آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 21112 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14844 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21041 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 22426 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 56483 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51545 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43461 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 25839 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26228 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 32124 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-02-2011, 02:25 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


ملحمة بناء.. من عمر الزمان.. تجري معها الذكريات أفـلاج العـين

ملحمة بناء.. من عمر الزمان.. تجري معها الذكريات أفـلاج العـين

زايد أول من ألغى تجارة الماء وجعله من حق كل الناس بدون مقابل

زايــد أعـاد الحـياة إلى أفـلاج العـين

الإمـارات أقـدم موطـن للأفـلاج

أبوظبي: عماد سعد:

إن الدور المهم الذي يلعبه الماء في حياة الكائنات الحية يمكن أن ندركه عندما نقارن حال الأرض قبل وبعد نزول الماء عليها فهي جرداء قاحلة في غياب الماء وخضراء يانعة بعد نزوله عليها. فالماء هو الحياة كان وجوده كافياً لوجود الإنسان وارتقاءه بالإضافة إلى تقدمه واستقراره. ومع رقي الإنسان وانتقاله من مرحلة الصيد والرعي إلى مرحلة الاستقرار والزراعة ازدادت حاجته إليه. ومع التطور التدريجي في أسلوب الحياة ونشوء الحضارات الكبرى بجانب مصادر المياه. ارتبطت حياة الناس وطقوسهم ومعتقداتهم بعالم المياه بمختلف أشكاله.

يلعب الماء دوراً هاماً في ظاهرة الحياة على سطح الأرض مصداقاً لقوله تعالى “وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ أفلا يؤمنون”الأنبياء (30). لقد أكثر القرآن الكريم من ذكره فتحدث عن أهميته وطرق تكونه وتوزيعه على مناطق الأرض ووسائل تخزينه في الأرض ودوره في خلق الحياة على الأرض ودوره في حياة الكائنات الحية كلها.

تعتبر الأفـلاج في دولة الإمارات العربية المتحدة جزءاً لا يتجزأ من حياة أبنائها العاملين في الزراعة منذ قديم الزمان خصوصاً في المنطقة الشرقية والوسطى والشمالية من الإمارات. فكثير من القرى والمدن التاريخية قامت عندما استوطن أبناؤها على مجاري المياه والمسطحات المائية التي بدورها وهبت لهم الحياة. ولعل المياه كانت وراء العديد من الهجرات الكبرى لكثير من سكان الصحراء العربية القاحلة. وتتجلى عبقرية ومهارة أبناء الإمارات على مر العصور في طرق حفر وبناء الأفـلاج التي يصل عمق بعضها إلى عشرات الأمتار للحصول على مياه جوفية صافية من باطن الأرض تروي كل أشكال الحياة من إنسان وحيوان ونبات يعيشون على هذه الأرض الطيبة منذ ما قبل الزمن الجلي وحتى الآن. عن طريق القنوات، مما يُعد إعجازاً هندسياً في وقت لم تتوفر فيه الآلات الميكانيكية.


تشكل الأفـلاج بقنواتها الجوفية والسطحية تلك الرئة التي تنتقل بها المياه من منابعها الأصلية في عمق الأرض لتوزعها على الأراضي الزراعية من أجل ري النباتات والأشجار التي بدورها تعطي أؤكلها كل حين للإنسان والحيوان عبر الزمان، والأفـلاج اصطلاح شامل يعتبر الأقدم من نوعه بين أنظمة الري المعروفة في شبه الجزيرة العربية. يقوم على تنظيم توزيع المياه بالعدالة بين المساهمين. كما عرف الفـلج أيضاً في إيران وسمي بالقناة ومعروف في بلوجستان وأفغانستان وواحات تركستان في غرب الصين وفي أواسط آسيا. وسمي في العراق بالكهريز (الكهريز كلمة فارسية) كما وجد الفلج في بلاد الشام وسمي بالفقارة (فجّارة) ومعروف في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ويسمى بالخطارة، وهو معروف أيضاً في اسبانيا وكان يسمى بالماضي القنطرة وحالياً يسمى فياج، كما عرف الفـلج باليونان وصقلية وقبرص وغيرهم…

ويقوم نظام الفـلج في الأساس على إسالة الماء تحت الأرض في أمكنة ترتفع عن المواقع التي يراد وصول الماء إليها (نظام الإسالة بالراحة) وقد برع أهالي منطقة العين دون غيرهم من سكان الإمارات في هذا النظام الهندسي الفريد الذي يحتاج إلى مهارة فائقة خصوصاً وأن الأرض بالعين غير مستوية وصخرية ولاسيما الجبلية منها والفـلج المتوسط الحجم تتدفق المياه فيه بمعدل 9 غالونات في الثانية الواحدة وتكفي هذه الكمية لري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية رياً دائماً.

الفـلج باللغـة:

الفـلج كلمة محليه تستعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُـمان عربية الأصل، في نفس الوقت نرى لها أصول سامية في حضارات بلاد الشام ومابين النهرين تعود إلى العصر الأكادي بحسب رأي أخصائي الآثار الدكتور وليد ياسين، فكلمة فالجو الأكادية وردت بمعنى القناة، وهي اسم وليس فعل وقد استمر استعمالها بهذا المعنى حتى العصر البابلي الحديث.

أما في اللغة العربية فإن الفـلج وجمعها أفـلاج أو فـلوج أو فـلجان وهي كلمة مشتقة من الفعل فَـلَجَ بمعنى فـلق وشق، والفـلج غير الفـلق، فالفـلق هو قسمة الشيء وفصله بينما الفـلج هو شق الشيء دون فصله، كلمة فـلج استعملت كصفة حيث يقال ماء الفـلج وعين الفـلج وأم الفـلج. ومما يؤيد كون التسمية عربية الأصل نرى ما جاء في لسان العرب لابن منظور، والمحكم لابن سيدة الأندلسي وجمهرة اللغة لأبن دريد وتاج العروس والمنجد بأن فـلج جاءت تحت مادة قسب، وقسيب الماء وخريره يعني صوته وذلك في بيت من الشعر الجاهلي لعبيد بن الأبرص يقول فيه: أو فـلج ببطن الأرض وادٍ للمـاء مـن تحـته قسـيب

الموارد المائية قديماً في الإمارات:

الانتشار السكاني في مجتمع الإمارات ارتبط تاريخياً بجغرافية وطبيعة وتضاريس الدولة فكان هناك حاجة ماسة لاستثمار المتاح من الموارد والإمكانيات لتسهيل استخدام المياه من قبل الناس فكانت الأفـلاج المصدر الرئيسي لمياه الري في كثير من المناطق والمزارع والواحات على مستوى الدولة خصوصاً واحات العين منذ قديم الزمان، ويزداد منسوب الأفـلاج في موسم المطر، لأن الأمطار هي المصدر الرئيسي لمد الأفـلاج بالمياه. أما الأمطار فيسقط بعضها في فصل الشتاء والبعض الآخر في فصل الصيف. والأمطار هي المصدر الرئيسي لمياه الوديان التي يتم توجيهها والاحتفاظ بها بواسطة السدود. وهي أيضاً مهمة لزيادة احتياطي المياه الجوفية. والمورد الأخير للمياه في الإمارات تاريخياً هو الآبار (الطوي) التي كانت تعتمد على المياه الجوفية وهي كانت منتشرة في مراكز استقرار السكان ويسحب الماء من الآبار بواسطة الدلو أو الغرافة.



تاريخ أول فـلج:

تختلف الآراء حول نشأة الأفـلاج إلا أن الثابت هو أن تاريخها يعتبر جزءاً لا يتجزأ من تاريخ أبناء جنوب شرق شبه الجزيرة العربية والتي تشتمل على سلطنة عمان ودولة الإمارات والمملكة العربية السعودية واليمن. حيث لا يمكن فصل تاريخ الأفـلاج في كل من هذه الدول عن الأخرى، فالهدف من إنشائه واحد وإن اختلفت أدوات حفر الفـلج وآليات استثماره فيما بعد. ولكل منطقة جغرافية حاجتها من الأفـلاج وخصوصيتها في طريقة بناء الفـلج التي تختلف بها عن منطقة جغرافية أخرى حتى ضمن الدولة الواحدة. فالأفـلاج هي نظام ري يخدم هدف محدد بظروف محددة تختلف تبعاً للزمان والمكان. هي نظام هندسي للري توارثته الأجيال منذ مئات السنين.

لكن هذا الموضوع قد تم حسمه في دولة الإمارات حيث كشفت التنقيبات الأثرية في العقود الثلاث الماضية بمناطق مختلفة من مدينة العين وضواحيها مثل الهيلي وبدع بنت سعّود والجبيب ووادي العيّاي وغيرهم الكثير عن وجود مستوطنات قديمة تضم أفلاجاً وبيوتاً مصنوعة من اللبن والطين كانت بيت الفـلج ومركزه الإداري يعود معظمها إلى العصر الحديدي أي في الألف الأول قبل الميلاد.

الفـلج بحد ذاته يعتبر العمود الفقري الذي بُنيت عليه حضارة العصر الحديدي في كل من دولة الإمارات وسلطنة عُمان، تلك الحضارة التي كانت أساساً للنظام الاقتصادي والاجتماعي لأبناء المنطقة عبر العصور اللاحقة. ويقول الدكتور وليد ياسين الخبير والباحث الأثري في هيئة الآثار والسياحة بالعين أن أقدم الأدلة المادية المتوفرة حتى الآن عن طرق الري واستغلال المياه الجوفية في دولة الإمارات تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، حيث تم اكتشاف العديد من الأفـلاج والآبار في مواقع أثرية عدة في منطقة العين تعود إلى العصر الحديدي. بدأ التنقيب في العام 1983 في موقع هيلي 15 شمال حديقة الهيلي الذي يعود تاريخه إلى العصر الحديدي بفعل اكتشاف الكثير من الكسر الفخارية التي تعود إلى ذلك العصر. كما عثر في الموقع على قناتين متوازيتين رئيسيتين لأول فـلج أثري تتجهان من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي إضافة إلى قناتين ثانويتين تتعامدان مع القناتين السالفتين بالذكر, عرض القناة الرئيسية 80 سم وعمقها 60 سم عن سطح الأرض. وفي منطقة أخرى من الموقع عثرت بعثة التنقيب على واحدة من أهم مناطق الفـلج وهي شريعة الفـلج وبهذا الاكتشاف تم التأكد من ماهية الموقع بالضبط. وعثر أيضاً في مكان آخر من الموقع على ثقبة واحدة من ثقاب الفـلج المتعددة. وفي مكان آخر يبعد 90 متراً باتجاه الجنوب من موقع هيلي 15 عثرت البعثة الأثرية أيضاً على مبنى يشبه الحصن المربع ربما كان مركزاً لإدارة الفـلج أو ما يسمى بيت الفـلج.

بعد ذلك تتالت الأدلة والمكتشفات الأثرية على وجود أفـلاج أثرية قديمة في منطقة العين تعود بتاريخها إلى العصر الحديدي مثل فـلج بديع بنت سعّود على بعد 14 كلم شمال شرق الهيلي (بديع تصغير لكلمة بدع والبدع في اللهجة المحلية تعني البئر وهي مرادفة لكلمة طوي) فقد كشف عن ثقبة مبنية بالحجر مما يدل على أن سكان بديع بنت سعّود قد اعتمدوا على نظام الفـلج في حياتهم اليومية وري مزروعاتهم. وهكذا توالت معرفة مسار الفـلج وقنواته وشريعة الفـلج وبيت الفـلج وغيره… ويضيف الدكتور وليد ياسين بأن عملية اكتشاف أفـلاج العصر الحديدي بالإمارات لم تقتصر على منطقتي الهيلي وبدع بنت سعّود بل تعداه إلى منطقتي الجبيب شمال مدينة العين وفـلج وادي العيّاي غرب فـلج بدع بنت سعّود وغيرها الكثير مثل فـلج سهل المدام جنوب مدينة الذيد بإمارة الشارقة وأماكن أخرى من دولة الإمارات.

من جهة أخرى وعن طريق الصدفة فقد كشفت البعثة الوطنية لهيئة الآثار والسياحة بالعين عن وجود فـلج يعود بتاريخه إلى صدر الإسلام (سمي بالفـلج الإسلامي)، كان ذلك في العام 1999 في منطقة ميدان الاحتفالات وسط مدينة العين مما يدل على استمرارية هذا النظام في الري دون انقطاع منذ الألف الأول قبل الميلاد إلى زمن زايد الخير رحمه الله في القرن العشرين.

ويضيف الدكتور وليد ياسين إن هذا العدد الكبير المكتشف من الأفـلاج يدل على أن للدولة أرث وتاريخ عريق في إقامة هذا النظام منذ ثلاثة آلاف عام أو ما يزيد خاصة أن بناء الفـلج الواحد يتطلب عدة أجيال فلو قارنا حفر الأفـلاج في العصور القديمة مع توسيع فـلج الصاروج على يد الشيخ زايد رحمه الله في الأربعينيات من القرن العشرين والذي دام 18 عاماً لعرفنا مدى الجهد والوقت الذي يتطلبه حفر وبناء فـلج كامل.. وأضاف قائلاً أن المكتشفات الأثرية الحديثة تدل على أن الأفـلاج نظام ري عربي الأصل موغل في القدم ابتكره أبناء الجزيرة العربية في كل من دولة الإمارات العربية وسلطنة عُمان على امتداد السفوح الغربية لجبال الحجر والتي تعتبر المصدر الحقيقي للمياه الجوفية في الإمارات وسلطنة عُمان ففي تلك الفترة لم يكن الفـلج قد عُرف في أي من البلاد المجاورة لشبه الجزيرة العربية ولم يتم فيها اكتشاف أي من هذه الأفـلاج حتى الآن رغم أن التنقيب عن الآثار هناك قد بدأ قبل الإمارات بوقت طويل.

إن اكتشاف فـلج هيلي 15 في الثمانينات من القرن العشرين كان الدليل الوحيد على أصالة هذا النظام في منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية وخاصة في الإمارات إلا أن إدارة الآثار والسياحة بالعين تمكنت من الحصول على دليل أخر يؤكد أن الإنسان الإماراتي كتب صفحات الخلود في سجل التاريخ منذ القدم..

زايـد راعي الأفـلاج:

لقد شجع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله على استثمار الأفـلاج في الزراعة والحفاظ عليها كتراث وطني انطلاقاً من موقفه الشهير يوم كان ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية ومدينة العين من إمارة أبوظبي 1946- 1966 عندما جمع أصحاب المال والأرض الذين يتحكمون بمياه الأفـلاج فعرض عليهم أن تكون السقاية مشاعة للجميع وبدون استثناء وبدأ هذا بنفسه وبأسرته وقال: (إن مياه الأفـلاج الآتية من جوف الأرض يجب أن تكون من حق كل الناس).

بهذا يكون الشيخ زايد رحمه الله قد أصلح نظام السقاية من الأفـلاج وقام بإلغاء تجارة الماء وأشاع استعماله، فهو الذي جعل الماء من حق كل الناس بدون مقابل وهو الذي قال (أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة). تيمناً بقول وعمل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به فضل الكلأ)، وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم (الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار).

لم يقف زايد عند هذا الحد وهو يرى الماء يتناقص بشكل مستمر فقام منذ ذلك الحين بحفر الأفـلاج وإصلاحها وكان قد انتهى من حفر عدة أفـلاج كان أكبرها على مستوى المنطقة الشرقية والإمارات ألا وهو فـلج الصاروج أو فـلج العـيني. فقد شارك رحمه الله في حفر بعضها بنفسه وتحدث عدة مرات معتزاً بتجربة حفر هذه الأفـلاج ومشاركته فيها. فقال (إنها كانت مجالاً أظهر قيم التعاون والشهامة والعمل الكريم الطيب الذي يتمتع به أبناء الإمارات من أبناء العين). وأشار رحمه الله إلى كيفية تقاسم الناس وقتها لطعامهم وشرابهم وتعاونهم في الحفر من أجل صالح الجميع. وقد روى أحد الذين عاصروا حفر الأفـلاج أنه لم يهتم أحد بتطويرها من زمن الشيخ خليفة بن زايد الأول (حوالي العام 1909) إلى أن جاء المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه (1946 – 1966)، حيث كان قد أمر بحفر العديد من الآبار لتغذية الأفـلاج كلما قلت المياه فيها.


أما الآن فإن الأفـلاج تحظى بعناية خاصة بفضل تواصل اهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وتوجيهاته المستمرة بالمحافظة عليها ورعايتها وتخصيص طاقم فني خاص لمتابعة شؤونها من خلال دعمها بآبار التغذية وصيانة مجاريها تحت وفوق الأرض حتى تحولت بجانب دورها الاقتصادي الهام إلى مقصد سياحي وحيوي وطني.

أنـواع الأفـلاج:

يمكن تصنيف الأفـلاج إلى ثلاثة أنواع رئيسية نسبة إلى منبع الفـلج وهي الافلاج الغيلية والافـلاج العينية والافـلاج الداؤودية، إلا أنها مع ذلك تتشابه في طريقة الإدارة وتقسيم المياه، ويمكن الترجيح والقبول بأن الافـلاج العينية والغيلية هي أكثر قدماً من الافـلاج الداؤودية وهي:

الأفـلاج الداؤودية (العديّة):

عبارة عن أنفاق أو قنوات طويلة محفورة تحت الأرض يصل طولها إلى عدة كيلومترات بعمق يصل إلى عشرات الأمتار، أبعادها كالتالي: عرضها حوالي 0.5 متر وارتفاعها مابين 0.5 – 2 متر وأقصى عمق لها قد يصل إلى 50 متر من سطح الأرض. ينبع هذا النوع من البئر الأم أو أم الفـلج (النقطة التي ينبثق منها الفـلج) وتستمد مياهها من الطبقات المائية الحرة خاصة عندما تتقاطع قناة الفـلج مع الأنظمة العليا لحركة المياه الجوفية، وتتمتع بكمية مياه عالية وثبات مستوى تدفقها بشكل مستمر على مدار العام، في حين يتأثر عمل واستمرارية هذه الأفـلاج مباشرة بتغيرات سطح المياه الجوفية الحرة. تتواجد عادة في سفوح الجبال من السهول والمناطق المنبسطة. ومن هذه الأفـلاج ( الحويه، مزيد، العين، البريمي، صعره، والغيل).

إن تشييد فلج داؤودي واحد هو عبارة عن عمل في غاية الصعوبة، يتطلب مهارة لا تتوافر إلا لدى المختصين العارفين. ومع مرور السنين أصبحت حرفة إنشاء الأفـلاج الداؤودية محدودة أو شبه معدومة ولكن هناك قبيلة اختصت بهذا النوع من المعمار ألا وهي قبيلة العوامر وذاع صيتهم في هذا المجال الذي توارثوه أباً عن جد. فالاستثمار في شق قنوات الأفـلاج ليس هيناً على الإطلاق في ظل ندرة المياه وعوامل الطقس الحار ودرجات التبخر العالية مما يتطلب معطيات أمنية واقتصادية لا يقدر عليها الأفراد العاديون بل تتطلب جهود سلطات محلية كانت قائمة آنذاك.

الأفـلاج الغيلية:

تشكل وسائل حجز المياه بين الأودية أو على جوانب الأودية أو بين الصخور أساس الأفـلاج الغيلية وهي ببساطة أسهل هذه القنوات انتشاراً من حيث قدرة الأفراد العاديين والمزارعين على إقامتها.. حيث تقام حواجز أمام حركة جريان المياه لتوجيهها الوجهة المطلوبة. ومع سهولة إقامتها، إلا أنها أكثر عرضة للفيضانات وجريان الأودية فهي تقام في مواجهة تقدم هذه المياه. كما أن هذه القنوات عرضة أكثر عن غيرها في أوقات المحل إلى “الجفاف”، بتوقف جريانها بنسب متفاوتة ونادراً ما “تهبط” الأودية وتزيل معها معالم ذلك الثعبان المائي.

إذاً الأفـلاج الغيلية عبارة عن قنوات تجميع لمياه سطحية مكشوفة في معظم أجزائها ومغطاة في جزء قليل منها على عمق يتراوح بين 3 – 5 متر تحت سطح الأرض، تتواجد عادة في مجاري الأودية، يتراوح طول هذه الأفـلاج بين 500 إلى 2000 متر. إذاً هي أفـلاج موسمية تجري فيها المياه لفترة قصيرة من الزمن تعتمد في تغذيتها بشكل رئيسي على مياه الأمطار (لذا يزيد منسوب المياه في هذا النوع من الأفـلاج مباشرة بعد هطول الأمطار، وقد يجف عند انقطاع الأمطار لمدة طويلة) بالإضافة إلى المياه التجميعية والسيول السطحية والبرك والمياه الجوفية غير العميقة ومن هذه الأفـلاج نجد (مصفوت، الشرقي، سهم، البقعة).

الأفـلاج العينية:

يقصد بها تلك الأفـلاج التي يكون مصدر مياها الينابيع والعيون وهي تشبه الأفلاج الغيلية المكشوفة مع اختلاف مصدر المياه لكل منها، وتختلف أهميتها حسب نوعية مياهها، فهي تتراوح بين الكبريتية الحارة وبين العذبة الصالحة للشرب أو الضاربة للملوحة والقلوية المخلوطة بمياه الأودية التي تصلح للزراعة وهنالك نوع آخر من العيون التي تحتوي على نسب متفاوتة من الأملاح المعدنية وتصلح مياهها للتداوي والاستشفاء مثل فـلج خت ذو المياه الكبريتية برأس الخيمة.

إذاً هي عبارة عن أفـلاج تستمد مياهها من التشكيلات الجيولوجية العميقة عبر ما يسمى بالعيون المائية الموجودة في قمم وسفوح الجبال مباشرة التي يكون معظمها ذات مياه حارة وخصائص طبية، وتنساب منها المياه في قنوات مكشوفة يتراوح طولها بين حوالي 200 إلى 1000 متر. ومن هذه الأفـلاج نذكر (خت، عين غمور، مضب، السخنة).

استخدام ماء الفـلج:

تقسم أنظمة الأفـلاج على أساس أولوية الاستعمال المدني عن الاستعمال الزراعي وفي معظم الأفـلاج فإن الماء يخصص أولا للشرب ثم يمر من خلال المساجد والحصون إلى حمامات الرجال العامة ثم حمامات النساء العامة وبعد ذلك إلى منطقة غسل الأواني والملابس على التوالي. وبعد الاستعمال المدني فإن ماء الفـلج يستخدم أولاً لسقايـة الأراضي دائمة الزراعة والتي غالباً ما تكون فيها أشجار النخيل، ومن ثم الأراضي موسمية الزراعة. ولقد ساعد هذا التقسيم المزارعين في السيطرة على الجفاف، فزيادة نسبة تدفق الفـلج تعني زيادة في زراعة المحاصيل الموسمية مثل الحبوب والخضار، في حين يوقف المزارعون عن زراعة هذه المحاصيل في حالة حصول الجفاف، إضافة إلى الاستعمال الزراعي والمحلي فإن الأفـلاج تستخدم أحياناً في الصناعة وأغراض أخرى.

أهم أفـلاج منطقة العـين:

الأفـلاج في مدينة العين موزعة في مختلف الضواحي وكان عددها في الماضي ما يقارب 200 فـلج. ولكن معظمها اندثر ولم يبق منها إلا بعض الأفـلاج التي أتت على ذكرها بعض الدراسات والأبحاث لكل من الدكتور إبراهيم عطا الله البلوشي والدكتور محمد حسن العيدروس وآخرها دراسة مفصلة للدكتور وليد ياسين التكريتي حول الافـلاج في دولة الإمارات (دراسة آثارية في أنظمة الري القديمة). وأهم هذه الأفـلاج التي مازالت تعمل إلى يومنا الحاضر هي:

1- فـلج العيـني أو فـلج الصاروج: يسمى فلج العيني بفـلج الصاروج لأنه كان مبنياً من مادة الصاروج (مادة كلسية محروقة تكون أقوى من الجص وأقل صلابة من النورة). وينبع هذا الفـلج من منطقة مراغ/حراج في الجنوب الشرقي من العين. ويتغذى من مياه وادي عيدان ووادي شيك. يسقي واحة النخيل في وسط المدينة خلف متحف العين، وهو من الأفـلاج الكبيرة والمعروفة بغزارة مياهها. وقد أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بتطويره واستغرق العمل فيه قرابة 18 سنة متواصلة 1948 – 1966. ويبلغ طوله 15 كيلومتراً وتجري المياه فيه على عمق 20 متراً تحت الأرض ضمن قنوات كبيرة. وهو من أهم الأفـلاج في المدينة.

ويضيف السيد حمدي نصر أنه حتى يستمر الفـلج في ري المزارع، فقد أمر رحمه الله الشيخ زايد بتغذية هذا الفـلج من مياه 114 بئراً تم حفرها ويتم ضخ مياهها بواسطة المكائن ضمن الفـلج. ثم أضيفت لها 22 بئراً، وهناك 62 بئراً جديدة تم حفرها للغرض نفسه. وأصبح الفـلج بعد هذا التطوير قادراً على ري مزارع النخيل وأصبح الدور يأتي لكل مزرعة كل 12 يوماً بعد أن كان كل 35 يوماً عندما قلت مياه الفـلج.

2- فـلج الداؤودي: وهو من الأفـلاج الحية حيث يأتي هذا الفـلج في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في منطقة العين، ينبع من منطقة شبيحات في الجنوب الشرقي من العين، كما يأتي بمياهه من سفوح جبل حفيت، ويغذي منطقة الداؤودي، ويبلغ طوله حوالي 7 كيلومترات وتجري مياهه على عمق 20 متراً لتسقي المزارع الكائنة في واحة العين خلف المتحف. ونتيجة لقلة منسوب المياه فيه حالياً، فقد قامت بلدية العين بتطويل قناته الجوفية وحفر آبار جديدة لدعمه بلغ عددها 87 بئراً لتغذية هذا الفـلج وتبلغ المسافة بين البئر والآخر حوالي 16 متراً.

3- فـلج الهـيلي: يسمى أيضاً فـلج العوفة هو من أحد الأفـلاج الكبيرة ومن أقدمها في منطقة العين. يقع جوار حديقة آثار الهيلي في جهتها الشمالية، يستمد مياهه الجوفية من سهل المعيرج شمال قرية الهيلي. وينبع من منطقة العوهة في الشمال الشرقي لمدينة العين. ويعتبر من أعمق الأفـلاج 30 متراً ويغذيه عدد من الروافد (السواعد) الغنية بالمياه. عليه الكثير من الفتحات (الثقاب) المنتشرة على طول مسار هذا الفـلج والتي تتراوح المسافة بين الواحدة والأخرى فيها 20 متراً. وتسير فيها المياه تحت الأرض مسافات كبيرة حتى تصل إلى سطح الأرض ويبلغ طول هذا الفـلج حوالي عشرة كيلومترات.

4-فـلج القطـارة: ينبع من ولاية البريمي العُمانية، ويصل للعين ضمن قنوات تحت الأرض يبلغ طولها 8 كيلومترات تسقي واحة القطارة. كان لهذا الفـلج شريعة لا يزال موقعها معروفاً في المنطقة القريبة من نادي القطارة الرياضي، وقد كانت هذه الشريعة منخفضة كثيراً عن سطح الأرض ويحميها برج ما يزال قائماً حتى اليوم.

5- فـلج المعترض: ينبع من شرقي العين ويجلب مياهه من سهل الحصوي الواقع إلى الغرب من قرية المويجعي التي تعتمد عليه إلى جانب قرية المعترض. ويمر عبر قنوات طولها ستة كيلومترات ثم يسير في مزارع نخيل المعترض.

6- فـلج الجيمـي: وينبع فلج الجيمي من منطقة القاعة شرقي مدينة العين. ويسير بإنفاق تحت الأرض، ويظهر بعدها على سطح الأرض في منطقة الجيمي. وتجري المياه فوق سطح الأرض ضمن عواميد إسمنتية تمر عبر المزارع لتغذية الأراضي الزراعية. ويبلغ طول هذا الفـلج ستة كيلومترات.

7-فـلج المويجعـي: مصدره منطقة الكويتات وكان يسقي منطقة المويجعي وقد تمت توسعته في عهد الشيخ زايد بن خليفة (زايد الأول) بحيث كانت شريعته تقع إلى الشمال قليلاً من قصر المويجعي. طوله ستة كيلومترات وقد قل منسوب المياه فيه وهي في طريقها إلى الجفاف بسبب عملية الضخ المستمرة للمياه الجوفية من الآبار الموجودة في المنطقة حول المنبع وبالتالي يحتاج إلى تغذية إضافية ببعض الآبار الجديدة.

8- فـلج الراكي: يبدأ من شمال شرق المدينة ويسير إلى الشرق من فـلج الهيلي وقد سمي كذلك لنمو شجر الراك عليه، ومياه هذا الفـلج قد جفت منذ عدة أجيال ولا يذكره إلا الشواب.

9- فـلج الغشـابي: نسبة إلى منطقة الغشابة إلى الشمال الشرقي من العوهة ويسير إلى الشرق من فلج الراكي ولا تزال آثاره واضحة في شرق وشمال شرق حديقة آثار الهيلي.

10- فـلج مزيـد: يعتبر من الأفـلاج الحديثة نسبياً حيث تقع أمهات هذا الفـلج في الشمال الشرقي من جبل حفيت وإلى الغرب من منطقة صفافة، ويعمل على سقاية الأراضي الزراعية بمنطقة مزيد جنوب العين طوله حوالي 12 كيلومتراً وعمقه حوالي 24 متراً. ويسير ضمن قنوات مزودة بفتحات.

11- فـلج عين أم السخنة أو فـلج زايد: قامت بلدية العين بإعادة الحياة إلى فـلج قديم كادت الرمال أن تطمره وهو فـلج عين أم السخنة غربي جبل حفيت وأطلق عليه اسم جديد هو فـلج زايد. كان ذلك عام 1966 حيث تم تطوير خدماته عام 1985 وتستخدم مياهه لحمامات السباحة وري المزروعات.

12- فـلج بدع بنت سعّود: تم اكتشاف هذا الفـلج في المنطقة الواقعة إلى الغرب من جرن بنت مسعّود وعلى بعد حوالي 1500 متر منه فقط. لقد تم اكتشاف عدد من الفتحات العمودية (الثقاب) وقناة في جوف الأرض تربط هذه الفتحات بعضها البعض. من الأقسام المهمة لهذا الفـلج هي الشريعة التي تبين بعد تنقيبها بأنها كائنة تحت سطح الأرض وكان النزول إليها يتم، بواسطة سلم من الحجر يتكون من عدة درجات. وهذا الفـلج يعاصر المبنى المكتشف قربه والذي يعتقد بأنه كان مركزاً لإدارته.

13- فـلج صـاع: من النوع الداؤودي من الأفـلاج الشهيرة في منطقة الظاهر جنوب مدينة العين، وأمهات هذا الفـلج في الشمال الشرقي من فـلج مزيد في حدود سلطنة عمان، أما المزارع والمسقى والمجرى والثقاب فهي في حدود مدينة العين في الإمارات حيث يسقي واحات منطقة صاع، هو من الافـلاج التي جفت قبل وقت طويل وكان المرحوم الشيخ زايد قد أمر قبل وفاته بعام تقريباً بحفر الفـلج وتنظيفه وترميمه من جديد.

14- فـلج المسعـودي: كان يغذي منطقة المسعودي وقد جف قبل سنين عديدة، يذكر أن إدارة الآثار والسياحة بالعين قد أجرت تنقيبات في أحد المواقع الإسلامية الحديثة في منطقة المسعودي التي ترجع إلى القرون القليلة الماضية والتي كانت تعتمد على هذا الفـلج، وقد كشفت عن مدبسة وأسوار مزارع كانت عامرة قبل جفاف هذا الفـلج.

15- فـلج الجاهـلي: هو من الأفـلاج القديمة يسقي منطقة الجاهلي ويأخذ مياهه من وسط مدينة العين إلى الشمال قليلاً من قلعة المربعة وقد أمر الشيخ زايد الأول بتوسعته.

16- فـلج هـزاع: استناداً إلى ما يقوله شواب مدينة العين ومنهم السيد سالم سيف خليفة الورد بأن أمهات هذا الفـلج كانت في منطقة الهملة في وسط المدينة، وهو أحدث من فـلج الجاهلي وكان يسقي منطقة الطويسة التي تعتبر اليوم جزءاً من حي المناصير، وليس في الحي السكني الحديث المسمى حي فـلج هزاع.

17- فـلج المتعـلج: سمي هكذا لكون قناته الجوفية متعلقة بين مسار فلجين حيث كان الفلج يسقي واحات المنطقة الكائنة خلف محطة البترول في الهيلي.

18- فـلج الهنـيامي: فـلج قديم في شمال مدينة العين كان يسقي غرب الشعبية الحمراء جنوب الهيلي وربما كان يصل إلى منطقة الرميلة والقطارة.

19- فـلج الخـزامي: فـلج قديم مصدره شمال شرق الهيلي، وقد تم اكتشاف قناته الجوفية عند بناء دار سيف بن علي الدرمكي بالمنطقة.

20- فـلج أم المـادر: مصدره شمال شرقي الهيلي، اكتشفت آثاره في كل من مزرعتي الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان والشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ولا تزال آثاره واضحة على سطح الأرض لحد الآن.

21- فـلج وادي الحمام: لم يرد لا في المصادر القديمة ولا على لسان الأهالي اسم هذا الفـلج إلا أن الدكتور وليد ياسين قد اكتشفه اعتماداً على الأنقاض الظاهرة على سطح الأرض، فهو يمتد من الشرق إلى الغرب وتقع معالمه المكتشفة على يمين طريق الهيلي بديع بنت سعّود.

22- فـلج الحبـيب: وقد تم اكتشافه من قبل إدارة مشروع دراسة مصادر المياه الجوفية في العين، وقد قامت إدارة الآثار والسياحة بالتنقيب في عدد من ثقابه الظاهرة على سطح الأرض في عام 1994. وهناك الكثير من الأفـلاج الأخرى في منطقة العين التي جفت وماتت منذ قرون طويلة بحيث لم يعد لها ذكر بين الأهالي.

أهم أفـلاج الإمارات الشمالية:

حظيت الإمارات الشمالية من دولة الإمارات بعدد لا بأس به من الأفـلاج حيث قارب عددها المائة فـلج أغلبها جفت مياهه والباقي في طريقه إلى الجفاف مع الزيادة السكانية المضطردة التي تعيشها الدولة وزيادة الرقعة الزراعية وقلة الأمطار المغذية لهذه الافـلاج، إلا أن جهود وزارة البيئة والمياه (وزارة الزراعة والثروة السمكية سابقاً) كانت سباقة في تنميتها والعمل على إصلاحها ودعمها أو تغذيتها بمياه جوفية جديدة حرصاً على دورها التاريخي والاجتماعي في المجتمع الزراعي المحلي. وفي هذه العجالة يمكن لنا أن نستذكر بعضاً من هذه الافـلاج على سبيل المثال لا الحصر فهي كثيرة والحمد لله:

1- فـلج عين مضب: يقع في المنطقة الزراعية الشرقية في إمارة الفجيرة قامت الوزارة بإنشاء منتجع سياحي في منطقة الفـلج عام 1983م مستفيدة من المياه الكبريتية والطبيعة الخلابة حوله ليخدم المشروع الأغراض الترويجية والزراعية.

2- فـلج خـت: يقع في المنطقة الزراعية الشمالية في إمارة رأس الخيمة وهو ذو مياه ذات حرارة عالية تصل إلى 40 درجة مئوية وقد قامت الوزارة أيضاً بإنشاء منتجع سياحي في منطقة خت مستفيدة من المياه الساخنة ليخدم المشروع النواحي العلاجية والترويحية والزراعية.

3- فـلج احفـره: يقع في المنطقة الزراعية الشرقية في إمارة الفجيرة والذي يخدم منطقة احفره ووادي حمد ويفانه ويبلغ طوله 1000 متر وقد تم عمل الصيانة والتمديدات اللازمة لزيادة فاعلية التغذية له في عام 1997م.

4- فـلج رافاق وفـلج نصله: يقعان في المنطقة الزراعية الوسطى في إمارة رأس الخيمة والذي يخدم منطقة رافاق ونصله في وادي القور ويبلغ طول فـلج رافاق حوالي 3 كيلومتر وفـلج نصله حوالي 2 كيلومتر وقد أنجزت الوزارة أعمال الصيانة والتمديدات لزيادة التغذية لهما في عام 2001م.

5- فـلج الفرفـار: يقع في المنطقة الزراعية الشرقية في وادي الفرفار والذي يخدم منطقة وادي الفرفار ويبلغ طوله حوالي 500 متر وقد أنجزت الوزارة كافة أعمال الصيانة والتمديدات الفنية اللازمة لزيادة تغذية الفـلج في عام 2001م.

6- أفـلاج مصفوت: تقع في المنطقة الزراعية الوسطى بإمارة عجمان وهي فـلج الورعة بطول 700 متر وفـلج الضفدع بطول 800 متر وفـلج مصفوت بطول 550 متر، حيث تم إنجاز أعمال الصيانة والتمديدات الفنية اللازمة لزيادة تغذية الأفـلاج في أكتوبر 2002.

7 – فـلج المعـلا: يغذي هذا الفـلج مصدران من المياه أولهما يأتي من منطقة الذيـد والتي تبعد عن الفـلج مسافة خمسة كيلومترات ويسمى بفـلج الصنابي ويسقي الطرف الجنوبي من منطقة فلج المعـلا في إمارة أم القيوين في حين كان المصدر الثاني هو الأكبر والأقوى حيث يأتي من منطقة المرقبات وتأتي المياه منحدره من رؤوس الجبال. هذا الفـلج تعرض للجفاف في العقد الأخير من القرن التاسع عشر وأمر الشيخ أحمد بن عبد الله المعـلا حاكم إمارة أم القيوين في تلك الفترة بإعادة حفره من جديد في عام 1891 لتعود مياهه أقوى مما كانت عليه وظلت مياه الفـلج تتدفق إلى منتصف الثمانينات من القرن الماضي حيث جفت المنابع التي تصب في الفـلج ونضب الماء من المنطقة بشكل عام مما أدى إلى جفاف الفـلج.

جهود وزارة البيئة والمياه:

تهتم وزارة البيئة والمياه (وزارة الزراعة والثروة السمكية سابقاً) بتنمية مصادر المياه والحفاظ عليها على مستوى الدولة بهدف خدمة القطاع الزراعي في إطار التنمية المستدامة ومواجهة شح مصادر المياه الطبيعية نظراً للموقع الجغرافي لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي تقع في منطقة شبه صحراوية. ومن مصادر المياه التقليدية التي توليها الوزارة اهتماماً متزايداً هي الأفـلاج التي يقدر عددها في الدولة بـ 150 فلجاً لا يزال يعمل منها حالياً 50 فـلجاً يعتمد جريانها على معدلات الأمطار وعلى معدلات السَحْب من المياه الجوفية. ويعمل قسم المياه والسدود في قطاع المياه والتربة بالوزارة في رصد تدفقات 40 فلجاً رئيسياً في مختلف أنحاء الدولة، والرسم البياني المرفق يوضح تصرفات الأفـلاج في الفترة من عام 1978م إلى عام 1997م وتتضح لنا أهمية الأفـلاج من واقع المتوسط السنوي لحجم المياه التي تجري فيها والتي تقدر بـ 19.4 مليون متر مكعب.

المراجـع:

1- مركز الإمارات للمعلومات البيئية والزراعية، وزارة البيئة والمياه بدولة الإمارات.

2- وزارة البلديات الإقليمية والبيئة ومصادر المياه في سلطنة عمان.

3- د. محمد حسن العيدروس، الأفـلاج في مدينة العين، دار المتنبي للطباعة والنشر، الطبعة الأولى.

4- د. وليد ياسين التكريتي، الأفلاج في دولة الإمارات العربية المتحدة، 2002 .

5- الأفـلاج، دراسة علمية صدرت عن كلية الآداب في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عُـمان.

6- عبد الله الغافـري، الأفـلاج العمانية تاريخها وهندستـها وإدارتها.

7- طالب المعـمري، الأفـلاج العمانية مسيرة حياة وحضارة.

8- معرض (الماء في التراث الإماراتي) ضمن البرنامج الثقافي لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، الذي نظمته هيئة كهرباء ومياه الشارقة في قناة القصباء خلال الفترة 4 – 8 مارس 2008 .

9- حمدي نصر، الأفـلاج أقدم تكنولوجيا للري، مجلة تراث العدد الثالث فبراير 1999.

10- المهندس عـماد سـعد، أفـلاج العين، مجلة المرشد، العدد العاشر، مايو 2001 قطاع الزراعة، الإدارة العامة لزراعة ابوظبي.

11- حسين إبراهيم علي البادي، كاتب وباحث إماراتي. منتدى النـهام التراثي.

12- هلال السيابي، أثر الأجرام السماوية في التقاليد الزراعية في عُـمان، مجلة أخبار شركتنا، العدد الثالث 2000.

13- شيخة الغاوي، الإمارات أقدم موطن للافلاج، وكالة أنباء الإمارات (وام)، 9 أبريل 2004.


Cant See Links


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir