abo _mohammed
المشــرف العــــام
كَلاَّ كَلاَّ شعر: د.عبدالرحمن صالح العشماوي كلاَّ، تقول بريئةُ النظراتِ: كَلاَّ . . . . . يا مَنْ تلبَّس بالهَوَى يا من تولَّى كلاَّ، تقول صغيرةٌ بُتِرَتْ يَدَاها . . . . . وتقولها الأشلاءُ: كَلاَّ، ثُمَّ كلاَّ وتقولها زفراتُ طفلٍ لم يُشاهدْ . . . . . إلاَّ رُكاماً مُوحشاً وأباً أَشلاَّ ويقولها سَعَفُ النخيلِ وكُلُّ غصنٍ . . . . . في واحةِ الأَمْنِ الوَريفِ يَمُدُّ ظِلاَّ كَلاَّ، سمعتُ الشِّيحَ أرسلها نداءً . . . . . وسمعتُ ريحاناً يردِّدها وفُلاَّ كَلاَّ، تردِّدها المآذنُ حين يعلو . . . . . صوتُ المؤذِّنِ يذكر اللهَ الأَجَلاَّ ويقولها شهرُ الصِّيام رأى المآسي . . . . . ورأى هوىً في كلِّ زاويةٍ وغِلاَّ وتقولها الرَّحَماتُ والقرآنُ يُتْلَى . . . . . وهلالهُ لمَّا بفرحتنا أَهَلاَّ وتقولُها الصلواتُ بالأرواح تَرقى . . . . . ويقولها مَنْ ذاقَ مُتْعَتَها وصلَّى يا مَنْ أَطَلَّ على رياضِ الحبِّ وَحْشَاً . . . . . قَتَل السعادة والرِّضا لما أَطَلاَّ يا مَنْ تستَّرَ بالظلام، لقيتَ بُؤْساً . . . . . ولقيتَ قارعةَ الأسى ولقيتَ ذُلاَّ ما زلتَ ترنو للسرابِ فليت شعري . . . . . أَنَّى ستلقى في سراب البِيدِ طَلاَّ أيكون تهديمُ البيوتِ على الضَّحايا . . . . . في ليلةٍ من شهرنا الميمونِ حَلاَّ؟ يا مَنْ، ويا مَنْ، لستُ أَدري مَنْ أنادي . . . . . تَعِبَتْ نداءاتي، ووجُهكَ ما تجلَّى إني أرى خَلْفَ الرُّكام خيالَ لِصّ . . . . . اللهُ أعلم مَنْ يكون وكيف حَلاَّ؟! لا يعرف الإيمانَ، لا يسعى لخيرٍ . . . . . أبداً، وما عَرَف الطريقَ ولا استدلاَّ من أين جاء، وما الذي يبغي، وماذا . . . . . ينوي بأمتنا، وكيف هَوَى وضَلاَّ؟ والى متى يمشي إلينا مَشْيَ ذئبٍ . . . . . زلَّتْ خُطاه إلى مرابعنا وزَلاَّ؟ وإلى متى يَقْتَاتُ من غَفَلاتِ قومي . . . . . يسري إلى الأوطانِ طاعوناً وسِلاَّ؟ أنا لا أرى إلاَّ خيالَ اللِّصِّ يبدو . . . . . شَبَحاً، علينا من تآمُرِه تَدَلَّى إني أراه خيالَ شيطانٍ مريدٍ . . . . . وأراه يزحُفُ تحتَ جُنْحِ الليلِ «صِلاَّ» وأحسُّ أنَّ الأرض حين رأتْه صاحتْ: . . . . . كَلاَّ، وحَسْبُكَ أن تقولَ الأرضُ: «كَلاَّ»