نبأ نيوز - خالد الضبابي -
هناك عدة عوامل تجبرك على زيارة اليمن السعيد ومنها عمارتها الفريدة وطبيعتها المتنوعة وأسواقها الشعبية المتناثرة هنا وهناك والتي لازالت الحياة مستمرة في أجوائها منذ العصور القديمة وفي هذه الأسواق سوف تكتشف سلوك أهل اليمن الطيب وحسن تعاملهم وتصرفاتهم مع بعضهم البعض وسوف تتعرف أيضاً على لهجاتهم المختلفة وعاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الشعبي الأصيل.. والعجيب في ذلك أنك ستشاهد هذه الأسواق في كل مدينة يمنية وربما تمتد هذه المشاهد إلى كل قرية يمنية في السهل أو في الجبل في المدن الساحلية. وبالطبع في العاصمة صنعاء وهي محط أنظار عيون القادمين إلى اليمن.
والأسواق الشعبية حالياً متعددة بأنماطها ومختلفة في زمانها ومكانها، فهناك الأسواق الأسبوعية واليومية على مدار العام، وهناك الأسواق التي تقام في مواسم معينة وفي مناسبات معينة وكلها تعكس نمط الحياة السائدة في هذا البلد العريق وتختلف مسمياتها باختلاف الأيام التي تقام فيها والأماكن التي تحتويها وكذلك بحسب نوع البضائع التي تعرض فيها.
في صنعاء ما يقارب الثمانية والعشرين سوقاً شعبياً متخصصاً يحويها جميعاً سوق الملح وهو على غرار الأسواق العربية الإسلامية المتخصصة مثل سوق الأقمشة وسوق الحبوب وسوق الحدادة وسوق المعطارة وسوق الذهب وسوق العقيق اليماني المشهور وسوق الحرف وسوق الخضار وسوق الزبيب، والسوق هو مدينة داخل المدينة وجزء من المدينة القديمة حيث مسيرة الحياة تمتد ببطء ومتعة المسرات البسيطة هي في ذاتها سعادة لا تثمن.
وفي مدينة تعز تقام العديد من الأسواق الشعبية وفي مختلف مناطقها وهي تعتبر أحد عوامل الجذب السياحي في هذه المحافظة الحالمة، ومن أهم أسواقها الشعبية: سوق الشنيني وهو أصغر من سوق صنعاء ويعرض فيه العديد من المنسوجات والأقمشة والمجوهرات الفضية والتي تكون أحياناً أرخص منها في أسواق صنعاء، كما أنك تجد أنواع الجنابي والخناجر والسيوف والأواني الفخارية والعطور.
وإذا يممت وجهك باتجاه الجانب الجنوبي من جبل صبر الشامخ حيث توجد سلسلة من القرى اليمنية المحاطة بالحقول الغنية بالخضرة تصطحبك الطبيعة العذراء إلى وادي الضباب الذي يقع على بعد 8 كم من مدينة تعز ومن الصباح الباكر وحتى وقت الظهيرة ستجد سوق الضباب الذي تحتضنه الطبيعة العذراء الخلابة وعلى مساحات هذه المنطقة يمكنك الولوج إلى عالم آخر حيث يوفر هذا السوق مجموعة رائعة من المنتجات المحلية والتي تباع بأسعار رخيصة.
وفي جانب آخر يقع سوق الماشية والذي تباع فيه الأبقار والأغنام والماعز والجمال، كما تحتوي هذه المدينة على أسواق أخرى عديدة لا تقل أهمية عن الأسواق الشعبية السابقة مثل سوق النشمة وسوق هجدة وسوق موزع.
وفي محافظة لحج ينتشر العديد من هذه الأسواق الشعبية مثل: سوق مدينة الحوطة والذي يقام كل يوم خميس واثنين، وكذلك سوق كرش وسوق المفلحي وسوق السبت وكلها تعكس نمط الحياة الفريد في هذه المحافظة.
وأسواق اليمن هي إحدى عجائبها، فالتنقل في هذه الأسواق الشعبية يعرفك بالشيء الكثير عما يحتويه هذا البلد الطيب ويمكنك فيها مناقشة كل شيء وحيث يعامل الأجانب كضيوف ويقدم لهم الشاي دائماً، وإذا أردت أن تكون صديقاً للأهالي، فلا تكن متعجلاً في أمرك، فالسوق ليس فقط لربح البضائع المخفضة، وإنما بإمكانك أن تحصل من خلاله على بصيرة دقيقة بشخصية الشعب اليمني ونمط حياته.
عن/ الجمهورية
ارتفاع تاريخي بأسعار الذهب باليمن وإقبال على اليورو
Cant See Images
الجمعة, 09-أكتوبر-2009 - 12:17:47
نبأ نيوز- خاص/ تقرير: نزار العبادي -
سجل سعر الذهب في الأسواق اليمنية إرتفاعاُ هو الأول من نوعه في تاريخ اليمن، بزيادة تصاعدية تجاوزت في غضون الـ48 ساعة الماضية (300) ريال بالغرام الواحد، فيما يتجه اليمنيون لبيع المصوغات الذهبية أكثر من الشراء، في نفس الوقت الذي ظهر اقبالاً واضحاً على استبدال الدولار الأمريكي باليورو الأوروبي في ظل المخاوف من الانهيار المستمر لسعر صرف الدولار.
ذلك ما أكده لـ"نبأ نيوز" عدد من تجار الذهب والعملات، خلال جولتها في أسواق العاصمة اليمنية صنعاء، والتي وقفت خلالها على تفاعلات السوق اليمني مع التطورات الاقتصادية التي تشهدها الأسواق العالمية.
عبد الودود الرفاعي- الذي يدير محل عبد الرحمن الرفاعي للذهب- أكد لـ"نبأ نيوز" أن أسعار الذهب ارتفعت خلال اليومين الماضيين بحدود (300) ريال في الغرام الواحد، واصفاً هذه الزيادة بأنها "كبيرة جداً"، وقال أنهم يشترون الآن الذهب المستخدم بسعر (5.970) ريالاً للغرام الواحد، فيما يتم البيع بسعر يتراوح ما بين (6.300 – 6.500) ريالاً للغرام الواحد، وبحسب النوع والجودة.
وأشار إلى أن هناك اقبال لدى الزبائن ببيع مصوغاتهم أكثر من الشراء الجديد، وأن حركة الشراء نقصت كثيراً خلال هذه الأيام، منوهاً إلى أن أسعار الذهب بدأت بالصعود منذ منتصف رمضان غير أنها بلغت أوجها هذه الايام، مرجحاً أن الأسعار تتجه نحو الصعود أكثر من النزول.
ويكاد محمد حرمل- مدير محلات حرمل الحاشدي للذهب- يتفق مع ما ذهب اليه الرفاعي بشأن ارتفاع الاسعار، وزيادة رغبة الزبائن في بيع مقتنياتهم الذهبية أكثر من الشراء، غير انه أعرب لـ"نبأ نيوز" عن قلقه من أن هذا التذبذب السريع بأسعار الذهب قد يزعزع ثقة الزبائن بتجار الذهب، حيث أنهم يستفسرون عن السعر اليوم وما أن يعودوا اليوم الثاني للشراء حتى يصطدموا بسعر جديد..
ونوه إلى أن أسعار السوق اليمنية تتأثر بأي تغييرات تطرأ على الأسواق العالمية مهما كانت طفيفة، لكون سعر الذهب عالمي في كل الأرجاء.
أما يوسف العبادي- مدير محلات العبادي للذهب- فهو لمس تردد لدى الزبائن في البيع والشراء بسبب تذبذب أسعار السوق، وأكد لـ"نبأ نيوز" أن السوق في حالة ارتباك منذ أسبوعين، وأن الكل في حالة من الترقب لما سيستقر عليه الحال.
ومع أنه قلل من دقة التقارير الاقتصادية الصادرة عن بعض الجهات الدولية، إلاّ أنه أكد أن مبيعاته من الذهب للفترة الحالية انخفضت الى النصف تماماً مقارنة بمبيعات نفس الفترة من العام الماضي، وعزا ذلك التراجع في رغبة الشراء إلى الزيادة المستمرة بالاسعار، والتي يعتقد أنها "زيادة كبيرة جداً".
كما يتفق العبادي بالقلق مع ما أشار إليه الأخ حرمل الحاشدي في أن التذبذب في الأسعار قد يهز شيئاً ما من ثقة الزبائن، لكونهم سيجدون كل يوم سعر جديد، لكنه يرى أن الكثير من الزبائن مدركة لهذه الحالة وأسبابها وتتفهمها.
من جانبه، فاضل علي مهدي- مدير محلات السعادة للذهب- اعتبر السعر الذي وصل إليه الذهب حتى مساء يوم أمس الخميس هو "أعلى ما وصل إليه منذ 50 سنة".. وقال لـ"نبأ نيوز" أن ارتفاع الأسعار قابله انخفاض بمبيعات محلات الذهب، وزيادة في رغبة الناس في بيع ما لديهم من ذهب.
أما على صعيد سوق العملات، فقد أكد وكلاء لـ"ويسترن يونيون" بصنعاء بأن الدولار ومنذ بداية الأزمة المالية العالمية فقد ما يقارب الـ(35%) من قيمته، الأمر الذي دفع الكثير من اليمنيين الى الاتجاه نحو عملة "اليورو".
Cant See Images
وتوقعوا- في تصريحهم لـ"نبأ نيوز"- أن يصبح الدولار "عملة ثانوية"، وأن يحتل "اليورو" مركز الصدارة عوضاً عنه، ثم يليه "الجنيه الاسترليني"، الذي يمتلك قدرة منافسة الدولار.
Cant See Images
وأشاروا إلى أن المواطنين بدءوا يتجهون أما الى اليورو أو الذهب، وذلك لأن استمرار تراجع سعر صرف الدولار أصبح يتسبب لهم بخسارة كبيرة، خاصة وأن الغالبية العظمى من التعاملات التجارية تتم بالدولار، وبالتالي فإن رأس المال يتآكل تدريجياً.
Cant See Images
ويتخوف بعض تجار العملات من أن تتسبب التقارير الاخبارية والتحليلية حول أسعار الدولار والذهب بـ"قلق مبالغ فيه" يدفع المواطنين إلى حالة سباق في استبدال عملاتهم، تفوق قدرات السوق اليمنية على استيعابها، الأمر الذي سيخل في توازنات سوق المال، ويستدعي تدخل الدولة.
كلام كثير يتردد في كل مكان حول "جنون الذهب" و"انهيار الدولار"، فيما أغلب ربات البيوت يتحدثن عن رغبتهن في بيع مالديهن من ذهب، إلاّ أنهن في حيرة من أمرهن لئلا يتسرعن بالبيع فترتفع الأسعار أكثر وأكثر، فيندمن على الخسارة.. وأخريات قلقات أن يتأخرن في البيع فتعاود الأسعار التراجع، فيندمن أيضاً.. وفي كل الأحوال ليس هناك من يجرؤ على الجزم بشيء... فمن يصدق أن "ملك العملات"- الدولار- يسقط ذليلاً في يوم من الأيام، ويبحث الجميع عن طريقة للتخلص منه..!
العرض العادي
