رحيل الجهابذة [ عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر

[ابراهيم تايحي]

عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر
[1940 -*- 2012]
أفل نجم آخر من جهابذة الدين والدعوة , كما أفل منذ وقت قريب نجم الشيخ العلامة
المجاهد عبد الرحمن شيبان –رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين- وهكذا تتوالى القواعد وهكذا يرحل العظماء في هدوء وسكون , بعد صول وجول بالقلم واللسان , لا يخشون في الله لومة لائم , جاعلين نصب أعينهم عبء رسالاتهم وعلى ألسنتهم لا إله إلا الله محمد رسول الله –صلاة ربي وسلامه عليه- وبعد الرحيل أسدل الستار على سير ومواقف الأجلاء الأبرار
وكأنهم لم يقدموا شيئا لأممهم وإخوانهم في أصقاع الأرض وعبر الديار والأمصار , مقارنة لما نراه من ذكر واهتمام بأناس لا ذكر لهم عند الملك العلام .
قال الحق سبحانه وتعالى ( إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وءاثارهم وكل شيئ أحصيناه في إمام مبين) يس 12. نعم رحل رجال من ألوية الدين وحماته كما رحل إخوان لهم من قبل
نجم هوى ونجم يليه ... من لنا بعدكم يا أبويه ؟
لغط هنا ولغط هناك ... لطفك يا رب ورحماك
المولد: في قرية برقة التابعة لمحافظة نابلس بفلسطين الجريحة عام 1940 م
النشأة: في أحضان أسرة مسلمة ولد ونشأ وتربى , وفي بيت علم ترعرع , بجانب أخيه الأكبر
الدكتور محمد وهو أحد علماء أصول الفقه .
دراسته: بعد مغادرته لأرض فلسطين الحبيبة وهو ابن ثلاث عشرة سنة توجه إلى المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية حيث أتم دراسته الثانوية العامة ثم الجامعية , وفي جامعة الإمام .
وفي سنة 1965 توجه إلى الكويت مستكملا لرحلته العلمية , وحين هلت سنة 1980 تحصل على شهادة الدكتورة من كلية الشريعة بجامعة الأزهر الشريف حيث كان موضوع رسالته
[ النيات ومقاصد المكلفين] في الفقه المقارن.
وعند سنة 1990 غادر الشيخ الكويت في طريقه إلى المملكة الأردنية حيث شغل منصب أستاذ في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية ثم عميد كلية الشريعة بجامعة الزرقاء .....

بعد ذلك تفرغ الشيخ للبحث والكتابة , وقد أصدر له عدد من الكتب والأبحاث أبرزها
ا/ النيات ومقاصد المكلفين ....
أسماء الله وصفاته في ضوء اعتقاد أهل السنة والجماعة
القياس بين مؤيديه ومعارضيه
الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية
الصيام في ضوء الكتاب والسنة
حكم المشاركة في الوزارة والمجالس النيابية
المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم
معالم الشخصية الإسلامية
نحو ثقافية إسلامية أصيلة
جولة في رياض العلماء وأحداث الحياة

وليتبروا ما علوا تتبيرا
ب/ سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة
العقيدة في الله - عالم الملائكة الأبرار – عالم الجن والشياطين – القيامة الكبرى – القيامة الصغرى – الرسل والرسالات- القضاء والقدر – مواقف ذات عبر .
هذا إلى جانب أبحاث ودراسات كثيرة أخرى.
المشايخ الذين درس على أيديهم :
الشيخ محمد بن سليمان بن عبد الله الأشقر [ أخوه وشيخه الأول]
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله باز – الشيخ محمد ناصر الدين الألباني- الشيخ عبد الجليل القرقشاوي......
من تلاميذه: الشيخ ابراهيم العلي – الشيخ إحسان العتيبي – الشيخ أسامة فتحي أبو بكر
الشيخ عمر ابراهيم عادي .. وغيرهم كما تتلمذ على يديه ابنه الدكتور أسامة عمر الأشقر
عقيدته: سني
أفكاره: العقيدة
وفاته -رحمه الله – في العاصمة الأردنية عمان وفي يوم الجمعة 20/08/2012 الموافق ل:22 رمضان 1433هـ كانت روح الشيخ على موعد مع ملك الموت .
( إنا لله وإنا إليه راجعون)
هكذا كما أسلفت يرحل العلماء بوقار وسكينة وهدوء وطمأنينة , أجساد تعود مما خلقت منه
وأرواح عند ربها ترعى في الفردوس الأعلى مع ألأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين
نعم تسبح هناك وهناك فقط في ملكوت ربها مع الذين أنعم الله عليهم ..
ويبقى السؤال بين مد وجزر : هل لنا فيمن من مضوا عبرة ؟ أم لازلنا في لهوو غبرة؟
رحلوا .. رحلوا وتركوا طعاما وأمنا . ألم يقل رسول الله –صلاة ربي وسلامه عليه-
أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم .
تركوا تركة تئن بها الجبال وظهور الجمال فهل نحن لها راعون ؟ متشبثون, محافظون, ...
وهل نحن على أثرهم مقتدون؟ .....
استفيقوا يا من غشيهم سبات وسراب ... كلنا تراب ونعود للتراب
إني منكم وفيكم ومثلكم يا بني العروبة والإسلام , تفطنوا ..تحصنوا فإننا لا ندري متى يدركنا الأجل؟ ولا أين؟ ولا كيف ؟ انبذوا العنف والشقاق ومنعرجات الانزلاق , فما يبتغي عدوكم
غيرهم....
كفانا حناجر ذهبية وأقدام فضية .... فلسطين فلسطين هي جوهر القضية
الأستاذ : ابراهيم تايحي