صخرة في الطريق
عندما تكبر يا بني و تتأثر قدماك , ويأكل منك الزمن أعواما من سنين عمرك, تعال هنا إلى هذا المكان , فإن أنت وجدتني سأقص عليك قصة مقص قص مني , وإن أنت لم تجدن فاعلم أني هناك عند المبدئ والمعيد, .......
أفهمت مني أم أعيد لك القول تكرارا ؟
وطن نفسك على القناعة والرضا , ورطب لسانك بذكر صاحب القدر والقضاء..
توكل عليه , فكل شيئ بيده ؟................ فهو يعلم متقلبك والسر والنجوى .
وإني لمرسلك إلى صاحبي .بلغه مني السلام وقل له: فلان لا زال ينتظر منك نصيبه من الجنان
ومشتاق للقائك , فقد طال غيابك كما اشتاق إليك الصبيان ...... واحمل له ما خف من حبات الرمان؟............
وكان الذي به الشيخ حدث قد حدث ..وعاد الابن بعد سفر بين بدو وحضر وقال للشيخ:
صاحبك يبادلك التحية ويزعم أنه سيوافيك غدا عشية ... وأوصاني بقول لك لم أفقه منه شيئا
قال الشيخ : هات ما عندك إني لقول صاحبي صفحة مرئية؟...
قال الابن : لما وقفت بين يديه تأملني من أخمص القدمين إلى أعلى وقال: قل لصاحبي
[ الوقفة وقفة تراس والقلب قلب أوليه ... الزريعة زريعة فقوس والبنة بنة كبية ]
طأطأ الشيخ رأسه ... بكى بكاء الثكلى الأيم , ثم تزحزح عن مكانه قليلا ولف الواقف أمامه
بنظرة لا تفسرها معاجم اللغات, ولا علماء الإشارات , ولا تترجمها البيانات إنها دوما سحابة الآهات ..... تمطر الجفاف وتخيف من لا يخاف .... سحابة مركومة, برقها عقيم, ولونها فيه تعتيم .... لا مفر من لفحها , ولا ملجأ من غيرها ..
رفع الشيخ رأسه وقال : يا بني أوصيك ..هل أنت بآخذ وصيتي ؟ فإن قدرت على أن تكتم
ما قال لك صاحبي فافعل , ودع الأيام تفصل ........؟
كل منا في هذه الفانية ذائق الحلو والمر .. يا بني اصبر على المر حتى الصباح يأتيك الفلاح
آما الليل فهو مخفي كل الويل .
ابراهيم تايحي
العرض العادي
