في كل ركن من أركان منطقة الشندغة تنطلق رائحة التراث، الطاهيات الشعبيات يحيين عاداتهن القديمة امام الزوار حيث تصطف مجموعة منهن يقمن بطبخ الكثير من الأكلات الشعبية التي عرفها المجتمع الاماراتي قديماً ومازال بعضها يطبخ حتى الآن مثل اللقيمات وخبز الجباب وغيرها.
وفي ركن آخر اصطفت الفرق الشعبية والفلكلورية على ايقاعات الطبول تعيد تاريخ الماضي الجميل، كما طوقت قرية التراث من جوانبها المختلفة فعاليات وأنشطة لمختلف المؤسسات وأقامت دائرة السياحة عدة أكواخ في شعبية وظفت فيها كل الفتيات المتطوعات في سبيل خدمة الزائر الى القرية وتزويده بكافة المطبوعات التي يطلبها.
ليس ذلك فحسب بل جلبت دائرة السياحة فرقاً شعبية من دول عربية لترسم حياة البادية وعاداتها وتقاليدها فجاءت من الجزائر وليبيا والعراق واليمن والأردن وسوريا وشكلت مع الامارات لوحة جميلة من حياة البادية العربية.
الصورة مازالت في قرية التراث تبحث عما هو مرتبط بحياتنا الماضية وبتقاليدنا الأصيلة، وبلمحة تنتقل عدسة المصور لمسرح قرية التراث حيث لقطت هناك عدداً من الفتيات الصغيرات يمارسن الألعاب الشعبية في صورة جميلة تعيد للأذهان صورة دبي القديمة.
خولة أحمد المشرفة على الأطفال وهي التي تختار مواقع عروضهم للألعاب الشعبية تقول: باعتبار قرية التراث المكان المرتبط بزمان امارة دبي وبرسم ملامحها الماضية ويعيد للزوار تاريخها وما كانت عليه وجدنا أن حياة الاطفال وألعابهم لابد ان يكون لها حضور في هذه الفعاليات وفعلاً اخترنا مجموعة من الأطفال وألبسناهم ملابس تبرز مرحلة الماضي وطلبنا منهم ان يؤدوا ألعابهم الشعبية بتلقائية أمام الزوار.
وفعلاً استطاع هؤلاء الصغار ان يقدموا نماذج من الألعاب الشعبية القديمة على مسرح القرية وأيضاً في زوايا مختلفة منها حيث ينتشر الأطفال حسب جدول وضع لهم، ومن الألعاب الشعبية التي مارسها الأطفال في دبي لعبات (الكرابي واشبيرا شبي وطاق طاقية وخصوصة بوصة) وغيرها من الألعاب الشعبية المعروفة في عاداتنا وتقاليدنا.
وأكدت خولة حمدان ان هناك ما يزيد عن عشرة ألعاب شعبية يمارسها الأطفال طيلة أيام المهرجان وسوف تستمر عروضهم حتى نهاية المهرجان.