ما دعاك لقطع الضفائر؟
اخترتها من بين البنات حين كانت بخلق محمد متخلقة, وكن شاردات
وعشنا أمة بظل الإسلام نستظل, وفي فيحاء الجنان قطفا لألذ الثمرات
وتحت أقدامنا نمت أعشاب أملس من الحرير , ولباس التقوى زادنا بركات
وجن الليل ذات ليلة , فتكدر صفو الفؤادضيقاحرجا من كثرة الطعنات
ما بك يا أمة الله وقد نبذت ذاك الذي بيننا نبذا؟ أغرك بالله بريق الحياة؟
ما لك لا تقدرين موقع الخطو قبل الرجل؟ أعرج بهما؟ أم أصابك ريح الشطحات؟
بين يديك طرحت قلبي ودعوت ربي لك هداية, الا تتعثري فالطريق شديد الظلمات
حياء وعفة وطهرا ملكت وتسربلت , فما غير الريش فيك ؟ وعقرت التسبيحات
أين حنانك؟ أين عشقك لترتيل مصحف ؟أين أنت من التهجد والركعات؟
ألباس هذا الذي فتنت به؟أين الخمار؟ أين النقاب ؟ أين الحجاب؟ يا درة الفتيات
أين حزامك؟ أين نطاقك؟ أين بهاء طلعتك؟ وكنت بالأمس أميرة الحوريات
آه لو علمت ما ذاك القادم؟ آه لو علمت ضيق القبر وسواده وأشد الضمات؟
ليتك لم تفعلي يا قارورة الشهد ؟ فقد حط غراب الشؤم فوق الديار وعلى الشرفات
ونعيقه غم على الأذنين , عمى في العينين , ظلم استبد واستباح الكثير من الحرمات
ما دعاك لقطع الضفائر وكشف الستائر؟ ألنداء العري لبيت وغوتك السافرات؟
ولأنوثة حرائر النسوان تنكرت, صدرا كشفت,قداستهوتك السيقان العاريات
وعن جوادك الأصيل ترجلت , صمت عن الأنوثة وصاحبت المسترجلات
وبمسحة من رفث المساحيق تجملت ,وثوب القردة ارتديت, وعشقت السهرات
تيسا مستعارا به لصقت , معه رقصت, إياه احتضنت, وطفت البحار والمحيطات
فيا حسرتي عليك وعليهن وعلينا جميعا ,ليت الشبل اقتفى أثر ضرغامه وحمى الغابات
وهل يجدي التحسر بعد أن تخدش سور الشرف ؟ وتغنت رقصا فوق جثمانه أليسات
وهل يقود سرب الأسود الا أسد ؟لا تهزه نطة قرد ولا تغريه المغريات
ليت لنا من أوبة لغسل حوبة؟ بها وعليها نلقى رب الأرض والسماوات
لعل فينا من بكى ندما ؟ و زار رحما ؟ لعل فينا من أفرج غما؟متى تشحذ الشهامات؟
أيام تمر من عمرنا ونحن لاهون, ونداء اللحد حيران من عظيم الموبقات
ورب رحيم يمهلنا لعل قلبا , لعل فؤادا, فكر في لضى وصقر وحر الجمرات
باسطا يديه ليتوب مسيء الليل والنهار, سبحناك اللهم يا واسع الرحمات
تكالبت علينا أمم أنت ربنا وربها , انصرنا اغفر لنا ارحمنا يا مجيب الدعوات؟
إلحاحا منا إليك ألا تخيب ظننا , فأنت الرجاء أحفظ اللهم النساء المسلمات؟
وأعد لصرح الدين منهن , من كانت مطية للغرور عودة تائبات قانتات منيبات
ابراهيم تايحي
العرض العادي
