دول الخليج تأخرت في تدوين موروثها الشعبي

دول الخليج تأخرت في تدوين موروثها الشعبي



مركز التراث الشعبي بدول مجلس التعاون الخليجي من أهم المراكز في منطقة الخليج في قطع أشواط مميزة بالعمل على جمع تراث المنطقة وتاريخها، لهذا يتواجد هذا المركز سنوياً في دورات معرض الكتاب بالشارقة لترويج اصداراته من الكتب والمجلات التي تعنى بالتراث الخليجي. صالح غريب مسئول العلاقات الثقافية في المركز يقول عن المشاركة الحالية للمركز:


نحن نشارك هذا العام بمجموعة العناوين الجديدة ومنها كتاب التراث الشعبي في دولة الامارات العربية المتحدة وهو عبارة عن ببلوغرافيا مشروحة للدكتور يوسف عيدابي، أما الكتاب الآخر فهو عن الألعاب الشعبية في دول الخليج العربية من تأليف عبدالله حسن.


وهناك كذلك كتاب آخر عن الألعاب الشعبية الخليجية وهو كتاب مصور يتناول الألعاب الشعبية عن الطفل الخليجي، كما انه يوجد في المعرض أقراص مدمجة تحتوي على أغاني العمل على سفن الغوص وموسيقى «الليوا» و«الطنبوره» ومرفق بها كتيب شرح باللغتين العربية والانجليزية.


ويضيف غريب ان الإقبال في الإمارات على الكتاب التراثي جيد ولهذا يشهد جناح المركز اقبالاً متميزاً من قبل الجمهور الذي تجتذبه الكتب التراثية.


يبقى تدوين التراث الشعبي والبحث في موروث المنطقة الخليجية مشروعاً ناقصاً رغم كل الجهود المبذولة حالياً لتسجيله والحفاظ عليه، وعلى ذلك يعلق صالح غريب قائلاً: الإشكال الذي نعانيه اليوم هو فقدان الكثير من الرموز التراثية والمعلومات التفصيلية عن هذا الموروث الذي لم يسجل ولم يدون في السابق والاشكالية تكمن في اننا في منطقة الخليج بدأنا مسيرة التدوين والجمع متأخرين جداً عن بقية العالم فقد تأسس مركزنا في العام 1982 .


وبالمقارنة بخطوات المانيا مثلاً في جمع التراث نجد ان الفارق يقترب من المئة عام، وبالتالي فإن تأخرنا في الجمع ساهم في توعية قسم الأرشيف الموجود الآن في المركز على اعتبار ان الجمع في الثمانينيات يختلف عن الجمع في الستينيات، في مجالات الرواية الشفهية والرواة المتواجدين.. الآن عندما نفقد راوياً من الرواة فإننا نفقد مكتبة متكاملة لا يمكن تعويضها.



لهذا فقد عمل المركز ومنذ إنشائه بخطى متسارعة من اجل الحصول على ما تبقى من هذا الموروث وتم ذلك عبر عمليات وخطط ومشاريع مدروسة للجمع الميداني وعلى أربعة محاور هي: الأدب الشعبي والعادات والتقاليد والثقافة المادية والموسيقى والرقص الشعبي.


ويمكن القول ان اهم مشروع يقوم به المركز هو جمع العادات والتقاليد المرتبطة بدورة حياة الانسان في منطقة الخليج، وقد انتهينا في بعض الدول من المراحل الثلاث الأولى وهي: العادات والتقاليد بالنسبة للميلاد والزواج والوفاة وبعض الدول الخليجية ما زالت في المراحل الأولى وهي: الميلاد مثل دولة البحرين.


ومن المشاريع المهمة في الجمع ايضاً مشروع زينة وأزياء المرأة الخليجية، بدأنا في قطر ومؤخراً انتهينا من الامارات وعمان الكويت.. هذه المشاريع هي مشاريع مستمرة والجمع مستمر، لكن يبقى ان نعترف أن أغلب هذه الخطوات والمشاريع تأخرت كثيراً على مستوى رقعة دول مجلس التعاون.

الصور المرفقة