كنت مجنونه))... بهذه الكلمات تصف فترة العشرينيات من عمرها....
فتاه متمردة في المنزل والمدرسه..
كثيرا ما تتحججت باهمال الأهل وقسوة المدرسات... ((كاذبة بارعة))!!
وحدها كانت تعرف بأنها كانت ((تستمتع)) بهذا الدور!
دور الفتاة المعقدة في البيت ،، والفتاة الخبيرة في المدرسة...
كثيرا ما (تبجحت) أمام (بنات شلتها التعبانه) بعلاقاتها الغرامية المتعددة وخبرتها الطويله في اخفاء هذه العلاقات..!
سنوات من الجنون ولت سريعا...لم تبق لها الا سمعة مشروخه ...وفراغ كبير لم يملئه أحد...
شعور بالندم((مجرد شعور)) هو مايربطها بتلك الأيام...
كثيرات (منهن) صرن الى حالها... وحدها (هي)...زوجة أخيها ،، فازت بالصيد الثمين.. فتزوجت أخوها ،،
و(هي) تسكن معهم في المنزل الكبير... ..
مؤخرا أصبحت تشعر (بشعور) آخر .... كلما رن هاتف المنزل (نصف رنه)..
ارتباكها (زوجة أخيها)
وأصبحت كثيرا ما تختفي ،، أو تقفل عليها باب غرفتها.... (ربما تصلي)!! تقول في نفسها
شعور بعدم الراحة هو ماتحس به الآن..
-------------------------------------------------------------
ربى عياله(بطلوع الروح) ،،، أنفق عليهم من ماله الحلال ،، حتى كبروا وتزوجوا...
دائما هو موجود..المربي الفاضل ، المرشد الحازم...
أبنائه وبناته (كلهم على خير) الا هو..
كان طفلا مشاكسا اعتاد أن يرمي (الطوب) على المارة وسيارات الأجرة ...((عقله خفيف))!!
شب الطفل المشاكس ليصبح شابا منحرف السلوك... يفضل العيش في الشوارع (كالشحاتين)،، على أن
يأكل من (درهم حلال) يكسبه بيديه...
قضية مخدرات أبعدته عن الشوارع لأربعة سنين!
..أيقظته طرقات متتالية على بابه عصر يوم مضى...
((لحاييهم طويلة ودشاديشهم قصيرة))
وبعد أن سلم على الطارقين... قال له أحدهم ((أبشرك بالاسلام))!!
ثم أخذ ينصحه بوجوب الأخذ بالحلال ونبذ الحرام...ولزوم الجماعة،،، واعلاء كلمة الله ((بالجهاد)) بالنفس (فان لم تستطع)فبالمال...
قاطعه مبسما(( يابني!...أنا أشهد بالله ربا وبمحمد نبيا،، أصلي خمسا في المسجد ،،أزكي مالي وأصوم ..
وقد زرت بيت ربي فبأي الاسلام تبشرني؟..
استيقظ في اليوم التالي ليجد سيارته محطمه..
اليوم موعد خروج ابنه من السجن.. وكان في استقباله ..
(لحية طويلة) ..ودشداشه قصيرة..
شعور (بعدم الراحة) هو ما أحس به الأب وهو ينظر الى ابنه...
-------------------------------------------------------
كانت تحلم بالفستان الأبيض و(الطرحة) الطويله...و(كوشة باربي)...زواج اسطوري!!
أقصى أمانيها أن (يخطفها) ذلك الوسيم الذي يقود مثل تلك السيارة الفارهة!
فتعيش بعد ذلك في بحبوحة وسعادة لا تنتهي..
وتعرفت على كثيرين (منهم) ولم يطرق بابها أحد!
مرت سنوات العمر ...وحدها (نصيحة) من احدى صديقاتها أعادتها للواقع..
(كلما كبر الحلم...طال الانتظار ،،، والغني دائما يستغل أمثالك)!!
في يوم ما أخذت بالنصيحه..
((عوض))ذلك الشاب الفقير زميلها في العمل...
كثيرا ما كان يرسل لها (بلوتوثا) يحمل صورة فكاهية متبوعا برقم!
منذ أسبوعين قررت أن تجرب حظها...
اليوم هو السبت ...قرأت رسالته النصيه((صباح الخير يا عسل))...
لم تشعرها بالسعاده مثل كل يوم..!
تذكرت نظرات وهمهمات زملائها التي لم تنقطع وهي في طريقها لمكتبها هذا الصباح...
((شعور بعدم الراحة)) هو ما أحست به هذا الصباح!
---------------------------------------------------
هي خادمة جديدة ...جلبت على عجل...لبيت كبير
صدمت لثراء ساكنيه!
غرفتها منفصله...تلفاز ملون، مكيف هواء وحمام ... وهي التي اعتادت أن تعيش مع 14 فردا في غرفتين!
مرت أيامها سريعة...
أخطأت فيها أحيانا...وكسرت بعض الأطباق ولم يهتم أحد!
سيدتها طيبه ...لا تراها كثيرا...
وسيدها غائب..
كثيرون يسكنون في هذا المنزل ...3 خادمات ، سائقين، مزارع ،وبواب ....كلهم ليسوا من أصحابه
وحدها (السيده الصغيره)تسكن في الطابق الأعلى..
منذ ليلتين رأت من نافذة ملحقها (سيدتها الصغيرة) وهي تركب سيارة ملونة!
أخبرت صديقتها خادمة الجيران...
اليوم لم تنقطع الزيارات!
رجال غرباء تراهم لأول مره...
وسيدتها غاضبه وتريد أن تراها على (عجل)!
شعور (بعدم الراحه) أحست به وهي تتجه للصالة..
---------------------------------------------------
أغلق سماعة الهاتف بسرعه..
أخرج صورها على عجل.. نظر اليها بسرعه
بشرة بيضاء...شعر أسود مسترسل ..أنف كالسيف!
(مال سهل)!
هذا ما كان يظنه منذ ثلاثة أشهر..!!
20000 درهم ...ساعتي (بارثلي) باع أحدهما وأعطى الأخرى لأمه!
اعتاد أن يأخذ منها دفعات اسبوعية...
لم يكن يبالي بتوسلاتها له أن يعيد لها صورها!
اليوم موعده الاسبوعي للاستلام..
رد عليه أخوها فجأة!
كلمه بهدوء مخيف ،،،،وهدده بكلام مبطن!
((انته يا فلان ياابن فلان... هل تذكر المذيع ؟ ..... صدقني سأصل اليك ولو لآخر الدنيا! ان لم تصلني (أغراض الرضيعه) .....اليوم والآن قابلني بعد ساعة ...عند....
ارتعش للذكرى!!
اتجه للباب مسرعا ...،، تذكر (المفاتيح)..عاد ليأخذها
شعور (بعدم الارتياح) أحسه في معدته وهو يدير محرك سيارته!
------------------------------------------------------
تكره هذا الأستاذ!!
تكرهه من كل قلبها.... تكره بل تحتقر كل شيئ فيه!
دائما يبتسم عندما يراها!
وكثيرا ما نظر اليها (يتفحصها) وهي تشرح في القاعه..
أصبحت تتجنب المرور بذلك الممر المظلل الذي يفصل بين الأبنيه ...وتفضل أن (تطبخ في الشمس)
بعد أن همس لها هناك(عطرك بيسيرني)!!
...
اليوم مال عليها برائحته النتنه ،،، ووضع يده على يدها( ليحرك الماوس))!
سكتت!!
هذه المادة (اللعينه) مصيريه!
وهذا الأستاذ اللعين (مفضحجي)!
((الله لا يوفقك يا سوسو على نصايحك!....كيف سمحت لنفسي بالتعرف عليه؟....))
دخلت مقهى الرباعيه وهي تتمتم يائسه...
جلست ...(شعور بالغضب) اجتاحها بصمت ...ففركت يديها بقرف!
قصص قصيره للكاتبه أميرة حسين اتمنى ان تنال اعجابكم