آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 20827 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14649 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20804 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 22236 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 56296 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51400 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43292 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 25699 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26070 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 31983 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-27-2010, 07:41 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


متن الحكم العطائية ويليه المناجاة والمكاتبات



متن الحكم العطائية ويليه المناجاة والمكاتبات

منتـديـــات دار الإيـمـــان

Cant See Links

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قال الشيخ الإمام المحقق أبو الفضل تاج الدين أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري:

1- مِنْ عَلامَةِ الاعْتِمادِ عَلى العَمَلِ نُقْصانُ الرَّجاءِ عِنْدَ وُجودِ الزَّللِ.

2- إرادَتُكَ التَّجْريدَ مَعَ إقامَةِ اللهِ إيّاكَ في الأسْبابِ مِنَ الشَّهْوَةِ الخَفيَّةِ، وإرادَتُكَ الأَسْبابَ مَعَ إقامَةِ اللهِ إيّاكَ فِي التَّجْريدِ انْحِطاطٌ عَنِ الهِمَّةِ العَلِيَّةِ.

3- سَوَابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدارِ.

4- أَرِحْ نَفْسَكَ مِنَ التَّدْبيرِ. فَما قامَ بِهِ غَيرُكَ عَنْكَ لا تَقُمْ بهِ لِنَفْسِكَ.

5- اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لَكَ وَتَقصيرُكَ فيما طُلِبَ مِنْكَ دَليلٌ عَلى انْطِماسِ البَصيرَةِ مِنْكَ.

6- لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ في الدُّعاءِ مُوْجِباً لِيأْسِكَ. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ. وَفي الوَقْتِ الَّذي يُريدُ لا فِي الوَقْتِ الَّذي تُرْيدُ.

7- لا يُشَكّكَنَّكَ في الوَعْدِ عَدَمُ وُقوعِ المَوْعودِ، وإنْ تَعَيَّنَ زَمَنُهُ؛ لِئَلّا يَكونَ ذلِكَ قَدْحاً في بَصيرَتِكَ وإخْماداً لِنُوْرِ سَريرَتِكَ.

8- إذا فَتَحَ لَكَ وِجْهَةً مِنَ التَّعَرُّفِ فَلا تُبْالِ مَعَها إنْ قَلَّ عَمَلُكَ. فإِنّهُ ما فَتَحَها لَكَ إلا وَهُوَ يُريدُ أَنْ يَتَعَرَّفَ إِليْكَ؛ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ التَّعَرُّفَ هُوَ مُوْرِدُهُ عَلَيْكَ والأَعْمالَ أَنْتَ مُهديها إلَيهِ. وَأَينَ ما تُهْديهَ إلَيهَ مِمَّا هُوُ مُوِرُدهُ عَلَيْكَ ؟!

9- تَنَوَّعَتْ أَجْناسُ الأَعْمالِ لَتَنَوُّعِ وارِداتِ الأَحْوالِ.

10- الأَعْمالُ صُوَرٌ قَائَمةٌ، وَأَرْواحُها وُجودُ سِرِّ الإِخْلاصِ فِيها.

11- ادْفِنْ وُجودَكَ في أَرْضِ الخُمولِ، فَما نَبَتَ مِمّا لَمْ يُدْفَنْ لا يَتِمُّ نِتاجُهُ.

12- ما نَفَعَ القَلْبَ شَئٌ مِثْلُ عُزْلةٍ يَدْخُلُ بِها مَيْدانَ فِكْرَةٍ.

13- كَيْفَ يُشْرِقُ قَلْبٌ؛ صُوَرُ الأَكْوانِ مُنْطَبِعَةٌ في مِرْآتهِ؟ أَمْ كَيْفَ يَرْحَلُ إلى اللهِ وَهُوَ مُكَبَّلٌ بِشَهْواتِهِ؟ أَمْ كَيْفَ يَطمَعُ أنْ يَدْخُلَ حَضْرَةَ اللهِ وَهُوَ لَمْ يَتَطَهَرْ مِنْ جَنْابِةِ غَفْلاتِهِ؟ أَمْ كَيْفَ يَرْجو أَنْ يَفْهَمَ دَقائِقَ الأَسْرارِ وَهُوَ لَمْ يَتُبْ مِنْ هَفْواتِهِ؟!

14- الكونُ كلُّهُ ظُلْمةٌ وإِنَّما أَنارَهُ ظُهورُ الحقِّ فيهِ. فَمَنْ رَأى الكَوْنَ وَلَمْ يَشْهَدْهُ فيهِ أَوْ عِنْدَهُ أَوْ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَه فَقَدْ أَعْوَزَهُ وُجودُ الأَنْوارِ. وَحُجِبَتْ عَنْهُ شُموسُ المَعارِفِ بِسُحُبِ الآثارِ.

15- مِمّا يَدُلُّكَ عَلَى وُجُودِ قَهْرِهِ سُبْحانَهُ أَنْ حَجَبَكَ عَنْهُ بِما لَيْسَ بِمَوْجودٍ مَعَهُ.

16- كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي أَظْهَرَ كُلَّ شَيءٍ!

كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ بِكُلِّ شَيءٍ!

كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ في كُلِّ شَيءٍ!

كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ لِكُلِّ شَيءٍ!

كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الظّاهِرُ قَبْلَ وُجودِ كُلِّ شَيءٍ!

كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ!

كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الواحِدُ الَّذِي لَيْسَ مَعَهُ شَيءٌ!

كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَقْرَبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ!

وكَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَلولاهُ ما كانَ وُجودُ كُلِّ شَيءٍ!

يا عَجَباً كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجودُ في العَدَمِ!

أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ!

17- ما تَرَكَ مِنَ الجَهْلِ شَيْئاً مَنْ أَرادَ أَنْ يَحْدُثَ في الوَقْتِ غَيْرُ ما أَظْهَرَهُ اللهُ فيِهِ.

18- إِحالَتُكَ الأَعْمالَ عَلَى وٌجودِ الفَراغِ مِنْ رُعُوناتِ النَفْسِ.

19- لا تَطْلُبْ مِنْهُ أَن يُخْرِجَكَ مِنْ حالةٍ لِيَسْتَعْمِلَكَ فيما سِواها. فَلَوْ أَرادَ لاسْتَعْمَلَكَ مِنْ غَيْرِ إِخْراجٍ.

20- ما أَرادَتْ هِمَّةُ سالِكٍ أَنْ تَقِفَ عِنْدَ ما كُشِفَ لَها إلا وَنادَتْهُ هَواتِفُ الحَقيقةِ: الَّذي تَطْلُبُ أَمامَكَ. وَلا تَبَرَّجَتْ ظَواهِرُ المُكَوَّناتِ إلا وَنادَتْهُ حَقائِقُها: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}.

21- طَلَبُكَ مِنهُ اتِّهامٌ لَهُ. وَطَلَبُكَ لَهُ غَيْبَةٌ مِنْكَ عَنْهُ. وَطَلَبُكَ لِغَيْرِهِ لِقِلَّةِ حَيائِكَ مِنْهُ. وَطَلَبُكَ مِنْ غَيْرِهِ لِوُجودِ بُعْدِكَ عَنْهُ.

22- ما مِنْ نَفَسٍ تُبْدْيهِ إلّا وَلَهُ قَدَرٌ فيكَ يُمْضيهِ.

23- لا تَتَرقَّبْ فُروغَ الأَغْيارِ، فإنَّ ذلِكَ يَقْطَعُكَ عَنْ وُجودِ المُراقَبَةِ لَهُ فيما هُوَ مُقيمُكَ فيهِ.

24- لا تَسْتَغْرِبْ وُقوعَ الأَكْدارِ ما دُمْتَ في هذهِ الدّارِ. فإنَّها ما أَبْرَزَتْ إلّا ما هُوَ مُسْتَحِقُّ وَصْفِها وَواجِبُ نَعْتِها.

25- ما تَوَقَّفَ مَطْلَبٌ أنْتَ طالِبُهُ بِرَبِّكَ. وَلا تَيَسَّرَ مَطْلَبٌ أَنْتَ طالِبُهُ بِنَفْسِكَ.

26- مِنْ عَلاماتِ النُّجْحِ في النِّهاياتِ، الرُّجوعُ إلى اللهِ في البِداياتِ.

27- مَنْ أَشْرَقَتْ بِدايَتُهُ أَشْرَقَتْ نِهايَتُهُ.

28- ما اسْتُوْدِعَ في غَيْبِ السَّرائِرِ، ظَهَرَ في شَهادةِ الظَّواهِرِ.

29- شَتَّانَ بَينَ مَنْ يَسْتَدِلُّ بِهِ أَوْ يَسْتَدِلُّ عَلَيِهِ. المُسْتَدِلُّ بِهِ عَرَفَ الحَقَّ لأَهْلِهِ، فأَثْبَتَ الأَمْرَ مِنْ وُجودِ أَصْلِهِ. وَالاسْتِدْلالُ عَلَيْهِ مِنْ عَدَمِ الوُصولِ إليَهِ. وَإلّا فَمَتى غابَ حَتّى يُسْتَدَلَّ عَلَيْهِ؟! وَمَتى بَعُدَ حَتّى تَكونَ الآثارُ هِيَ الَّتي تُوْصِلُ إلَيْهِ؟!

30- {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}: الواصِلونَ إلَيْهِ. {مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}: السّائِرونَ إلَيْهِ.

31- اهْتَدى الرّاحِلونَ إلَيْهِ بِأَنْوارِ التَّوَجُّهِ، وَالواصِلونَ لَهُمْ أنْوارُ المُواجَهَةِ. فَالأوَّلونَ لِلأنْوارِ، وَهؤلاءِ الأنْوارُ لَهُمْ، لأنَّهُمْ للهِ لا لِشَيءٍ دونَهُ. {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}.

32- تَشَوُّفُكَ إلى ما بَطَنَ فيكَ مِنَ العُيوبِ خَيْرٌ مِنْ تَشَوُّفِكَ إلى ما حُجِبَ عَنْكَ مِنَ الغُيوبِ.

33- الحَقُّ لَيْسَ بِمَحْجوبٍ، وإنَّما المَحْجوبُ أَنْتَ عَنِ النَّظَرِ إلَيْهِ. إذْ لَوْ حَجَبَهُ شَيءٌ لَسَتَرَهُ ما حَجَبَهُ، وَلَوْ كانَ لَهُ ساتِرٌ لَكانَ لِوُجودِهِ حاصِراً، وَكُلُّ حاصِرٍ لِشَيءٍ فَهَوَ لَهُ قاهِرٌ، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}.

34- اخْرُجْ مِنْ أوْصافِ بَشَرِيَّتِكَ عَنْ كُلِّ وَصْفٍ مُناقِضٍ لِعُبوديَّتِكَ لِتَكونَ لِنِداءِ الحَقِّ مُجيباً، ومِنْ حَضْرَتِهِ قَريباً.

35- أَصْلُ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَغَفْلَةٍ وَشَهْوةٍ؛ الرِّضا عَنِ النَّفْسِ. وَأَصْلُ كُلِّ طاعَةٍ وَيَقَظَةٍ وَعِفَّةٍ؛ عَدَمُ الرِّضا مِنْكَ عَنْها. وَلَئِنْ تَصْحَبَ جاهِلاً لا يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ خَيرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَصْحَبَ عالِماً يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ. فأَيُّ عِلْمٍ لِعالِمٍ يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ! وَأَيُّ جَهْلٍ لِجاهِلٍ لا يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ!

36- شُعاعُ البَصيَرةِ يُشْهِدُكَ قُرْبَهُ مِنْكَ. وَعَيْنُ البَصيرَةِ تُشْهِدُكَ عَدَمَكَ لِوُجودِهِ. وَحَقُّ البَصيرَةِ يُشْهِدُكَ وُجودَهُ، لا عَدَمَكَ وَلا وُجودَكَ.

37- كانَ اللهُ وَلا شَيْءَ مَعَهُ، وَهُوَ الآنَ عَلَى ما عَلَيْهِ كانَ.

38- لا تَتَعَدَّ نِيَّةُ هِمَّتِكَ إلى غَيْرِهِ؛ فَالْكَريمُ لا تَتَخَطّاهُ الآمالُ.

39- لا تَرْفَعَنَّ إلى غَيْرِهِ حاجَةً هُوَ مُوْرِدُها عَلَيْكَ. فَكَيْفَ يَرْفَعُ غَيْرُهُ ما كانَ هُوَ لَهُ واضِعاً! مَنْ لا يَسْتَطيعُ أَنْ يَرْفَعَ حاجَةً عَنْ نَفْسِهِ فَكَيْفَ يَسْتَطيعُ أنْ يَكونَ لَها عَنْ غَيْرِهِ رافِعاً.

40- إنْ لَمْ تُحْسِنْ ظَنَّكَ بِهِ لأَجْلِ حُسْنِ وَصْفِهِ، فَحَسِّنْ ظنَّكَ بِهِ لِوُجودِ مُعامَلَتِهِ مَعَكَ. فَهَلْ عَوَّدَكَ إلّا حَسَناً! وَهَلْ أَسْدى إلَيْكَ إلّا مِنَناً؟!

41- العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ مِمَّنْ يَهْرُبُ مِمَّنْ لا انْفِكاكَ لَهُ عَنْهُ، وَيَطْلُبُ ما لا بَقاءَ لَهُ مَعَهُ. {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

42- لا تَرْحَلْ مِنْ كَوْنٍ إلى كَوْنٍ فَتَكونَ كَحِمارِ الرَّحى؛ يَسيرُ وَالمَكانُ الَّذي ارْتَحَلَ إلَيْهِ هُوَ الَّذي ارْتَحَلَ عَنْهُ. وَلكِنِ ارْحَلْ مِنْ الأَكْوان إلى المُكَوِّنِ، {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}. وَانْظُرْ إلى قَوْلِهِ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسولِهِ، وَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصيبُها أو امْرأةٍ يَتَزَوَّجُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ". فافْهَمْ قَوْلَهُ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - وَتَأمَّلْ هذا الأمْرَ إنْ كُنْتَ ذا فَهْمٍ .. والسَّلامُ.

43- لا تَصْحَبْ مَنْ لا يُنْهِضُكَ حالُهُ وَلا يَدُلُّكَ عَلَى اللهِ مَقالُهُ.

44- رُبَّما كُنْتَ مُسيئاً فَأَراكَ الإحْسانَ مِنْكَ، صُحْبَتُكَ مَنْ هُوَ أَسوأ حالاً مِنَكَ.

45- ما قَلَّ عَمَلٌ بَرَزَ مِنْ قَلْبِ زاهِدٍ، وَلا كَثُرَ عَمَلٌ بَرَزَ مِنْ قَلْبِ راغِبٍ.

46- حُسْنُ الأَعْمالِ نَتائِجُ حُسْنِ الأَحْوالِ، وَحُسْنُ الأَحْوالِ مِنَ التَّحَقُّقِ في مَقاماتِ الإِنْزالِ.

47- لا تَتْرُكِ الذِّكْرَ لِعَدَمِ حُضورِكَ مَعَ اللهِ فيهِ، لِأَنَّ غَفْلَتَكَ عَنْ وُجودِ ذِكْرهِ أَشَدُّ مِنْ غَفْلتِكَ في وُجودِ ذِكْرِهِ. فَعَسى أَنْ يَرْفَعَكَ مِنْ ذِكْرٍ مَعَ وُجودِ غَفْلةٍ إلى ذِكْرٍ مَعَ وُجودِ يَقَظَةٍ، وَمِنْ ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ يَقَظَةٍ إلى ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ حُضورٍ، وَمِنْ ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ حُضورٍ إلى ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ غَيْبَةٍ عَمّا سِوَى المَذْكورِ، {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}.

48- مِنْ عَلاماتِ مَوْتِ القَلْبِ عَدَمُ الحُزْنِ عَلَى ما فاتَكَ مِنَ المُوافَقاتِ. وتَرْكُ النَّدَمِ عَلَى ما فَعَلْتَهُ مِنْ وُجودِ الزَّلّاتِ.

49- لا يَعْظُمِ الذَنْبُ عِنْدَكَ عَظَمَةً تَصُدُّكَ عَنْ حُسْنِ الظَّنِّ باللهِ تَعالى، فإنَّ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ اسْتَصْغَرَ في جَنْبِ كَرَمِهِ ذَنْبَهُ.

50- لا صَغيرَةَ إِذا قابَلَكَ عَدْلُهُ. وَلا كَبيرَةَ إِذا واجَهَكَ فَضْلُهُ.

51- لا عَمَلَ أَرْجى لِلْقُلوبِ مِنْ عَمَلٍ يَغيبُ عَنْكَ شُهودُهُ ويُحْتَقَرُ عِنْدَك وُجودُهُ.

52- إنَّما أَوْرَدَ عَلَيْكَ الوارِدَ لِتَكونَ بِهِ عَلَيْهِ وارِداً.

53- أَوْرَدَ عَلَيْكَ الوارِدَ لِيَتَسَلَّمَكَ مِنْ يَدِ الأَغْيارِ. وَلِيُحَرِّرَكَ مِنْ رِقِّ الآثارِ.

54- أَوْرَدَ عَلَيْكَ الوارِدَ لِيُخْرِجَكَ مِنْ سِجْنِ وُجودِكَ إلى فَضاءِ شُهودِكَ.

55- الأنْوارُ مَطايا القُلوبِ وَالأَسْرارِ.

56- النّورُ جُنْدُ القَلْبِ، كَما أَنَّ الظُلْمَةَ جُنْدُ النَفْسِ. فإذا أرادَ اللهُ أنْ يَنْصُرَ عَبْدَهُ أَمَدَّهُ بِجُنودِ الأَنْوارِ وَقَطَعَ عَنْهُ مَدَدَ الظُلَمِ وَالأَغْيارِ.

57- النّورُ لَهُ الكَشْفُ. وَالبَصيرَةُ لَها الحُكْمُ. وَالقَلْبُ لَهُ الإقْبالُ وَالإدْبارُ.

58- لا تُفْرِحْكَ الطّاعَةُ لأَنَّها بَرَزتْ مِنَكَ، وَافْرَحْ بِها لأَنَّها بَرَزتْ مِنَ اللهِ إلَيْكَ. {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.

59- قَطَعَ السّائِرينَ لَهُ وَالواصِلينَ إلَيْهِ عَنْ رُؤْيةِ أَعْمالِهِمْ وَشُهودِ أحْوالِهِمْ. أمّا السّائِرونَ فَلِأنَّهُمْ لَمْ يَتَحَقَّقوا الصِّدْقَ مَعَ اللهِ فيها، وَأمّا الواصِلونَ فَلِأنَّهُ غَيَّبَهُمْ بِشُهودِهِ عَنْها.

60- ما بَسَقَتْ أَغْصانُ ذُلٍّ إلّا عَلى بِذْرِ طَمَعٍ.

61- ما قادَكَ شَيْءٌ مِثْلُ الوَهْمِ.

62- أنْتَ حُرٌ مِمّا أنْتَ عَنْهُ آيِسٌ. وَعَبْدٌ لِما أنْتَ لَهُ طامِعٌ.

63- مَنْ لَمْ يُقْبِلْ عَلى اللهِ بِمُلاطَفاتِ الإحْسانِ قِيْدَ إلَيْهِ بِسَلاسِلِ الامْتِحانِ.

64- مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوالِها، وَمَنْ شَكَرَها فَقَدْ قَيَّدَها بِعِقالِها.

65- خَفْ مِنْ وُجودِ إحْسانِهِ إلَيْكَ وَدَوامِ إساءَتِكَ مَعَهُ أنْ يَكونَ ذلِكَ اسْتِدْراجاً لَكَ {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ}.

66- مِنْ جَهْلِ المُريدِ أنْ يُسيءَ الأَدَبَ فَتُؤَخَّرَ العُقوبةُ عَنْهُ، فَيَقولَ: لَوْ كَانَ هذا سُوءَ أدَبٍ لَقَطَعَ الإِمْدادَ وَأَوْجَبَ الإِبْعادَ. فَقَدْ يَقْطَعُ المَدَدَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إلّا مَنْعُ المَزيدِ. وَقَدْ يُقامُ مَقامَ البُعْدَ وَهُوَ لا يَدْري، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إلّا أنْ يُخَلِّيَكَ وَما تُريدُ.

67- إذا رَأيْتَ عَبْداً أقامَهُ اللهُ تَعالى بِوجودِ الأوْرادِ، وَأَدامَهُ عَلَيْها مَعَ طولِ الإمْدادِ، فَلا تَسْتَحْقِرَنَّ ما مَنَحَهُ مَوْلاهُ لِأَنَّكَ لَمْ تَرَ عَلَيْهِ سِيما العارِفينَ وَلا بَهْجَةَ المُحِبّينَ؛ فَلَوْلا وارِدٌ ما كانَ وِرْدٌ.

68- قَوْمٌ أَقامَهُمُ الحَقُّ لِخِدْمَتِهِ وَقَوْمٌ اخْتَصَّهُمْ بِمَحَبَّتِهِ {كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً}.

69- قَلََّما تَكونُ الوارِداتُ الإلهيَّةُ إلّا بَغْتَةً، صِيانَةً لَها أَنْ يَدَّعِيَها العِبادُ بِوُجودِ الاسْتِعْدادِ.

70- مَنْ رَأيْتَهُ مُجيباً عَنْ كُلِّ ما سُئِلَ، وَمُعَبِّراً عَنْ كُلِّ ما شَهِدَ، وَذاكِراً كُلَّ ما عَلِمَ، فاسْتَدِلَّ بِذلِكَ عَلى وُجودِ جَهْلِهِ.

71- إنَّما جَعَلَ الدّارَ الآخِرَةَ مَحَلّاً لِجَزاءِ عِبادِهِ المُؤْمِنينَ؛ لأَنَّ هَذِهِ الدّارَ لا تَسَعُ ما يُريدُ أنْ يُعْطِيَهُمْ. وَلِأَنَّهُ أَجَلَّ أَقْدارَهُمْ عَنْ أنْ يُجازِيَهُمْ في دارٍ لا بَقاءَ لَها.

72- مَنْ وَجَدَ ثَمَرَةَ عَمَلِهِ عاجِلاً فَهُوَ دَليلٌ عَلى وُجودِ القَبولِ آجلاً.

73- إذا أَرَدْتَ أنْ تَعْرِفَ قَدْرَكَ عِنْدَهُ فانْظُرْ في ماذا يُقيمَكَ.
74- مَتى رَزَقَكَ الطّاعَةَ وَالغِنى بِهِ عَنْها فَاعْلَمْ أنَّهُ قَدْ أَسْبَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ ظاهِرةً وَباطِنَةً.

75- خيرُ ما تَطْلُبُهُ مِنْهُ ما هُوَ طالِبُهُ مِنْكَ.

76- الحُزْنُ عَلى فُقْدانِ الطّاعةِ مَعَ عَدَمِ النُّهوضِ إلَيْها مِنْ عَلاماتِ الاغْتِرارِ.

77- ما العارِفُ مَنْ إذا أَشارَ وَجَدَ الحَقَّ أَقرَبَ إلَيْهِ مِنْ إِشارَتِهِ. بَلِ العارِفُ مَنْ لا إِشارَةَ لَهُ، لِفَنائِهِ في وُجودِهِ وَانْطِوائِهِ في شُهودِهِ.

78- الرَّجاءُ ما قارَنَهُ عَمَلٌ، وإلّا فَهُوَ أُمْنِيَةٌ.

79- مَطْلَبُ العارِفينَ مِنَ اللهِ تَعالى الصِّدْقُ في العُبودِيَّةِ وَالقِيامُ بِحُقوقِ الرُّبوبِيَّةِ.

80- بَسَطَكَ كَيْ لا يُبْقِيَكَ مَعَ القَبْضِ، وَقَبَضَكَ كَيْ لا يَتْرُكَكَ مَعَ البَسْطِ، وَأَخرَجَكَ عَنْهُما كَيْ لا تَكونَ لِشَيْءٍ دونَهُ.

81- العارِفونَ إِذا بُسِطوا أَخْوَفُ مِنْهُمْ إِذا قُبِضُوا، وَلا يَقِفُ عَلى حُدودِ الأَدَبِ في البَسْطِ إلا قَليلٌ.

82- البَسْطُ تأخُذُ النَّفْسُ مِنْهُ حَظَّها بِوجودِ الفَرَحِ، وَالقَبْضُ لا حَظَّّ للنَّفْسِ فيِهِ.

83- رُبَّما أَعْطاكَ فَمَنَعَكَ وَرُبَّما مَنَعَكَ فأَعْطاكَ.

84- مَتى فَتَحَ لَكَ بابَ الفَهْمِ في المَنْعِ عادَ المَنْعُ عَيْنَ العَطاءِ.

85- الأَكْوانُ ظاهِرُها غِرَّةٌ وَباطِنُها عِبْرَةٌ. فَالنَّفْسُ تَنْظُرُ إلى ظاهِرِ غِرَّتِها، وَالقَلْبُ يَنْظُرُ إلى باطِنِ عِبْرَتِها.

86- إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَكونَ لَكَ عِزٌ لا يَفْنى، فَلا تَسْتَعِزَّنَّ بِعِزٍّ يَفْنى.

87- الطَّيُّ الحَقيقيُّ أَنْ تَطْويَ مَسافَةَ الدُّنْيا عَنكَ حَتى تَرى الآخِرَةَ أَقْرَبَ إِليْكَ مِنْكَ.

88- العَطاءُ مِنَ الخَلْقِ حِرْمانٌ. والمَنْعُ مِنَ اللهِ إِحسانٌ.

89- جَلَّ رَبُّنا أَنْ يُعامِلَهُ العَبْدُ نَقْداً فَيُجازِيَهُ نَسْيئَةً.

90- كَفى مِنْ جَزائِهِ إيّاكَ عَلى الطّاعَةِ أَنْ رَضِيَكَ لَها أَهلاً.

91- كَفى العامِلينَ جَزاءً ما هُوَ فَاتِحُهُ عَلى قُلوبِهم في طاعَتِهِ، وَما هُوَ مُوْرِدُهُ عَلَيْهِمْ مِنْ وُجودِ مُؤانَسَتِهِ.

92- مَنْ عَبَدَه لِشَيْءٍ يَرْجوهُ مِنْهُ أَوْ لِيَدْفَعَ بِطاعَتِهِ وُرودَ العُقوبَةِ عَنْهُ، فَما قامَ بِحَقِّ أَوْصافِهِ.

93- مَتى أعْطاكَ أَشْهَدَكَ بِرَّهُ، وَمَتى مَنَعَكَ أَشْهَدَكَ قَهْرَهُ. فَهُوَ في كُلِّ ذلِكَ مُتَعَرِّفٌ إلَيْكَ وَمُقْبِلٌ بِوُجودِ لُطْفِهِ عَلَيْكَ.

94- إنَّما يُؤلِمُكَ المَنْعُ لِعَدَمِ فَهْمِكَ عَنِ اللهِ فيهِ.

95- رُبَّما فَتَحَ لَكَ بابَ الطّاعَةِ وَما فَتَحَ لَكَ بابَ القَبولِ. وَرُبَّما قَضى عَلَيْكَ بِالذَّنْبِ فَكانَ سَبَبَاً في الوُصولِ.

96- مَعْصِيَةٌ أَورَثَتْ ذُلاً وافْتِقاراً خَيرٌ مِنْ طاعَةٍ أوْرَثَتْ عِزّاً وَاسْتِكْباراً.

97- نِعْمَتانِ ما خَرَجَ مَوْجودٌ عَنْهُما، وَلا بُدَّ لِكُلِّ مُكَوَّنٍ مِنْهُما: نِعْمَةُ الإيجادِ، وَنِعْمَةُ الإِمْدادِ.

98- أَنْعَمَ عَلَيْكَ أوَّلاً بالإيجادِ وَثانِياً بِتَوالي الإمْدادِ.

99- فاقَتُكَ لكَ ذاتِيَّةٌ، وَوُرودُ الأسْبابِ مُذَكِّراتٌ لَكَ بِما يَخْفى عَلَيْكَ مِنْها، وَالفاقةُ الذّاتِيَّةُ لا تَرْفَعُها العَوارِضُ.

100- خَيْرُ أوْقاتِكَ وَقْتٌ تَشْهَدُ فيهِ وُجودَ فاقَتِكَ. وَتُرَدُّ فيهِ إلى وُجودِ ذِلَّتِكَ.

101- مَتى أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُريدُ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بابَ الأُنْسِ بهِ.

102- مَتى أطْلَقَ لِسانَكَ بِالطَّلَبِ فَاعْلَمْ أنَّهُ يُريدُ أنْ يُعْطِيَكَ.

103- العارِفُ لا يَزولُ اضْطِرارُهُ، وَلا يَكونُ مَعَ غَيْرِ اللهِ قَرارُهُ.

104- أنارَ الظَّواهِرَ بِأنْوارِ آثارهِ، وَأنارَ السّّرائِرَ بِأنْوارِ أوْصافِهِ. لِأَجْلِ ذلِكَ أَفَلَتْ أنْوارُ الظَّواهِرِ، وَلَمْ تَأفلْ أنْوارُ القُلوبِ وَالسَّرائرِ وَلِذلِكَ قِيلَ:

إنّ شَمْسَ النَّهارِ تَغْرُبُ بِاللَيـ *** لِ وَشَمْسُ القُلوبِ لَيْسَتْ تَغيبُ


105- ليُخَفِّفْ أَلمَ البَلاءِ عَلَيْكَ عِلْمُكَ بِأَنَّهُ سُبْحانَهُ هُوَ المُبْلي لَكَ. فَالَّذي واجَهَتْكَ مِنْهُ الأقْدارُ هُوَ الَّذي عَوَّدَكَ حُسْنَ الاخْتِيارِ.

106- مَنْ ظَنَّ انْفِكاكَ لُطْفِهِ عَنْ قَدَرِهِ فَذلِكَ لِقُصورِ نَظَرِهِ.

107- لا يُخافُ عَلَيْكَ أنْ تَلتَبِسَ الطَّريقُ عَلَيْكَ، وَإنَّما يُخافُ عَلَيْكَ مِنْ غَلَبَةِ الهَوى عَلَيْكَ.

108- سُبْحانَ مَنْ سَتَرَ سِرَّ الخُصوصِيَّةِ بِظُهورِ البَشَرِيَّةِ، وَظَهَرَ بِعَظَمَةِ الرُّبوبِيَّةِ في إظْهارِ العُبُودِيَّةِ.

109- لا تُطالِبْ رَبَّكَ بِتَأَخُّرِ مَطْلَبِكَ وَلكِنْ طالِبْ نَفْسَكَ بِتَأَخُّرِ أَدَبِكَ.

110- مَتى جَعَلَكَ في الظَّاهِرِ مُمْتَثِلاً لِأَمْرِهِ، وَرَزَقَكَ في الباطِنِ الاسْتِسْلامَ لِقَهْرِهِ، فَقَدْ أَعْظَمَ المِنَّةَ عَلَيْكَ.

111- لَيْسَ كُلُّ مَنْ ثَبَتَ تَخْصيصُهُ كَمُلَ تَخْليصُهُ.

112- لا يَسْتَحْقِرُ الوِرْدَ إلا جَهولٌ. الوارِدُ يُوْجَدُ في الدّارِ الآخِرَةِ، وَالوِرْدُ يَنطَوي بانْطِواءِ هذِهِ الدّارِ. وأَوْلى ما يُعْتَنى بِهِ: ما لا يُخْلَفُ وُجودُه. الوِرْدُ هُوَ طالِبُهُ مِنْكَ، وَالوارِدُ أنْتَ تَطْلُبُهُ مِنْهُ. وَأيْنَ ما هُوَ طالِبُهُ مِنْكَ مِمّا هُوَ مَطْلَبُكَ مِنْهُ؟!

113- وُرودُ الإمْدادِ بِحَسَبِ الاسْتِعْدادِ. وَشُروقُ الأنْوارِ عَلى حَسَبِ صَفاءِ الأسْرارِ.

114- الغافِلُ إذا أَصْبَحَ يَنْظُرُ ماذا يَفْعَلُ، وَالعاقِلُ يَنْظُرُ ماذا يَفْعَلُ اللهُ بِهِ.

115- إنَّما يَسْتَوْحَشُ العُبّادُ وَالزُّهّادُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لِغَيْبَتِهِمْ عَنِ اللهِ في كُلِّ شَيْءٍ. فَلَوْ شَهِدوهُ في كُلِّ شَيْءٍ لَمْ يَسْتَوْحِشوا مِنْ شَيْءٍ .

116- أَمَرَكَ في هذِهِ الدّارِ بِالنَّظَرِ في مُكَوَّناتِهِ، وَسَيَكْشِفْ لَكَ في تِلَكَ الدّارِ عَنْ كَمالِ ذاتِهِ.

117- عَلِمَ مِنْكَ أنَّكَ لا تَصْبِرُ عَنْهُ فأَشهَدَكَ ما بَرَزَ مِنْهُ.

118- لمّا عَلِمَ الحَقُّ مِنْكَ وُجودَ المَلَلِ، لَوَّنَ لَكَ الطّاعاتِ. وًعَلِمَ ما فيكَ مِنْ وُجودِ الشَّرَهِ فَحَجَرَها عَلَيْكَ في بَعْضِ الأوْقاتِ، لِيَكونَ هَمُّكَ إقامَةَ الصَّلاةِ لا وُجودَ الصَّلاةِ، فَما كُلُّ مُصَلٍّ مُقيمٌ.

119- الصَّلاةُ طُهْرَةٌ لِلْقُلوبِ مِنْ أَدْناسِ الذُّنوبِ، واسْتِفْتاحٌ لِبابِ الغُيوبِ.

120- الصَّلاةُ مَحَلُّ المُناجاةِ ومَعْدِنُ المُصافاةِ؛ تَتَّسِعُ فيها مَيادينُ الأسْرارِ، وَتُشْرِقُ فيها شَوارِقُ الأنْوارِ. عَلِمَ وُجودَ الضَّعْفِ مِنْكَ فَقَلَّلَ أعْدادَها. وَعَلِمَ احْتِياجَكَ إلى فَضْلِهِ فكَثَّرَ أَمدادها.

121- مَتى طَلَبْتَ عِوَضاً عَلى عَمَلٍ، طولِبْتَ بِوجودِ الصِّدْقِ فيهِ. وَيكْفي المُريبَ وِجْدانُ السَّلامَةِ.

122- لا تَطْلُبْ عِوَضاً عَلى عَمَلٍ لَسْتَ لَهُ فاعِلاً. يَكْفي مِنَ الجَزاءِ لَكَ عَلى العَمَلِ أنْ كانَ لَهُ قابِلاً.

123- إذا أرادَ أن يُظْهِرَ فَضْلَهُ عَلَيْكَ خَلَقَ وَنَسَبَ إلَيْكَ.

124- لا نِهايةَ لِمَذامِّكَ إنْ أَرْجَعَكَ إلَيْكَ، وَلا تَفْرُغُ مَدائِحُكَ إنْ أَظْهَرَ جُودَه عَلَيْكَ.

125- كُنْ بِأوْصافِ رُبوبِيَّتِهِ مُتَعَلِّقاً وَبِأوْصافِ عُبودِيَّتِكَ مُتَحَقِّقاً.

126- مَنَعَكَ أنْ تَدَّعِيَ ما لَيْسَ لَكَ مِمّا لِلْمَخْلوقينَ، أَفَيُبيحُ لَكَ أنْ تَدَّعِيَ وَصْفَهُ، وَهُوَ رَبُّ العالمينَ؟!

127- كَيْفَ تُخْرَقُ لَكَ العَوائِدُ وَأنْتَ لَمْ تَخْرِقْ مِنْ نَفْسِكَ العَوائِدَ.

128- ما الشَّأْنُ وُجودُ الطَّلَبِ، إنَّما الشَّأْنُ أنْ تُرْزَقَ حُسْنَ الأَدَبِ.

129- ما طَلَبَ لكَ شَيْءٌ مِثْلُ الاضْطِرارِ، وَلا أَسْرَعَ بِالمَواهِبِ إلَيْكَ مِثْلُ الذِّلَّةِ والافْتِقارِ.

130- لَوْ أَنَّكَ لا تَصِلُ إليهِ إلّا بَعْدَ فَنَاءِ مَسَاويكَ وَمَحْوِ دَعاويكَ لَمْ تَصِلْ إلَيْهِ أَبَداً. وَلكِنْ إذا أرادَ أَنْ يُوصِلَكَ إلَيْهِ سَتَرَ وَصْفَكَ بِوَصْفِهِ، وَغَطّى َنَعْتَكَ بِنَعْتِهِ، فَوَصَلَكَ إلَيْهِ بِما مِنْهُ إلَيْكَ لا بِما مِنْكَ إلَيْهِ.

131- لولا جَميلُ سَترِهِ لَمْ يَكُنْ عَمَلٌ أهْلاً لْلْقَبولِ.

132- أنْتَ إلى حِلْمِهِ إذا أَطَعْتَهُ أَحْوَجُ مِنْكَ إلى حِلْمِهِ إذا عَصَيْتَهُ.

133- السَّتْرُ عَلى قِسْمَيْنِ: سَّترٌ عَنِ المَعْصِيَةِ، وَسَتْرٌ فيها. فَالعامَّةُ يَطْلُبُونَ مِنَ اللهِ السَّتْرَ فيها خَشْيَةَ سُقوطِ مَرْتَبَتِهِمْ عِنْدَ الخَلْقِ، وَالخاصَّةُ يَطْلُبونَ مِنَ اللهِ السَّتْرَ عَنْها خَشْيَةَ سُقوِطِهِمْ مِنْ نَظَرِ المَلِكِ الحَقِّ.

134- مَنْ أَكْرَمَكَ إنَّما أَكْرَمَ فِيْكَ جَميلَ سَتْرِهِ. فَالحَمْدُ لِمَنْ سَتَرَكَ، لَيْسَ الحَمْدُ لِمَنْ أَكْرَمَكَ وَشَكَرَكَ.

135- ما صَحِبَكَ إلا مَنْ صَحِبَكَ وَهُوَ بِعَيْبِكَ عَليمٌ، وَلَيْسَ ذلِكَ إلّا مَوْلاكَ الكَريم. خَيْرُ مَنْ تَصْحَبُ مَنْ يَطْلُبُكَ لَكَ لا لِشَيْءٍ يَعودُ مِنْكَ إليهِ.

136- لَوْ أَشْرَقَ لَكَ نورُ اليَقينِ لَرَأيتَ الآخِرَةَ أَقْرَبَ إلَيْكَ مِنْ أنْ تَرْحَلَ إلَيْها، وَلَرَأيْتَ مَحاسِنَ الدُّنْيا قَدْ ظَهَرَتْ كِسْفَةُ الفَناءِ عَلَيْها.


137- ما حَجَبكَ عَنْ اللهِ وُجودُ مَوجودٍ مَعَهُ، إذْ لا شَيْءَ مَعَهُ، وَلَكِنْ حَجَبَكَ عَنْهُ تَوَهُّمُ مَوجودٍ مَعَهُ.

138- لَوْلا ظُهورُهُ في المُكَوَّناتِ ما وَقَعَ عَلَيْها وُجودُ إبصارٍ. وَلَوْ ظَهَرَتْ صِفاتُهُ اضْمَحَلَّتْ مُكَوَّناتُهُ.

139- أظْهَرَ كُلَّ شَيْءٍ لِأنَّهُ الباطِنُ، وَطوى وُجودَ كُلِّ شَيْءٍ لِأنَّهُ الظّاهِرُ.

140- أباحَ لَكَ أنْ تَنْظُرَ ما في المُكَوَّناتِ، وَما أذِنَ لَكَ أنْ تَقِفَ مَعَ ذَواتِ المُكَوَّناتِ؛ قال {انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ} وَلَمْ يَقُلْ: انظروا السَّمواتِ والأَرْض. قال انْظُروا ماذا فيها، فَتَحَ لَكَ بابَ الإفْهامِ. وَلَمْ يَقُلْ انُظروا السَّمواتِ لِئَلّا يَدُلَّكَ عَلى وُجودِ الأجرامِ.

141- الأكوانُ ثابِتَةٌ بإثباتِهِ وَمَمْحُوَّةٌ بأحَديَّةِ ذاتِهِ.

142- النّاسُ يَمْدَحونَكَ لِما يَظُنُّونَهُ فيكَ، فَكُنْ أنْتَ ذاماً لنَفسِكَ لِما تَعْلَمُهُ مِنها.

143- المؤمِنُ إذا مُدِحَ اسْتَحْيا مِنَ اللهِ تَعالى أنْ يُثْنى عَلَيْهِ بِوَصْفٍ لا يَشْهَدُهُ مِنْ نَفْسِهِ.

144- أجْهَلُ النّاسِ مَنْ تَرَكَ يَقينَ ما عِنْدَهُ لِظَنِّ ما عِنْدَ النّاسِ.


145- إذا أطْلَقَ الثَناءَ عَلَيْكَ وَلَسْتَ بأَهْلٍ، فَأثْنِ عَلَيْهِ بِما هُوَ لَهُ أهْلٌ.

146- الزُّهّادُ إذا مُدِحوا انقَبَضوا لِشُهودِهِمُ الثَّناءَ مِنَ الخَلْقِ. وَالعارِفونَ إذا مُدِحوا انْبَسَطوا لِشُهودِهِمْ ذلِكَ مِنَ المَلِكِ الحَقِّ.

147- مَتى كُنْتَ إذا أُعْطيتَ بَسَطَكَ العَطاءُ، وإذا مُنِعْتَ قَبَضَكَ المَنْعُ، فاسْتَدِلَّ بِذلِكَ عَلى ثُبوتِ طُفوليَّتِكَ وَعَدَمِ صِدْقِكَ في عُبوديَّتِكَ.

148- إذا وَقَعَ مِنْكَ ذَنْبٌ فَلا يَكُنْ سَبَباً لِيأسِكَ مِنْ حُصولِ الاسْتِقامَةِ مَعَ رَبِّكَ، فَقَدْ يَكونُ ذلِكَ آخِرَ ذَنْبٍ قُدِّرَ عَلَيْكَ.

149- إذا أَرَدْتَ أنْ يَفْتَحَ لَكَ بابَ الرَّجاءِ فاشْهَدْ ما مِنْهُ إلَيْكَ. وَإذا أَرَدْتَ أنْ يَفْتَحَ لَكَ بابَ الخَوفِ فاشْهَدْ ما مِنْكَ إلَيْهِ.

150- رُبَّما أفادَكَ في لَيْلِ القَبْضِ ما لَمْ تَسْتَفِدْهُ في إشْراقِ نَهارِ البَسْطِ {لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً}.

151- مَطالِعُ الأَنْوارِ: القُلوبُ وَالأسْرارُ.

152- نُورٌ مُسْتَوْدَعٌ في القُلوبَ، مَدَدُهُ مِنَ النّورِ الوارِدِ مِنْ خَزائِنِ الغُيوبِ.

153- نُورٌ يَكْشِفُ لَكَ بِهِ عَنْ آثارِهِ، وَنُورٌ يَكْشِفُ لَكَ بِهِ عَنْ أوْصافِهِ.

154- رُبَّما وَقَفَتِ القُلوبُ مَعَ الأنْوارِ، كَما حُجِبَتِ النُّفوسُ بِكَثائِفِ الأَغْيارِ.

155- سَتَرَ أنْوارَ السَّرائِرِ بِكثائِفِ الظَّواهِرِ إجْلالاً لَها أنْ تُبْتَذَلَ بِوجودِ الإظْهارِ، وَأنْ يُنادى عَلَيْها بِلسانِ الاشْتِهارِ.

156- سُبْحانَ مَنْ لم يَجْعَلِ الدَليلَ عَلى أوْلِيائِهِ إلّا مِنْ حَيْثُ الدَّليلُ عَلَيْهِ. وَلَمْ يُوْصِلْ إلَيْهِمْ إلّا مَنْ أرادَ أنْ يُوصِلَهُ إلَيْهِ.

157- رُبَّما أطْلَعَكَ عَلى غَيْبِ مَلَكوتِهِ، وَحَجَبَ عَنْكَ الاسْتِشْرافَ عَلى أسْرارِ العِبادِ.

158- مَنْ اطَّلَعَ عَلى أسْرارِ العِبادِ وَلَمْ يَتَخَلَّقْ بالرَّحْمَةِ الإلهِيَّةِ كانَ اطِّلاعُهُ فِتْنَةً عَلَيْهِ وَسَبَباً لِجَرِّ الوَبال إليِهِ.

159- حَظُّ النَّفْسِ في المَعْصِيَةِ ظاهِرٌ جَليٌّ، وَحَظُّها في الطّاعَةِ باطِنٌ خَفيٌَ، وَمُداواةُ ما يَخْفى صَعْبٌ عِلاجُهُ.

160- رُبَّما دَخَلَ الرِّياءُ عَلَيْكَ مِنْ حَيْثُ لا يَنْظُرُ الخَلْقُ إلَيْكَ.

161- اسْتِشْرافُكَ أنْ يَعْلَمَ الخَلْقُ بِخُصوصِيَّتِكَ دَليلٌ عَلى عَدَمِ صِدْقِكَ في عُبودِيَتَّكَ.

162- غَيِّبْ نَظَرَ الخَلْقِ إلَيْكَ بِنَظَرِ اللهِ إلَيْكَ، وَغِبْ عَنْ إقْبالِهِمْ عَلَيْكَ بِشُهودِ إقْبالِهِ إلَيْكَ.

163- مَنْ عَرَفَ الحَقَّ شَهِدَهُ في كُلِّ شَيْءٍ، وَمَنْ فَنِيَ بِهِ غابَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَمَنْ أحَبَّهُ لَمْ يُؤْثِرْ عَلَيْهِ شَيئاً.

164- إنَّما حَجَبَ الحَقَّ عَنْكَ شِدَّةُ قُرْبِهِ مِنْكَ.

165- إنَّما احْتَجَبَ لِشِدَّة ظُهورِهِ، وَخَفِيَ عَنِ الأبْصارِ لِعِظَمِ نُورِهِ.

166- لا يَكُنْ طَلَبُكَ تَسَبُّباً للعَطاءِ مِنْهُ، فَيَقِلَّ فَهْمُكَ عَنْهُ، وَليَكُنْ طَلَبُكَ لإظْهارِ العُبودِيَّةِ وَقِياماً بِحُقوقِ الرُبوبِيَّةِ.

167- كَيْفَ يَكونُ طَلَبُكَ الّلاحِقُ سَبَباً لِعَطائِهِ السّابِقِ؟!

168- جَلَّ حُكْمُ الأزَلِ أَنْ يَنْضافَ إلى العِلَلِ.

169- عِنايتُهُ فيكَ لا لِشَيْءٍ مِنْكَ. وَأيْنَ كُنْتَ حينَ واجَهَتْكَ عِنايَتُهُ وَقابَلَتْكَ رِعايَتُهُ؟! لَمْ يَكُنْ في أزَلِهِ إخلاصُ أعْمالٍ وَلا وُجودُ أحْوالٍ. بَلْ لَمْ يَكُنْ هُناكَ إلّا مَحْضُ الإفْضالِ وَعَظيمُ النَّوالِ.

170- عَلِمَ أنَّ العِبادَ يَتَشَوَّفونَ إلى ظُهورِ سِرِّ العِنايةِ، فَقال: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ}. وَعَلِمَ أَنَّهُ لَوْ خَلّاهُمْ وَذلِكَ لَتَركوا العَمَلَ اعْتِماداً عَلى الأَزَلِ. فَقال {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ}.

171- إلى المَشيئَةِ يَسْتَنِدُ كُلُّ شَيْءٍ، لِأنَّ وُقوعَ ما لَمْ يَشَأ الحَقُّ مُحالٌ، وَلا تَسْتَنِدُ هِيَ إلى شَيْءٍ.

172- رُبَّما دَلَّهُمُ الأَدَبُ عَلى تَرْكِ الطَّلَبِ اعْتِماداً عَلى قِسْمَتِهِ وَاشْتِغالاً بِذِكْرِهِ عَنْ مَسْألَتِهِ.

173- إنَّما يُذَكَّرُ مَنْ يَجوزُ عَلَيْهَ الإغْفالُ. وَإنَّما يُنَبَّهُ مَنْ يُمْكِنُ مِنْهُ الإهْمالُ.

174- وُرودُ الفاقاتِ أعْيادُ المُريدينَ.

175- رُبَّما وَجَدْتَ مِنَ المَزيدِ في الفاقاتِ ما لَمْ تَجِدُهُ في الصَّومِ وَالصَّلاةِ.

176- الفاقاتُ بُسُطُ المَواهِبِ.

177- إنْ أرَدْتَ وُرودَ المَواهِبِ عَلَيْكَ، صَحِّحِ الفَقْرَ وَالفاقَةَ لَدَيْكَ؛ {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ}.

178- تَحَقَّقْ بأوْصافِكَ يُمِدّكَ بأوصافِهِ. تَحَقَّقْ بِذُلِّكَ يُمِدّكَ بِعِزِّهِ. تَحَقَّقْ بِعَجْزِكَ يُمِدّكَ بِقُدْرَتِهِ. تَحَقَّقْ بِضَعْفِكَ يُمِدّكَ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ.

179- رُبَّما رُزِقَ الكَرامَةَ مَنْ لَمْ تَكْمُلْ لَهُ الاسْتِقامَةُ.

180- مِنْ عَلاماتِ إقامَةِ الحَقِّ لَكَ في الشَّيْءِ إدامَتُهُ إيّاكَ فيهِ مَعَ حُصولِ النَتائِجِ.

181- مَنْ عَبَّرَ مِنْ بِساطِ إحْسانِهِ أَصْمَتَتْهُ الإساءةُ، وَمَنْ عَبَّرَ مِنْ بِساطِ إحْسان اللهِ إلَيْهِ لَمْ يَصْمُتْ إذا أساءَ.

182- تَسْبِقُ أنْوارُ الحُكَماءِ أقْوالَهُمْ، فَحَيْثُ صارَ التَّنْويرُ وَصَلَ التَّعْبيرُ.

183- كُلُّ كَلامٍ يَبْرُزُ وَعَلَيْهِ كِسْوَةُ القَلْبِ الَّذي مِنْهُ بَرَزَ.

184- مَنْ أُذِنَ لهُ في التَّعْبيرِ فُهِمَتْ في مَسامِعِ الخَلْقِ عِبارَتُهُ، وَجُلِّيَتْ إلَيْهِمْ إشارَتُهُ.

185- رُبما بَرَزَتِ الحَقائِقُ مَكسوفَةَ الأنْوارَ إذا لَمْ يُؤْذَنْ لَكَ فيها بِالإظْهارِ.

186- عِباراتُهُم إمّا لِفَيَضانِ وَجْدٍ، أوْ لِقَصْدِ هِدايَةِ مُريدٍ. فالأوَّلُ حالُ السّالِكينَ، والثّاني حالُ أرْبابِ المَكِنَةَ والمُحَقِّقينَ.


آخر تعديل OM_SULTAN يوم 02-27-2010 في 07:59 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir