إن واجب الوجود سبحانه وتعالي هو الواحد الاحد الصمد القادر المقتدر و خالق كل الممكنات اي كل المخلوقات.
إنه عز و جل وضع سلسلة الاسباب لان يستر ذاته عظيم الشان. هو عز و جل فاعل حقيقي. لا فاعل الا هو عز و جل .
لهذا , توسل الاسباب كان ضروري.
الموجودات من دونه عز و جل , مخلوقات.
المخلوقات قسمان;
١-المخلوقات المادية
٢-المخلوقات معنوية
تحصيل هذه الممكنات مرتبط الي توسل الاسباب . هذه سنته عز و جل .
توسل هذه الاسباب ليس مخالف للتوحيد عز و جل.
لكن بشرط أن لا ينظر الي الاسباب فاعلا حقيقيا. و هو عز و جل فاعل حقيقي و فاعل مطلق . لا فاعل الا هو عز و جل.
إنّ الفاعل المطلق هو الله سبحانه و تعالي.
نحن نعتقد هذا و نحمل بهذا الاعتقاد في قلوبنا داءما و بهذا الاعتقاد , نحن نتوسل الاسباب ظاهرا و باطنا.
قيل; "نور الشمس علي الدنيا"
و "انزل السحب الامطار"
و "أنبت التراب النبات"
و "الثمر من الشجر"
و غير ذلك في حياتنا اليومية في كل لحظة نحن نذكر اسماء الاسباب لكن نعتقد بقلوبنا أن خالق الشمس و نوره هو الله سبحانه و تعالي,
و خالق السحب و متحركها هو الله سبحانه و تعالي,
و منزل الامطار هو الله سبحانه و تعالي,
و خالق الشجر و ثمره هو الله سبحانه و تعالي و ايضا جاعل الشجر سببا للفاكهة هو الله سبحانه و تعالي .
نحن نطلب من الاستاذ العلم.و نأخذ العلم من فم الاستاذ بيد أنّ الله سبحانه و تعالي عليم حكيم. معطي العلم الي الاستاذ و معطيه قدرة التخيل و التكلم و الحياة هو الله سبحانه و تعالي.
لكن نحن نتوسل سبب اخذ العلم و هو الاستاذ.
هو الله سبحانه و تعالي فاعل حقيقي. المؤمن يعلم و يعتقد أن مسبب الاسباب هو الله سبحانه و تعالي.
اذا انت سألت شيء من شحص آخر و قلت "أعطني هذا" ,
ما كان هذا الطلب مخالف للتوحيد الهية. سنة الله عز و جل, توسل الاسباب
و ان يعلم "لا فاعل الا الله عز و جل".
توسل الاسباب مهم جدا. التوكل بلا توسل الاسباب خطء.
ذكر الانسان سلسلة الاسباب و توسلها, ليس مخالف للتوحيد.
نحن قلنا, الممكن اثنان;
١-الممكن المادي
٢-الممكن المعنوي
لحصول الممكن المعنوي , تجب سلسلة الاسباب ايضا كما تجب لحصول الممكن المادي.
ذكر هذه الاسباب المعنوية او توسلها , ليس إنكار فاعل الحقيقي بل إتباع سنة الله عز و جل .
العذاب في الجهنم و النعمة في الجنة.
في الاصل , العذاب و النعمة كلاهما من الله تعالي لكن الجنة وسيلة النعمة و الجهنم وسيلة العذاب.
حق سبحانه و تعالي جعل كراما كاتبين وسيلة لكتابة افعال العباد خيرا او شرا.
"وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ" - الانعام ٦١
و ايضا جعل ربنا عز و جل الملاءكة وسيلة لحفظ الانسان و هو عز و جل الحفيظ الحقيقي.
و ايضا نصر ربنا عز و جل علي المؤمنين في البدر بواسطة ملاءكته و نصار حقيقي هو الله عز و جل .
" وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم "-آل امران ١٢٦
في النتيجة;
خلق حق سبحانه و تعالي امور المادية و المعنوية بالاسباب و الوساءل.
يا ترا , أ ما جعل اسباب و وساءل المادية و المعنوية في هداية عباده و في ارشادهم ?
ان ّ الهداية من الله سبحانه و تعالي. لكن الانبياء و الاولياء وسيلة هذه الهداية ,
الا , لا يكن الاحتياج ان يرسل الانبياء.
لماذا ما تجب الواسطة و الوسيلة للارشاد و الهداية التي امور مهمة لتثبيت عاقبة حياة الدنيا و الاخرة, و تجب الواسطة و الوسيلة في كل الامور ?
الله سبحانه و تعالي يتجلي علي قلوب الانبياء و الاولياء بحسب مرتبتهم و درجاتهم.
و ايضا يتجلي الله سبحانه و تعالي في الاشياء.
أ لا يتجلي الله سبحانه و تعالي علي شجر الانسان و جبل الانسان و هو عز و جل يتجلي علي الجبال و الشجر.
الانسان الكامل انسان سعيد و هو الذي ينظر ربنا عز و جل علي قلبه و ينوره.
الانسان الكامل مثل الشجر و الجبل الذان ربنا عز و جل تجلي عليهما و توجه موسي عليه السلام اليهما.
لاجل هذا , التوجه الي الانسان الكامل و هو ليس التوجه الي لحمه و عظمه, بل هو التوجه الي قلبه الذي يتجلي ربنا عز و جل عليه, بل ليس التوجه الي قلبه , و هو التوجه الي النور و المحبة و الفيوضات التي حصلت من سبب التجليات الربانية في قلب الانسان الكامل .
المحبة تجلب هذه الفيوضات و النور و المحبة .
يعني محبة السالك الي المرشد الكامل تجلب هذه الفيوضات و النور و المحبة الي قلب سالك طريق الذهد و التقوي.
هذه الفيوضات و النور و المحبة , كلها من المخلوقات المعنوية التي تسأل من صاحبها و اجرتها المحبة اليهم.
من صاحبها ?
رسول الله صلي الله عليه و سلم
و الصحابة الكرام رضي الله عنهم
و أولياء الله تعالي.