نشر موقع لإسلاميين متشددين على شبكة الإنترنت شريط فيديو ظهر فيه رجل أمريكي اختطف مؤخراً في العاصمة السعودية الرياض.
وتضمن الموقع بياناً يهدد بقتل الرهينة إذا لم تطلق السلطات السعودية سراح عدد من المتشددين المعتقلين.
وكانت المملكة قد شهدت مؤخراً موجة من أعمال العنف الموجهة ضد الغربيين، من بينها أعمال غير مسبوقة مثل استهداف الصحفيين والخطف.
فما هي انعكاسات هذا التصعيد على الاقتصاد السعودي وعلى الوضع الأمني في البلاد؟
أدل برأيك على الموقع الآن وانضم إلى المشاركين في برنامج نقطة حوار الجمعة 18 يونيو/ حزيران. يذاع البرنامج في الساعة الثالثة وعشر دقائق بعد الظهر بتوقيت جرينتش.
المشاركات في حدود 150 كلمة مع ضرورة ذكر الاسم والبلد الذي تعيش فيه.
طالما شجعت السعودية الانغلاق والانعزال عن الطرف الآخر، وطالما قمعت كل من خالف دينها وأفكارها التي في كثير من الأحيان لا يقبلها الإسلام. هذا يؤدي أكيد إلى خلق جيل جديد متحجر متقوقع، غير منفتح ولا يعرف مقومات التعامل الحضاري الذي أصبح اليوم جزءاً لا يتجزأ من استمرار كل منا مهما كان انتماؤه. هذا الجيل أخذ كل الأفكار السلبية واعتنقها وحارب من أجلها حتى أبناء بلده، وسموا أنفسهم مسلمين. ولا أرى سبيلاً للخلاص من هذا إلا تغيير كل هذا التوجيه الخاطىء في السعودية.
الانعكاسات ستكون خطيرة ويلاحظها الحجاج إلى الأراضي المقدسة والمقيمين على ارض المملكة وفي الجانب الاقتصادي سوف تؤدي إلى رفع أجور الخبراء وتغيير كلف التأمين وهجرة المستثمرين وأموالهم من المملكة إلى الدول المجاورة التي تنعم بالأمن والاستقرار، وهذا الأمر يحتم على حكام المملكة وعلمائها أن تتكاتف مع شعبها ومن ورائهم المسلمون اجمع لقطع دابر الإرهابيين الذين استباحوا الحرمات في داخل المملكة وخارجها وان لا يهللوا كثيرا لفضائعهم التي ترتكب بالعراق وخصوصا بعدما ارتد عليهم.
أخشى ما أخشاه أن يكون مواطن بلاد الحرمين بدأ ينظر للإنسان الغربي عموما والأمريكي خصوصا على انه شريك في ما يعانيه مواطن بلاد الحرمين من ظلم وقهر وفقر وسلب لحقوقه السياسية من خلال دعم الغرب اللامحدود للنظام السعودي الفريد من نوعه، رغم ان المواطن الأمريكي لا دخل له في كل هذا.
من سيء إلى أسوء ستسير الأوضاع في الدول العربية ما دام هناك تعصب ديني وقومي. فما دامت هناك فضائيات عربية تحث على كره "الآخر" وما دام الإرهاب بالنسبة لهذه القنوات هو "مقاومة" مشروعة، وما دامت وبعض رجال الدين يطلقون على عمليات القتل الانتحارية "استشهادية" وما دام خطباء الجمعة يحثون على قتل "الآخر" بحجة أو أخرى، فسوف نستمر ننحدر إلى الهاوية ونعلق كل مشاكلنا على شماعة أمريكا وأوربا ونبقى نبشر بنظرية المؤامرة ونضحك على بعضنا بعض.
الأكثر غرابة الصمت المريب الذي يخيم على مفكرينا ومثقفينا ودعاة ديننا أمام هذه الممارسات
جودت رزوق - دمشق
أنه لأمر مثير للدهشة كيف يفكر هؤلاء وما هي البرامج والأهداف التي يسعون لتحقيقها والأكثر غرابة الصمت المريب الذي يخيم على مفكرينا ومثقفينا ودعاة ديننا أمام هذه الممارسات والأعمال الإجرامية البشعة التي يتباهى أبطالها ومن ورائهم باسم الشريعة. والأخطر من كل ذلك لم نسمع أحد من دعاة الحركات الإسلامية، حتى ولا المعتدلة منها، بتبرئة الشريعة الإسلامية من أفعال هؤلاء المشينة وذلك من خلال أدلة ثابتة في القرآن والسنة. يبدو لي الأمية متفشية حتى في الفقه والفكر الديني. ألم يخطر في بال هؤلاء ماذا كان سيحصل لو قامت جماعات في الغرب بقتل كل من تصل أليه أياديهم من المسلمين في أمريكا أو أوروبا كما يحصل لأبنائهم في ديارنا؟ إلى متى سنراهن على إنسانيتهم ووحشيتنا؟ أنا أرى أن كل من لم يستنكر هذه الأعمال بشكل صريح وواضح هو شريك أو محرض أو راض عنها وأخص بالذكر وسائل الإعلام العربية التي تساهم بشكل مقصود أو غير مقصود بتشجيع مثل هذه الأعمال.
ان من اهم الانعكاسات التي سوف تظهر بسبب هذا التصعيد هي التحولات الفسيولوجية والنفسية العميقة التي سوف تتغلغل في نفسية المواطن السعودي لتنقله إلى المرحلة القادمة بعد أن شحن بموروث تسلطي من كل الاتجاهات ليتعرف على حقيقة الإدراك ومستوى الإدراك للواقع الذي يعيشه المواطن السعودي بكل تفاصيله فالأمن سوف يتحسن لان ما حاصل هو عبارة عن تفريغ شحنات الغضب ليس إلا والدليل هو أن الشعب السعودي احرص الناس على سمعة الأراضي المقدسة من غيره وأكرم الناس في التسامح لهذا على الشعب السعودي أن يحجم هذه الأعمال والصدامات في عقر دارها لتظهر للناس حقيقة السعوديين بما يملكون من ارث حضاري وإنساني برز نوره على كل الدول العربية وشكرا.
في كل الأحوال لن تفرج السلطات السعودية على هؤلاء الإسلاميين بناء على هذه المقايضة وإلا اعتبرت مساندة للإرهاب. اعتقد انه من حق المسلمين الدفاع عن معتقداتهم وأماكنهم المقدسة غير أن الطريقة التي تتعامل بها الجماعات الإسلامية تعتبر غير مجدية ومسيئة للعالم الإسلامي وخصوصا السعودية التي تعتمد بالدرجة الأولى على اليد العاملة الأجنبية الماهرة في التصنيع وتكرير البترول. ومجمل القول أن الإعلام الدولي ليس في صالح المسلمين في هذه القضايا حيث يصور المسلمين كمتوحشين بدون إنسانية.
التعرض للغربيين العاملين في السعودية أو أي بلد عربي آخر مدان و مرفوض وليس له أي مبرر. تخيلوا السعودية مثلا بدون هؤلاء العاملين و الخبراء .أتمنى إن يكف البعض عن تشغيل اسطوانة( نظرية المؤامرة) المشروخة وان الغرب يقوم بنهب العرب إذا كانت هناك ثروات تسرق فالسارق من أهل الدار أمثال صدام ومن على شاكلته.
العجيب والمؤلم أن حكومة بريطانيا ما زالت تحمي وتأوي المتطرفين على أراضيها والذين لم يتوقفوا عن التحريض على قتل الأجانب وخصوصا الأمريكيين والبريطانيين. فعدائهم الشديد لكل ماهو غربي بريطاني كان أم أمريكي معلوم لدى الجميع ثم تأتي الآن بي بي سي العربية لتطلب منا المشاركة برأينا في استهداف الغربيين على أراضينا والذي نعلم نحن السعوديون بأنه ليس من طبائعنا ولا من ديننا ولا من شيمنا أبدا.
هل هذه الاستراتيجيات مدروسة من قبل الارهابيين، أم هي دليل تخبط؟
أبو مشاري - السعودية
في الحقيقه إن تطور هذه الأحداث لن يوصلنا إلا إلى طريق مسدود حيث أنه من المستحيل أن تقدم الحكومة السعودية أي تنازلات لهذه الأطراف الارهابية وكذلك لن يقبل الشعب السعودي أي تنازلات هو الآخر. وفي الآونه الأخيرة نجد هناك تغييرات غريبة وعجيبة في استراتيجيات هذه الجماعات وفي الحقيقه أنا أصبحت في حيرة. هل هذه الاستراتيجيات مدروسة من قبل الارهابيين، أم هي دليل تخبط كما يصفها بعض الاعلاميين؟ لعل الوقت كفيل لتوضيح بعض الغموض في هذه المسائل.
أعتقد أن الإدارة الأمريكية الحالية هى التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن مايحدث من أعمال عنف للأجانب بالسعودية بسبب حربها الظالمة ضد المسلمين بأفغانستان والعراق وانتهاك كرامة الانسان بمعتقلاتها في جونتنامو وسجن ابو غريب ودعمها الكامل لسياسة شارون ضد الفلسطينيين.
أعتقد أن الهجمات الارهابية الأخيرة في المملكه تعبر عن إفلاس فكري للإرهابيين من خلال الانتقال من منهج البناء والدعوة إلى منهج التنفير والهدم. وهم بلا شك مدعومون من أطراف خارجية حولتهم إلى ألعوبه بيدها ولكن من سوء حظهم أنهم يحاربون الدولة الوحيدة التي تطبق الشريعة الاسلامية ولن يفلح من يحارب دار الاسلام.
بعيدا عن نعرات حقوق الانسان التي من حق الغرب فقط الحديث عنها، ماذا يفعل الأمريكان في أي بلد عربي يتواجدون فيه؟ إما نهابين لثرواتنا أو جواسيس للمخبارات الاسرائيلية. هذه هي الحقيقة التي لا يريد الكثير أن يروها؛ فهذا هو أقل مصير لهم. إنها حرب مفتوحة على جميع المستويات وبجميع الأسلحة.
من المؤسف أن الارهاب ينمو بشكل سريع في طرقه وأساليبه واستهداف الغربيين خاصه المسالمين (غير المقاتلين) وغيرهم سواء داخل المملكة الحبيبة أو خارجها عمل مشين يتنافى مع جميع الأعراف والقوانين ونحن في جميع أنحاء العالم الاسلامي نستنكر هذا العمل الذي لا يقره أي شرع وأي عقل وخاصة بالمملكة العربية السعودية.
أظن أن من قاموا بهذه الأعمال يحملون الدين الإسلامي في قلوبهم.
أبو جهاد- مايوركا- إسبانيا
--------------------------------------------------------------------------------
لا أعتقد أن هذا النوع من الهجمات قادر على التأثير فعلياًً على صناعة النفط أو أي مجال حيوي آخر. قد يكون التأثير متزامنا مع تلك العمليات ولكن سرعان ما سيتلاشى ويعود كل شيء إلى طبيعته. سبب ذلك أن حملة هذا الاعتقاد أقلية محدودة الامكانيات ولا تستند إلى أي دعم شعبي يضمن لها الإستمرارية لأن أفكارها لا تتماشى مع أبسط مبادئ الفطرة الإنسانية السليمة.
لا أرى أن ما يحدث إلاّ نتيجة طبيعية لما تقوم به الدول الغربية من إبادة وإذلال للمسلمين في فلسطين والعراق وغيرها؛ لكن كل ذلك لا يبيح مثل تلك التصرفات التي أنكرها جل العلماء التقاة فإسلامنا بمبادئه الحنيفة يدعونا أن نعدل حتى مع أعدائنا، والأجدى من ذلك أن ندعو للإمساك بأسباب التقدم والنمو الموصول بقيمنا الحنيفة لنعيد لأمتنا مجدها.
من نراهم ما هم إلا عصابة والدين ليس منهم. إذا -كما يقولون- قتلنا كل منهم في ديارنا، فلهم الحق في قتلنا في ديارهم. ما من دين يقول هذا. وأنا اقول لأهله أنا آسف لما يحصل ولكن هذه فئة قليلة.
لا شك أن هذه الأعمال المنتظمة ستؤثر سلبا على مجمل الحياة في السعودية وسيكون تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي أعمق مهما حاولت الاسرة المالكة من التقليل من حجمها ومحاولة الهروب إلى الأمام بتجاهل الحاجة الحقيقية للتغيير والإصلاح. فإذا تمادت الأسرة المالكة في تنكرها لحاجة الشعب السعودي للتغيير ومحاربة الفساد والشفافية في التعامل وفي الحكم، لا شك عندي أن المملكة مقبلة على انفجار لا يستطيع أحد التنبؤ بمقدار ما يحدثه من أضرار على مستقبل الشعب السعودي. لا زلت أعتقد أنه بإمكان الأسرة الحاكمة أن تأخذ بيد المبادرة وأن تعترف بأن هناك أزمة عميقه ومتجذرة تحتاج إلى مواجهة ليست بالسلاح ولكن بالفكر والانفتاح على المجتمع وتحويله من تابع إلى شريك حقيقي وفعال. ويجب أن تتخلى الأسرة عن احتكار شعب بأكمله وإلا سيكون التغيير وبالا وجحيما على الجميع لأن المبادرة سيسلمها المتطرفون والمهووسون والمتحمسون للدين بلا وعي أو إدراك. هلا استجابت الأسرة المالكة لصوت العقل أجرت إصلاحات عميقة ومؤلمة، أم أن مصيرها سيكون كمصير كثير من الملوك الذين لم يأبهوا بشعوبهم فأصبحوا في ذاكرة التاريخ السيئة.
"أكيد مؤامرة صهيونية لنشر الدين المسيحي". طبعا أقول هذا بسخرية. حيث هذا الاعتقاد الوحيد لكثير من "علماء المسلمين وحتى الشعب". ما يراه المسلمون والعرب من صراع ديني، إنما هو نتيجة تخلفهم ونظرتهم الدينية الأحادية لكل ما يجري في العالم. الغرب وصل المريخ ونحن ما زلنا نتكلم بحقوق المرأة ومتى يكون حلال أو حرام اختطاف الأجانب وقتلهم.
لا تنسوا أن الحكومة السعودية دأبت لسنوات الأخيرة على تغذية الكراهية ضد الأجانب والوافدين وتصويرهم على أنهم ينهبون ثروات البلاد ويدخلون عليها قيم وممارسات غريبة على المجتمع وكل ذالك من خلال وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة بشكل كامل.
عملية استهداف المدنيين -أيا كانوا- مرفوضة وغير مبررة حتى وإن كانت الغطرسة الأمريكية والإمبريالية في أقصى حالاتها. تعاليمنا ومدرسة محمد صلى الله عليه وسلم تعلمنا معاني الإنسانية التي يتغزلون بها ونحن أحق بها.
هذا التصعيد سيؤدي إن استمر فترة أطول إلى زعزعة الاستقرار الأمني في المملكة العربية السعودية التي نتمنى لها العيش في امن وسلام وازدهار، وبالتأكيد فان التصعيد سيلقي بآثاره السلبية على الاقتصاد السعودي، الذي يشهد تحولات كبيرة بسبب الأوضاع الدولية المحيطة والمؤثرة بقوة على الأوضاع الداخلية لكل الدول العربية. من شأن هذا التصعيد إذا تواصل أن يدفع بالأجانب إلى الرحيل من المملكة لانعدام الأمن لعدد منهم، وهو ما سيفسر من الشعب السعودي على أنه نوع من استشعار الغرب بالخطر.