في تاريخ كل المجتمعات لا يمكن إحداث تغيير في العادات والتقاليد السائدة والتي كانت تحكم حياة الناس وسلوكهم على مدى سنوات طويلة. وأهل الإمارات يحرصون على عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة في مناسبات عديدة خاصة في الزواج والتي كانت تتم وفق طقوس خاصة، وقرية الشندغة حرصت على إبراز هذه الطقوس عبر تنظيم فعاليات حيّة مع المسرح وأمام مرأى الزوار.وشاركت أعداد كبيرة من الطالبات في إحياء هذه الفعالية عبر ارتداء ملابس العروس القديمة وأداء بعض الرقصات الشعبية وبأغنيات تراثية نابعة من البيئة.
حيث ارتدت إحدى الفتيات ثياب العروس من اللون الأخضر والمصبوغ بخلطة مكوّنة من الورس والياسمين والهيل والصرة، والحنة مرسومة بيدها، وشعرها دُهن بالعنبر والياسمين ومجدل بالورود والياس والمحلب، وترتدي العروس الإماراتية قديماً المزارية والمخاوير وكف الحوار وستان الياهلي ومنها أبونيرة ومن الحرير الصيني وأبوطيرة وأبوقلم بالإضافة لسراويل من مختلف الألوان.أما الشيلة فمنها النيل الهندية والسود والعباءة منها سويعية، أم الحذوذ وأم التلايج الخفيفة أو السميكة، وتستمر الأفراح لمدة أسبوع حيث تبدأ الفرق الشعبية في أداء عروضها، وللأفراح رقصات معينة تعبر عن السرور والبهجة حيث تُنحر الذبائح وتوزع الأطعمة.
وتتجمع نساء العائلة وصديقات العروس والجارات ليشاركن العروس فرحتها بالرقص والغناء وتوزع في الوقت نفسه الهدايا التي أحضرها العريس لأهل العروس وصديقاتها، وتقوم امرأتان مكلفتان من قبل أهل العريس بعرض الهدايا على الحاضرات وكذلك يتم استعراض (الكسوة).
في ليلة العرس تبدأ استعدادات العروس باختيار امرأة تقوم على خدمتها قبل العرس فتستحم ويُغسل شعرها بالسدر المطحون وبالضية، كما يغسل جسمها حتى يزول النيل عنها ويتم تدخينها بعد ذلك بالطيب الخاص. ومن أبرز مجوهرات العروس هي الحيل (بوالشوج) والخواتم الذهبية التي تُزيّن يد العروس وتمسك في يدها العروس المرش وتتزين بالطاسة، ويستحيل أن تتخلى العروس الإماراتية عن ذهبة العروس.