"صرخة حجر" ليس مجرد عمل استعراضي ذي مشاهد مؤثرة فحسب.. بل هو عمل فخم من الطراز الإنساني، يضع أمام أعيننا حقيقة المعاناة الفلسطينية اليومية.
مشاهد مؤلمة.. وعميقة.. يبثها المسلسل من خلال نظرة إخراجية ذات بُعد إنساني مميز، بتصورات ملائمة مع الواقع، ومتناغمة مع المشاهد الفعلية التي عجزت كل القنوات الإعلامية الرسمية وغيرها عن عرضها بحيادية من مبدأ السير مع القافلة الحالية في البث الإعلامي، ومن الرضا بأقل القليل في ما يتعلق بالأعمال الدرامية التي تسلط الضوء على ما يجري في فلسطين.
"صرخة حجر" هو الخطاب الفعلي والتصوير البلاغي العميق، لقصيدة المعاناة الفلسطينية، فهو ليس مجرد مسلسل له نظرة استراتيجية أو ربحية، بل هو تذكير تفاعلي بالحقيقة الفلسطينية وما يجري لشعب يعيش نكبة كبرى منذ عام 1948.
Cant See Images
رسائل مؤلمة
المسلسل يضع أمامنا حقيقة المعاناة الفلسطينية اليومية
أيضاً يرسل المسلسل من خلال مشاهد مؤلمة الكثير من الرسائل، منها أن سقوط القتلى يومياً شيء أصبح روتينياً، ومشهد امرأة تلد عند حاجز تفتيش إسرائيلي بعد منعها من العبور الى المستشفى، هو أيضاً مشهد مألوف مادامت السيدة فلسطينية.
وضرب عسكر إسرائيل لرجل تجاوز الستين من عمره وقتله أمام زوجته لمجرد أنه لم يعجب الحرس، أيضاً أصبح شيئاً مألوفاً في واقع الحياة في فلسطين. أيضاً من المشاهد المؤلمة، مشهد جندي اسرائيلي يرد على ابتسامة طفلة بطلقة نارية في صدرها.
ويرى الكثيرون أن الحقيقة التي قدمتها العديد من الأعمال العربية والعالمية، جاءت على استحياء، نظراً لتراكم العقبات الإعلامية والسياسية، التي ظهرت جلياً من الأزمة العاصفة التي صعدتها وسائل إعلام إسرائيلية ضد المسلسل وضد قناة mbc التي تعرضه.
قنابل انشطارية
صرخة حجر يحاكي ما يجري لشعب يعيش نكبة منذ العام 1948
Cant See Images
وأصبح المسلسل بمثابة "الهزة" التي حركت الشجرة الاسرائيلية، ما اعتبره الكثير من المتابعين تأكيداً على ضرب مشاهد المسلسل في الصميم للواقع الاسرائيلي في تعامله مع الفلسطينيين، وكيفية زرع القنابل الانشطارية بمشاهد عجزت وسائل الإعلام العربية عن عرضها، أو حتى شركات الإنتاج الإعلامي العربية عن إنتاج أعمال تشابه عمق ودقة تفاصيل "صرخة حجر".
الإعلام العربي يجد الحرج في عرض مشاهد قدمها صرخة حجر
"صرخة حجر" رسالة الى العالم أجمع، خارج دواوين الساسة والسياسة، بحقيقة الحرب اليومية وخطرها على أمن المواطن الفلسطيني، بل وأكثر من ذلك "صرخة حجر" هو عدسة زووم ليوميات فلسطينية دامية ودامعة.. وحزينة.
كما يوضح العمل حقيقة مزاعم سعي إسرائيل للتعايش السلمي بصورة درامية مؤثرة جداً قدمتها عدسة الإخراج التركية التي قادها المخرج كما لم يراها العالم من قبل في تغطية متشبعة بالكثير من الإيمان بالقضية الإنسانية للشعب الفلسطيني بأكثر من التفاعل العربي نفسه في الإعلام العربي، الذي لايزال يجد الحرج في التطرق الى الكثير من المشاهد التي قدمها "صرخة حجر" بنقلٍ مُحكم ومحترف من أرض الواقع ضمن السياق الدرامي للعمل.