أعلن وزير الداخلية اليمني رشاد العليمي أن 118 شخصا قتلوا في المواجهات المستمرة منذ نحو أسبوعين بين القوات الحكومية اليمينة وأنصار عالم الدين الشيعي اليمني "حسين بدر الدين الحوثي" الذي تتهمه الحكومة اليمنية بالتمرد.وقال الوزير في تقرير قدمه أمام البرلمان السبت 3-7-2004: إن حصيلة الاشتباكات التي بدأت يوم 20-6-2004 في جبال مران معقل الحوثي بمحافظة صعدة شمال غرب اليمن أوقعت 32 قتيلا من قوات الأمن والجيش، و86 من أنصار الحوثي. وأضاف أن الاشتباكات أسفرت أيضا عن جرح 120 من أفراد الأمن والجيش، و21 من أنصار الحوثي، إضافة إلى اعتقال 185 من أنصار الحوثي.
11 قتيلا آخرين
وفي الوقت الذي كان فيه الوزير يتلو تقريره في البرلمان قال شهود عيان للوكالة الفرنسية: إن إحدى دوريات الأمن اليمني تعرضت لكمين نصبه أنصار الحوثي في وادي نشور شرق صعدة؛ وهو ما أوقع 7 قتلى من أفراد الشرطة.
وأضاف الشهود أن اشتباكات أخرى عنيفة سجلت بعد ظهر اليوم السبت بين قوات الجيش وأنصار الحوثي في منطقة الملاحيط غرب جبال مران التي يتحصن فيها أنصار الحوثي؛ وهو ما أوقع 4 قتلى و6 جرحى في صفوف جماعة الحوثي.
وذكر وزير الداخلية اليمني في تقريره أمام البرلمان أن "نشاط الحوثي بدأ عام 1997 بإنشاء مراكز دينية غير مصرح بها في محافظة صعدة، ثم توسعت إلى محافظات أخرى، كوّن بعدها تنظيما سريا مسلحا انشق عن حزب الحق أسماه: الشباب المؤمن يتقاضى عدد من أفراده رواتب فصلية (كل 3 أشهر) وبعضهم رواتب شهرية تصل إلى 200 دولار؛ وهو ما يدلل على وجود دعم قد يكون خارجيا" لجماعة الحوثي.
وقال الوزير: إن الحوثي رفض جهود الوساطة التي سعت إليها الحكومة، ومنع تسليم الزكاة للدولة، وشكك في شرعية النظام.
واكتفى الوزير بتلاوة التقرير دون مناقشته مع أعضاء المجلس؛ مما آثار احتجاج البعض منهم.
وتقرر في نهاية الجلسة إحالة التقرير إلى لجنة الأمن والدفاع لدراسته. وكلف مجلس النواب لجنة الدفاع والأمن في البرلمان بمتابعة أحداث صعدة، وإيفاء المجلس بالتقارير أولا بأول.
ولم يعلن مجلس النواب أي موقف تضامني مع جهود قوات الجيش والأمن في الحملة العسكرية الجارية في صعدة، كما فعل مجلس الشورى المعين.
وطالب النائب المعارض سلطان العتواني بتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق، وقال: "إذا كانت الحكومة ترى أن المدعو الحوثي قد شكل جماعة سرية مسلحة أو ميليشيات غير مصرح بها، وتقول بأنها تراقب أنشطتهم منذ 1997؛ فلماذا لم تتحمل الحكومة مسئولياتها في وقت مبكر، وتضع حدا لنشاطاتها (المجموعة) ما دامت مخالفة للدستور".
وكانت الاشتباكات قد بدأت بين أنصار الحوثي وقوات الأمن اليمنية عندما حاولت الحكومة اعتقال الحوثي الذي تتهمه بالتمرد، وادعاء الإمامة، وتنصيب نفسه أميرا للمؤمنين، وإنزال علم البلاد، ورفع علم دولة أخرى بدلا منه. كما تتهم الحكومة بعض أفراد جماعة الحوثي بالمشاركة في تمرد انفصالي لإقامة دولة مستقلة أثناء الحرب الأهلية في البلاد عام 1994.
ونفى الحوثي هذه الاتهامات، مؤكدا أن الولايات المتحدة ممثلة بسفارتها في اليمن هي التي تقف وراء هذه الحملة ضده؛ لأن أنصاره يهتفون في المساجد: "الموت لأمريكا وإسرائيل".
والحوثي هو أحد زعماء الطائفة الزيدية الشيعية، وكان عضوا في البرلمان في السابق عن حزب الحق، ويتزعم حاليا مجموعة "الشباب المؤمن"، يردد أفرادها شعارات معادية لأمريكا وإسرائيل داخل المساجد اليمنية.