آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 20993 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14771 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20935 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 22335 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 56408 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51489 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43394 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 25785 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26169 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 32071 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-2012, 09:52 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الشعراء الصعاليك العصر الجاهلي

الشعراء الصعاليك العصر الجاهلي

المقدمة

وإن سن يقراء عن الشعراء الصعاليك سن خلال قراءه عابده غير فاحصة أد مدققة أو بحث عميق يخرج نتيجة غير دقيقة أو تصميم غير سليم . فربما يذهب إلى أن طائفه في الشعراء عاشوا على السلب والنهب لا يمكن أن يحملوا في أنفسهم معنى في معاني الشجاعة والكرم وعزة النفس وهذا نتيجة الحكم المتسرع الذي يقوم على أساس خاطئ, وعليهم أن يعيدوا النظر في هذا الزعم.
فبعد دراسة لبعض الطواهد التي تتعلق في هؤلاء الشعراء وجدت أنهم يحملون أروع معاني الكرم والرفعة والأباء والشجاعة والبطولة التي قلما نجدها عند غيرهم فمن عاشوا بين أهلهم أعزاء كرماء لم يعيشوا ما عاشوه هؤلاء الصعاليك فهم عاشوا متشردين ليس لهم مال إلا سيوفهم ودمائهم بها يقاتلون ويمدون بها رزقهم .
وأول ما نتناول في الدراسة هو التفسير الاجتماعي لهذه الظاهرة ورأيت أنها أقوى الأسباب التي كعلتهم أبطالاً كرماء فقد أنجبت هذه العادات الاجتماعية طائفة في الشعراء الذين أطلق عليهم الشعراء الصعاليك, ما لديهم في عزة نفس وكرم وأقدام وعدم الخوف في الموت والطائفة تبنى قوية غير مبالية.

ثم مناولة بعض المزايا التي وجدت عندهم مع النظر في نصوص شعرية مدعمة لهذه المزايا في خلال دراسة دواوين بعض هؤلاء الشعراء المتوفرة, خرجت نتيجة أن هؤلاء الشعراء هم الأبطال المعينون مع ما لديهم في صفات السلب والنهب. وأرجو أن أكون قد وفقت في تقديم ما هو مفيد لي وللمطلعين على هذا العمل المتواضع .

تعريف الصعلكة:
عرف العصر الجاهلي ظاهرة هي ظاهرة التصعلك قام بها عدد من الأفراد الذين أخرجوا من القبيلة لسبب أو لأخر وسوف ابحث بها في مكان أخر في هذا البحث. ولكنهم استطاعوا أن يجدوا لأنفسهم حيناً في هذه الحياة اختطوها بعزمهم وقوتهم ومما تحلوا به في صفات ساعدتهم على الاعتماد على أنفسهم في حر الصحراء وبردها وردع الحياة وقسوتها معتمدين في ذلك على سيوفهم ورماحهم وسرعة عددهم فهم أبطالاً خلدوا لنا صوراً جميلة تصور لنا ما تملوا به من بطولة وشجاعة وعفة نفس في خلال ما نطلع عليه في شعرهم.
ولهذا لا بد أن نتعرف على المصطلح الذي أطلقه اعتماد,الجاهلي على هؤلاء الطائفة في الشعراء.
" فالصعلوك لغة هو الفقير الذي لا مال له ولا اعتماد , وقد تصعلك الرجل إذا كان كذلك .
قال حاتم الطائي.
غنياً زماًنا بالتصعلكِ والغنى
فكلاً سقاناهُ بكأسيهما الدهرُ
ويقال: تصعلك الإبل إذا خرجت أوبارها , وانجردت قطرطتها .

" وصعاليك العرب وؤبانها "
إذا الصعلكة الفقر في الأصل. ولكن لن نقول بأن جميع الصعاليك كانوا في طبقة الفقراء فهم مزيج من فئات متنوعة حيث نجد منهم الفقير المسكين وفيهم الفقير الشرس الذي يستطيع أن ينال فوته بسيفه ورمحه. وفيهم القبيل الذي لا يرضى أن تمس كرامته ولو كان ذلك على حسابه فهو يبقى في الجوع مقابل أن لا تمس كرامته . وفيهم الشهم الذي يشفق على رفاقه الصعالمصلحته.ف فيغزو ويعطيهم عروة في الورد. وفيهم النذل اللئيم الذي لا يتطلع إلا لمصلحته . وفيهم الفاتك الذي لا يرحم ولا يجد مانعاً يمنعه في قتل الشخص الذي يملك مالاً, فهنا هو الشتقري في بفخر بأنه والد أسرة, فيتم الأولاد ورمل النساء ومات طافراً.
" فأتمت نسواناً وأيتمت ولدة وَعُدتُ كما ابتدأت والليل أليل
إذ تنطوي تحت الصعلكة أنواع كثيرة في هؤلاء الشعراء الذين تختلف أسباب الواحد منهم عن الأخر فمنهم من كانت أمه حبشية سوداء معنى نيذهم أساءهم ولم يلحقوهم بهم ومجموعة احترفت الصعلكة احترافاً وأخرى خُلعت في القبيلة وهي الظاهرة الني سوف أقف عندها طويلاً للبحث فيها.

إن ما جعلني أتطرق إلى هذا الموضوع هو ارتباطه الوثيق في بدور البطولة عند هؤلاء الطائفة في الشعراء فأن هذه الظاهرة قد أنجبت لنا أبطالاً كالوا في الصحراء وفي جبال الحجاز واليمن والطائف وغيرها في البلاد التي كانت لهم موطناً منه يعيشون فهم يغيرون على تلك المناطق في جبالها وسهلها فيتحملون وعورة جبالها وقسوة حرها وبردها لكي يعيشون مرفوعين الرؤوس يعيشون كرماء ليس لأحد عليهم سطوه ولا يحتاجون لغيرهم غي وأي شيء يقول الشتقري:

" وأستق تدب الأرض كيلاً بُدى له علي سن الطول, أسرؤً فتطولُ "

وقد بحث في هذه الأسباب الاجتماعية الدكتور يوسف خليف ذاكراً هذه الأسباب مالها في علاقة في إنجاب هؤلاء الشعراء فيقول في ذلك:
إن العصبية القليلة هي التي كان في شئنها إن توجد هذا النوع في الشعراء فيقول " العصبية المقصود بها التعرف على ذوي القربى وأهل الأرحام أن يناظم ضم أو تصيبهم هلكة أو هي " إحساس الفرد برابطة القبيلة. واجب تأيد مصالحها . والسقل لها بكل ما يحلك من قوة "
فيجب على الفرد أن يكون موالياً لقبيلته فما يطرأ على القبيلة فهو ملزوم به, فالقبيلة كجسم الإنسان إذا اشتكى فيها فرد فأن جميع أفراد القبيلة يشتكون له ويقعون معه بكل ما لديهم فيقول في ذلك الدكتور يوسف خليف " في الجريدة تشترك العشيرة " وعليه فإن جميع أفراد القبيلة يشتركون في الجريدة التي يأتي بها أحد أفراد القبيلة.
ومقابل ذلك كله فأن هنالك حقوق وواجبات على الفرد يجب أن يلتزم بها فلا يعني أن يخرج الفرد على نظام القبيلة ولذلك ظهر في النظام القبلي في الجاهلية ما يسمى " الخلع " وهو الطرد فإذا خرج أحد أفراد القبيلة على نظام القبيلة فأنه يخلع في القبيلة ويخرج من حمايتها كمن قتل فرداً في أفرادها يغير حق أو يعصى أمراً في أوامر أحد رجالات القبيلة أو أن تكثر جرائد أحد أفراد القبيلة فتصبح القبيلة غير قادرة على حمايته أو أجارته أو أن يسوء سلوك أحد أفراد القبيلة في الناحية الأخلاقية فلا يبقى أمام القبيلة سوى طرده من القبيلة وإخراجه من حمايتها وأكبر مثال على ذلك الشاعر الصعلوك أبن الحدارية قال أبو عمرو: " وكان أين الحدارية أصاب دماً في قوم من خزاعة وهو ناس من أهل بيته, فهربوا فتذلوا في فراس بن عنيم, ثم لم يلبثوا أن أحسابوا أيضاً رجلاً, فهربوا فتذلوا في الجيلة على أسد بن كرز فأداهم وأحسن إلى قيس وتحمل عنهم ما أحسابوا في خزاعة وفي فراس.
وقال أبو عمرو " ولما خلعت خزاعة قيساً, تحول عن قومه وتدل عند بطن في خزاعة, يقال لهم بني عدي عمرو بني خالد فأوده وأحسنوا إليه وقال بمدحهم

جزى الله خيراً عن خليع مطرد رجالاً حموه أل عمرو بن خالد
فليس كمن يغزو الصديق بنوكه وهمته في الغزو وكسب المزاود


ونتيجة هذا الخلع زهرة الشعراء الصعاليك الذب ولد عندهم نوعاً في عزة النفس التي جعلتهم أبطالاً يعتمدون على أنفسهم وجعلوا في قبائلهم أهدافاً لهم يعتبرون عليها ويسلبون فيها فيعيشون به كما نهم كانوا يقدمون المساعدة إلى غيرهم وقد يثأر بفضلهم غيره على نفسه كما سنرى عروة بن الورد الذي عرف بأبي الصعاليك فقد عرف بكرمه وشجاعته ما تمد به في بطوله. الشتعري الذي يسنق نهر ب الأرض خير له في أن ينفصل عليه أحدهم فإن ذلك أشد أنواع البطولة.التي تميز بها هؤلاء الشعراء وفي ذلك يقول تحفض ديوان عروة بن الورد بشرح أبن السكتب: " كانوا رجالاً أسوياء ,يتصدقون في الحياة كما انتصرت سواهم في الناس وكلن المجتمع حرمهم كل وسيلة في وسائل الكسب والعمل والعيش فذاقوا حرارة الجوع والحرمان كان بعضهم يغمى عليه من الجوع حتى يكاد يهلك , وكان بعضهم يشق ترب الأرض كبلاً يتحمل فيه المطولين وهكذا وجدوا أنفسهم بين أمرين لا ثالث لهما إما أن يرضوا بالجوع والحرمان بتكون الناس ويسألونهم صدقات وعطايا , وإما أن يرفضوا الجوع والحرمان ويعيشوا وؤبناً وصعاليك ينالون قوتهم بسيوفهم , ويعدون وراء أرزاقهم بأرجل تستبق الخيل والطير والوحش فإذا نالوا رزقهم قداك وألا ماتوا أبطالاً "
فإذا تتبعنا مسيرة عيشهم نجد أنهم أول حياتهم كانوا أفراداً عاديين ثم أصبحوا منبوذين وذلك بفعل القوانين التي احطتها الحياة القبيلة ثم أصبحوا متشردين ليس أمامهم إلا السلب والنهب والعيش بين الحياة والموت ليس لهم صديق إلا الحيوان يديلاً عن أفراد القبيلة التي تتسم بصفات سيئة وهذه الصفات لا توجد عند الحيوانات فيقول في ذلك الشتعري:

ولي دونكم أهلون يسد عملس وأرقطُ زهلولٌ وعزباء جئيلُ
هم الرهط لا مستودع أتشرد ذائح يدعم ولا جاني لما حر يخذلُ


وهنالك أسباب أخرى ساهمت في ظهور هذه الطبقة من الشعراء ولأكنها ليس لها علاقة مباشرة بالظاهرة التي تدرسها ومنها البيئة الجغرافية التي سهلت عليهم السلب والنهب والمثال على ذلك هو قبيلة هذيل التي كثر فيها الصعاليك وذلك يعود إلى قربها من جبال الشراه الني جعلوها لهم ملاذاً بسبب صعوبة الوصول إليها بسبب وعورتها وعدم وصول الخيل إليها.
ومما سبق نجد أن الشجاعة والبطولة هي الظاهرة البارزة التي نولد من العصيبة القبلية وما تنتج عنها في خلع بعض أفراد القبيلة كما خلقت عدداً من الميزات غلبت على هؤلاء الشعراء التي سوف نتحدث عنها ذاكرين هذه الميزات مع نماذج عليها في شعر هؤلاء الشعراء .

ميزات الشعراء الصعاليك :

الميزة الأولى :
"الثورة على المجتمع والعزة والإباء, ورفض الظلم والذل والحرية في تحديد علاقتهم بمجتمعهم ما دام هذا المجتمع يريد أن يفرض عليهم عبوديته "
* أما الميزة الثانية التي تميزوا بها " الشجاعة والأقدام فكانوا لا يرون للخوف معنى وكان الموت في أفواههم أحلى في الشهد وألمذب , فالموت يلقاه المقيم بين أهله كما يلقاه البعيد عنهم سواء بسواء "
فقد كانوا يبحثون عن رزقهم في الليل الحالك وفي البرد الشديد والحر المهلك وفي المغاور الغامضة وبين حيواناتها من ضباع وأسود وثعالب وأفاعي وليس لهم مال إلا سيوفهم ورماحهم يتنقلون بها في الجبال الوعرة والمناطقة الغامضة ليبحثوا في رزقهم .
ورغم ذلك كله فإن هؤلاء لم ينسوا أطفالهم من الذين لم يجدوا لهم موتا فقد كانوا برغم ما كانوا فيه من جوع يحرمون أنفسهم الطعام لكي يطعموا أقربائهم من الفقراء الذين ليس لهم قوة ينالوا بها طعاماً أو رزقاً

*أما الميزة الثالثة "كرم اليد والنفس " وهذا الكرم يتمثل خير تمثيل عند الشاعر عروة بن الورد الذي يقول :

أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى بجسمي من الجوع, والجوع جاهد
لأني أمروء عافي إنائي ستتركة وأنتَ امرؤ عافي وإنائك واحــد
أقسم جسمي في جسوم كثـيرة وأحسو قراح الماء , والماء بارد


فهو يقول أنه عافي الإناء أي أنه يترك فرداً أخر غي إنائه, في حين إن غيره لا يجد من يشاركة في الإناء وهذا دليل على الكرم , وهو نوع من أنواع البطولة , فإذا طرقتني أحد وعدني شريكاً له من إنائي .

ثم يقول إنه يقسم طعامه بينه وبين ضيفه وفي بقربه في الميدان ولو كان ذلك يجعلني أحسوا فراحُ الماء والماء الذي لا لبن فيه أو الماء الباردُ .
فهي صورة بطولية رائعة صورها لنا عروة بن الورد من خلال تصوير كرمه , وما تملى به طيب نفسه وقدرته على التحمل في سبيل إطعام عنتره ويؤثرهم على نفسه وقديما قالوا عن عروة بأنه عروة الصعاليك أو أبا الصعاليك .
هذه صورة في كثير من الصور التي ظهرت في شعر عروة بن الورد تمثل لنا بطولته وكرمه .
وفي أروع الصور التي تمثل البطولة والإقدام وعدم الخوف من الموت والقبال عليه بنفس باردة ما جاء في شعر السلبك في السكلة حيث يقول واضحاً ذلك:

أخرج الفحام, واعجل خائضً غمرة وقذف السرج عليه واللجام
وخبر الفتيان وإني خائضً غمرة الموت , فمن شاء أقام


يدعو السلبك غلامه أن يسرج فرسه المشهود اللجام , وأن يعمل في ذلك ثم يوجه رسالة في جماعة من الفرسان أنه سوف يخوض غمرة الموت , ومن أراد أن يخوضها معه فكان له ذلك ومن أبا فله ذلك .
فإن البطولة نبذة واضحة جلية في هذه الأبيات ومن لا يخشى الموت غير البطل المقدام الذي حمل روحه على أكفه .
ونعود إلى عروة بن الورد وما صوره في شعرة في بطوله وإقدام في الحرب حيث ينفي عن نفسه أن يكون جباناً فاراً من الحرب وفي ذلك يقول :

"أتحجل أقدامي إذا الخيل احجت و كري , إذا لم يمنع الدبر مانعُ
سواءً ومن لم يقدم المهر في الوغى ومن دبره عند المهر هز ضائعُ
بكفي من المأثور كالملح لونه حديث بأخلاقي الذكورة , قاطعُ
فأتركه بالقاع , وهنا ببلدةٍ تعاوره فيها الضباع الخوامعُ
محالف قاع , كان عنه بمعزلٍ ولكن حين المرءِ لابد واقعُ
فلا أنا عاجرةِ الحري مشتكٍ ولا أنا مما أحدث الدهرُ جازع ُ
ولا بصري عند الهياج بطامحٍ كأني يعيدٌ فارق الشوك نازعُ


ففي هذه الأبيات ينفي الشاعر في أولها عن نفسه صفة الجبن بأنه يقول " أتجعلني وأنا الشجاع الذي يقدم ويكر حين يهجم الفرسان , ويمنع عرضه في منزلة الجبان الذي يتأخر في الحرب ويضيع حماه في الشدائد .
شجاعته وأقدامه في الحرب وعدم محاولته الهرب كما يفعل غيره " فهو لا يشتكي من عقابيلهم وما تجره من مصلئب . ولا يفزع من تقلبات الزمان , وعندما تبلغ المعركة ؤروتها يهداء ويكن بصده ليكشف مواقع العدو , ولا يطمع بمصيره في كل مكان باحثاً عن مهرب وكما بفعل البعيد حين يفارق الأباة ويحن إليها ! "
وهذه الصورة تمثل غاية القوة والشجاعة والثبات في المرة وعند الشدائد وهي جميعها تصب في قالب البطولة التي نحن في مجال البحث فيها .
ويتحدث نأبط سراً عن نخوته ومساندته للرفيق إذا دعاه واو كان عليه أن يواجه اثنين أو ثلاثة من الأبطال أمثاله , أنه لا يقضي عن نجدته , بل لو أن أي أنسأن استنجد به فهو لابداور أو تجازع أو يتكلأ .

إذا ما تركت صاحبي لثلاثةٍ أو إثنين مثلينا , فلا بت أمناً
وما كنت أباءً على الخل إذ دعا ولا المرءِ , يدعوني حُمراً , مُداهِياً

فهو يدعو على نفسه إذا تمكن عن صديق خوفاً من ملاقاة الأعداء إذا كانوا اثنين أو ثلاثة فهو بذلك ينفي عن نفسه التخلي عن الصديق فهو لا يخذل الصديق إذا دعاه ولا يداور أو يجازع أي إنسان يستنجد به.
" ويحدثنا الشتقري عن جرأته وإقدامه, ومغامراته في الوديان والصحراء, وفي مكان ألفه الجن, وسكنت به الأشباح حتى بات نجاة المغامرون الشجاعان. وكيف أقدم لجرأة وشجاعة على السير فيه وقت مبكر قبل أن يتطاير الندي عن أوراق الشجر:

وواد بعيد العمق خَنك جماعة
بواطنة للجن والأسد تتألَفُ
تَحسنتُ منه بعدما سقط الندى
غما ليلَ يخشى غيلها المتعسفُ


وقد يستغرب بعضهم أن تكون الفروسية والبطولة في شيم لصوص وقطاع طرق وفي الحقيقة إن عرب الجاهلية قد قحروا بهذه العادات وكانوا في الوقت نفسه يقحرون بالجوار والنصرة والنجدة والعفة والكرم ومع ذلك لم يكن هنالك تناقصاً في بين هذه الأعمال التي نعتبرها خارجة على القوانين والقيم , فغياب السلطة والقانون العام الذي يدعى الحقوق والواجبات تبقي الأمور مضطربة .

"فالصعاليك لم يبتعدوا عن هذه القاعدة العامة ؟إلا في كون أبناء القبائل المنتظمين كانوا يسطون ويقتلون ويسلبون ضمن حدود العداوات التقليدية بين قبائلهم , ولا يتجاوزون ذلك إلى سلب المسافرين المنرفدين أو الحي الضعيف المتخلف عن مجموع القبيلة ويتحاشون القل في غاراتهم , قدر ما يستطيعون إبعاداً للثارات .
بينما الصعاليك, في خروجهم على مجتمعهم أو في رفز مجتمعهم لهم, اعطوا لأنفسهم الحق في الجريمة والانتقام منه. وما كان مزيد في القتل ليعدل كثيراً في المناسبات التي انتقلوا بها كأهلهم ولا في الثأرات التي تلاحقهم. وكانوا يفلسفون غاراتهم بأنها لأجل الاستمرار في المياه, ودرع غائلة الجوع الذي سلطه عليهم في ازدراهم.
فقد وجدنا الشعراء الصعاليك يفخرون بما تملو به من كرم وعزة نفس وشجاعة وبطولة وإقدام وغيرها من القيم التي صوروها خير تصوير من تحملهم وهذه الصفات أكبر دليل على توفر هذه الصفات فيهم.

المصادر والمراجع1

- كتاب الأغاني : أبي الفرج الأصفهاني- المجلد الرابع - تحقيق وشراف لجنه من الأدباء – الدار التونسية للنشر – دار الثقافة بيروت – طبعة 1983 .
2- لسان العرب – أبن منظور – دار صادر – المجلد العاشر .
3- ديوان عروة بن الورد – يعقوب بن اسحاق المتوفى سنة 244هـ
4- ديوان السلبك بن السكلة – قدم له وشرحه الدكتور سعد بن الصاوي – الناشر: دار الكتاب العربي – الطبعة الأولى ( 1415هـ - 1994 ) – جميع الحقوق محفوظة لدار الكتاب العربي بيروت.
5- ديوان الشتقري – عمرو بن مالك سنة 70هـ - جمعه وحققه الدكتور إميل بديع يعقوب الناشر : دار الكتاب العربي – الطبعة الأولى 141هـ- 1991م.
6- الشعراء الصعاليك في الشعر الجاهلي – الدكتور يوسف خليف – الطبعة الرابعة – دار المعارف – كلية الدراسات الأدبية.

الفهرس 1
- تعريف الصعلكة 2-3
-التفسير الاجتماعي لظاهرة الصعلكة 4-7
- ميزات الشعراء الصعاليك ونماذج في اشعارهم 8-13
- المصادر والمراجع 14

م\ن


رد مع اقتباس
قديم 09-09-2012, 09:58 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: الشعراء الصعاليك العصر الجاهلي


الشعراء الصعاليك
اخبارهم ، أشهرهم ، أشعارهم


الصعاليك : جمع صعلوك وهو في اللغة : الفقير الذي لا مال له . اما الصعاليك في التاريخ الادبي هم جماعة من شواذ العرب كانوا يغيرون على البدو والحضر فيسرعون في النهب لذلك يتردد في شعرهم صيحات الجزع والفقر والثورة ويمتازون بالشجاعة والصبر وسرعة العدو وحين نرجع الى اخبار الصعاليك نجدهم انهم كانوا افقر الناس فكل صعلوك فقير حتى عروة بن الورد سيد الصعاليك والذي كانوا يلجئون اليه كلما ضاقت بهم السبل ليجدوا ماوى حتى يستغنوا .
وقد قال القرشي في كتابه ان الصعلوك هو لص فاتك خليع وذئب.
والمعروف عن الصعاليك انهم جماعة من اللصوص انتشروا في الجزيرة العربيه بالذات المناطق الجبلية والصحاري الواسعة والاراضي الوعرة او اي ارض تكون فيها الحياة اصعب من غيرها , كانوا قد نبذتهم قبائلهم اما لانهم ابناء اماء او انهم اتوا (بطرق) تخالف عادات وتقاليد القبيلة او لانهم كانوا يعرضون القبيلة للاخطار الصعبة مواجهتها.
ونتيجة لذلك فقد عاش الصعاليك خارج قبائلهم وقطعوا كل امل بالعدالة وقطعوا كل صلة مع اهلهم وقبيلتهم وامنوا بانهم ظلموا في بلاد تسودها القسوة فحقدوا على القبيلة وافرادها وعلى اصحاب الثروة والمال .
فانتشروا في الصحاري ناشرين معهم رعبا وفزعا رهيبا للمجتمع الجاهلي والذي لم يهتم بهم .وكان سلاح الصعلوك قوة الجسد وقوة النفس فكان سريع العدو ويتميز بالجرأة والحياة والموت يتساويان في نظره.وقد قيل انهم ذوي نزعة انسانية فهم يعطفون على الفقراء والمساكين بطبيعة الحال وكانت لهم مغازي يوزعون غنائمها على ذوي الحاجة الماسة وقد كانت اغلب غزواتهم موجهة الى الاغنياء والبخلاء ( هذه النقطة الجميلة هي من اروع ماسمعت عنهم

والصعاليك كان منهم عدد كبيرا من الشعراء وقد كانت اغلب مواضع شعرهم تدور حول سرعة عدوهم وحول اغاراتهم وغزواتهم , وكثيرا ماكانوا يفضلون وحوش الصحراء وحيواناتها على اهلهم , فمن وجهة نظرهم ان الحيوانات تحمل من العاطفة اكثر من البشر وذلك نتاج طبيعي لما عانت منه هذه الفئة والتي عاشرت الحيوانات واستانسوا بها فوصفوها في اشعارهم وعرفوا مسالكها بدقة.
ولم تكن مصادفة ان يكون زعماء التصعلك انذاك ابتداء بالشنفرة الازدي و تأبطا شرا وعروة بن الورد وانتهاء بالسليك بن السلكة ، من الشعراء الافذاذ الذين صوروا حياتهم في اشعارهم ، فوضعوا بذلك اللبنة الاولى في ( ادب التصعلك)، الذي يتسم بالحدة والرفض والسخرية ، وهذه الاخيرة لم تطبع ادب تلك الفترة بطابعها ، وانما ظلت واحدة من السمات ولكنها ليست الوحيدة على الاي حال ، فالصعلوك الثائر انذاك كا يحسم الخلاف مع خصومه بالسيف وليس بالقلم ، لذا غلبت الدراما على ( السخرية) في اشعارهم
واستمرت دراما التصعلك على هذا المنوال ، يتسم فيها الصراع بالعنف الدموي حتى اوائل العصر العباسي وبفعل عوامل الانفتاح على حياة الترف والبذخ والانحلال تميل نحو استبدال العنف الدموي بالعنف اللساني او الكلامي ، وخلع معظم المتصعلكين من الكتاب والشعراء سيوفهم ليستلوا سيف الشعر ، يجلدون به القبيلة والحكام والطبقات الغنية المستفيدة من ( الانفتاح) ، واتخذوا المدن والعواصم والحواضر الكبيرة ميدانا لنشاطهم وليس الصحراء كما كان الامر من قبل ، ذلك ان ( القطط السمان) في الحكم والمال والجاه ، ترتع فيها .
واذا كانت ظاهرة التصعلك الادبي قد اختلفت في عصور وظهرت في عصور اخرى، فان الذي لا جدال فيه ان عصرنا يشهد انحسار لهذه الظاهرة وما يرتبط بنا من خصائص فنية . ومن سمات ادب التصعلك، الي يتفرد بها الصعاليك انها سمة تستولد من الحزن والفقر والجوع والالم والمأساة
سنذكر هنا نبذة عن اشهر الصعاليك على الاطلاق :-
تأبط شرا:
تأبط شراً : هو ثابت بن جابر ، وأمه : امرأة يقال لها : أميمة ، أنجبت خمسة ذكور وقيل ستة ، من بينهم تأبط شراً .
بالنسبة لـ لقبه (( تأبط شراً )) ، قيل في سبب ذلك ، أنه تأبط سيفاً تحت إبطه، فجاء من يسأل عنه ، فردت أمه : أن تأبط سيفاً وذهب .
ولكن بعضهم يشكك في مصداقية السبب هذا ، فيقولون : أن السيف كان من رموز الشجاعة والفخر في الجاهلية ، فـ كيف يكون السيف شراً ؟؟ ، بعضهم يقول : أنه لـ كثرة شرورهـ (( وقد يكون هذا الأصح )) .
تأبط شراً له مغامرات عديدة - في بطون أمهات كتب الأدب - ، تتأرجح مابين الحقيقة والخيال ، ولا أنسى أن أقول : أنه توفي مقتولاً ، ادعت قتله (( قبيلة هذيل )) ، وألقوهـ في غار يقال له (( غار رخمان )) . سنة 530 قبل الميلاد
ولا اتمنى الشر والشر تاركي ..ولكن متى احمل على الشر اركب
واكثر شعره في الحماسة والفخر :
يا عبد مالك شوق وايراق
ومر طيف على الاهوال طراق
لاشيء اسرع مني ليس ذا عذر
وذا جناح بجنب الريد خفاق

كان كثير الغارات على الاحياء سريع العدو واذا خرج للغزو اخذ سيفه تحت ابطه , فلقبته امه تأبط شراً

السليك بن السلكة :
وهو القائل ( ولكن كل صعلوك ضروب (
السليك بن عمير بن يثربي بن سنان السعدي التميمي أحد شعراء العصر الجاهلي. الصعاليك، توفي عام 17 ق.هـ/605 م (تقديرا). أحد شعراء العصر الجاهلي.
نسبة إلى أمه "السلكة" وهي عبدة سوداء ورث منها سواد اللون. وأمه شاعرة متمكنة وقد رثته بمرثية حسنة. كأي صعلوك آخر، كان فاتكا عداء يضرب المثل فيه لسرعة عدوه حتى أن الخيل لا تلحقه لسرعته وكان يضرب فيه المثل فيقال «أعدى من السليك، لقب بالرئبال. له وقائع وأخبار كثيرة ولم يكن يغير على مُضَر وإنما يغير على اليمن فإذا لم يمكنه ذلك أغار على ربيعة.
وجاء من أخباره في الأغاني «وكان السليك من أشد رجال العرب وأنكرهم وأشعرهم. وكانت العرب تدعوه سليك المقانب وكان أدل الناس بالأرض، وأعلمهم بمسالكها»
وكان يقول: «اللهم إنك تهيئ ما شئت لما شئت إذا شئت، اللهم إني لو كنت ضعيفاً كنت عبداً، ولو كنت امرأة أمة، اللهم إني أعوذ بك من الخيبة، فأما الهيبة فلا هيبة».
قتلهُ أسد بن مدرك الخثعمي، وقيل: يزيد بن رويم الذهلي الشيباني.
قال عنه عمرو بن معد بن يكرب احد فرسان العرب المعروفين بانه لايخشى احدا من فرسان العرب الا اربعه احدهم السليك بن السلكة وانه يستطيع وحده ان يحمي الظعينة ويخترق بها اعماق الصحراء مالم يلقاه احد هؤلاء الاربعة وهو السليك وعامر وعتبة وعنتره.
من اشعاره:
لعمرك ما ساعيت من سعى عاجـز ولا أنا بالـواني ففيـم أكذب
ثكلتـكما إن لـم أكـن قـد رأيــتـها كراديس يهديها إلى الحي موكب
كراديس فيها الحوف_زان وقـومه فوارس همام متى يدع يركبوا
تفاقـدتـم هـل أنـكرن مـغـيرة مع الصبح يهديهـن أشـقر مغـرب


عروة بن الورد
هو عروة بن الورد ابن يزيد بن عبدالله بن ناشب بن هريم بن لديم بن عوذ
من قبيلة مضر .
احد شعراء الجاهلية وفرسانها وكرمائها ومن اشهر صعاليكها وكان يلقب بعروة الصعاليك كونه يجمعهم ويهتم بشؤونهم ويغزي بهم فيكسب .
قال عنه معاوية بن ابي سفيان : لو كان لعروة بن الورد ولد لاحببت ان اتزوج اليهم .
وقال عنه عبد الملك بن مروان : من زعم ان حاتما اسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.
وقال عنه عبد الملك بن مروان ايضا : مايسرني ان احدا من العرب ولدني ممن لم يلدني الا عروة بن الورد.
قال عبدالله بن جعفر الطيار لمعلم ولده : لاتروهم قصيدة عروة بن الورد التي يقول فيها (دعيني للغنى) لان هذا يدعوهم الى الاغتراب عن اوطانهم ! .

يقول ابن الاعرابي : اجدب الناس من بني عبس في سنة اصابتهم فاهلكت اموالهم واصابهم جوع شديد وبؤس فاتوا عروة بن الورد فجلسوا امام بيته فلما ابصروا به صرخوا :
( يا ابا الصعاليك اغثنا ) فرق لهم وخرج ليغزوا بهم ويصيب معاشا فنهته امرأته عن ذلك خوفا عليه من الهلاك فعصاها وخرج غازيا .
وعروة بن الورد شاعر مشهور وصاحب عدد كبير من القصائد سنذكر بعض ممن تخلد بعده
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة......ان القعود مع العيال قبيح
فراشي فراش الضيف والبيت بيته ......ولم يلهني عنه غزال مقنع
أتـهزأ مني أن سمـنت وأن ترى......بـجسمي شحوب الحقّ والحقُ جاهدُ
أُفرّق جسمي في جسومٍ كثـيـرةٍ......وأحسـوا قَـراحَ الماءِ والماءُ بـارد
إنـي امرؤٌ عافِي إنائـي شـركةٌ......وأنت امـرؤٌ عافـي إناءك واحـدُ
لحا الله صعلوكاً إذا جن ليلة...... مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الفتى من نفسه كل ليلةٍ ......أصاب قراها من صديق ميسر
ينام عشاء ثم يصبح ناعساً ......يحت الحصا عن جنبه المتعفّر
يعين نساء الحي ما يستعنّه......ويمسي طليحاً كالبصير المحسّر
ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه ......كضوء شهاب القابس المتنوّر
مطلاً على أعدائه يزجرونه ......بساحتهم زجر المنيح المشهّر
إذا بعدوا لا يأمنون اقترابه ......تشوّف أهل الغائب المتنظّر


الشنفرى : هو ثابت بن اوس الازدي
نشأ بين بني سلامان من بني فهم وهم الذين قد كانوا اسروه وهو صغير , فلما عرف بقصة اسره وانهم ليسوا اهله بل هم من ابعدوه عن اهله , حلف ان يقتل منهم مائة رجل , وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين ولكن وافقته المنية فاتى رجلا كاره له فرفس جمجمته فمات منها , وبذلك تكون جمجمة الشنفرى قد اكملت له المائة التي حلف ان يقتلها .

والشنفرى الذي توفى سنة سبعين قبل الهجرة يعد من اشهر عدائي الصعاليك ومن اكثرهم جرأة وقد عاش وحيدا في البراري والجبال سنينا طويلة .

وهو صاحب لامية العرب المشهورة والتي سوف نذكرها هنا وقد قيل ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد دعا الى تعليمها الصغار لما فيها من مروءة
اقيموا بني امي صدور مطيكم ......فإني الى قوم سواكم لأميل
فقد حمت الحاجات والليل مقمر......وشدت لطيات مطايا وارحل
وفي الارض منأى الكريم عن الاذى......وفيها لمن خاف القلى منعزل
لعمرك مابالارض ضيق على امري......سرى راغبا او راهبا وهو يعقل
ولي دونكم اهلون سيد عملس......وارقط زهلول وعرفاء جيأل
هم الاهل لامستودع السر ذائع......لديهم ولا الجاني بما جر يخذل
وكل ابي باسل غير انني......اذا عرضت اولى الطرائد ابسل
وان مدت الايدي الى الزاد ولم اكن......بأعجلهم اذا اجشع القوم اعجل


رد مع اقتباس
قديم 09-09-2012, 10:11 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: الشعراء الصعاليك العصر الجاهلي

ديوان عروة بن الورد

من شعراء الصعاليك

يحتوي على (39) قصيدة .

القصائد

إِن تَأخُذوا أَسماءَ مَوقِفَ ساعَةٍ = فَمَأخَذُ لَيلى وَهيَ عَذراءُ أَعجَبُ
لَبِسنا زَماناً حُسنَها وَشَبابَها = وَرُدَّت إِلى شَعواءِ وَالرَأسُ أَشيَبُ

إِذا المَرءُ لَم يَبعَث سَواماً وَلَم يُرَح = عَلَيهِ وَلَم تَعطِف عَلَيهِ أَقارِبُه
فَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ = فَقيراً وَمِن مَولىً تَدِبُّ عَقارِبُه

لا تَلُم شَيخي فَما أَدري بِهِ = غَيرَ أَن شارَكَ نَهداً في النَسَب
كانَ في قَيسٍ حَسيباً ماجِداً = فَأَتَت نَهدُن عَلى ذاكَ الحَسَب

أَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن = بَني ناشِبٍ عَنّي وَمَن يَتَنَشَّبُ
أَكُلُّكُمُ مُختارُ دارٍ يَحُلُّها = وَتارِكُ هُدمٍ لَيسَ عَنها مُذَنَّبُ

أَفي نابٍ مَنَحناها فَقيراً = لَهُ بِطِنابِنا طُنُبٌ مُصيتُ
وَفَضلَةِ سَمنَةٍ ذَهَبَت إِلَيهِ = وَأَكثَرُ حَقِّهِ ما لا يَفوتُ

هَلّا سَأَلتَ بَني عَيلانَ كُلَّهُمُ = عِندَ السِنينَ إِذا ما هَبَّتِ الريحُ

قَد حانَ قِدحُ عِيالِ الحَيِّ إِذ شَبِعوا = وَآخَرٌ لِذَوي الجِيرانِ مَمنوحُ

إِذا آذاكَ مالُكَ فَاِمتَهِنهُ = لِجاديهِ وَإِن قَرَعَ المَراحُ
وَإِن أَخنى عَلَيكَ فَلَم تَجِدهُ = فَنَبتُ الأَرضَ وَالماءُ القَراحُ

قُلتُ لِقَومٍ في الكَنيفِ تَرَوَّحوا = عَشِيَّةَ بِتنا عِندَ ماوانَ رُزَّحِ
تَنالوا الغِنى أَو تَبلُغوا بِنُفوسِكُم = إِلى مُستَراحٍ مِن حِمامٍ مُبَرِّحِ

قالَت تُماضِرُ إِذ رَأَت مالي خَوى = وَجَفا الأَقارِبُ فَالفُؤادُ قَريحُ
ما لي رَأَيتُكِ في النَدِيِّ مُنَكِّساً = وَصِباً كَأَنَّكَ في النَدِيِّ نَطيحُ

جَزى اللَهُ خَيراً كُلَّما ذُكِرَ اِسمُهُ = أَبا مالِكٍ إِن ذالِكَ الحَيُّ أَصعَدوا

وَزَوَّدَ خَيراً مالِكاً إِنَّ مالِكاً = لَهُ رِدَّةٌ فينا إِذا القَومُ زُهَّدُ

ما بِيَ مِن عارٍ إِخالُ عَلِمتُهُ = سِوى أَنَّ أَخوالي إِذا نُسِبوا نَهدُ
إِذا ما أَرَدتَ المَجدَ قَصَّرَ مَجدُهُم = فَأَعيا عَلَيَّ أَن يُقارِبَني المَجدُ

إِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ = وَأَنتَ اِمرُؤٌ عافي إِنائِكَ واحِدُ
أَتَهزَأُ مِنّي أَن سَمِنتَ وَأَن تَرى = بِوَجهي شُحوبَ الحَقِّ وَالحَقُّ جاهِدُ

ما بِالثَراءِ يَسودُ كُلُّ مُسَوَّدٍ = مَثرٍ وَلَكِن بِالفِعالِ يَسودُ
بَل لا أُكاثِرُ صاحِبي في يُسرِهِ = وَأَصُدُّ إِذ في عَيشِهِ تَصريدُ

تَحِنُّ إِلى سَلمى بِحُرِّ بِلادِها = وَأَنتَ عَلَيها بِالمَلا كُنتَ أَقدَرا
تَحِلُّ بِوادٍ مِن كَراءٍ مَضَلَّةٍ = تُحاوِلُ سَلمى أَن أَهابَ وَأَحصَرا

دَعيني لِلغِنى أَسعى فَإِنّي = رَأَيتُ الناسَ شَرُّهُمُ الفَقيرُ
وَأَبعَدُهُم وَأَهوَنُهُم عَلَيهِم = وَإِن أَمسى لَهُ حَسَبٌ وَخيرُ

أَخَذَت مَعاقِلَها اللِقاحُ لِمَجلِسٍ = حَولَ اِبنِ أَكثَمِ مِن بَني أَنمارِ
وَلَقَد أَتَيتُكُمُ بِلَيلٍ دامِسٍ = وَلَقَد أَتَيتُ سُراتَكُم بِنَهارِ

عَفَت بَعدَنا مِن أُمِّ حَسّانَ غَضوَرُ = وَفي الرَحلِ مِنها آيَةٌ لا تَغَيَّرُ
وَبِالغُرِّ وَالغَرّاءِ مِنها مَنازِلٌ = وَحَولَ الصَفا مِن أَهلِها مُتَدَوَّرُ

أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ = وَنامي وَإِن لَم تَشتَهي النَومَ فَاِسهَري
ذَريني وَنَفسي أُمَّ حَسّانَ إِنَّني = بِها قَبلَ أَن لا أَملِكَ البَيعَ مُشتَري

إِذا المَرءُ لَم يَطلُب مَعاشاً لِنَفسِهِ = شَكا الفَقرَ أَو لامَ الصَديقَ فَأَكثَرا
وَصارَ عَلى الأَدنَينَ كَلّاً وَأَوشَكَت = صِلاتُ ذَوي القُربى لَهُ أَن تَنَكَّرا

أَبلِغ لَدَيكَ عامِراً إِن لَقيتَها = فَقَد بَلَغَت دارُ الحِفاظِ قَرارَها
رَحَلنا مِنَ الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّءِ = نَسوقُ النِساءَ عوذَها وَعِشارَها

وَنَحنُ صَبَحنا عامِراً إِذ تَمَرَّسَت = عُلالَةَ أَرماحٍ وَضَرباً مُذَكَّرا
بِكُلِّ رُقاقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدٍ = وَلَدنٍ مِنَ الخَطِّيِّ قَد طُرَّ أَسمَرا

أَرِقتُ وَصُحبَتي بِمَضيقِ عُمقِ = لِبَرقٍ في تِهامَةَ مُستَطيرِ
إِذا قُلتُ اِستَهَلَّ عَلى قَديدٍ = يَحورُ رَبابُهُ حَورَ الكَسيرِ

سَلي الطارِقَ المُعتَرَّ يا أُمَّ مالِكٍ = إِذا ما أَتاني بَينَ قَدري وَمَجزِري
أَيُسفِرُ وَجهي إِنَّهُ أَوَّلُ القِرى = وَأَبذُلُ مَعروفي لَهُ دونَ مُنكَري

أَعَيَّرتُموني أَنَّ أُمّي تَريعَةٌ = وَهَل يُنجِبَن في القَومِ غَيرُ التَرائِعِ
وَما طالِبُ الأَوتارِ إِلّا اِبنُ حُرَّةٍ = طَويلُ نَجادِ السَيفِ عاري الأَشاجِعِ

تَقولُ أَلا أَقصِر مِنَ الغَزوِ وَاِشتَكى = لَها القَولَ طَرفٌ أَحوَرُ العَينِ دامِعُ
سَأُغنيكِ عَن رَجعِ المَلامِ بِمُزمَعٍ = مِنَ الأَمرِ لا يَعشو عَلَيهِ المُطاوِعُ

لِكُلِّ أُناسٍ سَيِّدٌ يَعرِفونَهُ = وَسَيِّدُنا حَتّى المَماتِ رَبيعُ
إِذا أَمَرَتني بِالعُقوقِ حَليلَتي = فَلَم أَعصِها إِنّي إِذاً لَمَضيعُ

وَخِلٍّ كُنتُ عَينَ الرُشدِ مِنهُ = إِذا نَظَرَت وَمُستَمِعاً سَميعا
أَطافَ بِغَيِّهِ فَعَدَلتُ عَنهُ = وَقُلتُ لَهُ أَرى أَمراً فَظيعا

أَتَجعَلُ إِقدامي إِذا الخَيلُ أَحجَمَت = وَكَرّي إِذا لَم يَمنَعِ الدَبرَ مانِعُ
سَواءً وَمَن لا يُقدِمُ المُهرَ في الوَغى = وَمِن دَبرُهُ عِندَ الهَزاهِزِ ضائِعُ

فِراشي فِراشُ الضَيفِ وَالبَيتُ بَيتُهُ = وَلَم يُلهِني عَنهُ غَزالٌ مُقَنَّعُ
أُحَدِّثُهُ إِنَّ الحَديثَ مِنَ القِرى = وَتَعلَمُ نَفسي أَنَّهُ سَوفَ يَهجَعُ

وَقالوا اِحبُ وَاِنهَق لا تَضيرُكَ خَيبَرٌ = وَذَلِكَ مِن دينِ اليَهودِ وَلوعُ
لَعَمري لَئِن عَشَّرتُ مِن خَشيَةِ الرَدى = نُهاقَ الحَميرِ إِنَّني لَجَزوعُ

Cant See Links

ديوان الشاعر : عروة بن الورد

Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 09-09-2012, 10:28 AM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: الشعراء الصعاليك العصر الجاهلي

لامية العرب - للشنفرى

الشعراء الصعاليك العصر الجاهلي

( من الطويل )

1- أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ = فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ
2- فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ = وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
3- وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى = وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ
4- لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ = سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ
5- وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون : سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ = وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ
6- هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ = لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ
7- وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي = إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ
8- وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ = بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ
9- وَمَـا ذَاكَ إلّا بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ = عَلَيْهِـمْ وَكَانَ الأَفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ
10- وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيَاً = بِحُسْنَـى ولا في قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ
11- ثَـلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ = وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ
12- هَتُـوفٌ مِنَ المُلْـسَِ المُتُـونِ تَزِينُـها = رَصَائِعُ قد نِيطَـتْ إليها وَمِحْمَـلُ
13- إذا زَلََّ عنها السَّهْـمُ حَنَّـتْ كأنَّـها = مُـرَزَّأةٌ عَجْلَـى تُـرنُّ وَتُعْـوِلُ
14- وَأغْدو خَمِيـصَ البَطْن لا يَسْتَفِـزُّنيِ = إلى الزَادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ
15- وَلَسْـتُ بِمِهْيَـافٍ يُعَشِّـي سَوَامَـه = مُجَدَّعَـةً سُقْبَانُهـا وَهْيَ بُهَّـلُ
16- ولا جُبَّـأٍِ أكْهَـى مُـرِبٍّ بعِرْسِـهِ = يُطَالِعُهـا في شَأْنِـهِ كَيْفَ يَفْعَـلُ
17- وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ كَـأَنَّ فــؤادَهُ = يَظَـلُّ به المُكَّـاءُ يَعْلُـو وَيَسْفُـلُ
18- ولا خَالِــفٍ دارِيَّــةٍ مُتَغَــزِّلٍ = يَـرُوحُ وَيغْـدُو داهنـاً يَتَكَحَّـلُ
19- وَلَسْـتُ بِعَـلٍّ شَـرُّهُ دُونَ خَيْـرِهِ = ألَفَّ إذا ما رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ أعْـزَلُ
20- وَلَسْـتُ بِمِحْيَارِ الظَّـلاَمِ إذا انْتَحَتْ = هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هؤجَلُ
21- إذا الأمْعَـزُ الصَّـوّانُ لاقَـى مَنَاسِمِي = تَطَايَـرَ منـه قَـادِحٌ وَمُفَلَّـلُ
22- أُديـمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ = وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحاً فأُذْهَـلُ
23- وَأَسْتَـفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلا يُرَى لَـهُ = عَلَـيَّ مِنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ
24- ولولا اجْتِنَابُ الذَأْمِ لم يُلْـفَ مَشْـرَبٌ = يُعَـاشُ بـه إلاّ لَـدَيَّ وَمَأْكَـلُ
25- وَلكِنّ نَفْسَـاً مُـرَّةً لا تُقِيـمُ بـي = علـى الـذامِ إلاَّ رَيْثَمـا أَتَحَـوَّلُ
26- وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ = خُيُوطَـةُ مـارِيٍّ تُغَـارُ وتُفْتَـلُ
27- وأَغْدُو على القُوتِ الزَهِيـدِ كما غَـدَا = أَزَلُّ تَهَـادَاهُ التنَائِـفَ أطْحَـلُ
28- غَدَا طَاوِيـاً يُعَـارِضُ الرِّيـحَ هَافِيـاً = يَخُـوتُ بأَذْنَابِ الشِّعَابِ ويُعْسِـلُ
29- فَلَما لَوَاهُ القُـوتُ مِنْ حَيْـثُ أَمَّـهُ = دَعَـا فَأجَابَتْـهُ نَظَائِـرُ نُحَّـلُ
30- مُهَلَّلَـةٌ شِيـبُ الوُجُـوهِ كأنَّـها = قِـدَاحٌ بأيـدي ياسِـرٍ تَتَقَلْقَـلُ
31- أوِ الخَشْـرَمُ المَبْعُـوثُ حَثْحَثَ دَبْـرَهُ = مَحَابِيـضُ أرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّـلُ
32- مُهَرَّتَـةٌ فُـوهٌ كَـأَنَّ شُدُوقَـها = شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ
33- فَضَـجَّ وَضَجَّـتْ بالبَـرَاحِ كأنَّـها = وإيّـاهُ نُوحٌ فَوْقَ عَلْيَـاءَ ثُكَّـلُ
34- وأغْضَى وأغْضَتْ وَاتَّسَى واتَّسَتْ بـه = مَرَامِيـلُ عَـزَّاها وعَزَّتْـهُ مُرْمِـلُ
35- شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ = وَلَلْصَبْرُ إنْ لَمْ يَنْفَعِ الشَّكْوُ أجْمَلُ
36- وَفَـاءَ وَفَـاءَتْ بَـادِراتٍ وَكُلُّـها = على نَكَـظٍ مِمَّا يُكَاتِـمُ مُجْمِـلُ
37- وَتَشْرَبُ أسْآرِي القَطَا الكُـدْرُ بَعْدَما = سَرَتْ قَرَبَـاً أحْنَاؤهـا تَتَصَلْصَـلُ
38- هَمَمْتُ وَهَمَّتْ وَابْتَدَرْنَـا وأسْدَلَـتْ = وشَمَّـرَ مِنِّي فَـارِطٌ مُتَمَهِّـلُ
39- فَوَلَّيْـتُ عَنْها وَهْيَ تَكْبُـو لِعُقْـرِهِ = يُبَاشِـرُهُ منها ذُقُـونٌ وَحَوْصَـلُ

40- كـأنَّ وَغَـاها حَجْرَتَيـْهِ وَحَوْلَـهُ = أضَامِيـمُ مِنْ سَفْـرِ القَبَائِـلِ نُـزَّلُ
41- تَوَافَيْـنَ مِنْ شَتَّـى إِلَيـْهِ فَضَمَّـهَا = كما ضَـمَّ أذْوَادَ الأصَارِيـمِ مَنْهَـلُ
42- فَغَـبَّ غِشَاشَـاً ثُمَّ مَـرَّتْ كأنّـها = مَعَ الصُّبْحِ رَكْبٌ مِنْ أُحَاظَةَ مُجْفِلُ
43- وآلَفُ وَجْـهَ الأرْضِ عِنْدَ افْتَراشِـها = بأَهْـدَأَ تُنْبِيـهِ سَنَاسِـنُ قُحَّـلُ
44- وَأعْدِلُ مَنْحُوضـاً كـأنَّ فُصُوصَـهُ = كعَابٌ دَحَاهَا لاعِـبٌ فَهْيَ مُثَّـلُ
45- فإنْ تَبْتَئِـسْ بالشَّنْفَـرَى أمُّ قَسْطَـلٍ = لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْلُ أطْـوَلُ
46- طَرِيـدُ جِنَايَـاتٍ تَيَاسَـرْنَ لَحْمَـهُ = عَقِيرَتُــهُ لأِيِّـها حُـمَّ أَوَّلُ
47- تَنَـامُ إذا مَا نَـامَ يَقْظَـى عُيُونُـها = حِثَاثَـاً إلى مَكْرُوهِـهِ تَتَغَلْغَـلُ
48- وإلْـفُ هُمُـومٍ مـا تَـزَالُ تَعُـودُهُ = عِيَاداً كَحُمَّـى الرِّبْـعِ أو هِيَ أثْقَلُ
49- إذا وَرَدَتْ أصْدَرْتُـها ثـمّ إنّـها = تَثُـوبُ فَتَأتي مِنْ تُحَيْتُ ومِنْ عَـلُ
50- فإمّا تَرَيْنِي كابْنَـةِ الرَّمْـلِ ضَاحِيَـاً = على رِقَّـةٍ أحْفَـى ولا أَتَنَعَّـلُ
51- فإنّي لَمَولَى الصَّبْـرِ أجتـابُ بَـزَّهُ = على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَ أفْعَلُ
52- وأُعْـدِمُ أَحْيَانـاً وأَغْنَـى وإنَّمـا = يَنَـالُ الغِنَى ذو البُعْـدَةِ المُتَبَـذِّلُ
53- فلا جَـزِعٌ مِنْ خَلَّـةٍ مُتَكَشِّـفٌ = ولا مَـرِحٌ تَحْتَ الغِنَى أتَخَيَّـلُ
54- ولا تَزْدَهِي الأجْهـالُ حِلْمِي ولا أُرَى = سَؤُولاًَ بأعْقَـاب الأقَاويلِ أُنْمِـلُ
55- وَلَيْلَةِ نَحْـسٍ يَصْطَلي القَوْسَ رَبُّـها = وَأقْطُعَـهُ اللَّاتـي بِـهَا يَتَنَبَّـلُ
56- دَعَسْتُ على غَطْشٍ وَبَغْشٍ وَصُحْبَتـي = سُعَـارٌ وإرْزِيـزٌ وَوَجْـرٌ وَأفَكَلُ
57- فأيَّمْـتُ نِسْوَانَـاً وأيْتَمْـتُ إلْـدَةً = وَعُـدْتُ كما أبْدَأْتُ واللَّيْلُ ألْيَـلُ
58- وأصْبَـحَ عَنّـي بالغُمَيْصَـاءِ جَالسـاً = فَرِيقَـانِ: مَسْـؤُولٌ وَآخَرُ يَسْـألُ
59- فَقَالُـوا: لَقَدْ هَـرَّتْ بِلَيْـلٍ كِلَابُنَـا = فَقُلْنَـا: أذِئْبٌ عَسَّ أمْ عَسَّ فُرْعُـلُ
60- فَلَمْ يَـكُ إلاَّ نَبْـأةٌ ثُـمَّ هَوَّمَـتْ = فَقُلْنَا: قَطَـاةٌ رِيـعَ أمْ رِيعَ أجْـدَلُ
61- فَإِنْ يَـكُ مِنْ جِـنٍّ لأبْـرَحُ طارِقـاً = وإنْ يَكُ إنْسَـاً ما كَها الإنسُ تَفْعَلُ
62- وَيومٍ مِنَ الشِّعْـرَى يَـذُوبُ لُعَابُـهُ = أفاعِيـهِ فـي رَمْضائِـهِ تَتَمَلْمَـلُ
63- نَصَبْـتُ له وَجْهي ولا كِـنَّ دُونَـهُ = ولا سِتْـرَ إلاَّ الأتْحَمِـيُّ المُرَعْبَـل
64- وَضَافٍ إذا طَارَتْ له الرِّيحُ طَيَّـرَتْ = لبائِـدَ عن أعْطَافِـهِ ما تُرَجَّـلُ
65- بَعِيـدٌ بِمَسِّ الدُّهْـنِ والفَلْيِ عَهْـدُهُ = لـه عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْل مُحْـوِلُ
66- وَخَرْقٍ كظَهْرِ التُّـرْسِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ = بِعَامِلَتَيْـنِ ، ظَهْـرُهُ لَيْسَ يُعْمَـلُ
67- فألْحَقْـتُ أُوْلاَهُ بأُخْـرَاهُ مُوفِيَـاً = عَلَى قُنَّـةٍ أُقْعِـي مِرَارَاً وَأمْثُـلُ
68- تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها = عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ المُلاَءُ المُذَيَّـلُ
69- ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ حَوْلِي كأنّنـي = مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ
(1) بنو الأم : الأشقاء أو غيرهم ما دامت تجمعهم الأم ، واختار هذه الصِّلة لأنًها أقرب الصِّلات إلى العاطفة والمودَّة . والمطيّ : ما يُمتَطى من الحيوان، والمقصود بها، هنا، الإبل. والمقصود بإقامة صدورها: التهيؤ للرحيل. والشاعر يريد استعدادهم لرحيله هو عنهم لا لرحيلهم هم ، وربما أشار بقوله هذا إلى أنَهم لا مقام لهم بعد رحيله فمن الخير لهم أن يرحلوا .

(2) حُمَّت: قُدِّرتْ ودُبِّرت. والطِّيَّات: جمع الطِّيَّة ، وهي الحاجة، وقيل: الجهة التي يقصد إليها المسافر. وتقول العرب: مضَى فلان لطيَّته، أي لنيّته التي انتواها. الأرْحل: جمع الرحل، وهو ما يوضَع على ظهر البعير. وقوله:" واللَيل مقمِر " كناية عن تفكيره بالرحيل في هدوء ، أو أنه أمر لا يُراد إخفاؤه. ومعنى البيت: لقد قُدِّر رحيلي عنكم ، فلا مفرّ منه ، فتهيؤوا له .

(3) المَنأى : المكان البعيد. القِلى: البغض والكراهية. والمتعزِّل: المكان لمن يعتزل الناس. والبيت فيه حكمة: ومعناه أن الكريم يستطيع أن يتجنب الذلّ ، فيهاجر إلى مكان بعيد عمَّن يُنتظر منهم الذلّ ، كما أن اعتزال الناس أفضل من احتمال أذيتهم.

(4) لعمرك: قَسَم بالعمر. سرى: مشى في الليل. راغباً: صاحب رغبة. راهباً: صاحب رهبة. والبيت تأكيد للبيت السابق ، ومعناه أن الأرض واسعة سواء لصاحب الحاجات والآمال أم للخائف.

(5) دونكم: غيركم. الأهلون : جمع أهل. السِّيد: الذئب. العملَّس: القويّ السَّريع. الأرقط: الذي فيه سواد وبياض. زُهلول: خفيف. العرفاء: الضبع الطويلة العُرف. جَيْئَل: من أسماء الضبع. والمعنى أن الشاعر اختار مجتمعاً غير مجتمع أهله ، كلّه من الوحوش ، وهذا هو اختيار الصعاليك.

(6) هم الأهل أي الوحوش هم الأهل ، فقد عامل الشاعِرُ الوحوشَ معاملة العقلاء ، وهو جائز. وقوله: "هم الأهل " بتعريف المسنَد ، فيه قَصر ، وكأنَه قال: هم الأهل الحقيقيّون لا أنتم . والباء في " بما " للسببية. والجاني: المقْترف الجناية أي الذنب. جرَّ : جنى . يُخْذَل: يُتَخلّى عن نصرته. والشاعر في هذا البيت يقارن بين مجتمع أهله ومجتمع الوحوش ، فيفضل هذا على ذاك ، وذلك أن مجتمع الوحوش لا يُفْشِي الأسرار، ولا يخذل بعضه بعضاً بخلاف مجتمع أهله.

(7) وكلٌّ: أي كل وحش من الوحوش التي ذكرتها. أبيّ: يأبى الذّلَّ والظلم. باسل: شجاع بطل. الطرائد: جمع الطريدة ، وهي كل ما يُطرد فيصاد من الوحوش والطيور. أبْسَل: أشَدّ بسالَةً. والشاعر يتابع في هذا البيت مدح الوحوش فيصفها بالبسالة ، لكنه يقول إنّه أبسل منها.

(8) الجَشع: النَّهم وشدَّة الحرص . وفي هذا البيت يفتخر الشاعر بقناعته وعدم جشعه ، فهو، وإنْ كان يزاحم في صيد الطرائد ، فإنه لا يزاحم في أكلها.

(9) ذاك: كناية عن أخلاقه التي شرحها. البسطة: السعة. التفضُّل: ادّعاء الفضل على الغير ، والمعنى أنَّ الشاعر يلتزم هذه الأخلاق طلباً للفضل والرِّفعة.

(10) التعلّل: التلهِّي ، والمعنى: ليس في قربه سلوى لي ، يريد : أني فقدتُ أهلًا لا خير فيهم ، لأنهم لا يقدِّرون المعروف ، ولا يجزون عليه خيراً ، وليس في قربهم أدنى خير يُتَعلّل .

(11) المُشيَّع: الشجاع. كأنَّه في شيعة كبيرة من الناس . الإصليت: السَّيف المُجرَّد من غمده. الصفراء: القوس من شجر النَّبع. العيطل: الطويلة. والمعنى أن عزاء الشاعر عن فقد أهله ثلاثة أشياء: قلب قويّ شجاع ، وسيف أبيض صارم مسلول ، وقوس طويلة العنق .

(12) هتوف: مُصَوِّتة. الملس: جمع ملساء ، وهي التي لا عُقَد فيها. المُتون: جمع المتن ، وهو الصُّلب. والرصائع: جمع الرصيعة ، وهي ما يُرصَّع أي يُحلَّى به. نيطت: عُلِّقت. المِحْمَل: ما يُعلَّق به السيف أو القوس على الكتف. والشاعر في هذا البيت يصف القوس بأنّ لها صوتاً عند إطلاقها السهم ، وبأنَّها ملساء لا عُقد فيها تؤذي اليد ، وهي مزيَّنة ببعض ما يُحلَّى بها ، بالإضافة إلى المحمل الذي تُعلَّق به.

(13) زلّ: خرج. حنين القوس: صوت وترها. مُرزَّأة: كثيرة الرزايا (المصائب). عَجْلى: سريعة. تُرنّ: تصوِّت برنين ، تصرخ. تُعول: ترفع صوتها بالبكاء والعويل. والمعنى أن صوت هذه القوس عند انطلاق السهم منها يشبه صوت أنثى شديدة الحزن تصرخ وتولول.

(14) خميص البطن ضامره ، يستفزّني : يثيرني . الحِرْص : الشَّرَه إلى الشيء والتمسّك به .

(15) المهياف: الذي يبعد بإبله طالباً المرعى على غير علم ، فيعطش. السوام: الماشية التي ترعى. مجدَّعة: سيئة الغذاء . السُّقبان: جمع سقْب وهو ولد الناقة الذكَر. بُهَّل: جمع باهل وباهلة وهي التي لا صرار عليها (الصِّرار: ما يُصَرّ به ضرع الناقة لئلا تُرضَع ). يقول: لستُ كالراعي الأحمق الذي لا يُحسن تغذية سوامه، فيعود بها عشاءً وأولادها جائعة رغم أنها مصرورة. وجوع أولادها كناية عن جوعها هي، لأنها، من جوعها، لا لبن فيها، فيغتذي أولادها منه.

(16) الجُبّأ: الجبان. والأكهى: الكدِر الأخلاق الذي لا خير فيه ، والبليد. مُرِبّ: مقيم ، ملازم . عرِسه: امرأته. وملازمة الزوج يدلّ على الكسل والانصراف عن الكسب والتماس الرزق. وفي هذا البيت ينفي الشاعر عن نفسه الجبن ، وسوء الخلق ، والكسل ، كما ينفي أن يكون منعدم الرأي والشخصية فيعتمد على رأي زوجه ومشورتها. (17) الخرق: ذو الوحشة من الخوف أو الحياء والمراد، هنا، الخوف. والهيق: الظْليم (ذكَر النعام)، ويُعرف بشدّة نفوره وخوفه. والمُكّاء: ضرب من الطيور. والمعنى: لست مِمَّن يخاف فيقلقل فؤاده ويصبح كأنّه معلّق في طائر يعلو به وينخفض.

(18) الخالف: الذي لا خير فيه. يقال: فلان خالفة (أو خالف) أهل بيته إذا لم يكن عنده خير. والدَّاريّ والداريّة: المقيم في داره لا يبرحها. المتغزّل: المتفرّغ لمغازلة النساء. يروح: يسير في الرواح، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلى اللَّيل. يغدو: يسير في الغداة، وهو الوقت من الصباح إلى الظهر. والداهن: الذي يتزيَّن بدهن نفسه. يتكحّل: يضع الكحل على عينيه. والمعنى أن الشاعر ينفي عن نفسه الكسل، ومغازلة النساء، والتشبّه بهنّ في التزيّن والتكحّل. وهو يثبت لنفسه، ضمناً، الرجولة.

(19) العَلّ: الذي لا خير عنده ، والصَّغير الجسم يشبه القُراد. ألفّ: عاجز ضعيف. رعتَه: أخفْتَه. اهتاج: خاف. الأعزل: الذي لا سلاح لديه.

(20 ) المِحْيار: المتحيّر. انْتَحَتْ: قصدت واعترضَتْ. الهدى: الهداية، والمقصود هداية الطريق في الصحراء. الهوجل: الرجل الطويل الذي فيه حمق. العِسِّيف: الماشي على غير هدى. اليَهْماء: الصحراء. الهَوْجَل: الشديد المسلك المَهول. وفي البيت تقديم وتأخير. والأصل: لست بمحيار الظلام إذا انتحت يهماء هوجل هدى الهوجل العسيف. والمعنى: لا أتحيّر في الوقت الذي يتحير فيه غيري.

(21) الأمعز: المكان الصّلب الكثير الحصى. الصَّوّان: الحجارة الملس. المناسم: جمع المنسم، وهو خفّ البعير . شبّه قدميه بأخفاف الإبل. القادح: الذي تخرج النار من قدمه. مفلَّل: متكسِّر. والمعنى أنه حين يعدو تتطاير الحجارة الصغيرة من حول قدميه ، فيضرب بعضها بحجارة أخرى ، فيتطاير شرر نار وتتكسَّر.

(22) أُديم: من المداومة، وهي الاستمرار. المطال: المماطلة. أضرب عند الذِّكْر صَفْحاً: أتناساه. فأذهل: أنساه. يقول: أتناسى الجوع، فيذهب عنّي. وهذه الصورة من حياة الصَّعْلَكَة.

(23) الطَّوْل: المَنّ. امرؤ متطوِّل: منّان. والمعنى أنه يفضل أن يستفَّ تراب الأرض على أن يمدّ أحد إليه يده بفضل أو لقمة يمنّ بها عليه.

(24) الذَّأم والذَّام: العيب الذي يُذمّ به. يُلفى: يوجد. والمعنى: لولا تجنُّبي ما أذمّ به، لحصلت على ما أريده من مأكل ومشرب بطرق غير كريمة.

(25) مرَّة: صعبة أبيّة. الذَّام: العيب. وفي هذا البيت استدراك، فبعد أن ذكر الشاعر أنّه لولا اجتناب الذمّ لحصل على ما يريده من مأكل ومشرب ، قال إن نفسه لا تقبل العيب قَطّ.

(26) الخَمص: الجوع ، والخُمص: الضُّمر. الحوايا: جمع الحويَّة ، وهي الأمعاء. الخيوطة: الخيوط. ماريّ فاتل، وقيل: اسم رجل اشتُهر بصناعة الحبال وفتلها. تغَارُ: يُحكم فتلها. والمعنى. أطوي أمعائي على الجوع، فتصبح، لخلوّها من الطعام، يابسة ينطوي بعضها على بعض كأنها حبال أُتقن فتلها.

(27) أغدو: أذهب في الغداة، وهي الوقت بين شروق الشمس والظهر. القوت: الطعام. الزهيد: القليل. الأزلّ: صفة للذئب القليل اللحم. تهاداه: تتناقله وتتداوله. التنائف: الأرضون، واحدتها تنوفة، وقيل: هي المفازة في الصحراء. الأطحل: الذي في لونه كدرة. يشبه الشاعر نفسه بذئب نحيل الجسم جائع يتنقل بين الفلوات بحثاً عن الطعام.

(28) الطاوي: الجائع. يعارض الريح: يستقبلها. أي: يكون عكس اتجاهها. وهذا الوضع يساعده على شمّ رائحة الفريسة واتّباعها. الهافي: الذي يذهب يميناً وشمالاً من شدَّة الجوع، وقيل: معناه السريع. يخوت. يختطف وينقض. أذناب: أطراف. الشِّعاب: جمع الشِّعب، وهو الطريق في الجبل. يعسل: يمر مَرَّاً سَهْلاًَ. وفي هذا البيت تتمة لما في البيت السابق من وصف للذئب.

(29) لواه: دفعه، وقيل: مطله وامتنع عليه. أَمَّه: قصده. النظائر: الأشباه التي يشبه بعضها بعضاً. نُحَّل: جمع ناحِل، وهو الهزيل الضامِر. يقول: بعد أن يئس هذا الذئب من العثور على الطعام، استغاث بجماعته، فأجابته هذه، فإذا هي جائعة ضامرة كحاله.

(30 ) مُهَلَّلة: رقيقة اللحم، وهي صفة لـ" نظائر " التي في البيت السابق. شِيب: جمع أَشْيَب وشيباء. القِداح: جمع قِدْح، وهو السَّهْم قبل بريه وتركيب نصله، وهو، أيضاً ، أداة للقمار. الياسر: المقامِر. تتقلقل: تتحرك وتضطرب. وفي هذا البيت يصف الشاعر الذئاب الجائعة الباحثة عن الطعام، فإذا هي نحيلة من شدة الجوع، بيضاء شعر الوجه، مضطربة كسهام القمار.

(31) "أو" للعطف إمّا على الذئب الأزلّ في البيت الذي سبق قبل ثلاثة أبيات، وإمَّا على ، " قداح " التي في البيت السابق، وجاز عطف المعرفة على النكرة لأنه أراد بـ" الخشرم " الجنس إبهاماً، و" قداح " وإن كان نكرةً، فقد وُصف، فاقترب من المعرفة. والخشرم: رئيس النحل. حَثْحَثَ: حرك وأزعج. الدَّبْر: جماعة النَحْل. المحابيض: جمع المحبض، وهو العود مع مشتار العسل. أرداهُنَّ: أهلكهنّ. السامي: الذي يسمو لطلب العسل. المعَسَّل: طالب العسل وجامعه.

(32) المُهَرَّتة: الواسعة الأشداق. الفُوه: جمع "الأفوه " للمذكَّر، والفوهاء للمؤنث، ومعناه المفتوحة الفم. الشدوق: جمع الشّدق، وهو جانب الفم. كالحات: مكشرة في عبوس. البُسَّل: الكريهة المنظر. والشاعر في هذا البيت يعود إلى وصف الذئاب التي تجمّعت حول ذلك الذي دعاها لإنجاده بالطعام، فيصفها بأنها فاتحة أفواهها، واسعة الشدوق، كئيبة كريهة المنظر.

(33) ضجَّ: صاح. البراح: الأرض الواسعة. النوح: النساء النوائح. العلياء: المكان المرتفع. الثكَّل: جمع الثَّكْلى، وهي المرأة التي فقدت زوجها أو ولدها أو حبيباً. والمعنى أن الذئب عوى فعوتِ الذئاب من حوله، فأصبح وإيّاها كأنَّهن في مأتم تنوح فيه الثكالى فوق أرض عالية.

(34) أغْضى: كفّ عن العواء. اتَّسَى، بالتشديد: افتعل من "الأسوة "وهي الاقتداء، وكان الأصل فيه الهمزة، فأبدلت الهمزة ياء لسكونها وكسر همزة الوصل قبلها، ثُم أُبدلت الياء تاء، وأُدغمت في تاء الافتعال. ويروى بالهمزة فيهما من غير تشديد، وهو أجود من الأوّل، لأن همزة الوصل حذفت لحرف العطف، فعادت الهمزة الأصليّة إلى موضعها، كقولك: وائتمنه، والذي ائتمن . والمراميل: جمع المرمل، وهو الذي لا قوت له. والمعنى أن الذئب وجماعته وجدا حالهما متّفقين يجمعهما البؤس والجوع، فأخذ كل منهما يعزِّي الآخر ويتأسَّى به.

(35) شكا: أظهر حاله من الجوع. ارعوى: كفَّ ورجع. الشكو: الشَّكوى. وعجز هذا البيت حكمة ، ومفادها أنَّ الصبر أفضل من الشكوى إن كانت غير نافعة.

(36) فَاءَ: رجع. بادرات: مسرعات، وبادره بالشيء أسرع به إليه. النكظ: شدَّة الجوع. يكاتم: يكتم ما في نفسه. مُجْمِل. صانع للجميل. وفي هذا البيت يتابع الشاعر وصف الذئاب، فيقول إنهنَّ بعد يأسهن من الحصول على الطعام، عدن إلى مأواهنَّ ، وفي نفوسهن الحسرة والمرارة.

(37) الأسآر: جمع سؤر، وهو البقيَّة في الإناء من الشراب. القطا: نوع من الطيور مشهور بالسرعة. الكدر: جمع أكدر للمذكَّر وكدراء للمؤنَّث، والكُدرة: اللَّون ينحو إلى السواد. القَرَب: السير إلى الماء وبينك وبينه ليلة. الأحناء: جمع الحنو، وهو الجانب. تتصلصل تصوِّت. والمعنى أنِّي أريد الماء إذا سايرت القطا في طلبه، فأسبقها إليه لسرعتي، فترد بعدي، فتشرب سُؤري.

(38) هَمَمْتُ بالأمر: عزمتُ على القيام به ولم أفعله. والتاء في " هَمَّتْ " تعود إلى القطا، والمعنى: أنا وإيَّاها قصدنا الماء. ابتدرنا: سابق كلٌّ منّا الآخر. أسدلت: أرخت أجنحتها كناية عن التعب. الفارط: المتقدِّم، وفارط القوم: المتقذِّم ليصلح لهم الموضع الذي يقصدونه. يقول: ظهر التعب على القطا، وبقيت في قمَّة نشاطي، فأصبحت متقدِّماً عليها دون أن أبذل كلَّ جهدي، بل كنتُ أعدو متمهِّلاً لأنني واثق من السبق.

(39) ولَّيت: انصرفت. تكبو: تسقط. العُقْر: مقام السَّاقي من الحوض يكون فيه ماء يتساقط من الماء عند أخذه من الحوض. الذّقون: جمع الذقن، وهو منها ما تحت حلقومها. الحَوْصل: جمع الحوصلة، وهي معدة الطائر. يقول: سبقت القطا بزمن غير قصير حتى إنِّي شربت وانصرفت عن الماء قبل وصولها مجهدةً تتساقط حول الماء ملتمسةً الماء بذقونها وحواصلها.

(40) وغاها: أصواتها. حَجْرتاه: ناحيتاه، والضمير يعود على الماء. والأضاميم: جمع الإضمامة، وهي القوم ينضمّ بعضهم إلى بعض في السَّفَر. السَّفْر: المسافرون. نزَّل: جمع نازل، وهو المسافر الذي حطَّ رحله، ونزل بمكان معيَّن، وحوله جماعات من المسافرين حطَّت الرحال محدثةً صخباً كبيراً، والمعنى أن أصوات القطا حول الماء كثيرة حتى كأنَّها أَلََّفت جانبي الماء .

(41) توافين: توافدن وتجمَّعن، والضمير يعود إلى القطا. شتَّى: متفرِّقة، والمقصود متفرّقة. الأذْواد: جمع ذود، وهو ما بين الثلاثة إلى العشرة من الإبل. ومن أمثال العرب: " الذَّود إلى الذَّودِ إبل " ، وهو يُضرب في اجتماع القليل إلى القليل حتّى يؤدِّي إلى الكثير. الأصاريم: جمع الصرمة، وهي العدد من الإبل نحو الثلاثين. والمَنْهل: الماء. والمعنى أنَّ أسراب القطا حول الماء تشبه أعداداً كثيرة من الإبل تتزاحم حول الماء.

(42) العَبّ : شرب الماء من غير مصّ . الغشاش: العجلة. والركب خاصّ بركبان الإبل. أحاظة: قبيلة من اليمن، وقيل: من الأزد. المُجْفل: المنزعج، أو المسرع. والمعنى أن القطا لفرط عطشها شربت الماء غبا، ثمّ تفرقت بسرعة.

(43) آلف: أتعوَّد. الأهدأ: الشديد الثبات. تنبيه: تجفيه وترفعه. السناسن: فقار العمود الفقري. قُحَّل: جافة يابسة. يقول: ألفتُ افتراش الأرض بظهر ظاهرة عظامه، حتَّى إنَّ هذه العظام هي التي تستقبل الأرض، فيرتفع الجسم عنها، وهذا كناية عن شدَّة هزاله.

(44) أعدل: أتوسَّد ذراعاً، أي: أسوِّي تحت رأسي ذراعاً. المنحوض: الذي قد ذهب لحمه. الفصوص: مفاصل العظام. الكعاب: ما بين الأنبوبين من القصب، والمقصود به هنا شيء يُلعب به. دهاها: بسطها. مُثَّل: جمع ماثل، وهو المنتصب. والمعنى أن ذراعه خالية من اللحم لا تبدو فيها إلاَّ مفاصل صلبة كأنها من حديد.

(45) تبتئس : تلقى بؤساً من فراقه. القسطل: الغبار. وأمّ قسطل: الحرب. و"ما "، في " لما " بمعنى الذي. اغتبطت: سرَّت. والمعنى أنَّ الحرب إذا حزنت لفراق الشنفرى إيَّاها، فطالما سرَّت بإثارته لها.

(46) طريد: مطرود. الجنايات: المقصود بها غاراته في الصعلكة. تياسرن لحمه: اقتسمنه. عقيرته: نفسه. حُمَّ : نزل، ولم يؤنَّث "حُمَّ " لأنَّه لـ "أيّ " ، ولفظها مذكَّر. والمعنى أنَّه مطارد ممَّن أغار عليهم، وهؤلاء يتنافسون للقبض عليه والانتقام منه.

(47) تنام: أي الجنايات، وعبَّر بها عن مستحقِّيها. حثاثاً: سراعاً. تتغلغل: تتوغَّل وتتعمَّق. يقول: إنَّ أصحاب الجنايات في غاية اليقظة للانتقام مني ، وهم إنْ ناموا، فإنَّ عيونهم تظل يقظى تترصَّدني للإيقاع بي. وقيل: المعنى أنَّه إذا قصَّر الطالبون عنه بالأوتار لم تقصَّر الجنايات.

(48) الإلف: الاعتياد، وهنا بمعنى المعتاد. والربع في الحمّى أن تأخذ يوماً، وتدع يومين، ثمّ تجيء في اليوم الرابع. و"هي": ضمير يعود على "الهموم "، يعني الهموم أثقل عنده من حُمَّى الربع.


(49) وردت: حضرت، والضمير يعود للهموم. والورد خلاف الصَّدر. وأصدرتها: رددتها. تثوب: تعود. تُحيت: تصغير "تحت". عَلُ: مكان عالٍ. والمعنى أنَّ الشاعر كلَّما صرف الهموم، عادت إليه من كلّ جانب، فهي، أبداً، ملازمة له.

(50) ابنة الرمل: الحية، وقيل: هي البقرة الوحشية. ضاحياً: بارزاً للحرِّ والقرّ. رقّة: يريد رقّة الحال ، وهي الفقر. وأحفى: من الحفاء وهو عدم لبس النعل. وفي هذا البيت يتخيَّل الشاعر امرأةً، كعادة الشعراء القدماء ، فيخاطبها قائلاً لها إنه فقير لا يملك ما يستر به جسده من لفح الحرّ والقرّ، ودون نعل ينتعله فيحمي رجليه.

(51) مولى الصبر: وليّه. أجتاب: أقطع. البزّ: الثياب. السِّمع: ولد الذّئب من الضْبع . أنعل: أتخذه نعلاً. يقول إنّه صبور، شجاع، حازم.

(52) أُعدِم: أفتقر. البعدة، بضمّ الباء وكسرها، اسم للبعد. المتبذِّل: المُسِفّ الذي يقترف ما يُعاب عليه. يقول إنه يفتقر حيناً ويغتني حيناً آخر، ولا ينال الغنى إلا الذي يقصر نفسه على غاية الاغتناء.

(53) الجزع: الخائف أو عديم الصبر عند وقوع المكروه. الخَلَّة: الفقر والحاجة. المتكَشِّف: الذي يكشف فقره للناس. المَرِح: شديد الفرح. المُتخَيِّل: المختال بغناه. يقول: لا الفقر يجعلني أبتئس مظهراً ضعفي، ولا الغنى يجعلني أفرح وأختال.

(54) تزدهي: تستخفّ. الأجهال: جمع الجَهْل ، والمقصود الحمق والسفاهة. سؤول: كثير السؤال، أو ملحّ فيه. الأعقاب: جمع العقب، وهو الآخر. أنمل: أنمّ، والنملة، بفتح النون وضمّها، النميمة. والمعنى أنّ الشاعر حليم لا يستخفه الجهلاء، متعفِّف عن سؤال الناس، بعيد عن النميمة وإثارة الفتن بين الناس.

(55) النَحْس: البرد. يصطلي: يستدفىء. ربّها: صاحبها. الأقطع: جمع قِطْع، وهو نصل السّهم. يتنبَّل: يتخذ منها النّبل للرمي. والمعنى: ربَّ ليلةٍ شديدة البرد يُشعل فيها صاحب القوسِ قوسَه ونصال سهامه، فيجازف بفقد أهمّ ما يحتاج إليه، ليستدفىء .

(56) دعست: دفعت بشدّة وإسراع، وقيل: معناه مشيت. أو وطئت. الغَطْش: الظلمة. البغش: المطر الخفيف. صحبتي: أصحابي. السّعار: شدّة الجوع، وأصله حرّ النار، فاستُعير لشدّة الجوع، وكأنّ الجوع يُحدث حرَّاً في جوف الإنسان. الإرزيز: البرد. والوجر: الخوف. والأفكل: الرعدة والارتعاش.

(57) أيَّمت نسواناً: جعلتُهن أيامى، أي بلا أزواج. والأيِّم: من لا زوج له من الرجال والنساء على حدٍّ سواء. الإلدة: الأولاد. وأيتمتُ إلدة: جعلتهم بلا آباء. أبدأت: بدأت. أليل: شديد الظلمة.

(58) أصبح: فعل ماض ناقص، اسمه "فريقان" ، وخبره "جالساً". ويجوز أن يكون فعلاً تامَّاً فاعله "فريقان"، و"جالساً"، حال. والغميصاء: موضع في بادية العرب قرب مكة . والجَلْس. اسم لبلاد نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى الجَلْس، فهو جالس، كما يقال: أتْهَمَ، إذ أتى تهامة. يقول: كان من نتائج غارتي اللّيليّة، التي وصفها في الأبيات الثلاثة السابقة، أنه عند الصباح أخذ الذين غرت عليهم يسأل بعضهم بعضاً، وهم بنجد، عن آثار غارتي متعجّبين من شدّتها وآثارها الأليمة.

(59) هَرَّت: نبحت نباحاً ضعيفاً. عَسَّ: طاف باللَّيل، ومنه العَسَس، وهم حرَّاس الأمن في اللَّيل. الفُرعُل: ولد الضبع. يقول: إن القوم الذين أغرت عليهم يقولون: لم نسمع إلا هرير الكلاب، وكان هذا الهرير بفعل إحساسها بذئب أو بفرعل.

(0 6) النبأة: الصوت، والمقصود صوت صدر مرّةً واحدة ضعيفاً. هوَّمت: نامت ، والضمير في هذا الفعل يعود على الكلاب. القطاة: نوع من الطيور، يسكن الصحراء خاصَّةً. رِيع: خاف. وفاعله "قطاة"، ولذلك كان على الشاعر أن يقول "ريعتْ"، ولم يؤنث لوجهين: أحدهما على الشذوذ، والثاني أنَّه حمل القطاة على جنس الطائر، فكأنَّه قال: طائر ريع. والأجدل: الصَّقْر. وهمزة الاستفهام محذوفة، والتقدير: أقطاة ريعت أم ريع أجَدَلُ. وهذا البيت استدراك للبيت السابق، فقد استدرك القوم الذين أغار عليهم، فقالوا: إن هرير الكلاب لم يستمرّ، وإنَّما كان صوتاً واحداً ضعيفاً، ثم نامت الكلاب، فقالوا، عندئذ، لعل الذي أحسَّت به الكلاب قطاة أو صقر.

(61) أبرح: أتى البَرَح، وهو الشِّدَّة، وقيل: هو أفعل تفضيل من البرح، وهو الشِّدَّة والقوَّة. الطارق: القادم باللَّيل. والكاف في "كها" للتشبيه. والمعنى أن الذين أغار عليهم تعجَّبوا وتَحيَّروا، فقد تعوَّدوا أن يقوم بالغارة جماعة من الرجال لا فرد واحد، وأن يشعروا بها فيدافعوا عن أنفسهم وحريمهم، أمَّا أن تكون بهذه الصورة الخاطفة فهذا الأمر غير مألوف، ولعل الذين قاموا بها من الجنّ لا من الإنس.

وهذا البيت شاهد للنحاة على جر الكاف للضمير في "كها" شذوذاً.

(62) الشِّعرى: كوكب يطلع في فترة الحر الشَّديد، ويوم من الشِّعرى: يوم من الحرّ الشديد. واللّواب (كما في بعض الروايات): اللعاب، والمقصود به ما ينتشر في الحر كخيوط العنكبوت في الفضاء، وإنما يكون ذلك حين يكون الحز مصحوباً بالرطوبة ، الأفاعي: الحيَّات. الرمضاء: شدَّة الحرّ. تتململ: تتحرك وتضطرب. يقول: ربَّ يومٍ شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها على شدَّة الحر.

(63) نصبت له وجهي: أقمته بمواجهته. الكِنّ ؛ السِّتر. الأتحميّ : نوع من الثياب كالعباءة. المرعبل: المُمَزَّق. وهذا البيت مرتبط بسابقه، ومعناهما: ربَّ يوم شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها شدَّة الحرّ، واجهت لفح حرِّه دون أيّ ستر على وجهي، وعليّ ثوب ممزّق لا يردّ من الحرِّ شيئاً قليلاً.

(64) الضافي: السابغ المسترسِل، ويعني شَعره. اللبائد: جمع اللبيدة، وهي الشَّعر المتراكب بين كتفيه، المتلبِّد لا يُغْسَل ولا يُمشَّط. الأعطاف: جمع العَطف، وهو الجانب. ترجَّل: تسرَّح وتمشَّط. والمعنى: أنَّه لا يستر وجهه وجسمه إلا الثوب الممزَّق، وشعر رأسه، لأنه سابغ. إذا هبّت الريح لا تفرِّقه لأنّه ليس بِمسرَّح، فقد تلبَّد واتَّسخ لأنَّه في قفر ولا أدوات لديه لتسريحه والعناية به.

(65) بعيد بمسّ الدهن والفلي أي منذ زمن بعيد لم يعرف الدهن والفَلْي (الفلي: إخراح الحشرات من الشَّعر. العَبَس: ما يتعلَّق بأذناب الإبل والضّأن من الرَّوث والبول فيجف عليها، ويصبح وسخاً. عافٍ : كثير. مُحْوِل: أتى عليه حول (سنة). والأصل: محوِل من الغَسْل. والبيت بكامله وصف لشعره.

(66) الخَرْق: الأرض الواسعة تتخرَّق فيها الرياح. كظهر الترس: يعني أنَّها مستوية. قَفْر: خالية، مقفرة، ليس بها أحد. العاملتان: رجلاه. والضمير في "ظهره" يعود على الخرق. ليس يُعمل: ليس مِمَّا تعمل فيها الركاب.

(67) ألحقت أولاه بأخراه: جمعت بينهما بسيري فيه، قطعته. والضمير في "أولاه" و "أخراه " يعود على (الخرق) المذكور في البيت السابق. والمعنى: لشدَّة سرعتي لحق أوّله بآخره. موفياً: مشرفاً. القُنَّة: أعلى الجبل، مثل القلَّه. الإقعاء: أن يلصق الرجل ألْيَتَيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويتساند ظهره. أمثل: أنتصب قائماً. يقول: وربَّ أرض واسعة قطعتها مشرفاً من على قمَّة جبل، جالساً حيناً، وسائراً حيناً آخر.

(68) ترود: تذهب وتجيء الأراوي: جمع الأرويَّة، وهي أنثى التيس البريّ. الصُّحْم: جمع أصحم للمذكر، وصحماء للمؤنث، وهي السوداء الضارب لونها إلى الصفرة، وقيل: الحمراء الضارب لونها إلى السواد. العذارى: جمع العذراء، وهي البكر من الإناث. الملاء: نوع من الثياب. المُذَيَّل: الطويل الذيل.

(69) يركُدْن: يثبتن. الآصال: جمع الأصيل، وهو الوقت من العصر إلى المغرب. العُصم: جمع الأعصم، وهو الذي في ذراعيه بياض، وقيل: الذي بإحدى يديه بياض. الأدفى من الوعول: الذي طال قرنه جداً . ينتحي: يقصد. الكِيحَ: عرض الجبل وجانبه. الأعقل: الممتنع في الجبل العالي لا يُتوصَّل إليه. والمعنى أن الوعول آنستني، فهي تثبت في مكانها عند رؤبتي، وكأن الشاعر أصبح جزءاً من بيئة الوحوش، وإن كان أخطر وحوشها.

===============================



Cant See Links


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir