القاهرة طاهر البهي
يعد الجزر من الخضراوات القديمة جدا في نشأتها، فقد عرفه الإنسان في فترة مبكرة من التاريخ، كما عرف فوائده العديدة في تقوية الأعصاب والنظر، كما يطلق عليه البعض لقب «ملك الخضراوات»، لغناه بالفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والكبريت، وبفيتاميني (أ) و(ج).
يقول عنه العالم العربي ابن سينا في كتابه «القانون»: ينفع بذره وورقه إذا دق وجعل على القروح المتآكلة نفع عنها، ينفع ذوات الجنب والسعال المزمن إلا انه عسر الهضم، والمربى منه أسهل هضما.
أما داود الانطاكي فقد أسهب في شرح فوائد الجزر، في تذكرته الشهيرة وأوضح الجيد منه «وأجوده المتوسط في الحجم، الأحمر الغارب إلى الصغير، الحلو، وهو يقطع البلغم وينفع أوجاع الصدر والسعال والمعدة والكبد والاستسقاء، يدر البول، ويفتت الحصى، ويهيج الباه، وإذا بشر ناعما وغلي حتى ينهري وطرح عليه العسل دون إراقة شيء من مائة وسبقت عليه النار اللينة، حتى إذا قارب الانعقاد ألقي على كل رطل منه نصف أوقية من كل من العود الهندي، القرنفل، الدار الصيني، الزنجبيل، والهيل، والجوزة، فإنه ينفع في تصفية الصوت، وتنقية القصبة، ومنع السعال، وضعف المعدة والكبد وسوء الهضم».
وقد انتشر تقديم الجزر كعصير في محلات بيع عصائر الفواكه المتخصصة، ويلاقي إقبالا كبيرا من الشباب، كما ان عصيره يضاف إلى فواكه أخرى للحصول على «كوكتيل» مغذ ولذيذ، هذا عدا عن فوائده كمقو للدم ومهدئ للأعصاب.
وقد لا يعرف الكثيرون مدى غنى الجزر بالكالسيوم، حيث ان كل مائة جرام من الجزر تحتوي على 41 ملليجرام كالسيوم، ولبيان أهمية هذه النسبة، فإننا نذكر ان النسبة الطبيعية من الكالسيوم تتراوح بين 180 ملليجراما كحد أدنى و220 ملليجراما كحد أقصى.
لذلك فإنه يعد من أهم الخضراوات التي تمد الجسم بالكالسيوم، علما بأن نقصه في الدم يسبب مشاكل العظام والأسنان، وبعض حالات الإعياء والشعور بالتعب الدائم، والميل إلى النوم الزائد، وأحيانا العصبية الزائدة.
وللتخلص من هذه الأعراض ـ إذا تأكدنا انها ناتجة عن مرض نقص الكالسيوم في الدم ـ وهو المرض المعروف طبيا باسم «جيبوكاليميا»، فإنه ينصح بالمداومة على تناول كوب من عصير الجزر يوميا، خاصة في الصباح، لذلك ينصح إعطاؤه للطفل، لبناء عظامه ووقايته من السعال.
العرض المتطور
