله النصف وثمنا تركة أمي هي لك... يا شريكي. يا رفيقي. يا صديقي , أقوالي رأس مالي , فأنا البدوي يا غالي ...... / إبراهيم تايحي