عادة ما ينتج مضاعفات عن مرض السكري وهما نوعان: مضاعفات حادة والتي قد تسبب حموضة في الدم خاصة لدى مرضى النوع الأول من السكري والذي يعتمد بشكل كامل على حقن الانسولين وعادة ما يتم علاجها من خلال حجز المريض بالمستشفى وإعطائه السوائل لتعويض نقص الانسولين المتسبب عن هذه الحالة.
ونفس الحالة تتكرر مع مرضى النوع الثاني من السكري مع استثناء وحيد هو عدم حدوث حموضة في الدم حيث يصاب المريض بحالة من جفاف أنسجة الجسم وضعف التركيز وقد تتطور الأمور إلى فقدان الوعي الكامل هذا ما أكده لنور الصحة الدكتور عماد جودة أخصائي الأمراض الباطنية والسكري بمستشفى إبراهيم عبيد الله برأس الخيمة.
مضاعفات مزمنة:
النوع الثاني من المضاعفات وهي تندرج تحت ضمن باب المضاعفات المزمنة ويمكن تقسيمها حسب الجهاز أو العضو الذي تأثر من الجسم وتنحصر في مضاعفات العيون والتي تتراوح مابين عتمة عدسة العين وتتطور حتى تصل إلى التأثير على الشبكية والتي قد تكون عاملا أساسيا في حدوث نزيف الشبكية ويتطور الأمر ليصل إلى انفصال الشبكية وهي من المضاعفات الخطيرة التي تتطلب تتدخل طبيب العيون للسيطرة عليها وفي بعض الأحيان يتم علاجها بالليزر.
النوع الثاني من المضاعفات وهو المضاعفات التي تتعلق بالكلى وتتراوح ما بين إفراز مادة الزلال في البول إلى مضاعفات متقدمة قد تؤثر في وظيفة الكليتين وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الفشل الكلوي وهو ما يستدعي إجراء عمليات الغسيل الكلوي بصورة منتظمة للسيطرة على نتائج هذه المضاعفات وفي النهاية فقد يضطر الطبيب إلى علاج أكثر تأثيراً وهو عمليات زرع الكلى.
الجهاز العصبي:
هناك أيضاً مضاعفات يتأثر بها الجهاز العصبي بأقسامه المختلفة المحيطة والمركزية وتظهر تداعياته في حدوث التنميل والخدر في الأطراف لكن يمكن أن تكون مصحوبة بمشاكل فيما يتعلق بعملية السيطرة على التبول ويدخل ضمنها أعراض أخرى مثل الدوار ومعظم تلك الأعراض يتم علاجها علاجات توقيتية للتخفيف من مضاعفاتها على هذه الأعضاء.
الجهاز الهضمي:
تظهر أعراض السكري على الجهاز الهضمي في انتفاخ البطن المصحوب في بعض الأحيان بإلقاء الناتج عن عدم إفراغ المعدة بشكل صحيح وهناك نسبة من المرضى لديهم استعداد للإصابة بالإسهال المزمن بسبب ضعف مناعة الجهاز الهضمي مع تأثر الأعصاب المغذية لهذا الجهاز.
أما المضاعفات الأكثر خطورة فتتمثل في حدوث ترسيبات وتصلب في الشرايين وما يتبعها من انسداد قد يسبب الجلطات القلبية والذبحات الصدرية.
كما أن كبار السن قد تكون المضاعفات اشد بالنسبة لهم على كافة أعضاء الجسم إذ تزداد نسبة الإصابة بالسكري بينهم وذلك بسبب حدوث تغيرات في استجابة البنكرياس لإفراز الأنسولين عند زيادة نسبة الجلوكوز بالدم، وكذلك اختلال التمثيل الغذائي للجلوكوز والمعتمد على الأنسولين.
وتعد أحد التغيرات الفسيولوجية التي تحدث عند الشيخوخة والتي تؤدي للإصابة بالسكري وبالرغم من ذلك فإن العوامل البيئية والمحيطة الأخرى مثل التغذية ونمط المعيشة لها دور كبير في حدوث الإصابة، كما أن بعض كبار السن قد يعانون من أمراض أخرى تستدعي علاجهم بأنواع من العقاقير التي تؤدي إلى ارتفاع سكر الدم.
ومعظم مرضى السكري الكبار يعانون من النوع الثاني من السكري وقد تكون هناك صعوبة في تشخيص السكري لدى كبار السن، حيث ان العلامات المرضية قد تكون غير واضحة فالأعراض الشائعة مثل فقدان الوزن والتعب وكثرة التبول قد لا تظهر على أنها بسبب السكري وقد تكون هناك أمراض أخرى يعاني منها المريض أو قد يشكو المريض من أعراض أخرى بسبب مضاعفات السكري المصاحبة مثل آلام القدمين أو ضمور العضلات.
النوع الثاني:
ويضيف د. عماد ان مرضى النوع الثاني الذين يعتمدون على الحبوب لابد من تعاطيهم الانسولين بعض مرحلة معينة من المرض والدراسات الحديثة تفضل الآن أن يتم العلاج من خلال إضافة الانسولين إلى المرضى خاصة كبار السن في وقت مبكر قبل أن يصبح من الصعب السيطرة على ارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتالي حدوث المزيد من المضاعفات.
وعادة ما نبدأ بجرعة صغيرة وأسبوعياً ثم تبدأ الزيادة بشكل تدريجي وبسيط إلى أن تصل إلى الجرعة المناسبة مع متابعة المريض لوجود فوارق في تحسن الحالة أو في درجة الاستجابة للانسولين وعادة ما يتم الحقن بالانسولين العكر الذي يعمل لمدة 24 ساعة بالإضافة إلى ذلك فلابد من متابعة الضغط لأنه عامل رئيسي في الوقاية من مضاعفات السكر ويتم القياس بالنسبة للمرضى مرة أسبوعياً أو شهريا وفقاً للحالة.
كما يجب عدم إغفال دور الدهون وتأثيرها على المريض وهو ما يتطلب العمل على خفض نسبة الدهون للوقاية من تصلب الشرايين والجلطات الدماغية.