ماما حواء
مشرفة
مشرفمشرف
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الحب والعابد قصة كان بالكوفة فتى جميل الوجه ، شديد التعبد والاجتهاد وكان احد الزهاد فنزل في جوار قوم من النخع فنظر الى جارية منهم جميلة فهويها وهام بها عقله ونزل بها مثل الذي نزل به . فأرسل يخطبها من ابيها فاخبره ابوها انها مسماة لأبن عم لها. واشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى فأرسلت اليه الجارية : قد بلغني شدة محبتك لي ، وقد اشتد بلائي بك لذلك ، مع وجدي بك . فان شئت زرتك، وان شئت سهلت لك ان تاتيني الى منزلي . فقال للرسول :و لا واحدة من هاتين الخصلتين ((اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم )) اني اخاف نارا لا يخبو سعيرها ولا يخمد لهبها . فلما انصرف الرسول اليها فأبلغها ما قال ، قالت :وأراه مع هذا زاهدا يخاف الله تعالى ، والله ما احد احق بهذا من احد ، وان العباد فيه لمشتركون ، ثم انخلعت من الدنيا ، والقت علائقها خلف ظهرها ، ولبست المسوح ، وجعلت تتعبد وهي مع ذلك تذوب وتنحل حبا للفتى وأسفا عليه ، حتى ماتت شوقا اليه . فكان الفتى يأتي قبرها . فراها في منامه وكأنها في احسن منظر ، فقال : كيف انت وما لقيت بعدي ؟ فقالت : نعم المحبة ياحبيبي حبكا حب يقود الى خير واحسان فقال على ذلك : الى ما صرت ؟ فقالت الى نعيم وعيش لا زوال له في جنة الخلد ملك ليس بالفاني فقال لها :اذكريني هناك فاني لست أنساك فقالت : ولا انا والله انساك ، ولقد سألتك ربي ، مولاي ومولاك فأعانني على ذلك بالاجتهاد. ثم ولت مدبرة ، فقلت لها متى اراك ؟ قالت ستأتينا عن قريب . فلم يعش الفتى بعد الرؤيا الاسبع ليال حتى مات . رحمهما الله . عبر النت ماما حواء