آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12633 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7392 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13281 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14652 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48785 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43847 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36050 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20860 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21125 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27065 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-19-2008, 11:47 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية


Cant See Images

اللص والكلب والشيطان / تأليف العبد الفقير ( أبو عائشة) / عبدالرحمن بن سعود الشويعر ...


في منطقة غاية في الروعة والجمال تقع بمحاذاة سهل وسيع يشرف على نهر عذب المياه تبدأ أحداث قصتنا هذه التي
ترجع إلى نحو مائة عام ..
كانت تلك المنطقة يحوزها عماد الدين ، رجل عُرِف بدماثة الخلق وكراهية الشر ..
كان أخوه فهمي على النقيض من ذلك تماماً ، مما جعل الألفة لم تتحقق بين الأخوين ، بل سادت الكراهية
والضغينة بينهما ، وقد عرف كل منهما هذه الحقيقة تماماً ، وبالرغم من ذلك كله أبقى عماد وشيجة الأخوة
والقرابة والرحم بعيدة عن هذه العداوة، مظهراً بين حين وأخر قليل من المودة تجاه شقيقه الشرس ، لكن
الشقيق الشرس فهمي فهم رسالة أخيه فهماً خاطئاً ، معتبراً إياها ضعف وخنوع ...

هكذا مشت الأيام بين الأخوين ، يتحاشى عماد الدين الإحتكاك بأخيه فهو يعرف مسبقاً مدى شراسة وبذائة أخيه..

.................................................. ..........

.. بعد أن رفع المؤذن صوته لأذان الظهيرة ، قال فهمي وهو ينهض من فوق فرشته القذرة يمسح عن عينيه بقية سهرة
البارحة: قطع الله صوتك ،ثم أردف مهمهماً مالذي جعله يبقى جوار المسجد ؟!.. تناول من فوق المنضدة التي بجانبه
علبة تبغه مخرجاً منها لفافة .. بعدما قام بإشعالها ، شعر أن الجو خانق في غرفته المبنية من الحجر فاتجه إلى
الخارج يرقب بعضهم وهم يسيرون للمسجد القريب من بيته ، بدأ عندها يسب بأقذع أنواع السباب:( كل ذلك بسببك
ياعماد الدين إنه من غير العدل أن تحوز كل شيء وأبقى انا جوارهذا الجزء من الوادي الموحل الرطب ... حسناً لن
أدع الأمر يمر هكذا ..

قطع ذلك كله قدوم الصارخ من أسفل الوادي ممتطياً فرساً سريعة وحول عنقه قلادة فضية وماأن أصبح جواره حتى
صاح : فهمي ، شقيقك يعمل مع فعال كثيرين في بناء دار كبيرة من الحجر .. كبيرة جداً ، إنني متيقن من ذلك فحدود
ماوضع من الحجر كبيرة جداً ..

رماه فهمي بحجر قائلاً: كف عن الثرثرة ولا تضيع الوقت واذهب من فورك لأولاد عمومتي ودعهم يأتون سأذهب لأولئك
الحيوانات القذرة قبلكم .. حسناً هاهي الفرصة واللحظة الحاسمة قد حانت ليعرفوا من هو فهمي..

لكن الرجل لم يترك له فرصة ليكمل كلامه فقاطعه قائلاً: أنصِت ..الا تسمع صوت قدوم الجياد ، قد أخبرتهم بذلك قبل
مجيئي إليك ..

سرعان مالحق فهمي والصائح بالخيالة من أبناء عمومة الأخوين ..

كان من الواضح أن بعض أبناء العم قد لزموا الصمت لمعرفتهم السابقة بنزاهة عماد الدين ، لكن أعضاء الاخوية وابناء
العمومة من الجانب الأخرالذين ياتمرون ويتحركون عبر اوامر فهمي أقسموا أن يعيشوا حياة الترف وأن يصروا على
معرفة حقيقة هذا البناء الذي شرع عماد الدين في بناءه

كان عماد الدين في الأربعين من العمر نحيلاً طويل القامة به ضعف واضح ، وكان ذلك على النقيض من شقيقه الذي يتمتع
بطول وبنية قوية تتجاوز الحد الطبيعي بالرغم أن عماد الدين يكبره بعدة سنوات قليلة ..

أثار هذا القدوم الغريب حفيظة عماد الدين ، وقد عرف جيداً أ ن قدوم أخيه ومعه أبناء عمومته الأخرين الذين ذاع صيتهم
حبهم للصيد ومطاردة البغايا والتحرش بالنساء والحرص على الولائم التي عادة ماتكون مصاحبة لدنان الخمر ، أنهم
ماجائوا إلا ليعرفوا حقيقة هذا البناء المزمع إقامته ..

صاح الأخ البذيء رافعاً صوته : لقد حذرتك سابقاً من إحداث أي شيء إلا بإذني ، أم أراك قد نسيت أننا شركاء في
هذا الوادي كله ؟ هيا دع هؤلاء الفعال يلقون بهذه الحجارة التي جمعت بعيداً ولينصرفوا فوراً من قبل أن ترى ما لا
تحمد عقباه ...

ألقى الشقيق الحجر من يده قائلاً : إسمع ياأخي دع عنك هذا التهديد ، فهؤلاء الفعال من السهل عليهم أن ينصرفوا ،
لكنك يجب أن تعرف وهؤلاء الذين جئت بهم من أبناء عمومتنا أنه كان لزاماً علي أن انشأ هذا البناء لنا جميعاً ولأولئك
الذين يطالبون بمأوى كحق لهم بعد أن كثرت أعدادهم، وأنت تعرف جيداً قد طلبنا منكم معاونتنا في البناء لكنكم
رفضتم مد يد المساعدة لنا وأضعتم اموالكم في المتع والملذات ومحاضن القمار والمومسات ..

قال الشقيق الشرس وهو يرفع بندقيته العثمانية : لاتتكلم معي هكذا أيها الكلب وحاول أن يضرب وجه أخيه بالسوط ..

دفع الشيخ عز الدين بجواده بينهما وقال مخاطباً : حسناً ..نحن سكان الوادي لكل منا فيه نصيب ، أخبرني أيها الأخ
الصالح عماد الدين هل انت تنكر ذلك ؟

قال متبسماً : أنت تعرف الحقيقة ياشيخ عز الدين .

نظر الشيخ للشقيق الشرس قائلاً : ويبدو ان فهمي يعرف هذه الحقيقة أليس كذلك ؟

نظر للشيخ من وراء عينان تحملان الكثير من الحقد واللؤم : ليس الخلاف على الوادي ، خلافنا على البناء ..

إلتفت الشيخ لعماد الدين : إنه لأمر سيء أن تكون البداية هكذا ..حسناً هم لم يدفعوا شيئاً ولايريدون مشاركتنا في
البناء فما هو رأيك عماد الدين؟

حسناً سنقبلهم بشرط ان يلتزموا باوامرنا ولا ياتوا بأحد لنا إلا من بعد ان نأذن لهم ؟

ضحك الشقيق الشرس وهو يشعل لفافته ..حسناً مادام الأمر هكذا فلا مانع .. ثم صاح موجهاً أمره لعمال البناء : هيا
يارجال يحق لكم مواصلة البناء

ثم أشار لمجموعته بالإنصراف ، وبعد ان تلاشى صوت جيادهم قال الشيخ له : هل تظن انهم سيوفون بشروطنا ..

ضحك الشقيق بألم ظاهر وهو يحمل حجراً كبيراً : لا أظن ذلك ..

نهاية الحلقة الأولى من ( اللص والكلب والشيطان ) تأليف العبد الفقير ( أبو عائشة) / عبدالرحمن بن سعود الشويعر ...

قصة تحاكي واقع المأساة .

.................................................. .................................................. .......................................

Cant See Images
الحلقة الثانية من / اللص والكلب والشيطان ...تأليف العبد الفقير / أبو عائشة/ عبد الرحمن بن سعود الشويعر

.....تدفق ينبوع من المياه العذبة جوار الصخرة التي توقف عندها ، وقفز عن جواده متأملاً السهول التي
أصبحت أمام ناظرية مكنته من رؤيتها الهضبة المرتفعة التي وقف بجوارها ، مشهد آمن مترامي أمام
ناظريه متألقاً في حمرة الأفق أمام عيني الشيخ عز الدين منحه سكينة وأمالاً كبيره في أن ينتهي الجميع
من بناء البيت الكبير الذي أصبح في مراحله الأخيرة ، وتلك الحديقة الخلفية الكبيرة التي تعج بكل أنواع
الأزهار تحيط بمجموعات كثيرة من أشجار الزيتون والتين ..
أثارت تلك الوقفة عواطفه فأخذ يبحث من بين الفعال الذين يراهم عن إبن أخيه العزيز عماد الدين ، ولما رأه
أشار له فرد عليه الآخر بالتحية ..
توضأ من ذلك الينبوع بالرغم من برودة ماءه ، ورياح أيام الوسم الخريفية تهب متقطعة في بداياتها ، صلى بعدها
ركعتين قبل أن يغادر ...

..........................

إنها لفكرة جيدة ، كلمات قالها الشيخ عز الدين وهو يتجول داخل البيت الكبير يتفقد غرفه بصحبة عماد الدين وأردف
متسائلاَ: أين أخيك المارق فهمي ؟ أم أنك لم تخبره بضرورة الحضور ليأخذ نصيبه من غرف البيت الكبير ؟
نظر إليه بحزن قائلاً : أخبرته ، لكنه رفض الحضور ..
الشيخ : كنت أعرف مسبقاً أنه لن يوافق على الحضور ، لأنه يرى أن البيت كله من حقه وحديقته الخلفيه .. هو
يظن ذلك ..

دعنا منه ياشيخ وقل لي مارأيك في الحديقة الخلفية لقد جعلتها من الضخامة بمكان بحيث أنها أصبحت ملاصقة
للمسجد الكبير ؟

رأيت ذلك .. كان بالفعل عملاً جيداً ..

قفز الشيخ بخفة ومهارة فوق صهوة جوادة بالرغم من تخطيه للستين من عمره ..

إلى أين ؟ ..

إلى أخيك الماجن ؟

لكن عماد الدين أخذ بلجام جواده قائلاً : ناشدتك الله لاتذهب إليه فأنت تعرف أين يكون هذه الساعة ؟

نظر الشيخ إليه بعطف : أعرف ذلك ، لكني عمه وأعرف كيف أتخاطب معه ..

إذن دعني أذهب معك ..

من الأفضل أن أذهب لوحدي ، فأنت تعرفه جيداً ومايعتريه عندما يراك ..

ترك لجام جواد عمه الذي أنطلق صوب حارة الروائح ..

إخترق الحارة من خلال أزقتها الضيقة فوق صهوة جواده يسير على مهل ، وتلك العيون تراقبه بكراهية وحقد ، لم يكن
احد ليجرؤ أن يسأل القادم عن وجهته وماذا يريد من حارتهم ، فجميعهم يعرفون من هو الشيخ عز الدين وماهي قرابته
لزعيمهم فهمي ، لكن الشيء الذي أثار فضولهم وتعجبهم هو المجيء إليه في هذه الساعة التي بدأ فيها الليل يرخي
ستوره فوق حارة الروائح .. وفي الحقيقة أن الشيخ أستطاع دون جهد أن يرى مقر إبن اخيه الذي أصبح واضحاً من
خلال نور القمر الساطع في تلك الليلة .. سمع همهمات في الداخل مختلطة مع أصوات نساء ، وهم ينشدون أغنية ثمالة
قديمة أصبحت مشهورة في حارة الروائح ( هيا اعطني الكأس ... دعونا نثمل فما بقي من العمر للكأس لاعليك بأس ..

اقترب من الباب و طرقه بهدوءبعدما تردد قليلاً ...
لم يرد عليه أحد .. عاود الطرق لكنه هذه المرة كان بشدة..

أزعج قرع الباب فهمي فأشار لأحداهن ان ترى من هذا الذي يجرؤ أن يعكر عليهم صفوهم في هذه الساعة

نظرت من ثقب الباب واستطاعت جيداً رؤية شبح الشيخ وهو واقف أمام الباب بعدما ترجل من فوق جواده
رجعت هاربة وقد أصابها خوف شديد ..

عرف بحدسه بالرغم من ثمالته أن القادم هو الشيخ عز الدين فما أحد غيره يجرؤ على المجيء إليه
في مثل هذه الساعة غيره ..

فتح الباب بقوة وبدأه بالكلام قائلاً له بلسان ثمل ... من الأفضل لك أن تنصرف ... حان الوقت لتتركنا هل بلغت بكم
الجرأة أن تأتوا إلى في مكان خلوتي وراحتي .. أي أسلوب مهذب ودماثة خلق هذه التي تحوزوها

نظر إليه بصرامة : صدقت من الأفضل لي أن أنصرف فحالتك لا تغريني بالتحدث معك فأنت تعرف سبب مجيئى إليك ..

أعرف أعرف لذلك أرى أنه من الأفضل لك أن تنصرف وبسرعه ..

إنتبه لما تقول أم أراك قد نسيت أني عمك ؟..

عمي .. أنا ليس لي عم ... هيا انصرف ولاتفسد علينا ليلتنا فإنها محسوبة من عمري.... أغلق بعدها الباب بقوة في وجه
عمه ، ثم رجع لصديقته مرتمياً في أحضانها ، وقد زال الخوف والتوجس من المجموعة التي كانت حاضرة عنده في تلك
الليلة ..

نظر إليها بعمق قائلاً: لاتخافي شيئاً ياعزيزتي إن أفكاري هي ملك لي ... أنا لا أكترث بحيازة الوادي كله وبيتهم
الكبير بحديقته الضخمة ومسجدهم بقدر اكتراثي بجمال عينيك الزرقاوين ، فالوادي والبيت ملكاً لي دون شك... ملكاً
لي .... أنا الزعيم أنا الزعيم .. ثم سقط على السرير الوثير ، بعدها أمرتهم جميعاً بالمغادرة مغلقة الباب ورائهم ثم أطفات
السراج وارتمت بجانبه ...

.................................................. ...........................
Cant See Images
الحلقة الثالثة من ( اللص والكلب والشيطان) ..

....أصبح الجميع داخل البيت الكبير بعدما فرغوا تماماً من بناءه ،وقد عرف كل من أبناء العمومة والأخوة

والأشقاء نصيب كل واحد منهم في ذلك ..

عندما وجد فهمي ومن معه من بعض أبناء العم أنهم في موقف ضعف داخل البيت الكبير ، بدأ زعيمهم

يتساءل عما إذا كان يجب عليه أن يعود ليبقى داخل الجماعة ثم أخذ يقول: لقد سمعت رجال يتحدثون

عن الحرية والعدل ، ولكن ماذا فعلوا من أجلها ليحصلوا عليها وبعدما حصلوا عليها كيف احتفظوا بها

ضحك ساخراً بعدها وأكمل حديثه لأبناء عمومته : حسناً يجب أن نضع الأمور في نصابها ، يجب أن لاتمشي

هكذا ..ثم نادى بصوت مرتفع ..يسري لديك مجموعة من البنادق في حالة جيدة ، أعرف جيداً أن قلبك

قوي بما فيه الكفاية .. رجب .. لديك من حسن التخطيط وجمع كل مانحتاجه من معلومات مايجعلنا نبدأ

بداية حسنة ..

لكن رداً مفاجئاً من احدهم جعل فهمي يتوقف عن حديثه : مامعنى هذا كله ؟ ..

وجد الفرصة سانحة ليبدي لهم حقيقة مايخفيه فأكمل قائلاً : حسناً .. يمكنكم أن تنظروا إلى طريقة

معيشتهم وسلوكياتهم وأشار للبيت الكبير ، لقد حاولت الإختلاط بهؤلاء الرجال ، وحاولت ان اكون مثلهم

ولكن أي جنون ان يكون المرء مثلهم .. إذن أنتم الأن قد عرفتوا حقيقة ماأتحدث عنه من الحرية والعدل

أي عدل وأي حرية أن نبقى بعيداً منبوذين نمارس حريتنا الشخصية هناك في حارة الروائح الكريهة

أليس السهل سهلنا والبيت بيتنا ؟! إذن لماذا يمنعوننا من ممارستها داخل مانعرف جيداً إنه ملك وحق لنا ؟

تدخل أحدهم قائلاً : ولكنك تعرف أننا لا نملك سوى جزء صغير من البيت الكبير ، ولا نملك ممارسة شيء

في الحديقة التي أصبحت ملكاً للجميع ..

مد فهمي بنظره للسماء التي أصطبغت بحمرة الغروب وتبسم قائلاً : إن البيت الكبير بحاجة للحماية

وللحراسة ، يجب أن يكون هناك من يحميه ويحافظ عليه ، تمعن بعدها بعمق في عيون مجموعته ليرى

مدى تأثير كلامه فيهم وأضاف ... نعم يجب ان يكون هناك من يحميه ..

تدخل أحدهم : من أي شيء يحميه ؟!

أشار له بحنق أمراً إياه بالصمت : ليس هذا شأنك كل شيء يجب ان يكون هناك شيء يحميه ..وبقوله

هذا سار بجواده مخترقاً الوادي والجميع يسير وراءه ملقين جميعهم نظرة على البيت الكبير وحديقته

الخلفية وقد بدأت زهور الطلع في أشجار الزيتون والتين ...

.....

كانوا جميعهم مجتمعين في حديقة البيت الكبير الخلفية بعدما فرغوا من صلاة الصبح وقد أخذ نسيم الصبح

ينشر رائحة الفل والياسمين في كل أرجاء الوادي ..

قال عماد الدين وهو ينظر إلى الشيخ عز الدين : أي عمل شيطاني لديهم الأن .. يبدو انهم لازالوا يصرون

على المجيء بكل قاذوراتهم من هناك من حارة الروائح ليمارسوها هنا داخل البيت الكبير بين نسائنا

وأبنائنا ..

حاولت مجموعة من أبناء عماد الدين وعز الدين التدخل مهددين ومتوعدين ، لكن عماد الدين وبإشارة منه

صمتوا جميعاً ..

تناول الشيخ حبة تمر ثم شرب فنجان قهوته وقال : حسناً أصبحت الأمور الأن واضحة .. عيون زرقاء

وشعور صفراء وخوذ حديدية وأحذية ثقيلة ، جميعهم وجهت لهم الدعوى من قبل اللعين وبقية الشذاذ

من أبناء عمومتنا ، ليحموا الوادي والبيت الكبير .. أي حماقة وخبث يمارسها هؤلاء ..

تكلم عماد الدين قائلاً : من السهل معرفة ذلك .. لقد أصبحوا محيطين بالوادي كله وهاهم يقتربون

من البيت الكبير ..

تميز الشيخ عز الدين بمقدرة عقلية طبيعية وبشخصية قوية متنبهة يرافق ذلك كله عقيدة صافية ، وقد

تطلب الموقف الحالي كل قواه .. كان همه الأول هو معرفة كيف تكون البداية ....



--------------------------------------------------------------------------------

Cant See Images

(( الحلقة الرابعة )) ..

قال يسري:

خطة في غاية الإحكام ! من ساعدك في وضعها أيها الفتى الفذ .. بحق إنك زعيم

ضحك فهمي مزهواً بهذا الإطراء ، قام بعدها بإشعال لفافته : إن كان لا بد لك أن تعرف ، فلا أجد حرجاً

في البوح بسر طالما أحببت أن أحتفظ به لنفسي ..

تأمله يسري بعمق وفضول ..

أكمل قائلاً .. إن أفكاري هي توأم حياتي ... إنني أتحالف مع الشيطان ..( آه ) لقد مر زمن علي وأنا

مستلق هناك في حارة الروائح .. هناك حيث متاعي القذر ووكرنا الذي لم يصبح مغرياً بالنسبة لي

لقد عهدت زمناً كانت أفكاري مجرد كلمات ..كلمات فقط .. لكن وبعدما تحالفت مع الشيطان سأجعل من

هذه الكلمات ناراً سأحرق بها من يعترض سبيلي ... أنا الزعيم ( وأخذ يصيح بأعلى صوته) هيا قم وأخبر

الجميع أني سأجعلهم يلبسون قلائد الماس وسأجعل من كل قلادة فضية ذهباً ... هيا لم يعد لدينا وقت

سنحتفل هذه الليلة ، سنحتفل كما لم نحتفل من قبل ...

إنطلق يسري بعدها لجميع الجانب الآخر من الأخوية وابناء العمومة ليبلغهم بالإحتفال ...

(( الإحتفال ))

من أطراف الوادي ومن جوار البيت الكبير سُمعت أصوات بعيدة وجلبة يتخللها صوت الموسيقى والغناء

كل هذه الأصوات التي تُنبىء على أن هناك حفل كبير ، وقد ازدحمت حارة الروائح بحشد كبير من الفرسان

والحاضرين ، جلبت الريبة والشكوك لجميع من كان في البيت الكبير تلك الليلة ..

أي مخطط شيطاني ينوون تنفيذه هؤلاء : تفوه بذلك الشيخ عزالدين وهو يراقب الحفل من بعيد وقد

وقف وراءه عماد الدين وأبنائهم ..

مسح عماد الدين لحيته قائلاً : في الصباح سنعرف كل شيء ...

.. قبل أن يتجهوا إلى مكان الحفل ، توقفوا جميعاً جوار المنحدر تخفيهم شجيرات كثيفة واقعة بين المنحدر

وبين السهل الفسيح ...

أصبح من الممكن رؤية فهمي ويسري ورجب ومعهم ديمول الأشقر الذي تقاعد قبل سنوات من جهاز

الفرقة البحرية ، كانت أشعة القمر المنسكبة في تلك الليلة لاتُخفي شيئاً ...

نظر فهمي لديمول متسائلاً : كم معك من الجنيهات الذهبية سيدي ..

أجاب وهو يمسح شاربه الأبيض الكث : لدي كل ماتطلبه من الجنيهات ..

حاول يسري تحسس كيس تحت سترته ، لكن ديمول كان أسرع منه فقبض على يده قائلاً بحدة موجهاً

كلامه إلى فهمي : أرجو ياسيدي أن تعلم رجالك التعامل مع الأخرين بلباقة ، وقل لهذا لو حاول مرة

أخرى تحسس سترتي فلن ادع يده تعود إليه ..

قال فهمي لاتغضب ياسيدي إنك إنسان شريف ، ثم نظر ليسري بحدة موجهاً إليه أقذع انواع السباب

طأطا الأخير برأسه معتذراً ..

سأل فهمي ديمول : هل لدى سيدي كل مايحتاجه من معدات حراسة وحماية الوادي والبيت الكبير ..

قال مخاطباً إياهم جميعاً : اللعنة عليكم ، لاأدري كيف هي طريقتكم في التفكير ... وهل انا هنا لأضيع

وقتي ، هيا قوموا بتوقيع هذه الوثيقة ، قبل أن يكون اجتماعنا هذا عاراً أمام سيدة القلعة والتاج

التي كلفتني بهذه المهمة ...

ووقع جميعهم الوثيقة دون ان يكلفوا انفسهم عناء قراءتها ...

ضحك ديمول بعمق قائلاً : والأن ياأصدقائي نستطيع ان نذهب لمقر الحفل ونحتفل بذلك إحتفالاً يليق

بهذه المناسبة ... أود ان اخبرك سيد فهمي ان مدافع الحراسة وقوات الأمن جاهزة وسوف نقوم بنشرها

في الصباح الباكر ... ومنذ هذه الساعة أنتم في حمايتنا جميعاً الوادي والبيت الكبير ...هيا مجدوا

سيدة القلعة والتاج ...

وصاح جميعهم : فلتعش سيدة القلعة والتاج ...

وفي الصباح الباكر إتضحت جيداً
--------------------------------------------------------------------------------

Cant See Images


(( الحلقة الخامسة ))

ومع الخيوط الأولى للفجر دخلت الوادي مجموعة أولى من الفرسان ، لكن هذه الملامح المختلطة بين

ملامح عربية وأخرى تميل إلى حمرة واضحة ، جعلت أهل البيت الكبير جميعهم يعرفون حقيقة هذا الدخول

أثر ذلك حدث توقف طويل ، وبدأ ان ما من أحد يرغب في بدء القتال ..

لكن لم يشعر أحد بالضيق والقلق مثلما شعر الشيخ عز الدين وعماد الدين ..

نظر الشيخ للجميع وتحدث منفعلاً : هذا اليوم هو يوم آخر قد بدت فيه الأمور واضحة ، كل شيء سيتغير

منذ اليوم ... حسناً هم يريدون أن تبدأ الامور هكذا ... أصدقكم القول كم تمنيت ان لايصلوا بنا إلى هذا

الحال ..

تقدمت مجموعة من أبناء الشيخ وأحفاده وأبناء عماد الدين وبعض من أبناء العمومة قائلين : نقسم

بالله سوف نحارب اليوم ونحارب غداً وبعد غد ..

قفز عبد العزيز الشاب الذي يبلغ من العمر منتصف العشرينات وهو يلوح بسكين صغيرة معه قائلاً وهو

يضحك : الأمر لايستحق أن اطيل النوم جوار عروسي التي بالكاد مر على عمر زواجنا شهر واحد ..

ضحك أحدهم وهو يشير للسكين التي يحملها معه : ومافائدة هذه السكين الصغيرة عبدالعزيز ..

نظر لمحدثه قائلاً : إنها السكين التي تُقطع بها أمي البصل .. ولكن .. لابصل بعد اليوم ..

ضحك جميعهم ..

أما الشيخ فقد تقدم إليه ماسحاً على رأسه : هذا هو اليوم يابني الذي سنحتاج فيه لكل سلاح ولكن خبأها

ليوم أخر ..

أخيراً ، عندما وصلت كل المجموعات إلى أسفل الوادي وأعلاه وأصبحت قريبة من البيت الكبير ، إلتفتت

كل الجموع لمشاهدة القادمان ..

كان يمتطي حصاناً أسوداً وقد أظهرت بدلته صليب كبير نُقش أسفله عبارة .. المجد والعظمة لسيدة القلعة

والتاج ... تابع تقدمه إلى الناحية الأخرى من البيت الكبير ، ووسط دهشة الجميع رمي بحربته التي

غُرست في طين الأرض والتي كان على أعلى طرفها راية الصليب وعبارة المجد والعظمة لسيدة القلعة

والتاج ...

أُعطيت الإشارة من قبل الفارس ديمول الأشقر ، فتقدمت فرقة من الخيالة يسير بينهم شخص ، أصبح

من الواضح وبعدما اقترب من الشيخ والمجموعة انه إبن العم ( فهمي ) ...

ساد صمت عميق للغاية وكانما خشي الحشد الكبير أن يكون وراء هذا القدوم مذبحة يعدونها هؤلاء

لاسيما وقد أحاطت بالوادي مدافع ثقيلة ...

عرف الشيخ وعماد الدين بحدسهما ان المقاومة في هذه الساعة ستجلب الكارثة المحققة ..

تقدم الشيخ بثبات مخاطباً فهمي: إذن هكذا أصبحت الأمور ... صدقني يابن أخي كنت أعرف انك سافل

يحوز قدر رفيع من السفالة ، لكني لم اتوقع ان تبلغ بك الخسة إلى هذا الحد ..

تماك غضبه ووتكلم بهدوء مزيف مصطنع : إن لم نتفق فلن يكون الذنب ذنبي .. لقد اجتهدت ورأيت

أنه لابد ان يكون هناك حماية لنا جميعاً ..

أيها السافل من أي شيء تحمينا ومن قال لك أننا بحاجة لحماية ؟!

كاد المزيد من العبارات القاسية تجري بينهما ، لكن عماد الدين سحب عمه بهدوء هامساً له : يبدو أن

القذر لايملك من امره شيئاً ..لاتدعهم يتحينون الفرصة ...

صاح الفارس ديمول الأشقر : ليعلم الجميع أنهم أصبحوا تحت حمايتنا ، سنحميكم من كل من يريد الشر

بكم ... هيا ..فلتنعموا بحماية سيدتنا جميعاً سيدة القلعة والتاج ...هتاف ... وارتج الوادي لشدة الهتافات ..

...........

نهض فهمي لاستقبال ضيوفه داخل الجزء المخصص له من البيت الكبير ، في ليلة صافية ألقى بها القمر

نوره الفضي ، فتسلل بعض من ضوءه من خلال نوافذ البيت الكبير ..

وقف الجميع لاستقبالها ، وقد همس ديمول الأشقر في أذنه : إنها في غاية الروعة والجمال ..

مد فهمي يده وانحنى مقبلاً يدها ..

شاهدت روكسيللا ذات العيون الزرقاء كل شيء معد لأول سهرة في البيت الكبير ، فجذبت الوشاح عن

وجهها واستلقت على كرسي جوار فهمي ..

وبحركة سريعة من يده أشار فهمي لأحدهم بتجهيز العشاء وفتح زجاجات الخمر ..

ومع الخيوط الأولى للفجر دخلت الوادي مجموعة أولى من الفرسان ، لكن هذه الملامح المختلطة بين

ملامح عربية وأخرى تميل إلى حمرة واضحة ، جعلت أهل البيت الكبير جميعهم يعرفون حقيقة هذا الدخول

أثر ذلك حدث توقف طويل ، وبدأ ان ما من أحد يرغب في بدء القتال ..

لكن لم يشعر أحد بالضيق والقلق مثلما شعر الشيخ عز الدين وعماد الدين ..

نظر الشيخ للجميع وتحدث منفعلاً : هذا اليوم هو يوم آخر قد بدت فيه الأمور واضحة ، كل شيء سيتغير

منذ اليوم ... حسناً هم يريدون أن تبدأ الامور هكذا ... أصدقكم القول كم تمنيت ان لايصلوا بنا إلى هذا

الحال ..

تقدمت مجموعة من أبناء الشيخ وأحفاده وأبناء عماد الدين وبعض من أبناء العمومة قائلين : نقسم

بالله سوف نحارب اليوم ونحارب غداً وبعد غد ..

قفز عبد العزيز الشاب الذي يبلغ من العمر منتصف العشرينات وهو يلوح بسكين صغيرة معه قائلاً وهو

يضحك : الأمر لايستحق أن اطيل النوم جوار عروسي التي بالكاد مر على عمر زواجنا شهر واحد ..

ضحك أحدهم وهو يشير للسكين التي يحملها معه : ومافائدة هذه السكين الصغيرة عبدالعزيز ..

نظر لمحدثه قائلاً : إنها السكين التي تُقطع بها أمي البصل .. ولكن .. لابصل بعد اليوم ..

ضحك جميعهم ..

أما الشيخ فقد تقدم إليه ماسحاً على رأسه : هذا هو اليوم يابني الذي سنحتاج فيه لكل سلاح ولكن خبأها

ليوم أخر ..

أخيراً ، عندما وصلت كل المجموعات إلى أسفل الوادي وأعلاه وأصبحت قريبة من البيت الكبير ، إلتفتت

كل الجموع لمشاهدة القادمان ..

كان يمتطي حصاناً أسوداً وقد أظهرت بدلته صليب كبير نُقش أسفله عبارة .. المجد والعظمة لسيدة القلعة

والتاج ... تابع تقدمه إلى الناحية الأخرى من البيت الكبير ، ووسط دهشة الجميع رمي بحربته التي

غُرست في طين الأرض والتي كان على أعلى طرفها راية الصليب وعبارة المجد والعظمة لسيدة القلعة

والتاج ...

أُعطيت الإشارة من قبل الفارس ديمول الأشقر ، فتقدمت فرقة من الخيالة يسير بينهم شخص ، أصبح

من الواضح وبعدما اقترب من الشيخ والمجموعة انه إبن العم ( فهمي ) ...

ساد صمت عميق للغاية وكانما خشي الحشد الكبير أن يكون وراء هذا القدوم مذبحة يعدونها هؤلاء

لاسيما وقد أحاطت بالوادي مدافع ثقيلة ...

عرف الشيخ وعماد الدين بحدسهما ان المقاومة في هذه الساعة ستجلب الكارثة المحققة ..

تقدم الشيخ بثبات مخاطباً فهمي: إذن هكذا أصبحت الأمور ... صدقني يابن أخي كنت أعرف انك سافل

يحوز قدر رفيع من السفالة ، لكني لم اتوقع ان تبلغ بك الخسة إلى هذا الحد ..

تماك غضبه ووتكلم بهدوء مزيف مصطنع : إن لم نتفق فلن يكون الذنب ذنبي .. لقد اجتهدت ورأيت

أنه لابد ان يكون هناك حماية لنا جميعاً ..

أيها السافل من أي شيء تحمينا ومن قال لك أننا بحاجة لحماية ؟!

كاد المزيد من العبارات القاسية تجري بينهما ، لكن عماد الدين سحب عمه بهدوء هامساً له : يبدو أن

القذر لايملك من امره شيئاً ..لاتدعهم يتحينون الفرصة ...

صاح الفارس ديمول الأشقر : ليعلم الجميع أنهم أصبحوا تحت حمايتنا ، سنحميكم من كل من يريد الشر

بكم ... هيا ..فلتنعموا بحماية سيدتنا جميعاً سيدة القلعة والتاج ...هتاف ... وارتج الوادي لشدة الهتافات ..

...........

نهض فهمي لاستقبال ضيوفه داخل الجزء المخصص له من البيت الكبير ، في ليلة صافية ألقى بها القمر

نوره الفضي ، فتسلل بعض من ضوءه من خلال نوافذ البيت الكبير ..

وقف الجميع لاستقبالها ، وقد همس ديمول الأشقر في أذنه : إنها في غاية الروعة والجمال ..

مد فهمي يده وانحنى مقبلاً يدها ..

شاهدت روكسيللا ذات العيون الزرقاء كل شيء معد لأول سهرة في البيت الكبير ، فجذبت الوشاح عن

وجهها واستلقت على كرسي جوار فهمي ..

وبحركة سريعة من يده أشار فهمي لأحدهم بتجهيز العشاء وفتح زجاجات الخمر ..
.................................................. ............................................
Cant See Images

(( الحلقة السادسة ))...

رفع عماد الدين صوته محذراً : كن حذراً عبدالعزيز إفتح بوابة الحديقة بهدوء وانظر من بالداخل ..

جائت مجموعة من الأبناء والأحفاد يتراكضون من داخل طوابق البيت الكبير ، لكن صيحة واحدة من

عماد الدين جعلتهم يتسمرون في أماكنهم ..خاطبهم بحدة : فليرجع كل منكم لمكانه .. إنه أمر لايخصكم..

تراجعوا بسرعة ..

أما عبد العزيز فقد فتح بوابة الحديقة بهدوء واستطاع من خلال ضوء خافت داخلها رؤية كل شيء ، مما دل بوضوح أن
هناك فهمي ويسري ورجب ومعهم مجموعة من حُمر الوجوه ،وكانت روكسيللا ومعها مجموعة من الفتيات الصغيرات ..

صاح فهمي بصوت أجش: رجب ..قم وانظر من القادم ؟ ..

أشارت روكسيللا بإصبعها : دعوني أنا أرى ذلك ..

تقدمت بحذر تجاه الشاب ولما أصبحت جواره همست بهدوء : ماوراءك أيها الشاب ، هل تود الإنضمام إلينا ...

تأمل الشاب الواقفة بجواره وقد اخرجت زجاجة عطر صغيرة ونفثت منها قليلاً تجاه الشاب الذي أصبح مبهوراً من تلك
الملابس التي ترتديها وقد أظهرت جميع مفاتن جسدها .. إستيقظ سريعاً من إنبهاره على صوتها وهي تقول له : ماذا
قلت ..هل تود الإنضمام إلينا ، هناك رفقة من المؤكد أنهم سيحوزون على رضاك .. أيها الشاب الرائع أستطيع أن اعرف
جيداً ماذا ينقصك ، وربما أستطيع ان أمدك به أيضاً هيا لا تتردد ..

لكن زعقة من صوت عماد الدين أنهت ذلك كله : عبد العزيز أين انت من هناك في الحديقة ؟ ..


ركض الفتي هارباً من أمامها ، أما هي فقد استغرقت في الضحك ، ورجعت سريعاً لحلقة السمر مرتمية جوار فهمي ... إلتفت إليها يسري قائلاً : أي شيطان أعانك ياسيدتي على هذه المواجهة ..

ضحك فهمي قائلاً : أظنك أيها الغبي لم تعرف جيداً من هي روكسيللا ..

ورفع جميعهم كؤوس الخمر .. في نخب روكسيللا ...

.......


قال الشيخ عز الدين وهو يبتسم : لكن عماد ألا تعلم أن إرسالك الشاب عبدالعزيز البارحة لرؤية مايدور في الحديقة خطأ
كبير ... كنت اود لو أنك بعثت بمحمود فهو رجل يعرف كيف يعالج الأمور ، حمداًلله لم يحصل شيء ..

قال عماد الدين : أشكرك لتحذيرك وأعدك ان لاأرتكب هذا الخطأ مرة ثانية ... .......... كان المشهد في غاية الجمال ،
فعند طرف الوادي وفي منطقة قد ظللتها أشجار الزيتون والتين بالكامل وعلى بعد مئات قليلة من الأمتار من البيت الكبير
، وقف الجميع صفوفاً مستوية يؤدون صلاة عيد الأضحى وقد أشرقت الشمس من خلال يوم شديد البرودة وقد بدأت نتف من الثلج تتساقط ...

بعدما فرغ الشيخ عز الدين من خطبة صلاة العيد قاموا جميعهم متوجهين صوب البيت الكبير ..

لكن فهمي ويسري ورجب ومعهم مجموعة من حُمر الوجوه أقبلوا بخيولهم مسرعين حتى توقفوا

أمامهم صاح فيهم فهمي : ياأبناء عمومتنا الأعزاء هناك في المدخل الأخر من البيت الكبير إنتصبت

خيمة كبيرة ، في المكان المقابل تماماً للمسجد الكبير ، لقد اجتهدنا أن نوفر فيها كل أسباب الراحة

هناك مواقد للتدفئة داخلها ..نسيت ان أخبركم .. لقد أرسل الرجل النبيل ديمول قائد فرق الحماية مجموعة

من الخراف السمينة هدية منه بهذه المناسبة .. هيا ناشدتكم الله لاتفسدوا علينا حفلنا هذا ..

تجمهر العديد جوار المدخل الأخر للبيت الكبير ، وقد هالهم تلك الخيمة التي نُصبت سريعاً وقد وضع

داخلها جميع وسائل الراحة والترفيه ..

كانت هناك داخل الحديقة مجموعة من الخراف المعلقة يقوم مجموعة من الشباب بتقطيعها ...

أشار فهمي بيده لمجموعة من الواقفين جوار مواقد للفحم أعدت خصيصاً للشواء أن يشعلوا النار

جاء في هذه اللحظة ديمول ومعه مجموعة من الرجال مفتولي العضلات يمشون جواره وقد تمنطق كل

واحد فيهم بمسدس ، أما أبناء العمومة التابعين لهم فقد جائوا على ظهور الخيل وفوق كتف كل واحد

منهم بندقية عثمانية ...

كانت هناك عبارة مطرزة عند مدخل الخيمة الكبيرة تقول .. المجد والعظمة لصاحبة القلعة والتاج ..

هب الهواء مثلجاً وقد وقف الشيخ عز الدين وعماد الدين ومجموعة كبيرة من الأبناء والأحفاد خارج

الخيمة ، ينظرون إلى كل مايحدث امامهم مكتفين بالصمت ..

قطع ذلك كله صياح شيخ كبير قد بلغ من العمر عتياً : أيها السافل العاهر فهمي ... كيف تجرؤ على فعل ذلك ، هل بلغت بك الخسة إلى هذا الحد ..أرى زجاجات خمر ووجوه منكره وضحايا معلقة .. هل تظن أيها الداعر أننا مغفلون إلى هذا الحد ...

تقدم فهمي بخطى سريعة للشيخ الذي كان يرتدي ملابس قديمة ومعطف رث ، وصفعه بقوة ،مما جعل الشيخ عز الدين
يتقدم له قائلاً : أيها الوقح تلطم الشيخ الذي كان أبيك وجدك يكنون له كل تقدير واحترام .. تراجع سريعاً للخلف محتمياً
بالقائد ديمول ورجاله ..

تحدث ديمول بهدوء : ماهذا يارجال .. إنه يوم عيد .. لا لا .. لاأود أن تكون الامور هكذا ..

تقدم عماد الدين بثبات مخاطباً ديمول : أقسم برب محمد وإبراهيم وعيسى أنك ياديمول لم تكن لتستطيع أن تطأ وادينا
وبيتنا الكبير وحديقتنا لولا أن جاء بك هذا العاهر الخائن ..

إندفع فهمي بكل قوته صوب اخيه يريد ضربه بحديدة إلتقطها من الأرض ، لكن ديمول أشار سريعاً لرجاله مفتولي
العضلات فقاموا بإمساكه قبل أن يصل لأخيه ..

همس ديمول في إذن فهمي : أيها الغبي ، ليس هكذا تُعالج الأمور ..

صاح الواقفون بصوت عال ... أخرجوا من وادينا ، الويل لك فهمي أيها الخائن الويل لكم أيها الخونة

عالج ديمول الامر بسرعة وأشار للجميع بالمغادرة ....


(( أضع إن شاء الله قريباً بقية الحلقات ) أخوكم / العبد الفقير/ أبو عائشة/ عبدالرحمن بن سعود الشويعر


رد مع اقتباس
قديم 12-19-2008, 09:44 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

abo _mohammed

المشــرف العــــام

abo _mohammed غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









abo _mohammed غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا اهلا وسهلا بالاخ الكريم عبدالرحمن بن سعود الشويعر ...


شكرا لاتحافنا بهذا الطرح للقصه


ويسعدنا متابعة طرحك الممتاز

والدار داركم ونحنا الضيوف


التوقيع :



قال تعالى :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
[فصلت:33]






رد مع اقتباس
قديم 12-20-2008, 09:06 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

المشرف العام الأخ الكريم / أبو محمد ..

يسعدني كثيراً أنك تقرأ لكتاباتي المتواضعة ..


أخوك / العبد الفقير .


رد مع اقتباس
قديم 12-20-2008, 09:14 AM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

المشرف العام الأخ الكريم / أبو محمد ..


يسعدني كثيراً أنك تقرأ لكتاباتي المتواضعة ..


أخوك / العبد الفقير .

Cant See Images


رد مع اقتباس
قديم 12-21-2008, 11:38 AM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

....Cant See Images.........
اللص والكلب والشيطان / تأليف لعبد الفقير / ابو عائشة / عبد الرحمن بن سعود الشويعر


الحلقة السابعة من ( اللص والكلب والشيطان )

جلس فهمي في بهو الجزء المخصص له في البيت الكبير .. لم يكن في مزاج ذهني صاف ..

سأل بحنق: لماذا لم تعد روكسيللا بعد ؟ يومين كاملين لم أرها فيهما ..

أجاب رجب : هناك اجتماع لهم مع سيدة القصر والقلعة ..

هكذا إذن ؟ ... ماذا يظن أنفسهم هؤلاء الملاعين ، كل اجتماعاتهم مع سيدة القلعة والتاج نُقصى عنها ثم همس لنفسه ..
لابد ان ننظر في هذا الأمر .. نعم ..يجب أن ننظر فيه ، لن ادع الأمر يمر هكذا

فُتحت عندها أبواب البهو ودخلت روكسيللا يتبعها ديمول ومجموعة من مفتولي العضلات ..

صاح فهمي وهو يقبل يدها : روكسيللا ..كدت ان أُجن يومين لم أراك فيهما !

تدخل ديمول قائلاً بعدما أشار لمفتولي العضلات أن ينتظروا في الخارج : سيد فهمي ، إن سحر نسائنا الإنكليزيات
يفوق كثيراً سحر نسائكم هنا ، لكن دعني ياصديقي أقول لك لاتشغل نفسك كثيراً بهذا الأمر فهناك عمل شاق ينتظرنا
أهم من قصة عشقك ...

ضحك يسري ورجب وبعض أبناء العمومة ، لكن نظرة فهمي الحادة جعلتهم يقطعون ضحكهم ..

روكسيللا: حسناً صديقي العزيز يجب أن تعرف أن سيدة القلعة والتاج كادت ان تعاقبنا جميعاً ، لنأمل ولندعو الرب أن
تكون في الاجتماع القادم أقل قسوة ..

أجاب فهمي على الفور بعدما رأي ان الفرصة قد سنحت : إن ذهابنا معكم لنجتمع مع سيدة القصر والقلعة أراه محظوراً
علينا ..أليس كذلك ..

تدخل ديمول سريعاً : أوهه عزيزي فهمي ..هناك امور يجب أن تبقى في طي الكتمان ، سنجعلكم تطلعون عليها في
الوقت المناسب ، ثم حانت منه التفاته نحو روكسيللا قائلاً : أليس كذلك عزيزتي روسي ؟

هزت رأسها بهدوء ، ثم التفتت إلى فهمي : أطلب منك عزيزي فهمي ومن السيدين المهذبين يسري ورجب ومن جميع
أبناء عمومتك المخلصين ان لاتسيئوا فهمنا ... نحن نعمل كل شيء من اجلكم ، نحن هنا لحمايتكم .. لحمايتكم فقط ..يجب
أن تعرفوا هذه الحقيقة ...

قال رجب وهو يرمق فهمي بنظرة : إن ماتوفر لدي من معلومات يؤكد أن القلعة وجميع جنرالاتها يعملون من اجلنا .. لكن
الخوف ممن تعرفهم ...

نظر إليه بحدة وغضب قائلاً : هل تقصد هؤلاء الجرذان الذين يعيشون معنا في البيت الكبير ..ثم ضحك مقهقهاً ..

نظر ديمول له بغضب : اللعنة عليك ، لو كنت أحد رجالي لقاسيت كثيراً بسبب غبائك ... إن مايقصده لهو الخطر بعينه ..

وقف بعدها بحزم وصاح فيهم جميعاً : أيها الرجال يجب أن نضع حداً لهذا الخطر إن الجرذان لتهرب من مكان فيه القطط ،
وإن الذئاب لتهرب من المكان الذي يتواجد فيه الكلاب .. أعقب ذلك إخراجه كيس مليء بالذهب وقام بإلقائه امامهم ...

جاء حينها أحد مفتولي العضلات مخبراً ، أن رجلاً يهودياً بالباب يستأذن بالدخول ..

نظر ديمول لهم باستنكار ..

لكن رجب أشار للشاب بإدخاله ..

تقدم اليهودي بمابسه الرثة وبقلنسوة ممزقة قد وضعها على رأسه وقد احدودب ظهره لكبر سنه ..

إقترب من رجب وهو يلقي بالتحية ، وسط نظرات الإستغراب من الجميع ..

أشار له رجب بكرسي بجانبه ... بعدما جلس سأله : هل انت الرجل الصالح مناحم باراك اليهودي ..

هز برأسه هامساً : خادمك ياسيدي ..

قال ديمول بمرح : حقيقة ..أهنئك صديقي رجب فبالرغم من عدم معرفتي بما بينك وبين هذا اليهودي الصالح ، فإني
أعرف جيداً طريقتك في التفكير ..

أحس فهمي بالنشوة وهو يرى ديمول يمتدح احد رجاله ..

أضاف ديمول .. عزيزي رجب إياك أن تبخل على صديقنا العزيز مناحم ..

وعندما رأى أن نظراتهم قد توجهت للكيس المليء بقطع الذهب إستدرك قائلاً : لا عليكم دعوا هذا الكيس لأخيكم رجب ،
فعله يرغب في أن يقدمه كعربون صداقة لصديقه وصديقنا مناحم باراك ..أليس كذلك ؟ وأطمئنكم قائلاً ان هناك الكثير
من هذه الأكياس..

عندها شعروا بالطمأنينة ، مما جعل رجب يلتقط الكيس ويرمي به في حضن اليهودي ، الذي ألتقطته يده وقام بنثر
القطع على طاولة معه وأخذ يعدهن ..

ضحك ديمول قائلاً لرجب : أخبر صديقك العزيز أن الكمية ذاتها ستصل إليه مطلع كل شهر في موعدها ..

قال اليهودي وهو يضع الكيس داخل سترته ويغادر ..لقد أغرقتموني بعطفكم سيدي سنفعل كل مانستطيع فعله ..

قام فهمي عندها غاضباً واتجه لغرفة اخري من البيت الكبير ..أشار لها عندئذ ديمول ..فقامت من فورها وراءه ، ولما رئاها
قد لحقته إتجه إلى سلم يفضي إلى القاعة المظلمة الواقعة أسفل البيت الكبير .. أمسكت به وقمت بمعانقته قائلة :
إن ديمول لم يقصد أن يجرح كبريائك ..فهو يكن لك عطفاً واحتراماً أعمق مما تبلغه هذه القطع الذهبية ..

قال فهمي وقد ادهشه هذا التحليل للموقف : مئات القطع من الذهب يجعل رجب له كامل التصرف دون الرجوع إلي ..
من الزعيم إذن ؟! ..

أجابت من فورها: هذا صحيح لو كانت هذه القطع قد ذهبت دون موافقة سيد ديمول ودون حضورك ..

لكنه واحد من رجالي ويجب ان يعرف سيد ديمول هذه الحقيقة ..

لكنك انت الزعيم وستبقى الزعيم ..ولم تترك له فرصة للتكلم ..فقد أغلقت فمه بيدها وأشارت له بالعودة للمجموعة ،
بعدما وعدته بسهرة حافلة ...

.................................................. .................................................. ........................
Cant See Images
الحلقة الثامنة من (اللص والكلب والشيطان )


(( محمود إبن عمر الفاروق))


بعد أن فرغ جميعهم من صلاة المغرب ، قدم عماد الدين العشاء لمجموعة من الرجال ، منهم الشيخ
عز الدين وبعض من الأبناء الذين تجاوزت اعمارهم منتصف العشرينات ...

كان محمود إبن عمر الفاروق من بينهم ، إنه الشاب الذي قد تجاوز عمره منتصف الثلاثينات بسنة أو سنتين.

.. قــرب إليه الشيخ عز الدين طبقاً به قطعة لحم كبيرة وبعض الأرز .. إقتطع قطعة صغيرة من اللحم ثم دفع بالطبق من
امامه ، وقرب منه زيت الزيتون والزعتر وحزمة من الطرخوم ..

أخذ جميعهم يراقبونه وهو يتناول طعامه ، وبالرغم أن تصرفه هذا لم يفاجئهم،لكنهم انتظروا بفارغ الصبر فراغه من
الطعام ..رجع للوراء بعدما فرغ من طعامه وقد شرب مابقي من الزيت في الطبق ..

خلع عمامته ، فكشف عن رأس به صلعة واضحة ، وقد بدت ملامحه الدقيقة وعيناه البراقتان ..
لم تظهر هذه الملامح شيئاً من صلابة محمود التي عهدها كل من في الوادي والبيت الكبير ، ولعلنا نعجب
كثيراً إذا ماعرفنا أن رجال القلعة يعرفونه جيداً ويعتبر عندهم المطلوب رقم واحد في قائمة الإغتيالات التي وضعوها ...

لم يستطع الشيخ عز الدين أن يتمالك نفسه مما يجيش في صدره أمام محمود ..

عرف بذكاء ملحوظ مايود أن يقوله الشيخ فقال: لقد فهمت ياسيدي ماتود قوله .. لعلك تلومني على مغادرة
منطقة الغابة والمجيء إليكم في هذه الظروف .. ولكن دعني اطمأنك ان الكلاب كلهم مجتمعين هذه الليلة
عند سيدة القلعة والتاج .. إنها ليلة رأس السنة وقد احضروا الكثير من البغايا من اليهوديات وغيرهن

لكن الشيخ عز الدين وبعد نظرة صامتة قلقة ذهب إلى أقصى البيت الكبير وأشار إليه ان يتبعه ، نزل من
خلال قبو يفضي إلى باب صغير كان موصوداً بعناية وبراعة ، وقف عنده والتفت إلى محمود بعدما قبض على لحيته
بشدة وخاطبه بحدة : لم اشأ ان اخاصمك أمام الفتيان ، قل لي بالله أي جرأة دفعتك على المجيء إلينا هذا المساء
دون أن أرسل إليك ..

دفع يد الشيخ بهدوء قائلاً : بالرغم من ذلك كله أعرف مقدار خوفك علي ، ثم تبسم قائلاً : إني لا أشك ياسيدي الشيخ
عز الدين للحظة واحدة ماتحمله نحوي من حب .

لكن الشيخ قاطعه بانفعال .. مقدار خوفك علي ومقدار حبي !! ماهذا الهراء يامحمود ؟! هل تريد مني أن أبكي على
ذلك .. لايبكي على الحب إلا النساء ..هل عرفت ذلك؟ .. إنها قضية مصير وأنت تعرف ذلك جيداً هيا غادر بسرعه من
خلال هذا النفق الذي وراء هذا الباب ..

لكن محمود وبصرامة قال : سأفعل ذلك فوراً ولكن ليس قبل ان اخبرك عن سبب مجيئي هذا المساء ومخاطرتي بذلك
ولكي اطمئنك أقول لك أن هناك فرصة لايحق لنا ان نفوتها ..

أجاب الشيخ بابتسامة فهو يعرف جيداً ماذا يعني محمود بكلماته : هيا أخبرني سريعاً فلعل هناك مايزيل انفعالي
وغضبي منك ..

حسناً .. دعني أخبرك أن رجال القلعة قد وصل إليهم بالأمس شحنة كبيرة من البارود قد قاموا بتخزينها في القبو
الشمالي من القلعة ، ويبدو ان الحراسة عليه مشددة ، لكني لن أُعدم من طريقة إلى الوصول إليها ..لا أُخفي عليك
ياسيدي أني بحاجة ماسة إلى القليل منها وما يتبقى منها ستأكله النار إن شاء الله..

نظر الشيخ إليه بعمق وقد عرف خطورة هذه المحاولة ، لكنه يعرف جيداً إصرار محمود إبن عمر الفاروق
وعناده ، وأنه لم يجازف ويخاطر بمجيئه في هذا المساء إلا ليحصل على موافقة الشيخ عز الدين أميرهم
جميعاً ، فإنه لن يجد فرصة مثل هذه الليلة وقد غرق جميعهم في الثمالة إحتفالاً برأس السنة بما فيهم
ابناء العم القادمون من حارة الروائح ..

إحتضنه وقد بدت الدموع في عينيه فهو يعرف حقيقة هذه المخاطرة التي تعصف بمحمود ، هذا الشاب الذي
فقد أبويه واثنين من إخوانه في بدايات مجيء رجال سيدة القلعة والتاج هناك في أطراف قرية قريبة
من واديهم ، وذلك عندما وقع شجار بينهم وبين أولئك الرجال ، لم ينجو منه احد سواه ..وفي الحقيقة
أنه هرب في ذلك اليوم، ليبقي على نفسه وليكون وبالاً على رجال القلعة وسيدة القلعة وأوباش حارة الروائح
هذا هو محمود إبن عمر الفاروق ..إنطلق بعدها عبر النفق الواقع خلف الباب ، بعدما توادعا ...



.................................................. ............................................
Cant See Images
((الحلقة التاسعة )) من اللص والكلب والشيطان / تأليف العبد الفقير / أبو عائشة / عبد الرحمن بن سعود الشويعر

(( الإنفجار الكبير))

قال محمود إبن عمر الفاروق:
هيا عبد العزيز قد حان دورك ، أكاد أجزم انه لن يستطيع أحد أن يحدث لنا ممراً للجهة الشمالية سواك سأحيد لمرة
واحدة عن نصب الكمائن ، وسأدع ماجُبلت عليه أيها الفتى من الذكاء في تدبير ممر لنا للدخول للمستودع ...

أجاب الشاب بابتسامة : أرى هناك سلاحاً أستطيع بواسطته أن أثبت مهارتي أمامكم ..


نظر محمود ورجاله إليه بنظرة استفسار ... لكنه رد على ذلك قائلاً : عندما أعطيكم الإشارة للتسلل ستكونوا قد عرفتم
الطريقة ..

نظر إليه ملياً وقال : قل إن شاء الله أيها الشاب الشجاع ..

إحتضنه مودعاً وجميع رجاله ... مشى خطوات ثم رجع إليه وأخرج من تحت ثيابه سكين صغيره : هذه سلاحي الذي
سأكتفي به ، فأي صوت سيكشف أمرنا ... أليس كذلك ؟

أثارت اللهجة الحزينة محمود فعانقه مرة أخرى وقال : أدعو الله ان تنتهي مهمتنا وترجع سالماً لأمك ولزوجتك الحامل ..

تفرق جميعهم وقد أخذ كل منهم مكانه وسط احراش كثيفة تطل على الجهة الشمالية من القلعة ..

كانت الظلمة الشديدة تغيب كل مايحيط بالوادي زاد من ذلك ضباب كثيف ، ماعدا بعض الأضواء تسللت من فوق الهضبة
القائم عليها القلعة ، وعند قمة صغيرة انتصبت حجارة صلبة ضخمة أحيطت بسلك شائك وحراسة مكونة من إثنين من
مفتولي العضلات يجلسان في غرفة صغيرة يراقبان مستودع ضخم قد وضع فيه كمية كبيرة من البارود وكثير من
البنادق والمسدسات ...

إنطلق الشاب سريعاً إلى البيت الكبير ، وما أن صار بمحاذاته حتى أعطى الإشارة المتفق عليها ..

نزل الشيخ وعماد الدين سريعاً ومعهم أفراد من الأبناء وفتاة حامل وانطلقوا يسيرون وسط الضباب الكثيف حتى إذا
ماأصبحوا جوار السفح المؤدي إلى القلعة تسللوا عبر ممرات ضيقة مما حدا بعماد أن يقول: يدهشني ياشيخ أنك
مازلت تذكر ممرات هذه الغابة بعد تغيير كثير أحدثها هؤلاء ..

نظر الشيخ إلى ساعته وهمس بهدوء : لم يتبقى عندنا وقت كاف إنها تقترب من الثانية عشرة ، لم يبق امامنا سوى
نصف ساعة ، مالذي أخر البغل والعربة ، كان من المفروض ان يتواجدا هنا في هذه الساعة

أجاب الشاب عبد العزيز : هاهو قادم

أعطى الشيخ الإشارة للجميع هيا اختبئوا ، وأشار لعبد العزيز ..هيا خذ العربة والبغل وزوجتك ، ونفذ كل ماتفقنا عليه ..

لم يوفر الشاب وقتاً إتجه من فوره للعربة واقتربا من البوابة المؤدية للمر الضيق الذي بجانبه الرجلين من مفتولي
العضلات ...

دفع الشاب وزوجته بالعربة خارج الطريق الضيق وجعلاها تغوص في الوحل ... عندها اختبأ خلف الباب الذي طرقته
زوجته .. كن كل شيء هادئاً ماعدا بعض أصوات الموسيقى والغناء وعبارت يبتلعها الليل الدامس منطلقة من أفواه
الثمالى ..

نظر لرفيقه بسخط قائلاً : من يأتينا في هذه الساعة ..

أجابه ، لعلهم بعثوا إلينا بنصيبنا من العشاء .. أي حظ نكد هذا أن نكون الليلة بعيدين عن هذا الإحتفال الصاخب ..

هيا انهض بسرعة وافتح الكوة الصغيرة وإياك ان تفتح الباب وانظر من هناك ..

تدثر بمعطفه واتجه للبوابة ..

هاله عندما رأى فتاة جميلة تقف امام الباب تقول له : أرجو المعذرة على إزعاجي ، لقد علقت عربتي في الوحل كما
ترى واحتاج من يساعدني على إخراجها وإنك لن ترفض أن تقدم لي هذه الخدمة ..

نظر إليها بقلق ممزوجاً بطمع : من انت ومالذي أخرجك في هذه الساعة ؟!

إنني يهوديه كنت على موعد مع بعض النصارى هذه الليلة ولكنهم زهدوا في ، وعند رجوعي حدث ماترى

تأملها بشك ثم أمرها بلهجة قاسية : إقتربي دعيني أرى وجهك ، رفع الضوء جوار وجهها صاح فيها إن ملامحك عربية
ايتها الملعونة ..

ضحكت قائلة : إنني يهودية عربية ... إن زهدت في مساعدتي فسوف أترك العربة بعد ان أطلق البغل واعود لها في
الصباح ...

نظر بتوجس قائلاً ..اللعنة عليك إنتظري ..

صاح فيه الأخر ..مالك تأخرت ... من عند البوابة ؟ ..

رجع إليه وأخبره بكل شيء ..

صاح فيه دعها تدخل أيها الغبي .سنستمتع بليلة رأس السنة مثلهم ..

إنطلق صوب الباب فاتحه بهدوء مما دل بوضوح على رعب مفتول العضلات ..

أشار لها بالدخول سريعاً ..

نظرت إليه قائلة ..حسناً ، إن معي دان خمر ..

صاح قائلاً : يالك من عاهرة ذكية ، هيا احمليه وادخلي سريعاً ..

اتجهت للعربة تغوص قدميها في الوحل وحاولت إخراج دان كبير ، لكنها أشارت إليه انها لاتستطيع حمله

صرخ فيها .أيتها اليهودية النجسة ، أحمليه كما حملتيه اول مرة ..

عندها أشارت لبطنها الكبيرة قائلة : لقد حمله عني أخرين ، وكان من المفروض ان ينزلوه من أخلفوا موعدهم معي ...

ابتعد عن الباب متجه إليها متاملاً بطنها على ضوء السراج : عاهرة حامل .. ماذا ساقت لنا الشياطين هذه الليلة ؟! ...

لكنه ماكاد أن يبتعد خطوات قليلة عن الباب ، حتى عاجله عبد العزيز بضربة شديدة على رأسه بحديدة

كانت معه ، ثم اجهز عليه بالسكين التي معه ..

أعطى الإشارة للباقين الذين تسللوا إلى الداخل بسرعة ...

صاح رفيقه : أين ذهبت أيها السافل ، ام أراك قد استفردت بالعاهرة بمفردك ..

وعندما شك في الأمر اتجه خارج الغرفة ، لكن الرجال عاجلوه بعدة طعنات فخر صريعا..

لم يضيع الرجال وقتاً ، فأشار عبد العزيز لزوجته بالإنطلاق سريعاً نحو البيت الكبير ، فأطلقت البغل من العربة وامتطته
في الظلام الدامس منطلقة صوب البيت الكبير .

تم الإستيلاء على جميع الأسلحة التي بالمستودع وكمية كبيرة من البارود وحملوها على عربات معهم وعلى ظهور
الخيل ..

شعروا بعض الحراس المجاورين للقلعة أن هناك جلبة في المنطقة المحيطة بالمستودع ، فاتجهوا من فورهم مخترقين الممر الضيق الموصل للهضبة ...

كان محمود قد فرغ من كل شيء ، ولم يبق له سوى إشعال المستودع المحتوي على كمية ضخمة من البارود
والأسلحة المتبقية ... حاول في القداحة التي معه ، لكنها لم تعمل ، فاتجه من فوره للبوابة الخارجية ، وقد فوجىء
عندما وجد عبد العزيز جوار البوابة لم يغادر ..صاح فيه : هل تستطيع ان تخبرني مالذي يجعلك حتى هذه الساعة لم تغادر ..

لقد رأيت ان أبقى معك ..

هيا سريعاً لم يعد وقت ، يبدو انهم تنبهوا لوجودنا ..

والبارود ألا نشعله ؟! ..

تبين ان القداحة التي معي لاتعمل .. لم يعد هناك وقت هيا اركب خلفي على الجواد ...

لكن عبد العزيز تامل جثة مفتول العضلات قائلاً : لكنا لن نعدم قداحة ، فاتجه من فوره للجثة واخذ
يبحث في سترته ، حتى وجدها ..

صاح فيه محمود .. قل لي بربك ماذا تفعل أيها المجنون دع كل شيء هيا ..

لكن عبد العزيز إنطلق لداخل البوابة الكبيرة وهناك رأى البارود الذي سكبه محمود قريباً من المستودع ،ألقى سريعاً
بالسكين التي معه إليه قائلاً : إن لم أعد أعط هذه السكين لأمي وقل لها تكثر من الدعاء لي وتحتسبني شهيداً عند الله.
في تلك اللحظة حضرت فرقة الحراسة ولما رأوه أطلقوا النار من فورهم عليه ، وعندما سقط ،أشعل القداحة ، هربت
الفرقة بعيداً لكن الوقت كان متأخراً كثيراً ..فوقع إنفجار كبير هذا الوادي كله

وهز القلعة لشدته فتساقط اكثر أثاثها وسقط كثير من الثمالي على الأرض ...

ودقت حينها ساعة الحائط ..الثانية عشرة ليلاً .. لتبدأ سنة جديدة ، ويبدأ معها فصل جديد من ملحمة إرهابيين يعملون
لحساب الله ،، وأخرين هم اللص والكلب والشيطان .

يتبع إن شاء الله الحلقة العاشرة ....... أخيكم العبد الفقير .... عبد الرحمن بن سعود الشويعر .

.................................................. .................................................. ....

Cant See Images
الحلقة العاشرة ( اللص والكلب والشيطان)

0 أشرقت الشمس على الوادي والبيت الكبير ملقية بإشعاعها البارد من خلال سماء زرقاء صافية ..
هب الهواء بارداً مثلجاً ، وقد اتخذ الشيخ عز الدين مقعداً له في الزاوية الشمالية أعلى البيت الكبير، بينما
أخذ عماد الدين الزاوية الجنوبية ، وقد تفرق مجموعة من الرجال أمام البيت الكبير وجوار المسجد الكبير
بالقرب من البابوابة الخلفية للحديقة ...

بدت الحركة رتيبة داخل البيت الكبير وأمامه حتى انتصف النهار ، بعدها اتجه جميعهم لصلاة الظهر في الجزء الواقع أمام
البيت الكبير ..تحسباً لأي شيء ...

قليلاً وامتلأ الجو بصياح وجلبة أسلحة ، وتبين حقيقة القادمون ..

خلال هذا المشهد المتوتر... إندفع فهمي بجواده من أمام رجاله ووقف امام المصلين وقد أشعل لفافة
وانتظر فروغهم من الصلاة ..

صاح بصوت مرتفع : من يريد النجاة بنفسه فليتبعني ...

تقدم إليه الشيخ عز الدين وزعق فيه : أنجو انت بنفسك أيها الخائن .فنحن هنا وسنبقى هنا وسنموت هنا ..

لكنه عاود الصياح .. من أراد النجاة بنفسه فليتبعني ..إلتفت بعدها سريعاً للشيخ وأخيه وخاطبهما بحدة
قائلاً : هذه الحماقة التي فعلتموها البارحة ستجر الكارثة لأهل البيت الكبير جميعاً ،، هيا فليشاركوكم في
هذه المخاطرة .. هل بلغت بكم الجرأة أن تعتدوا على مستودعات سيدة القلعة والتاج .. أي حماقة هذه .. إن قلبي مفعم
بالحزن من اجلكم ..

حدث عندها مالم يكن يتوقعه احد ، فقد توجه قسم كبير من أهل البيت الكبير يصطحبون نسائهم وأطفالهم وأمتعتهم
مغادرين ..

تبسم فهمي قائلاً : الأن أيها الشيخ ومن معك من المتهورين ، فكر جيداً بما سيحدث لكم .. لقد جئت لإنقاذ
حياتكم ، بيد أن غروروكم وغبائكم لم يزل مستحكماً فيكم ...

تقدم عماد الدين وتحدث مع شقيقه بحدة قائلاً : وفر يأخي تهديدك وارجع سريعاً فلعل روكسيللا الإنكليزية
اليهودية تفتقدك الأن ..

نظر لأخيه بكراهية : يحزنني أن أراكم تزهدون في حياة الرخاء والسعادة من أجل لاشيء! ..حسناً لعلكم
سترون عما قليل ثمرة مغامرتكم السخيفة التي ارتكبتموها البارحة ..

أنهى الشيخ عز الدين ذلك كله : يحسن ان تغادر أنت ومن معك فنحن مستعدون لكل شيء ..

هاه ..هل فعلتم ذلك حقاً؟! ... أيها الأغبياء ستعرفون عما قريب من هي سيدة القلعة والتاج ..ستعرفون
وهمز جواده الذي انطلق سريعاً وتبعه رجاله مغادرين الوادي بكامله ..

إتجهت مجموعة من العوائل الذين غادروا البيت الكبير مخترقين الوادي الواسع عبر هواء مثلج لايدرون أين يذهبون ..

نظر الشيخ عز الدين لعماد : حسناً ضع الرجال في مواقعهم .. هل أخبرت إبن عمر الفاروق ؟

أخبرته وهو مستعد لكل احتمال ، وقد أرسل يخبرنا انه ينتظر بعيداً عند الممر الضيق للوادي من الجهة

التي لايتوقعون أن يكون متواجداً بها ...

حسناً .. فلنتناوب الحراسة الليلة ، وضعوا ماتبقى من النساء والاطفال والشيوخ في الأقبية السفلى من البيت ..

أشار لأحدهم ..هيا ..هات حزم كثيرة من الحطب فلعل الليالي القادمة ستكون قارسة البرودة ..

نادت أم عبد العزيز على الشيخ من داخل البيت الكبير ، تقدم إليها وقد هدها الحزن على ابنها ..

هل هناك خطب ياأم عبد العزيز .أخفت دموعها قائلة .. لقد وضعت زوجته ..

صاح الشيخ ...هاه هذا خبر سعيد .. ونظر إليها مستفسراً ..

قالت : لقد جائت بتوأم ..طفل وطفلة ..

ماشاء الله .. ماشاء الله .. هل سميتميهما ؟

ليس بعد ..

هل تسمحين لي أن أكون انا من يجعل لهما إسماً ..

أخفت ضحكة حزينة قائلة وهمست بهدوء .أما الولد فقد كان عبد العزيز يريد ان يسميه على إسم أبيه

تبسم قائلاً ..حسناً دعيني أسمي البنت .. عائشة .. ما رأيك ؟ ..

الام : بكر وعائشة .. فليكن ذلك ..

عندما أراد الشيخ الإنصراف تذكر ، إلتفت للأم قائلاً .. هذه بعث بها محمود إبن عمر الفاروق لكِ ، لقد أوصاه عبد العزيز أن
يوصلها إليك ، وأخرج السكين الصغيرة من ثيابه ..

أخذتها واجهشت بالكاء وهي تغادر ...

.................................................. .................................................. ...........................................
Cant See Images

(( الحلقة الحادية عشرة )) ..

كان محمود إبن عمر الفاروق قد استغل الوقت جيداً ..

تأمل الممر الضيق الذي يخترق الوادي متجهاً إلى الجانب الأخر حيث ينبسط هناك ممتداً أمام تلال تشرف على البيت
الكبير والحديقة الخلفية الكبيرة والمسجد الكبير ...

نظر أحدهم إليه قائلاً : قوة الخيالة الشرسة التي لاتحركها القلعة إلا في الملمات الشديدة قد خرجت من مكامنها ولا
ندري أي الممرات سوف يسلكون ..

نظر إليه : كم لهم منذ ان تحركوا ؟

تقريباً ساعتين ...

ذلك يعني أنهم سيكونوا قرب الممر بعد ساعة واحدة .. هذا جيد ، ستكون الشمس قد أشرقت إن شاء الله هيا لاو قت
لدينا فخيالتهم سيأخذونا على حين غرة إن لم نعمل بسرعة ..

كان محمود حينئذ قد فرغ من كل شيء قبل ذلك ، فقد وضع كل كمية البارود الكبيرة التي معه في مدخل الوادي
ومخرجه خلال الممر الضيق ...آملاً أن تعبر القوة بواسطته ... وحين أصبح كل شيء جاهزاً خاطب مساعده : يجب أن
ننسحب الأن فمن المؤكد أنهم قد أرسلوا أمامهم مستكشفين للممرات من رجال فهمي الخونة كما هي عادتهم .

كاد الخطر يتفاقم لولا عناية الله ، وذلك عندما وصلت مجموعة من رجال فهمي ومعهم أخرين من مفتولي العضلات
يستكشفون الطريق أمام فرقة الخيالة ، وكادت ان تعثر على الكمائن التي وضعت في ممر الوادي ، لكن محمود قد
حسب ذلك جيداً فقد أمر بعض رجاله بالظهور من فوق تلة مرتفعة ، مما جعل هؤلاء يقوموا بملاحقتهم ، بحيث صرفوا
عنهم إنتباههم لكميات البارود التي خبأت في الممر بطريقة محكمة ..

جائت حينها فرقة الخيالة ، فرأوا فرقة الإستكشاف أعلى التل ..

صاح بهم قائدكم ..هل هناك شيء ؟ ..

الطريق آمن ياسيدي ، وقد كان هناك بعض الفرسان ، استطعنا إبعادهم عن الممر ..

رفع عندها سيفه ، وأمر مجموعة من المدافع الصغيرة بالصعود على رؤوس التلال والإقتراب

من البيت الكبير بقدر المستطاع ، وعدم إطلاق شيء حتى يعطيهم الإشارة بذلك ..

صاح بعدها بالفرقة التي معه بصوت عال : ياللعار ، أتدعون أنفسكم أبناء مخلصين لسيدة القلعة والتاج ، وتتركون
هؤلاء( وأشار للبيت الكبير ) يتعدون على أملاكها التي بذلت نفسها لحمايتها وحماية أهلها الشرفاء المخلصين لسيدتنا
سيدة اللقلعة والتاج .. أحرقوا البيت الكبير واقتلوا كل من يتصدى لكم إنهم إرهابيون خونة ، إجمعوا كل العذارى
والنساء الجميلات ، فرجالنا بحاجة إليهم ، وحافظوا على الصبية ، نريدهم خدماً لإسطبلات خيولنا ولبيوتنا ..

كان محمود يراقب ذلك كله من مكان بعيد ، منتظراً دخولهم جميعاً داخل الممر .. ولكن حدث شيء لم يكن في الحسبان
، فقد أمر القائد نصف قوته أن تعبر الممر وتوقف هو مع النصف الأخر ..

تسللت فرقة الإستكشاف من الخونة ومفتولي العضلات من خلف التلة ليلتقوا مع النصف الذي تجاوز بالفعل الممر..

عندها أشار محمود إلى مساعده أن يأخذ جميع الرجال ويذهب للجزء الخلفي من البيت الكبير خلال ممر ملاصق للسفح
الأخر من التلة ، تسلل بعدها ببطء ، حتى إذا مأصبح جوار طرف الشريط السريع الإشتعال ، إنكفأ على بطنه وحبس
أنفاسه وأخرج من جيبة عدة قداحات ..

أشار القائد لمن معه بالتقدم عبر الممر وهو ينشد مع رجاله ... الليلة سنثمل من كأس سيدتنا ... الليلة سنشرب كأس
الروم الاحمر ..سنشربه مخلوطاً مع دماء أعدائنا. سنشرب في نخب سيدة القلعة والتاج،أخرج بعدها راية حمراء ونشرها
فوق طرف بندقيته وقد بدا الصليب وعبارة سيدة القلعة والتاج واضحين وأعطى الإشارة بعبور الممر ...

وعندما اكتمل جميعهم داخله ، لم يوفر محمود وقتاً فأشعل الشريط السريع الإشتعال .. وعندها تحول الممر إلى أتون
ملتهب أكلت جميع من بداخله ، وارتج الوادي لشدة الإنفجار .. مما جعل أحدهم من الذين عبروا سابقاً يصيح : ضاع كل
شيء ... قائدنا ورجاله يحترقون ... الوادي كله يحترق .. لكن احد مفتولي العضلات لطمه بشده وصاح في وجهه : ايها
الجبان لم ينتهي كل شيء بعد ، سنكمل نحن مهمتنا ، هاهو البيت الكبير على بعد خطوات منا .. وتوجهوا سريعاً صوبه
بعدما انضم لهم الخونة من رجال فهمي ...

إندفع محمود عبر الطريق الذي تسلل منه وهناك وجد احدهم ينتظره ، قفز راكباً معه على ظهر فرسه وانطلقا صوب
البيت الكبير ...

وسرعان ماوصل الرجال الذين أشار لهم محمود بالذهاب إلى البيت الكبير ..

وهناك كان عز الدين وعماد الدين والأبناء محيطين بالبيت الكبير ..

كان في المقدمة رجال فهمي تقدموا ومعهم بنادقهم العثمانية ، صاح فيهم الشيخ عز الدين ومعه مجموعة من رجاله
كانوا جميعهم يمتطون ظهور خيولهم : أيها الكلاب الخونة ، هل وضعوكم في المقدمة لتكونوا اول من يقتلنا ...

صاح عماد الدين .دعني اتقدم ياشيخ عز الدين ، سأواجه هؤلاء الخونة بنفسي .. لكن أحدهم أطلق
فأرداه قتيلاً ، وعندها قام الشيخ عز الدين بإصابة بعضهم ، وقد لاذوا بالفرار ، لكن النصف الاخر من فرقة
الخيالة قد وصلوا ، وبعدها بثوان وصلت فرقة محمود إبن عمر الفاروق ورجاله .. ودارت معركة شرسة
قـُتل فيها الشيخ عز الدين ومجموعة من الأبناء .. وتمكن إبن عمر الفاروق بالصمود مع رجاله بالرغم
من نفاذ ذخيرتهم فاستعملوا السكاكين البيضاء ، ونالوا من الخيالة ومفتولي العضلات ، أما الخونة من
رجال فهمي فقد هربوا عند بداية إحتدام القتال ...

قام محمود ومن معه من الرجال بتحميل كل نساء وفتيات وشيوخ وأطفال البيت الكبير وغادروا بهم

خارج البيت الكبير ...

إخترق جميعهم الوادي ، ليتفرقوا بعدها في كل القرى المحيطة به ...

وكمن محمود إبن عمر الفاروق ورجاله ، إنتظاراً لمهمة قادمة ...

..........................
وصلت أم عبد العزيز لقرية بعيدة عن الوادي وهناك عند احد قريباتها ، إرتمت على الأرض وقد تقرحت قدماها من السير

الشاق وهي تحمل الطفلين .... بكر وعائشة ...

وهناك يبدأ فصل جديد من الملحمة العقدية المقدسة ...

فكونوا معنا في الحلقة الثانية عشرة إن شاء الله .. أخوكم العبد الفقير مؤلف ( اللص والكلب والشيطان ) أبو عائشة
عبد الرحمن بن سعود الشويعر .


رد مع اقتباس
قديم 12-22-2008, 12:48 PM   رقم المشاركة : 6
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

Cant See Images

الحلقة الثانية عشرة ..

إستمعت سيدة القلعة والتاج إلى كل ماقالاه روكسيللا الإنكليزية اليهودية وديمول الأشقر ..

شعرا بالإمتعاض وهما يشعران أنها تستمع لحديثهما عن كارثة المعركة الأخيرة دون ادنى اهتمام ..

تمعنت بعمق مرآة ذهبية بيدها ، وأخذت تتحسس التجاعيد التي حفرت وجهها ، ثم التقطت مشطاً وأخذت

تسرح به خصلة من شعرها الأبيض ..

أشارات لها وصيفة تجلس عند قدميها أن تمد أصابع يدها لتقوم بصبغهن ..

رمت بعصبية واضحة المرأة وخاطبتهما بحدة من خلال صوت أجش قائلة : سيد ديمول .. نصيحتي لك

أن تغير مهنتك من مقاتل شريف إلى سائس يعتني بجياد القلعة .. إنني اتلهف لأن أراك وانت تنظف

إسطبلات القلعة ..

حاولت روكسيللا التدخل ، لكنها نهرتها بشدة : أيتها الروكسيللا الفاتنة إن الفتنة والإغراء التي تتملككِ

كانت جديرة باستقطاب كل رجال وفتيان الوادي ... لكني اجد نفسي مكرهة أن أصدر حكمي الأخير عليك

فاأقول لك ، لعلهم قد زهدوا وملوا منك .. فلعلك أصبحت ثمرة متعفنة معلقة على شجرة خضراء جميلة ..

واكملت قائلة ... خمسون من رجالنا يُقضون في كمين واحد ، ثم تكملون حماقتكما ليجهز هؤلاء على

مجموعة اخرى من رجالنا ... ماذا بقي ديمول ؟! وأنت روكسيللا يجب ان تعلمي جيداً أنني لن أسمح

بهذه الحماقات ، أين فتياتك وأين ماأنفقتيه عليهن من القطع الذهبية ؟ ألم يستطع جمالهن وإغرائهن

أن يفض برجال إبن فاروق من حوله ..

نظرت بعدها بحدة لديمول : ربما سيكون هنالك تخطيط أخر ، لن نبقي الباب مفتوحاً لهذا المجرم كي

يقضي على جميع رجالنا ... أشارت لهما بعدها بالإنصراف ..

تقدم إليها منحنياً ، وقد قدمت يدها إليه .. قبلها قائلاً : هاهو ديمول ياسيدتي ينحني امامك ويعدك ان

يكون مخلصاً للقلعة والتاج ..سيكون سيفاً مسلطاً على كل إرهابي خارج عن طاعة أسياده المكلفين

بحماية الوادي كله ...

إنصرفا بعدها ، وقد تملكهما الفضول في معرفة الخطة الجديدة لسيدة القلعة والتاج ..

يتبع إن شاء الله... الحلقة الثالثة عشرة ...



--------------------------------------------------------------------------------
Cant See Images

الحلقة الثالثة عشرة ...

... أخيراً ، عندما هدأت الأمور في الظاهر ، وقد أصر بعض ساكني البيت الكبير البقاء وعدم المغادرة استجاب لها أم
بكر وعائشة ، وقد شعرت بالأمان ، بعدما غادرت أم عبد العزيز ومعها الطفلين .. لكن خوفها وقلقها لم ينتهي ، حيث أن
والديها الكبيرين في السن لم يستطيعا المغادرة فرأت البقاء معهما ومع أخيها المصاب بالشلل ...

........................
تقدم عبر الوادي ببطء باتجاه البيت الكبير ومعه ثلة من مفتولي العضلات .. توقف طويلاً يرقب البيت ويرقب بعض الدور
القديمة الملاصقة للتلال المحيطة بالوادي .. تابع تقدمه إلى الناحية الأخرى من الوادي ، وبعدما أصبح أمام البوابة
الكبيرة للقلعة ، تقدم إليه ديمول مُشيراً لمفتولي العضلات بالإنتظار أمام القلعة ، إتجها بعدها للداخل ...
كانت حينها سيدة القلعة والتاج ، تجلس في الشرفة المطلة على حدائق مترامية الأطراف تطل على جميع أجزاء الوادي
المجاور للقلعة ...
عندما رأت القادمان أشارت بأظفر أصبعها الطويل إلى الخادمات قائلة : يمكنكن المغادرة الان عزيزاتي فأنا أرغب في
التحدث إلى هذين السيدين المهذبين على انفراد..
تقدم إليها أولاً ديمول منحنياً وبعدما قام بتقبيل يدها ، تقدم إليها الأخر بعدما خلع خوذته من فوق رأسه مبدياً وجهاً
يميل كثيراً للقبح الممزوج بحمرة داكنة تدل على ان صاحبة يحمل في طيات نفسه الكثير من اللؤم ..

قالت العجوز بعد أن أخذت تربت على ظهر كلبها الأبيض الصغير : ديمول .. لقد ذكرت لك كثيراً إسم بيلفايف ، لابد أنك
تحوز على ذاكرة قوية لذلك كان اجتماعنا عصر اليوم لأعرفك على صديق قديم ولاأخفي عنك سراً ، أنني كثيراً
ماختلجت واهتز قلبي عندما أذكره ، وقد تجرأت كثيراً عندما رأيت أن تكون حاضراً معنا في هذا الإجتماع ..

عندها قفز بيلفايف من فوق مقعده منحنياً وأجاب بصوت هاديء ناعم من وراء شارب كث: أدعوالرب سيدتي أن اكون
بقدر المسؤلية ، وأن اكون قادراً على كسب رضاء سيدتي ..سيدة القلعة والتاج ..

هزت برأسها : أووه بيلفايف ، أنت تعرف جيداً مدى ثقتي بك ، أنت من سيخرجنا من هذه الورطة التي أصبحنا فيها
جميعا ً .. بحق أقول لك قد كرهت البقاء في هذا الوادي الكريه ، فقد فقدت الكثير من رجالي ديمول يعرف ذلك جيداً ..

طأطا ديمول برأسه صامتاً ..

نظر إليها بعمق قائلاً : فلتعلم سيدتنا جميعاً أن بلفايف وجميع مايملك من إمكانيات ورجال تحت أمرة القلعة والتاج ...

هزت برأسها مغتبطة بعدما نظرت لديمول بعين حادة ..

أخرج صاحب الشارب الكث على الفور خريطة مهترئة من سترته مخاطباً ديمول : هل تستطيع ياصديقي أن تشير لي في
أي من هذه البقاع يتواجد اليهود بكثرة ؟ ..

صاحت العجوز بصوت حاد ممزوج بدهشة : ومادخل اليهود في ذلك كله ؟!

أجاب بخبث : ستعرفين كل شيء في وقته ياعزيزتي ...

أووه سيد بلفايف أني لاأشك ولو للحظة واحدة في قدرتك ودهائك ، أعرف جيداً ..وهي تنظر لديمول.. أليس كذلك ؟

نهض بعدها منحنياً أمامها مقبلاً يدها التي مدتها له قائلاً : لولا سيدتي صاحبة القلعة والتاج لما كان بيلفايف يستطيع أن
يعمل شيئاً ..

أشارت بعدها لهما بالإنصراف ..

وفي الحقيقة أن بيلفايف لم يوفر وقتاً ، فاتجه من فوره إلى مقره ، وبعدما دخل الغرفة بصحبة ديمول أغلق عليهما
الباب وقرب المصباح الكهربائي الخافت منهما قائلاً له :هيا استمع إلى ياصديقي بكل عناية ، أرجوك لاتخف مني ،
إنني قادم إليكم كصديق ، لاتظن ديمول أني أطمع في أخذ القيادة منك إنك ستبقى ديمول الذي يخافه الجميع هنا في
الوادي ، لكني لن أستطيع أن أفعل شيئاً دون أن أعرف عدد اليهود المتواجدون في الوادي ومن هم رؤوسهم ..

نظر إليه بريبة ممزوجة باستفسار ..

لكنه فهم معني هذه النظرة فأجاب على الفور : ديمول ..صديقي العزيز ، إني أفهم العبرية جيداً ،دع ياصديقي كل
أصدقائك هنا في الوادي إنهم لن ينفعوننا بشيء ، لكننا سنستخدمهم كعيون لنا ، صاح عندها : هيا قف ياديمول
وابدأ في إرشادي كيفية الخروج من هذا الوادي الكريه عبر ممراته القذرة التي كانت سبباً في هلاك رجال سيدة القلعة
والتاج ، هيا إتجه بي إلى أكبر بيت من بيوت يهود ...

وما أن تلقت أذنا ديمول كلمة يهود ، حتى غادر مسرعاً يتبعه بلفايف ، وهناك إنضم لهم مجموعة من مفتولي العضلات ،
وساروا مخترقين الوادي وقد بدأ الليل ينشر رداءه ونسمات بدايات الصيف تهب متقطعة ، تحمل معها عبق رائحة الورد
والفل والياسمين ...

مستحيل أن نتمكن من وصف الرعب الذي أطاح بقلب اليهودي مناحم باراك ، وهو يرى ثلة من الفرسان يتجهون إليه
،عبر الطريق المتعرج المؤدي لأكبر حلة يقطنها يهود عرب وقليل من الأوربيين ... نادى بصوت مرتفع : راشيل ... رفقا ...
أليعازر ... أنظروا من جائنا ! هل تظنونهم جائوا لقضاء ليلة ممتعة عندنا ...

تمعن أليعازر في القادمين قائلاً : اللعنة عليهم ، إنهم ماجائوا في هذا الجمع إلا لأمر عظيم ..

يتبع إن شاء الله ... الحلقة الرابعة عشرة ...



--------------------------------------------------------------------------------
Cant See Images

(الحلقة الرابعة عشر)

..إستمع كل يهود الحي إلى هذه الرسالة العجيبة التي جاء بها بيلفايف برفقة ديمول الأشقر ..

نظر مناحم باراك ملياً إليهما قائلاً : إني أقدر هذا الصنيع ، إنه وعد من أصحاب العظمة والسيادة ..

أجاب اليهودي فنحاص وهو يمسح على عارضيه : إنه لعمل رائع أيها السادة ، ولكن ذلك يحتاج إلى جهد وإنفاق
كبير ... أليس كذلك ؟ ..

تمعن بيلفايف سحنة اليهودي بعمق ثم أجاب ..ياللعار أيها اليهودي الطيب ، إن لم تتمكن القلعة والتاج من توفير كل
مايحتاجه هذا العمل .. واطمئنكم جميعاً أن القوة والقدرة التي يتطلبها هذا العمل متوفرة إنها تدعم وبسخاء هذا التحدي
العظيم ...

تدخل مناحم وهو يشعل غليونه القذر قائلاً : هذا صحيح ، لوكان سكان الوادي والبيت الكبير من فئة الجبناء ، لكنهم
يعرفون جيداً فريضة قتالهم...

أثارت هذه الكلمات بيلفايف ، فتأمل اليهودي من خلال نظرات احتقار قائلاً له : من أنتم ومن هؤلاء أيها اليهودي الخائف
؟! إنكم تعرفون جيداً كما هم يعرفون أن ماتريده القلعة وسيادة التاج ورجالها يفوق كل فريضة تهذي بها ..

تدارك العجوز باراك نفسه مخرجاً غليونه من فمه قائلاً : أيها السيد الشجاع إن عددهم لايُحصى لذلك أعتذر إليك إن بدا
مني مايثيرك أو يغضبك ..

نهض سائلاً اليهودي العجوز مشيراً لديمول بالمغادرة : أخبرني بكلمات موجزة ولا تضيع الوقت ، كم عددكم في هذه
الحلة ؟ ..

نظر مناحم لفنحاص .. أعتقد اننا بضع مئات ليس إلا ، أليس كذلك فنحاص ؟ ..

اومأ اليهودي الأخر رأسه مظهراً موافقته على ذلك ...

أشار لجميع رجاله بالمغادرة ، وخرج من خلال الطريق المتعرج ، وقد وقف جميع اليهود بنسائهم وأطفالهم يراقبونهم ،
وقد ملأت الحيرة والطمع والخوف قلوبهم ...

...............................

قال بيلفايف : عزيزي ديمول ، دعنى أرى بعض العرب هنا الذين تعرفهم ..

أجاب على الفور : هناك فهمي ورجاله وبعض .. لكن بيلفايف قاطعه بحدة : إن هؤلاء خدمتهم جيدة ، لكنهم لن ينفعوننا
بشيء في الوقت الحاضر ..

نظر إليه بدهشة وقال: وهل هناك امل فيهم إن لم يساعدوننا الأن ؟

أشعل بيلفايف القبيح سيجاره الضخم وصرح قائلاً : إن هذه المرحلة لا تحتاجهم ، لكننا سنحتاجهم في وقت أخر ...

تأمله باستغراب مستفسراً ...متى ؟! ..

أجابه بصوت ناعم وهو يبتسم إبتسامته الخبيثة :ربما ياصديقي سنحتاجهم بعد خمسين عاماً ..

فغر ديمول فاه قائلاً : أقسم لك ياسيدي أنني لم أفهم مما تقول شيئاً ؟ ..

نفث دخان سيجاره الضخم وضغط على أسنانه قائلاً : من الأفضل حالياً أن لاتعرف شيئاً ...و سندعهم جميعاً لايعرفون
شيئاً ، ثم أشار له قائلاً : هيا جهز جميع قواتك لتنضم لقوتي فأمامنا ياصديقي عمل عظيم عظيم ..



--------------------------------------------------------------------------------

Cant See Images
(( الحلقة الخامسة عشره)
قال بيلفايف مستفسراً وهو يستقبل العشرات من الدفعة الأخيرة من شباب ورجال حلة مناحم باراك وماجاورهم من قرى :
من هي السيدة روكسيللا التي طالما سمعنا الكثير عنها ؟!

لكز مناحم اليهودي رفيقه فنحاص ليتولى الإجابة ... إقترب اليهودي منه هامساً بهدوء: إنها ياسيدي سيدة مهذبة
إنكليزية .. نعم إنكليزية ..تتمتع بالثراء والجمال والرقة ..


نظر إليه ضاحكاً : وماذا بعد أيها اليهودي المخلص ؟!

رمق رفيقه اليهودي بنظرة جزع مرتبكاً ..

جذب بيلفايف مقعداً بجانبه ثم جلس ماداً قدميه على طاولة صغيرة أمامه ، وبعدما أشعل سيكاره ، نفخ قائلاً : حسناً ،
دعوني أخبركم بما أخفيتموه عني .. إنها مومس كأنثى عنكبوت شبقة .. نظر إليهما بعمق ثم اكمل قائلاً : لاعليكم ..
نستطيع أن نجعل لها في مهمتنا مكاناً لائقاً ، ماقولكما أيها اليهوديان الطيبان ..

هز مناحم رأسه وقال: لعلك ياسيدي تعرف كل شيء ..

نعم اعرف كل شيء ولعلي لاأخفي عنكم سراً إن قلت لكم ، إنها تعتز وتفتخر بيهوديتها أكثر مما تفتخر بكونها من
رعايا سيدة القلعة والتاج ..

أجاب فنحاص : إن كانت السيدة روكسيللا في مهمتكم ، سيكون من السهل أن نعمل شيئاً كثيراً سيد بيلفايف ..

هز برأسه علامة الموافقة : لن ننسى ذلك ، وربما أعطيناها الأمر بالعمل فوراً ,,, سنصدر أمراً إليها لتجمع شمل الفتيات
اليهوديات ... إننا بأمس الحاجة إليهن..

قال مناحم باراك وهو يفرك يداه : إذن سوف تبدأ معركتك ياسيدي ؟

نظر بحدة إليه : لكننا لسنا راغبين في مواصلة المعركة ، لعلنا نفرغ قريباً من تأهيلكم لتولي المهام ثم ستتولون انتم
شئون الوادي والبيت الكبير وكل الدور التي على التلال ..

أجاب فنحاص وهو يرتعش: لكن ياسيدي هؤلاء قد اعتادوا على القتال ..

قفز من كرسيه صائحاً تقصد من أيها اليهودي الطيب ؟..

إنه محمود إبن عمر الفاروق فما عدنا نخشى غيره بعد المذبحة الأخيرة ..

مشى بخطوات بطيئة يتأمل الوادي الفسيح الذي أصبح تحت ناظريه وقد أذنت الشمس بالمغيب
في يوم صائف حار ، وهبات الهواء الدافئة تعبث بأشجار التين ولزيتون ..

إلتفت إلى اليهوديين قائلاً : محمود إبن عمر الفاروق ... هاه .. إن له لحساب عسير معنا ... وهل أستطيع
أن انسى إبن الفاروق هذا ... إنه قاتل إرهابي يعطل كل مشاريع المجد والعظمة للقلعة والتاج ،سأحطم جمجمته ، ولكن
ليس بيدي .. لن ألوثهما بدمه ... لدي من يقوم بذلك ..

تبادل اليهوديان نظرات الحيرة التي لم تدم طويلاً ، فقد ازالها بيلفايف صاحب الملامح القبيحة قائلاً :
سنقتله بيد أبناء عمه ...ثم أشار لليهوديان بالإنصراف ..

.................................................. .................................................. ..................................
Cant See Images
(الحلقة السادسة عشرة )...

.....كانت جرأة فهمي ورجليه المُخلصين غير كافية ، حينما وجدوا أنفسهم في مقر بيلفايف لما سمعوه مسبقاً عن
صاحب الملامح القبيحة ومايحوزه من خبث وقسوة ..

كان المكان مزدان بجميع مايتطلبه من الأثاث الثمين المعتق الذي حُمِل من مقر سيدة القلعة والتاج بعد مغادرتها الوادي
الكبير إلى غير رجعة ، وقد اوكلت المهمة لرجلها المخلص ..

أما بيلفايف فقد اعتاد كثيراً على رؤية رجال يشبهون كثيراً هؤلاء ، لذا فإن الرجل ذو الملامح القبيحة لم يأبه كثيراً
بتحياتهم الحارة وقبلاتهم اللزجة...!

أشار لهم بالجلوس قائلاً : حسناً ..أود أيها الرجال الشجعان أن لاتتكلموا حتى أكون انا من يطلب ذلك إنني اكره
الثرثارون .. بحق أقول لكم ..لا أكره شيئاً يعادل كرهي للثرثارون ..

نظر بعضهم لبعض مكتفين بالصمت ..

قطع ذلك كله قوله وهو ينظر إليهم بحدة ... من هو فهمي ؟ ..

قال فهمي : أنا فهمي ياسيدي قضيت جل عمري في هذا الوادي مخلصاً لسيدة القلعة والتاج ..

أشار إليه أن يصمت وخاطبه بحدة : كنت أود ان تعرفني بنفسك فقط ولاتزيد ، لعلك نسيت أنني اخبرتك أنني اكره
الثرثارون ..أليس كذلك ؟!

لاذ بالصمت هامساً ..عذراً سيدي .

أكمل بيلفايف حديثه المقتضب .. إّذن أنت فهمي وهذان رجليك المخلصين يسري ورجب ..

نعم سيدي ..

حسناً أيها الرجال المخلصون الطيبون ...ليس لدينا وقت كثير لنضيعه ... رمى بهذه الكلمات ثم نهض واقفاً وقد ضغط على
أسنانه بشده : إن مهمتكم تنحصر في هذا الذي يُدعى بإبن الفاروق محمود بن عمر ، إننا جميعاً نعرفه جيداً ...

أشار سريعاً لهم قائلاً : إن قتله سيسهل كثيراً مهمتنا ... أريده ميتاً ممزقاً لا أريدكم أن تاتوا به إلى حياً هل فهمتم ..

هز جميعاً برؤوسهم ، ثم رفع فهمي يده قائلاً : إنه محمود بن عمر الفاروق ، خصم عنيد ليس من السهل الوصول إليه
فحوله رجال أشداء مخلصين له ..

نظر إليهم بازدراء وصاح غاضباً : إن هذه مهمتكم ... إنها مشكلتكم ، قلت أريد قتله ، وستفعل أنت ورجالك كل شيء
لقتله ..

وقف يسري وتحدث بلهجة حادة : أقسم أيها السيد النبيل بأن اوامرك ستطاع ، فما من أحد يعرفه ويعرف من معه من
الجرذان كمعرفتنا نحن به ...

تبسم بيلفايف مبيناً لهم انه سُر بهذه الإجابة منهم ، لكنه تدارك قائلاً : لكنكم طوال هذه السنين لم تستطيعوا الظفر به ..

أشار لفهمي سامحاً له بالحديث ، فأجاب على الفور : إنه ورجاله متمرسون أشداء في القتال ..

أزاح بقبعته إلى الخلف قائلاً : أعرف ذلك ... لقد وقع في يدى كثير من هؤلاء ، لم تنفع القوة والمواجهة معهم ... لابد من
الحيلة ..أقصد الخداع والغدر ..صاح بعدها بغضب ..ياللعار أيها السادة الطيبون أتدعون انفسكم رجال وقادة هذا الوادي
،وتتركون هؤلاء الشرذمة يحتفظون بهيبتهم ، ليسلبوا منكم القيادة هل عرفتم أن السيدة المبجلة سيدة القلعة والتاج
وقبل رحيلها قد أوصتني بكم لتتولوا كل شئون القلعة والوادي ، وأيضا حديقتهم الكبيرة ومسجدهم الكبير ..!

صاح عندها فهمي قائلاً : أقسم أننا سنقتلهم ... سنمزقهم ..سنحرقهم ..ثم التفت إلى يسري ورجب أيها الرجال ، لماذا
نترك هؤلاء يأخذون كل شيء منا ، ولدينا أصدقاء مخلصون مثل السيد بيلفايف

أشار عندها بيلفايف لرجلين يقفان بالقرب منه ، فتوجها سريعاً ثم عادا وهما يحملان صندوق كبير ملىء بأكياس من
القطع الذهبية ...

قال بيلفايف : هيا اعملوا سريعاً ..


لم يتمالك فهمي نفسه فتقدم منه قائلاً :دعني أتشرف ياسيدي بمصافحتك .. إنني أعدك بأنك وفي اللليال القليلة
القادمة ستسمع ماترغب في سماعه وما تود ان تسمعه ...

أشار لهم بالإنصراف قائلاً :ليبارككم الرب أيها الرجال الشجعان ..

انطلقا بعدها مغادرين مقر بيلفايف ، متسللين عبر الوادي المظلم يتبعهم مجموعة من رجالهم ...

.................................................. .................................................. .................................................. ........
Cant See Images
((الحلقة السابعة عشرة ))) ..

ازدحمت الصالة بمرتاديها في الدار الجديدة للقوادة روكسيللا ، الإنكليزية الإنتماء ، اليهودية الأصل ، وكان فهمي
ورجاله متواجدين تلك الليلة وبقوة ...

أخرج فهمي بعدما ثمل مجموعة من القطع الذهبية وألقاها على رؤوس مجموعة من الفتيات الصغيرات فصاحت
روكسيللا : النصر والشرف لأبطال الوادي والبيت الكبير ، ثم عزفت الموسيقى ...

فُتحت البوابة التي تؤدي للصالة وتقدم من خلالها بعض الرجال ، وماأن أصبحوا جوار روكسيللا وفهمي ورجاله ، حتى
زعق أحدهم : يُشرف حفلكم أيها السادة الرجل النبيل والعظيم بيلفايف .. عندها ضجت الصالة بالتصفيق الحاد وتقدم
فهمي ليكون اول مستقبل له ، وما أن رأه حتى انحنى له احتراماً ...

إقترب من روكسيللا وهمس لها ببضع كلمات ، فتوجهت على الفور إلى شرفة تطل على ممر ضيق متعرج يؤدي إلى حلة
مناحم باراك ...

تأملها عبر إضائة خافتة في الشرفة قال بعدها : عزيزتي روكسيللا ، سوف تبدأون مشروعكم بعد يومين ألا تشعري
ياعزيزتي بالغبطة لذلك ؟...

حدقت فيه بخبث ودهاء وقالت بهدوء : سيد بيلفايف .الأمر لايستحق هذه الغبطة ، فنحن لازلنا في بدايات مشروعنا ..

أجاب : يجب عليك أن تعلمي أن رجالنا لم يعودوا كما كانوا ، من الضروري أن تتولوا انتم كل شيء ..

همست : كل شيء؟! ..نعم سيد بيلفايف ..كل شيء .. لقد أعددنا كل مايتطلبه ذلك ، ولكن لابد من مساندتنا في البدايات
أليس كذلك ...

أوه عزيزتي روكسيللا ، بالطبع سنفعل ذلك حتماً .. نحن مستعدون تماماً ..

سيد بيلفايف ، دعني اسألك سؤالاً ؟

نظر إليها بعمق من وراء عينين تحملان الكثير من الخبث قائلاً : سلي ماشئتي ياسيدتي ..

تشاغلت عن النظر إليه قليلاً ثم التفتت سريعاً ناظرة إليه بحدة : سيد بيلفايف ..هل انت تفعل ذلك كله من اجلنا أم من أجل
رغبة صاحبة العظمة سيدة القلعة والتاج ؟ ..

لم ينطق بأي كلمة للإجابة مكتفياً بصمت عميق ..

لكنها فاجأته بقولها : سيد بيلفايف أنت تعمل ذلك كله من أجل تعاليم التلمود والتوراة ، إنك رجل مخلص للقلعة والتاج ،
لكن إخلاصك لنفسك أكبر ... سيد بيلفايف أنت يهودي بولندي نشأ وترعرع في دولة سيدة القلعة والتاج هناك في
إنكلترا ..أليس كذلك ؟ ..

لم يشعر بالإضطراب من هذه الكلمات التي تفوهت بها روكسيللا ، بل انحنى إنحناءة عميقة أمامها هامساً لها : أنني
اعتز بذلك كثيراً سيدتي ، أنا وأنت أبناء مخلصون لصهيون ... يجب ان لايبقى هذا الأمر سراً لأطول من ذلك ... لقد حانت
الفرصة ..

في الحقيقة لم يشعر أحد بالضيق الشديد مثلما شعر فهمي ، وهو يراقب بطرف خفي كل من روكسيللا وبيلفايف وهما
يتناجيان في الشرفة ...

عندما احسا بذلك توجها للجميع وشاركاهم بقية رقصهم وثمالتهم ، حتى بدا في الأخير أن ما من أحد يرغب في البقاء
حتى تشرق الشمس ... وقبل مغادرة الصالة تقدم يسرى ورجب من بيلفايف وتهامسا ثم غادرا سريعاً ، بينما حُمل فهمي
إلى الغرفة الخاصة بروكسيللا وقد ثمل تماماً ..

............

كان محمود إبن عمر الفاروق أول من خرج من المكان المعد للصلاة ..بدأ الليل يسحب عبائته من وراء حمرة خفيفة للشفق
، وقد هبت النسائم فيها شيء من البرودة ، وبعض من قطع السحب المنخفضة تتراكض سريعاً أسفل سماء زرقاء ...

...............................
تسلل يسري في هذه الساعة من الجهة الخلفية ومعه رجلان ، بينما بقي رجب أسفل تلة مرتفعة ومعه ثلاثة من الشباب ...
تهامسوا قليلاً ، ثم عمدوا إلى بغلين يحملان بعض المؤن والبنادق والذخيرة قد حصل عليها رجب وهي في طريقها
لمحمود ورجاله ،بعدما قتل من يسوقها ... توجه الثلاثة يسوقون البغلين ، وبعدما أصبحا على مقربة من مكان
المجاهدين ، خرج إليهم مجموعة من الرجال وعند إشارة من محمود إنطلقوا تجاهه ومعهم الشبان الثلاثة والبغلين .. ساد
صمت عميق وهو يتأمل الشباب بعدما اوقفوا البغلين بعيداً عنهم .. قال لهم : لم نركم من قبل أيها الشباب ، إنها المرة
الأولى التي تجيئون فيها إلينا .. تقدم شاب وقال : لقد عُرفوا ياسيدي من كان يحضر لكم السلاح من قبل رجال فهمي ،
فرأى صاحبكم سعيد أن يستبدلهم بنا ...

همس مساعد محمود في إذنه مذكراً إياه بأنه يجب ان يكون حذراً ... تقدم بعض الرجال من الأسلحة والذخيرة الموضوعة

فوق البغلين ، وأخذوا يتفحصونها قبل أن ينزلوها وماكادوا ان ينتهوا حتى قفز شابين من الثلاثة والتقطا بندقتين من
البنادق قد وضعا عليها علامة، وأخذا يطلقان النار بطريقة عشوائية ، وبادلهم الرجال ذلك ، ثم تقدمت قوة من الوادي
فيها فرسان بيلفايف ورجال فهمي ، تمكن الرجال من قتل شابين ، بينما استطاع الثالث الهرب ، ودارت معركة حامية ،
لم يجد فيها فرسان بلفايف ورجال فهمي سوى الإنسحاب والهروب ، تاكرين بعض قتلاهم وجرحاهم في ساحة
المعركة ...

تبين بعد ذلك إصابة محمود بجرح خطير و مقتل مساعده أبى حفص ... حُمل إلى مكان بعيد وجرح ينزف ، وتم إيصاله إلى إحدى الدور في القرية التي بها الطفلان بكر وعائشة وجدتهم ....

الحلقة الثامنة عشرة من اللص والكلب والشيطان أضعها غداً إن شاء الله ... مع تحياتي الحارة لكم جميعاً

أخوكم ( العبد الفقير) أبو عائشة / عبد الرحمن بن سعود الشويعر... مؤلف اللص والكلب والشيطان .


رد مع اقتباس
قديم 12-23-2008, 11:01 AM   رقم المشاركة : 7
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

Cant See Images

(( الحلقةالثامنة عشرة ) ..

كانت شجاعة مجموعة من الفرسان ومفتولي العضلات غير كافية ، وذلك بعدما قرر ديمول تنفيذ أمر بيلفايف ...

قال بيلفايف لديمول بحدة : أخبرني بكلمات موجزة كم عددهم ، فالإعداد الجيد لهؤلاء ملزماً لنا ياصديقي قبل ان نقرر
مغادرة الوادي ..

ديمول وهو ينظر لبيلفايف بقلق : وهل هناك أي فرصة للقضاء عليهم في معركة واحدة ؟!

أجاب بيلفايف من خلال صوته الناعم : هناك امل كبير ياصديقي ، إذ في أطراف الوادي وقرب التلال المحيطة بالبيت
الكبير أكثر من سبعمائة مقاتل شديد المراس ، لقد أعدتهم لهذه الساعة ،لاأخفي عليك ديمول لقد مللنا جداً وقد حان
الوقت لنوكل الأمر برمته إلى اليهود الطيبون ...

تمعن ديمول بحدة الملامح القبيحة قائلاً : أنت يهودي سيد بيلفايف .. لاتنكر ذلك ..

إبتسم بهدوء ناظراً لمحدثه بعينين مليئتين بالحقد : نعم صديقي العزيز ، أنا يهودي ، ولاأخفي عليك حقاً أني أفخر
بذلك كثيراً .. ألسنا نحن أبناء الرب واحباؤه ، أليست دمائنا هي أنقى الدماء ... لاأخفي عليك ياصديقي أننا الحظ
السعيد لك ولغيرك ، فلولانا لخلقكم الله حمير وخنازير ...

تأمله بعد هذه الكلمات بشك وريبة كاظماً غيظه وأجاب بحدة : حسناً إذن الأمر هكذا سيد بيلفايف ..

نعم إنه هكذا وبكل بساطة ..هل تشك في ذلك ؟! ولما رأه قد سرح بفكره متأملاً من خلال النافذةالقلعة ، فاجأه على
الفور قائلاً : هاه .. أنت تفكر الأن سيد ديمول في العجوز الكريهة ذات التجاعيد أليس كذلك؟

أجابه على الفور بغضب وهو ينهض واقفاً : كيف تجرؤ أيها اليهودي النجس على التحدث عن سيدة القلعة والتاج بهذه
الألفاظ القبيحة التي تشبه وجهك ...

أجاب بهدوء دون انفعال : سيد بيلفايف ، أقسم بشرفي اليهودي أن اوامري هي التي سوف تطاع فما من مقاتل في
هذا الوادي سيتحرك دون اوامري ... إن اليهود الشرفاء قادمون من جميع أنحاء الأرض ، أما عرفت ذلك سيد ديمول؟!

تقدم عندها ديمول مقترباً من باب الخروج وهو يصيح بصوت عال مهدداً : سنرى أيها اليهودي الوضيع حقيقة ذلك كله ،
وتأكد إننا سنلتقي ثانية ، غادر بعدها مقر بيلفايف مخترقاً الوادي من خلال طرق متعرجة ومن خلفه مجموعة من مفتولي
العضلات ، نهض بيلفايف بعدها وزعق بغضب أمراً بعض فرسانه ..أرسلوا سريعاً لفهمي ، فليأتي هذه الساعة ، أريدهم
كلهم ، أريد هؤلاء الأوغاد سريعاً ....

..........................

غادر ديمول غرفة الإجتماع في مقر إقامته في أحد أجنحة القلعة تاركاً رجاله ، ووقف على الشرفة يرقب كل الوادي
المنبسط أمامه ، أخرج لفافته وعندما هم بإشعالها ، لاحظ مجموعة من الفرسان يتجهون عبر الممر الذي يؤدي لمقر
بيلفايف ، كانوا يسيرون بحذر محاولين بقدر الإمكان البقاء جوار الأحراش الكثيفة ... صاح منادياً لرجاله الذين جائوا على
الفور ، تأمل الفرسان قليلاً ، ثم أشار لأحد رجاله أن ياتيه بالنظارة المقربة .. وضع النظارة على عينية وهمس : حسناً
أيها السادة ، هؤلاء أوغاد الوادي يتقدمهم فهمي سنرى أين يتجهون ...

ولما شاهدهم يلجون مقر بيلفايف .. ضحك وهو يعطي المنظار المقرب لرجل جواره قائلاً : إذن هكذا أراد بيلفايف ان تسير
الأمور ، أستطيع ان اقول لكم باأصدقائي الأعزاء ، ان اليهودي القذر لم يكن عنده الشجاعة الكافية لنجتمع سوياً مع أوغاد الوادي ، أعدكم أني سأجعل هذا الصهيوني يدفع الثمن غالياً ..
قطع الحديث وصول القوادة روكسيللا وهي في كامل زينتها ، أوقفت عربتها أمام مقر ديمول ، وأشارت إليه بقبلة ..!

دعاها للصعود إليه ، لكنها فاجأته بقولها : سيد ديمول ليس لدينا الوقت الكثير ، أريدك في أمر هام ..

ولكن سيدة روكسيللا ألا نستطيع تأجيل ذلك ؟ ..

هزت برأسها علامة النفي ..

عرف ديمول أنه لابد من الذهاب معها فالأمر خطير ! ..

نظر إلى رجاله وقد بدوا قلقين ، فهم ذلك فكشف عن سترته مظهراً لهم عدة مسدسات ، إلتقط قبعته وهو يقول :
لاتخافوا من شيء أصدقائي الأعزاء ، فلقد عرفت جيداً ان قواعد اللعبة قد تغيرت ، وهذه اليهودية الفاجرة قد لايؤتمن
جانبها ، هرول مسرعاً باتجاهها .. إنطلقت بهما العربة مسرعة من خلال الطرق المتعرجة الملاصقة لحلة اليهود .. نظر
إليها بطرف خفي وخاطبها بهدوء : حسناً ..ماهو الأمر المهم الذي من أجله جئتِ إلي سيدة روكسيللا ، فكما ترين الجو
قائظ والشمس في منتصف السماء ! ..
شدت لجام جواد العربة مبدية بعض التوتر، وبعدما أوقفتها قفزت منها برشاقة ونظرت إليه بعمق قائلة : ديمول أصدقك
القول إنني بت أكره بيلفايف ...


ضحك بعمق : هاه ، أمن أجل ان تقولين لي ذلك قدمتي إلي سيده روكسيللا ؟

و هناك امر أخر يجب أن تعرفه جيداً ..

هيا ياعزيزتي دعيني أسمعه ..

أنه لأمر غريب أن يستحوذ بيلفايف بكل مراحل المشروع دون إظهار أي شيء من هذه المهمة ..

وماذا بعد روسي العزيزة ...

لقد شعرت أنه يكتنفه رغبة عارمة في التخلص منك ..

نظر إليها بحدة يستحثها على إكمال حديثها ..

أضافت : ياإلهي لا أستطيع أن اتخيل الساعات التي أقضيها مع رجاله ، إنهم كلاب نتنة ..

أوه سيده روكسيللا ، لكن الذي عرفته أن هذا من صميم مهنتك ...

نعم إن الأمر كذلك ، لكن ذلك كله يجب ان يكون من أجل دولة ملك أورشليم ..

حسناً ، وهل لي أن اعرف من هو هذا ملك أورشليم وماهي رايته ?..

رايته ؟! .. إنها نجمة لها ستة رؤوس ... إتجهت بعدها بعيد عن العربة وأخذت تنشد قائلة .. أيها الملك المبجل ملك
اورشليم .... إن أحبابك أبناء الله واحباؤه ينتظرونك .. طالت غيبتك أيها المخلص ..قم من كهفك واستيقظ من سباتك ..
لتحيي أعدائك من قبورهم وتنتقم منهم ... هيا أيها الملك العظيم فقد عانى أبناء الله من القتل والتشريد كثيراً .. خلص
الأرض من الحمير والخنازير .. لنهنأ جميعاً في ملكك وسطوتك ..

كان بيلفايف يراقب ذلك كله وليس عنده أدنى شك أن تكون العاهرة روكسيللا قد أصابها مس أو ضرب من الجنون ..

قفزت بعدها داخل العربة وأنطلقت بهما العربة سريعاً تلهب ظهر جوادها بسوط في يدها وأصواتهما من خلف العربة
بادية بوضوح .... إعلمي عزيزتي روسي أنه لايهمني كثيراً مجيء هذا الذي تقولين انه ملك أورشليم ، بقدر مايهمني
التخلص من القذر بيلفايف ، لن أكون تابعاً له ..هيهات ان يكون ذلك ..
حسناً سيد بيلفايف إن عدونا واحد .. إنه بيلفايف ..لابد من إزاحته ..نعم ، لابد من ذلك ..
لكن بيلفايف تفطن قائلاً : وماذا عن فهمي ورجاله ؟ ..

ضحكت بعمق قائلة ... تقصد هؤلاء الخونة الاوغاد ؟ ... إن مهمتهم انتهت عزيزي وقد حان وقت التخلص منهم ...

.................................................. .................................................. .................................................. .............


الحلقة التاسعة عشر...

نظر محمود إبن عمر الفاروق لمن كان حوله من الرجال متسائلاً : أين أنا الأن ؟

أثارت هذه اللهجة الحزينة سعيد المتخصص في بعث السلاح للمجاهدين فقال على الفور : أنت ياسيدي
في بيت يضم إبني عبد العزيز وجدتهم ، رفيقك في الجهاد ، إنها في الحقيقة خدعة قد نفذها إبن عمك
فهمي ورجاله ..إنه الخائن يسري ..

أشار لرجلين بجانبه متكلماً بصوت هزيل متوجعاً : أجلسوني كي أعرف مامعنى هذا كله ، من يجرؤ
أيها الرجال على اخترقنا سوى أبناء عمومتنا الخونة ... حسناً إذن هكذا أرادوها الأنذال ..

ماكاد يتلفظ محمود بهذه الكلمات حتى سقط رأسه على صدره ، استجمع قواه بكل صعوبة وقال : أيها
الرجال أكملوا مابقي من جهاد ..

أجاب أحدهم : هنالك حشود تقترب من الوادي ومن البيت الكبير سيدي ..

أشار سعيد للمتحدث ان يصمت وقال على الفور ... سيكون ذلك إن شاء الله ، إن ذكراك ستبقى
معنا في كل عملية مادام للصدق والإخلاص مكان في نفوس رجال قد عرفوا حقيقة قضيتنا ..

لم يطل الأمر ، فقد فاضت روح محمود بعدما نطق بالشهادتين ، وفي الوقت ذاته قاموا سريعاً
بمواراته الثرى ، وتفرقوا جميعاً من خلال ممر منخفض يخترق سهل منبسط مبتعدين عن البيت المتواجد
فيه الطفلين وجدتهم
... ......................................

قال فهمي : نحن الأن في وضع يسمح لنا جيداً أن ننشركل رجالنا في الوادي ، سنسيطر على كامل البيت
الكبير وجميع الدور الأخرى المحيطة بالتلال ، لن نترك شيئاً ..لقد تخلصنا من رؤوس هؤلاء الأغبياء
عماد ، عز الدين ، واخيراً محمود إبن عمر الفاروق ....يجب ان نكون في كل مكان ... نعم هكذا يجب
أن تمشي الامور ...

نظر إليه يسري قائلاً : هذا ماكنت اوشك ان أخبرك به ، سيتولى رجب الدخول للوادى ومعه رجاله من
الجهة الشرقية ، وسأدخل أنا من الجهة الغربية ، أما انت عزيزي فهمي فستتولى القيادة مع صديقنا
ديمول ، لعلنا نحتاج إلى فرسانه ...

قفز عندها فهمي من فوق مقعده وهو يصيح ... الموت للأغبياء ، حان وقتكم يارجال ، فنحن من سيمتلك
كل شيء ..أيها المقاتلين النبلاء تأكدوا من جميع أسلحتكم ، الويل لمن سيقف في طريقنا ... اقتلوا
ابطشوا ، لاتأخذكم بهم رحمة فنحن الأجدر بأن نكون حكام الوادي والبيت الكبير ...
إتجه فورا كل واحد منهم لرجاله وبداوا يستعدون للهجوم الكبير ....

..........

Cant See Images
عندما وجدت نفسها ثانية في مخدع بيلفايف همست له وهي تشعل له سيكاره : لقد رتبت كل شيء وأصبح
الكلب العقور ديمول في داخل مصيدتنا ، لاتضيع وقتا فهجومنا سيبدأ في الدقائق الأولى من شروق
شمس غد ...
إنطلقت منه تنهيدة مكتومة وهمس لها : أشكرك عزيزتي روكسيللا ، فإنت بحق من يمهد وبصدق لقيام
دولة صهيون ..
ضحكت وهي تلقي بنفسها فوق السرير : إن الإنكليزي القذر يدعوني بروسي .. كم أمقت هؤلاء ، لاأخفي
عليك إنني اتحين الوقت الذي أراه فيه يتشحط في دمه ، ولكن إنتبه سيد بيلفايف من رجاله مفتولي
العضلات فهم أقوياء شرسين ...

ضحك عندها قائلاً : لاتضايقِ نفسك أيتها الروكسيللا العزيزة ، فقد دبرنا كل أمورنا وعندما تدق الساعة
العاشرة هذه الليلة سترين كل مايثلج صدرك ، كل الذي أريده منك أن تؤدي صلواتك الحارة لكل حاخاماتنا
الطاهرين ، إنهم الاوفياء للتوراة والتلمود ، أشار لها بعد ذلك سريعاً أن تقف جوار زاوية المبنى وأن
تنظر جيداً ..

صاحت مندهشة : ماكل هؤلاء المقاتلين المحيطين بجناح القلعة سيد بيلفايف ؟

قال على الفور : إنها فرقة الموت التي خبأتها للساعة الأخيرة ، لن يستطيع احد منهم مغادرة جناح
القلعة ..وساعات قليلة ترين فيها ديمول الإنكليزي القذر مرتمياً تحت قدميك يتوسل الحياة ...

.................................................. .................................................. .................................................. ...................
Cant See Images

الحلقة العشرون...

فُتحت البوابات الخشبية للجناح الذي يقيم فيه بيلفايف والمخصص له في القلعة ، وتقدمت فرقة من فرسانه ، بينما بقي
جواره مجموعة من مفتولي العضلات ... تقدم هؤلاء جميعاً وأعين فرقة الموت التي عينها بيلفايف جوار جناح القلعة
ترقبهم ... وعند إشارة معينة إنطلقوا في أقصى سرعة ، حتى أصبحوا أمام البوابات الخشبية ..

إثر ذلك نادى ديمول بصوت عال على هؤلاء : ماهذا الذي يحدث أيها الرجال ؟! وهل لنا أن نعرف من أنتم وإلى أي
جهة تنتمون ؟ ..

حاول فرسان ديمول إستخدام أسلحتهم ، ولكن وبإشارة سريعة منه توقفوا ...

تقدم فارس من فرقة الموت ، وتحدث بلهجة صارمة : لدينا أوامر بعدم مغادرتكم القلعة هذه الليلة ، ومن الأجدر لكم تنفيذ
هذا الامر ...

قال ديمول وهو يرمقه بنظرة غيظ طاغ : هل انتم من رجال بيلفايف ؟

لايهمك هذا الأمر ، وإن استخدمنا أسلحتنا فلن يكون لنا ذنب ، فلا تجبرونا على ذلك ..

عندها أعطى ديمول الإشارة لرجاله بالهجوم وهو يزعق : سنرى أيها الأوغاد حقيقة ذلك كله ،سيعرف سيدكم اليهودي
القذر من هو ديمول ومن هي سيدة القلعة والتاج ..

عندها إقتربت فرقة الفرسان من فرقة الموت والتقيا أمام الساحة الكبيرة المقابلة للبوابات الخشبية للقلعة ... لكن عند
لحظة اللقاء قرر مفتولي العضلات التخلي عن سيدهم ، وبسرعة أجهزت فرقة الموت على فرقة الفرسان ...
اما ديمول فقد أصيب بطلق ناري في ذراعه ، فتدحرج هو وفرسه على الأرض ، فقامت فرقة الموت من فورها بتقييده
وحمله سريعاً لمقر بيلفايف ...
................................................
أشار بيلفايف لأحدهم أن يفك وثاقه ، ثم نظر سريعاً إلى روكسيللا قائلاً بصوت ناعم من وراء ملامحه القبيحة : هل
تعرفين عزيزتي هذا الفارس الشجاع الواقف أمامك الآن ؟ ..

لم تنطق بكلمة واكتفت بإخراج أصبع شفاه من حقيبتها ، وأخذت تمرره على شفيتها أمام مرآة صغيرة ..

حدق ديمول فيهما وهمس : إذن هكذا خُدعت ! .. لا بأس أيتها الداعرة القذرة ، سيكون حسابك عسيراً أمام سيدة القلعة
والتاج ...

ضحك عندها بيلفايف بعمق مقترباً منه وقال : ومن قال لك سيد ديمول أنك ستعيش لتخبر عجوزك ذات التجاعيد ، لتوقع
العقوبة على العزيزة روكسيللا ؟ ! ..

لبث ديمول واقفاً من دون حراك لأكثر من دقيقة ، وعندها أخرج بيلفايف مسدسه ووجه طلقة إلى رأسه فخر سريعاً تحت
أقدام روكسيللا ....

...................................

نظر بيلفايف إلى جميع المجندين من الشباب والفتيات وصاح فيهم : حسناً ياأبناء داوود ..ياأبناء صهيون
قد حانت الساعة الحاسمة ، فلا أحد غيركم أجدر بامتلاك الوادي والبيت الكبير .إن جميع هذه السهول
والتلال ملك لنا ، إنها أرضنا وأرض أبائنا وأجدادنا ..ثم أشار سريعاً إلى نافخ البوق الذي مسك ببوقه ونفخ فيه ...

تحركت على الفور مجموعات من الرجال والشباب والنساء والفتيات يتقدمهم بيلفايف واخترقوا الوادي الفسيح بقوة
كبيرة يتقدمهم فرقة تسحب خلفها مدافع صغيرة ...

تقدم بيلفايف ذو الملامح القبيحة تسير بجانبه روكسيللا التي قالت بنبرة عالية :أبواب البيت الكبير تهتز وهاهي تسقط
امام الرجال الشجعان ... هيا أبناء صهيون حققوا أمجادكم ، إن الرب يرعاكم إنكم أبناءه واحبائه ..أه أرى من الصعب
علي سيد بيلفايف أن أنظر لهذا كله من بعيد ، سوف أتقدم لقد حُطمت الأبواب ...

نظر إليها بحزم وصاح ..هيا روكسيللا العزيزة فليس الوقت مناسباً للشفقة والرحمة أمام إراقة الدماء وتقدم معه فرقة
الموت وتسلل من خلف الحديقة الخلفية ، واخذ يقتل هو ورجاله دون تفريق .. قُتل الشيوخ والاطفال وبُقرت بطون النساء
الحوامل ...

.................................................. .................................................. .....................................

تقدمت روكسيللا يسير بجانبها بيلفايف ومن أمام ساحة البيت الكبير قالت له : ماظنك سيد بيلفايف، لقد
تناهى لنا أن هؤلاء استنجدوا بجميع أهليهم في القرى والبلدات المجاورة وهم يعدون لهجوم كبير علينا .

جذبها من ذراعها بشدة واحتضنها بقوة قائلاً لها : لاتخشي شيئاً عزيزتي فحلفاؤنا لن يتركونا ..

وفي الحقيقة قد شعرت القوادة روكسيللا بقرف شديد وهو يضمها وقد بدت رائحة كريهة تنبعث منه ،
لكنها أخفت هذا الشعور عنه وهمست : إنك وبحق ، بطل سيد بيلفايف ، كم ستذكرك الأجيال القادمة ،


أنت سيد بيلفايف من مهد لقدوم المخلص ملك أورشليم ..إنطلقت بعدها أمام الساحة تنشد وبصوت عال جذب جميع
الرجال والنساء الشاب والفتيات : هيا أيها الملك المبجل ..هيا سيد أورشليم أخرج من غيبتك وتعال
مع رجالك المخلصين ... نكاد نراكم وأنتم تمتطون ظهور الجمال .... لقد عانى شعب الله من الظلم
والإضطهاد ... هيا لننتقم معك من جميع اعدائنا ..... أدركنا ملك اورشليم ... أدركنا ملك أورشليم
وأخذ الجميع يردد ورائها العبارة الأخيرة بكل حماس مصحوب ببلاهة وخوف...

يتبع / الجزء الثاني ( اللص والكلب والشيطان ) تأليف العبد الفقير / أبو عائشة ..عبد الرحمن بن سعود الشويعر


رد مع اقتباس
قديم 12-24-2008, 11:12 AM   رقم المشاركة : 8
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

الحلقة الأخيرة من الجزء الأول من( اللص والكلب والشيطان )
Cant See Images

إلتفت بيلفايف إلى روكسيللا ، وهما في أكبر جزء من البيت الكبير في الشرفة المطلة على الساحة ، وقد بدأ
المساء ينشر عبائته ...

دخل عليهما شاب وفتاة وهما يحملان مصباحيين مشتعلين ، وضعاهما جوارهما بهدوء..

أشارت لهما روكسيللا بعدها بالمغادرة سريعاً ...

قال بيلفايف : إن معركتنا لم تنتهي عزيزتي روكي ، وأنا بالرغم من كوني متيقن تماماً أن الأمور ستسير كما أردنا ، ولكن هناك جزء بسيط لابد من معالجته ..

قالت روكسيللا وقد أدهشها ذلك : وماهو هذا الجزء البسيط عزيزي بيلف ..

أوه حبيبتي روكي ، سترين كل شيء في وقته، فإنني متيقن أن فهمي ورجاله لفي أشد الشوق للقائنا ..
والحقيقة أن ذكر فهمي امامها جعلها تحس برعدة بسيطة ..

لم تفت هذه الرعدة بيلفايف مما جعله يكمل حديثه بسرعةً :: إنك يهودية شريفة عزيزتي روكسيللا ، فلا أرى أن يكون
هناك داع لشيء آخر يبقى في نفسك ..

أجل ، يجب ان أكون كذلك ، وثق أن بقايا حبه في قلبي لن تقف عائقاً أمام حلم صهيون وملك أورشليم ، هيا أيها
اليهودي المخلص لاتتردد فكل شيء يجب ان يسير كما يريد رب ملك اورشليم ..

وبسرعة بعث بيلفايف إلى فهمي ورجاله للحضور ...

.................................................. .................................................. .........................


صاح فهمي بصوت عال على أبناء عمومته : هيا أيها الأعزاء ، الليلة سوف نهبط الوادي لأول مرة ونحن حكامه ،
سيكون كل جزء في البيت الكبير لنا ..

لكن رجب قاطعه قائلاً : إن من في الوادي عددهم يفوق كثيراً عدد رجالنا ، وبالرغم أنهم أصدقاء لنا لكنني أخشاهم ..

إن كان لابد أن تعرف رجب من دعاني لتسلم الوادي والبيت الكبير ، فهو سيد بيلفايف صديقنا الذي فعل كل شيء من
أجلنا .إنها الصداقة التي سيخلدها هذا الوادي ...

انطلقوا جميعهم وأسلحتهم معهم باتجاه البيت الكبير مخترقين أوسع الطرق المؤدية إليه في الوادي الوسيع ..

ردد يسري وهو يسير جوار رجب : تُرى ماذا ينتظرنا هناك ؟!

همز رجب جواده قائلاً : لنرى أين يذهب بنا هذا الأبله ، فهو عما قليل سيكون القائد والرئيس ...

أصبح الجميع أمام الساحة الفسيحة للبيت الكبير ...

ترجل من جواده قائلاً لهم : ياأبناء العمومة الاحرار ، أبقوا هنا ريثما أعود من مقابلة سيد بيلفايف ..

إنطلق فهمي ورفيقاه رجب ويسري في طريقهما للشرفة الكبيرة ، عندما أشار لهم أحدهم أن يتجها عبر ممر يفضي

للجناح الكبير في البيت المؤدي للشرفة وقد أضاءه القمر ..

عندما لمح روكسيللا صاح : روكسيللا حبيبتي ، انت من ساق لنا النصر ، لو كان هناك بطل حقيقي فأنتما البطلين ،
سنعلم ابنائنا أي نصر سقتماه إلينا أيها الاحرار .. ,وكم أسعدني التخلص من الحقير ديمول ، كم كان يزدرينا ويحتقرنا ..

ركضت واحتضنته وهمست له : حبيبي وعشيقي فهمي ... كل شيء على مايرام ..

أشار لهم بيلفايف بالجلوس وهو يقول لهم : وماذا سيلي ذلك أيها الرجال الأوفياء ؟..

قفز عندها فهمي من مقعده وانحنى بكل خشوع واحترام قائلاً : سيعتبرك شعبنا العظيم سيد بيلفايف إنك المنقذ لهم من
زمرة من الأشرار الإرهابيين ظنوا انهم أفضل منا جميعاً ..

هز بيلفايف برأسه وهمس له : إنني كمقاتل شريف أرى أنني ملزم بكل ماتحتاجونه في هذ الوادي ..

صاحت عندها روكسيللا : هيا أيها السادة فليبدأ حفلنا الكبير ثم رمت بنفسها في حضنه قائلة : أيها الرئيس المبجل إن
روكسيللا تهنئك بمنصبك الجديد ..

لم يتمالك فهمي نفسه أن قال : أوه حبيبتي روكسيللا ، سأجعل منكِ سيدة الوادي الأولى ..

عندها فُتحت الأبواب ودخلت فرقة موسيقية متواضعة وأخذت تعزف الألحان الراقصة ، فما كان من فهمي إلا أن أخذ بيد
روكسيللا واخذا يرقصان ...

قدُم العشاء وفُتحت زجاجات الخمر ... وانتصف الليل وجميعهم في سهرتهم ... وبعث بعشاء ودنان خمر
لرجالهم في الساحة الفسيحة . وقد ثمل جميعهم تحت ضوء القمر وهم يراقصون الفتيات اليهوديات ..

أخذ الخمر من فهمي وصديقاه منتهاه ، توجه بعدها برفقة روكسيلا إلى غرفة ذات فراش وثير قد أعدت لهما مسبقاً .
مع خيوط الفجر الأولى توجه بلفايف يرافقه رجلين للغرفة الوثيرة ..
طرق الباب بهدوء ..فتحت عندها روكسيللا الباب وأشارت له مغادرة وهي تقول : لقد انتهينا من كل شيء إنه الأن نائم
ثمل ، انت وشأنك معه.

أشار بيلفايف للرجلين ، فدخلا المخدع وفي يد احدهما حبل .. كان فهمي عارياً تماماً وقد غط في نومه ، قيد أحدهما
يداه من الخلف بحركة سريعة ، ووضع الأخر الحبل حول عنقه وشد عليه وهو يهمس له في إذنه : هيا أيها الفتى ، لقد
كان لك يومك وهاهي شمسك تغرب ... لم يعد أبناء الله وأحباؤه بحاجة إليكم بعد اليوم ...

وقـُتِل كل من رجب ويسري وهما ثملان وحملت جثث الثلاثة إلى قبو من الأقبية ... وهناك طُمر عليهم التراب وقد وقف
بيلفايف وروكسيللا يؤديان عليهم الصلاة ..
همست روكسيللا وهي تراقب بعمق التراب وهو يُخفي عشيقها فهمي وصاحبيه : لتكن جهنم دارك أيها الحبيب
فهمي ..لتدفن مثل كلب أجرب خائن ... ليقطعني رب ملك اورشليم قطعة قطعة إن كنت سأترك قلبي وحبي يغلبان
أقوال حاخامتنا الأطهار الامجاد رعاة شعب الله المختار ، مسحت بعدها دمعة على خدها وتقدمت واضعة وردة على قبر
حبيبها وعشيقها ..!

وتم القضاء على جميع رجالهم أمام الساحة وهرب منهم من استطاع الهرب ....

......................
أشرقت الشمس مشرقة ترسل بأشعتها الدافئة فوق السهول ، وقد جلست روكسيللا في الشرفة ، وقد وضعت امامها
أوراق كثيرة وأخذت تكتب ... عزيزتي راشيل .... عزيزتي مونيكا ... عزيزتي رفقه ... عزيزي إسحاق ويعقوب .. هيا
ليحزم كل منكم حقيبته .. توجهوا إلينا سريعاً ، فلقد أصبحنا السادة وأصبحنا نملك كل شيء .. وهانحن نضع اللبنة
الأولى في هيكل ملك اورشليم ..... ليمجد الرب شعبه المختار ..

من أرض الميعاد إلى بولندا وروسيا ... روكسيللا .

..( نهاية الجزء الأول من ( اللص والكلب والشيطان) تأليف العبد الفقير / أبو عائشة .. عبد الرحمن بن سعود الشويعر

.................................................. .................................................. .................................................. ......................

Cant See Images
الجزء الثاني من ( اللص والكلب والشيطان ) الحلقة الاولى ..

..(( بعد سبعة عشر عاماً ))...

قالت الجدة : حسناً ياعائشة ، سألبي طلبك وانزل معك للسوق الصغير لأشتري إليك رداء جديد بدلاً من هذا الذي عليك ،
ولكن يجب عليك أن تسرعي بغسل ملابس أخيك بكر ..

ترقرقت عينا الفتاة الصغيرة بالدموع وقالت ، لم يبق لي ولك في هذه الدنيا سوى بكر ، إن ذكرى أبي وأمي ستبقى
مادام الحب يجمع بيننا نحن الثلاثة ، ولكن ألا ترين ياجدتي ان ذهاب بكر للإنضمام للمجاهدين جاء مبكراً ..

أشاحت الجدة بوجهها قائلة : ولكن بكر إعتاد على التدريب ياعائشة ، وهؤلاء اللصوص يتحين المجاهدين ساعة القتال
معهم ..

إن كان الأمر كذلك فيجب أن تعديني للقتال معه ..

ليس لدي الوقت للقيام بذلك ، فقد كبرت وأتحين ساعة الفراق يابنيتي ..


ركضت عندها الفتاة ورمت بنفسها على صدرها واحتضنتها بقوة ..

.............

نظر الشاب بكر إلى القائد علي وهو ينزع ملابس التدريب قائلاً :أخبرك ياسيدي القائد بانني حين أنزع عني ملابسي
هذه تُخلع عني كل رغبة في الحياة ، كم اتوق لعملية تكلفني بها فقد سئمت التدريب ..

نظر إليه القائد علي الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره وقال له مداعباً : إذن إنطلق ببندقيتك هذه أيها الشاب الشجاع ،
وتقدم للبيت الكبير من خلال الوادي ودعهم يقتلونك ، إعلم يابكر أ ن ساعة وضع الكمائن والتسلل إليهم لم تحن بعد ...

هذا صحيح أيها القائد ، ولكن بربك لاتبخل علي بأول عملية ضد هؤلاء الملاعين الجبناء ، إنه لم تزل ماثلة امامي مذبحة
البيت الكبير ، وكيف أنسى أمي التي مزقوا أشلائها ، وكيف أنسى جدتي وجدي وقد ذبحا من الوريد إلى الوريد كما
سمعت بذلك من بعض الناجين ... لا لن انسى سيدي القائد ..

أجاب القائد علي وهو ينهض معطياً الإشارة لمن معه من الرجال : ليس لدي الوقت عزيزي بكر لتبادل الحديث معك ،
لاأخفي عليك كم هو ممتع الحديث معك ، لكنه حديث يقطر بالأسى لمقتل أهلينا في هجوم البيت الكبير ، وهذا مالانريده أن يسيطر على نفوسنا ، فقضيتنا اكبر من ذلك ...

....................

نظر بيلفايف بحزن إلى روكسيللا وقد زادت السنين قبح ملامحه ، وقد وقفت عربة أمام ساحة البيت الكبير ثم همس
بضيق : هيا عزيزتي روكسيللا فقد حانت ساعة الفراق ولتنطلق كل شياطين الأرض معي ، فقد انتهت مهمتي وعلي أن
أعود لبلاط سيدة القلعة والتاج .إنه محتم علي ان اعيش بقية عمري مع هؤلاء الأغبياء القذرين أتباع المسيح المزيف ..

قطعت حديثة بنبرة حزن وقد تسلل البياض إلى معظم شعرها وتأوهت قائلة : كيف حدث ذلك سيد بيلفايف كيف يجرئون
على استدعائك ، لا أكاد اتصور الوادي والبيت الكبير من دونك .. آه لا استطيع تحمل ذلك أيها السيد النبيل ..
أجاب وهو يركب العربة : نعم سيده روكسيللا ، أنا يهودي إنكليزي ، قد انهيت مهمتي كما أرادها الرب لكن لاشيء
أسمح له أن يعترض طريقي .... وداعا روكسيللا العزيزة ..وانطلقت العربة مخترقة الوادي الوسيع يتبعه ثلة من الفرسان
المدججين بالسلاح ...

كانت فرقة من المجاهدين تراقب العربة وهي تخترق الوادي لتتجه إلى ساحل البحر ، كان يتقدمهم القائد علي وكان
فيهم بكر ...

تأمله بكر العربة بحدة وصاح : قل ياسيدي القائد بأي حق يبقى هذا السافل القذر طويلاً ، ناشدتك الله دعني أتمكن
منه ، سأجعل من لحمه النتن طعاماً لكلاب الوادي ..

جذبه علي من يده وأشار لبقية الرجال : هيا يارجال علينا بالمغادرة ، فالهجوم على هذا الكلب الأن غير مناسب ، إنه
يرحل إلى غير رجعه ، وسيكون حساب من هم في البيت الكبير عسيراً ...

..........

إنتهت فترة التدريب لبكر وقد تقدم في ذلك الصباح القارس البرودة من القائد علي ، وقد ارتدى سترة الكمائن ،مد يده
وصافحه وهو يقسم قسم الولاء والطاعة : أقسم أيها القائد بأن اوامرك ستطاع ، فما من يهودي وغير يهودي سيثنيني
عن أمر تصدره إلي ... تقدم بعدها مغادراً في الطريق المؤدية إلى البوابة التي تفضي إلى الوادي ذاهباً لبيت جدته ..

ناداه القائد علي وأخبره أنه سيقوم بزيارة له في المساء ....

.....

عند عودته للبيت ، أمر شقيقته التوأم بإحضار شيء من الطعام .. أخذت جدته تراقبه وهو ياكل طعامه بشوق وحنان
كبيرين ، وأخذ يحدثهما عن فترة التدريب وعن القائد علي ... دهش الشقيق منهاوهو يرى ملامح البشر قد طفحت على
وجهها عندما سمعت باسم علي بالرغم أنها لم تره ولم يرها سوى مرات قليلة ، ولما رأى بكر مقدار الفرح الذي ملأ
قلبها أضاف قائلاً : إنه سيزورنا هذا المساء ، ولا أدري ما مناسبة ذلك ...

إنطلقت منها تنهيدة مكتومة وركضت داخل البيت الصغير متجهة لأحد الغرف وأغلقت على نفسها الباب. تبادل الشقيق
وجدته نظرات إستغراب وحيرة .....

(( يتبع الحلقة الثانية من الجزء الثاني) إن شاء الله .


رد مع اقتباس
قديم 12-25-2008, 12:30 PM   رقم المشاركة : 9
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

Cant See ImagesCant See Images

الجزء الثاني ( اللص والكلب والشيطان ) الحلقة الثانية ..

..كان المشهد رائعاً ، وفي الوقت نفسه كان مخفياً عن الأنظار ، حيث شوهد القائد علي وهو يحمل معه على ظهر جواده
عائشة ..
ودعهما بكر وفي عينيه دموع حزن وفرحة .. فهاهي شقيقته التوأم تذهب مع زوجها ، بعدما وافق هو وجدته على
إقترانه بها، بعدما زارهم الزيارة الأخيرة في بيتهم الصغير.

رفع الرجال ومعهم بكر راية جهادهم مودعين قائدهم الذي سيغيب بضع أيام مع عروسه ...

.................................................. ..........

تراكضت الأيام والليال والسنين ، حتى توقفت قليلاً ، عند يوم قد أشرقت فيه الشمس حمراء باهتة ترسل بأشعتها
الحمراء فوق التلال والدور والبيت الكبير ،وهبات الهواء القارس البرودة تهز أشجار التين والزيتون وقد بدت في الأفق
قطع بيضاء صغيرة من السحب تتجمع جوار سحاب أسود كثيف أوشك ان يلف الوادي كله ، وقد بدأت قطرات من المطر
تنثر مائها البارد فوق السهول والتلال .. وماكاد ان ينتصف النهار حتى تحولت قطرات المطر إلى نتف من الثلج ...

تقدم بكر أمام مجموعة من رجاله قائلاً : أيها الرجال ، إنها هزيمة مؤقتة لهم ، وحلفائهم يدعمونهم الأن بانواع من
السلاح لم نكن نعرفها من قبل ..

تقدم عندها شاب في الثامنة عشر ة تقريباً من عمره قائلاً : حلفائهم بالطبع لن يتركوا هزيمة مثل هذه ، ومن المؤكد
أنهم يعدون سوياً لهجوم قريب ..

نظر بكر لابن أخته الذي تفوه بهذه الكلمات وأجابه على الفور : إنهم بالتأكيد يتهيئون لهجوم قريب ولكن إعلم ياعمر
يابن أختي العزيزة ، أننا لانتوق كثيراً إلى معركة قريبة معهم ...ثم أشار للرجال بالتفرق سريعاً .. وانطلق مع ابن أخته
عائشة صوب مكان القائد علي ...

عانقت إبنها عمر وشقيقها بكر قائلة : إنه نائم ، قد أرهقته كثيراً معركتكم الأخيرة ..

إندفع عمر بحدة قائلاً : ليس إثماً أن نُرهق جميعاً ياأماه ، إن الأثم هو ان نتراخى ، إلى متى وهؤلاء يعيشون بيننا ؟! ..

جذبت غطاء رأسها وجلست بجوارهم تقدم لهم الطعام ...

تمعن في رأس امه ..ياإلهي ... لقد كَثر الشعر الأبيض في رأسك ياأماه ..أعادت بسرعة غطائها ، ساكبة قليل من

الماء البارد فوق رأسه ... قفز بعيداً عنها ، مما جعل خاله يغرق في الضحك ..

قالت عائشة وهي تقترب من أخيها : ألا ترى أن الوقت قد حان لعلي أن يستريح ..


وما أن سمع ذلك حتى صاح في وجهها : أيتها المرأة لما تصرين على تردادك لهذا الكلام ، اما علمتي بأني طلبت منه
ذلك مراراً ، لكنه يصر قائلاً : أتوق أن أ ُحمل جثة من ساحة القتال ..

خرج من غرفته يسير بمشقة واضحة بعدما سمع كل مايدور بينهما بشأنه.متحدثاً بانفعال قليل ممزوجاً ببعض الضحكات:
أنقذاني .. أنقذاني من هذه المرأة التي تُدعى عائشة ، فهي لازالت تلح علي بعد كل معركة أن أدع الأمر لكما ولبقية

الرجال .. مارأيكما ؟!..

تقدمت إليه محاولة من خلال حديث هادىء إقناعه : إعلم ان شجاعتك لن تستطيع أن تجابه أسلحة حلفائهم التي جائوا
بها ، دع القتال للرجال وابق أنت للتخطيط لكل معركة ...

إن كان ذلك يريحك فسوف أفعل ذلك ولكن من بعد ان أ ُحمل ميتاً من بعد معركة ..

إكتفى عمر أمام هذه المشهد بالصمت بينما تقدم بكر قائلاً له : علي ..دعني أقول لك بما لاترغب في سماعه : لقد
لاحظت في هجومنا الأخير أن إصابتك القديمة قد تفاقمت ، ولولا فضل الله لفقدناك، انت تعرف ذلك ..

همس وهو يتهاوي جوارأريكة بجواره وقد داهمه ألم شديد في ظهره من جراء الإصابة القديمة: لن استسلم سأظل مقاتلاً
لأخر يوم في حياتي ..

لكنه تدارك فجأة وهو يقاوم الألم الشديد الذي استبد به قائلاً وبنبرة تدل على تغير صوته بوضوح واضحاً فيها نبرة
امتثال عميق ...يبدو أنكم محقين في ذلك ، سأنظر في هذا الأمر وسأكتفي بالتخطيط لكل هجوم ، ولكن بعد المعركة
الأخيرة القادمة ..أعدكم بذلك .. إذهبا الأن للرجال وانتظرا أوامري الأخيرة ، إنني بحاجة ماسة للراحة ... نعم أحتاج
للراحة قبل المعركة القادمة ...

عانقتهما قبل أن يغادرا ، وقد ضمت كثيراً إبنها الوحيد الذي لم تنجب غيره ، بعدما أصيب علي بطلقة في ظهره ،
جعلته عقيماً لاينجب من بعد مجيء عمر ..

.................................................. .................................................. .................................................. ...................
Cant See Images
الجزء الثاني من ( اللص والكلب والشيطان) الحلقة الثالثة ...

....ترقرقت عيون جميع من كان يحوط بفراشها ، في الغرفة الوثيرة ..!... وقد علت صفرة الموت وجهها المتغضن

إقترب منها حاخام قد تدلت من عنقه النجمة ذات الستة رؤوس وهمس بهدوء : إن ذكراك ستبقي أيتها
القديسة روكسيللا .. ! ...... لن ينسى أبناء الله واحباؤه ماقدمتيه لهم ، إنك وبحق من مهد على الأرض المقدسة
عودة ملك أورشليم ، أنتِ من أعطيتي لشعب الله المختار القدرة على إنتظاره ... !

نظرت إليه من وراء عينان ذابلتان وبالكاد تفوهت : لم نكن لنفعل ذلك لولا الشوق الذي يملأ قللوبنا
في رؤية طلعته البهية ، إنه المسيح الحقيقي ملك أورشليم كأني أراه وهو قادم يتقدمه رجاله العظماء ، يمتطون ظهور
الإبل ، سيعرف العالم أجمع حقيقة المسيح المزيف الذي ادعى عظمته وقوته ، فكانت عقوبته أن صُلِب على صليب من
خشب ، سيعرفون أي شعب ظـُـلِم واضطهد وتشرد وسُفكت دمائه ...إن عقيدة الإنتظار لملك أورشليم يجب أن تبقى في
نفوس شعبنا العظيم ، لاتجعلوهم يفقدون الصبر لطول الإنتظار ، أسمعوها لهم بنبرة عميقة تحمل الأخلاص هيا أيها
الحاخام لاتدعوا إبن من أبناء الله إلا وجئتم به للأرض المقدسة ... دعوهم جميعاً يحتفلون ببناء الهكيل العظيم .. !!


بعدها حشرجت بصعوبة ، تبع ذلك زفرات شديدة أجبرتها على رفع رأسها ، ثم انتهى كل شيء ...

.................................................

في تلك الأيام لم يكن الأمر عادي ، وقد توالت على الوادي والتلال المحيطة بالبيت الكبير ، أسلحة من نوع أخر ، قادمة
من حلفاء ساكني البيت الكبير الجدد ...

نظر عمر لأبيه متوسلاً : أيها الأب الكريم الشجاع أستجديك وألح في ذلك ان تؤجل رغبتك العارمة في تزويجي ..
فالظروف غير مواتية ..أليس كذلك ؟ ..

أجاب الأب وهو على فراشه : مع ذلك دعني أتوسل إليك يابني العزيز أن تفرغ سريعاً من هذا الشأن، أود ان يكون لك
أبناء ، سوف يسعدني ذلك وأمك كثيراً .,

ولما رأى الشاب إصرار أبيه على ذلك ، هز برأسه علامة الموافقة ..

إذهب من فورك لوالد الفتاة وتواعدوا على يوم الزواج وخذ معك بعض الرجال وأخبرهم أن أمك ستأتي إليهم هذا
المساء ... هيا أسرع أيها الكسول ..

لم يتمالك الشاب نفسه فارتمى على صدر أبيه يقبله ، إنطلق بعدها سريعاً من خلال طرق متعرجة يخفيها أحراش
كثيفة .

.. .................................................. ...............


أجاب عمر بحزم وهو يحمل عروسه على ظهر جواده ، متذكراً مايعرفه عن زواج امه وأبيه ، عندما حمل أبيه أمه على
ظهر جواده :أصبحت صفية منذ هذه الساعة زوجتي الموعودة ، سنملأ الوادي بالأبناء والبنات أيتها الزوجة الجميلة
مارأيك في ذلك ؟...

أجابت بتلعثم : نحن عائلة اشتهرنا بكثرة الإنجاب أيها الزوج العزيز ...

همز جواده لينطلق سريعاً للمقر السري الذي أعده له ولزوجته وهو يقول ضاحكاً : إذن لقد عرفت سبب إصرار أبي
وأمي على الزواج منك .......

.................................................. .................

مرت الشهور سريعاً ولكن بهدوء يشوبه حذر، وقد تخلل ذلك وصول جماعات كثيرة من يهود الشرق والغرب الذين ملأوا
البيت الكبير ، ولما رأوا ذلك أخذوا في إنشاء مجمعات سكنية جديدة ...

....كانوعمر ورجالهم يراقبون ذلك كله ، وقد رأوا أن التمهل خير من المجازفة متحينيين القوت المناسب ولما سنحت
فرصة قاموا بهجوم على بعض القادمين الجدد ، ولكن الرد كان قوياً ، مما جعل علي يغادر فراشه متألماً ويشارك في
الهجوم ، وقد أوقعوا في الجانب الأخر الكثير من القتلى ...

لكن المستوطنين الجدد وبمعاونة من حلفائهم ، شنوا هجوماً كبيراً ، نال فيه القائد علي مايتمناه ، ولحقه بعدها بكر .....

.................................................. .................................................. .................................................. ...................
بعد المعركة الأخيرة وقف على أعلى تلة مجموعة من أحفاد صهيون ومعهم إسحاق يصطحب إبنه الصغير بلعام .....
قال إسحاق بتحد :باسم صهيون وملك أورشليم القادم سيكون لنا كل شبر في هذه البقاع والأودية إن ملك شعب الله
المختار كل واد وكل نهر : هيا أيها القدسيون النبلاء .. أزيلوا كل شيء ..إقعلوا العيون لا ترحموا أحد ، أقتلوا كل
امرأة وشيخ ، لاتبقوا على أحد ..

بعد هذه الكلمات تم كل شيء ... وكانت عائشة من الذين خرجوا هاربين وقلبها قد احترق على موت زوجها وغياب إبنها
المحير .....


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir