تمهيد
هما حكايتان ....تهدف الأولى منهما إلى تبيان تطويق الأنظمة المستبدة لشعوبها وكيف بدلا من أن تسهر على رعاية أمنها وأمن رعاياها إذا بها تجند نفسها فى خدمة أعداء وطننا وأمتنا...ولا جرم فالطريق إلى التوريث يبدأ من اتفاقيات الكويز مع اليهود ، وإمدادهم بالغاز الطبيعى، وبمياه النيل حين تحين الظروف ، وبرفض الاعتراف بحماس المنتخبة فى حين توجه الدعوة لرئيس وزراء الكيان الصهيونى بزيارة مصر!!!
وتهدف الثانية إلى أن خلاص ذلك الفساد ونهاية تلك الأنظمة المستبدة مرهون باستيقاظ الأسود أى الشعوب من غفوتها استيقاظها بالوعى والحرية والتضحية.
وفى هذا السياق أورد كلمة سبق ذكرها فى مقال سابق أتوجه بها للقوى السياسية وحركات المجتمع المدنى عسى ...
متى تدرك الشعوب أن العجز عن العمل الايجابى الفعال المستمر يعنى العجز عن الحياة؟
إن العجز عن العمل الفعال والعجز عن الحياة (معايشتها ) مقترنان ولن يحتفظ المصريون بمكانة بين الامم متى عطلوا عقولهم عن التفكير وأيديهم عن العمل
أعلم أن لكل شعب مزاجه وأن لكل مزاج أثره فى البناء وصناعة الحضارة وفى يقينى أن هذا المزاج لن يكون له أثر فعال دون أن تصحبه إرادة قوية وعقل يقظ وقلب نابض فعال ،
وفى يقينى أيضا أن الشعوب العربية والشعب المصرى خاصة ما تزال بها عناصر قوة ابحثوا عنا فى مواطن البذل والجهاد والإصلاح سوف تجدون أكثرية يمكنها التضحية بكل غال ورخيص فتشوا عنا سوف تجدون منا العالم والمجاهد عن حق والمصلح والمنفق الكريم والمتعبد العاقل وسجناء رأى خلف أسوار المعتقلات.
ما تزال هذه الامة وهذا الشعب يخرج لنا قادة فكر ونهضة وصُّناع فالشعوب العربية لم تمت ولن تموت وما ضاعت بقدر ما حاول حكامها أن يضيعوها
ولسوف يفشلون فالشعوب غالبا لا تموت .
صحيح أن صوت الباطل والقهر والغباء منتشر لكن كل ذلك مسألة وقت....
فنحن شعب يمرض لكنه لا يموت ونحن أمة لا تعرف اليأس من انتصار الحق لانها تعبد معبود اسمه الحق ومن ذا الذى يهزم الحق؟!
وبناء على هذا الكلام اتوجه بهذه الكلمة إلى الإخوان المسلمين وكفاية وحركات المجتمع المدنى بكافة اشكالها كلها معا وجنبا إلى جنب فالميدان واسع وألمح من طرف خفى قد لا يدركه إلا من يده فى النار فعلا:
أيها الأحرار إنه لا ينال من أشخاصكم بعض الأخطاء فالقيادات العظيمة ليست معصومة ولا يضيرها أن تأتى بعض نتائج أعمالها عكس تقديرها ولكن الذى ينال من أشخاصكم ويعصف بتاريخكم ويشوه مكانتكم هو تجاهل الخطأ...وادعاء العصمة....وإخفاء الحقائق عن الجماهير هذا مسلك المتكبرين ولن تعرف فئة نصرا او نجاحا وهى تستعلى على بعضها بعضا.
فى يقينى أن ما اتخذ قوم بعضهم بعض مطايا إلا انتشر فيهم النفاق وخُذلوا إننا كأمة تستعصى على الزوال لكننا كفئات حركية مناضلة تسعى نحو تحرير الإنسان من رق الجهل والاستعباد والقهر وترفع من شعارات شتى هذه الجماعات أو الحركات لن تستعصى على الزوال متى ما غابت عن الطريق الصحيحة ومتى ما رفضت أن تتنازل عن كبريائها من أجل وحدة الصف..
إننا فاشلون لا محالة لو سرنا فى درب الاستعلاء وعدم التضحية.
كثير من الناس من هو شديد الاحترام والتقدير لفكر وقوة وتنظيم وتاريخ جماعة الإخوان(رغم محاولات التشويه) وأعلن أن الناس وأنا منهم تضع على كاهلكم مسئولية خطيرة فتنبهوا...
ولستم وحدكم من أتوجه إليه بهذا الكلام فلستم وحدكم فى الميدان فإلى الاخوان وإلى جميع حركات التغيير الناهضة فى مصرتلك الكلمات أقول :
هناك أخطاء لا يستقيم معها نصر أبدا فأرجو أن يتنبه لها المعنيون بالتغيير:
لا يستقيم نصر مع غياب ديمقراطية واضحة الملامح أو أن تكون اسما دونما فعل ولا يستقيم لنا نصر ضد القهر ونحن نهتم بالشكل على حساب المضمون،
ولن تستقيم لنا نهضة ونحن نتغنى بأمجاد الماضى دون أن نعمل للمستقبل،
ولن تستقيم لنا راية ونحن نعبد الشعارات أكثر من عبادتنا لله أو أكثر من إيماننا بحق الناس فى الحرية،
ولن ننتصر ونحن نرفض الآخر أو نستعلى عليه أو نحقد عليه،
ولن ننتصر ونحن نخاصم التضحية ولن يرتفع لنا بنيان ونحن نخل بالتوازن بين مطالبنا الشخصية أو الحركية وبين مطالب الوطن،
ولن نتحد دون أن يكون لنا كبير نحترمه ويقدرنا ونقدره كما لن ننتصر أبدا طالما سار عملنا كعزف منفرد لا قائد له .
ولن ننتصر فى دحر الظلم والطفاة المستبدين طالما استهوتنا كاميرات الفضائيات على حساب قضايا الوطن
وماسبق موجه للإخوان ولغيرهم من الحركات الناهضة للتغيير كل على قدر حجمه ومسئوليته
( 1 )
يحكى تخيُّليا أن اجتمعت الأجهزة الأمنية ل3 دول هى: مصر، أمريكا، اليهود وتسابقوا أيهم يتفوق على الآخر؟؟
وبدأت المسابقة.....انطلق غزال مسرعا....فشلت أمريكا فى العثور عليه لكنها قالت إن لديها أدلة قاطعة انه يختبىء لدى سوريا وان مصدر هذه المعلومات لا يجوز الكشف عنه لدواعى أمنية.
أما اليهود ففشلوا فى الحصول عليه لكنهم أيدوا أدلة أمريكا مع الإشارة إلى تعاون حركة حماس معهم...وانتظروا الدور الأمنى المصرى.....يوما يومين... أسبوعا... أسبوعين ..شهرا ...... شهرين...ثم وجدوا بغيتهم لقد وجدوا الأجهزة الأمنية المصرية وقد قامت بما يلى:
1/ القبض على حمار ( وليس غزالا) وأخذت تمارس عليه أبشع صور التعذيب ليعترف بأنه غزال قائلة ( قول انك غزال...اعترف بأنك غزال...مين شركاءك)
2/ لم تكتف الأجهزة بهذا فقد صادرت مأكولاته التى كان يعتمد عليها.
3/ وألقت القبض على بقية الحمير الأخرى للاشتباه بان لهم صلة بالغزال.
هذا
وقد راقت الفكرة الأمريكان فأرسلوا بعض الغزلان لتجبرهم مصر بالنيابة عن أمريكا على الاعتراف ب
1/ تمويل بقية الغزلان الهاربة.
2/ أو الاعتراف بأنهم حمير.
وقد راقت الفكرة اليهود فأخذوا يقولون إن الأجهزة المصرية لابد أن تبذل مزيد من الجهود لمنع دخول الغزلان داخل ارض فلسطين المغتصبة
وأخيرا جاء دور الجائزة.....ترى ماذا تكون الجائزة؟
إنها التهام الغزلان وبيع الحمير فى السوق السوداء ومحاصرة مصر وعقابها لأنها تنتهك حقوق ال....الغزلان وإنما أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.
(2)
الأسود والطراطير
هذه حكاية رمزية أهميتها تكمن فى التعليق عليها....
يحكى أن الأسود شعرت بالملل من رتم حياتها البطيء وشكت ذلك فاقترح أحدهم أن تغير حياتها بان تتبدل إلى أرانب من خلال أن تلبس طراطير وبالفعل ارتدت أشبال الأسود طراطير وبدأت تتخلى تدرجيا عن صوت زئيرها.............وتحولت بفعل الزمن إلى صوت الأرانب.
ومع الزمن أتت النمور وأكلت أو افترست أشبال الأسود فأخذت الأسود تشكو أمرها إلى نفسها فلم يعد يجدى معها سوى البكاء ولم تفلح إلا فى البكاء والعويل والصراخ.....وأصبحت( ظاهرة صوتية)
تعليق
ومن الغريب والعجيب أن الأسود لم تفكر أن تتحول إلى اسود وتخلع تلك الطراطير من فوق رؤوسها.....هذه هى الحكاية ...........فهل وعيتم مغزاها؟
فى النهاية
نسال الله أن تهب الأسود القوية وأن تعرف مكمن قوتها لتعلنها فى وجه الظالم
( لا ) ثم تعملها بعد أن قالتها تعملها ( لا ).