غرامة من 500 إلى 1000 درهم لقاطفي زهور الشوارع..دبي

[ريـــمــــــه]

امتهنوا تجارة بيعها على شكل »عقود من الورود«
غرامة من 500 إلى 1000 درهم لقاطفي زهور الشوارع

المصدر: دبي ــ فادية هاني
التاريخ: 17 يوليو 2012

يختبئون بين الأشجار المزروعة على جوانب الطريق بعناية وتنسيق، يخفون أكياساً بلاستيكية أحضروها خصيصاً لأجل مهمتهم، في وقت ما بين العصر وبداية الغروب كي تخفيهم بدايات الظلام عن الأعين، ليظهر للرائي أنهم يقفون على الرصيف بشكل طبيعي كغيرهم من المارة.


الحكاية لا تخفي رعباً، لكنها تحكي عن انتهاك للطبيعة وللموارد التي تصرفها البلديات على تجميل وبستنة الطرقات والأرصفة، ليأتي زمرة من غير المبالين، ويقطفون أجمل الأزهار. الحكاية ليست عمن يقطف وردة أعجبته فاختار الاحتفاظ بها أو إهداءها، الأمر تعدى ذلك المفهوم إلى قطف منظم يقوم به مجموعة من الأشخاص بهدف عمل «عقود من الورد» وبيعها، والاستفادة منها.

الورد المزروع على قارعة الطريق ليس مجانياً، بل يكلف بلدية دبي مئات الآلاف من الدراهم سنوياً لزراعته، وريه، والاهتمام به، وتخصيص العمال لتشذيبه والعناية به، كل ذلك بهدف إظهار المدينة في أبهى حللها، وليستمتع المارة والسائقون بالمشهد على مدار العام وفي كافة الفصول، فمن غير المنطقي أن يأتي مجموعة من الأشخاص لقطف تلك الأزهار لأجل الانتفاع الشخصي منها وتخريبها أولاً وتشويه المنظر العام ثانياً.

رقابة

«البيان» راقبت عدداً منهم على مدى عدة أيام في شارع «الوصل» بدبي، إذ كانوا يجمعون الأزهار في أكياس بشكل منظم ومريب في الوقت ذاته، وبالاقتراب منهم يهربون خوفاً من السؤال والمساءلة، ما يعني أنهم يعون تماماً أن ما يقومون به يعد مخالفة صريحة، وتشويها للطبيعة، ونوعاً أيضاً من أنواع التسول، فلا يسمح بممارسة تلك الأنشطة من بيع للأزهار من قبل باعة متجولين في إمارة تحظر مثل تلك الأنشطة، حتى لو كان الورد من مصدر آخر غير الشوارع، فمن يرغب بشراء الورد يمكنه التوجه إلى المحال المتخصصة الموزعة في كافة أنحاء الإمارة، عوضاً عن شرائها من باعة متجولين.

مخالفة صريحة

أحمد عبد الكريم مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي أكد أن قطف الأزهار من الشوارع والميادين والحدائق أمر غير مسموح به ويعد مخالفة صريحة طبقاً للقرار التنظيمي رقم (12) لسنة 1998، والذي ينص على منع أية جهة أو أفراد أو شركات من إتلاف المزروعات أو الانتفاع بها دون موافقة البلدية، وكل من يقوم بذلك تطبق عليه غرامة مالية أدناها 500 درهم وأقصاها 1000 درهم، إضافة إلى تحديد قيمة الإتلاف الذي حدث للمزروعات ويتحمل المتلف كلفته مع الغرامة.

وقال: «هذه الأزهار موجودة بغرض التجميل، وتتكبد الدائرة مبالغ مالية ضخمة لإبقائها خضراء يانعة على مدار العام ليستمتع بها المقيم والزائر، وهي إحدى الميزات التي تتميز بها الإمارة وتضفي عليها لمسة جمالية خاصة، وإدارة الحدائق العامة والزراعة لديها مفتشون ومراقبون مهمتهم متابعة المخالفين للنظام ممن يقومون بإتلاف المزروعات بأية طريقة كانت، يطلق عليهم «مراقب حماية مزروعات»، لضمان التزام الجميع بالقانون وعدم تشويه المزروعات في أي مكان».


ضبط

وأوضح أن هؤلاء المفتشين يقومون يومياً بالتجول في أنحاء الإمارة والحدائق العامة أيضاً لضبط المخالفين، مشيراً إلى أن الجلوس أيضاً على المسطحات الخضراء سواء على الأرصفة أو الحارة الوسطى بين الطرق، تعد أيضاً مخالفة، إذ إن تلك المزروعات تم تخصيصها للتجميل لا لقتلها من خلال الجلوس عليها واستخدامها بشكل خاطئ.

واضاف: «أساس الجلوس على المسطحات الخضراء على الأرصفة أو في الحارة الوسطى من الطريق يشكل خطراً على أمن وسلامة الأفراد قبل أن يكون خطراً على المزروعات لذلك لا نسمح به، كما أن البلدية خصصت أماكن عدة للتنزه والاستمتاع بالخضرة كالحدائق العامة والميادين والحدائق المفتوحة وحدائق الأحياء السكنية، وبها مقاعد مخصصة للجلوس والاستمتاع بالمنظر الطبيعي دون التسبب بأي أذى للمزروعات».

ودعا أحمد عبد الكريم أفراد الجمهور كافة للتعاون مع البلدية والإبلاغ عن أي من المخالفين الذين يعملون على إتلاف تلك الممتلكات والمزروعات التي تمت زراعتها والاهتمام بها ليستمتع بها الجميع لا لتستفيد منها فئة بعينها، مشيراً إلى وجود مركز للاتصال والشكاوى تابع للبلدية ويعمل على مدار الساعة على الرقم 800900 يتلقى بلاغاتهم واقتراحاتهم في هذا الشأن أو في أي اقتراح آخر يودون مشاركة البلدية فيه
Cant See Links