abo _mohammed
المشــرف العــــام
حبر وعطر ـ أبو القاسم الشابي عِشْ بِالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فَإنَّما دُنْياكَ كَوْنُ عَوَاطفٍ، وشُعورِ شِيدَتْ على العَطْفِ العَمِيقِ، وإِنَّها لَتَجِفُّ، لو شِيدَتْ على التَّفْكِيرِ وتَظَلُّ جامِدةَ الجَمَالِ، كَئِيبةً، كَالهَيْكَلِ المُتَهَدِّمِ المَهْجُورِ وتَظَلُّ قَاسيةَ المَلامحِ، جَهْمَةً، كَالْمَوْتِ مُقْفِرَةً، بِغَيْرِ سُرورِ لا الحُبُّ يَرْقُصُ فَوقَها مُتَغنِّياً لِلنَّاسِ، بينَ جَداولِ وزُهورِ، مُتَوَرِّدَ الوَجَناتِ، سَكْرَانَ الخُطَى، يَهْتَزُّ مِنْ مَرَح، وفَرْطِ حُبورِ مُتَكَلِّلاً بِالوَرْدِ، يَنْثُرُ لِلْوَرَى أَوْرَاقَ وَرْدِ اللَّذَّةِ المَنْضُورِ كلاَّ ولا الفّنُّ الجميلُ بِظاهِرٍ، في الكَوْنِ، تحتَ عِمَامَةٍ مِنْ نُورِ مُتَوشِّحاً بالسِّحرِ، يَنْفُخُ نَايَهُ ـ المَشْبوبَ، بينَ خَمائلٍ وغَدِيرِ أو يَلْمَسُ العُودَ المُقَدَّسَ واصفاً، لِلْمَوْتِ، لِلأَيَّامِ، لِلدَّيْجُورِ